-
دخول

عرض كامل الموضوع : أسبوع وكاتب - 2


صفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7

..AHMAD
26/03/2008, 12:07
الخيميائي.. واستلهام الأدب البرتغالي للتراث العربي


حققت رواية الخيميائي (الكيميائي) للكاتب الروائي البرازيلي باولو كويلو نجاحا عالميا جعل كاتبها من أشهر الكتاب العالميين، ولكن أهم ما يدعو إلى اختيار هذه الرواية لعرضها أنها مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة.

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////


اسم الكتاب:الخيميائي "O Alquimista"
الطبعة الأولى : 2001



*****************

لص وطفل وكلب


في مقدمة الترجمة العربية يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب.
أما اللص فقد وجد الصوفي في الشارع بعد عودته من الصحراء في منتصف الليل وكان قد أودع مفتاح بيته عند الجيران ولم يشأ أن يوقظهم في الليل ففتح له اللص الباب فاستضافه الصوفي في بيته شهرا وكان يخرج كل ليلة إلى عمله وكان في كثير من الأيام لا يغنم شيئا ولكنه كان رجلا سعيدا راضيا لا ييأس ويقول دائما لم أوفق بشيء هذا المساء ولكني سأحاول غدا.

الرواية مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة

وأما الطفل فكان معتكفا في المسجد في الليل وقد أشعل شمعة وخشي المتصوف أن يشعل الطفل النار فقال له: لم تكن هذه الشمعة مشتعلة فقل لي من أين أتيت بالنار؟ فأطفأ الولد الشمعة وقال: فأخبرني ياسيدي أين ذهبت النار؟
وأما الكلب فقد جاء إلى النهر ليشرب فشاهد في الماء كلبا آخر (الصورة) فتراجع وجعل ينبح ثم تقدم مرة أخرى للماء بحذر وبطء ولكنه وجد الكلب المنافس مرة أخرى، وفي النهاية ألقى الكلب بنفسه في الماء متحديا الكلب (الصورة) واختفى غريمه وشرب.
ويقول كويلو إن الثقافة العربية كانت ترافقه معظم أيام حياته تبين له أمورا لم يستطع العالم الذي يعيش فيه أن يفقه معناها.
وفي مقدمته للرواية يورد أسطورة نرسيس الذي تنتسب إليه زهرة النرجس، فقد كان نرسيس يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، وكان مفتونا بصورته إلى درجة أنه سقط في البحيرة وغرق وفي المكان الذي سقط فيه نبتت زهرة سميت نرسيس (نرجس) وعندما جاءت ربات الغابة إلى البحيرة وجدنها تحولت إلى دموع، ولم يدهشهن هذا فلابد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذي كان يأتي إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحني على ضفافها بتأمل نفسها في عينيه فلا ترى إلا جمالها الخاص.
تدور الرواية حول فتى أندلسي "سانتياغو" تعلم في المدرسة وأحب له والده أن يعمل كاهنا، ولكنه اختار أن يرعى الغنم اعتقادا منه أن ذلك يجعله يسافر ويتحرك في الأرض ويتعلم أكثر ويعرف أناسا وأصدقاء جددا، وكان يقضي وقته أثناء الرعي في قراءة الكتب، كان يلجأ إلى كنيسة مهجورة نبتت فيها شجرة جميز فيترك الغنم ترعى هناك أو يؤويها إلى مبنى الكنيسة ويجلس تحت شجرة الجميز يقرأ أوينام أويتأمل ويناجي نفسه والكون، ويذهب أحيانا إلى مدينة طريف ليبيع بعض أغنامه أو أصوافها، وفي المدينة تعرف على ابنة التاجر الذي كان يبيعه الصوف وتحدثا سويا، وشعر برغبة كبيرة في البقاء في المدينة ليظل قريبا من الفتاة.

لكل إنسان أسطورته
يرى الفتى في المنام حلما تكرر مرتين جعله يهتم بتفسيره، فقد رأى نفسه مع نعاجه حين جاء إليه طفل وأمسك بيده وأخذه إلى أهرامات مصر وأراه مكانا محددا في الأهرام، وقال له ستجد هناك كنزا، فذهب إلى عجوز غجرية في المدينة وحدثها عن حلمه لتفسره، قالت له العجوز إن الأحلام هي لغة الرب فإذا كانت بلغة الناس استطعت تفسيرها ولكن إذا كانت بلغة روحك فلا أحد سواك يستطيع تفسيره، وقالت له إن حلمك يصعب تفسيره، يجب أن تذهب كما طلب منك الطفل ولن آخذ منك الآن مقابل تفسير الحلم ولكن إذا وجدت الكنز أريد أن تدفع لي عشره، وطلبت منه أن يقسم على ذلك.
وفي المدينة يلتقي سانتياغو برجل عربي عجوز قال له إن اسمه ملكي صادق، ووجد أن هذا الرجل يعرف حلمه ويعرف كثيرا من أسراره وخصوصياته التي لا يعرفها أحد سواه، وطلب منه أن يعطيه عشر قطيعه من الأغنام مقابل أن يعلمه كيف يبلغ مكان الكنز المخبوء، ويبيع الفتى سانتياغو خرافه ويعطي الشيخ ما طلبه، ولكنه لم يقدم له مقابل ذلك سوى نصيحة عامة "يجب أن تقرأ الإشارات التي تساعدك على معرفة طريقك" وانتزع من صدرية ذهبية معلقة في رقبته حجرين كريمين يدعى أحدهما أوريم والآخر توميم وقال له يمكن أن تسألهما إذا احتجت وحاول أن تتخذ قراراتك بنفسك، لقد أعطيتني ستة خراف لأني أخبرتك عن أشياء تعرفها ولكني ساعدتك على اتخاذ قرار.


اتبع حلمك
سافر سانتياغو إلى طنجة وتعرض هناك للسرقة وصار في المدينة غريبا لا يملك شيئا، وعرض على صاحب محل لبيع أدوات زجاجية أن ينظف له متجره مقابل طعامه فقال له التاجر: لن تحتاج لذلك حتى تأكل فيجب علينا أن نطعم الغريب والجائع دون مقابل، ولكنه يوافق على تشغيله في المحل مقابل عمولة، ويعمل الفتى ويكسب في عام واحد ما يكفي لشراء قطيع من الغنم يفوق قطيعه الأول بمقدار الضعف، ويفكر في العودة إلى الأندلس ليفتح دكانا في طريف ويتزوج ابنة التاجر التي أحبها، ولكنه يلتقي رجلا انجليزيا سافر منذ عشر سنوات ليتعلم الكيمياء ويريد أن يسافر إلى مصر ليقابل كيميائيا عربيا يقيم في واحة الفيوم استطاع أن يحضر إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وأن يكتشف حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، وأقنع سانتياغو بمرافقته إلى مصر لعله يجد كنزه، واشتريا جملين لينضما إلى قافلة كبيرة متجهة إلى مصر.
تعبر القافلة الصحراء ويتعلم سانتياغو أشياء كثيرة، ويتعرف في الليالي عندما يستريح الرجال ويتحلقون حول النار على أشخاص حكماء وشجعان، وتتوطد علاقته بالإنجليزي وإن لم يحب كتبه التي كان يطيل تأملها، وتتحدث عن الزئبق والأملاح.
مكث سانتياغو في واحة الفيوم فترة طويلة بسبب حروب طاحنة تدور في المنطقة بين القبائل جعلت طريق القوافل خطرة ومستحيلة، ولأنه يتقن اللغة العربية فقد استعان به الإنجليزي للبحث عن الكيميائي المقيم في الواحة وفي أثناء البحث تعرف على فتاة اسمها فاطمة وأحبها وقرر أن يبقى في الواحة ليعيش معها.

يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب


روح الكون
تدل الإشارات سانتياغو على أن المحاربين سيهاجمون الواحة ويذهب إلى زعيم الواحة ويخبره برؤياه، ويتشاور زعماء الواحة طويلا، وأخيرا يتحدث إليه الزعيم قائلا إنهم يصدقونه لأنه قبل ألفي عام جاء إلى مصر فتى مثلك اسمه يوسف استطاع بتفسيره لحلم الملك أن ينقذ مصر من المجاعة، وبالفعل يهاجم خمسمائة محارب الواحة ولكن أهلها الذين كان من بينهم ألفا فارس محارب كانوا مستعدين لهم فأوقعوهم في كمين وقتلوهم جميعا، وكافأ الزعيم سانتياغو بخمسين قطعة ذهبية وبتعيينه مستشارا.

ويأتي الكيميائي إلى سانتياغو ويتعارفان ويتحدثان طويلا وينصحه بالسفر إلى الأهرام ويتبع حلمه، ولكن الفتى كان يفضل البقاء في الفيوم والزواج من فاطمة والعمل مع الزعيم، فيقول له الكيميائي: إذا لم تتبع حلمك فسوف تفقد أسرارك ولن تظل مستشارا، وتصبح مجرد تاجر في الواحة، ويعتذر سانتياغو بالحرب الدائرة، فيبدي الكيميائي استعداده لمرافقته ومساعدته في الوصول فهو يعرف كما أخبره طرق الصحراء.
ويعترضهم في الطريق محاربون أشداء ملثمون، ويفتشونهما ويجدان مع سانتياغو كمية من الذهب ومع الكيميائي زجاجة تحتوي على سائل أصفر وقطعة زجاجية كأنها بيضة فيسألون الكيميائي فيجيبهما: هذا السائل هو إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وهذا حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، فيضحك الرجال كثيرا ويضحك معهم سانتياغو والكيميائي ثم يخلون سبيلهما، فيسأل سانتياغو رفيقه: كيف تخبرهما عن هذا السر العظيم؟ فقال له: لكي أريك قانونا بسيطا من قوانين الكون: عندما نجد أعظم كنوز الدنيا فقد لانتبينها لأننا لا نؤمن بوجودها.
وتعترضهما مجموعة أخرى من المقاتلين وتلاحظ أنهما مرا بمعسكر أعدائهما دون أن يعترضوهما فيقررون أنهما جاسوسان للأعداء، ويقررون قتلهما، ولكن الكيميائي يقنعهم بإطلاق سراحهما مقابل الذهب الذي يحمله سانتياغو وبعد أن يريهما قدرة الفتى الخارقة على التحول إلى رياح عاصفة، ثم يصلان إلى الجيزة وينزلان عند راهب قبطي، وهناك يستريحان ويحول الكيميائي كمية من الرصاص إلى ذهب، وضع الرصاص في قدر وسخنه على النار طويلا ثم مزجه بجزء من حجر الفلاسفة لا يزيد على شعرة وتحول الرصاص إلى ذهب وتركه يبرد ثم قسمه إلى أربعة أجزاء أعطى الأول للراهب والثاني لسانتياغو وأخذ الجزء الثالث وأودع الرابع لدى الراهب ليعطيه إلى سانتياغو إذا احتاج إليه.
ويمضى سانتياغو إلى الأهرام وتبهره بعظمتها وتناسقها، ويتبع الإشارات حتى يهتدي إلى المكان الذي يجب أن يحفر فيه، ويمضى الليل طوله يحفر، وفي الصباح يمر به فرسان ملثمون فيفتشونه ويسألوه ماذا تخبئ ويقتادونه إلى خيمة القائد، ويحدثه بقصته، فيضحك الفارس طويلا، ويقول له هل جئت من إسبانيا وأمضيت سنة تعمل، وسرت في الصحراء من المغرب إلى مصر وتعرضت للسلب مرتين، وكدت تقتل مرات عدة من أجل حلم، لقد حلمت مرتين أن ثمة كنزا في كنيسة مهجورة في قرية إسبانية مدفون تحت شجرة جميز نبتت في أرض الكنيسة يأوي إليها رعاة الغنم لكني لم أتبع حلمي، فلست غبيا إلى هذا الحد لكي أجتاز الصحراء الهائلة لأجل حلم رأيته مرتين، وتركه الفارس وانصرف، وفهم الفتى سانتياغو الإشارة، وعرف أن الملك العجوز والكيميائي والفارس الملثم هم شخص واحد، وأنه ترك له الذهب عند الراهب ليعود إلى إسبانيا، وضحك الراهب عندما رآه يعود من جديد وسأل أما كان يمكنك أن تجنبني ذلك كله، وسمع الريح تجيبه: ولكن لو أخبرتك لما شاهدت الأهرام.
ورجع إلى قريته واستخرج الكنز، كان صندوقا مليئا بقطع ذهبية قديمة وأحجار كريمة وأقنعة ذهبية وتماثيل مرصعة بالماس ومخلفات غزو نسيته البلاد منذ زمن بعيد، لقد وجده في قريته تحت شجرة الجميز كما أخبره الفارس، وهبت ريح شرقية قادمة من أفريقيا لا تحمل رائحة الصحراء ولا التهديد بالغزو، ولكن تحمل أرج عطر يذكره جيدا حين ودع فاطمة في منتصف الليل قبل أن يسافر مغادرا، فابتسم وقال: ها أنذا يا فاطمة، إنني قادم.

..AHMAD
26/03/2008, 12:20
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

ما الذي يدفع بواحدنا إلى التفكير بالموت والتخطيط له رغم إدراكنا أنّنا بذلك نتحدّى إرادةَ الربّ وكلّ المفاهيم الاجتماعية والدينية، ونجلبُ الحزنَ والألم لأقرب الناس إلينا؟
قد تكون دوافع عدّة تدعو الواحد ليقرّر أن يضعَ حدّا لحياته. أحدها: الشعور بالوحدة والانقطاع عن الجميع. وثانيها: انحسار الأفق العقلي إلى درجة كبيرة وخطيرة. وثالثها: الهرب من مواجهة صعبة غير واثق من نتائجها، تكون النهاية بالنسبة له في علاقته بالحياة ومَن فيها. ورابعها: حبّ المغامرة والبطولة والتجربة بدخول العالم المجهول، عالم ما بعد الموت، الذي كثيرا ما يُثيره في ما يُخفي من أسرار.
يُعالج باولو كويلو في روايته "فرونيكا قرّرت أن تموت" العلاقة المتشعبة التي تربط الانسان بالحياة، ويقف عند لحظة الانكسار عندما يصل الواحد إلى قرار صارم ونهائي أنّه لن يستطيع الاستمرار أكثر. وهو يفعل ذلك من خلال تناوله لعدّة شخصيات مختلفة التقت في مكان واحد" مركز الأمراض العقلية" مما سمح لها بالتعارف والتحدّث والتأثّر.
وقصّته هذه لم تأته فكرتها عفو الخاطر، وإن كان موضوعها يُراوده ويشدّه ويستدعيه بين حين وآخر. فقد كانت بنت صدفة إذ كان يجلس وصديقة سلوفانية اسمها فرونيكا في مطعم جزائري في باريس عندما روت له هذه الصديقة ما سمعته من والدها الطبيب من قصة فتاة تدعى فارونيكا عالجها في مستشفى للأمراض العقلية كان يُديره. ويخبرنا باولو كويليو أنّ ما شدّه لقصة فرونيكا المريضة أنه هو أيضا كان والداه قد أدخلاه، رغما عنه، ثلاث مرات في سنوات عمره الأولى للمعالجة في مستشفى للأمراض العقلية لأنّ تصرفاته لم ترق لهما. ولهذا شدّته قصة فارونيكا ووجدها المتنفس الذي يبوح عبره بأسراره وهمومه، كما أنه أحسّ بالتعاطف الإنساني مع شخصيات روايته لأنهم ذكّروه بمُعاناته وأعادوه إلى أيام خوال كان مثلهم نزيل مستشفى للأمراض العقلية.

الشخصيّة الأولى والمركزية في القصة
هي فرونيكا الفتاة التي عانت من العلاقات السيئة بين والديها منذ الصغر. ورغم الحبّ الذي أحاطاها به إلا أن خلافاتهما طغت وقرّرا الافتراق مما دفع بفرونيكا لمواجهتهما بكل عواطفها الجيّاشة واستطاعت أن تقنع والدها بالبقاء في البيت رغم ما يعنيه ذلك من عذاب لكلا الوالدين. عملت في مكتبة عامة واستأجرت لها غرفة في أحد الأديرة، وحلمت أن تعطيها الحياة زوجا قنوعا تعيش معه بطمأنينة في بيت بسيط. وألزمت نفسها في علاقاتها مع الرجال أن تمنح الواحد قليلا من السعادة لا أكثر ولا أقلّ ممّا هو اللازم فقط. لم تغضب على انسان لأن الغضب كما اعتقدت يحتاج إلى ردّ الفعل لمحاربة العدو ولتحمّل نتائج لا نتوقعها مُسبقا. وبعد أن حققت معظمَ ما أرادت من الحياة وصلت إلى قناعة أنّه لم تعُد لحياتها أيّةُ قيمة لأنّ كلّ أيامها أصبحت متشابهة مكرّرة لا جديد فيها، وإذا تابعت حياتها ستأخذ بعد أيام الشباب بالتدهور إلى حالة العَجز والأمراض واختفاء الأصدقاء وزيادة الأمراض والعُزلة والعذاب. وسبب ثان لقرارها أنّها قرأت الصحف وشاهدت البرامج التلفزيونية وتابعت كلّ ما يجري في العالم واقتنعت أنّ كلّ ما في العالم معطوب ولا تستطيع أن تُغيّر الموجود أو تُصلحه. ولهذا قرّرت أن تضع حدّا لحياتها وتموت لتخوضَ تجربة الموت، التجربة الأخيرة في حياتها. لقد حاولت أن تتخيّل مغامرات الموت ولم تصل لنتيجة. كثيرا ما كانت تتساءَل عن حقيقة وجود الربّ، خاصّة وأنّ أمّها كانت تُكرّر على مسامعها أنّ الرب يعرف ماضي الانسان وحاضرَه ومستقبله، وإذا كان كذلك فالله هو الذي أوجدها في هذا العالم بمَعرفة سابقة أنّها ستضع حدّا لحياتها ولن يُفاجَأ بذلك، وكان بإمكانه أن يتجاوزَها ولا يوجِدُها. اختارت فرونيكا الموت بتناول حبوب النوم. لكنها بعد ساعات وجدت نفسَها في مستشفى للأمراض النفسية تخضعُ للعلاج وللقيود الصارمة التي تفرضُها إدارةُ المستشفى.
تعرّفت فرونيكا خلال الفُسحات الممنوحة للمرضى، وما بين جَلسة علاج وأخرى، على بعض النُزلاء وأقامت معهم علاقات مُتمايزة.
كانت زدكا في أوّل حياتها شابة جميلة وقعت في غرام شاب لم يُبادلها الحب، لكنها أصرّت على أن تجعله يُحبّها ويتزوجها فتتبّعتْ أخبارَه ولحقت به للضفة الثانية من المحيط وبذّرت أموالها عبثا حتى يئست وعادت إلى بلادها سلوفانيا وعملت على استعادة حياتها الطبيعية . وبالفعل نجحت في إيجاد عمل ومقابلة شاب أحبّها وتزوجته وأنجبا أولادا. الحرب التي انفجرت بسبب قرار سلوفانيا الانفصال عن يوغسلافيا استدعته للقتال، ولكنه بعد انتهاء القتال عاد إلى بيته وأسرته. عادت الحرب وانفجرت بين كرواتيا وصربيا وانتشرت أخبار أعمال الصرب الوحشية فتضايقت زدكا، كصربيّة، من تشويه سمعة شعبها وكتبت المقالات التي تُدافع فيها وترفض الاتهامات. لكن حدث أن مرّت يوما أمام تمثال شاعر سلوفانيا العظيم واستعادت قصة حبّه ليوليا التي رآها صدفة في الكنيسة وسَبته من النظرة الأولى، لكنه لم يستطع الاقتراب منها، فخصّص لها أجمل أشعاره التي يُرددها الناس حتى اليوم. وتساءلت زدكا : وماذا كان حدث لو أن هذا الشاعر غامر بكل قوته من أجل الفوز بمحبوبته؟ وشعرت زدكا بخفقة قويّة في قلبها، وعادت إلى البيت لتستغرق في حالة نفسية صعبة وسؤال واحد يعذبها : هل هي أيضا صمدت وغامرت بما فيه الكفاية للفوز بحبيبها؟ هكذا تحوّلت حياة زدكا وأفراد بيتها إلى حياة لا تُطاق. وبدأت في عملية بحث مرهقة وراء محبوبها البعيد. فصرفت الأموال وهاتفت العشرات، وفكّرت بالسفر للبحث عنه عبر المحيط في أمريكا. كل هذا يحدث وزوجها لا يدري بما يجري في بيته. وبعد فشلها استولت عليها حالة نفسية صعبة جعلت الطبيب يقرّر نقلها إلى مستشفى الأمراض العقلية حيث التقت بفرونيكا.


الشخصية الثانية
كانت ميري محامية ناجحة تعمل في مكتب محامين مشهور، متزوجة ولها أولاد. كانت تحضر فيلما سينمائيا حول حالة الفقر في بلاد السلفادور عندما داهمتها أفكار غريبة: لماذا لا تترك عملها الروتيني وتكرّس سنوات عمرها الباقية للخدمة في جمعية خيرية تمدّ يدَ المساعدة للمحتاجين؟. الحروب كانت منتشرة في الكثير من مناطق العالم مثل سلفادور حيث الأولاد يعانون من الفقر والجوع وتضطر الفتيات للعمل في الدعارة لكسب لقمة العيش. قررت ميري أن تُفاتح زوجَها بما تفكّر حالَ عودتهما للبيت. لكنها فجأة شعرت برعشة في قلبها وثم بألم أخذ يزداد ويشتد، فقررت ترك القاعة بهدوء. خرجت وزوجها وشعرت للحظات أنّها ستفقد الحياة، فسارع زوجها بإيقاف سيارة أجرة نقلتهما إلى البيت بعد رفض ميري التوجه للمستشفى. في الغد ذهبت للعمل، وفي جلسة لها مع زميل لها صارحته برغبتها في ترك العمل والتفرّغ للأعمال الخيرية. وعاد قلبها ليفزعها وهي وحيدة في مكتبها. وفي البيت صارحت زوجَها بما حدثَ لها واتّفقا على إجراء الفُحوصات الطبية. غابت شهرا عن العمل عاوَدتها دقاتُ القلب والأوجاعُ والمخاوفُ حتى انتهى بها الأمر ودخلت مستشفى الأمراض العقلية لتلتقي بفرونيكا وزدكا والآخرين.
الشخصية الثالثة
أدوارد كان هو الشخصية المهمة المهمة، وهو ابن سفير يوغسلافيا في البرازيل . لم يجد سعادته في عاصمة البرازيل، فكان وهو في السابعة عشرة من عمره يومها يقضي وقته في الدراسة، لا أصدقاء له ولا اهتمامات، مما أقلق أمّه وجعلها تخاف على مستقبل ابنها الذي كانت تريده أن يتابعَ خطى والده في سلك الخارجية. ثم كان وأحضر ادوارد معه للبيت فتاة برازيلية مما أفرح والديه وطمأنهما على ابنهما، لكن جلساته مع الفتاة وتعاطيهما الأرجيلة أثار شكوك والدته في تصرفاته وخافت أن يكون ابنها متورطا في إدمان المخدرات. ثم صارح أدوار والديه برغبته في شراء دراجة ولما شعر بعدم استجابة والديه ومحاولة والده توجيهه في الطريق الأمثل التي يعتقدها غضب أدوارد ودخل غرفتَه وقضى الساعات مع الأرجيلة حتى أرغمَ والديه على شراء الدّراجَة. وبينما كان في طريقه إلى فتاته فقدَ السيطرة على مقود القيادة وسقط مما سبب له عُطلا قويّا أقعده في المستشفى فترة طويلة فيها قرأ كتابا يروي حياة أشخاص كانت لهم أحلامهم ورؤاهم التي تحقّقت أمثال السيّد المسيح وداروين وفرويد وكولومبوس وماركس . وحياة قديسين وكثيرين من الذين انطلقوا وراء أحلامهم كي يحققوها. هؤلاء لم يدعوا الحياة تمرّ هباء. لقد تصدوا لكل المُعَوّقات وتمرّدوا على كل المفاهيم الاجتماعية وانطلقوا ليُجسّدوا أحلامَهم في الواقع. ومثلهم أراد أدوارد أن يكون، واختار طريقَه، وانطلق ليُحققَ الحلمَ بأن يكون قدّيسا، واختار تعليمَ فنّ الرّسم، فصادق الرسّامين والفنانين الذين باتوا يزورونه ويُسامرونه كل ليلة، وتحولت غرفته إلى استوديو كبيرة. فشلت كل محاولات والديه لثنيه عن طريقه هذه، ودافع أدوارد عن تعلقه بالرسم والفن. لكنه ضعف أخيرا أمام إلحاح والده وتوسلاته ووعده بالعمل برغبته والانصياع لنصائحه. فرح والداه بهذا التحوّل الكبير وظنّا أنهما استعادا ابنهما من ضياعه الذي كان مؤكدا. لكن ادوار كان قد فقد السيطرة على نفسه، فلا هو نجح في أن يكون الابن الذي أراده والداه، ولم ينجح في أن يستعيد حلمه الذي قرّر التنازل عنه. ولم تمض خمسة شهور حتى كان يُعاني من انفصام في شخصيته ممّا دفع بوالده، الذي عاد إلى سلوفانيا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في يوغوسلافيا، إلى إدخاله لمستشفى الأمراض العقلية حيث تعرّف هناك على ميري وفرونيكا ونزلاء المستشفى كلهم.

