-
دخول

عرض كامل الموضوع : قاسم حداد


صفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8

verocchio
06/11/2007, 01:08
جئ لنا واذهب إلينا

ذلك الباب الموارب غير مكترثٍ بوحشـتنا الغريبة
وهي تهتف في النوافذ واصطخاب الروح .
يا الباب الموارب غير مكترثٍ
تواضع بـرهةً و ارأف وصدقنا قليلاً ،
أيها الباب الموارب غير مكترثٍ بنا
اغفر لنا واسأل وصادقنا قليلاً .
هل تمادينا وبالـغنا بحبك كل هذا الليل
كي يأتي عليك الوقت تنسانا
و تبقى موصداً .
نغفو على أشلائنا ،
نحن الذين انتابنا ماء العناق وساعة الرؤيا
و أنت موارب،
قمصاننا مثقوبة ويداك في وحشية النسيان تمحونا .
لماذا وحدنا قمصاننا مثقوبة بالقلب
هل نهفو إليك وأنت في غيبوبة الرؤيا
ترانا دون أن تحنو على ماينتهي فينا .
أيها المرصود والعشاق ينتظرون في بهو المسافة
قـل لنا واغضب علينا
وامتحن واعصف بنا واشفق علينا ،
إنما لا تعتذر عنا أمام الناس .
يا باب النجاة و منتهى أسرارنا
إفتح لنا وانظر
و لا تغفل
و لا تقس علينا .
أيها الباب الموارب ..
جئ لنا .. واذهب إلينا .

verocchio
06/11/2007, 01:09
جَمرةُ الفقدان

ماذا سيبقى عندما تنهال جمرتنا الخفية
في هواء الليل
ماذا يختفي فينا ،
وهذا ماؤنا الدموي يستعصي ،
وطير الروح ينتظر احتمالاً واحداً للموت.
*
هل نـمشي على ليل الحديد لجنةٍ تهوي
ونمدح بالمراثي ،
ربما ينهار أسرانا على تذكارهم ونؤجل الأسلاف .
هل نمنا طويلاً كي نجرب موتـنا
فينالنا، ... ويؤلف الأشياء .
ماذا ينتهي فينا ويبدأ ،
عندما تبقى بقايانا على باب المساء
وتصطفينا شهوة المكبوت ،
ماذا سنقرأ في المرايا ،
هل نؤثث سورة الفتوى بتفسيرٍ يكافؤنا على الأخطاء .
لو كنا عرفنا جمرة الفقدان ، وهي علامة الشكوى،
ستمدح موتنا .. متنا .
*
هنا يأس سينقذنا من الأحلام،
نحن شهوة الفردوس
نهذي في جحيمٍ غير مكتمل ٍ
لكي نسهو عن المكبوت والرغبوت .
لو نار ستوقظ ماءنا... كنا تمادينا لئلا ننتهي .
يا منتهانا
هل سرى ترياقنا فينا
فأدركنا مرارتنا وأوشكنا على ندمٍ
فقدنا منحنى أحلامنا في الوهم ،
قلنا شعرنا كي يفضح المعنى ويغفر أجمل الأخطاء،
لو قلب لنا أغفى على كراسة الأسماء
كنا ننثني شغفاً ، فنشهق في اندلاع الحب
يذبحنا ويلهو في شظايانا .
بكينا مرةً للحب، لم نكمل أغانينا.
بكينا حسرةً ،
وتماهت الذكرى مع النسيان،
لو كنا مـزجنا ليل قتلانا بماء النوم
لم نهمل قصائدنا على ماضٍ لنا .
متنا قليلاً وانتهينا في البداية ،
لم نؤجل سرنا
كنا انتحرنا قبل قتلانا و أخطأنا كما نهوى ،
فلا ماء سيرثينا و لا نار ستمدحنا

verocchio
06/11/2007, 01:09
دم

كنا نبالغ
عندما ننسى دماً يجري على أوراقنا ،
لكأننا نعفو عن الماضي
ونخجل عندما نتذكر المستقبل المفقود،
نفتعل العراك لكي نؤجل موتـنا.
هل شعرنا أحلى من التذكار،
هل كنا تزوجنا الهواء بغير أجنحةٍ
وأقنعنا ضحايانا ببعض المستحيل،
وهل لنا في مقبل الأيام ليل واحد يحنو .

verocchio
06/11/2007, 01:10
لأنين القصب و جوارح الهِجرات



وضع يده في البحيرة،
كمن يغمس ريشةً في قصعة الكلام
لم يكن من القصب ،
وليس للحب ما يمنح،
ولا بين الوحش ذئب جدير بوحدة الثلج .
يمضي ، يأخذه نحيب مكبوت،
بينه وبين البيت الليل وشكله
النوم و حلمه الأخير .
يزعم أنه ضارب في خريطة الناس
يعلن السفر ، ويعقد أحلافاً مع المكان.
روح مغلولة ،
و يرخي لمكوثه الجسد شلوا شلواً
يحصي عربات الليل ويفتح للحجر صداقة الحلم
ثلجه أكثر كثافة من كـرم الطبيعة ،
وللجبل رسائل من مرفأ الليل
حجر خفيف يتأرجح ويتكلم مثل كتب في الرف.
لماذا تؤجل ذهابك وأنت ليس هنا
ولا يطالك غير الغائب وقرين القوافل .
2
لماذا تشيد القلاع و تسكنها
لينتابك فزع الزائر كأنه العدو ،
لا يسعك الوقت ولا المكان يكفيك.
3
من أين لك كل هذه الوحشة و أنت جنة النصال .
دع اليد في البحيرة وأفرش ريشة ً تطير بك
يزداد لك الأفق وتتأجل لأجلك المواعيد
دع الكلام على سجيته و أكتب
تقرأ الطبيعة ثلجك الكثيف .
4
جاء مكتظاً بالبكاء
لا الكتف له ولا النهر
يحصي قمصانه المتعبة لفرط الطريق
ويخدع النوم بالليل
لئلا تطاله يد المسافة .
متى ينام خفيف القلب هادئ الجوارح
منساباً مثل يتيمٍ نسيته الثواكل وغفلت عنه المرضعات .
يأتي كأنه لن يذهب ،
فيما هو يرتب أحجار الغرفة جاهزاً مثل كتيبة الهجوم.
يتهجى العبور كأنه في غياهب المنفى.
5
ذئب ليس لأسمه حروف
ووجره ريف الكتابة وخسارة الناس،
موغل في القطيعة ويعلن أنه الجسور .
6
سيذهب ،
سيذهب ،
لأنه لم يأت من مكان
سيذهب لكي يصدق أن للخريطة إسماً آخر
غير البيت وأنين القصب .
7
يا حب ، خذ منه الجسد وأترك له الروح،
ولا تجعل من سفره هجرةً
و أمسح برحمتك زجاج قنديله لكي يصيبه النوم
النوم لليلٍ واحدٍ قبل الموت وبعده .
يا حب .. هذا قرينك .. خذه
رسولاً كسولاً .. بين البحر والبحيرة .

verocchio
06/11/2007, 01:10
جنة الفوضى



اطمئنوا لحظةً كي تبدأ الفوضى
وينهال علينا غضب الأسلاف
كي ينتصر الشك على أحلامنا، ،
فلتطمئنوا لحظةً .
2
يبتكرون الريش للشرفة والماء لأنفاس الحديد ،
أخذوا ماء المرايا والهواء.
أخذونا للبكاء.
ربما يقتنـع الموتى بما يقترح النوم من الأحلام ،
هذي جنة يخطئها الناس قبيل الموت ،
هذا الفقد تفسير من الخبز و تاريخ الطحين ،
هذه الكوكبة المحتربة ... كالضحايا الغاضبة .
اطمئنوا لحظةً في ردهة الشك
وخلوا سادة الريح يغنون تفاسير الملوك
وينالون من التاريخ يمشون على أشلائنا .
سادة من مصدر الفولاذ جاءوا يمنحون الناس مكنوز الكباريت
و يعطون عبيد الله درساً في السلوك .
3
بيني و بين الأصدقاء الآن تاريخ من الأحلاف
من تهويدة الثكلى ،
ومن موؤدةٍ تطوي ظفيرتها لآخر مرة ٍ في نحرها ،
من سالفٍ يأتي ويحكم .
ليس إلا جنة تهوي ... وبين الأصدقاء
من يسمي هذه الفوهة دهليزاً لمستقبلنا .
فلتطمئنوا ، سوف تبكون على أغلى تفاصيل هوانا
و تنامون على أكبادنا ،
هذه الفوضى لنا .. فوضى علينا .

