-
دخول

عرض كامل الموضوع : جبران خليل جبران


صفحات : 1 [2] 3 4 5

Fares
12/07/2004, 12:26
قالت وريقة عشب لورقة خريف : إنك تحدثين بسقوطك جلبة فتبعثرين أحلام شتائي .
فأجابتها الورقة مغتاظة : أيتها الدنيئة أصلاً وفصلاً الفظة المعقودة اللسان , من أين لك الأحلام وأنت ملتصقة بقذرات الغبراء بعيدة عن موسيقى الفضاء لا تميزين بين الغناء والمواء ؟
قالت ورقة الخريف ذلك وهبطت على الأرض فنامت .
وعندما جاء الربيع أفاقت من نومها فإذا بها وريقة عشب . ثم أقبل الخريف ووافتها هجعة الشتاء فنثر الهواء حواليها أوراق الأشجار الذابلة فتململت في ذاتها قائلةً :
أف من أوراق الخريف الثقيلة … إنها نحدث بسقوطها جلبة وضجيجاً فتبعثر أحلام شتائي.

mhmary
12/07/2004, 19:54
:D :D :D

aboziad
19/07/2004, 04:25
يا عين

عبير
20/08/2004, 12:50
قليلون جدا من لم يسمعوا بـ "جبران" حول العالم، والأقل منهم من لم يسمعوا بكتاب "النبي". وهذا الكتاب يختصر بالفعل فلسفة جبران ونظرته إلى الكون والحياة. وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كلها، وكانت آخرها اللغة الصينية ( هذا العام)، وقد حققت مبيعاته أرقاما قياسية بالنسبة إلى سواه من الكتب المترجمة إلى تلك اللغة.

صحيح ان معظم كتب جبران وضعت بالإنكليزية، وهذا ما ساعد كثيرا على انتشارها، ولكن جبران كتب ورسم و "فلسف" الأمور بروح مشرقية أصيلة لا غبار عليها، سوى غبار المزج بين ثقافات متعددة وعجنها ثم رقها وخبزها على نار الطموح إلى مجتمع أفضل وحياة أرقى وعلاقات بين البشر تسودها السعادة المطلقة التي لم يتمتع بها جبران نفسه. وكأن قدر كل عظماء العالم من فلاسفة ومفكرين ان يعانوا الآلام النفسية والجسدية في سبيل بلوغ الغاية القصوى واكتشاف أسرار الحياة والمعرفة.

ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين
يعني حبيت اعطيكون مختصر عن جبران اللي انا مقصرة كتير بحقوا اللي بحب يشاركني ويكتب عن جبران بليز يساعدني
عبير

Anmar
01/09/2004, 13:53
ملابس

تلاقي الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر فقال كل منهما للآخر : <<هل لك أن تسبح ؟ >>
ثم خلعا ملابسهما وخاضا العباب وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال ومضى في سبيله.
وجاء الجمال أيضاً من البحر ولم يجد لباسه وخجل أن يكون عارياً ولذلك لبس رداء القبح ومضى في سبيله .
ومنذ ذلك اليوم والرجال والنساء يخطئون كلما تلقوا في معرفة بعضهم البعض .
غير أن هنالك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه . وثمة نفر يعرفون وجه القبح والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم .

دموع وضحكات
لقيت ضبع تمساحاً في العشية على شاطئ النيل واستوقف كل منهما الآخر وتبادلا التحية .
تكلمت الضبع وقالت : <<كيف قضبت يومك يا سيد ؟>> أجابها لتمساح : <<قضيته على أسوأ حال وإني لأبكي أحياناً في أساي وعنائي والكائنات من حولي تقول دائماً :<<ليست هذه سوى دموع التمساح>> وهذا يجرحني إلى حد لا سبيل لوصفه >>.
قالت له الضبع عند ذاك : <<تتحدث عن أساك وعنائك ولكن فكر فيّ أيضاً ولو للحظة . إني لأحدق إلى جمال العالم وغرائبه ومعجزات بدائعه وأضحك مستبشرة عن فرح خالص ينعم نفسي كما النهار يضحك غير أنا أهل الأدغال يقولون : ليس هذا سوى ضحك الضبع >> .

اللؤلؤة
قالت محارة لمحارة تجاورها : <<إن بي ألماً جدّ عظيم في داخلي .إنه ثقيل ومستدير وأنا معه في بلاء وعناء >>
وردت المحارة الأخرى بانشراح فيه استعلاء :<<الحمد للسماوات والبحار لا أشعر في سريّ بأي ألم .أنا بخير وعافية داخلاً وخارجاً >>
ومرّ في تلك اللحظة سرطان مائي وسمع المحارتين وهما تتساقطان الحديث وقال للتي هي بخير وعافية داخلاً وخارجاً :<<نعم ! أنت بخير وعافية ولكن الألم الذي تحمله جارتك في داخلها إنما هو لؤلؤة ذات جمال لا حدّ له >>.

جسد وروح
جلس رجل وامرأة بجانب شباك يطل على الربيع وكانت جلستهما تجعلهما جدّ متقاربين فقالت المرأة :<<أنا أحبك أنت جميل وغني وأنت أبداً ودائماً على جانب كبير من الجاذبية >>.
وقال الرجل :<<وأنا أحبك أنت فكرة جميلة بل أنت شيء تسامى عن أن تناله يد . أنت أغنية في حلمي ! >>.
غير أن المرأة أدارت وجهها عنه وانفتلت غاضبة وقالت :<<أرجوك أيها السيد أن تفارقني منذ اللحظة فأنا لست فكرة ولا شيئاً يطوف بك في أحلامك أنا امرأة وأودّ أن تشتاق اليّ أن تشتهيني . أنا زوجة وأمّ لأطفال لم يولدوا بعد >>.
وافترقا ..
وقال الرجل في سرّه :<<ها هو ذا حلم آخر تبدد منذ الآن وتحول إلى ضباب >>.
وقالت المرأة وهي تتأمل وحيدة :<<ما لي ولرجل يحولني إلى ضباب وحلم ؟>>.

النبي الناسك
كان هناك مرة نبي منقطع للعبادة والنسك ولم يكن يترك صومعته سوى ثلاث مرات في الشهر يذهب خلالها إلى المدينة يعظ الناس في الأسواق ويدعوهم إلى بذل العون والمشاركة في حمل الأعباء وكان فصيحاً بليغاً قادراً على الإقناع حتى طار صيته في طول البلاد وعرضها .
وذات يوم قدم إلى صومعته ثلاثة رجال حياهم وأكرم وفادتهم ثم قالوا له <<وعظت الناس بالبذل والمشاركة وكنت تبغي تعليم أولئك الذين لديهم الكثير أن يقدموا لمن ليس لديهم سوى القليل ونحن لا يخامرنا شك في أن شهرتك عادت عليك بأموال طائلة فالآن تعال وقدم لنا من أموالك فإنا في حاجة وفاقه >>.
أجاب الناسك وقال :<<ليس لدي أيها الأصدقاء شيء سوى هذا الفراش وهذا اللحاف وهذا الإبريق خذوها إذا كنتم ترغبون فيها أنا لاأملك فضة و لا ذهب >>.
عند ذاك نظروا إليه بازدراء وأداروا وجوههم عنه ووقف آخرهم عند الباب لحظة وقال :<<أوه ! أنت تغش ! أنت تخادع ! إنك لتعلم وتعظ أشياء لم تبدأ بتحقيقها في نفسك ! >> .

الرمانات
كان لرجل مرة عدد وافر من أشجار الرمان في بستانه وكان في أكثر من خريف يضع رمانه على أطباق فضية خارج مسكنه ويضع على الأطباق علامات يكتبها بيده :<<خذ واحدة لقاء لا شيء أهلأ بك >>.
غير ان الناس كانوا يمرون بالأطباق وما من أحد ياخذ شيئاً من الثمار .
عند ذاك فكر الرجل في نفسه حتى إذا أقبل الخريف التالي لم يضع رماناً على أطباق فضية خارج منزله ولكنه أبرز العلامة الآتية وكتبها بحروف كبيرة :<<لدينا هنا أفضل رمان تنتجه الأرض ولكننا نبيعه بثمن أغلى من أثمان سائر الرمان >>.
وتدفق الناس عليه بعد ذلك من رجال الجيرة ونسائها يشترون .