مستشفى الأمراض العقلية (فيليت)
هو المكان الذي جمع بين شخصيات الرواية وكان مسرح الكثير من الأحداث. وكويلو يثبت لنا أن لا مكان مقطوع عن المحيط والعالم الذي يحيط به، ولا إنسان، حتى المقيم في مستشفى الأمراض العقلية، يكون معزولا عن عالمه الخارجي والناس الذين يُعايشونه في الداخل وهؤلاء الذين في الخارج. فالتفاعل المتبادل قائم، ومهما علت الجدران وعُزلت الأمكنة تظلّ الأفكارُ المُحلّقة والأحلامُ الكبيرة أقوى، وإرادةُ الإنسان قادرة على تجاوز كلّ الحواجز ومُواصلة سَعيها لتحقيق الهدف الذي تُريد. فقد كان حضور فرونيكا للمستشفى هو العامل الذي أخرج نزلاءَ المستشفى وعامليه من روتين نظام يومهم الذي اعتادوه، وكسَرَ نمطَ التفكير الذي سَيطر على عقولهم.



يتبع .......:D

..AHMAD
27/03/2008, 12:11
شخصيات رواية كويلو استطاعت من بداية ظهور كلّ منها أنْ تكتسبَ وُدّ ومَحبّة وانحيازَ القارئ ، فكل منها تمتاز برؤاها وخاصيّتها وجاذبيتها وتناميها ومركزيّتها وتأثيرها وتأثّرها، شخصيات ليست مُجردة ومُمَوضعَة، وإنما هي شخصيات من لحم ودم تُحبّ وتكرهُ، تتألم وتصبر، تبكي وتضحكُ تحقدُ وتُسامح. شخصيات مثقّفة متعلمة، تطرحُ وتُعالج القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة والدينيّة، وتُعطي للقارئ الكثيرَ من المعلومات ، منها التي يعرفُها والكثير من التي لا يعرفُها. حتى طبيب المستشفى لم يُبقه كويلو في إطاره المهني وإنّما منحه الحريّةَ في أن ينطلقَ ليتصرّفَ كما يريد وليكشفَ عن مَشاعره تجاه مَرضاه والناس الذين عرَفهم. وتَركَ الممرضة تخرجُ عن وظيفتها المُحدّدة وتتفاعلُ مع فرونيكا في الكثير من المواقف وأن تحثّها وأدوارد على الخروج والتنزه في الحديقة بعيدا عن جوّ المستشفى الخانق.

حتى الزمن الذي كان يترصّد فرونيكا ويُحدّدُ لها الأيامَ والساعات التي بقيت لها في الحياة، ويضغط على أعصاب الكثير من الشخصيات وتترصده، استحال، رغم ما كان مجرّد ذكره يُثيرُ من فزَع وخوف وتَردّد ليكون الأنيسَ المُتواري الذي لا يُزعجُ العاشقَين في خلواتهما، والغائبَ الذي يجعلُ الخائفين منه ينسَونَه حتى أنه يتنازل عن إلحاحه السابق وتَدقيقه في اليوم والساعة، ويقف ليتركَ العاشقين فرونيكا وأدوارد يعيشان بحبّ دون أيّ إزعاج

..AHMAD
27/03/2008, 12:13
بعض التعليقات على الرواية

«بأسلوب سهل ممتع، ساخر مدهش، ترى پاولو كويلو يسبر أغوار العادات والجنون والمعاني. وبفضل تملُّكه الأدبي وفطنته الفلسفية، تبلغ هذه الرواية ذروة العظمة عبر السهولة. إنه لإنجاز رائع حقاً»!

لو مارينوف، مؤلف «أفلاطون وليس پروزاك»
***
«پاولو كويلو يؤلّف كتباً تسحر ألباب الناس»

Neue Zuricher Zeitung
(سويسرا)
***
«كانت رواية «الخيميائي» العالمية حجر الزاوية لشهرة كويلو؛ وجاءت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» لتُدَعِّمه»

Time out (لندن)
***
«ما وُلِدت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» إلا لِيَكبر معها پاولو كويلو الأسطورة»

La Pressa (الأرجنتين)

..AHMAD
27/03/2008, 12:24
Break In


تشخيص ظاهرة باولو كويلو

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

يشكل باولو كويلو ظاهرة أدبية غريبة. في فترة زمنية قصيرة نسبياً كتب حوالى عشر روايات. حظيت هذه الروايات بإقبال كبير في العالم وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.

خلال عقد من الزمن تحول باولو كويلو من متسكع إلى مليونير يتربع على إمبراطورية مالية لا حدود لها.



هو واحد من قلة نادرة من الكتاب ممن تحولوا، بالكتابة وحدها، من الفقر إلى الثراء الفاحش. مثله في ذلك مثل الكاتبة البريطانية رولينغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر.

ولكن نقاد الأدب، والوسط الأدبي الجاد في شكل عام، لا ينظرون إلى تجربة كويلو الكتابية بعين الرضا.
كثيرون يعتبرونه كاتباً تبسيطياً فجاً تشكو كتابته من الضحالة والنزعة التبشيرية.
بل إن البعض يتهمه بارتكاب الأخطاء اللغوية التي تكشف عن ضعف قدراته في الكتابة. فالكتابة، والحال هذه، ليست فناً بل مجرد وسيلة للترويج لأفكار ساذجة تدغدغ المشاعر البسيطة لناس عاديين يجدون في الحكايات التي يؤلفها الكاتب سبيلاً للعزاء.

ولكن كويلو بالنسبة له البساطة برأيه هي قمة الجمال. وهو لا يريد أن يطارد البلاغة والزخرفة والتعقيد بل أن يكتب كما لو كان الذين سيقرأونه أطفالاً أقبلوا على الحياة لتوِّهم.



الروايات التي يكتبها كويلو تغرف من حياته. إنها جوانب من سيرته الذاتية. والحال أن سيرته الذاتية تشكل، في نفسها، رواية مدهشة. هذه السيرة يرويها الكاتب بالتفصيل للصحافي الإسباني خوان آرياس، الذي يكتب لصحيفة الباييس. عقد آرياس مقابلة طويلة مع باولو كويلو ونشرها بالعنوان الموحي: اعترافات حاج.

باولو كويلو هو الحاج الذي كان مفتوناً بالكتابة منذ وعى. في لحظة حماسة غريبة استقل الباص من ريو دي جانيرو وذهب إلى بيونس إيريس، في الأرجنتين، لمقابلة خورخي لويس بورخيس. وحين قابله وقف أمامه صامتاً. لم ينبس بكلمة واحدة. ثم عاد أدراجه.

كان، منذ البدء، جذرياً، يذهب إلى الحد الأقصى من الأشياء: فوضوي، هيبي، ماركسي، غيفاري.

وحين عجزت هذه الأشياء عن إشباع فضوله دخل في أزمة مع نفسه. غاص في متاهات الهلوسة والسحر والسفر والجنس والمخدرات. وهو في كل ذلك كان يستجيب لصوت داخلي يدعوه إلى التمرد.

أدخله أهله إلى مصح عقلي. وهم برروا صنيعهم بالقول أنه "هائج ويترك أثراً مدمراً على الآخرين".

رواية "فيرونيكا تقرر أن تموت" تروي هذه التجربة المرعبة التي مرّ بها كويلو. هرب من المصح وسافر مع صديقته إلى الولايات المتحدة وهو مفلس.

بعد عودته اختطفته مجموعة من العسكريين فأدخل السجن الانفرادي وعذب.

أدت تجربة السجن إلى خلخلة كل قناعاته وأجبرته على مراجعة نفسه. بدأ يميل شيئاً فشيئاً إلى الدين وصار الإيمان يتسرب إلى نفسه. تسلق الجبال مع مجموعة من المؤمنين للوصول إلى كنيسة. كان هذا نوعاً من التطهر.

عن هذه التجربة كتب نصاً طويلاً سماه "الحج" أو "يوميات كاهن".

هو يرى أن القديسين والقديسات أشخاص يتمتعون بعواطف وميول جارفة. ولولا الدين الذي يصعّد تلك العواطف ويفرغها بطريقة آمنة، فإن هؤلاء الناس ينتهون مجرمين أو عاهرات.

ولكن انحيازه الديني يتلبس شكلاً خاصاً. الدرب الروحي يكون بحثاً عن الخلاص الفردي وليس ذوباناً في مرشد أو غورو أعلى. هناك رغبة في خلق فسحة واسعة لقيمة التسامح وتهذيب النفس حيث يصير الإصغاء إلى الآخر وهو ينتقدنا سبباً للمتعة وليس للانزعاج. هناك مكان للجميع ولكل شيء: للأفكار، للأديان، للنظريات. ليس من شيء نافل إلا في نظر المتغطرسين. الثروة تقوم في التعدد والاختلاف. يمكن المرء أن يكون مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو ملحداً أو غنوصياً. ليس من حق أحد أن يتدخل في أعماق أي فرد. الأصوليون الذين يسعون في فرض تصورهم الخاص على الآخرين هم محض فاشيين. وفي نظر باولو كويلو فإن الأصولية تمثل الجهل بالدين في أشد أشكاله ضراوة. الأصولية هي قلة الإيمان بالعكس مما يلوح للوهلة الأولى.

وصل باولو كويلو بنفسه إلى نقطة بات فيها كل شيء في الوجود مصدر دهشة وصار كل شيء في الحياة معقولاً. لو قال له أحدهم ان ثمة أحصنة تطير فلن يتردد في تقبل الأمر كحقيقة. في رأيه أن ثمة متعة خفية في ما حولنا يترتب أن نعرف كيف نعثر عليها. المتعة هي كل ما نقوم به بحماسة ورغبة حتى ولو انطوى ذلك على تعب أو عذاب. المنطق وحده عاجز عن إرضاء فضولنا. هناك مسحة رقيقة مخصصة للغموض والسحر والهلوسة. الخيال هو الذي يفلح في حمل كل ذلك على جناحيه وهو يفلح، أيضاً، في تفكيك اللغة السرية التي تتواصل بها العناصر الأثيرية. كل تأرجح في هذه العناصر ينطوي على رسالة. ما نصادفه في يومنا هو عبارة عن شفرة تحتاج إلى تفكيك وقراءة. تلك هي لغة البشائر التي هي ألفباء روحية يطورها الشخص ليصير قادراً على التواصل مع الكون والله.

الحال أن باولو كويلو انتسب إلى فرقة تمارس السحر والشعوذة (السحـر الأسـود)، وهـو وصل إلى مرتبة مرشد أو غورو (ماغوس). كان يمكن هذا الانخراط أن يقوده إلى عالم آخر مختلف كلياً عما هو عليه الآن. لقد أنقذته الكتابة. عبر الكتابة أراد كويلو أن يصعّد الرغبات الجارفة التي تشتعل في داخله. أراد أيضاً أن تكون الكتابة وسيلة للاتصال بالآخرين. هو بهذا يـفسر البساطة التي تهيمن على نصوصه. البساطة طريق قصير للوصول إلى كل الناس. وهو يريد أن يبلغ رسالته كمرشد، ماغوس، إلى الناس. تكمن قناعته في أن الناس يتقاسمون في ما بينهم رؤى وأفكاراً وميولاً مشتركة. الناس فلاسفة. لكل شخص فلسفته.

يحب باولو كويلو أن يشبّه ما يكتبه بفحوى قصة كتبها بورخيس بعنوان "ألف". في القصة ثمة شخص سائر يتمشى، يتخبط، ولكنه ينتهي بالدخول إلى نقطة يستطيع أن يرى بعدها كل شيء في آن واحد: كل الناس، كل الغابات، كل الأنهار، الكون كله.

الخيميائي، بطل الرواية التي تحمل الاسم ذاته، يعرف كل شيء.

غير أن كويلو لا يريد أن يكون رسولاً. ليست لديه رغبة في القيام بدور المخلص. هو يروي الوقائع التي حصلت في حياته وردود الفعل التي بدرت منه إزاءها. غايته أن يدون هذه الأشياء. أن يرويها في قالب يجمع حبكة حكائية وسرداً خفيفاً وحكمة عتيقة. لا يؤمن كويلو برسالة جماعية من شأنها أن تقود البشر بالقسطاس. هو يؤمن بالطفرات الفردية، بالمبادرات التي تأتي من الشخص ككائن فريد لا شبيه له.

وفي رأيه أن الحرية القصوى للفرد تقوم في تمتعه بإمكان ترجمة ذاته خارج الحدود الجماعية، أي خارج الدين أو القومية أو الحزب أو المؤسسة. حرية الفرد هي السبيل الوحيد لإزالة العوائق أمام طاقات الخـلق.

تبدو روايات باولو كويلو، والحال هذه، أشبه بأطروحات فكرية تسعى إلى القفز عن حدود الحكاية. إنها مجموعة من الحوادث والإشارات والخواطر والتأملات، معروضة في قالب قصصي ومسرودة في نثر خفيف. الغاية أن يقرأ الجميع: أن يقرأوا ويتمتعوا ويتلقوا رسائل خفيفة من بين السطور.

..AHMAD
27/03/2008, 12:29
Break Out


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

تحتل رواية ( حاج كومبوستيلا ) مكانه مميّزه بين روايات كويلو؛ وذلك لأن من خلالها يستطيع القراء أن يفهموا باقي أعماله بشكل أفضل, هذه الرواية تقدّم لنا الفلسفة الأولية والأساسية التي ينظر من خلالها كويلو للحياة ككل؛ وتقدم لنا أيضاً الرحلة التي أسفرت عنها هذه الفلسفة الروحانية, البسيطة, الخلابة, والتي تجلّت بعد ذلك في كل رواياته. الشيء الآخر الذي يميّز هذه الرواية هو أنها تحمل قدراً حقيقياً من حياة كويلو كما لم تحمله أي رواية أخرى له؛ بل إنه في هذه الرواية هو شخصية الرواية الرئيسية.


في ليلة الثاني من يناير من عام 1986, وفوق قمم جبال ( سيرا دومار ) الموجودة في الجنوب الغربي للبرازيل بموازاة المحيط الأطلسي, تبدأ أحداث هذه الرواية.

فوق تلك الجبال كانت تجري طقوس ترقية كويلو إلى رتبة جديدة ضمن أخوية اسمها رام ( RAM ) والتي كان عضواً فيها منذ عشر سنوات. ورام – كما يقول كويلو عبر موقعه على الإنترنت - هي أخوية مسيحية أسُست عام 1942, غرضها الأساسي هو دراسة اللغة الرمزية للعالم, وأسمها هو اختصار لـ (regnum, agnus, mundi) وتعنى ( الصرامة, الحب, الرحمة ). في أخوية رام يكون لكل عضو سيف خاص برتبته, وتنصّ تعاليم الأخوية أنه أثناء طقوس ترقية أحد الأعضاء يجب أن يَدفن سيفه القديم, ومن ثم يُعطى السيف الجديد الخاص برتبته الجديدة.

أثناء مراسم ترقية كويلو, جثى على الأرض أمام الجميع ودفن سيفه القديم, ومن ثم رفع يده لمعلمه كي يستلم السيف الجديد, لكن ما أن لمس الغمد, حتى تقدم معلمه خطوة للأمام وداس أصابعه بقسوة وأبعد السيف عنه, وقال له أنه لا يستحق السيف الجديد ولن يستعيد السيف القديم؛ لأنه متعجرف, ويعتقد أن طريق الأخوية هي طريق لناس معيّنين مختارين, بينما هي طريق للجميع.

تنتهي المراسم بهذا الفشل الذريع لكويلو, وبعد نهايتها تجئ له زوجته, والتي كانت موجودة أثناء ذلك, وتقول له أن المعلم قال لها أنه سوف يخبئ السيف, الذي كان من المفروض أن يناله, على طريق قديم قروسطي في أسبانيا, وأن على كويلو أن يقطع هذا الطريق بحثا عنه, واسم هذا الطريق هو ( مار يعقوب ).

بعد سبعة أشهر, وبعد كثير من التردد, قرّر كويلو أن سوف يقطع طريق مار يعقوب بحثاً عن سيفه. يسافر بعدها من البرازيل لجنوب فرنسا, ويلتقي هناك ( بتروس ) وهو اسم مستعار لعضو آخر في جمعية رام, والذي يصير دليلاً ومرشداً لكويلو في هذا الطريق الذي يمتد من جنوب فرنسا وحتى شمال غرب أسبانيا بمسافة تتجاوز السبعمائة كيلو متر.

وتبدأ رحلة البحث عن السيف, وفي أثناء هذه الرحلة, يكتشف كويلو, من خلال الطريق الذي يعبره, ومن خلال مرشده بتروس, معاني جديدة رائعة وملهمة للحياة وللموت وللحب وللزواج وللورع وللامتثال وللجنون وللتواضع وللانتصار وللشجاعة .. وغيرها الكثير .. يكتشف باولو هذه المعاني بطريقة ذات تسلسل منطقي جذاب وكأن رحلة سفره ما هي إلا رحلة حياة مصغره؛ في هذه الرواية نرى كويلو, وعلى عكس باقي رواياته, يأخذ دور التلميذ.

يتعلّم كويلو أيضاً من خلال مرشده العديد من تمارين أخوية رام, وهي عبارة عن تمارين بسيطة ذات طابع تأملي, والغاية من هذه التمارين هي تعزيز قوة حدس المتدرب. يقول المرشد بتروس عن هذه التمارين بأنها بسيطة لدرجة أن الناس الذين ألفوا تعقيد الحياة لن يولوها اهتماماً. وقد وصف باولو هذه التمارين بالتفصيل في هذه الرواية, وسوف يجد القارئ أن بعض هذه التمارين جدير بالممارسة فعلاً.

فلسفة كويلو, وفلسفة هذا العمل, تنصّ على أن كل ما هو خارق واستثنائي موجود في طريق الناس العاديين؛ لا فائدة من أن يبحث أحدهم عن أسرار لا يعرفها الباقين, أو أن يدعي أنه ينتمي لنخبة المجتمع, أو يتظاهر أنه يمثّل الطبقة المثقفة دون الدهماء, أو أن يحاول أن يتقمّص دور الصفي أو النبيل أو الخاص؛ لأن ما نعتقد أننا نملكه وحدنا لا قيمة له ما لم نتقاسمه مع سائر البشر.

************************************



مقتبسات من كتاب "حاج كومبوستيلا"

كتاب "حاج كومبوستيلا" يمثل باكورة اعمال باولو كويلو ويروي قصة سعي روحي مميز على طريق مار يعقوب في اسبانيا.
ينطلق الراوي في مسيرة طويلة بحثا عن سيفه الذي فقده لحظة كان يقدم اليه, اشترط عليه معلمه لاسترداده ان يقوم بالحج على طريق قديمة يعبرها حجاج القرون الوسطى , واعتبرت مزارا من اهم المزارات الدينية في الغرب.
في الطريق يقوم المرشد بتروس بتلقين الراوي "باولو" تمارين وطقوس "رام" (جمعية روحانية قديمة) وهي ممارسات بسيطة بسيطة تساعد الانسان على اكتشاف طريق خاصة به, وتمده بالطاقة والشجاعة معمقة حدسه الشخصي الذي يصله بالحقيقة...

هذه المعلومات من غلاف الكتاب..

******


"حيث يكون قلبكم, هناك يكون كنزكم, كان يشير الى هذا بالضبط . فحيثما ترغب برؤية وجه الله تره"

" الله ليس انتقاما, الله محبة وعقابه الوحيد يقوم على ارغام من عرقل عمل الحب باعادة البناء" (الحب الاخوي والانساني)

"لو كنت انطق بالسنة الملائكة, ولو كانت لي النبؤة, وكان لي الايمات كله حتى انقل الجبال, ولم تكن فيّ المحبة, فلست بشيء"

"الاشياء لا تدوم كثيرا في هذه الحياة"

"كذلك فان التلميذ لا يستطيع ابدا تقليد خطوات مرشده. لكل منهما طريقته في رؤية الحياة, وفي مواجهة المصاعب وتحقيق انتصارات , التعليم هو ان تظهر للاخر ما هو قادر عليه والتعلم هو جعل هذا ممكنا"

"نحن نخلق بانفسنا مفهوم الزمن"

..AHMAD
27/03/2008, 13:16
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

في بحثنا عن الحياة عن التغيير عن السعادة نكتشف أننا نبحث عن الحب.



