-
عرض كامل الموضوع : قاسم حداد
صفحات :
1
2
3
4
[
5]
6
7
8
verocchio
01/11/2007, 23:37
أنا، الذئب الذاهب في ليل الملجأ، خديع الخبرة، شاغل النيران، مشعل الفتن، متعهد الهشيم، جامح الدم، متجهم القلب، خدين الشياطين.
ضبع يولغ دماء القتلى بأشفار مرتعشة شبقا وأنيابه تكزّ على عظم الجثة، كما يخلع نبي قميصه المهتوك.
جدير بكل ما تقدرون عليه من الفتك،
ولتكن حرياتكم راية الإنتقامات.
72
أنا، هدف القناصين، طاشت روحي بين أياديكم، تعفـون ولا يليق بكم. أنتم أعذار القتلى، خطاياكم أكثر من براءة الطفل. ليس لكم أن تبالغوا بيد ترتجف وهي في مقبض المعول المثلوم بصدأ عتيق كنبيذ فاض بي ولم يحتمل الصبر في نزيف يذبح الخلايا.
يوشك الليل أن يصير كفنا يرأف بالمتلعثم أمام الحب، المبتهج بنحيب المحتضرين، المتأرجف برهاب النصل من جهات جمـة.
آن السفر
آن السفر،
ولا رجوع.
لم يعد في الفضاء هواء لكي تأخذ الجثة شهقة.
ولتكن منكن الوصيفات لهودج الليل.
ولتكن منكن شديدات البأس،
ليأتي الحداد من الأقاصي.
ولتكن منكن النائحات يدفعن،بفرح دفين، جثمانا يذهب.
73
يعوي في السهوب :
سأذهب، لكي يعرفوا أنني جئت.
***
انتحاب
كنا نغني حول غربتنا الوحيدة
كالعذارى في انتحاب الليل.
كنا نترك النسيان يأخذنا على مهل
لئلا نفقد السلوى.. ونذكر..
أن عشاقا لنا كانوا هنا
واستأثروا بالفـقـد
سابونا على أوهامنا و تقلصوا عنا
و أهدونا إلى أسلافنا،
لو أنهم
لو أن عشاقا على ميزانهم مالوا قليلا
أو تمادوا في تغزلهم بعذراواتنا، أو بالغوا
لو أنهم جاءوا قبيل الماء،
أفشينا لهم أسرارنا،
كنا توضئنا لهم بالنرجس الناري
لو جاءت رسائلهم لنا كنا قرأنا سورة الرمان
سورنا بلادا بالتراتيل،
إنتخبنا بهجة أخرى،
وكنا زينة في الليل، كي لا تخطئ النيران
كي تغوي العذارى شهوة الأحلام
توقظ فتنة من نومها.
لو أنهم ماتوا قليلا قبلنا..
كنا تمهلنا قبيل الموت
أو كنا قـتلنا بعضنا،
كنا مكثنا في خطايانا
و أجلنا مكاشفة العدو لعله يعفو
و يذبحنا برفق
علنا نخفي عن الجيران شهقتنا
نكابر،
ننتحي في ركن خارطة و ننسى هجرة
و نغض طرفا عن منافينا و ننكر جرحنا
كنا تشنجنا على أكبادنا
كنا كتمنا،
لم نكابد غبطة العشاق
لم نفتح كتابا فاتنا في الحب
أو كنا قنعنا بالخسارة كلها
لو أنهم ..... *
مديح اليأس
لم تكن أخطاؤنا أغلى من الأبناء
كابرنا لكي نخفي هوانا عن معذبنا
مدحنا يأسنا، متنا
وسمينا اختلاج الروح تفسيرا،
تقمصنا الهواء.
لم تكن أخطاؤنا أغلى
تماهينا، شحذنا نعشنا،
وسمينا هوانا كاسر النسيان
أسرفنا و أرخينا مراثينا
لئلا يعرف القتلى طريق الموت
..ـ ــئلا تشفق الرؤيا على أخطائنا.
لم ينتخبنا سيـد، لا نغفر الأسماء،
لم نحضر دروس النحو،
لم نعرف مكانا آمنا للحب. *
جمرة الفقدان
ماذا سيبقى عندما تنهال جمرتنا الخفية في هواء الليل
ماذا يختفي فينا
وهذا ماؤنا الدموي يستعصي
وطير الروح ينتظر احتمالا واحدا للموت.