verocchio
06/11/2007, 01:10
خطاطون

يتناوب تسعة خطاطين على جسدي
بالقصب الطازج والآيات وحبر الجنة،
يهتاجون كتاج الهودج في العرس،
ويبتهجون،
ويفترعون عذاراهم في علانيةً.
خطاطون أصحاء،
ويختبرون صنوف الخط بعشقٍ مشحوذ الحرف.
أصابعهم تتوتر في غنـجٍ من فرط الحب،
ويخترقون اللحم،
يكزون على عاج الفضة،
يطفر زئبقهم مختلطاً بالصهد
على جسدٍ مرضوضٍ بالخيل وشطح الخط.
يطغون بكحل العين على فودي،
ويرشح خمر الوجد على أطراف محابرهم،
ولهم رقع ينضح ماء الشهوة فيها،
يتدلى نصف كلام الله على ثلثي طنافسهم،
يجلون الثلث الأسود
مثل سيوف الحق الواضح في جسدي.
يتهجون الكوفة والبصرة،
ينداحون كخمر الهودج،
يختارون الناضج من قصب التذكار،
ويغتصبون الأبكار من الكلمات،
فينهض في جسدي جيش النوم ونرد الليل ،
يدب البنج الأسود مثل الفتنة.
يستعرون، يزفون عذاراهم في جسدٍ يتغرغر بالرغبة.
ينهالون، يخطون الخط ويبتهلون،
كأن الله يكافئهم بالجنة في جسدي .
تسعة خطاطين أجلاء،
تؤيدهم روحي بالمحو،
فيضطربون ويختلطون بوحي الحرف،
ينزون الدم
ويمتزجون بشفرتهم في قصبٍ مختلج الأوداج
على جسدٍ يشبق في ليل ضحاياه ،
يكاد المعجز،
يلتهب النص على أعضاءٍ خاشعةٍ،
فتشب الشهوة في مذبوح الروح ،
يهب الخطاطون
يلوبون بتسع مرايا موغلةٍ في السر،
يفضون الختم عن الأبواب التسعة
في أشلاءٍ خائفةٍ،
وكلام الله يزين بالأسماء زجاج المشكاة ويحرسها.
تسعة خطاطين
يذوبون لفرط الشطح
ومجد الجسد الذاهب في الشطرنج وزهر النوم.

verocchio
06/11/2007, 01:11
الصهيل..الصهيل

جــن يسكن الجـسد
كأن كل عضلٍ نافـرٍ ذئبٌ يطلع من الأعماق
حيث يتكون الإنسان
ويستوي تاجاً .. يبطش بسلالة الرعية ،
خارجـاً من طبيعته :
الوحش دليل الدم / هديل البوصلة
هذا هو الصهيـل
جــوعٌ كاسرٌ يتـفصد في صلصال الهيكل
لكأنك تلمح فضتـك الذهبية تنـتقـل ، كمشكاةٍ ،
من جسد النار إلى آنـية اللهب .
جـوعٌ كافـرٌ
مثل زئبقٍ يمنح الصدر شهوة الأوسمة :
غفلة اليقين / غـدارة البوصلة
هذا هو الصهيـل
جــرس الماس يـنـهر الأرض
كي ترفع أحلامها عالياً مثل طفولةٍ في التـرك ،
فيما تشحذ العذارى أعضاءهن المكبوتة
لمكافأة الشهداء على ذهابهم الفاتن
وغواية كتيبة الغزلان لئلا تخطئ خطيئتها:
جـنـة الليل / خديعة البوصلة
هذا هو الصهيل
جـنـةٌ تمزج ثلجة المحراب بحجارةٍ أكثر جمالاً وقدسيةً.
تـدل النائم على ذخيرة المخيلة
وتفتح الرقص في خريطةٍ مستسلمةٍ
فتبدأ مدنٌ تتـلفع بالذعر كأنـها العدو
هروباً من المستقبل :
شكيمة الحلم / اقتراح البوصلة
هذا هو الصهيل
مشدوخٌ بشهوة الأسئلة وهي تنهض من المـذلـة ،
فيصاب بهيبة التهدج .
سناجبه تكنس القطيفة بفروها الأليف .
مضى عليه وقتٌ في نعمة الوعد
ولم يـرخ حواسه لسماع الكلام ،
ما إن تقال له الكلمة حتى يتفصد النحـل من كتفيه
مثل بوصلةٍ تسأم مجد التيه / نجمـة المعسكر
هذا هو الصهيل
جثـةٌ تمرح في ذاكرة الناس
مشمولةٌ بغنج المـؤامرات
موصولةٌ بجسدٍ يتـفـلت من تاريخٍ لـه موهبة الميزان
وغيبوبة الطريق .
جسدٌ لم يخـلـع درعه الأخير
مثل حصنٍ ساهرٍ يتبادل أنخاب الجليد في هدأة الوحشة
وما إن تـدير الجثـة رأسها ناحية المشهد
حتى يختلـج الكلام في الصدور .
أول الصوت / آخر البوصلة
هذا هو الصهيل
جـحـيمٌ يسمونه بلادا ً ،
حينـاً يقال له الوطن ،
وغالباً يحمله الشخص مثل خيطٍ من الأوسمة :
زينة الضريح . جنازة الأمل .
قيل إنه الوقت والمكان
يتراءى مثل الحلم فيما يكون وهما ً
يتمارى فلا تدركه البصيرة ولا يطاله الكلام
لن تعرف ما إذا كنت سيداً في هذا الجحيم أم عبداً.
ليس لك أن تقول باللغة
وما إن تقول بيدك حتى ينالك القصل
ففي الجحيم ، الذي لا تسبقه جنـةٌ و لا تـليه ،
أنت في المـهب
مزاج الريح يعصف بك
ومزيج الحرية يدفعك إلى التهلكة.
في المهب ، ترى إلى نفسك :
سيداً يهذي / رقيقاً يتملـكه الحلمة
هذا هو الصهيـل
جمـرةٌ ، شهـقـة اللغة ،
وقيل إنها تميمة المـجـدف ممعنا ً في غواياته .
تهتاج ، فيبدأ النواح يوزع سرادقه
فضاءً يـزخر بأشباحٍ تـزعـم أنها الناس .
تئج مثل خبيئة العاشقة
يكتـظ بها الأسرى ويطيش لها عقل الطغاة .
قيل إنها كلام النار للغابة
وكلما جاء ماءٌ ، صـعد الأوار واشتعلت ضراوة النحاة:
جمرةٌ . نارٌ . كلمةٌ / لا نهائية النص
بصرةٌ . كوفةٌ . كتابةٌ / نهضة البوصلة
هذا هو الصهيل
جنـسٌ يئن تحت عريشة اللذة
وأنتم حوله تطغون بقصباتكم المثقوبة
في عزفٍ مثل جوقةٍ
ينقبض و ينبسط يشد و يرخي
يشهق ويطاله شبـق الموج والجنون .
تطلبون لقصباتكم بهجة العظم لتخلطوها بفضة الهيكل
يتخبط ويتلمظ يختلج ويخرج ،
فتصابون بهلع المرأة في مخاضٍ وثكلٍ
مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة
هذا هو الصهيـل .
مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة
هذا هو الصهيـل .

verocchio
06/11/2007, 01:11
إمرأة
تبعث الحرير في الـدم
وتغزلك في النوم مثل قنديلٍ يرسمٌ السهرة
تنتخب لك الليل فتحنو عليك الأحلام
ترأف بك في ظهيرة المطر مثل زجاجة الله
مثل شـعل ٍ تفتــن الظلمة
من أين ، مـن أيـن
فاكهـةٌ تمنح جسدك مجد المستقبل
وتمضي بك تمضي
وأنت تهـدر دمــك في خلاعة الماء
هي سكينة النيران
هو قطيفة الذهـب .
بينكما صدفة المسافة وبهجة الغياب
بينكما ليل العفة و ذريعة الندم .
هو جالسٌ في كنيسة الكتابة
خائف الذاكرة .
هي قرينة الوردة سفيرة الندم.
من أين من أين مليكةٌ عشقها يمنح هامتك التاج
ومديحها يصقل الذهب .

verocchio
06/11/2007, 01:12
المليكة ذاتها

أخرج من عزلة الذهب
مبعوثاً في مليكةٍ يلــذ لها اللهو بسفراء الوحشة،
فتمنح كل قتيلٍ قميصاً يشف عن قلبٍ يشتعل بها.
سليلة البدو الشاهقة ،
من أين لها كل هذا الجحيم المكبوت
المليكة ذاتها راعية النيازك سيدة المجرات
سهرت عند شرفتها لئلا يخالجها شكٌ في الحب .
المليكة ذاتها
تنتخبني مثل فتنةٍ تتماثل للنوم .
تطلق حريرها في موضع النحر فتطفر المرايا
مثل أطفالٍ يطلعون من بهجة الجسد.
تتقمص شهوة اللثم ، ذئبةٌ في حضرة الدم
تهتف : العبيد .. لا الفرسان فقط
المـقاتل الوحيد أولاً .
تقمصت موهبة المكابرة
تهتف : لا أحدٌ يهجو قبيلةً إلا شاعرٌ ينضح البراكين .
تقمصت موهبة الثلج
تهتف : الحب ليس في المغفرة الحب جريمة الوقت
هندسة السديم، طريق الحليب، مدار الجدي ،
مجراتٌ تزدحم و تزدان ،
والتخوم مفتوحةٌ أمام بهجة النيازك .
المليكة ذاتها ،
سليلة القبائل الشاهقة، تقمصت الشموخ، تحرس فضتها في جسدٍ يكتنز بالأسلحة، يتكاسر الفرسان تحت شرفتها لترمي بالوردة وتصطفي ذئباً حزيناً يحسن الهجاء والهجوم، المليكة ذات الإسم الموصول بقهوة البدو وأسرار السهرة، من أين لها هذا الإسم الفاتن، وكيف طاب لها أن تلهو
ما إن وضعت رأسي في فروها الأليف حتى اشتعل الثلج وصار القميص بهواً من اللهب وفي زجاجة الجسد يختلج نبيذٌ قديمٌ يشرف على العسل. نقتحم الحصن مثل كتيبة النوم . توأم الجحيم
نتحاجز ونتكاسر ونشرف على الملك .