هذا ما أكده باولو في رحلة بحثه المثيرة عن ملائكته فهو متيقن أنها في مكان ما في الصحراء وستدله عليها فتيات فالكيري اللواتي يعرفن كيفية الاتصال بتلك الملائكة, هؤلاء الفتيات ربما من الخيال, ربما كانوا فعلا موجودين لكن ما يعرفه عنهن أنهن بحسب الأسطورة حوريات قصر وتان, وهن رسل الآلهة كن يقدن الأبطال الى حتفهم ثم الى الجنة ليجدهن بعد البحث في أحد الفنادق فتيات ساحرات منبوذات من أهل القرية يمتطين الدراجات النارية يصلين بطريقة خاصة ولدى رئيستهن فالهالا السر الأكبر سر الاتصال بالملائكة والذي له شروط على كل من يبحث عن ملاكه أن ينقذها وهكذا يعمل باولو بطل الرواية مع زوجته كريس على تنفيذ الشروط للاتصال مع ملائكتهما وينجحان وليأتي صوت يقول: اعلم أيها الانسان أنك بوجودك في هذا العالم الكبير الصغير يستوقفك ذلك الساحر ليبهجك أو يحزنك باخبارك أنك لست وحدك مع بني جنسك تمتلك العالم ولست وحدك من تغير مصيرك إنما معك ملائكة يحرسون معك الطريق يرشدونك أو يضلوك لتكتشف وأنت في خضم الحياة أن معك ملائكة كل يوم فعندما تتأخر عن موعد, عندما تنسى شيئا بالمنزل, عندما تتوقف بمكان دون أن تدري لماذا, إنما هذا من فعل ملاكك الذي قد ينقذك من خطر ما أو يغير مسيرك باتجاه معين بأن يستوقفك بطريقته ويرشدك, في رواية فتيات فالكيري لقاء الملائكة عمل الكاتب باولو كويلهو على نبش تلك الزاوية من الروح التي ننساها بالرغم من أنها محور التغيير في الحياة وهي التي ستساعدنا على النمو وفهم النجوم والمعجزات تلك الزاوية المتمثلة بالحب القادر على انتزاع الضعف الموجود في كل منا, القادر على تحريرنا من أي أسر لروحنا أو جسدنا أو عقلنا, ذلك الأسر الذي يلخصه مدرب الفيلة بأنه يستند بقدرته على السيطرة على الفيلة الضخمة بأنها أسيرة ماضيها الذي تخاف مواجهته وهكذا الانسان عندما يبقى أسيرا للماضي ومخاوفه لا بد أن يؤسر في كل مرة إذا لم يحاول المواجهة والتحدي والتغيير وكل ذلك يحدث بوجود المحبة والايمان بقوة الروح وقدرتها على المستحيل.‏
باولو كويلهو الباحث دوما عن الروح في كل رواياته (فيرونيكا تقرر أن تموت, الخيميائي, حاج كومبوستيلا الخ..) نجد أنه في هذه الرواية رغم اختلافها إنما يبحث فيها أيضا عن الروح بطريقة ما في كل الرواية بل في كل كلمة منها فتيات فالكيري توصل كل قارىء الى طريق ما لكنها في النهاية تجمع الكل في نهاية واحدة هي الحب.‏

يتبع........

..AHMAD
28/03/2008, 11:44
على نهر بيدرا جلست و بكيت




////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
رواية لا يمكن لي ان اتكلم عنها كثيراً لأنها لم تكن اكثر من مجرد مذكرات قام بكتابتها كويلو
اسلوب باولو كويلو دائما يحمل بين طياته شيء ما..
شيء قد يراه البعض مهما و قد يراه اخرون بلا اهمية ...
بالنسبة الي ، هناك شيء واحد لا زال يطن في اذني منذ قرات القصة و هو
" الآخر " او " الاخرى"
ذلك الصراع الذي ينشب داخل الانسان ، صراع بين الحاضر ، الماضي و المستقبل..
صراع بين ما اكون و ما يمكن ان اكون... ذلك الحبل الذي لا ينفك يسحبك الى الماضي او الى الاستقرار و الركود ، و الحبل الاخر الذي لا ينفك يسحبك الى افاق اخرى ، قد تكون لم تلج بابها يوما ، و قد تكون مختلفة ...
قد يكون فيها تحقيق الحلم.. و قد يكون فيها ضياعه...

هذا ما شدني فيها...

..AHMAD
28/03/2008, 11:46
Break In

رجعت و معي مقالة لباولو كويليو بجريدة
The Guardian

في الأدب أو الحب، يجب أن تتبع العملية الابداعية دورة الطبيعة
ما سبب كل هذا النجاح الذي حققه 'باولو كويليو'؟ هذا هو السؤال الذي يردده الصحفيون كثيرا علي مسامعي. لكن إذا تصور القراء أن بإمكاني الاجابة عليه، فمن الأفضل أن يتوقفوا عن القراءة الآن.
فعملية الابداع بالنسبة لي تخالف دائما 'أية وصفة لتحقيق النجاح'. وتتناول كتبي موضوعات مختلفة تدور في أوقات مختلفة. ويقول البعض بأن كل هذا النجاح يرجع الي التسويق. حسنا ما قولكم في أن كتابي الأولين (يوميات ماجس، الخيميائي) باعا (25 ألف) نسخة قبل ظهور أول إعلان لهما.


والشيء ذاته حدث في الخارج: فلقد رغب الناشرون في استثمار أموالهم في كاتب برازيلي مجهول عندما لفت انتباههم ما يحدث في البرازيل.
وليس من سر وراء نجاحي، لكن هناك عوامل ثلاثة دائما ما تجعل الكون يتواطأ لصالح من يسعي لتحقيق حلمه.
العامل الأول: يجب أن تؤمن فيما تقوم به.
فمنذ أن قررت التفرغ للأدب والتكسب منه، تركت كل ما عداه من عمل. توقفت عن العمل كمؤلف غنائي أو معد للتليفزيون أو كصحفي، ووجهت كل قواي الي ما يجلب لي السعادة.
والثاني: أبدا لن تستطيع تحقيق حلم بمفردك.
وكان القراء هم رفاقي الذين اسهموا في نشر عمل لمؤلف مجهول. وأخيرا يجب ان تجد لنفسك طريقا خاصا يعينك علي تحقيق حلمك، ويطلق عليه 'الاسلوب' في مجال الأدب.
فلقد أردت الحديث عن مباديء قديمة ولكن باستخدام لغة حديثة.
وهكذا جاءت مسوداتي ثلاثة أضعاف الحجم النهائي لكتابي، لكنني دفعت نفسي للايمان بقدرة القاريء علي إنشاء المشهد، وركزت علي العلاقات بين الشخصيات. وأثبتت لي التجربة أنني علي حق.
وعلى المؤلف أن يغامر. فليس بوسعي أن أعرف موقف ملايين القراء حول العالم فيما يقرأونه.
وهكذا فإنني أكتب للشخص الأوحد الذي أعرفه بقدر معقول، وهو 'نفسي'.
ويعد كل تعمق إبداعي بمثابة مغامرة تتسم بأنها مؤلمة ومذهلة بذات الوقت: فمن جانب هناك الخوف من اكتشاف أشباحنا، وعلي الجانب الآخر هناك متعة اكتشاف أننا أكثر أهمية وقيمة مما نظن.


ومن أجل القيام بمثل هذا الغوص في روحنا، نحتاج عملية إبداعية واضحة المعالم. كان ذلك في مجال الأدب، الهندسة أو الحب، فإن العملية الابداعية تتبع دورة الطبيعة.وهكذا فإن المرحلة الأولي هي حرث الحقل، وبمجرد تقليب التربة ينفذ الاكسجين الي مواضع لم يسبق له أن وصلها قبلا.

وهكذا نتأهب لمعجزة 'الإلهام'.

وبعد ذلك تأتي مرحلة البذر: فلكل عمل ثمرة من اتصاله بالحياة. والمبدع لا يستطيع ان يعزل نفسه، فهو يحتاج أن يكون علي اتصال بأقرانه من البشر وكلما تورط في الحياة أكثر، يصبح أقدر علي العثور علي لغته الخاصة. عليه أن يسمح للحياة بنشر البذور في التربة الخصبة للأوعية.
وعندئذ يحين الوقت الذي يكتمل عنده النضج، فيتدفق النص بأعماق روح المؤلف.
وأعرف أشخاصا يحرصون علي تسجيل كل ما يدور برؤوسهم، متجاهلين ما تتم كتابته في لا وعيهم.


وهكذا تتعارض ثمار الذاكرة مع ثمار الالهام. وفي النهاية يحين وقت الحصاد: تلك اللحظة التي يجلب فيها المبدع الي مستوي الوعي كل شيء سبق وبذره وتركه لينضج.
وإذا تم القطاف قبل الأوان، تكون الثمرة غير ناضجة. وإذا تم القطاف بعد الأوان، تكون الثمرة معطوبة.
وهكذا يتحتم علي المبدع ان يعمل ليل نهار، دون خوف ووفقا لنظام صارم حتي يتم انجاز العمل.
فكيف يستطيع المرء التعامل مع ثمار الحصاد؟ مجددا، توجه الي أمنا الطبيعة: إنها تشارك الجميع كل شيء.
وعند إنجاز العمل، يجب أن يقاسم المرء الآخرين روحه دون خوف أو خجل.

..AHMAD
28/03/2008, 11:48
وهي من جريدة البيان


باولو كويلو.. التعلم من الاشياء الهامشية :


ما من شيء أو أمر ما لا يمكن تعلمه واكتشاف أسراره





التعلم.. صفة مكتسبة وجهد خلاق يمكن ادراكه واتقانه ومعرفة تفاصيله. الكسالى وحدهم هم الذين يوهمون أنفسهم وسواهم بعدم القدرة على تعلم هذه المسألة أو تلك. ذلك انهم لا يريدون ان يجهدوا عقولهم في قضايا يصفونها بالمعقدة والصعبة، أو انهم عرضة للتشتت الذهني والنسيان، أو ان هناك قدرة لبعض الناس أكثر من سواهم، فضلاً عن الموهبة المتأصلة فيهم.


ومثل هذه التبريرات، تواجه حقيقة مهمة وهي ان الجهود المبذولة لابد ان تقابل بمعرفة واستيعاب ومن ثم ابتكار.. إذا ما اقترنت باستعدادات ذهنية وموهبة متجذرة.


ومن يمتلك حافز التوجه الى المعرفة يمتلك الى جانب ذلك حساً عالياً بالاشياء المحيطة به.. فهذا الكاتب: باولو كويلو من ريودي جانيرو ولد عام 1947، استطاع خلال مدة زمنية قصيرة ان يحقق شهرة عالمية بعد نشره عدة روايات وصار يقرأ في 150 دولة وبـ 50 لغة أجنبية منها العربية.


كويلو هذا.. تحدث في مقدمة روايته «الخيميائي» ـ ترجمة: جواد صيداوي، بيروت ـ قائلا انه تعلم من لص فتح له باب بيته فضيّفه. هذا اللص علّم كويلو وترك عنده حالة جديدة ليست حرفة اللصوصية التي يدينها، بل أخذ عن اللص جدوى المحاولة، ومنحه القوة على المتابعة والاصرار والتحدي في عمله الابداعي.


كما تعلم كويلو من كلب كان يعاني من الظمأ، لكنه كان يواجه خصماً وهمياً، حيث تنعكس صورته في الماء، لكن الكلب غامر وتوجه الى الماء حتى يحيا، فكان ظله ان اختفى بالتأكيد، وكان ان روى عطشه.


ومرة ثالثة تعلم كويلو من طفل يحمل شمعة مضيئة في العتمة، وكان كويلو يخشى اللعب بالنار، فسأل الطفل ان يخبره عن مصدر النار الذي أشعل بها شمعته «ضحك الصبي، واطفأ الشمعة، ثم رد يسألني ـ يقول كويلو ـ: وأنت يا سيدي اتستطيع ان تخبرني الى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟».


هذه المصادر التي نبهت كاتباً عالمياً مثل باولو كويلو.. وكلها مصادر سلبية إذا ما تم قياسها وتعامل معها وفق الواقع الذي هي عليه، فاللص كائن سلبي، والكلب حيوان تابع للانسان، والطفل مخلوق بحاحة الى من يزرع في عقله وحواسه بنت المعرفة، لكن كويلو، ترك الجوانب السلبية في تلك الكائنات التي وقع عليها نظره وتعامل معها باحساس من يريد ان يتعلم منها.. ووقف عند اشراقات موقفها، منطلقاً من ادراكها العميق، انه ليس هناك وجود سلبي كلي للأشياء، وانه لابد ان تكون هناك نقطة ايجابية يمكن الركون اليها والانطلاق من خلالها.


وفق هذا المعطى، وهذا النموذج نتبين انه بالامكان تعلم الاشياء حتى ممن يجهل قيمة وأهمية التعلم، وممن وجد في الطبيعة على نحو مجهول أو جاهل أصلاً، أو انه حضور هامشي لا يحسن الركون اليه أو الالتفات الى وجوده.


التعلم.. في جوهره إذن، حالة انتباه من جهة، وحالة استعداد مسبقة للتعلم من جهة اخرى.


ومثل كويلو عدد محدود ممن أراد لنفسه ان يكون ويتعلم ويضيف ويبتكر.. لكن كثرة من الناس لا يمتلكون ارادة الاصرار على التعلم وليس لديهم الاستعداد أصلاً لمعرفة العالم المحيط بهم، ولا يجدون في أنفسهم الحاجة للاصغاء أو الانتباه للآخر.. لأن الآخر بالنسبة اليهم على خطأ دائماً، وانه خصم لقناعاتهم، مما يجعله في حالة اغلاق وعزلة كلية عن عالم ضاج بالحياة والافكار والرؤى.


إن التعلم.. ليس صفة تربوية وحسب، إنما هو جوهر الانسان الذي يعيش وجوداً يحتاج وباستمرار الى مزيد من المعرفة، والى مزيد من المواقف الحية المشرفة، والى مزيد من الاحساس بالاشياء وتأملها واكتساب المعرفة من الجوهر العميق الموجود فيها، حيث يستقي أعذب الحكم وأسلم الرؤى في بناء حياة أفضل.

..AHMAD
28/03/2008, 11:50
THANK YOU, MR. PRESIDENT
by Paulo Coelho


Thank you, great leader George W. Bush.

Thank you for showing us the danger Saddam Hussein represents. Maybe some of us had forgotten that he used chemical weapons against his own people, against the Kurds, against the Iranians. Hussein is a bloodthirsty dictator, one of the clearest expressions of evil today.


Nevertheless, this is not the only reason why I thank you. In the first two months of 2003, you sir were able to show the world many important things, and for this you deserve my gratitude. So, remembering a poem that I learnt in my childhood, I want to say thank you.

Thank you for showing everybody that the Turkish people and their parliament are not for sale, not even for 26 billion dollars.

Thank you for revealing to the world the gaping abyss that exists between the decisions made by governors and the wishes of their people. For making it clear that neither José María Aznar nor Tony Blair care or have the slightest respect for the votes they received. Aznar is perfectly capable of ignoring 90% of the Spanish people who are against the war, and Blair is unmoved by the largest public demonstration to take place in England in the last 30 years.

Thank you because your perseverance forced Blair to go to Parliament with a fabricated dossier, written by a student 10 years ago, and present it as “convincing proof gathered by British intelligence”.

Thank you for allowing Colin Powell to make a fool of himself by showing the UN Security Council some photos which were challenged one week later by Hans Blix, the Chief Weapons Inspector in Iraq.

Thank you for adopting your current position, it made the French Foreign minister, Mr Dominique de Villepin, be greeted with sustained applause for his anti-war speech. This is something which, as far as I know, only ever happened once in the history of the UN, following a speech by Nelson Mandela.

Thank you too because, following all your efforts to support war, the Arab nations, usually divided, unanimously condemned any invasion during their Cairo meeting.

Thank you for your rhetoric, for by stating that ‘the UN has a chance to demonstrate its relevance’, you made even the most reluctant countries end up opposing any attack on Iraq.

Thank you for your foreign policy. It provoked the British Minister of Foreign Affairs, Jack Straw, to declare in the 21st century that ‘a war can have moral justifications’, thereby losing all his credibility.

Thank you for trying to divide Europe, which has been fighting for its unification; this was a warning that will not go unheeded.

Thank you for succeeding in what very few have managed to do this century: unite millions of people, from all continents, fighting for the same ideas, although these ideas oppose yours.

Thank you for making us feel again that, even though our words are not heard, they are at least uttered, and this will give us more strength in the future.

Thank you for ignoring us, for marginalizing all those who stood against you, for the future of the Earth belongs to the excluded.

Thank you because, without you sir, we would not have realized our ability to mobilize. This may not seem very useful at the moment, but it will no doubt be in future.

Now that there seems to be no way of silencing the drums of war, I would like to borrow the words of an ancient European king to an invader: “May your morning be beautiful, may the sun shine upon your soldiers’ armour, because during the afternoon I will defeat you”.

Thank you for allowing all of us, an army of anonymous people who have taken to the streets in an attempt to stop a process that is already underway to experience the feeling of impotence, to learn how to deal with it and to transform it. So enjoy your morning and whatever glory it may still bring you. Thank you! For you heard us and did not take us seriously. Rest assured that we heard you and will not forget your words.

Thank you, great leader George W. Bush.

Thank you very much


الترجمة ...

ألف شكر أيها الرئيس بوش

باولو كويلو


أشكرك أيها القائد الكبير. شكرا لك يا جورج بوش الابن. شكرا لأنك أظهرت للجميع الخطر الذي يمثله صدام حسين. البعض منا، ربما نسوا أنه استعمل أسلحة كيماوية ضد شعبه، ضد الأكراد، ضد الايرانيين. حسين دكتاتور دموي، وهو إحدى الظواهر الأكثر وضوحا للشر اليوم.

بيد أن لدي أسبابا أخرى كي أشكرك. إذ إنك خلال الشهرين الأولين من العام 2003، عرفت كيف تظهر للعالم العديد من الأشياء المهمة، ولهذا السبب تستحق اعترافي بك.

لذلك، وبعد أن تذكرت قصيدة تعلمتها وأنا طفل، أريد أن أقول لك شكرا.

شكرا لأنك أظهرت للجميع أن الشعب التركي وبرلمانه لا يباعان حتى من أجل 26 مليار دولار.

شكرا لأنك أظهرت للعالم هذه الهوة العملاقة الموجودة بين قرارات الحكومات ورغبات الشعوب. لأنك أظهرت بوضوح بأن خوسيه ماريا أزنار كما طوني بلير لا يحترمان مطلقا الأصوات التي انتخبتهما ولا يحسبان لها أي حساب. ان أزنار على استعداد لأن يتجاهل 90 بالمئة من الشعب الاسباني المعارض للحرب، مثل بلير الذي لم يعر انتباها لأكبر مظاهرة عامة حدثت في السنوات الثلاثين الأخيرة في انكلترا.

شكرا، لأن تصلبك أجبر توني بلير على الذهاب إلى البرلمان مع ملف مزور، صاغه أحد الطلاب منذ عشر سنوات، ليقدمه على أنه “وثائق لا يمكن دحضها جمعتها الاستخبارات السرية البريطانية”.

شكرا لأنك جعلت كولين باول يبدو سخيفا وهو يقدم إلى مجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة صورا، احتج عليها بعد اسبوع هانز بليكس، رئيس المفتشين المسؤولين عن نزع السلاح العراقي.

شكرا، لأن موقفك سمح لوزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيليبان، وهو يلقي خطابه ضد الحرب، بأن يتلقى شرف التصفيق له من قبل الجميع وهذا على حد علمي أمر لم يحدث سوى مرة واحدة في تاريخ هيئة الأمم المتحدة. كان بمناسبة إحدى خطب نيلسون مانديللا.

شكرا، إذ بفضل جهودك لصالح الحرب، جعلت وللمرة الأولى الدول العربية، المنقسمة على نفسها عمليا، ترفض قرار الاجتياح بالاجماع، وذلك خلال لقاء القاهرة، في آخر أسبوع من شهر شباط.

شكرا، إذ بفضل بلاغتك التي أكدت بأن “لمنظمة الأمم المتحدة الفرصة بأن تبدي أهميتها” جعلت حتى البلدان الأكثر تمردا تأخذ موقفا رافضا لأي هجوم على العراق.

شكرا لسياستك الخارجية التي قادت وزير الخارجية البريطاني، جاك سترو، بأن يصرح في قلب القرن الواحد والعشرين بأنه يمكن أن “يكون للحرب تبريرات أخلاقية” وليفقد بذلك كل مصداقيته.

شكرا لمحاولتك تقسيم أوروبا التي تناضل من أجل وحدتها، لن يتجاهل أحد هذا الانذار.

شكرا لأنك نجحت في الذي لم تنجح فيه إلا قلة في العالم: تجميع ملايين الأشخاص، في القارات بأسرها، ليناضلوا من أجل فكرة واحدة على الرغم من انها فكرة مناقضة لفكرتك.

شكرا لأنك جعلتنا نشعر مجددا بأن كلماتنا وان كانت غير مسموعة قد لفظت على الأقل. فذلك سيعطينا قوة أكبر في المستقبل.

شكرا لتجاهلك لنا، لتهميشك كل الذين اتخذوا مواقف ضد موقفك، لأن مستقبل الأرض سيكون للمطرودين.

شكرا لأنه من دونك لما عرفنا قدرتنا على التحرك. ربما لم تنفع في شيء اليوم،لكنها ستكون حتما مفيدة فيما بعد.

وبينما تبدو طبول الحرب تقرع بشكل لا يمكن تجنبها، سأستعيد كلمات توجه بها، فيما مضى، أحد الملوك الأوروبيين إلى الذي اجتاح بلاده: “لتكن صبيحتك جميلة، لتشرق الشمس فوق دروع جنودك لأنني بعد ظهر هذا اليوم سأهزمك”.

شكرا لأنك سمحت لنا جميعا، نحن هذا الجيش من المجهولين الذين نتنزه في الشوارع محاولين ان نوقف هذا السياق السائر إلى هدفه، بأن نكتشف احساس الضعف، بأن نتعلم كيف نواجهه ونبدله.

استفد إذا من صبيحتك، ومما سيجلب لك المزيد من المجد.

شكرا، لأنك لم تستمع إلينا، ولأنك لم تأخذنا على محمل الجد. لكن لتعلم جيدا بأننا نحن نسمعك وبأننا لن ننسى أبدا ما قلته.

شكرا أيها القائد الكبير جورج بوش الابن.

..AHMAD
28/03/2008, 12:08
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

حقيقةً أحترت كيف ابدأ الحديث عنها ..
ولكن كي لا يظلم كاتبها في مضمونها ومقصده في فصولها ..
يتوجب علينا عدم مقارنتها مع ( الخيميائي ) و ( فيرونيكا تقرر أن تموت ) ..
فلكل كتاب طريقة واسلوب ومعنى يختلف عن الآخر فباولو لا يشبه نفسه ولا يكرر ذاته في أي منها ..!
وهذا بحد ذاته يعد إبداع كتابي روائي فريد ، لا يمتلكه كل الكتاب والروائين ..

( .. إحدى عشر دقيقة .. )

من عنوانها إلى منتهاها تعد موضوعاً حساساً / مُخجلاً..
فـَإحدى عشر دقيقة – تلخِّص عملية الخلق وتواصُل الحياة الإنسانية ..
هذا الأمر قد يحدث للقارئ صدمة بسبب التجرد من كل تكليف في الوصف ..
لكنها لن تدعه بذات الفكرة يستمر ، فسرعان ما ستأخذه حياة بطلتها ( ماريا ) ..
أكثر من التفاصيل المشروحة بلا تقطيع ، وأعمق بكثير من كونها فتاة ( عاهرة ) ..

قصتها بدأت كأي فتاة طفلة ، فمراهقة تعيش سيكيولوجية التغير في جسدها
وتطورت بأسباب لـِ عاهرة لمدة عام وفق قوانين لا تتعداها كي لا تقع في الحب ..
تأخذنا ماري بحديثها مع صديقاتها لمواقف عدة بين الرفض والقبول خصوصاً من حذرتها قائلة :
( الجنس كالمخدرات ، من يدمنه لا يتركه ) ..!!
ماري رأت في نفسها التميز لعدة أسباب تجدها بين تفاصيل الرواية فهي لا تذكر بل تستشعر من قصتها ..
رزنامتها لها حضور في حساب أيامها وشهورها في عام ( العهرنة ) وعندما بقي 3 أسابيع من هذه الأيام
أرادتها أن تصبح أكثر ، لماذا لطالما انها أرادتها أن تنتهي سابقاً ..!!؟
لم يترك الراوي الأمر معلقاً ، ولكني انا من ستتركه معلقاً للقارئ كي لا تحرق عليه التفاصيل ..