***
هل نـمشي على ليل الحرير لجنة تهوي
ونمدح بالمراثي،
ربما ينهار أسرانا على تذكارهم و نؤجل الأسلاف،
هل نمنا طويلا كي نجرب موتـنا
فينالنا، ... ويؤلف الأشياء ثانية.
فماذا ينتهي فينا ويبدأ
عندما تبقى بقايانا على باب المساء
وتصطفينا شهوة المكبوت
أو ماذا سنقرأ في المرايا
هل نؤثث سورة الفتوى بتفسير يكافؤنا على الأخطاء.
لو كنا عرفنا جمرة الفقدان
( وهي علامة الشكوى )
ستمدح موتنا.. متنا
لئلا ننثني شغفا
فنشهق في اندلاع الحب
يذبحنا ويلهو في شظايانا.
***
هنا وهم سينقذنا من الأحلام ،
نحن شهوة الفردوس
نهذي في جحيم غير مكتمل
لكي نسهو عن المكبوت و الرغبوت.
لو فيروز توقظ ماءنا ...
... كنا توضئنا لئلا ننتهي
يا منتهانا
هل سرى ترياقنا فينا
فأدركنا مرارتنا و أوشكنا على ندم
فقدنا منحنى أحلامنا في الوهم
قلنا شعرنا كي يفضح المعنى
ويغفر أجمل الأخطاء.
ولو قلب لنا أغفى على كراسة الأسماء،
لم تكمل أغانينا
بكينا حسرة وتماهت الذكرى مع النسيان،
أو كنا مـزجنا ليل قتلانا بماء النوم
لم نهمل قصائدنا على ماض لنا
متنا قليلا و انتهينا في البداية
لم نؤجل سرنا
كنا انتحرنا قبل قتلانا
و أخطأنا كما نهوى
فلا ماء سيرثينا و لا نار ستمدحنا.
***
جئ لنا واذهب إلينا
ذلك الباب الموارب
غير مكترث بوحشـتنا الغريبة
وهي تهتف في النوافذ و اصطخاب الروح.
يا الباب الموارب غير مكترث
تواضع بـرهة و ارأف و صدقنا قليلا،
أيها الباب الموارب غير مكترث بنا
اغفر لنا و اسأل وصادقنا قليلا.
هل تمادينا وبالـغنا بحبك كل هذا الليل
كي يأتي عليك الوقت تنسانا
و تبقى موصدا .
نغفو على أشلائنا،
نحن الذين انتابنا ماء العناق
وساعة الرؤيا
و أنت موارب،
قمصاننا مثقوبة و يداك في وحشية النسيان تمحونا.
لماذا وحدنا قمصاننا مثقوبة بالقلب
هل نهفو إليك و أنت في غيبوبة الرؤيا
ترانا دون أن تحنو علي ما ينتهي فينا.
أيها الباب الموارب
أيها المرصود و العشاق ينتظرون في بهو المسافة
قـل لنا واغضب علينا
و امتحن و اعصف بنا واشفق علينا
إنما لا تعتذر عنا أمام الناس
يا باب النجاة و منتهى أسرارنا
افتح لنا و انظر
و لا تغفل و لا تقسو علينا
أيها الباب الموارب..
جئ لنا.. و اذهب إلينا.
verocchio
01/11/2007, 23:38
ليل الموت اليافع
على رقعة سوداء
يكتب الشاعر كلماته
بسواد القلب
فمن يقرأ.
* أرى جسداً يجهش بالوجع
و أنت جالسة بقربة
.. تقصرين عن مضاهاته.
* ذات يوم كامل.. و بعض ليل
سوف أطوي هذا الكتاب الأليم.. و أرتاح.
* رباطة الجأش التي كنت أتحلى بها ( أو أزعمها )، لم تعد ممكنة الآن.
من الآن و صاعداً على الآخرين أن يجربوا شخصاً مذعوراً.
* باب الفناء الموارب
يدفعه الظل
تنساب منه مقاعد فارغة
و أنا في الوقوف.
* الشعر ليس سوى شبق مكبوت
يحلم أن يصير حباً مكتوباً.
* تحرن في منعطفات النص
تريد أن تنتخب مزيداً من الأقداح
لشعوب تتدافع على المداخل،
وعواصم تتداعى في اكتمال المشهد.
* لا تستهينوا بالبياض
فانه يمتد من القماط حتى الكفن
و يتعثر في قلوب العشاق.. و الأعداء.