verocchio
06/11/2007, 01:12
ذئاب و تهذي

دعني لذئابٍ تهذي أيها الغريب .
في حضن امرأةٍ شاسعةٍ، ما أذهب إلى كوخٍ وما أفتح نافذةً وما أنظر في قدحٍ حتى أصادفها منتظرةً. كأنها لم تنم منذ تركنا البيت. يوم اقتسمت معنا النبيذ والأمتعة. وأوهمتنا أنها أخذت ما يكفي، وتركتنا نحمل الباقي، لنكتشف، وراء الجبل، أنها وضعت لنا زاداً زائداً، لت
عيناك تقطران دماً، تنظر المرأة منتظرةً. ذاهباً في هذيانك وأنت في حضن امرأةٍ مثلها. حضنٌ قرأت فيه زعفران الطفولة في برج الجدي، قرين الأجنة. حضنٌ ينبت العشب لكي نلهو به، فنتواءم ونخدع الموت. في التيه والبرد والسفر حضنٌ شاسعٌ يضمني مثل جنينٍ. فأنجو من الموت
ثمة من يريد قتلنا ، وهذا يدعو ليأسٍ أقل .

verocchio
06/11/2007, 01:12
يوسف



وضـعتـه في قطيفةٍ وغطـته بغيمة الرؤى
سمته تميمة النهر والنخيل
جنية ٌ تحسن مكالمة الليل، تآلفت مع الأيائل
فلما آن لها الوضع .. وضعته في قطيفةٍ
في وردة الخشب
في مــاءٍ جــار ٍ .
رأت مستقبل الموج ، فأعلنت بشارتها
لئلا يشغلها الذاهب في غواية الذئب .
2
يـكرع الكأس تلو الكأس
يترنـح ويهتاج
حتى إذا ما لطمته جهامة العسس في منعطفات الطريق ،
خرج من غفلته برهةً خاطفةً ،
مسح تاج الشوك عن شفتيه ،
ورفع عينيه ليرى إلى مصدر اللطمة . لم يلمح سوى قضبانٍ صاعدةٍ ، فدار بجسده دورةً كاملةً ليلقي نظرةً وحيدةً ، كأنها الأخيرة ، على خريطة الليل.
يكتشف زنزانة
وحوله عشرون غولاً يتطاير من أطرافهم شررٌ عظيمٌ
وبين أكتافهم تتهدل أسمالٌ مضفورةٌ لتبدو رؤوسهم في أفاعٍ مسدولة .
يفرك عينيه ويكرع كأسه الأخيرة كأنها الأولى
فيكبو على وجهه في رغامٍ رطبٍ ينضح بسائلٍ لزجٍ
جسده يتعفر وينتفض ويشهق ويضطرب في قهقهة العشرين غولاً تحيط به ،
يهم أن ... يتذكر ،
يتذكر ... و ينسى .
3
في نزهة الضباع
ليلٌ يتعثر بقفطانه المتخبخب ويكبو عند المنعطفات .
سمعت المرأة صرخة ولـدها الغريب
كأنها تلده الآن
رأتـه ، في ما ترى الثاكل ،
أعضاءه تمر تحت آلةٍ ضاريةٍ شلواً شلواً
وهو يمزق قمطه بصريخٍ يفزع البهو والأروقة .
تزيح خشب النافذة / حجر الطريق / عقابيل الغابة،
تزيح صخرة القبر
لنرى امرأةً مصابةً بالفـقد :
( مـن أعطاك كل هذا الحديد والدم والفداء المفقود ،
ألهذا إدخرت دمك ولحمك
ألهذا ركضت بك وضـللت النصال لئلا تطالك ،
ألمثل هذه الغيلان صـددت عنك الضباع ،
مـا كان للماء الرؤوف أن يصير وحشاً عليك
كانت حيوانات الشمس ورائي،
وأنا أطويك في المكان الذي لا يطالونه )
وحين عبرت النهر ،
أيقظت لك زرقة النوم، و رأيت لك نيزك الحلم
لكنك الآن في الغدر
في الغـدر والمؤامرات .
هـل أنت يوسف … وإخوتـك لا يحصــــون

verocchio
06/11/2007, 01:13
زفير الأحجار

يحضنك الفك كأنه رأفة القصل.
يحتازك نصلٌ وهو يجهش
تحسب أنه الأم تنتخب لك المهد، فيما هو لحدك المحتوم.
فالحب قبرٌ أحياناً،
ويفتحون لك الأفق .. لتضيع
يرصدك رصاصٌ يطيش في خطواتك،
تظن أنها بهجة الطبيعة تبعث لك أجنحة الولوع،
وهو هلعٌ يرصد لك الخطوة والطريق ،
فالقدح يغلب الماء أحياناً .
وأحياناً تبرد أطرافك بفعل الوحشة ،
وحدك في كهفٍ،
تقرأ كي تخدع النوم لئلا يستفرد كابوس الوحي برأسك،
فالماء يحايد أحياناً .
يتركك الرفقة في الدار، و زفير الأحجار يتصاعد طيوراً.
يختلج قنديل المعنى ليشي نصف النص بنصفٍ آخر.
لماذا تنام وتتيح لأشباحك حرية المخيلة وسلطة الليل
لماذا كلما انتابك الذعر
هفوت بأحلامك إلى حـب يسبق الموت ويليه.
هل لديك أسماءٌ واضحةٌ لشمس أيامك .
هل لديك أيامٌ لا ينال منها الوقت ولا يطالها المكان .
ذاهبٌ في وطأة الغياب وعذاب القميص وجنة الذئب،
ما كان لك أن تبذل جسدك لمهب الحب الصارم،
مثلما يضع الفارس شغافه في شفرة السيف ..
ويحلم بالنجاة .

verocchio
06/11/2007, 01:13
انتحارات
سنقرأ شعراً
يـؤلفه الأصدقاء وينتحرون
ونغتاظ مما سيخسره الأصدقاء
لتبكيرهم في الذهاب
فلهم عندنا جنة في العيون.
لـدينا لهم ما تبقى لنا
من بلادٍ ومن حانةٍ،
يستعيد بها الساهرون مراراتهم
في زجاجٍ كئيبٍ ويحتدمون .
لدينا لهم جوقة من بقايا الحروب،
جنود يؤدون كل النهايات
يفتون في جنة الله
ويستفسرون عن الشمس ،
حتى يكاد الجنون .
أيها الأصدقاء لدينا لكم
من تراث الضغائن مخطوطة حرة
فكيف سنقرأ شعراً لكم
وأنتم بعيدون عمـا أدخرناه لليل من قهوةٍ مـرةٍ
ومن فلذاتٍ و أعداء لا يرحمون .
لماذا تشكون إنـا وحيدون من بعدكم ،
ونحن هنا في البراثن مستوحشون
ونرفل في الوهم ،
كيف تسمون أخطاءنا نزوةً
ولدينا لكم،
- لو تركتم حماقاتكم برهة ً -خصوم ألـداء
يسترقون من النص ما يجعل السيف تفاحةً ،
يغالون في الإجتهاد ويستنفرون إذا مسهم صمتنا.
أيها الأصدقاء الوحيدون في صمتهم ،
لماذا ذهبتم بمنعطفٍ فادحٍ
ولكم عندنا العاشقات اللواتي يطرن لكم شهوةً
ويغسلن بالرغبات الحميمة أجسادكم .
لدينا لكم - لو تريثتم - نزهة في الهزيع النـزيه من النص ،
كي تأخذوا آخر الأوسمة ،
فكل انتحاراتكم عبث عارم وكل احتمالاتنا مظلمة .
لماذا تظنون أنـا قرأنا لكم سأماً وتنتحرون .
لماذا لنا وحدنا أن نرمـم إرث الضغائن بالشعر
كي نستحق اللحاق بكم ،
ولكم وحدكم رغبة في الغياب كما تشتهون .
أيها الأصدقاء الحميمون ،
ماذا سيبقى من الشعر يقرأه الآخرون علينا
لننقذ أرواحنا بغتةً
ريثما يسترد الخصوم طبيعتهم في الكتاب
و ينتحرون .

verocchio
06/11/2007, 01:13
الأصدقاء هناك

أصدقاء
ينسجون أسمالهم الجدٍيدة
في صباح مفقود الشمس .
أجسادهم تنتفض وأيديهم في حمأة الشغل
يغزلون اللغة بشغف الحواة وثقة المحترفين
يهبون صوفاً للصيف وثلجاً للشتاء .
أصدقاء في شرق الماء
يتقنون العمل في الوحدة.
أقف في الساحل،
أنظر إلى أشباحهم ترسم الأفق ،
أبعث الكتب في قوارير تشف عن كلماتي ،
فيفيض بهم الرفـق بها
ويركضون على الجسر بأقدام مشتعلة.
وراقون مكتظون بالمخطوطات
هناك ، جسر يمدح الجغرافيا ويهجو التاريخ،
و يرصد الكتابة مثل عدو،
يكنون النص في آباطهم،
وينحدرون مثل وعولٍ تزخرف الطريق،
أحتضنهم ، يعبرون الهلع،
ذاكرتهم من الدم
وأصابعهم مزمومة على شظايا الزجاج
ملطخين بفلذات الأفئدة.
نتلاطم في منتصف الحب والموت
مثل موج يتبادل الملح ويفتن السفن.
أجساد فتية عارية، حيث لم يكتمل القميص للصيف
ولا الغبطة للشتاء
الأصدقاء الوحيدون هناك.