الخلاصة...
رغم أن موضوع الرواية ( فاحش ) بلا شك ، إلا أن لغة الكاتب نفسها غاية في النظافة ..
يحاول باولو في روايته أن يصل بنا إلى هذه الخلاصة ،أن ( اللذة عبر الألم والألم عبر اللذة )
بـِ وعي دقيق وعميق للجسد والروح ومتطلباتهما في ظروف بسيطة و معقدة ومتباينة في الحياة ..
يحاول بسرده أن يستخرج مكامن الرغبات في الأنفس البشرية لا الإشباع العابر ..!
بمعنى كيف يفكِّرون في باطنهم، وكيف يحسون ويتفاعلون مع الحياة الواقعية وتفاصيلها ..
بصورة أعمق من متاهات التفكير والتنفيذ ، وكيف تنبني طبقات النفسية في لحظات الفرح والحزن، اللذة والكدر..
وهذا بدوره، يكشف أدق التفاصيل المميِّزة للشخصيات وبنائها النفسي الداخلي لا الظاهر للأعين بصورة مجردة ..!!

..AHMAD
28/03/2008, 12:16
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



"تدعى إستير، هي مراسلة حرب عادت لتوّها من العراق بسبب الاجتياح الوشيك لتلك البلاد، في الثلاثين من العمر، متزوجة، لا أولاد لها. هو رجل مجهول الهوية، ما بين الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين من العمر، ذو بشرة داكنة، وملامح كملامح أهل منغوليا. شوهد الإثنان معاً لآخر مرة في مقهى في شارع، فوبور سانت أونوريه.

أخبرت الشرطة أنهما التقيا من قبل، لكن لا يعرف أحد كم من المرّات: لطالما قالت إستير إن الرجل، الذي ستر هويته الحقيقية خلف اسم ميخائيل، كان شديد الأهمية، غير أنها لم تشرح قط إن كان مهما لمهنتها كصحافية، أم لشخصها كامرأة.
بدأت الشرطة تحقيقاً رسمياً، طرحت نظريات مختلفة –خطف، ابتزاز، خطف أفضى إلى جريمة قتل- لم تجاوز أي منها حدود الاحتمال، لأن إستير، بعملها في البحث عن المعلومات، كانت عرضة للاتصال المتكرر من أشخاص يرتبطون بوحدات إرهابية. اكتشفت الشرطة أن الأسابيع السابقة لاختفائها شهدت سحباً منتظماً لمبالغ مالية من حسابها المصرفي، شعر المسؤولون عن التحقيق أن هذا المال ربما كان دفعات مسددة لقاء المعلومات. لم تأخذ معها بدلات ملابس، لكن من الغرابة بمكان أنه لم يعثر على جواز سفرها.
هو شاب مجهول، في مقتبل العمر، لا سجل عدلياً له، لا دلالة على هويته.
وهي إستير، في الثلاثين من العمر، حائزة جائزتين عالمتين في الصحافة، وهي متزوجة. إنها زوجتي".
كعادته، يبدأ كويليو روايته ببراءة: كاتب شهير، تهجره زوجته بلا أي مبرر... وبدل أن يتابع حياته مع البديل، يسيطر عليه هاجس وحيد يؤرقه ويقض مضجعه: "لم هجرتني زوجتي؟"
بعد ذلك لا يعود أي شيء بريئاً: شلال من الأفكار الفلسفية العميقة ينحدر. أفكار شغلت ولا تزال تشغل البشرية جمعاء: كيف أن هاجساً ما ينتصب فجأة بوجه امرئ، يسيطر عليه فلا يلبث أن يغدو الهاجس كل شيء، ولا شيء سواه. وكيف أن الحرب، وحدها الحرب، تعري المشاعر الإنسانية الخبيئة بل تصل بها إلى أبعد مدى. وكيف إن مجموعة من القيم الموروثة يؤمن بها الإنسان تستعبده، فيكرس نفسه وما له، وما ليس له في سبيلها، وتصبح هي مبرر استمراره وكفاحه. ولا يعود بإمكانه التوقف ليسأل: هل يشعر بالسعادة أم لا؟ في الزهير يلبس المؤلف عباءة الحكيم، الذي يريد بنا أن نرى وليس أن ننظر فحسب، هو يدفع بقرّائه إلى الإجابة عن الأسئلة التي واجهها هو يوماً وأجاب عنها. إنها رواية عن الإنعتاق النفسي.



عن موقع الجزيرة نت

يواصل الروائي البرتغالي الشهير باولو كويلو في روايته هذه رحلاته الصوفية في أعماق الروح والنفس، وفي رحلته تتدفق شلالات من الأفكار الفلسفية العميقة، شغلت الإنسانية على مدى التاريخ والجغرافيا، كيف أن هاجسا ينتصب فجأة في مواجهة إنسان، ويسيطر على مسار حياته، ويتحول إلى هاجس يشغله ليل نهار؟ وكيف أن الحرب وحدها تعري مشاعر الإنسانية الخبيئة، بل تصل بها إلى أبعد مدى، وكيف أن مجموعة من القيم الموروثة يؤمن بها الإنسان تستعيده، فيكرس نفسه وماله، وما ليس له في سبيلها، وتصبح هي مبرر استمراره وكفاحه، ولا يعود بإمكانه التوقف ليسأل: هل يشعر بالسعادة أم لا.





وتبدأ أحداث الرواية بكاتب شهير تهجره زوجته بدون أن تترك أثرا أو تعطيه أي مبررات لهجرانها إياه، وتتركه في متاهة تجعله فيها يبحث عنها من أوروبا إلى شرق آسيا مرورا على الهضاب والصحارى وعبر سجل من الأفكار والذكريات عن تلك المرأة التي كانت سببا في نجاحه وأعطت معنى لحياته دون غيرها من النساء اللاتي لن يقدمن له مثل ما قدمت أستير.

أستير هي مراسلة حرب، وهي في الثلاثين من العمر، متزوجة لا أولاد لها، و هو رجل كهل كثير المغامرات العاطفية والزيجات، وكان راضيا بحياته معها رغم الخلافات التي كانت بينه وبينها لأنه معترف بأن الإحباطات في علاقاته السابقة ليست بسبب المرأة التي تكون معه بل بسبب مراراته، وهي الوحيدة التي فهمت أمرا واحدا في غاية البساطة، لكي يتمكن من إيجادها عليه إيجاد نفسه أولا، و بقي معها ثماني سنوات، وهو على ثقة بأنها حب حياته، ومع أنه أحيانا يغرم بنساء أخريات يعبرن طريقه فهو لا يفكر أبدا في احتمال الطلاق.

وفي أثناء هذه الأزمة التي كان يمر بها كان دائما ومجددا في حفلات توقيع كتبه، وقبول الدعوات لإلقاء المحاضرات، وكتابة المقالات، وحضور حفلات العشاء الخيرية، والظهور في البرامج التلفزيونية، والمساعدة في مشروعات الفنانين، وكل شيء باستثناء تأليف كتاب كان بصدد البدء فيه، لأنه كان مؤمنا في صميم قلبه بأن مهنته ككاتب انتهت لأن المرأة التي حثته على البدء لم يعد لها أثر.

الرواية تصور قيمة الشيء التي لا يمكن اكتشافها إلا بعد فقدانه لأي من الأسباب، قد تكون الثقة في النفس المفرطة التي تودي إلى الغرور، قد تكون الانشغالات وكثرتها وقد تكون اعتقادنا بأن ذلك الشخص لا يعني لنا شيئا، ونكون بذلك ظلمنا أنفسنا عند فقدانه وظلمناه هو قبل فقدانه.

وتبدأ رحلة الرجل الذي على قدر ما كان مستهترا بحياته مع زوجته، ولم يكن يحملها على محمل الجد، صارت تمثل بالنسبة له ما يسمى الزهير، وهو عنوان هذه الرواية، وبعد سنة من بداية مأساته يستيقظ الكاتب وفي خاطره قصة كتبها "خورخيه لويس بورخس" عن شيء ما إن تأتي على لمسه أو رؤيته حتى تعجز عن نسيانه، و يبدأ تدريجيا بملء تفكيرك إلى حد الجنون.

عند فقدانه لأستير كان الزهير كانت بداية التفكير فيه مزعجة أو بعطف، ظل ينمو في روحه إلى حد أنه تقبله و تركه يحمله إما إلى القدسية أو الجنون، و ابتدأ رحلة البحث عن أستير في كل امرأة يصادفها لدرجة أنه في كثير من الأحيان يأمر سائق التاكسي بالتوقف في الشارع للحاق بإحداهن حتى يتمكن من الاقتناع بأن ذلك الشخص ليس هو من يبحث عنه.

تأخذه معاناته إلى البحث والتنازل من أجل العثور عليها، تنازل عن كرامته كما يرى في البحث عنها بالسؤال وراء الرجل الذي كان يظن أن زوجته تعاشره من أجل أن يدله على مكان اختفائها، كان المهم لديه العثور عليها بأي ثمن، وبدون أن يحاسبها على ما يمكن أن تكون فعلته في غيابها عنه، وصار ينتقل من مكان إلى مكان وهاجس الزهير يراوده ولا يفارقه.

وفجأة وبدخوله إحدى الكاتدرائيات متفحصا أعمال الترميم فيها يدرك أمرا شديد الأهمية فيقول: "الكاتدرائية هي أنا هي نحن كلنا، كلنا نكبر وتتغير أشكالنا نلاحظ بعض نقاط الضعف التي يجب تلافيها ولا نختار الحل الأفضل دوما لكننا نمضي غير آبهين محاولين البقاء بأنفة واحترام وإجلالا لنا وراء الجدران، إنه الحيز الفـارغ فينا حيث إننا نعبـد ونجل الأغلى والأهم لنا".

بعد ذلك وفي طريقه إلى باريس يدخل في حالة ارتعاش لا يفكر، يركز فقط على الازدحام وعند دخوله المنزل يطلب من الخادمة ألا تُدخل أحدا، و يطلب منها المبيت خمس ليال لإعداد وجبات الفطور والغداء والعشاء، ويفصل الهاتف ويضع الجوال في علبة ويرسله إلى ناشره، سبعة أيام وهو يمشي على نهر السين كل صباح وعند رجوعه ينزوي متأملا كما لو كان ينصت إلى ملاك يكتب كتابا أو بالأحرى رسالة طويلة إلى امرأة أحلامه قد يبلغ هذا الكتب يديها، وحتى لو لم يحصل ذلك فالأهم هو أنه في سلام مع روحه ولم يعد يصارع كبرياءه.

كتابه الذي يحمل اسم "للتمزيق وقت وللتخييط وقت" لاقى شعبية كبيرة، و يستخلص من هذا الكتاب أنه لا يلقي اللوم على زوجته السابقة وعلى نفسه، لقد تعلم ألا يهدر وقته في فعل ذلك.

وبينما هو في حفل توقيع كتابه " للتمزيق وقت وللتخييط وقت" يأتي إليه في آخر الحفل رجل يعرفه ولكنه لم يره من قبل، كان اسمه ميخائيل، لم يتفوه بكلمة ولا حركة فجائية خوفا من أن يرتبك الرجل أو يهرب لأنه هو الوحيد من لديه الخلاص من زهيره، والوحيد الذي يعرف أين يجدها ويتمكن أخيرا من طرح الأسئلة التي كانت تتكرر.

بعد مرافقته لميخائيل أياما عدة ومروره بصراع وتعرضه لحادث أدخله المستشفى قرر أخيرا السفر إلى كزاخستان، حيث توجد زوجته حسب ما وصل إليه من معلومات وكان بحاجة لأن يكون معه ميخائيل، باعتباره من تلك البلاد بالرغم من أنه كان معترضا على ذلك، سأله ميخائيل عن السبب الذي دفعه إلى تغيير رأيه فأجابه قائلا: "مذ قابلتك وأنا أتبع دربا نسيته منذ زمن بعيد، خط سكة حديد مهجور حيث ينبت العشب بين السكك، لكن السكة لاتزال قابلة للاستعمال، لم أبلغ بعد المحطة الأخيرة لذلك لا سبيل للتوقف وأنا في طريقي".

وتبدأ رحلة البحث مع ميخائيل، رحلة مع شخص مفروض عليه أن يتعرف من خلالها على أناس لم يكن يتخيل في يوم من الأيام حتى أنهم موجودون على البسيطة، وهي جماعة غريمه ميخائيل كما كان يظن.

خلال رحلته في البحث عن أستير اكتشف أنه كان بعيدا كل البعد عن زوجته بينما كانت هي تفكر في الآخرين، تفكر في ضحايا الحرب، تفكر في مدى تفاهة حياتها وأن حياته ليس لها معنى، بينما كان هو يتمتع بنجاحه وثروته وشغله الشاغل في كيفية صرف أمواله على شتى متع الحياة.


ثمة عبارة تعبر عن خلاصات توصل إليها المؤلف، عندما تراود كل واحد فينا أسئلة كونية ووجودية، "نجيب السهوب بصوت الريح الثابت وهو كافٍ لمعرفة أننا لم نلق يوما إجابات عن الأسئلة الحياتية الجوهرية، ولكننا مع ذلك نمضي قدما".

كما يشير إلى حيلة يمكن أن يعتقدها أي شخص أرهقته الحياة وهو يفكر في معاناته، وهي كيفية الذوبان في الظروف مهما كانت سيئة وتجنب التفكير في ما يقابله، حتى يتمكن الواحد منا من العيش في مصالحة وسلام مع نفسه، لأن الظروف قد تفرض علينا عدم التفكير في البديل.

إن هذه الرحلة عبارة عن مجموعة من التناقضات الداخلية، وسفر عبر حياة شخص تعرض لألم جعله يعيد التفكير فيما مضى ويراجع حساباته، ويكتشف أخيرا أن ما كان واقعا ولم يحافظ عليه ولم يول له انتباها صار حلما، بل "زهير" حلم يتبع خطاه في سبيل الوصول إليه، يجعله يقوم برحلة بعيدة في الزمن والمسافات، وحتى الأفكار، رحلة إلى كزاخستان، رحلة شاقة ومرهقة تكفر عن أي ذنب اقترفه في حق تلك المرأة التي تركته.




وفي خطوات تبعده عن زوجته وباتجاه منزلها يمر شريط حياته بذهنه، مفكرا فيما سيقوله لها وكيف ستكون ردة فعلها عند رؤيته، وفجأة بعد فتحه باب غرفتها ينظر إليها بتمعن، يكتشف أنها كانت على تواصل معه ومواصلة رحلتها معه باتجاه الشهرة والمجد وتفكر فيه كما كان طوال الوقت، ممسكة بكتابه "للتمزيق وقت وللتخييط وقت" الذي كان آخر إصداراته ونجاحاته، وهي تقرؤه لتلاميذها الذين كانت تدرسهم في منزلها.

يمكن للإنسان أن يصدق ما يريد تصديقه، ولكنه لن يستمر في خداع نفسه، أو لن يصل إلى الرضا والسعادة التي ينشدها، فهي تتحق برؤية الأشياء وفهمها كما هي، والتمكن من الرؤية، وإدراك أنك لا ترى الحقيقة، حتى تبحث عنها، تحتاج لفقد الأشياء لتفهم أن طعم الأشياء المستردة ألذ وأطيب.

حتى تحب يجب أن تفتح النوافذ والأبواب، وعندما فعلتُ ذلك حملت الريح كل شيء معها، أردت التشبث بذكرياتي، حماية لما اعتقدت أنني جهدت لبلوغه، غير أن كل شيء قد اختفى، وبت فارغا كفراغ السهوب، وربما لهذا السبب اختارت أستير المجيء إلى بلاد السهوب، ولهذا السبب بالضبط، لأني فرغت من كل شيء حملت الريح معها أشياء جديدة، ضوضاء لم أسمعها قط، أشخاصا لم أتحدث إليهم قط، استعدت حماستي القديمة، لأنني تأخرت من تاريخي الخاص، دمرت التخلي، واكتشفت أني ذو قدرة على مباركة الآخرين، تماما كالرحالة والسحرة في السهوب، اكتشفت أنني أفضل حالا بكثير، وأنني أتمتع بقدرة أكبر بكثير مما تصورت، العمر يبطئ خطى أولئك الذين لم يملكوا الشجاعة يوما للسير على وتيرتهم الخاصة.

ربما خسرت المرأة التي أحبها، ولكن أدركت أنه لا بد لي من محاولة الاستمتاع بكل النعم التي أنعمها الله بها علي، لا يمكن ادخار النعمة، ما من مصارف أودعها تلك النعم لأستخدمها لاحقا حينما أشعر بسلام أكبر مع نفسي، وإذا لم أستثمر هذه البركات حتى نهايتها فسوف أخسرها إلى الأبد.

..AHMAD
28/03/2008, 16:10
لقاء صحفي مع كويلو

على تظهير غلاف "الخيميائي" (طبعة هاربر تورش، 2002) يكتب الكاتب الياباني كينزابورو اوي، الحائز على جائزة نوبل للادب، الجملة الثاقبة التالية: "يعرف باولو كويلو سر الخيمياء الادبية". وفي هذا القول الكثير من الحقيقة، اذ استطاع الكاتب كويلو خلال فترة قصيرة نسبيا ان يفرض نفسه على الساحة الادبية العالمية، وان يغدو كاتبا مقروءا على نحو واسع، وان تترجم اعماله الى لغات عديدة جدا، والاهم من هذا كله ان تحظى كتاباته بملايين القرّاء والمعجبين في انحاء العالم وان تجد صدى في نفوس قارئيه. فهناك عدد لا يستهان به من قرّاء كويلو الذين شغفوا بعالمه، بالذات كتابيه الاولين، لا يزالون تحت تأثير عالم هذا الكاتب "الحكواتي" البارع، كما ان قسما من القرّاء تغيّرت حيواتهم بفعل التفاعل مع كتابة وعوالم هذا الكاتب الذي تطرح اعماله اسئلة كثيرة واحيانا تستفز متلقيها.


يتبع .......

..AHMAD
28/03/2008, 16:11
ولد باولو كويلو سنة 1947 في "ريو دي جانيرو"، وقبل ان ينصرف الى كتابة الادب كان انسانا هيبيا ومؤلف اغان لاشهر نجوم البرازيل، وكتب للمسرح، وعمل في شركة اسطوانات، ودفع به اهله غير مرة الى المصحة النفسية لاعتقادهم انه مصاب بلوثة عقلية، وشارك في الحركات السياسية اليسارية في بلاده واعتقل وسافر كثيرا. وفي كل هذه الحياة الحافلة التي عاشها كان حلم الكتابة يراوده ويستحثه على ان يكتب ويعطي الكاتب الذي فيه الفرصة اللائقة من اجل الانطلاق والعيش والحياة والتطور .

..AHMAD
28/03/2008, 16:11
سنة 1986 حج كويلو الى مزار القديس يعقوب ، المزار الاسباني القديم ، وبعدها كتب كتابه الاول عن هذه التجربة اسماه "حاج كومبوستيلا" ، ثم عمل بعدها بسنة على كتابة كتابه الاشهر "الخيميائي" الذي كرّسه واحدا من اكثر كتّاب العالم شهرة وقرّاء . وتتالت اعماله الاخرى التي فرضته كاتبا شعبيا واسع الانتشار ، فاصدر :"فيرونيكا تقرّر ان تموت" و"على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت" و"الشيطان والآنسة بريم" و "الجبل الخامس" و"مكتوب" و"احدى عشرة دقيقة" و"الزهير" . وغيرها من الكتب الاخرى .

..AHMAD
28/03/2008, 16:12
س: في كتبك التي قرأتها تتحدث على نحو مباشر او غير مباشر عن الله. ايوجد عندك تعريف او تصوّر شخصي عما يكونه الله، او من المحتمل ان يكونه؟ هل لك ان تتوسّع في شرح هذا الامر؟ وما الذي تعنيه بروح العالم؟


ج: في بداية حياتي اردت ان احصل على اجوبة لكل شيء، لكني الآن ادرك انه ليس بوسعي ان احصل على هذه الاجوبة. اعرف فقط اني حي وان هناك شيئا يظهر ذاته جليا في حياتي، وهذا هو الله.

أومن ايمانا قويا ان كل ما نراه، كل شيء موجود قدامنا ليس الا الجزء المرئي الظاهر فقط من الواقع. لكن هناك جزءا غير مرئي تسيطر عليه العواطف والانفعالات والمشاعر. هذا هو مفهومنا او ما ندركه عن العالم، لكن الله كائن – على حد تعبير وليم بليك – في حبة رمل وفي زهرة. هذه الطاقة موجودة في كل مكان.
وبرغم ذلك، انه لمهمّ جدا ان نميّز بين الدين والروحانية. انا كاثوليكي، لذا فان الدين بالنسبة لي هو طريقة لأن يكون لنا مجموعة قواعد ونظم وعبادة جماعية مع اشخاص يشتركون في الاسرار المقدسة عينها.
لكن كل الاديان، في النهاية، تسعى الى الاشارة والدلالة الى ذات النور المشترك بينها جميعا. واحيانا يكون بين النور وبيننا الكثير من القواعد والقوانين. بعض من هذه القواعد مهم، والبعض الآخر منها يجب الا يعمينا والا يضعف من كثافة هذا النور الذي هو روح العالم.


س: على نحو ما انت حاجّ. اما زلت ذلك الحاجّ الذي كنته ذات مرة؟ وماذا يعني لك ان تكون حاجّا او مسافرا في رحلة كما فعلت ذات مرة وربما لا زلت تفعل؟ وبعدها ان تتشارك هذه التجربة الغنية مع الآخرين بالكتابة عنها؟


ج: انا كاتب حاجّ.
لقد سافرت دائما وكثيرا، وقابلت اناسا من مختلف الخلفيات وتعلّمت الكثير من الطرق والاساليب للاقتراب من الروحانية. ليست للروحانية اية علاقة فيما اذا كنت مؤمنا بالله ام غير مؤمن: انها ليست الا طريقة لفهم الحياة.
وعن طريق تساؤلاتي توصلّت الى قناعة مؤداها ان على الانسان ان يقوم بتحقيق اسطورته الشخصية. ما هي الاسطورة الشخصية؟ انها السبب التي تجعلنا نشطين ومفعمين بالحياة. وفي حالتي، كانت هذه الاسطورة هي ان اشارك واتقاسم افكاري مع الآخرين من خلال الكتابة.