* إذا كان ثمة من يصطف في جوقة الجوخ،
فانه ليس أنا على أية حال.
* وردة العبيد
التي لم تكن سوى
ليلة قاسم و هو في القتل.
* كنت الحالم الأخير بأن ثمة ليل و ثمة ظلام
وكنت أتهجى موتاً يافعاً.
verocchio
01/11/2007, 23:38
أشخاص
شخص /1
الكلمات صديقات له
والحروف أصدقاء ،
والموسيقى تشطح وتشط ،
وهو يؤآلف بين الكائنات
بمهارة القندس
شخص /2
تعالي نجعل الليل نهار الرؤية،
ونمنح لكلماتنا طبيعة الطير،
لنرى كائنات مبهورة تهرب إلى أحلامنا
شخص /3
بكيت ،
كنت في دم يرتجف
مثل جناج ، مثل أرجوحه
بكيت ،
كنت جنة البكاء،
هتفت .. يا الله لو ساعة ،
تسمح لي , مسحت كل الدماء ،
جعلت شمس الناس مفتوحه
شخص /4
رأيتني في هيئة القتلى
أو سميتني ، وسمعت أسمائي
رأيتني في غيمة كسلى
كأنني ضيعت أشيائي
شخص /5
تنشغل بك النساء عن النوم لفرط وسامتك ،
تتفلت من كنيسة المساء ومحراب العتمة
تتزوج الجرار المكتظة بنبيذ غفلت عنه السنوات
شخص /6
جالسة في وردة الصباح
مليكة في وحشة الوحدة
هتفت يا الله .. لوساعة
تسمح لي .. مسحت كل الجراح
عن قلبها ،
وصرت قلب الحب و الوردة
شخص /7
مغمور بترف الصداقة
الموت .. و قرينه
شخص /8
فاتحا للتآويل أرجاء روحي
وفي دمي تنتحب الشعوب ،
..قصيدتي تركض مذعورة
قلبي لها .. تتبعها القلوب
شخص /9
يسمع الشتاء في الخارج،
ولديه من الوقت ما يكفي لتسعة كتب وثلاثين تبغا ،
ونصوص كثيرة لم يحن أوانها بعد
وللشتاء أن يظل في الخارج
verocchio
01/11/2007, 23:38
ليل الأسرى
جاء لنا ليل زاخر بالأسرى
انتظرناه طوال النهار
حتى إذا ما اندلع
فتحنا له النوافذ لكي يدخل
يدخل ويوزع أسراه
في مقاعدنا الشاغرة
في غرفنا المؤثثة بالحسرة و الإنتظارات
كنا ننتظره بالقرائن
.في سنوات النهار الطويل
الأسرى يتلعثمون على المقاعد التائهة
في أرجاء البيت
ونحن نحاول تفسيرهم بالكتب
.و المحابر و خزانة التبغ
مألوفون في المرايا
يتفل - تون من صورهم المفقودة
لكننا لا نفهم ظلالهم
لم نصادف أسرى مذعورين من قبل
ولم تعرف أصابعنا أرغنا يحتدم عاجه
بمثل هذه النيازك من قبل
وقبل هذا البكاء الموصد على أحداقنا
.لم نتوقع ليلا زاخرا بالندم
verocchio
01/11/2007, 23:39
قالت الشمس لي
( 1 )
المحكوم بالإعدام، يعدل ياقة قميصه الأزرق، في طريقه إلى الموت. و يفتر ثغره عن ابتسامة وهو يجسّ الزرقة الكثيفة تنعش جسد يرتعش. ثم يتمتم : هذا لون لا يصلح لمناسبة كهذه، فهو يشي بتفائل عاقر.
(2 )
للمدينة نحيب ينفجر في منتصف كل ليل.
فتفزع الأرواح شاردة من البشر و الحجر باحثة عن مكان آمن.
ليست المدينة مكان آمن للموت.
في المدينة مكان ضارب في الحمرة
حمرة تزعم أنها زرقة تشيّع الذاهبين إلى الموت.
ثمة علاقة فاتنة بين حمرة الخجل التي لا يعرفها طغاة المدينة
وزرقة القلب مصقولة بنحيب ليلي يؤنس وحشة ذاهب إلى الموت.
( 3 )
يتدرب المذعورون على الخوف
فتطمئن قلوبهم لحفيف خفيف يشبه الحبل وهو يحز الأعضاء.