verocchio
06/11/2007, 01:14
ذاكرةُ الذئب

للذئب ذاكرة مفعمة بالألم
وللذئب أنثاه،
كي يستوي بالغريب من الناس
تهجره ليلة الحب ،
تنساه حيناً ،
وتذكره عندما يستجد العدم .
وللذئب أن يكمل الليل منتظرا ، ثملاً
في قميصٍ من الشهوات
بعينين محمومتين يصد السأم .
وللذئب حزن نبيل وذاكرة جمرة
فالعشق طقس ،
وينتحر الذئب حين تبالغ أنثاه في الوهم .. مثل الندم .

verocchio
06/11/2007, 01:14
سَـرْدُ الأسطورة

هل كانت يد الليل الوحيدة منقذي
وصديقتي في النوم،
كان السرد ينقلني لمخطوط الخرافة،
و احتمال البحر يأخذني بزرقته
لأذهب في غياب الناس.
هل كنا على حلمٍ كثيفٍ
عندما عادت سفينتهم بزرقتها
وكان أبي يدلـل آخر الأبناء
لم يعثر على أثري،
هربت موشحاً بالخوف
وحشاً شارداً
والباب مفتوح على الأسرار ،
والأطفال يعتقدون بالجنية الزرقاء ،
والباقي لنا من جنة الأخطاء كي نبكي .
مخيلة و قنديل و محتملان : نسيان وذاكرة .
وكان الباب يوشك أن يوارب
عندما أدركته بيدين راعشتين ،
و النوم البعيد يمد لي جنيةً أو ملجأً في يقظة النسيان

verocchio
06/11/2007, 01:15
أعداء

لن يبكي علينا، عائدين إلى شجيرات القرنفل ،
غير أعداءٍ لنا ،
يخشون عودتنا،
ويرتجلون أخطاءً لعل البرتقال يشي بنا
ويشيع نكهته ، فيتبعنا بريد النحل ،
يفضحنا ترفعنا عن التمويه .
أعداء سيبكون الغياب ،
يؤلفون صداقةً في دفتر الأخبار ،
أعداء لنا سئموا الخصومة واستعادونا وطاروا خلف هجرتنا
لئلا نستدير لهم .
بكوا من فرط حيرتهم :
لهم نحن ، إذا عدنا لهم ،
أم أن شهوتنا تلاشت في شجيرات القرنفل ؟!
لا يعزينا سوى أن يصبح الأعداء
أعداءً لنا حيناً .. و ينصرٍفون .

verocchio
06/11/2007, 01:15
القتلى

عادةً ينتصر القتلى
ويهدون سلاماً للذي يبقى من الأحياء
كي ينتصروا قبل الممات .
عادةً نـمدح أشلاء ضحايانا بشعرٍ شاحبٍ
نـمنح أشكال البكاء
للذين انتصر الحب عليهم ،
ونسمي جنة الأخطاء ميراثاً لهم،
ونصلـيهم، ونفديهم بنا
لًيباهوا بتراتيل الصلاة .
عادةً تبكي مرايانا علينا
ينقض الله صلاة الخوف كي ينقذنا ،
والذي يبقى من الوصف لقتلانا ... رفاة .
عادةً ينبثق السحر وليل الناس في منتصف الأحلام
في رمانة التعزيم ، والمأتم منصوب ، لكي يعتقد القتلى بما يعتقدون
فيهبون فرادى مثل ريش الطير مغدوراً ،
وينسون كلام الله في الموت ،
ويرثون مديح الوقت
فيما ... يبطل السحر وتبقى الساحرات .

verocchio
06/11/2007, 01:16
جسد
جسدي جحيمي ،
والذي يبقى من الماضي لك ،
ولك احتمال الليل .
لي جسد ... لك
مثل انتظار الماء،
مثل زجاجةٍ تبكي على قلبين مفدوحين.
لي جسد مضاع
مثل عرشٍ يعلن الحكم الموشى بالمرايا
وهي تختزل الخليقة في ارتعاشٍ شاهقٍ ،
يبقى من الماضي .. لك .
جسدي جحيمي ،
فانظري من شرفة التأجيل .
ينتظران في ولعٍ وينطفئان بالنيران .
يختلجان في غيبوبة البلور .
هل يبقى لنا غير احتمالٍ واحدٍ
أن لا نموت بقية الأيام
منسيين في كراسةٍ مقهورةٍ في كوكبٍ مكسور

verocchio
06/11/2007, 01:16
البقايا

ما الذي يبقى لنا
أشياؤنا المغدورة الأحلام،
ليل الناس ، تقويم النهاية، غبطة الثكلى،
تفاصيل الهوى، وتميمة المجنون.
هل يبقى لنا الدفن المـؤجل
واحتمالات المقامر وهو يرهن ثوبـه
وينام في الباقي من الأشياء ؟
ما الذي يبقى لنا
جسر العودة المكسور و القتلى ،
وخمسون كتاباً في نظام الشعر والتأويل ،
و الأعداء ..كانوا يطمئنون على حسرتنا حيناً ،
يدقون المسامير على صلباننا حيناً ،
يباهون بنا .. و يباهون علينا .
ما الذي يبقى لنا
جنازنا ، كتف مهشمة ، تراث شاخص ، شورى ،
شهيد شامخ، أسطورة تقـتادنا أسرى ،
وماء الوجه يغسل جزمة الأعداء؟

verocchio
06/11/2007, 01:16
تعويذة السفر

أيها الحب يا صديقي
ضع يدك على قلبها في السفر و الإقامه ،
و امنح لها الحلم في النوم
واجعلها مطمئنةً ،
فثمة كل هذا الحب لها
وثمة هذا الغريب في انتظارها
وحيداً إلى هذا الحد
وثمة الليل .. الليل كله
وثمة ما لا يوصف
وثمة ما لا يقال ،
أيها الحب يا صديقي .

verocchio
06/11/2007, 01:17
عن ليلى

سأقول عن ليلى
عن العسل الذي يرتاح في غنجٍ على الزند
عن الرمانة الكسلى
عن الفتوى التي سرت لي التشبيه بالقند
عن البدوية العينين والنارين والخد
لها عندي
مغامرة تؤجج شهوة الشعراء لو غنوا
صبا نجدٍ متى قد هضت من نجد
عن النوم الشفيف يشي بنا
عن وجدنا ، عنها
لئلا تعرف الصحراء غير العود والرند
سأقول عن ليلى
عن القتلى
وعن دمنا الذي هدروا
عن الوحش الصديق
وفتنة العشاق
والليل الذي يسعى له السهر
عن الطفلين يلتقيان في خفرٍ
ولما يزهر التفاح يختلجان بالميزان
حتى يخجل الخفر
لليلى شهقة أحلى
إذا ما لذة تاهت بنا
وتناهبت أعضاءنا النيران
متنا أو حيينا
أو يقول الناس أخطأنا
ستبكي حسرة فينا إذا غفروا
سأقول عن ليلى
عن المسافر عندما يبكي طويلا
عن السحر اللذيذ إذا تجلى في كلام عيونها
عن نعمةٍ تفضي لأن أقضي رحيلا
عن مراياها موزعةً تخالج شهوة الفتيان
عن ميزانها مشبوقةً
عن عدلها في الظلم
عن سفري مع الهذيان
عن جنيةٍ في الأنس تنـتخب القتيلا
ليلاي لو يدها علي
ولو يدي منذورة تهب الرسولا
سأقول عنها ما يقال عن الجنون إذا جننت
ولي عذر إذا بالغت في موتي قليلا

verocchio
06/11/2007, 01:17
هو الحب

قل هو الحب
هواء سيد ، و زجاج يفضح الروح وترتيل يمام
قل هو الحب
ولا تصغي لغير القلب،
لا تأخذك الغفلة،
لا ينتابك الخوف على ماء الكلام
قل لهم في برهةٍ
بين كتاب الله والشهوة
تنساب وصاياك
وينهال سديم الخلق في نار الخيام
قل لهم،
فيما ينامون على أحلامهم،
سترى في نرجس الصحراء
في ترنيمة العود وغيم الشعر سرداً وانهدام
و ما ينهار ينهار، فما بعد العرار
غير مجهول الصحارى وتفاصيل الفرار
غير تاج الرمل مخلوعاً على أقدامنا،
والذي يبقى لنا تقرؤه عين الغبار
والذي لا ينتهي ،لا ينتهي
مثل سر الموت
والباقي لنا محض انتحار
قل هو الحب
لو لنا في جنة الأرض رواق واحد
لو لنا تفاحة الله جثونا في يديه
كلما أفضى لنا سراً ألفناه
ومجدنا له الحب
و أسرينا إليه،
قل هو الحب
كأن الله لا يحنو على غيرك
ولا في الكون مجنون سواك
لكأن الله موجود لكي يمسح حزن الناس في قلبك،
يفديك بما يجعل أسرارك في تاج الملاك
قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب يـراك
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب يـراك

verocchio
06/11/2007, 01:17
الفقد

شـغـفـت بك بما يكفي لتحرير مدينةٍ كاملة
محتلاً بك مثل عاصفةٍ في الرواق
جسدٌ يخب في الحديد بطرقٍ تـنـحت أطرافي
ما من ليلٍ إلا وكـنست كوابيسه بأهدابي
وما من شهوةٍ إلا واختلج بها الدم.
ذهبت إليك
إليـــك وأنت في مخدع الليل في خديعة النهار
إليـــك وأنت في بهجة الجسد
مأخوذاً بحديدة العسف.
كلما وضعت عليك عضواً لئلا تصيبك الوحشة
انتابتني النصال ، النصال كلـها .
و ها جسدي يكاد أن يذهب
مشغوفاً بك و أنت في الفـقد .