..AHMAD
28/03/2008, 16:16
لدينا احلام ليست هي بالضرورة تلك الاحلام التي يريدها لنا اباؤنا او المجتمع. لذا علينا التخلّص من فكرة تحقيق ما يتوقع الناس منا ان نقوم به، وبدلا من ذلك ان نبدأ العمل على ما نتوقع نحن من حياتنا. ان الرسالة في رواية "فيرونيكا تقرّر ان تموت" هي التالية: تجرّأ على ان تكون مختلفا. انت فريد من نوعك، وعليك ان تقبل ما انت عليه من فرادة، بدلا من ان تقوم بمحاولة اعادة استنساخ اقدار الاشخاص الآخرين او انماط حياتهم. الجنون هو ان تتصرّف على مثال شخص ليس ما هو انت عليه او تكونه. الحالة الطبيعية هي ان تكون قادرا على ان تعبّر عن مشاعرك. (وفي حال توقفك عن الخوف من مشاركة حقيقة ما يدور في قلبك، فانك تغدو انسانا حرّا). وبدءا من اللحظة التي لا تخاف فيها ان تشارك حقيقة قلبك وما يدور فيه، فانك تغدو انسانا حرّا. \


س: لقد تأثرت جدا في اول كتبك المسمى (حاج كومبوستيلا)، الى درجة اني قرأته ثلاث مرات. اذكر ان قراءتي الاولى للحج تزامنت مع قراءتي لواحد من افضل الكتب النفسية ( (The road less traveled لمؤلفه ام. سكوت بك، ولمفاجأتي السارة اني بعد سنين وجدت تعليقا من هذا الدكتور مدونّا على غلاف كتاب "الخيميائي" (النسخة الانجليزية). على أي حال، لقد حاولت في عاصمتين اوروبيتين كذا مرة في حفل لتوقيع كتبك ان اقابلك لمحاورتك عن كتابك (حاج كومبوستيلا)، الا ان طوابير القرّاء التي كانت في انتظارك لتوقيع كتبك كانت تجعلني اتراجع واعود الى البيت "خائبا من نفسي"، فيما اسئلة كثيرة تتردد وتضج في رأسي. بصراحة كنت اريد ان احاورك عن كتابك (حاج كومبوستيلا) فقط. اذ عندما قرأت هذا الكتاب الاوتوبيوغرافي الذي هزّني من الاعماق كنت دائما اتساءل: ما هو او اين الخط الدقيق بين العمل الروائي (الخيالي)، واللاخيالي أي الواقعي في هذا العمل الجميل ؟ وهل كانت هذه الرحلة او الحج عبارة عن تقدّم عظيم ومفاجىء في حياتك؟


ج: رواية (حاج كومبوستيلا) بالاساس هي قصتي. لقد كتبت عن رحلتي الحقيقية، عن قصتي الصادقة. في كتبي الاخرى، استعمل واستغل حياتي كمجاز واستعارة، وليس هناك بين كتبي الاخرى ما هو اوتوبيوغرافي كما في كتابي الاول.
ولكن كي اجيبك عن سؤالك ايهما كان الاكثر اهمية في حياتي، الطريق ام الكتاب؟ ما استطيع قوله: كلا الأمرين. ففي الحج بدا لي واضحا وعلى نحو متزايد اني لم اكن سعيدا وانه يتوجب عليّ ان افعل شيئا حيال هذا الامر – وان اتوقف عن اختلاق الاعذار. لقد ادركت انه لا يتوجب عليّ ان اخوض سلسلة من التجارب المعقدة لكي احقّق هدفي. كل ما عليك فقط فعله هو ان تنظر فقط الى الجبل وان تحصل على صلة مع الله، لا ينبغي ان تفهم الجبل لكي تشعر بذلك.
في البداية، بعدما عدت من الرحلة، كنت اعيش حالة من الهبوط المفاجئ. ووجدت صعوبة كبيرة في العودة الى حياتي الطبيعية والتأقلم معها. كنت نافد الصبر برما وذلك لرغبتي في تغيير حياتي بسرعة شديدة. بيد ان التغييرات تحدث عندما تكون مستعدا. لقد اخذني بضعة اشهر لادرك ان ما عليّ التركيز عليه هو كتابة كتاب فقط، بدلا من القيام بادوار ومهام مختلفة كما كنت افعل في السابق. كانت رحلة الحج هي موضوعي. وحالما شرعت في الامر خطوت اولى خطواتي صوب حلمي.
السفر في رحلة حج هو من عمل على اعادة ايقاظ ذلك الوعي فيّ، لكنك لست مجبرا على السير في طريق سانتياغو لكي تحصل على الفوائد. فالحياة ذاتها هي عبارة عن رحلة حج . اذ كل يوم يختلف عن الآخر، وبامكانك يوميا ان تحظى بلحظة ساحرة، غير اننا لا نرى الفرص السانحة لنا ، وذلك لاننا نفكر: "آه، هذا ممل، فانا مسافر الى مكان عملي". لكننا كلنا في حالة من السفر والحج شئنا ام ابينا ذلك. والغاية، او الهدف اذا شئت، او السانتياغو الحقيقي، هو الموت. عليك ان تعمل على الاستفادة قدر ما تستطيع من الرحلة، اذ – في النهاية – لا تملك شيئا سوى الرحلة. انه ليس مهمّا ما تجمعه بلغة الثراء المادي، لانك على أي حال ستموت. اذن، لماذا لا تعيش؟ عندما تدرك انه بمقدورك ان تكون شجاعا، وهذا هو اول شرط من شروط البحث الروحي – عليك ان تجازف.

..AHMAD
28/03/2008, 16:18
س: في "الخيميائي" نتوصل الى النتيجة التالية : الرحلة ذاتها هي اكثر اهمية من الكنز. وهذا يقودنا الى التفكير بان هذه الرحلة هي رحلة روحية من اجل تحقيق الذات. وهذا يستفزنا لان نكون انفسنا وان نرفض تكييف ذواتنا واعمالنا وفقا لافكار وتوقعات الآخرين منا Conformity، اذ ان هذا التكيّف قاد فيرونيكا في رواية (فيرونيكا تقرّر ان تموت) الى ان تحاول الانتحار، ثم توضع في مستشفى للامراض العقلية. هل امتلاكنا الشجاعة، ومن ثم المجازفة هما مهمّتنا وهدفنا في هذه الحياة، وذلك لئلا "نموت"؟


ج: كل حلم يحتوي على كوابيس عديدة. اعتقد اننا نعرف هذا الامر من بداية حياتنا. عندما نقوم باداء اشياء مفروضة علينا من المجتمع، فاننا نخاف ان نؤذي ونضايق الاشخاص الآخرين، وعندها نبدأ بالتخلّي عن احلامنا. وبعد فترة من الزمن، ننساها تقريبا. وهذا ما يجعلنا اشخاصا اشقياء تعساء. اذا لم تسلك او لم تقض حياتك من اجل احلامك، اذا لم تحارب من اجل احلامك، كل هذا يجعلك انسانا تعيسا.
انا مثال حي على ما اقول. ما من احد يفكر على نحو واقعي انك تستطيع العيش من الادب في البرازيل. لقد واجهت صعوبات شتى. عندما كنت شابا، قام والداي بعمل يائس من اعمال الحب، لاهتمامهما بي وقلقهما على وضعي، قاما بارسالي الى مؤسسة عقلية، ظنا منهما اني مجنون لاني اريد ان اكون كاتبا. على أي حال، لقد كنت مقتنعا غاية الاقتناع بما اريد ان اكون.
لا يكفي ان تعرف حقيقة احلامك. انه لامر غير صحي ان تعيش مع حقيقة انك تحمل احلامك جواك فقط. عليك ان تفكر بالاجراءات والتدابير لاظهار احلامك وان تكون شجاعا بما فيه الكفاية لتدفع ثمن تحقيقها. بمعنى ما، لقد اجلّت انا احلامي عندما اقتضاني سنين طويلة لان اكتب كتابي الاول – كتاب رحلة.
ثمة اوقات لا تنجح فيها بتحقيق امر تؤمن به. هذه المرحلة هي ما يطلق عليها الكابوس. فبعد كتابتي "الخيميائي" ما وجدت ناشرا. عندها شعرت باذى. اذا ما اوذيت بشأن امر لا يعني لك باستطاعتك عندئذ ان تنحي بسببه باللائمة على أي كان. بيد انه لأمر معقّد جدا ودقيق ان تؤذى بسبب شيء يعني الكثير لك. عندها تصاب بالتشويش، لمعرفتك ان الحلم موجود هناك. ولن يتركك الحلم طالما انت على قيد الحياة. وعندما تموت، ثمة طفل في داخلك، سيسألك، لماذا لم تتبعني؟ وعليك ان تشرح له سبب تخلّفك. لهذا، من الافضل ان تجازف، ان تؤذى، ان تسير عبر كابوس ما لكي تحقّق احلامك.


س: تتحدث في "الخيميائي" و"حاج كومبوستيلا" عن "العلامات" او (الاشارات). كيف لنا ان نفهم هذه العلامات؟ واما زلت تبحث عن علامات؟


ج: العلامات او الاشارات هي اللغة الخاصة بك التي بواسطتها يتكلّم الله معك. فعلاماتي هي لست علاماتك.
انها على هذه الدرجة من الغرابة، لكنها لغة فردية جدا ترشدك الى قدرك الخاص بك. انها ليست منطقية. انها تتكلّم الى قلبك مباشرة.
الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها ان تتعلّم اية لغة هي من خلال ارتكابك الاخطاء. لقد ارتكبت اخطائي، لكني عندها فقط بدأت اتواصل مع العلامات والاشارات التي توجهّني وترشدني. اومن ان هذه العلامات هي صوت الله الصامت الذي يقودني الى الاماكن والمطارح التي ينبغي لي ان اكون فيها.


س: من خلال قراءتنا لاعمالك نستطيع ان نلمس بوضوح تأثير الثقافة والادب العربيين على ادبك. فتأثير "الف ليلة وليلة" حاضر وبقوة في في عملك المدهش "الخيميائي". ما رأيك بالثقافة والادب العربيين؟


ج: ليس في "الخيميائي" فقط. فانا احمل واكن اعجابا عميقا بالثقافة العربية. واكتب الآن زاوية اسبوعية في جرائد ومداخل ومجلات متعددة في العالم، احاول فيها ان اتقاسم فيها مع مختلف القرّاء قصصا من ثقافات مختلفة. ولا يصعب عليك ان تجد في هذه الزاوية قصصا من الثقافة العربية، خصوصا وانكم رواة وحكواتيون مدهشون ورائعون، اذ انكم غالبا ما تشاركون وتقتسمون قيمكم ورؤاكم عبر نتاجكم الادبي والشعري. وصحيح جدا اني كطفل، تركت "الف ليلة وليلة" عليّ تأثيرا قويا جدا.
وفي فترة لاحقة من حياتي، اثرّ فيّ ادب جبران خليل جبران تأثيرا كبيرا وقويا، لدرجة اني قمت باعداد تعديل لاحد كتبه "رسائل حب من نبي"، والى يومنا هذا ما زلت اعتبر كتاب "النبي" كأحد الكتب الحاسمة في حياتي وعملي.


س: "لو تمنيت بصدق شيئا ما ، فان العالم كله يتآمر كي يحققه". هذا هو الشعار او الموتيف الجميل الذي يتكرّر هو وصداه في عملك "الخيميائي"، وفي كتب اخرى من كتبك. هذا الموتيف عميق جدا ومشجّع ومقنع واستثنائي الى حد كبير جدا. ماذا لديك لتقوله حول هذا الموتيف الباهر؟


ج: اذا سعيت وناضلت من اجل احلامك كما حدث في "الخيميائي"، فانك تتمتّع بكل خطوة تقوم بها، وتكون حقا قريبا مما يريده الله لك ان تكون. لكن اذا كان هذا هاجسا، فانك لن تصل الى هدفك فحسب، بل ستكون حياتك مليئة بالقلق.
كانت هناك فترة من حياتي اردت فيها ان احقّق احلامي. لكني بدلا من كتابة كتاب، كنت افكر كيف "اكون كاتبا"، الى ان ادركت ان هذا التوجه هو توجه خطأ لتحقيق اسطورتي الشخصية. كما كانت لدي ايضا هواجسي الشخصية الاخرى، لكوني منسحق القلب، ولعدم قدرتي على التفكير بأي شيء آخر عدا الانسانة التي احب، لكنها لم تبادلني حبا بحب.
عندما تسعى الى تحقيق حلمك بتصميم واصرار، وليس بالهواجس، عندها يتآمر الكون لكي يساعدك، لانك عندئذ تكون قادرا على قراءة العلامات والاستمتاع بالرحلة.


س: ما هي الرسالة التي اردت نقلها الى القارىء في روايتك "احدى عشرة دقيقة"؟


ج: يصوّر هذا الكتاب كيف افهم الجنس، وجهة نظري الخاصة عن الجنس. الجنس طاقة كبيرة جدا باستطاعتها ان تحوّل الناس بالكامل. عزمت على كتابة رواية كهذه منذ زمن بعيد، لكن بالعودة الى الوراء كل ما اردت وصفه هو الجانب العجائبي "المقدّس" من الجنسية. غير اني، في ما بعد، ادركت ان الجانب المظلم من الجنس لا يمكن ان يهمل. فكلا الجانبين هما ما يجعلان من الجنس كتجربة حب وتوحّد وانسجام: تجربة الهية.


س: ماذا يعني الأدب لك؟

ج: كتابتي موجزة ومختصرة ومباشرة، وهذا يجب الا يعتبر خطأ انها كتابة سطحية.
اعتبر ان جزء من الحالة الانسانية تستدعي المشاركة في المعتقدات بافضل طريقة، وخلال رحلة حجي الى مزار القديس يعقوب في عام 1986 توصلّت الى استنتاج مفاده ان معظم تعاليم ودروس الحياة الاساسية والاكثر جوهرية تكمن في ابسط الاشياء.
أي قيمة للتواصل اذا لم نحاول ان نجعل من انفسنا اكثر فهما ووضوحا ومشاركة؟ انها قضية توجّه من الحياة: اما لك ان تكون جزءا من الحياة وان تقتسم روحك مع الآخرين، او ان تغلق نفسك اغلاقا تاما وتدريجيا تنسحب من الحياة. شخصيا، اختار الحياة ومحاربي النور الذين يتواجدون في كل مكان والذين يلهمونني.
ربما كان اولئك الاشخاص عبارة عن سائق تاكسي، او كان شخصا تقابله مصادفة في الحافلة: اذا كنت يقظا ومتنبّها الى العلامات والاشارات – فان هذا الشخص، حتى لو لم تره/ ترها ثانية، فانه سيمنحك المقدار الصحيح والكافي لتأخذ القرارات التي تؤجلّها. لذا، كل ما نحتاجه هو ان نكون متنبّهين الى العلامات، ومنفتحين للناس، وعلى الاستعداد لاقتسام ارواحنا والشراكة.


س: بعد قراءة كتبك يشعر القارئ بتفاؤل اكثر وسعادة وامل. وحتى ان الشر في (الشيطان والآنسة بريم) لا ينتصر كليا في نهاية الرواية. من المؤكد انك على اطلاع على حالة ومعاناة الشعب الفلسطيني. ماذا تقول لهم؟


ج: لا اومن بالرسائل. في هذا الشأن استطيع القول ان هناك شيئا واحدا اثمنّه عاليا في الانسان: ربما كانت عندك مخاوفك، ربما كانت هناك لحظات من الشكوك، لكنك لا تستطيع ابدا ان تكون جبانا. عليك ان تواجه مخاوفك، يجب ان تتغلّب على لحظات شكك، ويجب ان تؤمن انه اذا تطلّعت وبحثت، فان هناك حلولا. لو تمنيت بصدق شيئا ما، فان العالم كله يتآمر كي يحققه، حتى لو اقتضى تحقيقه سنين او عقودا. لكن لكي تفعل ذلك يجب ان تكون شجاعا.. شجاعا بما فيه الكفاية لان تحارب من اجل اشياء تعني الكثير لك انت. ولا تعني الشيء الكثير للآخرين، بل تعني الكثير لك انت.


انتهى اللقاء الصحفي ..........

حوار : رياض بيدس

butterfly
01/04/2008, 21:23
شكرا ً
متابعين .. ولا خلصنا ؟ :?

..AHMAD
01/04/2008, 22:03
ضل بس الكتب عمحملهن ....... بس في شوية مشاكل بكتابين رح لاقيهن وحطهن كلهن سوا .... بس فيكن تتابعو ازا متعطلين عليي

:mimo:

butterfly
06/04/2008, 01:30
باولو كويللو .. وأخوية

باولو كويللهو :
احدى عشرة دقيقة
الخيميائي
الزهير
الجبل الخامس
الظاهر
.فيرونيكا تقرر ان تموت
..ساحرة بورتوبيللو .
..أنا رجل حر.
دليل فارس النور
باولو كويلو..لقاء الملائكة.
.مكتوب ان تتخيل قصة جديدة لحياتك


باولو كويللو - English

مكتوب
الخيميائي
الزهير
فيرونيكا تقرر الموت
على نهر بييدرا جلست وبكيت
إحدى عشر دقيقة

( قصص قصيرة )
قصة طريقين - سرالسعادة - شجرة سانت مارتن
سحر الحياة
رؤية الله
قصة شيطانية
مقتطفات
كالنهر الذي يجري
ساحرة بورتوبيللو
مكتوب
على ضفة نهر بييدرا جلست وبكيت

حوار مع الكاتب البرازيلي باولو كويلهو
تجرأ على أن تكون مختلفا ً
موقع باولو كويللو الشخصي

:mimo:

..AHMAD
06/04/2008, 12:45
باولو كويللو .. وأخوية

باولو كويللهو :
احدى عشرة دقيقة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
الخيميائي (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
الزهير (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
الجبل الخامس (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
الظاهر (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
.فيرونيكا تقرر ان تموت
..ساحرة بورتوبيللو .
..أنا رجل حر.
دليل فارس النور
باولو كويلو..لقاء الملائكة.
.مكتوب ان تتخيل قصة جديدة لحياتك (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

باولو كويللو - English

مكتوب
الخيميائي
الزهير
فيرونيكا تقرر الموت
على نهر بييدرا جلست وبكيت (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
إحدى عشر دقيقة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

( قصص قصيرة )
قصة طريقين - سرالسعادة - شجرة سانت مارتن (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
سحر الحياة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
رؤية الله (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
قصة شيطانية (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
مقتطفات
كالنهر الذي يجري (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
ساحرة بورتوبيللو (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
مكتوب (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
على ضفة نهر بييدرا جلست وبكيت (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

حوار مع الكاتب البرازيلي باولو كويلهو (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
تجرأ على أن تكون مختلفا ً (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
موقع باولو كويللو الشخصي (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



مرسيل ماني عرفان كيف بدي اشكرك ........ انتي حطيتي شغلات صرلي اسبوع عمنكوش عليها وما قدرت لاقيها

:mimo:

وهيك مع مرسيل منكون خلصنا ....... ومنعتزر عالتأخير

تحياتي
:mimo:

ooopss
02/05/2008, 02:03
~~*محمــــــــود درويش *~~

نبذة عن حياته:
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



ولد درويش سنة 1942
لعائلة مسلمة سنية تملك أرض في قرية الجليل
أيام الانتداب البريطاني على فلسطين
حين كان في السادسة من عمره,
احتل الجيش الاسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش
بخروج اللاجئين الفلسطينين
قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947,
عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها
يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح”.
يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي:
“ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها”. :cry:
ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب,
و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”,
منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود,
في مطار باريس سنه 1968, يقول :
" لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت”.
كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة,
حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً.
وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”
حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفت9
سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح.
وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن
منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :
“ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”,
وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا,
وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية
ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما.
هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيفا, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك.
" كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت,
رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية
قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981,
ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي لبنان
اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس,
ساخرا بمرارة من قارة عربية
" تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :
حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب. :cry:
انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987,
لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” )
هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988
رفض عرض الرئيس عرفات بتنصيبه وزيراً للثقافة.
استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993
سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,”
لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996,
ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,
” المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني ":fthink:
دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته."عابرون في كلام عابر”
هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين.
أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984,
وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:
” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة”.:cry::fthink:

وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل.
في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية”
عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة –
أ ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.

وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر”

ooopss
02/05/2008, 02:17
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

محمود درويش والحب :


يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج:
” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”.:shock:
قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني,
يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه”.
ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر"
:D

ooopss
02/05/2008, 21:08
~~ * مؤلفاتـــــــــــه * ~~

حالـــة حصار
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت -لبنان
الطبعة الأولى :نيسان\ 2002
كتب هذا النص في يناير 2002
في رام الله- فلسطين

مقتطفات من الكتاب

"في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
أَالشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

"سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ. "


"سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !"
:D

ooopss
03/05/2008, 03:27
جداريــــــة
محمود درويش

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
في تحليل لغلاف الكتاب :
اللون الأخضر يرمز للحياة والابيض يرمز للموت..


قصيدة كتبت عام 1999
منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت – لبنان
الطبعة الأولى: حزيران/يونيو 2000


ملحمة تخترق جدار الصوت والصمت معا لتغوص به انطلاقا من تجربة كيانية وجودية أساسها الإنسان الفلسطيني، ولكن انطلاقا من تجربة حياتية كتبت في لحظة البين بين. برزخ بين الحياة والموت


يبدأ الجدارية بـ :


"هذا هُوَ اسمُك /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ" .


إن المجاورة بين اليهودية والإسلام هي تاريخ من جذر إبراهيمي يشترك في يمينية الكتابة ( الكتابة من اليمين إلى اليسار)، في تقديس أماكن الصلاة، في التشدد في القيم وفي...
يقول محمود :

" أعلى من الأغوار كانت حكمتي
إذ قلت للشيطان : لا. لا تمتحني
لا تضعني في الثنائيات، واتركني
كما أنا زاهدا برواية العهد القديم
وصاعدا نحو السماء، هناك مملكتي
خذ التاريخ، يا ابن أبي، خذ
التاريخ... واصنع بالغرائز ما تريد


وحين تكون الجدارية تحكي حياة البرزخ..يقول محمود درويش في جداريته:
"قام أنكيدو ولم ينهض" (ص:81)
قمة
الإنسان
هاوية
" أنكيدو ترفق
كن وعد من حيث مت، لعلنا
نجد الجواب، فمن أنا وحدي:
ولكن
" كل شيء باطل أو زائل، أو
زائل أو باطل"

بين الأعلى والأسفل ومن خلال منطقة الظلمة الدقيقة هاته تأتي هاته المقاطع التي تمثل بؤرة النص إنها منطقة الاستعصاء في أقصى لحظات الصراع مع المرض والجراح مع الذات والآخر



يحاور الموت طويلا..
في الزمن البين بين، الزمن الذي كان الشاعر فيه بين لحظتين موت/وحياة، إدراك/ولا إدراك. في هذا الحد الفاصل بين الأبيض والأخضر، بين الحياة واللا حياة ، بين الإدراك وعدمه نشأت الجدارية . علها تحد ولو مؤقتا من سلطة هذا القاهر : الموت :
" أيها الموت انتظرني خارج الأرق
انتظرني في بلادك. ريثما أنهي
حديثا عابرا مع ما تبقى من حياتي

.".....لا تحدق
يا قوي إلى شراييني لترصد نقطة
الضعف الأخيرة. أنت أقوى من
نظام الطب. أقوى من جهاز
النفس.... "


ولكن هذا الجدار الذي يحد من حياة الإنسان وإدراكه المباشر للأشياء سيهزم على جدارية محمود درويش :

" هزمتك يا موت الفنون جميعها
هزمتك يا موت الأغاني في بلاد
الرافدين.... "

ويختم الجدارية بقوله :

"هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي -
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت -
لي .
أَما أَنا - وقد امتلأتُ
بكُلِّ أَسباب الرحيل -
فلستُ لي .
أَنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي"


وأخيرا يطول الشرح في الملحمة الجدارية وتحليلاتها وهذه كانت لمحة قصيرة..
:D

ooopss
03/05/2008, 17:23
لماذا تركت الحصان وحيدا


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الطبعة الأولى 1995
الطبعة الثانية1996
منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت لبنان

قصائد الديوان
أرى شبحي قادما من بعيد، (أيقونات من بلور المكان: في يدي غيمة، قرويون من غير سوء، ليلة البوم، أبد الصبار، كم مرة ينتهي أمرنا، إلى آخري وإلى آخره)،
(فضاء هابيل: عود اسماعيل، نزهة الغرباء، حبر الغراب، سنونو التتار، مر القطار)،
(فوضى على باب القيامة: البئر، كالنون في سورة الرحمن، تعاليم حورية، أمشاط عاجية، أطوار أنات، مصرع العنقاء)،
(غرفة للكلام مع النفس: تدابير شعرية، من روميات أبي فراس الحمداني، من سماء إلى أختها يعبر الحالمون، فال المسافر للمسافر: لن أعود كما، قافية من أجل المعلقات، الدوري، كما هو)
، (مطر فوق برج الكنيسة: هيلين، يا له من مطر، ليل يفيض من الجسد، للغجرية سماء مدربة، ، تمارين أولى على جيتارة اسبانية، أيام الحب السبعة)،
(أغلقوا المشهد: شهادة من برتولت بريخت أمام محكمة عسكرية، خلاف، غير لغوي، مع امريء القيس، متتاليات لزمن آخر، عندما يتبعد).
مقتطفات من قصيدة من الديوان

ليل يفيض من الجسد:hart:

ياسمينٌ على ليل تمّوز، أغنيّةٌ

لغريبين يلتقيان على شارعٍ

لا يؤدّي إلى هدفٍ ...