الحوت والفراشة
وجد رجل وامرأة نفسيهما ذات مساء معاً في عربة مسافرين وكانا قد التقيا من قبل ..
كان الرجل شاعراً وفيما هو جالس بجانب المرأة قصد إلى تسليتها بقصص ابتدع بعضها وسمع بعضها الآخر .
ولكن المرأة غفت بينما كان يسرد عليها قصصه . وعثرت العربة فجأة و أفاقت المرأة وقالت :<<انا معجبة بتفسيرك لقصة يونس والحوت >>.
قال الشاعر :<<غير أني كنت أقص عليك يا سيدتي قصة أنا وضعتها حول فراشة ووردة بيضاء فكيف انتقلت واحدتهما إلى الأخرى ! >>.

Anm@r

Anmar
01/09/2004, 13:55
ملابس

تلاقي الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر فقال كل منهما للآخر : <<هل لك أن تسبح ؟ >>
ثم خلعا ملابسهما وخاضا العباب وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال ومضى في سبيله.
وجاء الجمال أيضاً من البحر ولم يجد لباسه وخجل أن يكون عارياً ولذلك لبس رداء القبح ومضى في سبيله .
ومنذ ذلك اليوم والرجال والنساء يخطئون كلما تلقوا في معرفة بعضهم البعض .
غير أن هنالك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه . وثمة نفر يعرفون وجه القبح والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم .

دموع وضحكات
لقيت ضبع تمساحاً في العشية على شاطئ النيل واستوقف كل منهما الآخر وتبادلا التحية .
تكلمت الضبع وقالت : <<كيف قضبت يومك يا سيد ؟>> أجابها لتمساح : <<قضيته على أسوأ حال وإني لأبكي أحياناً في أساي وعنائي والكائنات من حولي تقول دائماً :<<ليست هذه سوى دموع التمساح>> وهذا يجرحني إلى حد لا سبيل لوصفه >>.
قالت له الضبع عند ذاك : <<تتحدث عن أساك وعنائك ولكن فكر فيّ أيضاً ولو للحظة . إني لأحدق إلى جمال العالم وغرائبه ومعجزات بدائعه وأضحك مستبشرة عن فرح خالص ينعم نفسي كما النهار يضحك غير أنا أهل الأدغال يقولون : ليس هذا سوى ضحك الضبع >> .

اللؤلؤة
قالت محارة لمحارة تجاورها : <<إن بي ألماً جدّ عظيم في داخلي .إنه ثقيل ومستدير وأنا معه في بلاء وعناء >>
وردت المحارة الأخرى بانشراح فيه استعلاء :<<الحمد للسماوات والبحار لا أشعر في سريّ بأي ألم .أنا بخير وعافية داخلاً وخارجاً >>
ومرّ في تلك اللحظة سرطان مائي وسمع المحارتين وهما تتساقطان الحديث وقال للتي هي بخير وعافية داخلاً وخارجاً :<<نعم ! أنت بخير وعافية ولكن الألم الذي تحمله جارتك في داخلها إنما هو لؤلؤة ذات جمال لا حدّ له >>.

جسد وروح
جلس رجل وامرأة بجانب شباك يطل على الربيع وكانت جلستهما تجعلهما جدّ متقاربين فقالت المرأة :<<أنا أحبك أنت جميل وغني وأنت أبداً ودائماً على جانب كبير من الجاذبية >>.
وقال الرجل :<<وأنا أحبك أنت فكرة جميلة بل أنت شيء تسامى عن أن تناله يد . أنت أغنية في حلمي ! >>.
غير أن المرأة أدارت وجهها عنه وانفتلت غاضبة وقالت :<<أرجوك أيها السيد أن تفارقني منذ اللحظة فأنا لست فكرة ولا شيئاً يطوف بك في أحلامك أنا امرأة وأودّ أن تشتاق اليّ أن تشتهيني . أنا زوجة وأمّ لأطفال لم يولدوا بعد >>.
وافترقا ..
وقال الرجل في سرّه :<<ها هو ذا حلم آخر تبدد منذ الآن وتحول إلى ضباب >>.
وقالت المرأة وهي تتأمل وحيدة :<<ما لي ولرجل يحولني إلى ضباب وحلم ؟>>.

النبي الناسك
كان هناك مرة نبي منقطع للعبادة والنسك ولم يكن يترك صومعته سوى ثلاث مرات في الشهر يذهب خلالها إلى المدينة يعظ الناس في الأسواق ويدعوهم إلى بذل العون والمشاركة في حمل الأعباء وكان فصيحاً بليغاً قادراً على الإقناع حتى طار صيته في طول البلاد وعرضها .
وذات يوم قدم إلى صومعته ثلاثة رجال حياهم وأكرم وفادتهم ثم قالوا له <<وعظت الناس بالبذل والمشاركة وكنت تبغي تعليم أولئك الذين لديهم الكثير أن يقدموا لمن ليس لديهم سوى القليل ونحن لا يخامرنا شك في أن شهرتك عادت عليك بأموال طائلة فالآن تعال وقدم لنا من أموالك فإنا في حاجة وفاقه >>.
أجاب الناسك وقال :<<ليس لدي أيها الأصدقاء شيء سوى هذا الفراش وهذا اللحاف وهذا الإبريق خذوها إذا كنتم ترغبون فيها أنا لاأملك فضة و لا ذهب >>.
عند ذاك نظروا إليه بازدراء وأداروا وجوههم عنه ووقف آخرهم عند الباب لحظة وقال :<<أوه ! أنت تغش ! أنت تخادع ! إنك لتعلم وتعظ أشياء لم تبدأ بتحقيقها في نفسك ! >> .

الرمانات
كان لرجل مرة عدد وافر من أشجار الرمان في بستانه وكان في أكثر من خريف يضع رمانه على أطباق فضية خارج مسكنه ويضع على الأطباق علامات يكتبها بيده :<<خذ واحدة لقاء لا شيء أهلأ بك >>.
غير ان الناس كانوا يمرون بالأطباق وما من أحد ياخذ شيئاً من الثمار .
عند ذاك فكر الرجل في نفسه حتى إذا أقبل الخريف التالي لم يضع رماناً على أطباق فضية خارج منزله ولكنه أبرز العلامة الآتية وكتبها بحروف كبيرة :<<لدينا هنا أفضل رمان تنتجه الأرض ولكننا نبيعه بثمن أغلى من أثمان سائر الرمان >>.
وتدفق الناس عليه بعد ذلك من رجال الجيرة ونسائها يشترون .

الحوت والفراشة
وجد رجل وامرأة نفسيهما ذات مساء معاً في عربة مسافرين وكانا قد التقيا من قبل ..
كان الرجل شاعراً وفيما هو جالس بجانب المرأة قصد إلى تسليتها بقصص ابتدع بعضها وسمع بعضها الآخر .
ولكن المرأة غفت بينما كان يسرد عليها قصصه . وعثرت العربة فجأة و أفاقت المرأة وقالت :<<انا معجبة بتفسيرك لقصة يونس والحوت >>.
قال الشاعر :<<غير أني كنت أقص عليك يا سيدتي قصة أنا وضعتها حول فراشة ووردة بيضاء فكيف انتقلت واحدتهما إلى الأخرى ! >>.