verocchio
06/11/2007, 01:18
فجك العميق

جرحك الوحيد الذي لي ،
هل تاجٌ يتكاسر عليه المـلوك ؟
هل نارٌ خجولـةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق
وتفضح كبرياء القراصنة ؟
جرحك هدأة الليل ،
قلت مرةً إنه واهب العاصفة .
هل أنت قبلة العاشق يغتصبها شخصٌ غائب .
هل جنة الأقاصي ،
لا يذهب إليها شخصٌ إلا وأصيب بموهبـة قلقامش
لكي يفقـد صديقـاً .
قلت مـرةً عن فحولٍ تتبادل الهجوم
وتـؤجج الجرح بنحيبها ..
فيما تحـك جنسها بحراشف الجبل
تحرسك في نزهة الليل .
الآن ، لم يعد النهار كافيـاً و لا الليــل ،
ففي كل منعطفٍ أسمع لجرحك صريخاً
مثل شبق العناصر وشغف الناسك ،
لئـلا يموت قبل الحب .
جـرحك المكنون
يسمـونه الحصن في شاهق الجبل،
هو البعيد المبذول لشهوة الأقاصي
قلت مرةً أنه لي ،
وكلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها ريشة السديم
لا تعرف البوصلة جهاتك ولا يطالك المـاء .
جـرحك جهةٌ تحـج إليها الجيوش وتتدفق فيها الأنهار
ويصاب بالفقد كل باسلٍ يتوهم النصر أو يتوسم الهزيمة .
فجـك العميق في العفة مفتـوحٌ مثل أشـداق المغفرة
تركـض إليه المخلوقـات مـأخـوذةً بشريعة الغـزو .
قيل إنك الصدر الواسع
يقبل التوبة ويأخذ إلى الغـواية .
قيل كنـز السـلاح .
عنـدما يفـر الجسد من نصـالك لا ينجـو من الذبيحة
حيث الجـرح الوحـيد المفتوح على آخره ...
مثل بهو الجحـيم .
قلـت انـه لــي ،
جـرحـك الذي تـاج المـلك و وردة الناس ،
قلـت لـي وحـدي .
هل أنت جرحٌ أم سلـة السناجب
أم نيازك مـذعـورةٌ تخدع الليل؟
من أين لك هذا التماهي وهذه التحـولات
تذهبـين إلى نـاس العرس فيصابون بالوجل .
ها أنت أجمل من يقـول
ها أنـا
أضعف من يسمـع
... و يصـدق .

verocchio
06/11/2007, 01:18
في حضرة المليكة

كنت في حاشية المليكة
أرفع ذيل قفطانها إذا مشت، وأعدل وسادة الريش لظهرها إذا استلقت على أريكة. وما إن تنظر إلى دورق النبيذ حتى أسرع ساكباً في القدح شيئاً من الروح. أصف أمامها الأواني لكي تطال أصابعها ما تشتهي، لا أدع الكأس تفرغ، وليس للخبز أن يكون عصياً على لؤلؤها الكريم.
هكذا جلست في حاشية المليكة
ترى إلي كلما رأيت. ومن بين الجمع تشير لي كي أفتح القصر للجنود ليحملوا هودجها إلى غرفة البرج الأعلى. وما إن يرتفع الهودج برشاقة الهواء، حتى تطل من بين ستائرها المسدلة وتومئ لكي أتقدم الموكب .
هكذا تقدمت حاشية المليكة
في غرفة البرج الشامخ، تصرف الجميع وتستبقيني وحيداً، وحيداً معها. تنهض من سريرها المترف وتذهب لتحكم رتاج الباب. فرأيت المليكة تفعل شيئاً بنفسها، لا أجمل من مليكةٍ تغلق باباً لتنتخب شخصاً، ولا أجمل من أن تكون أنت هو الشخص .
هكذا مع المليكة في مكانٍ
تستدير نحو النافذة لترخي الستائر، وتقترب مني واقفاً في سكرة الذهول، أكاد أموت لدورة الدم ، دمٌ يفعل فعل الرعد في الأوردة . تقترب، تقترب، العطر الملكي ينسرب في مسام توشك على التهتك في جسدٍ يستيقظ من سباته .. أو يكاد.
تأخذ بيدي وتمشي نحو سريرها الوثير :
( اجلس )
كان الصوت قادماً من الكوكب الأحمر البعيد .
جلست .
أعني رميت بجسدٍ لم يعد لي سلطانٌ عليه، فوقع في نعومةٍ تحضن مثل الريش. جلست إلى جانبي. وضعت كفها على كتفي. تحسست كمن يوقظ الملائك. وراحت تفك أزرار القميص، ثم استدارت تنظر في ظهري العاري وتمرر أصابعها النحيلة على زغبٍ مذعورٍ.
وبدت كمن يقرأ الجسد: ( كل هذي الجراح والندوب والأوسمة ؟ )
ها أنا حاشيةٌ للمليكة .. وحدي .
عاري الصدر والظهر والحواس. المليكة تضع يدها على جسدٍ ممتثلٍ أليفٍ مثل ذئبٍ يرتعش لفرط الخجل. تنـقـل يـدها حيثما تشاء ، وتسأل : (من أين .. من أين ؟ )
كيف لـلـغة أن تسعف الشقي في حضرة المليكة .
أرفع عيني معتذراً عن الصمت وهي مشغولةٌ عن الجواب. يدها تقرأ جسداً كانت لي سطوةٌ عليه. تبحث عن آثار مدنٍ كانت، كمن يدرس خريطة الكنز . تستدير نحو القناني الصغيرة المصفوفة عند سريرها، تختار واحدةً ،تفتحها، وتسكب في راحتها قطراتٍ تشع وهي تغادر زجاج الدورق، ثم
كنت حاشية المليكة وكنت لا أزال .

verocchio
06/11/2007, 01:18
السفر

أنتفض أمامه كطفلٍ مخـطوف
هل أشغـل هذه الـراحة بذهب القـلب ،
بتضـرعاتٍ تـنهـر الدم في الرأس.
مـن سيغفـر لي إن أطلقـت غبار الخيـول الوحشيـة
في هذا المـدى الفاتن ؟
ليت أحـداً لا يصدق و لا يغفـر .
ذاهبٌ ، في رفقـةٍ لها نكهـة الأوج
من يقاوم أشداق تنينٍ فاغـرٍ ؟
ليسـت نـزهـةً ،
لكأن ما أراه مـن بيـاضٍ هـو الكفـن المنتخـب .
هـل أنـا الحرف في الكلمة .
ينتابني البرق فأحـلم
أخترق الألـق بسربٍ من اللقـالـق الراعـفة
يأخذ الوجـل وقت الغابـة ومـكان المـاء
وأرشـح أكثر الأعضاء خفاءً لكنيسـة الجسـد .
كيف أقول
عن ارتعـاشة جسـدٍ في التجربة
عن الروح تبكي،
وتضطـرب مثل طفـلٍ خالجته الصـاعقـة،
يصعد في هودج اللهب
مـا الـذي تخشـاه ؟!
لست الأول ولن تكـون الأخير .
ها أنت في شـهوة السفر
مفتـوناً بأجمـل أحلامـك وأكثرها مكراً .
تـقـدم ، نعد لك الأعراس والـمراثي
نشـد أزرك ونسـنـد خاصـرتك بالسـكاكين .
تقدم ، مـا أبهـــــاك وأنـت إلـى الكتـابـة كأنك إلى القتل

verocchio
06/11/2007, 01:19
هيأت الكنوز و نامت

تظاهري بالغفلة. تنهض بك هتافات القلب. يداك في سريرة النهر. لأحلامك حرية القميص، وللطبيعة غبطة الماء. تظاهري، ودعي الموجة تكشف ترفك المكنوز. هودجٌ حاربت من أجله الشعوب. وضعتـه ونامت تحت شجرةٍ، قيل إنها نخلة الليل، وقيل إن الكواسر تعرف السر، لكنها تقصر عن ا
تظاهري بالغياب وتماهي مثل رماد الغابات : سـاكنٌ ومجنون .
ترين الساحرات تـخرج عن رزانتها وتـهجوك بسلالٍ مفعمةٍ بالرغبة. ما عليك إلا أن تعلني المدن المكتظة بمكيدة النوم،لتشهدي الدماء تطفر من الأنياب والمخالب مثل صمت البراكين. تظاهري بالنوم، تستفرد بك الكوابيس كأنك ذاكرة المخبأ، تنتقلين مثل اللون الحائل من خرقةٍ إ
هيئي الكنز وتظاهري بالنوم .. ونامي