من أنا بعد عينين لوزيّتين؟ يقول الغريب

من أنا بعد منفاك فيّ؟ تقول الغريبة.

إذن، حسنًا، فلنكن حذرين لئلا

نحرّك ملح البحار القديمة في جسدٍ يتذكّر...

كانت تعيد له جسدًا ساخنًا،

ويعيد لها جسدًا ساخنًا.

هكذا يترك العاشقان الغريبان حبّهما فوضويًّا،

كما يتركان ثيابهما الداخليّة بين زهور الملاءات...

- إن كنت حقًا حبيبي، فألّف

نشيد أناشيد لي، واحفر اسمي

على جذع رمّانةٍ في حدائق بابل...

- إن كنت حقًا تحبّينني، فضعي

حلمي في يديّ. وقولي له، لابن مريم،

كيف فعلت بنا ما فعلت بنفسك،

يا سيّدي؟ هل لدينا من العدل ما سوف

يكفي ليجعلنا عادلين غدًا؟

- كيف أشفى من الياسمين غدًا؟
- كيف أشفى من الياسمين غدًا؟

يعتمان معًا في ظلالٍ تشعّ على

سقف غرفته: لا تكن معتمًا

بعد نهديّ - قالت له ...


- يا حبيبي، لو كان لي

أن أكون صبيًّا... لكنتك أنت

- ولو كان لي أن أكون فتاةً

لكنتك أنت!...

وتبكي، كعادتها، عند عودتها

من سماءٍ نبيذيّة اللون:
خذني

إلى بلدٍ ليس لي طائرٌ أزرقٌ

فوق صفصافة يا غريب!

وتبكي، لتقطع غاباتها في الرحيل

الطويل إلى ذاتها: من أنا؟

من أنا بعد منفاك في جسدي؟

آه منّي، ومنك، ومن بلدي:cry:

- من أنا بعد عينين لوزيّتين؟

أريني غدي!...

هكذا يترك العاشقان وداعهما

فوضويًّا، كرائحة الياسمين على ليل تمّوز...

في كلّ تمّوز يحملني الياسمين إلى

شارع، لا يؤدّي إلى هدفٍ،

بيد أني أتابع أغنيّتي:

ياسمينٌ على ليل تمّوز......
:D

ooopss
03/05/2008, 18:29
كزهر اللوز ..أو أبعد

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



سنة النشر :2005
منشورات رياض الريس
الطبعة الأولى

كتاب جميل جدا بحبو كتير
بحب الفلسفة البسيطة فيه
لذلك يمكن تكون المقتطفات كتيرة:oops:

مقتطفات من الكتاب
"إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفراشة: شكراً!
إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
"مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً!
ليقول لك الربُّ: شكراً! "

" فكربغيرك

وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ



[لا تَنْسَ قوتَ الحمام]


وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

[لا تنس مَنْ يطلبون السلام]


وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

[مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ

[ لا تنس شعب الخيامْ]


وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

[ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]


وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

[مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

[قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام]




"حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ
جَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:
لي أملٌ في الشفاء من الرمل /
يخضرُّ قلبُكَ...
حين تُرافقُ أُنثى إلى السيرك
ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ ....
وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل /
يحمرُّ قلبكَ ...
حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد
الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
في زُرقة الليلِ /
يبيضُّ قلبُكَ ...
حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ
يمشي أمامك كالظلّ /
يصفرُّ قلبك ..."

:D:D

ooopss
03/05/2008, 18:53
كلمة محمود درويش عن كتابه الأخير " كزهر اللوز أو أبعد"




ليس دفاعا عن كتابي الجديد

محمود درويش
(فلسطين)

لستُ من الذين ينظرون إلي المرآة برضا. المرآة هنا هي انكشاف الذات في صورة صارت ملكية عامة... أي صار من حق غيرها أن يبحث عن ملامح ذاته فيها. فإذا وجد فيها ما يشبهه أو يعنيه من تعبير وتصوير، قال: هذا أنا. وإذا لم يعثر علي شراكة في النص / الصورة، أشاح بوجهه قائلاً: لا شأن لي!
كما أخشي هذا التعليق الذي صار رائجاً في العلاقة بين الكثير من الشعر الحديث وبين أغلبية القُرَاء، منذ استمرأ الكثيرون من الشعراء توسيع الهُوَة بين القصيدة
وكاتبها الثاني: المتلقِي الذي لا يتحقق المشروع الشعري بدونه، وبدون تحركه في اتجاه النص. التُهَمُ متبادلة بين الطرفين. لكن أزمة الشعر، إذا كانت هنالك أَزمة، هي أزمة شعراء. وعلي كل شاعر أن يجتهد في حلِها بطريقته الإبداعية الخاصة.

أَعلَمُ أنني سأُتَهم، مرة أخري، بمعاداة شعر الحداثة العربية التي يُعرِفُها العُصَابيُون بمعيارين.
الأول: انغلاق الأَنا علي محتوياتها الذاتية دون السماح للداخل بالانفتاح علي الخارج.
والثاني: إقصاء الشعر الموزون عن جنَة الحداثة.. فلا حداثة خارج قصيدة النثر.
وتلك مقولة تحوَلت عقيدةً يُكَفِرُ مَنْ يقترب من حدودها متسائلاً. وكُلُ مَنْ يُسَائِلُ الحداثة الشعرية عما وصلت إليه يُتَهَم، تلقائياً، بمعاداة قصيدة النثر!

لم أَكُفَ عن القول إن قصيدة النثر التي يكتبها الموهوبون هي من أَهم منجزات الشعر العربي الحديث، وإنها حقَقت شرعيتها الجمالية من انفتاحها علي العالم، وعلي مختلف الأجناس الأَدبية، لكنها ليست الخيار الشعري الوحيد، وليست الحل النهائي للمسألة الشعرية التي لا حلَ نهائياً لها، فالفضاء الشعري واسع ومفتوح لكل الخيارات التي نعرفها والتي لا نعرفها. ونحن القراء لا نبحث في التجريب الشعري المتعدِد إلاَ عن تحقُق الشعرية في القصيدة، سواء كانت موزونةً أَو نثرية.

وأَعلم أَيضاً أَن مجموعتي الشعرية الجديدة، كسابقاتها، ستُزوِد خصومي الكثيرين بمزيد من أَسلحة الاغتيال المعنوي الشائعة في ثقافة الكراهية النشطة.
سيُقال ـ كما قيل ويُقال ـ إنني تخليت عن شعر المقاومة . وسأعترف أمام القضاة المتجهمين بأَنني تخلَيت عن كتابة الشعر السياسي المباشر محدود الدلالات، :?دون أَن أَتخلَي عن مفهوم المقاومة الجمالية بالمعني الواسع للكلمة...
لا لأن الظروف تغيَرت، ولأننا انتقلنا "من المقاومة إلي المساومة ، كما يزعم فقهاءُ الحماسة، بل لأن علي الأسلوبية الشعرية أن تتغيَر باستمرار، وعلي الشاعر أن لا يتوقف عن تطوير أَدواته الشعرية، وعن توسيع أُفقه الإنساني، وأن لا يكرِر ما قاله مئات المرات... لئلاَ تصاب اللغة الشعرية بالإرهاق والشيخوخة والنمطية،
وتقع في الشَرَك المنصوب لها: أَن تتحجر في القول الواحد المعاد المـُكَرَر. فهل هذا يعني التخلِي عن روح المقاومة في الشعر؟

أَما من دليل آخر علي المقاومة سوي القول مثلاً: سجّل أنا عربي،
أو تكرار شعار: سأُقاوم وأُقاوم؟ فليس من الضروري، لا شعرياً ولا عملياً، أن يقول المقاوم إنه يُقاوم، كما ليس من الضروري أن يقول العاشق إنه يعشق. لقد سمَانا غسان كنفاني شعراء مقاومة دون أَن نعلم أَننا شعراء مقاومة. كنا نكتب حياتنا كما نعيشها ونراها.
وندوِن أحلامنا بالحرية وإصرارنا علي أن نكون كما نريد.
ونكتب قصائد حب للوطن ونساء محدَدات. فليس كل شيء رمزياً. وليس كل ساق شجرة نخيل خصر امرأة أو بالعكس!
لا يستطيع الشاعر أن يتحرَر من شرطه التاريخي. لكن الشعر يوفِر لنا هامش حرية وتعويضاً مجازياً عن عجزنا عن تغيير الواقع، ويشدنا إلي لغة أَعلي من الشروط التي تُقيِدنا وتُعرقل الانسجام مع وجودنا الإنساني، وقد يُساعدنا علي فهم الذات بتحريرها مما يُعيق تحليقها الحر في فضاء بلا ضفاف.
إن التعبير عن حق الذات في التعرف علي نفسها، وسط الجماعة، هو شكل من أشكال البحث عن حرية الأفراد الذين تتكون منهم الجماعة. ومن هنا، فإن الشعر المعبر عن سِمَاتنا الإنسانية وهمومنا الفردية ـ وهي ليست فردية تماماً ـ في سياق الصراع الطويل، يُمثِل البعد الإنساني الذاتي من فعل المقاومة الشعرية، حتى لو كان شعر حُب أو طبيعة، أو تأمُلاً في وردة، أو خوفاً من موت عادي.

ليس صحيحاً أنه ليس من حق الشاعر الفلسطيني أن يجلس علي تلَة ويتأمَل الغروب، وأَن يصغي إلي نداء الجسد أو الناي البعيد، إلا إذا ماتت روحه وروح المكان في روحه، وانقطع حبل السُرَة بينه وبين فطرته الإنسانية.
وليس الفلسطيني مهنة أو شعاراً. إنه، في المقام الأول، كائن بشري، يحبُ الحياة وينخطف بزهرة اللوز، ويشعر بالقشعريرة من مطر الخريف الأول، ويُمارس الحب تلبيةً لشهوة الجسد الطبيعة، لا لنداء آخر... وينجب الأطفال للمحافظة علي الاسم والنوع ومواصلة الحياة لا لطلب الموت، إلا إذا أَصبح الموت فيما بعد أفضل من الحياة! وهذا يعني أن الاحتلال الطويل لم ينجح في محو طبيعتنا الإنسانية، ولم يفلح في إخضاع لغتنا وعواطفنا إلي ما يريد لها من الجفاف أمام الحاجز.:fthink:

إن استيعاب الشعر لقوَة الحياة البديهية فينا هو فعل مقاومة، فلماذا نتهم الشعر بالردة إذا تطلَع إلي ما فينا من جماليات حسية وحرية خيال وقاوم البشاعة بالجمال؟ إن الجمال حرية والحرية جمال. وهكذا يكون الشعر المدافع عن الحياة شكلاً من أشكال المقاومة النوعية.

هل أتساءل مرة أُخري إن كان الوطن ما زال في حاجة إلي براهين شعرية، وإن كان الشعر ما زال في حاجة إلي براهين وطنية؟ إن علاقة الشعر بالوطن لا تتحدَد بإغراق الشعر بالشعارات والخارطة والرايات. إنها علاقة عضوية لا تحتاج إلي برهان يومي، فهي سليقة ووعي وإرادة. ميراث واختيار. مُعْطيً ومبدع. ولكن الشعر الوطني الرديء يسيء إلي صورة الوطن الذي يشمل الصراع عليه وفيه مستويات إبداعية لم ننتبه إليها دائماً.

لذلك، فإن حاجتنا إلي تطوير أشكال التعبير عن الجوانب الإنسانية في حياتنا العامة والخاصة، بتطوير جماليات الشعر، وأَدبية الأدب، وإتقان المهنة الصعبة، والاحتكام إلي المعايير الفنية العامة، لا إلي خصوصية الشرط الفلسطيني فقط، هي مهام وطنية وشعرية معاً، وهي ما يؤهِل شعرنا للوصول إلي منبر الحوار الإبداعي مع العالم، فيصبح الاعتراف بقدرتنا العالية علي الإبداع أحد مصادر الانتباه إلي وطن هذا الإبداع. فكم من بلد أَحببناه، دون أن نعرفه، لأننا أَحببنا أَدبه!

هكذا تمحِي الحدود بين وطنية الشعر وبين نزعته الدائمة لاجتياز حواجز الثقافات والهويات، والتحليق المشترك في الأفق الإنساني الرحب، دون أن ننسي أن للشعر دوراً خاصاً في بلورة هوية ثقافية لشعب يُحارب في هويته.
نعم، علي الشعراء أن يتذكروا كل العذاب، وأَن يُصْغوا إلي صوت الغياب، وأَن يُسَمُوا كل الأشياء، وأن يخوضوا كل المعارك. ولكن عليهم أيضاً ألا ينسوا واجبهم تجاه مهنتهم. وأَلا ينسوا أن الشعر لا يُعَرَف، أساساً، في ما يقوله، بل بنوعية القول المختلف عن العادي، وألا ينسوا أن الشعر متعة، وصنعة، وجمال. وأَن الشعر فرح غامض بالتغلُب علي الصعوبة والخسارة، وأنه رحلة لا تنتهي إلي البحث عن نفسه في المجهول.

وأنا هنا، لا أُدافع عن كتابي الجديد الذي لم يعد لي. ولم أَعد أتذكر شيئاً منه، منذ خرج مني وأَدخلني في مأزق السؤال الفادح: ماذا بعد؟ بل أُدافع عن حق الشعراء في البحث عن شعر جديد، يُنَقِي الشعر مما ليس منه. فإن شقاء التجديد المتعثِر أَفضل من سعادة التقليد المتحجر.
:D

ooopss
04/05/2008, 00:24
ذاكرة للنسيان

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

صدرت طبعته الجديدة عن »دار رياض الريس« في 190 صفحة من الحجم الوسط
وكانت صدرت طبعته الأولى العام 1987..
كتب هذا النص الساخن قبل عشرين عاماً, عن يوم طويل من أيام حصار بيروت العام 1982 بلغة متوترة وبأسلوب يجمع بين السردي والشعري والقصصي والإخباري. وفي هذا النص تتقاطع شظايا سيرة شخصية مع أحداث الحرب حين يقف الفرد عارياً أمام مصيره..
ودار الريس أصدرت بدورها هذه الطبعة غداة الحرب الأخيرة على لبنان, لا لتقول فقط »ما أشبه اليوم بالبارحة« بل لتتذكر فصلاً من فصول الحرب الإسرائيلية الدائمة على لبنان وفلسطين ولاستعادة ملحمة من ملاحم الصمود اللبناني-الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والحصار..
من المنام يخرج منام آخر, ومن الحياة تخرج أمثولة حياة أخرى, محمود درويش في "ذاكرة للنسيان" يعيدنا, إلى مرحلة نحاول نسيانها في قاموس عمرنا المسرب على وجع وعلى خيبات يحكي عن الفضاء المحتل العام 1982 والبحر المحتل, وجبل الصنوبر المحتل وقصف الهواجس الأولى وسيرة خروج آدم من الجنة.. لم يعد له وطن ولم يعد له جسد, القصف يتواصل, قصف أناشيد المدائح, وحوارات الموت المتحركة في دم كالضوء يحرق الأسئلة الباردة كان يبحث عن امتلاء بالبارود, عن تخمة لغضب النفس, تدخل الصواريخ في مسام جلده وتخرج سالمة, ما أقواها
-يقول- ولا أحس بالجحيم التي يوزعها الهواء ما دمت أتنفس الجحيم وأتصبب جهنم, وأريد أن أنشد نعم أن أنشد لهذا النهار المحروق أريد أن أنشد, أريد أن أجد لغة تحول اللغة إلى حديد للروح, إلى لغة مضادة لهذه الطائرات.. الحشرات الفضية اللامعة.. أريد أن أنشد, أريد لغة تسندني وأسندها وتشهدني وأشهدها.. على ما فينا من قوة الغلبة على هذه العزلة الكونية وأمشي. أمشي لأراني ماشياً, ثابت الخطوة حراً حتى من نفسي, في منتصف الشارع, منتصف الشارع تماماً تنبح علي الوحوش الطائرة تبصق نارها ولا أبالي.. لم يكن يسمع إلا وقع خطواته على الإسفلت المحفور, ولا يرى أحداً, لا يبحث عن شيء, لعل عناد التحدي الذي يخفي خوف الوحدة, أو الخشية من الموت بين الأنقاض هو ما يمسك بخطواته ويضرب بها الشوارع النائمة.
لم ير بيروت من قبل في مثل هذا النوم الصباحي, ولأول مرة يرى الأرصفة أرصفة واضحة ولأول مرة يرى الشجر شجراً واضحاً, بجذوع وأغصان وأوراق دائمة الخضرة.
هو يصف بيروت في حينها.. ويتساءل هل بيروت جميلة في حد ذاتها..? كانت الحركة والحوار والزحام وضوضاء التجارة تخفي هذه الملاحظة وتحول بيروت من مدينة إلى مفهوم ومعنى ومصطلح ودلالة, كانت تطبع الكتب وتوزع الصحف, وتعقد الندوات والمؤتمرات لتعالج قضايا العالم ولا تنتبه إلى ذاتها, كانت مشغولة بمد لسان السخرية لما حولها من رمل وقمع. كانت »ورشة« حرية.
وكانت جدرانها تحمل موسوعة العالم الحديث, وكانت مصنع ملصقات, وقد تكون هي أول مدينة في العالم طورت صناعة الملصقات إلى مستوى الجريدة اليومية, ولعل قدراتها التعبيرية المتشكلة من تنوع وموت وفوضى وحرية وغربة وهجرة وشعوب قد امتلأت وفاضت عن جميع أشكال التعبير المعروفة فوجدت في الملصق ما يستوعب فائض التعبير عن اليومي, حتى أصبح الملصق لفظة دارجة في القصائد والقصص ليشير إلى خصوصية وجوه على الجدران, شهداء طازجون خارجون للتو من الحياة ومن المطبعة.. موت يعيد إنتاج موته. شهيد يزيح وجه شهيد آخر عن الحائط ويجلس مكانه إلى أن يزيحه شهيد جديد أو مطر, وشعارات تمحو شعارات.. تتبدل وترتب أولويات الحماسة والواجبات الأممية اليومية.
كل ما كان يحدث في العالم يراه درويش يحدث عندنا انعكاساً تارة ونموذجاً تارة. وقد يتشاجر مثقفان في مقهى باريسي فينقلب شجارهما الكلامي إلى اشتباك مسلح هنا.. لأن على بيروت كما يقول أن تتضامن أو تتزامن مع كل جديد ومع كل قديم يتجدد, ومع كل حركة جديدة ونظرية جديدة, سينما ثورات سريعة الدوران, فيديو للتطبيق المباشر القائد الجديد أو النجم الجديد, في أي مجال مرشح ليكون قائدها أو نجمها تطفح جدرانها بالصور والكلمات ويلهث المارة وراء وعي يتبدل.
لذا فإن أعمار النجوم بنظر محمود درويش والقادة قصيرة, لا لأن الجمهور عندنا سريع الضجر, فالجمهور ليس هنا, بل لأن السباق يجري على النمط الأميركي, ولو كانت أهدافه معادية لأميركا, فهنا مندوبون دائمون لأي وعي جديد ولأية نغمة جديدة, ولأية طفرة جديدة, من الولاعة المتدلية من صدر فتاة الجينز دليلاً على الإفراط في اليسارية إلى حجاب يغطي الوجه واليدين دليلاً على الأصالة, إلى تلقف كل إشارة تضع كارل ماركس في فهرست الاستشراق دليلاً على هبوب ريح الشرق.. إنها محطة تحويل كونية لكل خروج عن السياق, وتعميمه إلى برنامج عمل لشعب مشغول بتأمين خبزه ومائه, وبدفن قتلاه.
الشاعر كان يمشي في شارع لا يمشي فيه أحد, يتذكر أنه مشى من قبل في شارع لم يمش فيه أحد. ويتذكر أن أحداً لم يكن معه يمشي إلى البحر, في سفن نوح الحديثة. في أزرق يسفر عن أبيض لانهائي.. ولا يسفر عن ساحل إلى أين..? إلى أين يأخذنا البحر في البحر? يقول: هنا لم أمت, لم أمت بعد, سأنام.. ما النوم? ما هذا الموت السحري المفروش بأسماء العنب? جسد ثقيل كالرصاص يرميه النوم في سحابة من قطن جسد يتشرب النوم كما يتشرب النبات المهجور رائحة الندى, شاعر يدخل في النوم رويداً رويداً على وقع أصوات بعيدة أصوات قادمة من ماضٍ مبعثر على تجعد السرير والأيام يقرع باب النوم من عضلات ترتخي وتتوتر. يفتح له ذراعه, يأذن له بالدخول, يدخل يشكره يمدحه يحمده النوم يناديه وهو ينادي النوم... النوم بنظره سواد يتفكك تدريجاً إلى رمادي وأبيض... النوم أبيض, انفصال وأبيض... استقلال وأبيض.. ناعم وقوي وأبيض, النوم صحوة التعب وأنينه الأخير, للنوم أرض بيضاء وسماء بيضاء وبحر أبيض وعضلات قوية.. عضلات من زهر الياسمين.. النوم سيد.. أمير.. ملك.. ملاك.. سلطان.. وإله.. استسلم إليه الشاعر كما يستسلم العاشق لمدائح المرأة الأولى, النوم جواد أبيض يطير على سحاب أبيض, النوم سلام, النوم منام يخرج من منام محمود درويش في "ذاكرة للنسيان"
عودة إلى سنوات الجمر والرماد, سنوات الشظايا ليوميات سربت في خرم العمر, لكنها في الذاكرة ما زالت تشرئب لأن الأمس, يشبه اليوم والصواريخ والطائرات والقنابل والقذائف وأخواتها, ما زالت في ظهرانينا, تجوب أجسادنا وتترك بصماتها نيراناً وشظايا ودماء..