اعتبر المذعورون أن في ذلك من الحكمة ما يجعل المدينة
أكثر رأفة من قبر فاغر أشداقه مستقبلاً كتيبة القمصان الزرق.
(4)
ثمة شخص يصقل بزته العسكرية ببواقي المعارك التي خسرها.
ثمة نفس الشخص يعد بمزيد من المعارك المخسورة،
لئلا تبهت بزته وتفقد مجد القتل.
( 5 )
جنون يسوّر المدينة لكونها تدرك موتها الوشيك.
المدينة التي أمضت عمرها الطويل تعلن على الملأ أنها المدينة العاقلة.
كيف تنقذ مدينة مصدومة بالحقيقة الوحيدة
أنها مجبولة من الجنون، وأنها على شفير هلاك بفضل الحكماء من أهلها، أولئك الذين سهروا يطحنون عقل الحكم حتى فرط.
(6)
سوف يتذكر المستقبل أن بشراً بالغوا في الحلم لكي يطلع عليهم نهار واحد صريح وحر وكريم وغير مذعور.
وسوف يتذكر المستقبل أيضاً أن من بين هؤلاء رهط بذلوا العمر لئلا ينال العطب الروح من داخلها، وقد فعلوا ذلك بلا شمس ومن غير أمل.
وسوف يتذكر المستقبل خصوصاً أن النوم الكثيف الذي كان ملجأ الجائع والجاهل، كان ليلاً رؤفاً زاخراً بالأحلام التي تستعصي على الحصر والحصار.
(7)
قالت الشمسُ لي ضمّني
واسقني ماء زنديك
وأعبر بيَ المستحيل الأخير الذي صاغني.
قالت الشمس ،
و ارتجّ بي أنني
لم أكن قبل يومين إلا سديم الأغاني
ولم أفتح الباب كي ترتمي في فراشي شموس
ولا ينتهي في كتابي سوى النوم
قالت الشمس لي
و انتمتْ للهزيع الأخير من الأرض
حيث المدائن مذعورة سوف تركض
نحو النهار الوحيد الذي جاءني.
قالت الشمسُ لي
فانتهيتُ إلى ترجمان المعاجم
وهو الذي راقني أول النص
وهو الذي ترجم الليل لي
بالقليل من الماء
وهو الذي خانني.
قالت الشمسُ لي
ضمّني عند زندين كانا يهزّان لي هودجاً
كلما ضاقت الأرض بي
verocchio
01/11/2007, 23:40
الأسماء
سمينا نساءنا المنكسرات وراء المهود الشاغرة
المستعادات من سلالة الحروب
حارسات الأحلام
لئلا يذهب ليلنا وحيداً بلا رسائل
و لا أجنحة
سمينا لهنّ الأسماء
وعزّينا حسرتنا بصخرة المنعطف
وحيدات
لهنّ أصابع تحسن القبض على قناديل السهرة
فلا يعود لليل قرينة للغدر
ولا عذر للضغينة
نساءٌ يرسمن لكل مهدٍ غيمة من النوارس
حتى يوشك الموج على تبادل الصفات مع السفن
و البياض الشاهق
لينبعث من ريش الوسائد لثغة الطفولة
وهي تنشأ في سلالة تبتكر النشيد
لنسائنا طبيعة الجلاميد
يعلنَّ فضيحة الجبل
يقتلن الوهم وقرينه
فيتولّـه بهنَّ الرجال مفتولو الأحلام
نساءٌ
يعبرن ليلاً مخذولاً بذرائع تقصر عن النوم
النساء اللواتي يتجللن بانكساراتهن
ويصفن للرجال الكتب و التآويل وزهر الليل
يتناسلن في أرجوحة المهد
وهو يتصاعد في بخارٍ و في تمائم
يطلقن الشهقة في هامش الليل
ونشيد الجسد
فيخرج الأطفال نطفاً في ماء الطيف
ممهورين برغبات صريحة و باكرة
نساؤنا
درس البحر
وهو يرى المراكب تتقاطر مشحونة بالطيب و البهار
فينتابه الفرح
ويلذ له دفع أحجار الموانئ
لكي يتسع الأفق أمام النشيد بلثغته الفاتنة
وأجساده المشبوقة
verocchio
01/11/2007, 23:41
النص الموسيقي
( 1 )
غابة أم بشر
هذي الوجوه التي تأرجح أحداقها
في زجاج الفضاء
بهجة أم كدر.