verocchio
06/11/2007, 01:19
وضعت لك المحبة

مصغٍ لك منذ الكتب و أنت لا تقولين
شهقت إليك مثل الطفولة، بحاجةٍ لمن يسمع صمتي. أنا سيد الإصغاء احتجت لمن يبادلني الصمت. فتحت شرفةً وملأت رئتي بنعمة الريح، هواءٌ تتقافز فيه الأسماك وتتخلله أعشابٌ وجنياتٌ، تنفست بعمق البحر والغريق. وحيداً كنت مع انتظارك وما اكتفيت. كيف يعجز شخصٌ، يزعم الكتا
دخلت القلعة، تغلغلت في غرفة النقوش المزخرفة بموتى مازالوا يحكمون، كنت هناك تفسدين هيبتهم. وحين استدرت خارجاً سمعت ناياً يشبه صوتك يستمهلني، فالتفت لأرى ما لا يـرى وما هو غير موجود. رأيتك هناك، تجلسين في غفلة الأرض، تغزلين ابتسامةً لمديح المراثي. كنت تشبهي
وحيدٌ ، وأنت لا تذهبين و لا تأتين.
أحسنت الإصغاء ، وأنت لا تقولين الكلام لوحشة القلب.
ماذا تريدين مني ؟
وضعت لك المحبة في كل حجرٍ بقلعة الملك.
محبة تكسر الليل وتـغوي نهاراً يتأخر،
فيما نتمرغ في وردة النوم .
بعيدةٌ . تملأين غرفة الليل بطيفك الشريد
وتهملين الأحلام شاغرةً بك .
وحيداً، أصغيت حتى تجرحت حنجرتي مثل ذئبٍ يفتن الغريب
و أنت في ازدهارٍ لا يهدأ
كحجرٍ يطير كلما كتبت فيه إسماً يخفيك .
يا أبعد من الغابة و أكثر كثافةً من الغيوم .

verocchio
06/11/2007, 01:19
يسافر و يسهر



يـؤثث طريقه بأشباحٍ في رهافة الريح. حوذي يغتاظ لضراوة الغبار حول مواقع خيله. ما كان له أن يغفل عن رعشة الغريب. غريبٌ سهر الليل يملأ الأفق أحلاماً ومناديل. بينه وبين الطريق بوصلةٌ ثملةٌ وأسرى مجللون بالبياض. حوذي يسأم لامبالاة الفرس بغرتها الشقراء، وتلويحة
2
أيها الحوذي الأرعن، تعرف غوايةً تتوغل في شراكها. شبحٌ تائهٌ يشخص نحو الأفق المشحون بغبار الطلع. بينك وبين الخيل أكثر من الرفقة وأقل قليلاً من السلالة. معقودٌ في أسمالك الشعر، وترفل في خطر شامل. وصفوا لك جادة الطريق لتبدو لك المجرة، وأنت لا تغادر بهوك المس
لم نكن لك المكان .
يا حوذينا الجميل، إرفق بنا ولا تذهب أكثر مما فعلت.
ليس ثمة سفيرة في انتظار خيولك غير هذه القلوب المرتعشة، تأكل منك الغربة ووحشة الطريق. فأرخ لخيولك قليلاً واصغ لزفيرنا المكتوم.
نفوز بك ليلاً واحداً، ونموت

verocchio
06/11/2007, 01:20
الغريب

أيها الغريب
هذا نهارك المشحون بالعمل والمكتشفات .
في أصابعك شهوة الباب
أنت الواحد القليل،
تتـكاثر كلما دلفت في رواقٍ يأخذك إلى سرادق الجسد،
حيث الذخائر يخبئها لك شخصٌ
لا تعرفه لا يعرفك
وبينكما ألف عرسٍ و ألف جرس
بينكما حرية الهواء :
عضلةٌ مفتولةٌ في الليل مقتولةٌ في النهار .
أيها الغريب
تلك الصخرة المشتعلة في الأعالي
منذورةٌ لكتفٍ ما
شخصٌ للوحشة شخصٌ لقرينها .
جسارة الحلم لك ولك احتضان الصخرة
أيها الشاحب المشرد الوحيد .

verocchio
06/11/2007, 01:20
راهبات في غفلة الكاهن
افتح صندوقك الذهبي، واسكب الجرار على آخرها.
دع الأرض تنتشي ببسالة نبيذك
سحرٌ سرقته لك راهبات الدير في غفلة الكاهن .
أطلق الدنان
كل دن من هذا جديرٌ بغيبوبةٍ مكتظةٍ مثل ثدي الثاكل
سترى صعيد الأرض مفتوناً بشقائق الغموض وهي تتفصـد من الروح
كأنها الدم الخفيف بين الصمت والكلام .
افتح بهوك الوثير وانظر إلى السماء
كأنها السرادق كأنـك الملك
لتدخل هذا الأفق ولتشمخ بحلمك ،
تطلقه مثل غرة الفرس،
لتمشط جبينك طينة الغيم وتصاب بغابةٍ تحرس الليل .
أن تبذل جسدك لمهب الفضة،
تمتزج باللثغة المسكرة الطالعة في رائحةٍ مسكونةٍ بموهبة الشمس
مــــاءٌ ، ما إن يندفق حتى تصيبه جمرة الكتابة .
قـيل إنها تميمة الوحش
دمٌ
بلا هـــــوادةٍ
نـصٌ
أن تذهب إليه ،
أن تفض ذهبك المختوم ونبيذك المكبوت
وتبالغ في الشهوة .
اسكب وليكن جسدك القدح
و روحـك الخمـرة الشريفة

verocchio
06/11/2007, 01:21
وحيدة البحر


دعـوها ،
هذه الوحيدة في البحر
تأخذنا لجرحهـا الفاتك، وتعطي غرورها بهجة الأشرعـة
الوحـيدة في البحر
كأن المراكب لا ترى الأفـق إلا موصـولاً بهـا.
دعــوها
تسـورها شهامة الأسمـاك
وتفخر بها الصواري المنـتـورة مثل رسائل الماء .
لأجلـها بجـلت زعفـران الأقاصي
مدحت الأبيض لينسـاب مثل غنج الساحرات
وهـن يخلعن الفتنـة على السفن.
آخيـت حجـر المينـاء
وصليت لأجلهـا ، الوحيـدة في البحــر
تضـرعت أن تظل وحيدةً تكسر الريح
وتعيد لموج الهجـوم خيولها الجامحة
لتظل وحيدةً مثل حصنٍ .
لكنها تبذلت أمام مبعوث السماسرة
لــهـت بصـرير المصارف
وخـذلت بسالة النوارس متكاسرةً
وهي تمسك ذيل فسطانها الأزرق.
تلك الوحيـدة في البحـر
دعـوها
وحـيدةً في البحـر
لعـلها في التــرك تـرأف بطفلـها الشارد الوحيـد .
2
وحيـدةٌ في البحـر
تنساني وتتذكر المستقبل وتلهـو
فيما أبتـكر شهـوة السـفر والمغامـرات
لأجلـها،
أعـطي دمـي لجـنون المـوج
لأجلها، الوحيدة في البحـر
لأجلهـا
تحـاجـزت في حديدٍ مـترفٍ
وفتحـت أعضـائي على النـار
لئلا ينتابهـا الغزو ، لئـلا تصـاب بالحجر.
لكنهـا رقصـت مثل البجعـة المغـدورة
لا البحـر لهـا و لا البحـيرة
أقـول لهـا تسمـع و تـرى و لا تقـول .
منحتها القلب تمـرغه في طـين الخنادق
وتقيس الأصفـاد على مرفقـي وتلهـو
منحتها جـسـدي تجـرجره من قتلٍ إلى قـبرٍ إلى مقصـلة
وهـا أنا قاب قـوسين من الفـقـد
وهى تلهـو بي وحيـد القـلب والجسـد والشفتـين .
أحسنـت لها المديح ، لعلها تمنحني الرثاء.
ستذكـرني في نسيانها ... وحيـداً
شحــذته المعارك وغـرر بـه الـولـع.
أخــيراً ،
أخـيراً حيث لا يكون الوحيـد موجـوداً
وليس في البحر قرصـانٌ تـكاتبـه
ليسـعفها بغـارته الأخـيرة ..
وحـــيداً في البحــر