Anm@r

Joe
01/09/2004, 16:36
يا عين
:D

c.a
14/09/2004, 00:12
شكراً كتير أنمار كلك زوق وهاي مقتطفات من رمل وزبد لجبران

سبع مرات احتقرت نفسي
أولاً- عندما رأيتها تتلبس بالضعة لتبلغ إلى الرفعة.
ثانياً- عندما رأيتها تقفز أمام المخلصين.
ثالثاً- عندما خيرت بين السهل والصعب فاختارت السهل.
رابعاً- عندما اقترفت إثماً ثم جاءت تعزي ذاتها بأن غيرها يقترف الإثم مثلها.
خامساً- عندما احتملت ما حل بها لضعفها. ولكنها نسبت صبرها للقوة.
سادساً- عندما احتقرت بشاعة وجه ما هو عند التحقيق سوى برقع من براقعها.
سابعاً- عندما أنشدت أغنية ثناء ومديح, وحسبتها فضيلة.

ليست قيمة الإنسان بما يبلغ إليه بل بما يتوق للبلوغ إليه

بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق.
فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم.
ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى.

ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك, بل بما لا يستطيع أن يظهره.
لذلك إذا أردت أن تعرفه, فلا تصغ إلى ما يقوله بل إلى ما لا يقوله.

نصف ما أقوله لك لا معنى له, ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر.

يجب أن تعرف الحقيقة أبداً وتقولها بعض المرات.

إذا تكلمت امرأتان فهما لا تعلنان شيئاً.
وإذا تكلمت امرأة واحدة فإنها تعلن الحياة كلها.

ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه عن أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة.

لو خيرتُ بين القوة على كتابة الشعر وما في الشعر غير المكتوب من الهيام, لاخترت الهيام, فهو خير من الشعر.
ولكنك وجميع جيراني ومعارفي واثقون أبداً بجهلي.
وبأني أختار الرديء دون الصالح.

ليس الشعر رأياً تعبر الألفاظ عنه, بل هو أنشودة تتصاعد من جرح دام أو فم باسم.

كل رجل يحب امرأتين: واحدة يخلقها خياله, والثانية لم تولد بعد.

الرجل الذي لا يغفر للمرأة هفواتها الصغيرة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة.

NEDAL-S
19/09/2004, 14:53
مشكورين شباب :D
هاد جبران مو حيلة

عبير
19/09/2004, 23:10
لك يسلمو يا شباب ويا صبايا رفعوتلي راسي
:D :D :D

King RORO
20/09/2004, 00:54
لك يسلمو يا شباب ويا صبايا رفعوتلي راسي
:D :D :D
مشكور ابوغسان وبالفعل انا بضم صوتي للسنيورة
:D :D

philip
20/09/2004, 01:12
ايهاه هلأ بلش الموقع يتطور :D و يصير أحسن من أول بكتير :D :D

عبير
24/09/2004, 14:02
:D :D :D :D :D :D :D الكون كلكون :hart:

Fares
14/11/2004, 10:59
وأنت، إذا نهشتَ تفاحة بأسنانك فقل لها في قلبك:
" إنّ بذورك ستعيش في جسدي،
والبراعم التي ستخرج منها في الغد ستزهر في قلبي،
وسيتصاعد عبيرك مع أنفاسي،
وسأفرح معك في جميع الفصول.." ..

Anmar
18/11/2004, 03:14
في ظلام الليل ينادي بعضُنا بعضًا.
في ظلام الليل نصرخ ونستغيث,
وخيالُ الموت منتصب في وسطنا,
وأجنحتُه السوداء تُخَيِّم علينا,
ويدُه الهائلة تجرف إلى الهاوية أرواحنا.
أَمَّا عيناه الملتهبتان فمُحَدِّقتان إلى الشفق البعيد.
في ظلام الليل يسير الموت
ونحن نسير خلفه خائفين منتحبين...
وليس بيننا من يستطيع الوقوف.
وليس فينا من له أمل بالوقوف.
في ظلام الليل يسير الموت ونحن نتبعه.
وكلَّما التَفَتَ إلى الوراء يسقط منا ألف
إلى جانِبَي الطريق.
ومن يسقط يرقد ولا يستيقظ.
ومن لا يسقط يسر قسر إِرادته عالِمًا بأنه سيسقط
ويرقد مع الذين رقدوا.
أما الموت فيظل سائرًا محدِّقًا إلى الشفق البعيد.
في ظلام الليل ينادي الأخ أخاه,
والأب أبناءه,
والأم أطفالها...
وكلنا جائعون, لاغبون, مُتَضَوِّرون.
أما الموت فلا يجوع ولا يعطش.
فهو يلتهم أرواحنا وأجسادنا,
ويشرب دماءَنَا ودموعنا...
ولكنه لا يشبع ولا يرتوي.
في الهزيع الأول من الليل ينادي الطفل أمه
قائلاً: يا أُمَّاه أنا جائع.
فتجيبه الأم قائلة:
اِصْبِرْ قليلاً يا ولداه.
وفي الهزيع الثاني ينادي الطفل أُمَّه ثانية
قائلاً: يا أمَّاه أنا جائع فأعطني خبزًا.
فتجيبه: ليس لدي خبز يا ولداه.
وفي الهزيع الثالث يمر الموت بالأم وطفلها
ويضمُّهُمَا بِجَناحيه...
فيرقدان على جانب الطريق.
أما الموت فيظل سائرًا محدِّقًا إلى الشفق البعيد.
في الصباح يذهب الرجل إلى الحقول طالبًا القوت فلا يجد غير التراب والحجارة.
وعند الظهيرة يعود إلى زوجتِه وصغارِه خائِرَ
القوي فارغ اليدين.
وعندما يجيء المساء يمرُّ الموت بالرجل وزوجته
وصغارِه فيجدهم راقدين فيضحك...
ثم يسير محدِّقًا إلى الشفق البعيد.
في الصباح يترك الفلاح كوخهُ,
ويذهب إلى المدينة,
وفي جيبه حِلَى أمّه وأختيه ليبتاع بها الدقيق...
وعند العصر يعود إلى قريته بلا قوت ولا حلى,
فيجد أمه وابنتيها راقدات...
أما عيونُهُنَّ فلم تزل شاخصة إلى
اللاَّشيء... فيرفع ذراعيه نحو السماء,
ثم يهبط إلى الحضيض كطائر رماه الصياد.
وفي المساء يمرُّ الموت بقرب الفلاح وأمه وأختيه
فيجدهم راقدين فيبتسم, ثم يسير محدقًا إلى الشفق البعيد.
في ظلام الليل,
وليس لظلام اللَّيلِ نهاية,
نناديكم أيها السائرون في نور النهار...
فهل أنتم سامعون صراخنا?
قد بعثنا إليكم أرواحَ أمواتِنَا
فهل وَعَيْتُمِ ما قاله الرُّسل?
وحمَّلنا الهواءَ الشرقيَّ من أنفاسنا حِمْلاً
فهل بلغ الهواء شواطئكم البعيدة
وألقى بين أيديكم أحماله الثقيلة?
هل عرفتم ما بنا فقمتم تسعون لإنقاذنا,
أم وجدتم نفوسكم في سلامة وطمأنينة فقلتم:
ماذا عسى يستطيع الجالسون في النور
أن يفعلوا لأبناء الظلام?
فلنَدَعِ الموتى يدفنون أمواتهم,
ولتكن مشيئة الله.
أي, لتكن مشيئة الله! ولكن:
هَلاَّ تستطيعون أن ترفعوا نفوسكم إلى ما فوقَ نفوسِكم
لِيُصَيِّركم الله مشيئة له وعونا لنا?
في ظلام الليل ينادي بعضُنَا بعضًا.
في ظلام الليل ينادي الأخ أخاه,
والأم ابنها,
والزوج زوجته,
والمحب حبيبته...
وعندما تتمازج أصواتنا
وتتعالى إلى كبد الفضاء...
يقف الموت هنيهة ضاحِكًا منَّا, مستهزئًا بنا,
ثم يسير محدقًا إلى الشفق البعيد

HashtNasht
18/11/2004, 03:24
دائماً وقت بقرا شي ..أي شي حتى لو كان قصيدة , قصة , رواية . بحول إني اققرا بدون مشاعر :frown: مشان ققدر ركز ع لغة الكاتب و حاول شوف منين اجا و لوين بدو يوصل , و بعدين بس افهم انو هاد الشي اللي عم ققرا شو اهدافو و خلفياتو بصير اتفاعل معو عاطفياً بالطريقة المناسبة .