( 2 )
تقـدم
نعـد لك الأعـراس و الـمراثـي،
تقدم
تقدم.
( 3 )
كلما وضعت عليك عضوا
لئلا تصيبك الوحشة،
انتابتني النصال،
النصال كلها.
ها جسدي يكاد أن يذهب
مشغوفا بك،
و أنت في الفـقد.
( 4 )
الوجوه، الوجوه
استعارت حيادا من الماء
استدارت لتخلع أقنعة من هواء.
الوجوه
الوجوه.
( 5 )
كأنه يسمع،
كأنه يرى.
( 6 )
يا زهـرة الناس،
كلما وضعت يدي عليك
غاصت كأنها في ريشة السديم.
جـرحك جهة
تحـج إليها الجيوش
وتتدفق فيها الأنهار،
ويصاب بالفقد
كل باسل
يتوهم النصر،
أو يتوسم الهزيمة
verocchio
01/11/2007, 23:42
( 7 )
لك النهر و شكله،
الريح وقميصها الأخير.
أخـرج من النـوم
واخرج عليه،
تصادف طرقا مسقوفة بالرعـب،
فاحرسها بزعفران المرايا.
( 8 )
لنـا دلالـة الحـزن،
والـدم درج لمراراتنـا،
لا النـيران تغسل القميص،
لا الذئاب تألف الجـب،
لا البحر يسعـف السـفن،
و لسنا للنسيان.
( 9 )
بــلادك أيها المجنـون،
سـاحة حربـك الأخرى،
خطيئتـك الجميــلة،
فانتخب أعــداءك الفرسان
قاتل وانتظر واهدأ،
فهذي وردة للكأس
سوف تقول للأطفال عـن جسـد
تماثـل واصطفى موتا
وأبكى غفلة النـيران.
( 10 )
هنيئـا للـذي يلهو به يأس
ويحرسه رمـاد غـادر
و يقول للموتـى : صـباح الليل،
يهـذي.
سـاعة الهذيان تفضح موت مـوتانـا
وتمنـح كل مـرآة خيـانتـها.
صباح الليل للموتى..
إذا ماتوا.
( 11 )
تسألنا الأرض عن العرس الذي وعدنا به،
فنتلعثم ونختلج.
أفواهنا مملوءة بالتراب،
لا نعرف هل كنا نقبل الأرض
كي تصفح عن سهونا
وغفلة قلوبنا ،
أم كنا نكبت صرخات الذعر.
verocchio
01/11/2007, 23:42
( 12 )
حوذينا الجميل،
إرفق بنا وصدقنا.
يا حوذينا الأرعن الجميل،
ليس ثمة سفيرة في انتظار خيولك،
غير هذه القلوب المرتعشة.
يا حوذينا ذو الاسم الباهر.
إرخ لخيولك قليلا،
و اصغ لزفيرنا المكتوم،
واغفر لنا كل ذلك الحب.
( 13 )
كل هذي الوجوه الصغيرة نعرفها،
واحداً واحداً
و الطيور الحبيسة مشحونة بالمرايا
وموعودة بالصور،
تأمـل ،
ستلمس غبطة أغصانها
وهي تحنو على النهر مكتظة بالشجن،
تأمـل ،
لأكتافها خصلة
سوف تبني عليها العناصر أحلامها،
واحداً واحداً.
كلما هيأ القتل والقيد أسطورة،
فـز في شمعدان الطفولة وقت الصلاة.
انتظر أيها الفارس الرخو ،
هذي الوجوه الجميلة تعرفها،
فانتظر.
( 14 )
كل هذا الهزيع الأخير من الوقت
يدعى بلادا ومستقبلا،
كله الآن يمتد مثل التراتيل.
من مات قبل الطقوس له جنة،
ومن لم يمت لا يموت.
في مهب النهارات يكبو على التل ،
هذا هو الطين
تحت العذاب.
انتظر أيها الفارس الرخو،
هدهد لأبنائك المترفين بأشلائهم،
علـهم يصبرون قليلا على الموت.
قل لأحجارهم :
إن هذا الهزيع الأخير من الوقت،
هذي الجهات الكثيرة محصورة
في هزيع من الموت،
لو يصبرون قليلا عليه
... قليلا عليه.
verocchio
01/11/2007, 23:42
( 15 )
ماذا سيبقى
عندما تنهال جمرتنا الخفية في هواء الليل
ماذا يختفي فينا،
وهذا ماؤنا الدموي يستعصي
وطير الروح
ينتظر احتمالا واحدا للموت.