:D

ooopss
04/05/2008, 00:46
أوراق الزيتون

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
دار العودة بيروت
1964


من الديوان :قصيدة / بطاقة هوية /
سجِّل!
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ!
سجل!
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟!!
إذن!
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
:D

ooopss
04/05/2008, 01:46
أحبك أو لا أحبك

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
دار العودة – بيروت 1972
كورنيش المزرعة – بناية ريفييرا سنتر
تلفون 318165 – 815335
ص.ب. 146284
الطبعة الثامنة 1993

قصائد الديوان:
مزامير، عائد إلى يافا، عازف الجيتار المتجول، تقاسيم على الماء،
قتلوك في الوادي، مرة أخرى، أغنية إلى الريح الشمالية، أغنيات حب إلى إفريقيا، المدينة المحتلة،
عابر سبيل، خطوات في الليل، سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا

من قصيدة
مزامير :

"أيتها البلاد القاسية كالنعاس
قولي مرة واحدة
انتهى حبنا
لكي أصبح قادرا على الموت... والرحيل:cry:
أني أحسد الرياح التي تنعطف فجأة
على رماد آبائي
اني أحسد الافكار المختبئة في ذاكرة الشهداء
وأحسد سماءك المختفية في عيون الأطفال
ولكنني لا أحسد نفسي
تنتشرين على جسمي كالاعصار
وتنتشرين في جسمي كالشهوة
وتحتلين ذاكرتي كالغزاة
وتحتلين دماغي كالضوء
موتي لأرثيك..
أو تزوجيني لأعرف الخيانة
مرة واحدة... "
:D

ooopss
04/05/2008, 02:17
في حضرة الغياب

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
منشورات رياض الريس2006

يقدّم درويش نفسه كمدمن غياب، يفكّك الذكرى إلى لحظاتها الأولية، ويصفّي الحسرة حتى آخرها، في عودة أوليسية إلى ماض ما ينفك يولد في الحاضر:
«ولد الماضي فجأةً كالفطر. صار لك ماض تراه بعيداً».
ليست النظرة إلى الوراء هنا تمريناً في الحنين أو امتهاناً لنوستالجيا لا براء منها، بل هي محاولة للتطهر من إثم التناقض، والتخلّص من ازدواجية الاسم والمسمّى:
«بمذبحة أو اثنتين انتقل اسم البلاد، بلادنا، إلى اسمٍ آخر.» ليس غريباً أن يرى درويش هذا الماضي البعيد فردوساً مفقوداً، تارةً، وجحيماً مستمراً، تارة أخرى. غير أن الحاضر، في كل الأحوال، ليس سوى هاوية، والدخول إليه غوصٌ مستمر في المجهول، وهذا ما يدفع الشاعر للسؤال والبحث عن معنى الهوية، في ضوء ولادة الماضي في الحاضر: «من بؤس الحاضر الجائع إلى تعريف الهوية... ولد الماضي». في النص، الذي يعتمد تقنيات السرد الروائي، ثمة استحضار متعمد لتفاصيل كثيرة عن تلك السنين الأولى التي شكلت وعي الشاعر، وبلورت مخيلته عن العالم من حوله. وفي هذا كله ينقل درويش محنة الوجود بين نقيضين، إحداهما يشدّه إلى الوراء، ويمثل ماضياً مسروقاً، وآخر يسحبه إلى المجهول، يتلخّص بأسطورة العيش في حاضر مزيف، لا واقعي. أما الغد فيظل منطقة رمادية، يصعب تلمس معالمها. كان الماضي واقعاً ملموساً، فأضحى الآن وهماً مزمناً في الحاضر. كانت البلاد حقيقةً، ماثلة للعيان، فأضحت الآن كذبةً. وفي محاولة الاقتراب من مفهوم الهوية الملتبس، يلج درويش دائرة التوتر القائمة بين الداخل والخارج، هو المنقسم، كما يقول، «إلى داخل يخرج وإلى خارج يدخل»،
متأملاً بالمنفى كهوية بديلة، وناظراً للانزياح التاريخي بعين تراجيدية، هو العابر في كلام عابر، الماكث أبداً على الحافة، متأملاً ازدواجية الحضور والغياب:
«عابراً، عابراً بين اختلاط الهنا بالهناك.» هنا يلعب الشرط التاريخي دوراً محورياً في قلب الأدوار، وخلط المصائر، وجعل الهوية إشكالية قائمة بحد ذاتها، بسبب ما تتعرض له من محو مستمرّ:
«بساعة نحسٍ واحدة دخل التاريخُ كلص جسور من باب وخرج الحاضر من شباك.»
والنص من أوله إلى آخره قائم على هذه الخلخلة التي أحدثها انزياح الاسم عن المسمى، وعلى القرصنة التاريخية التي تعرّض لها حاضر فلسطين في الماضي. من هنا جمالية التساؤل عن معنى الهوية، والنكوص إلى التكثيف الشعري والفلسفي في تسليط الضوء على جدلية الحضور والغياب التي يشيعها أصلاً بيت مالك بن الريب في الاستهلال الذي يفتتح النصّ: «يقولون لا تبعد وهم يدفنونني/ وأين مكان البعد إلا مكانياً؟». هنا يعي الشاعر، الراثي والمرثي، أن المكوث في الحاضر نأيٌ، بل هو شكل من أشكال الموت أيضاً. والحاضر، بالنسبة لدرويش «الطارئ، اللاجئ،» قبرٌ يمتد بين مكانين. ثمة تلك المفارقة التي توسّع الهوة بين ما كان وما هو كائن، وفي الازدواجية التي تعاني منها الأنا، وعدم قدرتها على الانتماء حتى إلى «اللامكان»:
«وإن قلتَ مجازاً إنكَ من لا مكان قيل لك: لا مكان للامكان هناك.»
وعبر الحبكة المقترحة للنص يشعر القارئ بأن ثمة دائماً ما يهدّد الشاعر بالانزلاق الوشيك إلى الغياب، أو الموت، في كل لحظة، كأنما في استرجاع مستمر أو تمثل سيكولوجي لمفارقة ابن الريب، عبر هيمنة هاجس الموت أو الانتحار على ذهن المتكلم، منذ هروب الطفل درويش مع عائلته إلى لبنان، برفقة «سمسار حنين»، هرباً من ظلام المحتل. كأن الموت يكمن في كل مكان، والاستمرار في الحياة لم يكن سوى صدفة، لم تطلها الرغبة بالانتحار:
«وعشتَ لأنّ ضوء القمر اخترق الماء وأضاء صخوراً مدببة أقنعتكَ بأن الموت سيكون مؤلماً لو قفزتَ من تلك الصخرة إلى البحر».
سوف يلاحق هذا الهاجس درويش في محطات مفصلية كثيرة في حياته، منذ فراره مع والده، هرباً من «الضبع» الذي يحرس الحدود، إلى لحظة دخــــوله السجن، إلى الإقامة المــــوقتة في المطارات الكثيرة، والتنقل الأزلي بين العواصم «كبريد جوي»، وهذا كله يجعل الارتحال في المكان، وعن المكان، موضوعة مركزية في النص:
«عشتُ في كل مكان كمسافر في قاعة انتظار».
وينتمي هذا النص إلى ما يمكن تسميته سردية الاعتراف ، وهو نمط من الكتابة الغنائية السردية، التي تتعامل مع حقائق شخصية، وحالات ذهنية ووجدانية تعصف بالشاعر. ويلجأ المتكلم إلى وصف فوضى نفسية ذاتية، يعكسها وضع العالم، ليصبح الشخصي كونياً، والخاص عاماً. يستخدم درويش تقنية المونولوج الداخلي لمتمثل في حوار الذات مع الذات، متجاوزاً القناع المسرحي، وتقنية استحضار مستمع متخيل، بديلاً من الأنا. هذا يجعل النص أقرب إلى هذيان تيار الوعي حيث يتحول العالم الداخلي للشخصية مسرحاً تجرى فوقه الأحداث:
«وأهذي وأعرف أنني أهذي، ففي الهذيان وعي المريض برؤياه».
ثمة اقتراب، كما أشرنا، إلى المرثية الذاتية، لأن درويش يتحدث عن جدلية البعد والقرب، الحياة والموت، من منظور شخصي تقريباً، مستجوباً حيرته، ومواجهاً قلقه، ومتأملاً في تلك المعضلة التي تجعل الركون إلى معنى ناجز للهوية مستحيلاً. ربما أراد درويش أن يتكلم بلسان الضحية، ويروي سيرة الصامتين الذين حُرموا من سرد قصتهم، هارباً من التدوين ذاته، ومن أسطورة المحتل الذي يلعب دور القدر الروائي الذي رسم له مصيره: «كأنني شخص هارب من إحدى الروايات المعروضة في كشك الصحف، هارب من المؤلف والقارئ والبائع»
. لكل كلمة هنا دلالة، بل ثمة حقل ألغام دلالي يمتد أمام القارئ، ليجعل جدلية الغياب والحضور في عنوان النص دراما ذاتية تعصف بالمتكلم الباحث عن رواية أخرى. في هذا النص، المفتوح على تقنيات أدبية متنوعة، يقترب النثر من الشعر اقتراباً عضوياً، كما ألمحنا، بل إن المسافة بينهما تكاد تختفي، لأن الصورة الشعرية التي تميز أسلوب درويش حاضرة بقوة في نثره، ونراه يمارس شغفه بالمجاز من خلال تجريب شـــــعري فائق في مستوى تشكيل الاستعارة، واستيفاء عناصرها البلاغية، كأن يقول: «فقد حلك الضباب على طاولتك الدائخة من فرط ما كدّست عليها من أدوات التأويل». أو كما في قوله «لو هطل المطر علينا في هذا الليل لذاب الظلام ورأينا خطانا والطريق». كما أنه يستحضر لمسته السينمائية أو التشكيلية في الوصف، راسماً مشهد الأفق في قرية فلسطينية نائية، لكي يدلل رمزياً على عبثية المكان المنسحب، الذي يتعرض هو الآخر لخلخلة جذرية:
«بيوتٌ لو نظرت إليها من تحت كرم الزيتون لرأيت لوحة عشوائية رسمها فنانٌ أعمى على عجل، صخرة على صخرة، ونسي أن يرشّ عليها شيئاً من نعمة اللون، فقد كان خائفاً من أن يرى، فجأة، ما صنعت يداه». تظل هذه اللوحة السريالية لبيوت مقذوفة في العراء الأعمى عـــــالقة في المخيلة ونحــــن نغادر نص درويش، مستحضرين مكان البعد في بيت مالك بن الريب، الذي يرثي غيابه في حضوره، تماماً كما هو حال درويــــش في نصه، الذي يجعل الارتحال أو الانزياح ثيــــمة مركزية في ســــرده:
«عشت عصي القلب، قصي الالتــــفاتات إلى ما يوجعُ، ويجعل الوجعَ جهة، وإلى ما يرجع من صدى أجراس تضع المكانَ على أهبة الســــفر». ولكي لا يظل الكائن دائماً على أهبة السفر، يدوّن درويــــش صدى تلك اللحظات، منوهاً بعلاقته الوجدانية بالمكان البعيد، النائي، المنسحب، مستنداً إلى وجع الشاعر، وحنينه إلى مكان لا يرتحل، لا يــــسافر، ولا يسقطُ البتة في الغياب.

مقتطفات من الكتاب :
\\وأنت، (file://\\وأنت،) تقريباً أنت\\

لا سجين ولا طليق. فالسجن كثافة. ما من أحد قضى ليلة فيه إلا وأمضى الليل كله في تدليك عضلات الحرية المتشنجة، من فرط السهر على الأرصفة، حافية وعارية وجائعة. وها أنت ذا تحتضنها من كل ناحية، حراً متحرراً من عبء البرهان. ما أصغرها وما أبسطها وما أسرعها في الاستجابة الى نشاط السراب. وهي فيك وفي متناول يدك التي تدق بها جدران الزنزانة: في اقتباسك امثولة الطير، وفي هطول المطر، وفي هبوب الرياح، وفي ضحكة الضوء على حجر منسي، وفي كبرياء شحاذ يوبخ مانحيه إذا بخلوا، وفي حوار غير متكافئ مع سجانك حين تقول له:
أنت، لا أنا، هو الخاسر، فمن يحيا على حرمان غيره من الضوء يغرق نفسه في عتمة ظله. ولن تتحرر إلا إذا بالغت حريتي في الكرم، كأن تعلمك السلام وترشدك الى بيتك. أنت الخائف، لا أنا، مما تفعله الزنزانة بي، يا حارس نومي وحلمي وهذياناتي الملغومة بالإشارات. لي الرؤيا ولك البرج وسلسلة المفاتيح الثقيلة والبندقية المصوبة الى شبح. لي النعاس حريري الطبع والملمس، ولك السهر علي لئلا يسحب النعاس سلاحك من يدك قبل أن يرتد اليك طرفك.
الحلم مهنتي، ومهنتك استراق السمع، سدى، الى حديث غير ودي بيني وبين حريتي":fthink:

:D

ooopss
04/05/2008, 02:52
أثر الفراشة

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
دار رياض الريس للنشر
2008
يُثير كتاب «أثر الفراشة» عدداً من الالتباسات لدى القارئ. لعل درويش نفسه حاول تجنّب التعددية التي تحكم نصوص الكتاب، فوضعها في خانة «اليوميات». لكنّ وسم النصوص بهذه الصفة لا يجعلها تنضوي، كلها، تحت هذه اللافتة. ثمة نصوص كثيرة في الكتاب تتجاوز فكرة اليوميات. بل إن معظمها يفتقد المعنى الدارج لليوميات والذي يتمثل في تدوين الوقائع أو المشاهدات العادية اليومية.
السبب في كل هذا أن محمود درويش لا ينسى أنه شاعر. وإذا نسي هو أو شرد عن كونه شاعراً، فإن لغته، أو بالأحرى معجمه اللغوي ونبرته التي ربّى قصيدته عليها طويلاً، تتكفل بإعادته إلى الحقل الذي يتقن حرثه. الشاعر الذي في داخل درويش يطل برأسه حتى لو كتب نثراً عادياً. الشاعر موجود وإن توارى خلف تسميات أو أجناس أدبية أخرى.
الكتاب، بهذا المعنى، ليس يوميات بالمعنى الحرفي والتقني للكلمة. الطريقة التي ينظر بها الشاعر إلى العالم تتدخل في صوغ كل ما يُستدرج إلى النصوص وشعرنته. لنقل إن ما نقرأه هو استراحة الشاعر من الانكباب المضني على الشعر. النصوص فسحة لكي يتنفس الشعر خارج المتطلبات الصارمة للإيقاع. إنها فرصة كي يستريح الشاعر من مطاردة الصور والاستعارات. لكن هل يمنع هذا تسرّب الشعر أو ما يشبهه إلى جملة درويش حتى وهي مشغولة بغير الشعر. الجواب هو لا بالطبع. فالشاعر لن يقوى على إدارة ظهره للغة التي اعتاد الكتابة بها.
إذا سلّم القارئ بهذه البداهة، فسيكون سهلاً عليه أن يجد تصنيفاً خاصاً بـ«يوميات» محمود درويش. حينها لا يمكن أن يتفهّم فقط وجود شعر متوارٍ أو مدفون تحت سطح العبارات، بل وجود شعر حقيقي بعضه مكتوب بأبيات فراهيدية. لكن لماذا يضع درويش هذه القصائد هنا ولا ينشرها ضمن دواوينه؟ الجواب المرجح هو أن هذه القصائد أقل من الطموح الدرويشي الراهن، خاصة بعد المنعطفات والتطورات التي شهدها شعره في الفترة الأخيرة. الواقع أن بعض هذه القصائد لا يقل عن الشعر الذي نقرأه في دواوين درويش، لكن القارئ المتأني والمتمعن في شعرية درويش يلاحظ أن ثمة شيئاً يعصى على التحديد في هذه القصائد ولكنه كاف ليستبعدها الشاعر عن دواوينه.
تفسح اليوميات مجالاً للتأمل في الموت والحياة ومشاغل العيش العادية. وتفسح للقارئ، في الوقت نفسه، مجالاً كي يعرف جانباً آخر من الشاعر الذي يسبقه شعره وتسبقه فلسطين إلى الجمهور. الشاعر الذي شكا من ربط شعره بالقضية لا يتوقف عن ذلك حتى في يومياته. ها هو يرفع شكواه موزونة هذه المرة: «يغتالني النقاد أحياناً/ يريدون القصيدة ذاتها/ والاستعارة ذاتها / فإذا مشيتُ على طريق جانبيٍّ شارداً/ قالوا: لقد خان الطريق / وإن عثرتُ على بلاغة عشبةٍ/ قالوا: تخلّى عن عناد السنديان/ وإن رأيتُ الورد أصفر في الربيع/ تساءلوا: أين الدم الوطني في أوراقه/ .... / يغتالني النقاد أحياناً/ وأنجو من قراءتهم/ وأشكرهم على سوء التفاهم/ ثم أبحث عن قصيدتي الجديدة».
اليوميات، إذا استعرنا تعبير درويش في الاقتباس السابق، ما هي إلا طريق جانبي يقود في النهاية إلى الشعر.
بقلم/حسين بن حمزة


مقتطفات من الكتاب

ليتني حجر
"لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ

فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي

ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ

لا شيء يحدث لي!

ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني"



"أَثر الفراشة

أَثر الفراشة لا يُرَى

أَثر الفراشة لا يزولُ

هو جاذبيّةُ غامضٍ

يستدرج المعنى، ويرحلُ

حين يتَّضحُ السبيلُ

هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ

أشواقٌ إلى أَعلى

وإشراقٌ جميلُ

هو شامَةٌ في الضوء تومئ

حين يرشدنا الى الكلماتِ

باطننا الدليلُ

هو مثل أُغنية تحاولُ

أن تقول، وتكتفي

بالاقتباس من الظلالِ

ولا تقولُ…"


البيتُ قتيلاً

بدقيقة واحدة، تنتهي حياةُ بيتٍ كاملة. البيتُ قتيلاً هو أيضاً قَتْلٌ جماعيّ حتى لو خلا من سُكَّانه.
مقبرة جماعية للموادّ الأولية الـمُعَدَّةِ لبناء مبنى للمعنى، أو قصيدةٍ غير ذات شأن في زمن الحرب.
البيت قتيلاً هو بَتْرُ الأشياء عن علاقاتها وعن أسماء المشاعر. وحاجةُ التراجيديا إلى تصويب البلاغة نحو التَّبَصُّر في حياة الشيء. في كل شيء كائنٌ يتوجَّع… ذكرى أَصابع وذكرى رائحة وذكرى صورة. والبيوت تُقْتَل ُكما يُقْتَلُ سكانها. وتُقْتَلُ ذاكرةُالأشياء:
الحجر والخشب والزجاج والحديد والإسمنتُ تتناثر أشلاء كالكائنات. والقطن والحرير والكتّان والدفاتر والكتب تتمزّق كالكلمات التي لم يتسَنَّ لأصحابها أن يقولوها. وتتكسَّرالصحون والملاعق والألعاب والأسطوانات والحنفيّات والأنابيب ومقابض الأبواب والثلَّاجة والغسَّالة والمزهريات ومرطبانات الزيتون والمخللات والمعلبات كما انكسر أصحابها. ويُسحق الأبْيَضَان الملح والسُّكَّر، والبهارات وعلب الكبريت وأقراص الدواء وحبوب منع الحمل والعقاقير الـمُنَشطة وجدائل الثوم والبصل والبندورة والبامية الـمُجَفَّفة والأرُزُّ والعدس، كما يحدث لأصحابها. وتتمزَّق عقود الإيجار ووثيقة الزواج وشهادة الميلاد وفاتورة الماء والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والرسائل الغرامية، كما تتمزّق قلوب أَصحابها.

وتتطاير الصُّوَر وفُرَشُ الأسنان وأمشاط الشَّعْر وأدوات الزينة والأحذية والثياب الداخلية والشراشف والمناشف كأسرار عائلية تُنْشَرُ على الملأ والخراب. كل هذه الأشياء ذاكرةُ الناس التي أُفْرِغَتْ من الأشياء، وذاكرة الأشياء التي أُفْرِغَتْ من الناس… تنتهي بدقيقة واحدة.
أشياؤنا تموت مثلنا. لكنها لاتُدْفَنْ معنا!:cry:



:D

ليندا
04/05/2008, 02:58
عظيــــم ooopss
:D

ooopss
04/05/2008, 03:24
يوميات الحزن العادي

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////


رياض الريس لنشر
2007

االديوان يضم:

القمر لم يسقط في البئر
الوطن بين الذاكرة والحقبه
يوميات الحزن العادي
من يقتل خمسين عربيا يخسر قرشا
الفرح...عندما يخون!
تقاسيم على سورة القدس
صمت من أجل غزة
ذاهب الى العالم غريبٌ عن العالم
ذاهب الى الجمله العربية في الخامس عشر من أيار


مقتطفات من الكتاب :
الفرح... عندما يخون !
"وماذا قالوا لك في المرة الأخيرة؟

خياليون...خياليون أيها العرب.

ولو أعطوك كل شيء,فماذا انت فاعل,هل ترضى؟هل تكف عن البحث عن نقطة انفجار؟وهل تأمن الفرح؟إن من سلبك كل شيء لن يعطيك أي شيء,ولو اعطاك أهانك.
"كن عاقلا واذهب الى الطين"هكذا قلت لنفسك,ولم ترد على سؤالي :
لو أعطوك كل شيء فهل تأمن الفرح؟
وتلتفت الى أيامك وتصنف أجمل الشعارات التي حملتها وسرت بها الى السجون:

تصريح سفر..
حرية تعبير..
مساواة..

وفجأة تضحك,تضحكك المساواة,وأنت تناضل لكي لا تأتمن الفرح.
.ولقد علمتك الأيام أن تحذر الفرح,لأن خيانته قاسية,فمن أين يأتيك فجأة؟:cry:

يوميات الحزن العادي
"من أين أخي؟
*من غزة.
_ماذا فعلت؟
*ألقيت قنبله على سيارة الغزاة,فانفجرت بي.

*ألقوا علي القبض,واتهموني بالإنتحار.
_اعترفت طبعاً؟
*ليس تماماً,قلت لهم إن محاولة الانتحار لم تنجح,ولذلك حرروني من الرحمة وحكموا علي بالسجن المؤبد.

_ولكنك كنت تنوي القتل لا الإنتحار؟
*يبدوا أنك لا تعرف غزة,فالمسافة هناك شيء وهمي

_لا أفهمك جيداً.
*يبدوا أنك لا تعرف غزة,فمن أين أخي؟
_من حيفا.
*ماذا فعلت؟
ألقيت قصيده على سيارة الغزاة,فانفجرت بهم.

*ألقوا علي القبض واتهموني بالقتل الجماعي.
_اعترفت طبعا؟
*ليس تماما,قلت لهم بأن محاولة القتل نجحت,ولذلك أعطوني الرحمة فاستجابوا الى طلبي,وحكموا علي بالسجن لمدة شهرين.
_لا أفهمك جيداً.
*يبدوا أنك لا تعرف حيفا,فالمسافة هناك شيء وهمي.

جاء الحارس..وضعه في زنزانه وأطلق سراحي!