إلا جبران . ما بقدر ...مباشرةً بينتزع مني حرية التفكير, و بدخلني على عالمو الخاص .
ما بعرف اذا عم توصل الفكرة , بس أنا بصراحة ما قريت كلشي لجبران , خفت منو بصراحة :cry:

مشكور يا باشا على هالمختارات الرائعة :D

Anmar
18/11/2004, 03:35
إلا جبران . ما بقدر ...مباشرةً بينتزع مني حرية التفكير, و بدخلني على عالمو الخاص

والحلو بكتابات جبران أنو كل شخص بيقراها بيفهمها على كيفو -طبعاً لحد معين- يعني بيتركلك مساحة واسعة من التفكير بتخليك تعيش أحلى لحظات ..

ما بعرف اذا عم توصل الفكرة

صرنا تنين :P


مشكور يا باشا

:evil: :evil: رجعنا :aah: :aah:

عبير
19/11/2004, 12:15
:D :D :D :D :D شكرا أنمار

King RORO
19/11/2004, 15:01
:D :D :D :D :D شكرا أنمار
مشكور ابن العم
:gem: :gem:

شكو زولو
19/11/2004, 15:52
كتير حلو يا ابو غسان
الله يعطيك الف عافية :D :D :D :D

Geeny
19/11/2004, 19:35
Thanks Anmar :D
و هي شوية أقوال لجبران و شكراً للإنسان يلي قدملي ياهم :D
* لا يكسر الشرائع البشرية إلاّ اثنان : المجنون و العبقري و هما أقرب النّاس إلى قلب الله
* قولك إنك لا تفهمني مديح لا أستحقه أنا و إهانة لا تستحقها أنت
* عندما تبلغ إلى قلب الحياة تجد أنك لست أرفع من المجرمين و لا أدنى من الأنبياء
* كيف أخسر إيماني بعدل الحياة و أنا أعرف أنّ أحلام الذين ينامون على الريش ليست أجمل من أحلام الذين ينامون على الأرض؟

Anmar
20/11/2004, 00:37
خجلتوني يا جماعة :oops: :oops:


قولك إنك لا تفهمني مديح لا أستحقه أنا و إهانة لا تستحقها أنت

والله هاد من اجمل ما كتب جبران ..

Kakabouda
04/01/2005, 02:24
شكراً يا عبير :D

Abo rafik
05/01/2005, 01:40
ناطرين هالكتابات ...ومشكورة سنيورة.......

zen
13/03/2005, 16:43
انا ناطر على احر من الجمر لاني بموت بجبران :P
:gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem: :gem:

Abo rafik
14/03/2005, 00:34
قولكم رح ننطر لسى شي شهر.........

عاشق من فلسطين
14/03/2005, 14:09
مشكورة كتير سينيورة عبير .. ونحنا بانتظار شغلات رائعة منك ومن الوردة فراس .. :D :D

Sedrec
15/07/2005, 18:35
مرحبا
في الحقيقة انا عندي رفيق عايش بفرنسا هو يلي دلني على هالموقع
وهي أول مرة بكتب فيها، بعد ما عملت دخول، وخصوصي بعد ما شفت "قرأت لكم" وبعض من كتابات جبران فيه ويلي كتبه بالنسبة لي أناجيل يومية.
شكرا كتير عبير على المساهمات كلها عن جبران، يمكن الرد متأخر شوي، بس أحسن من عدم الرد.
ودايما اتحفونا بالمزيد better la: better la: better la:

:) :) :)

ibraham
27/07/2005, 12:46
دخيل ربه لجبران
انا عندي مجموعته الانكليزية كاملة للي بيحب يقرا له انكليزي

شكرا اختي

behnam
31/07/2005, 16:51
الربيع

هلمي يامحبوبتي نمشي بين الطلول ، فقد ذابت الثلوج ، وهبت الحياة من مراقدها وتمايلت في الأودية والمنحدرات . سيري معي لنتتبع اثار اقدام الربيع في الحقل البعيد . تعالي لنصعد الى اعالي الربى ونتامل تموجات اخضرار السهول حولها .
ها قد نشر فجر الربيع ثوبا طواه ليل الشتاء فاكتست به اشجار الخوخ والتفاح فظهرت كالعرائس في ليلة القدر ، واستيقظت الكروم وتعانقت قصبانها كمعاشر للعشاق ، وجرت الجداول راقصة بين الصخور مرددة اغنية الفرح ، وانبثقت الأزهار من قلب الطبيعة انبثاق الزبد من البحر .
تعالي لنشرب بقايا دموع المطر من كؤوس النرجس ونملأ نفسينا باغاني العصافير المسرورة ونغتنم استنشاق عطر النسيمات . لنجلس بقرب تلك الصخرة حيث يختبيء البنفسج نتبادل قبلات المحبة .


الصيف

هيا بنا الى الحقل يا حبيبتي فقد جاءت ايام الحصاد وبلغ الزرع مبلغه وانضجته حرارة محبة الشمس للطبيعة . تعالي قبل ان تسبقنا الطيور فتستغل اتعابنا ، وجماعة النمل فتاخذ ارضنا ، هلمي نجن ثمار الارض مثلما جنت حبوب السعادة من بذور الوفاء التي زرعتها المحبة في اعماق قلبينا ، ونملأ المخازن من نتاج العناصر كما ملأت الحياة اهراء عواطفنا .
هلمي يا رفيقتي نفترش الاعشاب ونلتحف السماء ونوسد راءسينا بضغث من القش الناعم فنرتاح من عمل النهار ونسمع مسامرة غدير الوادي .


الخريف

لنذهب الى الكرمة يا محبوبتي ونعصر العنب ونوعه في الأجران مثلما تعي النفس حكمة الأجيال ونجمع الأثمار اليابسة ونستقطر الأزهار ونستعض عن العين بالأثر .
لنرجع نحو المساكن فقد اصفرت اوراق الأشجار ونثرها الهواء كانه يريد ان يكفن بها ازهارا قضت لوعة عندما ودعها الصيف . تعالي فقد رحلت الطيور نحو الساحل وحملت معها انس الرياض وخلفت الوحشة للياسمين والسيسبان فبكى باقي الدموع على اديم التراب .
لنرجع ! فالجداول قد وقفت عن مسيرها ، والعيون نشفت دموع فرحها ، والطلول خلعت باهي اثوابها . تعالي يا محبوبتي فالطبيعة قد راودها النعاس فاءمست تودع اليقظة باءغنية نهاوندية مؤثرة .


الشتاء

اقتربي يا شريكة حياتي ، اقتربي مني ولا تدعي انفاس الثلوج تفصل جسمينا . اجلسي بجانبي امام هذا الموقد ، فالنار فاكهة الشتاء الشهية . حدثيني بماتي الاجيال ، فاذناي قد تعبتا من تاءوه الرياح وندب العناصر . اوصدي الابواب والنوافذ ، فمراى وجه الجو الغضوب يحزن نفسي ، والنظر الى المدينة الجالسة كالثكلى تحت اطباق الثلوج يدمي قلبي .... اسقي السراج زيتا ، يا رفيقة عمري ، قد اوشك ان ينطفيء ، وضعيه بالقرب منك لأرى ما كتبته الليالي على وجهك .. اتي بجرة الخمر لنشرب ونذكر ايام العصر .
اقتربي اقتربي مني يا حبيبة نفسي ، فقد خمدت النار وكاد الرماد يخفيها .. ضميني فقد انطفاء السراج وتغلبت عليه الظلمة ... ها قد اثقلت اعينا خمرة السنين ... ارمقيني بعين كحلها النعاس ... عانقيني قبل ان يعانقني الكرى ... قبليني فالثلج قد تغلب على كل شيء إلا قبلتك ... اه يا حبيبتي ما اعمق بحر النوم ، اه ما ابعد الصباح ... في هذا العالم .