كنا نغني حول غربتنا الوحيدة
كالعذارى في انتحاب الليل،
كنا نترك النسيان يأخذنا على مهل
لئلا نفقد السلوى ،
لم نعرف مكانا آمنا للحب.
لم تكن أخطاؤنا أغلى من الأبناء،
كابرنا لكي نخفي هوانا عن معذبنا
مدحنا يأسنا، متنا،
وسمينا اختلاج الروح تفسيرا،
تقمصنا الهواء.
ماذا سيبقى
عندما تنهال جمرتنا الخفية في هواء الليل
ماذا يختفي فينا،
وهذا ماؤنا الدموي يستعصي
وطير الروح
ينتظر احتمالا واحدا للموت.
( 16 )
أيها الباب الموارب غير مكترث
تواضع بـرهة و ارأف
و صدقنا قليلا،
أيها الباب الموارب غير مكترث بنا
اغفر لنا واسأل وصادقنا قليلا.
هل تمادينا وبالـغنا بحبك كل هذا الليل
كي يأتي عليك الوقت تنسانا.
نحن الذين انتابنا ماء العناق
وساعة الرؤيا
و أنت موارب.
هل نهفو إليك وأنت في غيبوبة الرؤيا
ترانا دون أن تحنو علي ما ينتهي فينا.
أيها الباب الموارب
أيها المرصود والعشاق ينتظرون،
قـل لنا واغضب علينا
و امتحن و اعصف بنا واشفق علينا
إنما لا تعتذر عنا أمام الناس.
يا باب النجاة و منتهى أسرارنا
افتح لنا و انظر
و لا تغفل و لا تقسو علينا،
أيها الباب ..
جئ لنا.. و اذهب إلينا.
verocchio
01/11/2007, 23:47
حيوان الحكمة
انتبهتُ لها
و عناصري في الأسر
كائنات تحمل النار في الهوادج
طرائد مذعورة
و اللهب يتصاعد منها مثل تيجان يفرّ بها الملوك
وتخفرها الفرسان
تركض
كأنها تسبق الطريق
كأنها تذهب إلى مكان غامض في النوم
النوم حتى ظلال الأرض المغدورة
حيوان واحد يتكرر في النسل
يتكرر في الكتب و القراءات
تلاوات تفوح منها أبخرة المنيّ
مثل طلع النخيل في الريح
و العناصر في غفلتها
لئلا ينشغل الكائن عن حمولته التي من الجحيم
طريد ، والنار في الفرو الفاضح
ويريد أن ينسى
المسافة مكفولة برسائل الذهب
بالقباب التي تحرس الدم
كأن السفر لها بيت
و المسافة مكان
حيوانات تبالغ في شهوة الفلك
وهو يحضن الكواكب
واصفاً المجرة :
مسافة من مرض الجسد
ونشاط الروح
انتبهتُ
كانت النيران في القوافل
حيوانات وئيدة لفرط العبء
و الجحيم جنة الكائ
verocchio
01/11/2007, 23:48
تحولات الفحلة
يطلق فحولته في خراب المدن
يتصاعد بالنحيب الماجن
مثل ذئب وحيد نال منه السفر
يتوغل في كلام الليل وتختبره المسافات
يسكب خمرته النبيلة في أقداح الناس
ويتصاعد بها
مترنحا ، يستثير الأبواب
حتى يجتاز حيطان الدور
مثل شبح يعبر السديم
يدخل على النساء في هيئة فحل
يعبّ الشهوة نخباً نخباً
يراود من يطالها صوته من النساء
ويمسّها بقميصه
تشبّ الشهوة في المدن
مدن تخرج من خرابها
وتمتزج برغبات الفحول المتروكة
من يقدر على صدّ فحل
لعبت به الخمرة الشريفة ؟
من يكترث بخراب يأخذ المدن ..