verocchio
06/11/2007, 01:21
منذ بنات آوى

بنات آوى الجميلات، يجلسن في خديعة البهو، يؤوين الهارب والمشرد والغريب. أطوف بوهج الشهوة وقميص الأخلاط، لتطمئن لصفاتي مليكة الليل. انتظارٌ غامضٌ في عزلة الذهب وخاتمة الأحلام، وليس لليأس أن يدرك أدواتي. فبنات آوى ضالة المفؤودين وجنة الوحيد. قيل إني مبعوث ال
وها أنا أحصي الجراء وأداعبها متوهماً أنها انتصاراتي .
بنات آوى المتماريات، يتقمصن العفة ويظهرن سكينةً يفزع لها القلب ،لكي يحسن المارة التدلـه بهن. بينهن وبين الحيوان شبهة الدواجن وشهية البذخ.
أصابني ما ينتاب الذئب في حضرة المليكة :
دهشةٌ في الشرايين،
بهجةٌ في غرفة الذاكرة،
واستحواذٌ مثل سحرٍ يذهب بالضحية.
من الماكث في سرير المشبوقة وهي تذرع المسافة بين النوم والمـلاك، من الصارم باسل الجسد بهي السمت يغزو ويغتر، فيختلط على التائه ماء الأفق بزئبق السراب. وضعت أعضائي في اللذة الضارية وتبذلت للبراثن ظناً أنها الحرير. تقدمت كتيبة الفرسان كي أفوز بوردة المليكة، و
طاردني الخالق والمخلوق، حتى وصلت منهك العضل فائض الجزع واضعاً جسدي في شرفة الشنق مكتشفاً أنني لم أذهب طول هذا الليل أبعد من حياةٍ مليئةٍ باللبونات. بنات آوى، وصيفات ذئبة الملوك، بنات آوى بهياتٌ جميلات الطلعة، يدخلن علي ويأوين عندي ويفزعنني ويفطرن قلبي مخد
لم يكن إلا أن أصدق ليل السرد ليغمر أخلاطي في توتر القوس، أهجو مغامرة النحل مادحاً زفير العسل .
لماذا الآن فقط تفتحون في وجهي الكتب وتندفعون نحوي، كما لو أنني القتيل الوحيد مرتداً في حضرة الدم. تتصاعد الرائحة الزكية من قرمز الروح كلما تدفق وحل المرافعات، تنصبون قضاتكم ومحاكمكم المبجلة، وأكون قد أكملت سخريتي من النطق السامي .
لستم أقل توغلاً في الدم . أنا من أعطى جسده لبهجة الكشف، وأعلن ذلك جهراً كأنه يضاهي جنة الأوج، كنتم تنسجون الشراك في عتمة البهو، وتدفعون بأحفادي في ليلٍ مؤثثٍ بالوحشة، حيث القبر لا يتسع لأكثر من فريسةٍ واحدةٍ وجنازةٍ راكضةٍ في سريرها الأخير. فــر بي الشك م
الآن تدركون آثار دمي وتطلقون على جثماني نشيد المذلـة.
الآن، تسمون لكل صاريةٍ مرفأ، وترشحون أحلامي لحشراتكم النحاسية.
الآن .
كيف تنقذون مـأتماً بمعدن الذبيحة، تتفادون حريق السفن منتظرةً مرصودةً بكلاب البحر ، تقفز، وتحرس السواحل .
قيل لي ذات سفرٍ : نعـلمك الغرق قبل البحر .
وكنت أطفر في زئبق الحلم. أرى إلى البحر،
أغادره، لأعود إليه بوهم النزهة .
مرثاةٌ ماثلةٌ،
لست إلا شبحاً تائهاً.
كابرت لئلا أبدو في صورة العراف الأعمى. الآن يحلو لكم أن تطرحوا صوت الجبانات. تباهون بالكوابيس والكوارث التي تغرغر بها جسدي الليل كلـه.
آن لكم أن تصعدوا بأبصاركم أكثر فأكثر.
أطلع من السهوب في قطيعٍ من الوعول
معلناً أنها انتقاماتي.
أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم .
معلناً أنها انتقاماتي.
أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم .

verocchio
06/11/2007, 01:21
سورة التل

للجسد صريخٌ يسمعه المارة بقرب التل. زعترٌ يتقصف تحت حوافر جيادٍ محاصرةٍ بالنيران. تتعثر أقدام الناس وتستيقظ في أكبادهم المواقد. فيبطئ الرجال في عبورهم .لينالوا هياجاً يدخرونه لرماد خامدٍ راكـمته سنواتٌ من وهدة الأمل. تتخفى النساء وراء الأكمات المحيطة بالت
جنسٌ له رائحة الطلع. مشى الأحفاد إليه يلوذون من تأود الأرض. مشوا يحملون أمتعةً من خرقٍ وقلاداتٍ من عظم الحيوانات اليابسة وأحشاء طيورٍ منقوعةٍ في رخو القواقع. مشوا، ترشح أطرافهم بالتعاويذ وحشرجات الحروب. جاءوا يصطرعون في شباكٍ منسوجةٍ بولع القناصين .
قيل لهم : تستريحون من السعي.
فألقوا بأكياسهم المتهرئة لفرط ما شرشتها التضاريس . أحفادٌ وضعوا كواهلهم المتعبة على أصول الأشجار، وراحوا يرسمون هندسة التل، يمنحونه جيوباً سريةً مشمولةً بالكبريت. أقبيةٌ خفرتها يقظة الحيوان، مخلوقاتٌ مشحوذة المخيلة، تطلق أخلاطها في رؤوس الطرائد القادمة من
آه
كأنه يسمع، كأنه يرى،
كان الجنس يتلاطم ويتبركن.
والنساء وراء ألأكمات يرقبن شهيق التـل شاهداً لهن .
يسحلن مكامنهن الخفية بالكمـأ ونتوءات الحجر
آه
>أيها التل الفاحش، تتبذل في شرفاتك ذوات الريش وفتوة الفحول وسارقات الزنابق. يا تلـنا، يا مهماز الأرض، أيها الندبة المبجلة في الكتب، أيها الألم، ألم تجد في شهامة الرصاص فسحةً تختبر فيها فصاحة الزعتر والزعفران وبهجة اللغة ونبيذ المعنى.
آه
منذورٌ لغفلة الوحش وكسل الأساطير. تسمع الوصايا يلهج بها الأسلاف، وترى كيف اهتبل الأحفاد تلك الغفلة وذلك الكسل، وتكاسروا على مداخل البحر
آه
لست الوعل الوحيد الذي اعوجت قرونه وتحرق وبـره وأصابت القروح أطرافه وإليتيه لفرط العراك. وعولٌ كثيرةٌ تحرس التل. لماذا طاب لكم أن تستفردوا بي، وتتناهبوا دمي وتطأوا جثماني المنتظر. ألم تكن الشرفات مكتظةً بكم وقت كانت جهنم لا تكف عن الدفع بمبعوثيها لشتى المه
تارةً لكي نساوم على ماءٍ في النهر أو ماءٍ في القدح
وتارةً لكي نمدح الخازوق ونتضرع للضريح .
وعولٌ كثيرةٌ تأرجحت في متاهة الحروب المتناسلة
لماذا أنا دون القتلى.
لا يلتفت التل للهزل الدائر. ينحني على الجميع ويحضنهم بحنانه الوسيع، لئلا يقال إن تلاً وقوراً مثله يسهو عن أطفاله ومريديه. ها هو، في بهجة الجغرافيا، يمد يده في جيبه السرية ليفتح ذاكرة التفاح
ِ
آه
هل أنت هكذا دوماً في الملمات ،
تحسن اللهو وتتبادل المرايا مع مريديك حتى الإنتشاء؟
إذن ، ما الذي أبقيت للنادل أيها التل الثمل ؟
لا يحلو لك التهتـك إلا ساعة يتهدج الجسد المرضوض تحت الغزو.
ألم أقل إن هناك من يستحق، أكثر مني، الوقوف أمام امتحان الفلك ومشارط النطاسين. فلـم كل هذا الهياج الفاجر يتصاعد مثل نحيب المرأة المشبوقة، في حين يصطرع الغزاة وحرس التل في ضراوة من يتلو صلاة القتلى.
أيها التل، ساعدني لكي أتذكر أسماء الذين ابتردوا في نارك، لكي أنسج لكل منهم كوفيةً إذا كان حيـاً وكفناً إذا مـــات .
ســاعدني ،
فهذا دخانٌ باطشٌ يمنع الخلايا من تبادل الأدوار .

verocchio
06/11/2007, 01:22
مديح النيران

باسلون في مديح النيران. كل موجةٍ من الوقت الناصع نسميها رقعة القتال. نغفل عن شاهق الجمر. نتخبط في فضة الذهب. ملطخون بالعناصر وريش الضحايا. كل مخيمٍ يمنحنا أسماله لنطمئن ونثق. والحوافر تبذر قمحها الفاسد في طين الناس. موغلـون في المذبحـة، نتشبث بزهرة الليمـ
نرثي ونمدح .
لنـا دلالة الحـزن ، والـدم درجٌ لمراراتنا
لا النـيران تغسل القميص
لا الذئاب تألف الجـب
لا البحر يسعـف السفن ولسنا للنسيان .
باسلون
سـواعدنا رهينـة الكتـب، و لأحفادنـا مـوهبـة الندم .
يقـذفوننـا بالأحصـنة فنظن أنها هـدية العذاب الصـديق.
أطفالٌ يرفعون أسمالهم في طليعة أصواتنـا. يقتحمـون الطريق الملكيـة، فنشعر بدبيـب الوحـوش في زفيرنا، فيما نرقب صافنـاتٍ عوجتـها الإنتظارات، لم تـزل في هيبـة الغيـاب.
باســلون حولـنا جوقةٌ تعزف البراكين
كـمن يغـري الجسد بأكـثر النصال رشاقةً و رأفــة.
وكلمـا تصـاعد القتـل في مكانٍ ، صار الجسد ملـيـك المجابـهات، سيد التجلي :
الجســــــد / حـديدٌ طري تستفرد به دماثة المليكة
الجســــــد / حنينٌ يأخذ شكل الحروف
الجســــــد / حـبٌ يتلاشى في زئبق الندم
الجســــــد / حـالة الـذهب في مديـح النـيران
الجســــــد / حيـلة الطـين لئلا ينجو من المــاء
الجســــــد / ذبيحة الجســـد

verocchio
06/11/2007, 01:22
قضاء
لا أعرف كيف ،
أجلس هكذا
رأسي قبعة الكون ويداي في جنون
لست متعَباً ولا حزيناً
أرى البياض أبراج الفوضى
ألمَسُ الحِبرَ وراحتي جنةُ الكلام .
حرفٌ
وتنهمر عليَّ شظايا الغيوم
مثل طرائد تقع في الكمين
لا أعرف كيف
هكذا أبدأ
أعطي جسدي لحرير المباغتات
أرخي أعضائي لهذيان النيازك
و أتبع رنين الملائك وهي تمجّد الغموض .
لا أعرف كيف
لكنني أبتهل للسّر أن يصطفيني عبداً
لحرف ينسج المرايا ويهندس الشكل
لبياض طاعن في التحول
ربما ينهض القتلى بقمصانهم الباهرة
ربما يقرعون أقداحهم ويتبادلون الأنخاب
في صباح مسكون بالضجيج
عندئذ يفقد النبيذُ جسارته
ويحاورني مثل رفيق مبلل بالسفر
و أعرف، آنذاك، أنني كنت الحلم وظل الحلم
وأنني ماء في مجرة القصيدة .