جبران خليل جبران عن كتابه : دمعة وابتسامة

behnam
31/08/2005, 02:13
المحبة
لجبران خليل جبران


حينئذٍ قالت له المطرة: هاتِ لنا خطبة في المحبة

فرفع رأسه ونظر إلى الشعب نظرة محبة وحنان، فصمتوا جميعهم خاشعين. فقال لهم بصوتٍ عظيم:

إذا أشارت المحبة إليكم فاتبعوها، وإن كانت مسالكها صعبة متحدِّرة.
وإذا ضمّتكم بجناحيها فأطيعوها، وإن جرَّحكم سيفها المستور بين ريشها .
وإذا خاطبتكم المحبة فصدقوها، وإن عطَّل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً .
لأنه كما أن المحبة تُكلِّلكم، فهي أيضاً تصلبكم.
وكما تعمل على نموِّكم، هكذا تعلمكم، وتستأصل الفاسد منكم.
وكما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس، هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكون الليل.

المحبة تضمُّكم إلى قلبها كأغمار حنطة. وتدرسكم على بيادرها لكي تُظهر عُريكم . وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم. وتطحنكم لكي تجعلكم أنقياء كالثلج. وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا.

ثم تعدّكم لنارها المقدّسة، لكي تصيروا خبزاً مقدّساً يقرّب إلى مائدة الرب المقدّسة.

كل هذا تصنعه المحبة بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم، فتصبحوا بهذا الإدراك جزءاً من قلب الحياة.

غير أنكم إذا خفتم، وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما تضحكون، ولكن ليس كل ضحككم، وتبكون ولكن ليس كل ما في مآقيكم من الدموع .
المحبة لا تعطي إلا ذاتها، المحبة لا تأخذ إلا من ذاتها. لا تملك المحبة شيئاً ، ولا تريد أن أحداً يملكها ، لأن المحبة مكتفية بالمحبة .

أما أنت إذا أحببت فلا تقل: "إن الله في قلبي" ، بل قل بالأحرى : "أنا في قلب الله".

ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلّط على مسالك المحبة .

لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقاً لنعمتها تتسلّط هي على مسالكك المحبة لا رغبة لها إلا في أن تكمِّل نفسها .
ولكن، إذا أحببت، وكان لابدَّ من أن تكون لك رغبات خاصة بك، فلتكن هذه رغباتك:

أن تذوب.. وتكون كجدولٍ متدفّق يُشنِّف آذان الليل بأنغامه الشجية.
أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك. وأن تنزف دمك وأنت راضٍ مغتبط.
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنّح خفوق، فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر.
أن تستريح عند الظهيرة، وتناجي نفسك بوَجد المحبة.
أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً .
فتنام حينئذٍ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك أنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك..

ولدتما معاً وتظلان معاً إلى الأبد..

وستكونون معاً حتى عندما تبدد أيامكما أجنحة الموت البيضاء

أجل، ستكونان معاً حتى في سكون تذكارات الله.

كونا فرحين .. غنِّ يا فرحين

إنما اتركا بينكما بعض فسحات لترقص فيها رياح السموات .
أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة

والحياة لا تقيم في منازل الأمس .

أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيّدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحراً متموّجاً بين شواطئ نفوسكم....


جبران خليل جبران عن كتاب ( النبي )

Tarek007
31/08/2005, 03:08
إذا أشارت المحبة إليكم فاتبعوها،



وإذا ضمّتكم بجناحيها فأطيعوها، وإن جرَّحكم سيفها المستور بين ريشها


وإذا خاطبتكم المحبة فصدقوها،



أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيّدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحراً متموّجاً بين شواطئ نفوسكم....



شكراً لك و ل جبران :D :D :D

Syria Man
31/08/2005, 14:59
شكراً يا بيهنام الرائع
:D :D :D :D

hanone
06/09/2005, 17:10
رائع انا بحب كتير جبران

Syria Man
07/09/2005, 01:09
وانا بحبو كمان
شكراً بيهنام
:D :D :D

نيقولا
19/09/2005, 23:49
أنا عندي اقتراح : يا ريت كل واحد بيحب جبران يكتب مقتطفات من أعمال جبران حتى نتعرف ونستفاد
راح أبدا انا اليوم :

من كتاب النبي ; عن الصديق والصداقة :

إذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه ...
.. ما قيمة صديقك الذي لا تطلبه إلا لتقضي معه ما تريد ان تقتله من وقتك ؟فاسعَ بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك .لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك , لا لفراغك ويبوستك .
وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفرفاً فوق حلاوة الصداقة ..

behnam
21/09/2005, 01:51
اغنية الجمال


انا دليل الحب ، انا خمرة النفس ، انا مأكل القلب ، انا وردة افتح قلبي عند فتوة النهار فتأخذني الصبية وتقبلني وتضعني على صدرها .

انا بيت السعادة ، انا مصدر الفرح ، انا مبدأ الراحة ، انا ابتسامة لطيفة على شفتي غادة ، يراني الشاب فينسى اتعابه وتصير حياته مسرح احلام لذيذة .

انا نظرة في عين طفل تراها الام الحنون فتسجد وتصلي وتمجد الله .

تجليت لآدم بجسم حواء فاستعبدته ، وظهرت لسليمان في قد حبيبته فصيرته حكيما وشاعرا .

انا كالدهر ابني اليوم واهدم غدا ، انا الله احيي واميت

انا ارق من تنهدة زهرة البنفسج ، انا اشد من العاصفة

انا حقيقة ايها الناس ، انا حقيقة وهذا خير ما تعلمونه ..


عن كتابه دمعة وابتسامة

hanone
21/09/2005, 11:03
قليلون جدا من لم يسمعوا بـ "جبران" حول العالم، والأقل منهم من لم يسمعوا بكتاب "النبي". وهذا الكتاب يختصر بالفعل فلسفة جبران ونظرته إلى الكون والحياة. وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كلها، وكانت آخرها اللغة الصينية ( هذا العام)، وقد حققت مبيعاته أرقاما قياسية بالنسبة إلى سواه من الكتب المترجمة إلى تلك اللغة.

صحيح ان معظم كتب جبران وضعت بالإنكليزية، وهذا ما ساعد كثيرا على انتشارها، ولكن جبران كتب ورسم و "فلسف" الأمور بروح مشرقية أصيلة لا غبار عليها، سوى غبار المزج بين ثقافات متعددة وعجنها ثم رقها وخبزها على نار الطموح إلى مجتمع أفضل وحياة أرقى وعلاقات بين البشر تسودها السعادة المطلقة التي لم يتمتع بها جبران نفسه. وكأن قدر كل عظماء العالم من فلاسفة ومفكرين ان يعانوا الآلام النفسية والجسدية في سبيل بلوغ الغاية القصوى واكتشاف أسرار الحياة والمعرفة.

ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.