:D

ooopss
04/05/2008, 03:26
حيرة العائد
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
دار الريس للنشر 2007

يقدم محمود درويش نفسه في كتابه '' حيرة العائد'' أنه شاعر يعمل بقليل من العشب اليابس والملح والغيوم.. وهذا حسب قوله يكفي للقلب وللإبداع وحتى للمزاح مع العدم.
جمهور عربي كبير يهتم بكتب محمود درويش الذي قال عنه نقاد عالميون بأنه '' قضية في قضية'' ففي كتابه الذي هو عبارة عن شهادات وكلمات في مناسبات مختلفة، يلاحظ أن الموت الذي تحوّل إلى هاجس سيزيفي لدى الشاعر منذ تلك الجراحة الهائلة في القلب، يحتل حيزاً واسعاً من الكلمات.
والتالي قراءة في الكتاب:
''غائباً آتي إلى غائب، فلا أدري إن كنت هناك أم هنا، ولا أدري هل جسدي هو كلامي أم كلامي هو جسدي، ولكنني في الحالين غائب
لا صورة للمعنى بلا مبنى، ولا أرض للقصيدة غير تلك الطعنة التي تحفرها السماء بقرن غزال، على حافة الأرض.
هل دخلت من هناك؟ أم خرجت إلى ما أنت فيه، بحثاً عن أمثالي العائدين في عربات المهاجرين إلى صورتهم، وهي تكبر وحدها، في الليالي القديمة، دون أن تنتبه إلى تدخل الشبح أو الشاعر''.
مَن كان يرثي ''محمود درويش'' ''زميله'' في الشعر أو في التيه (ولو داخل الخط الأخضر) ''توفيق زياد'' أم ''محمود درويش''. حين يتماهى رجلان على حافة الحيرة التي غالباً ما تكون حافة الموت، حتى وإن كان ''لوي أراغون'' قد قال إن الحياة مثل القصيدة تبدأ، وتنتهي، بالحيرة!
الشاعر هو الذي اختار صورته على الغلاف. لسوف تقولون: ''هل من الضروري، إذاً، أن نفتح الكتاب، لقد قرأنا في وجهه كل شيء''. كل شيء؟ أجل، وأكثر...
الكتاب الذي يجمع شهادات وكلمات في مناسبات تختزل تحوّلات القلب، الوحيد الذي بقي في مكانه. كل شيء تغيّر. الحيرة تأشيرة دخول إلى أين؟
قمر بدوي
مجلة إد الفرنسية كرّست عدداً بعنوان: ''فلسطين.. رحلة في قلب شعب''. كتب ''محمود درويش'' في العدد عن تجربته منذ أن كان في السادسة: ''... ولكن ابن السادسة لم يكن في حاجة إلى من يؤرخ له، ليعرف طريق المصائر الغامضة التي يفتحها هذا الليل الواسع الممتد من قرية على إحدى تلال الجليل، إلى شمال يضيئه قمر بدوي معلق فوق الجبال. كان شعب بأسره يقتلع من خبزه الساخن، ومن حاضره الطازج ليزجّ به في ماض قادم. هناك... في جنوب لبنان، نصبت خيام سريعة العطب لنا. ومنذ الآن، ستتغيّر أسماؤنا، منذ الآن سنصير شيئاً واحداً، بلا فروق، منذ الآن سندمغ بختم جمركي واحد: لاجئون''.
مشهد البداية يختزل كل المشاهد الأخرى. هل كانت للحيرة نكهة أخرى؟ الأمل بأن يكون ثمّة أمل: ''لم أعرف كلمة ''المنفى''، إلا عندما ازدادت مفرداتي. كانت كلمة ''العودة'' هي خبزنا اللغوي الجاف. العودة إلى المكان، العودة إلى الزمان، العودة من المؤقت إلى الدائم، العودة من الحاضر إلى الماضي والغد معاً، العودة من الشاذ إلى الطبيعي، العودة من علب الصفيح إلى بيت من حجر. وهكذا صارت فلسطين هي عكس ما عداها، وصارت هي الفردوس المفقود إلى حين...''.
القلب والموت
بعد جراحة معقدة، وصاعقة، في القلب. هل أصبح الشاعر نصفه لـ''محمود درويش'' ونصفه لفلسطين؟ هنا قلب. لا شيء آخر، ويستحق أن يكون حزيناً، ووجلاً، عندما يكون الرحيل هو النهر أو عندما يكون النهر هو الرحيل. هذه هي الأوديسة الفلسطينية. يكتب أحد النقاد في مجلة ''لير'' الفرنسية: ''ترى، هل تحوّل محمود درويش إلى هوميروس؟''. هذا لأن التراجيديا أخذت كل مداها الميتولوجي. المسافة بين اللاوعي والقلب. ذاك الذي صنعه هوميروس. يصنعه أيضاً ''محمود درويش''. لا داعي للعينين أمام هذه الأوديسة أو تلك. بسريالية مثيرة قال ''أندريه بروتون'' ذات يوم: ''عينان تصلحان لقدمين فقط''.
هل يشعر محمود درويش أن الموت يطارده، يطارده هو، ولو بالأزهار الجريحة، مع كل أولئك الذين غابوا: ''ياسر عرفات''، ''فدوى طوقان''، ''أميل حبيبي''، ''محمد الماغوط''، ''ممدوح عدوان''، ''سمير قصير''، ''إسماعيل شموط''، ''توفيق زياد''، حتى إنه يتكلم عن ذكرى ''بدر شاكر السيّاب''.
يكتب درويش لممدوح عدوان: دلتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل
"وزارة الثقافة "
:D

ooopss
04/05/2008, 03:33
:Dعظيــــم ooopss


:D

شكرا كتير كتير عالمتابعة
:D

ارسلان
04/05/2008, 04:08
ooopss
بعمق درويش وفلسفته أشكرك

ooopss
04/05/2008, 04:19
لاتعتذر عما فعلت

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

دار الريس 2003

القصائد :
في شهوة الايقاع
يختارني الايقاع الايقاع
لي حكمة المحكوم بالاعدام
سيجيء يوم آخر
وأنا وان كنت الأخير
في بيت أمي
لاتعتذر عما فعلت
في مثل هذا اليوم
انزل هنا والآن
ان عدت وحدك
لم اعتذر للبئر
لا راية في الريح
لبلادنا
سقط الحصان عن القصيدة
ولنا بلاد
لا شيء الا الضوء
نزف الحبيب شقائق نعمان
هذا هو النسيان

وقصائد كثيرة أخرى...


مقتطفات من الكتاب .

"بلادنا في ليلها الدموي
جـوهـرة تشـع على البعيد على البعيد
تضيء خارجها
وأما نحن، داخلها
فنزداد اختناقاً" :cry:


"صاحت فجأة جندية:
هو أنت ثانية؟ ألم أقتلك؟
قلت: قتلتني...
نسيت، مثلك، أن أموت"

:D

ooopss
04/05/2008, 04:29
ooopss
بعمق درويش وفلسفته أشكرك

شكرا الك عالمتابعة:D

ooopss
04/05/2008, 06:49
سرير الغريبة

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
دار الريس
2000
طبعة ثانية


للمكان حضوره في قصائد الديوان الدرويشي اذ المنفي وسرير الغريبة في كل بلاد الله مقاهٍ, وميادين، وساحات,, وهجرات ابدية - غالباً- ما تورث بشاعر كدرويش قليل من اليقين بالعودة الى احضان أم,, ومساحة بيت دكته معاول هدم التاريخ,, اذ في المكان يسكن التاريخ,, وعلى ضفافه ينمو صفصاف الزمان مخلفاً لغة الحاضر للوراء,, تماماً مثلما يحاصر الوجد (الغريبة) في اولى قصائد الديوان شاهرة في ذات الوقت سيف عنوانها
(كان ينقصنا حاضر) (ص11)
لتؤكد ان الزمان لم يعد يعبأ بحاضر ولم تعد النهايات محملة بوهج الدهشة من رحيل الروح الى فناء ذاتها:
(نحن هنا طيبون, شمالية
ريُحنا، والاغاني جنوبية,.
هل انا انتِ اخرى
وانت انا آخر؟)
ومن عبق الاشارة المشرقية الموغلة في عتقها وغموضها يؤكد الشاعر محمود درويش
وعبر ديوانه (سرير الغريبة) ان الشعر العربي لغز يستعصي على الحلول,, بل هو مجد يسكن الوجدان حتى تعجز عن رؤيته او ملاقاته,, ليظل وطن الشعر بعيداً كغيمة في شاهق هذا الافق المترامي تلك التي تعبر دون ان تخلف على ارض الغريبة قطرة ماء واحدة,.
(ليس لي ما اقول عن الارض فيك
سوى ما يقول الغريب:
سماويَّةٌ,.
ربما يخطئُ الغرباء بلفظ حروف
آرامية,, بدائية وجدوها على
ضفة النهر,,) (الديوان ص51)
يفتتن الشاعر محمود درويش في كل مقومات الغربة,,, فهناك من يحمل هموم الغربة غير الإنسان,, فطيور السلام غريبة,, وعصافير الفجر تصحو على دوي طلقة غادرة تنفيهم الى البعيد,, والمناخات والفصول جميعها تعيش الغربة ان اضحى الزمن على خط العداء الازلي,, لتمضي قصائد هذا الديوان منذ ايمائه الاول مصدر قلق عارم يسجل رحلة الغربة لكل كائن,, حتى الارض في المنفى تصبح واجمة لفرط ما عبرت خلجات الغرباء من فوقها,.
يظل المنفى ما ظل الشعر,, ويبقى الحزن ما بقيت اسرار محمود درويش في تلقين عذابه دروس المنافئ تلك التي فعلها فأحيانا نجد ان رجلاً بلا امرأة هو سيد الغرباء,, ليظل ما يتوامض هناك
في قصيدة (من انا، دون منفى؟)
هو الرجل الشرقي المعذب لفرط أحزانه وحبه، ويتمثل في صنع فكرة جليلة تتلخص في فهم ادق للغربة ان الحنين هو اقسى عندما يكون الغائب ارضا اصبحت مع الوقت أماً للغرباء جميعاً.
ويستحضر الشاعر حكمة القول ليصف لنا هول عنائه الذي لا يكف عن الترحال في اعماق قلبه المجهد من سهر البحر,, والبكاء على فقد خيل الوطن المعد لدخول المدينة التي تتزين فتياتها لاستقبال يوم من ايام مجد الوعد الذي سيطل مع اول خيط للضياء,, ذاك الذي ستشفي من فوق قمم الجبال الشاهقة البعيدة,, تلك التي تلوذ بها الحكايات، والقصص الموغلة في غموضها عن حقب ذلك الماضي الذي تعجز قصيدة عن ذكر تفاصيله,.
وتبرز هنا قصيدة (أغنية الزفاف)
مسجلة وجل الشاعر الذي يحي سماء الغربة من اعلى جبل يعانق الريح,, وتوشّي الغيوم هامته بغلالات البياض,, ولا يعود من هذه التحايا سوى صدى التحية لامرأة يانعة تهيئ ذاتها بالأفراح والوعود
(هل هناك حزن اشد التباساً
على النفس من فرح البنت في
عرسها,,؟
,,,,,,,.
إني نسيت الصدى في الصدى) :?(الديوان ص65),
وتظل صورة الحياة قاتمة في شعر محمود درويش,, حتى يصل الشؤم مداه,, لينتزع من الحب عالمه، ومن الطير برأته وأفقه ومن الربيع صوت حنين اشجاره,, كل شيء يتلاشى في قصائد (درويش) عدا وجه (الغربة) الذي يحسنه ببديع اللحن ليخلق من رماد ذاكرته جمراً لحياة هؤلاء الذين يفترشون الممرات حالمين بنهاية الفصل الممل من غربتهم,, فلم يبق سوى ريش حمام، وحنين الى قضمة حنطة ضرورية للبقاء,, بل إن طائر الشاعر اضحى في مأزق الحبائل الغادرة تلك التي تلون الافق ببياض غامض:
(زرقت مع الخبز حبك
ولا شأن لي بمصيري
ما دام قربك,,):sosweet:
(الديوان ص90)
لا يستثني الشاعر محمود درويش من حياة الغربة هنا اياً كان,, ولا يخطط لخروجهم من هذا العذاب,, بل هو الذي يشن حرباً ضارية على كل ما هو قادم للتصالح، والتفاهم، والمذكرات والمخططات، والتعهدات,, والمصالح المشترك منها والفردي لتبقى الغربة فضاء تسبح به الكائنات دون هدى ودون قرار يهز الوجدان ويحقق معادلة البقاء فمن الغربة تنطلق احزاننا واليها تعود ارواحنا محملة بضجيج البحث عن عالمها وأفقها الذي ترامت به مقولات الغرباء على نحو ما اجتمع (الشاعر) و(جميل بثينة) في زمانين مختلفين لكن الغربة أم معمرة,, وشاعر ومعشوقته هرما فيما ظل شاعر الغربة (درويش) يهذي اقوالاً تبين حليب الرواة، وخبز المؤرخين,.
لا فصل هنا فالتاريخ سياق تام,, تاريخ شعر يؤرخ الغربة,, ويمنح الغرباء، والشعراء فرصة العيش في اي زمان او مكان,, لكن البادي في امر شاعرينا انهما يتبادلان مقولات قافية الوجد والحب على اي شاكلة سيكون موتهما المنتقى,, فلا بداية لتاريخ حب,, ولا نهاية له على الاطلاق.
(هل تشرح الحب لي يا جميل
لأحفظه فكرةً فكرةً؟)
(الديوان 117)
ديوان درويش يغرق في نهر الوصف,, ويسرد بجلاء المشهد ثقافة رجل كبير تدمي قلبه لواعج الغربة ويقبل على الغرباء اقباله على ابناء ابية,, ليمتن للحياة التي انجبته في زمن يلهو الماء عن عطش الراحلين,, فيما تفيض سحب الخيبة بما فيه لتعمر القفر حشائش الوعد التي لا تجد سوى خيول السراب لتغازل افواهها بدغدغة عطرة تخلفها ازاهير (سومارية) واخرى (بابلية),, بل هناك (مشرقية ومغربية) جميعها اشارات لان ترعى الخيول ما طاب لها من عشبة الفيافي الغامضة ليبقى (حصان الشاعر وحيداً) يسائل الأمكنة فطرية الاشياء."

"يستخدم درويش في ديوانه كلمة "سرير "في معاني مختلفة وعديدة:
وفي هذا الإطار تأتي الكلمة في قصيدة (سنة أخرى فقط) وهي قصيدة يرثي درويش فيها أصدقاءه الشهداء على نحو يغاير شروط الرثاء التقليدية، فالشاعر مفتون بالحياة، حريص عليها، وهؤلاء الشهداء، عشاق الحياة والمدافعون عنها، يفسدون بموتهم المتكرر متعة الحياة ! لهذا يحرص درويش على أن يصور بطولتهم ضمن رؤية مغايرة، وهي بطولة مرتبطة بالضعف الإنساني
أصدقائي، شهدائي الواقفين
فوق تختي....
اذهبوا عني قليلا
فلنا حق بأن نحتسي القهوة بالسكر لا بالدم

وقد يكون السرير تجسيدا للقاء عابر، ليفقد السرير ثانية خصوصيته، ولكنه يجسد لحظة من لحظات الالتفات الى الجسد، بعيدا عن هوية الجسد، لأن هذا الالتفات تجسيد للتمسك بالحياة، ونفي للحظة المرض:
(ولسنا سوى رقمين ينامان فوق السرير المشاع، المشاع يقولان ما قاله عابران عن الحب قبل قليل، ويأتي الوداع سريعا، سريعا
إذا كان درويش قد كرر عبارة (وطني حقيبة) في قصيدة (مديح الظل العالي) عدة مرات قاصدا بذلك نفي العبارة الشعرية القديمة ذائعة الميت (وطني ليس حقيبة) وهي تقابل عبارة: وطني ليس جدار، فإن بروز السرير في تلك اللحظة، يؤشر على رغبة الخطاب الشعري الدرويشي في تدمير مرجعياته واثبات قدرته على التحول من دلاله الى أخرى. ولا شك أن تحول الحقيبة الى صرير ذي قدرات سحرية متعددة، يؤشر على نوعية اغتراب أخر صار يعيشه درويش في سياق نوع أخر من المواجهة بين الذات والأخر.

"وطني حقيبة
في الليل أفرشها سريرا
وأنام فيها
أخدع الفتيات فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا
وأموت فيها."

وكذلك يطول الامر في تحليل الديوان من جوانب أخرى..


مقتطفات من الديوان:

"سماء منخفضة


هنالك حبّ فقيرٌ، يطيل

التأمّل في العابرين، ويختار

أصغرهم قمرًا: أنت في حاجةٍ

لسماءٍ أقلّ ارتفاعًا،

فكن صاحبي تتّسع

لأنانيّة اثنين لا يعرفان

لمن يهديان زهورهما...

ربّما كان يقصدني، ربّما

كان يقصدنا دون أن ننتبه

هنالك حبّ :hart:... :oops:"

:D

فيرينيا
04/05/2008, 14:49
very good ooopss
really you are free girl:D

ooopss
05/05/2008, 21:39
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)




احد عشر كوكبا (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1999، الطبعة رقم: 2، الناشر: دار الجديد،



من قصائد الديوان
خطبة الهندي الاحمر
أحد عشر كوكبا
من أنا بعد ليل الغريبة
شتاء ريتا
وقصائد أخرى...

شتاء ريتا

"وأين النهر ، قالت ...

قلت فيك وفيّ نهرٌ واحد

وأنا أسيل دماً وذاكرةً أسيل

لم يترك الحراس لي باباً لأدخل فاتكأت على الأفق

ونظرت تحت

نظرت فوق

نظرت حول

فلم أجد

أفقاً لأنظر ، لم أجد في الضوء إلا نظرتي

ترتد نحوي . قلت عودي مرةً أخرى إلي ، فقد أرى

أحداً يحاول أن يرى أفقاً يرممه رسول

برسالة من لفظتين صغيرتين : أنا ، وأنت

فرحٌ صغيرٌ في سريرٍ ضيقٍ ... فرحٌ ضئيل

لم يقتلونا بعد ، يا ريتا ، ويا ريتا .. ثقيل

هذا الشتاء وبارد "

"من أنا بعد ليل الغريبة

"كنت أمشي الى الذات في الآخرين ،وها انذا
أخسر الذات والآخرين 0 حصاني على ساحل الأطلسي أختفى
وحصاني على ساحل المتوسط يغمد رمح الصليبي في
من أنا000 بعد ليل الغريبة ؟ لا أستطيع الرجوع الى
- اخوتي قرب نخلة بيتي القديم ، ولا أستطيع النزول الى
قاع هاويتي0 أيها الغيب ! لا قلب للحب 000 لا
قلب للحب اسكنه بعد ليل الغريبة 0:cry:00 "
:D

ooopss
05/05/2008, 22:17
عابرون في كلام عابر


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

دار العودة-1994
طبعة ثانية

عابرون في كلام عابر
قصيدة أثارت الكثير من الجدل في الكنيست الاسرائيلي
وهذه مقتطفات منها

"أيها المارون بين الكلمات العابره،
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في ارضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا... والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا.. من بحرنا
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا
من ذكريات الذاكره
أيها المارون بين الكلمات العابره
:D

ooopss
05/05/2008, 23:44
مديح الظل العالي

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الطبعة الرابعة


دار العودة -1993



"مقتطفات من القصيدة
قد اخسر الدنيا.. نعم
قد أخسر الكلمات والذكرى
لكني أقول الآن: لا
هي آخر الطلقات: لا
هي ما تبقى من هؤلاء الارض: لا
هي ما تبقى من نشيج الروح: لا
سقط القناع عن القناع عن القناع
سقط القناع
لا إخوة لك يا أخي
لا اصدقاء يا صديقي
لا قلاع
لا الماء عندك
لا الدواء، ولا السماء، ولا الدماء
ولا الشراء، ولا الأمام، ولا الوراء
حاصر حصارك.. لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك.. لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن حر
قتلاك او جرحاك فيك ذخيرة:cry:
فاضرب عدوك.. لا مفر
:D

ooopss
06/05/2008, 01:26
تلك صورتها وهذا انتحار العاشق

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

دارالعودة1993
الطبعة السادسة
مقتطفات من القصيدة
التي تعبر عن آلام العاشق الشاعر الفلسطيني بالمنفى
وعن حبيبته فلسطين

"تلك صورتها
وهذا العاشق
وأريدّ أن أتقمص الأشجار:
قد كذب المساء عليه. أشهد أنني غطيته بالصمت
قرب البحر
أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار.
وأريد أن أتقمص الأسوار:
قد كذب النخيل عليه. أشهد أنه وجد الرصاصة.
أنه أخفى الرصاصة.
أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.
وأريد أن أتقمص الحرّاس:
قد كذب الزمان عليه. أشهد أنه ضدّ البداية
أنه ضدّ النهاية
كانت الزنزانة الأولى صباحا
كانت الزنزانة الأخرى مساء
كان بينهما نهار
وكأنه انتحر ......"
:D

ooopss
06/05/2008, 03:25
الكتابة على ضوء البندقية

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
دار العودة
1967
مقتطفات
"صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين
عندما عانقها، في المرة الأولى، بكت
من لذة الحب.. و من جيرانها
كل قومياتنا قشرة موز،
فكرت يوما على ساعده،
و أتى سيمون يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها.
كان محمود سجينا يومها
كانت" الرملة" فردوسا له.. كانت جحيم..
كانت الرقصة تغريها بأن تهلك في الإيقاع.
أن تنعس فيما بعد في صدر رحيم
سكر الإيقاع. كانت وحدها في البار
لا يعرفها إلا الندم .
و أتى سيمون يدعوها إلى الرقص
فلّبت
كان جنديا وسيم
كان يحميها من الوحدة في البار،
و يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها..
شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار القديم
شولميت انكسرت في ساعة الحائط ساعات..
و ضاعت في شريط الأزمنة
شولميت انتظرت سيمون_ لا بأس إذن
فليأت محمود.. أنا أنتظر الليلة عشرين سنة
كل أزهارك كانت دعوة للانتظار
ويداك الآن تلتفان حولي
مثل نهرين من الحنطة و الشوك.
و عيناك حصار
و أنا أمتد من مدخل هذا البار
حتى علم الدولة، حقلا من شفاه دموية
أين سيمون و محمود؟
من الناحية الأخرى
زهور حجريّة.
و يمر الحارس الليلي .
و الإسفلت ليل آخر
يشرب أضواء المصابيح،
و لا تلمع إلا بندقيّة..
:D

ooopss
06/05/2008, 04:46
ديوان
عاشق من فلسطين


1966


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

مختارات :
من الديوان :
عاشق من فلسطين
صوت وسوط
قصائد عن حب قديم
الى أمي
تحد
وقصائد أخرى

عاشق من فلسطين

"عيونك شوكةٌ في القلب

توجعني... وأعبدها

وأحميها من الريح

وأغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها

فيشعل جرحها ضوء المصابيح

ويجعل حاضري غدها

أعزّ عليّ من روحي

وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعين

بأنّا مرة كنّا، وراء الباب، إثنين! "



"أنا زين الشباب، وفارس الفرسان

أنا. ومحطّم الأوثان.

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

وباسمك، صحت بالأعداء:

كلي لحمي إذا نمت ياديدان :cry:

فبيض النمل لا يلد النسور

وبيضة الأفعى...

يخبىء قشرها ثعبان!

خيول الروم... أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زين الشباب، وفارس الفرسان! "



إلى أمي

أحنّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي..

وتكبر فيّ الطفولة

يومًا على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي! ":fthink:


تحد

"شدّوا وثاقي

وامنعوا عني الدفاتر

والسجائر

وضعوا التراب على فمي

فالشعر دمّ القلب...

ملح الخبز...

ماء العين

يكتب بالأظافر

والمحاجر

والخناجر

سأقولها

في غرفة التوقيف...

في الحمام...

في الإسطبل...

تحت السوط...

تحت القيد...

في عنف السلاسل:

مليون عصفور

على أغصان قلبي

يخلق اللحن المقاتل":fthink:
:D