verocchio
06/11/2007, 01:23
ذاكرة

كأنك طفل
تهب الموت لتنجو من جسد يرث الأنصال
كأن الأطفال يهيمون
تغوي الجرحى برهيف الخنجر
هل أنت كلام يكفي ؟
رفاقك في طين الله ويرتبكون
رفاقك يبكون
و أنت تسوق قطيع الهذيان
وتمنح يأسك حريات الموتى
يجدل حبل كلامك للأعناق
كأنَّ رفاق الماضي يمضون
كلامك يكفي
مثلك أجسادٌ تسأم مجدَ القتل
وتبحر نحوك
هذا الضوء يؤجج جرح الناس
و أنت تَكلمْ
شَطَّ الأصحابُ
نسوكَ كماضٍ يمضي
غطاك الغيمُ
تفزع في قمصانك أخبارٌ تهذي
مثل قناديل الماء
كأنك تَشحَبُ في جسد يقتتل الآن
كأنك مثلك
تمنح رفقتكَ الخنجرَ
كي يختبروك
كأنك مثلك تلهو .

verocchio
06/11/2007, 01:23
الأنخاب

يسير لا يعبأ ولا يكترث
خطواته طريق
وفي رأسه شغفُ النار
يرى الحسنَ ابن الهيثم هنا
يراه ساحر المرايا
يَهَبُ الضوءَ و الماءَ مملكةً ويراه
مدججاً بالبريق
زجاجة في يديه لا يعبأ ولا يكترث
وريث الطبيعة
يشفّ يخدع الأفق و المرايا
ويرسم الماء في الكأس
للرأس أن تَسكرَ
أن تكسر الكتابة
و المرايا في دورة في دوار
له الطريق خطيئة الأرض
نهرا يراه
يفضّض الجثة كي تحسنَ الحلم
و الماء زينة المرايا
يغادر النهر
يلجأ في خندق الضلالة و الضوء
هو الحسن ابن الهيثم
يغرر بالعين كي لا ترى ما تراه
طريق مكنوزة مثل طير
يسير لا يعبأ ولا يكترث
يرفع الكأس للشمس : هذه نخبكِ أيتها المليكة .

verocchio
06/11/2007, 01:23
تـآلف
.. لذلك برى خشب ناعمة
و بــرم حبلا لينا
وترك ظلهما يسقط في هدوء على الماء
ثم استند يشحذ ذاكرته
لم ينس شيئا
اعتذر لرقبته
ملّس عليها بحنان الأعزل
وأغمض عينيه
لكي يرى تلك الومضة قبل المغادرة .

verocchio
06/11/2007, 01:23
مديح

رأيته يلهج بالبيارق
جذوره في كهوف الكتب
يداه مكفولتان بغدر التوقع
يؤرخ لهزائم الحروب
ويتذكر المستقبل
قبراً
قبراً
لكنه لا يخلع دروعه
يرى البيارق تشغل المدى كغربان
فيتهلل ويبتهج
يصادف في غمرة يأسه أجنحة و توابيت
فيصعد في حبور
يرى فزاعات أحلامه تنتخب له الكفن
وتعد له المديح فيصاب بالتهّدج.

verocchio
06/11/2007, 01:24
خطيئة


أيتها النار يا مليكة الوقت
أين أخبئك
و الهشيم سيد المكان ؟

verocchio
06/11/2007, 01:24
انهيار

دعوه بلا رأفةٍ
خَلّوه ينهار وحيدا
هذا الهيكل المكابر ، ضحية التركات
لتتهاوى أفاريزه العاجية
تحت سنابك العاصفة وبهجة النار
لنرى مكابدته الأخيرة وهو يهذي
ولتكن القبة
- التي تستل بريقها من ضراعة السماء
و تبجح الأعالي -
أقداما لوحل الأزقة
وناقوسا في لهو القطيع.
بلا رأفة ... هذا الهيكل
لانهياره ..
لهدأة السفوح و المستنقعات
لا لهيكل جديد ،
لكن لهندسة الطبيعة وهندمة الفضاء.

verocchio
06/11/2007, 01:25
احتفال خاص

قادم من الحديقة
أعطيتها تاريخ الماء
ورأيت العشب يكفّر عن أحفاده.
زرعت بوحشتها حكايات وقصائد
عن أسرى حرب ينتظرون على شرفاتي
كي يكتمل الوقت
وينتشلوا النعناع الهائم في جسدي
كانوا موتى يحتكمون على سجادة أيامي
يفتضون بريدي
ينتهكون
يوارون
وينتظرون.
قبل قليل جئت ،
حديقة داري تكتظ بهم
يصغون إلي مأخوذين بالأخضر الذي يهبّ
مثل غزال يسوّر أعضائي
ويهيئوني للذبح .

verocchio
06/11/2007, 01:25
ابتهال

أتضرع لوعل المباغتة
أن يحزم سريري بشراك تهزم النوم
أخاف أن يجتاحني جيش وتستفردني قبيلة المستنقعات
أرغب في حمى تلهب أعضائي دون هوادة
وليس لمدخرات اليقظة أن تحرمني من جحيم المخيلة
أتضرع أن تختلج الدماء
وتفتح لها طريقا نحو القمصان و الوسائد
أتضرع إليه كي يسمعني و يراني .

verocchio
06/11/2007, 01:25
تحولات

لم تزل في هديل التآويل تهذي
وعيناك مذهولتان وحولك طين كثير
ترى رفقة يـقبلون
ترى رفقة يـقبلون
وعيناك مأخوذتان .... وتهذي.

verocchio
06/11/2007, 01:26
هناك

يتذكر زنزانته ونافذته
مثل عشق ليس للنسيان
يتهدج في قفص الحرية :
يا لهنـــاك
حيث الأفق اللامتناهي يشمل رعاياه بالغيم
كأن الحرية كانت هناك
شاسعة و مشتهاة
يباهي بها الحياة
لم تكن سلطة تطاله و لا يـد عليه
رهيفاً مثل شفرة الوقت
صارماً مثل برقٍ
شاهقاً كشموخ الآلهة
يداه في حرية الخلق
يمنح أحلامه اللغة
يرأف بمخلوقاته ويصطفيها
يــــا لهنــــاك
حرياته القادرة بدأت من هنــــاك
وهنا .. يلزم البحث عن قرائن .

verocchio
06/11/2007, 01:26
مساء الحجر

بغتة يستفز الحجر ذاكرة الهدم
فللأزاميل سطوة البريق
وليس أمام النتوءات غير المدائح
غير عجينة الاندياح وعتمة المتاحف
هذا حجر يخلع السواد
و كلما ارتد الحديد
قلت إن للبيت وقتا يتخرّب فيه
ويركض سكانه مثل ثكلى النمور
كلما بدأ القصف أسلمت وجهي لتيه
سيرأف بي
مرة يستعيد الحجر مرة يستعاد
و الأزاميل تنداح مثل المراكب
أيقنت ..للبيت رب يخرّبه في مساء الحجر

verocchio
06/11/2007, 01:26
استجواب

ليست لدي أجوبة للريح التي تخلع الباب
لدي شهوات تغرق نفسها في النوم
وفي نسياني يقدر الماء أن يتمرأى
وتقدر الشجرة أن تبرأ من عادة الغصون
وترسل أوراقها في بريد المساء .
أيتها الريح الصبورة
خذي نشارة الباب واذهبي .
لا أجوبة لدي
هنا أرانب مذعورة تهطل في البياض
مثلما تهطل اللذة في الجسد

verocchio
06/11/2007, 01:26
المبارزات

و أنت يا مجنون الأحلام
يا مفتدى الصبايا وشقيق الذبيحة
يا جنس التآلفات
و القوي المأخوذ بطبيعة الفتوى
تستوقفُ القوافل في جسارة
وتجرِّدُها من الطريق و الخرائط
ماذا لديك الآن بعد التجربة
ماذا سيبقى في يديك من عجينة المغامرة
و غبطة الأوج
و أي قلعة ستفتديك ،
من سَيَفْهَمُ المبارزات في كتابك الأخير
يا كشيفَ الجُرح و المعصم و المجادلات.
ماذا فعلت بالأرغن ِّ،
منذ لحظة ترفل في الإيقاع
ها أنت مثل ساحل يأتي إليك البحر
تمعن في الملابسات
هل يداك في ذهول الأفق
أم يداك في الهلاك
قل لنا يا أنت ما الذي تراه من هناك ؟