مؤلفات حبران خليل جبران

هذه لائحة بأشهر كتب جبران وتاريخ نشر كل منها للمرة الأولى:

بالعربية:

الأرواح المتمردة 1908
الأجنحة المتكسرة 1912
دمعة وابتسامة 1914
المواكب 1918


بالإنكليزية:

المجنون 1918
السابق 1920
النبي 1923
رمل وزبد 1926
يسوع ابن الإنسان 1928
آلهة الأرض 1931
التائه 1932
حديقة النبي 1933

منقول : لمحة عن حياته

hanone
21/09/2005, 11:10
المحبة من كتاب النبي :
حينئذ قالت المطرة حدثنا عن المحبة
فقال
أذا المحبة اومئت لكم فاتبعوها
وان كانت مسالكها صعبة متحدرة
ااذا ضمتكون بجناحيها فاطيعوها
وان جرحكم السيف المستور بين ريشها
اذا المحبة خاطبتكم فصدقوها
وان عطل صوتها احلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعا صفصفا

عبير
06/10/2005, 23:15
مرحبا
في الحقيقة انا عندي رفيق عايش بفرنسا هو يلي دلني على هالموقع
وهي أول مرة بكتب فيها، بعد ما عملت دخول، وخصوصي بعد ما شفت "قرأت لكم" وبعض من كتابات جبران فيه ويلي كتبه بالنسبة لي أناجيل يومية.
شكرا كتير عبير على المساهمات كلها عن جبران، يمكن الرد متأخر شوي، بس أحسن من عدم الرد.
ودايما اتحفونا بالمزيد better la: better la: better la:

:) :) :)
وانا بشكرك لأنك رديت مع انها متأخرة مني انا كمان
ليش في حدا ما بحب جبران:ok:
ومشكوين الجميع للمرور

توت توت توت
12/11/2005, 01:18
ملابس .. ( من كتاب التائه the wanderer)
تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر .. فقال كل منهما للآخر : هل لك أن تسبح ؟
ثم خلعا ملابسهما وخاضا العباب .. وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال ومضى في سبيله ..
وجاء الجمال أيضا من البحر ولم يجد لباسه .. وخجل كل الخجل ان يكون عاريا .. ولذلك لبس رداء القبح ومضى في سبيله ..
ومنذ ذالك اليوم .. و الرجال والنساء يخظئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض
غير انا هنالك نفرا ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه .. وثمة نفر يعرفون وجه القبح والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم .. !

zen
12/11/2005, 14:22
الدهــر
جبران خليل جبران

تنبثق الأرض من الأرض كرها وقسرا
ثم تسير الأرض فوق الأرض تيها وكبرا
وتقيم الأرض من الأرض القصور والبروج
والهياكل وتنشئ الأرض في الأرض الأساطير
والتعاليم والشرائع ثم تمل الأرض أعمال الأرض
فتحوك من هالات الأشباح والأوهام
والأحلام ثم يراود نعاس الأرض أجفان الأرض
فتنام نوما هادئا عميقا أبديا ثم تنادي الأرض
قائلة للأرض أنا رحم وأنا القبر وسأبقى رحما
وقبرا حتى تضمحل الكواكب وتتحول الشمس
إلى رماد ليس الوصال بالالتصاق ولا البعد
بالانفصال لم أجد غبيا في الناس إلا وجدت عروقه
متشبثة في نفسي غريب الدار يستأنس بصنوة
أما غريب الفكرة فلا يجد من يستأنس به
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D

zen
12/11/2005, 14:36
سكوتي إنشــاد
جبران خليل جبران

سكوتي إنشاد وجوعي تخمة وفي عطشي ماء وفي صحوتي
سكر وفي لوعتي عرس وفي غربتي لقاء وفي باطني كشف وفي مظهري
ستر وكم أشتكي هما وقلبي مفاخر
بهمي وكم أبكي وثغري يفتر وكم أرتجي خلا وخلي بجانبي وكم أبتغي
أمرا وفي حوزتي الأمر وقد ينثر الليل البهيم منازعي على بسط
أحلامي فيجمعها الفجر نظرت إلى جسمي بمرآة خاطري فألتقيته روحا
يقلصه الفكر فبي من براني والذي مد فسحتي وبي الموت والمثوى وبي
البعث والنشر فلو لم أكن حيا لما كنت
مائتا ولولا النفس ما الدهر فاعل
بحشد أمانينا أجابت أنا الدهر

waseem radio
12/11/2005, 17:26
من أجمل ما كتب >> جبران خليل جبران <<--------------------------------------------------------------------------------


بين ليل و صباح
(1)




اسكت يا قلبي فالفضاء لا يسمعك.
اسكت فالأثير المثقل بالنواح والعويل لن يحمل أغانيك وأناشيدك.
اسكت فأشباح الليل لا تحفل بهمس أسرارك ومواكب الظلام لا تقف أمام أحلامك.
اسكت يا قلبي، اسكت حتى الصباح، فمن يترقب الصباح صابرًا يلاقي الصباح قويًا. ومن يهوى النور فالنور يهواه.
اسكت يا قلبي واسمعني متكلمًا.
في الحلم رأيت شحرورًا يغرد فوق فوهة بركان ثائر.
ورأيتُ زنبقة ترفع رأسها فوق الثلوج.
ورأيت حورية عارية ترقص بين القبور.
ورأيت طفلاً يلعب بين الجماجم وهو يضحك.
رأيت جميع هذهِ الصور في الحلم، ولما استيقظت نظرت حولي رأيت البركان هائجًا ولكنني لم أسمع الشحرور مغردًا ولا رأيتهُ مرفرفًا.
ورأيتُ الفضاء ينثر الثلوج على الحقول والأودية ساتراً بأكفانه البيضاء أجسام الزنابق الهامدة.
ورأيتُ القبور صفوفاً منتصبة أمام سكينة الدهور وليس بينها من يتمايل راقصاً ولا من يجثو مصليّاً.
ورأيتُ رابية من الجماجم وليس هناك من ضاحكٍ سوى الريح.
في اليقظة رأيت الحزن والأسى فأين ذهبت أفراح الحلم ومسرّاته ؟
أنـّى توارت بهجة المنام وكيف اضمحلّت رسومه ؟
وكيف تتجلد النفس حتى يعيد النوم أشباح أمانيها وآمالها ؟






:kiss: :kiss: :kiss:

hanone
16/11/2005, 16:37
لكم من اللغة العربيّة ما شئتم ، ولي منها ما يُوافق أفكاري وعواطفي .

لكم منها الألفاط وترتيبها ، ولي منها ما تُومئ إليه الألفاظ ، ولا تلمسه ، ويصبو إليه الترتيب ، ولا يبلغه .

لكم منها جُثث محنَّطة باردة جامدة ، تحسبونها الكلّ بالكلّ ، ولي منها أجساد لا قيمة لها بذاتها ، بل كل قيمتها بالروح التي تحلُّ فيها .

لكم منها محجَّة مقرَّرة مقصودة ، ولي منها واسطة متقلِّبة لا أستكفي بها إلا إذا أوصلت ما يختبئ في قلبي إلى القلوب ، وما يجول في ضميري إلى الضمائر .

لكم منها قواعدها الحاتمة ، وقوانينها اليابسة المحدودة ، ولي منها نغمة أحوِّل رنّاتها ونبراتها وقراراتها إلى ما تثبته رنَّةٌ في الفكر ، ونبرةٌ في الميل ، وقرارٌ في الحاسة .

لكم منها القواميس ، والمعجمات ، والمطوَّلات ، ولي منها ما غربلته الأذن ، وحفظته الذاكرة من كلام مألوف مأنوس ، تتداوله ألسنة الناس في افراحهم وأحزانهم

hanone
16/11/2005, 16:51
رسائل ميٌ زيادة وجبران خليل جبران . المفكرة ..


من الناس من يعيش للمال , ومنهم من يعيش للمجد , أو لخدمة الوطن أو للعلم ، ولخدمة نفسه والسعي وراء مسرته . ومنهم من يعيش لقلبه نائحاً على حب مضى منتظراً حباً مقبلاً . ومنهم من يعيش يومه ليومه وساعته لساعته ومنهم من يعيش لأسرته أو لبعض أفرادها ولو على حساب الأفراد الآخرين . غايات لا عداد لها تتنوع باختلاف الناس وباختلاف استعداداتهم ومداركهم . فلأي شيء كان يعيش جبران خليل جبران ؟

إن الذين تتبعوا كتاباته قد كانوا يظنون أنه يعيش لفنه الثلاثي : من أدب باللغة العربية , وأدب باللغة الانجليزية وتصوير يدوي ورسم . ولكنه في الواقع لم يكن يعيش لشيء من هذا . ها هو ذا يصف نفسه – وبأية بلاغة نادرة فريدة ! – في رسائل لم يفكر يوماً في أنها ستنشر عند وفاته ولا أنا تخيلت مرة أني سأنشر شيئاً منها وبخاصة في مثل هذا الظرف :

" .. صحتي اليوم أردأ نوعاً مما كانت عليه في بدء الصيف . فالشهور الطويلة التي صرفتها بين البحر والغاب قد وسعت المجال بين روحي وجسدي . أما هذا الطائر الغريب ( يعني قلبه وقد كان مصاباً فيه ) الذي كان يختلج أكثر من مئة مرة في الدقيقة فقد أبطأ قليلاً بل كاد يعود إلى نظامه الاعتيادي . غير أنه لم يتماهل إلا بعد أن هد أركاني وقطع أوصالي . إن الراحة تنفعني من جهة وتضر بي من جهة أخرى . أما الأطباء والأدوية فمن علتي بمقام الزيت من السراج . لا , لست بحاجة إلى الأطباء والأدوية , ولست بحاجة إلى الراحة والسكون . أنا بحاجة موجعة إلى من يأخذ مني ويخفف عني , أنا بحاجة إلى فصادة معنوية , إلى يد تتناول مما ازدحم في نفسي , إلى ريح شديدة تسقط أثماري وأوراقي . أنا , يا مي , بركان صغير سدت فوهته فلو تمكنت اليوم من كتابة شيء كبير وجميل لشفيت تماما . لو كان بإمكاني أن أصرخ صوتاً عالياً لعادت إلي عافيتي , وقد تقولين " لماذا لا تكتب فتشفى لماذا لا تكتب فتتعافى ؟"

وأنا أجيبك " لا أدري . لا أدري . لا أستطيع الصراخ وهذه هي علتي . هي علة في النفس ظهرت أعراضها في الجسد .
" وتسألين الآن " إذن ما أنت فاعل ؟ وماذا عسى تكون النتيجة؟ وإلى متى تبقى هذه الحالة ؟"
" أقول إنني سأشفى . أقول إني سأنشد أغنيتي فأستريح . أقول إنني سأصرخ من أعماق سكينتي صوتاً عالياً . بالله عليك لا تقولي لي " لقد أنشدت كثيراً وما أنشدته كان حسنا " لا تذكري أعمالي ومآثري الماضية لأن ذكرها يؤلمني , لأن تفاهتها تحول دمي إلى نار محرقة , لأن نشوتها تولد عطشي , لأن سخافتها تقيمني وتقعدني ألف مرة ومرة في كل يوم وفي كل ليلة . لماذا كتبت تلك المقالات وتلك الحكايات ؟ لماذا لم أصبر ؟ لماذا لم أضن بالقطرات فأدخرها وأجمعها ساقية ؟ وقد ولدت وعشت لأضع كتاباً – كتابا واحدا صغيرا – لا أكثر ولا أقل . قد ولدت وعشت وتألمت وأحببت لأقول كلمة واحدة حية مجنحة , لكني لم أصبر , لم أبق صامتا حتى تلفظ الحياة تلك الكلمة بشفتي . لم أفعل ذلك بل كنت ثرثارا فياللأسف وياللخجل ! وبقيت ثرثاراً حتى أنهكت الثرثرة قواي . وعندما صرت قادرا على لفظ أول حرف من كلمتي وجدتني ملقى على ظهري وفي فمي حجر صلد .

" لا بأس .. إن كلمتي لم تزل في قلبي وهي كلمة حية مجنحة ولا بد من قولها . لا بد من قولها لتزيل بوقعها كل ما أوجدته ثرثرتي من الذنوب . لا بد من إخراج الشعلة "

ذا ما يقوله ذاك الذي لم يكتب يوماً إلا الكلمة المجنحة الحية المحيية . هذا ما يقوله ذاك الذي لم تكن كل كلمة كتبها إلا شعلة منفصلة عن شعلة روحه أي عبقري لا يخجل بكتاباته السالفة , نظرا لسرعة التطور المكتسح كيانه ؟ إن العبقرية الحقة كثيرا ما تقاس بهذا الخجل الذي ينتاب صاحبها , ولو هو حاز بكتاباته إعجاب العالم .

كتب رسالته تلك بعد إصدار كتابه " النبي" الذي تناولته بالترجمة إلى لغاتها عشرة شعوب مختلفة وكانت مجلات العالم وصحفه تتناقل كلمات جبران , ابن الشر ورسومه التي لا تضاهى . رسوم وكلمات لا يأتي بها إلا ذو المواهب الفذة , الذي جرده تهذيبه لفنه من كل زهو وكل دعوى , فسار شوطا بعيدا في جادة الوحدة الرهيبة التي لا يقوى على سلكها إلا الخلاق المبدع من بني الإنسان .

إن جبرانا لم يكن ليسير وحده , بل كان شبح الموت يماشيه أنى ذهب . كان يعرف نفسه مقبلا على الرحيل بينما هو يصدر كتبه بالانجليزية " المجنون" و" السابق" و "النبي" و " رمل وزبد" و" يسوع ابن الإنسان" تحفة تلو الأخرى , فضلا عن كتبه العربية التي نعرفها جميعا وفضلا عن مجموعات رسومه التي كانت مفخرة العبقرية الشرقية بين أقوام تعرف معنى العبقرية ولا يفوتها من خصائصها شيء .

وكان آخر كتبه الانجليزية كتاب " آلهة الأرض" الذي نعكف اليوم على مطالعته – وبأي حزن ! – وقد تلقيناه يوم إذاعة نعيه في مصر , وفيه اثنتا عشرة صورة من رسم يده . تلك كانت شيمة جبران في مؤلفاته الانجليزية وفي بعض رسائله الخاصة أيضاً إذ كان يلخص الجملة والمعنى رسما على هامش القرطاس في الغالب , أو هو يشرحه في صورة عجيبة تشغل الصفحة بحذافيرها . ليعود مرة بعد مرة إلى رسم شعاره التصويري الذي يمثل يدا تقدم كل حياتها وقوداً , وتظل اللهب خارجة من تلك اليد الكريمة وصاحبها يفكر في الحياة كما يفكر في الموت . فيقول في خطاب آخر كتبه بعد شهور طويلة .

" أتعلمين , يا مي , أني ما فكرت في الانصراف ( الذي يسميه الناس موتاً ) إلا وجدت في التفكير لذة غريبة وشعرت بشوق هائل إلى الرحيل . ولكني أعود فأذكر أن في قلبي كلمة لا بد من قولها فأحار بين عجزي واضطراري وتغلق أمامي الأبواب .

"لا " لم أقل كلمتي بعد , ولم يظهر من هذه الشعلة غير الدخان , وهذا ما يجعل الوقوف عن العمل مرا كالعلقم . أقول لك , يا مي , ولا أقول لسواك إني إذا انصرفت قبل تهجئة كلمتي ولفظها فإني سأعود ثانية لتحقيق أمنيتي . سأعود لأقول الكلمة التي تتمايل الآن كالضباب في سكينة روحي .

" أتستغربين هذا الكلام ؟ إن أغرب الأشياء أقربها إلى الحقائق الثابتة . وفي الإرادة البشرية قوة واشتياق يحولان السديم فينا إلى شموس ..."

إننا ننحني أمام ضريح جديد بعيد نام فيه ذاك القائل :" إن حنيني إلى الشرق يكاد يذيبني . فمتى , متى أعود إلى بلادي ؟". ننحني أمام القبر الذي ينام فيه رجل هو بروحه للإنسانية كلها ولكنه بجسده غريب بين الغرباء . أننحني لنقول كلمة الوداع ؟ لقد جزنا هذا التطور من الغفلة فصرنا نعلم أن الناس إلى الدار الأخرى متتابعون

فهنيئا لك برحيلك , يا أخي , لقد أعطيت كثيرا , وإن أغاظتك هذه الكلمة , لقد أعطيت كثيرا وقال فيك الشرق للغرب " هاأنا ذا !" كما قال فيك الشرق الناهض لنفسه " هاأنا ذا ! ها أنا ذا !" حسنا فعلت بأن رحلت !

فإذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وثقفها وتطهرها وتستوفيها في عالم ربما كان يفضل عالمنا هذا في أمور شتى ...

حسنا فعلت بأن رحلت , يا أخي ! ففي ذمة الله وفي رحمته التي تسعنا جميعا أحياء كنا أو أمواتا !
يعتبر جبران خليل جبران من الأدباء الذين أثرَوْا فن المراسله عند العرب بما تركه من رسائل لفتت نظر الباحثين وأثارت فضولهم , فولجوا عبرها إلى عالم جبران المليء بالرموز والأسرار .. لقد فتح جبران فتحاً جديداً ورائعاً في دنيا الأدب العربي , عندما تحول عن التأليف بالعربيه ألى التأليف بالأنجليزيه.. حتى لمع أسمه في كثير من الدول الأجنبيه ..

وفي هذا الموضوع أود أن أسلّط الضوء على الحب الذي نشأ بين جبران ومي زياده , , حب فريد لامثيل له في تاريخ الأدب , أو في سير العشاق ,مثال للحب النادر المتجرد عن كل ماهو مادي وسطحي .

لقد دامت تلك العاطفه بينهما زهاء عشرين عاماً , دون أن يلتقيا الاّ في عالم الفكر والروح , والخيال الضبابي إذ كان جبران في مغارب الأرض مقيماً وكانت مي في مشارقها , كا ن في امريكا وكانت في القاهره. لم يكن حب جبران وليد نظره فابتسامه فسلام فكلام بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسله أدبيه طريفه ومساجلات فكريه وروحيه ألفت بين قلبين وحيدين , وروحين مغتربين .ومع ذلك كانا أقرب قريبين وأشغف حبيبين ..
كان طبيعياً جداً أن يتعارف بطلا هذا الحب عن طريق الفكر والنشر في اوائل هذا القرن , بعد ان أصاب كل منهما شهره كبيره .. كانت مي معجبه بمقالات جبران وافكاره فبدأت بمراسلته عقب أطلاعها على قصته ( الأجنحه المتكسره ) التي نشرها في المهجر عام 1912م, كتبت له تعرب عن أعجابها بفكره واسلوبه , وتناقش اراءه في الزواج وقيوده , والحب وأطواره حسب رؤيته في هذه القصه التي قرأتها له ...

وتعرض عليه رأيها في وجهة نظره في حرية المرأه التي طالب بها والتي
اتفقت معه في أمر وعارضته في جانب آخر , حيث قالت " لايصح لكل أمرأه لم تجد في الزواج السعاده التي حلمت بها أن تبحث عن صديق غير زوجها فلا بد أن تتقيد المرأه بواجبات الشراكه الزوجيه تقيداً تام حتى لو هي سلاسل ثقيله , فلو توصل الفكر الى كسر قيود الأصطلاحات والتقاليد فلن يتوصل الى كسر القيود الطبيعه لأن أحكام الطبيعيه فوق كل شيء, وهذه تعتبر خيانه ولوفي مظهرها طاهر وتخون الهيأه الأجتماعيه التي هي عضو عامل فيها "

ومن هنا كانت البدايه ومن ثم تواصل بالرسائل التي كان كل منهما يبحث عن روح الآخر في يقظته وأحلامه , كان كل منهما يسعى لرؤية ذاته في روح صاحبه حتى لكأن تلك الروح هي المرآة التي ينعكس على صفحتها نور الأخر ... وكلما قرأنا هذه الرسائل النابضه بالحياة الناضحه بالصدق , كلما أزددنا يقيناً بأن الحب الذي شد جبران الى مي , وشغف مي بجبران , حب عظيم , بل عشق يكاد يكون صوفياً لأنه تخطى حدود الزمان والمكان والحواس الى عالم تتحد فيه قوة الوجود ..

ويتضح لنا لدى التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع بعضها أن الصله بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد , ومن الأعجاب الى صداقه حميمه , ومن ثمَ الى حب عام 1919م ما أن بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسله من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً " هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب ألي مراره " وقال" ان الغريب حقاً في هذه الصله تأرجحها بين الحب الجامح والفتور , بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافيه روحيه تغمرهما بالسعاده ,وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي الى القطيعه احياناً ,,]ولكن شدة ولع كل منهما بالآخر كانت تدفعهما للتصالح مجدداً..

وبرغم كل هذا الحب كان كل منهما يخشى التصريح بعواطفه فيلجأ جبران للتلميح , ويرمز إليها ويضع عبارات وصور مبتكره وجميله ..

فلم ينادِ مي قط بقوله حبيبتي" ولم يخاطبها باللغه المألوفه للعشاق , غير أنه عبّر عن حبه بما هو أبلغ عندما قال:

أنت تحيين فيّ , وانا أحيا فيكِ " ووصف علاقته بها " بأنها أصلب وأبقى بما لايقاس من الروابط الدمويه والأخلاقيه "وبعد أن باح لها , رجاها ان تطعم النار رسالته اذا لم تجد لبوحه الصدى المرجو في نفسها ..
كانت مي في حياة جبران الصديقه, والحبيبه الملهمه , وصلة الوصل بينه وبين وطنه , وأكثر ماحبه فيها عقلها النيّرالذى تجلى في مقالاتها وكتبها , وأحب فيها حبها له .., واعجابها بشخصيته وانتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله بالتقريظ والنقد في مقالاتها في مصر ...


منقول

صياد الطيور
18/11/2005, 13:06
التحية والشكر لكل من شارك بهذا الموضوع الكبير والعميق والمفيد

hanone
18/11/2005, 15:01
التحية والشكر لكل من شارك بهذا الموضوع الكبير والعميق والمفيد

على راسي صيادو وياريت تشاركنا من عندك كمان :D

maryam
07/12/2005, 22:35
مساء الخير .
أنا احب الشاعر الروحاني جبران خليل جبران وبكل قوة .
أحب طريقة حبه للاديبه مي زياده .
يسعدني ان اكتب هذه الكلمات له من احدى ردوده على رسائل مي :D

جبران احب مي على طريقته . وحمل لها في قلبه عاطفه روحيه قويه عميقه .
( انا ضباب يامي يغمر الاشياء ولا يتحد واياها .)
( انا ضباب وفي الضباب وحشتي وانفرادي . فيه جوعي وعطشي ومصيبتي )
ان هذا الضباب هو حقيقتي .
يشوق الى لقاء ضباب اخر في الفضاء .
يشوق الى استماع قائل يقول : " لست وحدك " نحن اثنان " انا اعرف من انت .
انا اعلم ان الحياة بدون هذا الانجذاب النفسي ليست سوى قشور بغير لباب.
واحقق ان كل ما نقوله ونفعله ونفكر فيه لا يساوي دقيقة واحده نصرفها في ضبابنا .
( احب صغيرتي ... غير اني لا ادري بعقلي لماذا احبها .ولا اريد ان ادري بعقلي .
يكفي اني احبها بروحي وقلبي .
يكفي ان اسند راسي الى كتفها كئيبا غريبا مستوحدا فرحا مدهوشا مجذوبا .
يكفي ان اسير الى جانبها نحو قمة الجبل واقول لها بين الاونة والاخرى " انت رفيقتي "
تفضلي بقبول تحيتي مشفوعة باحسن تمنياتي
المخلص جبران

أمير الزمان
08/12/2005, 04:47
جبران الانسان... جبران أحس بالألم ..بالتناقض..بالانكسار والحزن .. وفوق كل شيء بالحب الكبير وقد استطاع أن يعبر عن كل ذلك بلغة و لا أروع .

شكرا لكل من أتحفنا و ذكرنا بجبران خليل جبران