من يكترث بالمدن ؟
verocchio
01/11/2007, 23:48
ذئب جائع يتعفف عن الجثث
الظلام يقف هناك
وأنت تتعثر بحجر ناشز
في رصيف خباز ينعي تنوراً موحشاً
كيف يمكن احتمال خباز يرثي تنوره
في شتاءٍ حزين لفرط الطحين الغائب؟
بين أن تختبر الجوع بأمعائك
وخمسين كتاباً عن القمح
مسافة من التجربة التي تذيب الجلاميد
موغل في جحيم الطريق
فيما الدروب مكتظة بالأجساد المعروقة
و الأرواح الشريدة
فلا تدع شعور الوحشة ينالك
2
هذا ظلام واضح
يجعل الشمس الصغيرة نهاراً فاضحاً
ظلامك هذا وظلام غيرك
وليس للخباز أن يثق بأوهامك
فكل رغيف يتوهج في الذاكرة قمر يفتح الطرق
ويفضح الحلم كلما نزع إلى الوهم
3
لماذا تمنح الظلام أسماء أخرى
وتؤجل قهوتك انتظاراً لكسرة الخبز
ثمة أرغفة ساخنة في التنور
و ما عليك إلا أن تشحذ حديدتك الباردة بجمرة القلب
وتصدّق أسطورة الجوع الماثل
لستَ جائعاً ولا العطش يفري عظامك
إنه الظلام يا سيدي
verocchio
01/11/2007, 23:48
ترتجل أحلامك
فيظن الليل بك الظنون
تنتخب للظلام العناوين مضللاً القاطن و المسافر
ويطيش بك العقل كأنه الجنون
من قال لك أنك الوحيد وحده
من قال لك أنك ذئب السهول في سديم المسافة
أنت ماء شاحب ونحيب مكتوب
فارتجل ما يحلو لك من الأحلام
وليفتك الظن بهم
فلن ينالك غير ما يطيب لك
5
أنظرْ إليه
ظلام مألوف يقف هناك
مثل عدو واضح
تتعثر أقدامك بالحجر عند المنعطف
وتقام السرادق لأجل مديحك
مديح يضاهي المراثي
فلا تأخذك الرهبة مما يبهج روحك
مثلما يبغت الذئب سهلاً زاخراً بالكائنات المذعورة
فيرأف بها
ويستدير نحو منعطف آخر
كأن كل هذا الظلام لا يكفي لنحيب ذئب مثلك
6
ما أجملك أيها الذئب
جائع
وتتعفّف عن الجثث
verocchio
01/11/2007, 23:49
مـــرارات
مررنا بهم
أسرى مثل أقفاصٍ تحرس الأجنحة
يذودون عن أرواحهم بالمرارات
تحت آباطهم مفاتيح تصدأ
وفي أحداقهم ما يشبه القناديل
ضوءٌ شاحبٌ في عاصفة
لجوعهم أنينٌ مثل جوقة الكهنة
نسمع حَـكَّ الحديد في أخماص أقدامهم
مررنا بهم
فانتابنا زفير المجامر
لهم رائحة الزبد الطائش من أشداق الخيول
مجدولو الذوائب
تتدلى على أكتافهم صناجات تطردُ ذريعة الفرار
يضعون ذاكرتهم في رماد بارد
وبين أيديهم كتبٌ تتضرع لشجاعة الصلاة.
كلما قام منهم شخصٌ تساقطت أعضاؤه
مثل شجرة تسبق الخريف
ظهورهم موشومة بأشكال الساعات
بعقارب ترصدُ المواقع وتحرس المدن
مررنا بهم
يشخصون إلينا بأحداق تطلع منها طيورٌ عمياء
نكسر في وجوههم الشمس بالمرايا
فلا يرفُّ لهم جفنٌ ولا تتهدّل أهدابهم
يتفصّد الرخام من مقلهم
وينبثق كأنه الحمم
كلما ظننا لهم شكلاً
طاحَ قناعٌ لندرك قناعاً آخر خلفه
مررنا بهم
نحمل المديحَ الفادح
فإذا بالمراثي تقصرُ عن وصفهم
مصابون باحتدام الجيوش تحت جلودهم
دون أن تكفَّ دورة الدم في الزجاج
مررنا بهم
صرعى صراعاتهم
زرعوا أشلاءهم بزهرة الكباريت
فلم يدركوا غير براثن الجليد
تنغرس في عاجهم العاري
انتهبوا خريطةَ الناس
واقتتلوا عند اقتسام الأسلاب
جديرون بما يجعل الرحيل تحية البحر
وقلق السفن وقلادة المسافرين
جديرون
والوقت وشم على ميزانهم
ومن أضلاعهم يأخذ الاسطرلاب أشكاله الغامضة
مررنا بهم
يعبّون طحلباً فاسداً من قصعاتهم
ويسفّون الرملَ بلهفة العطش
يتحاجزون بمهج الناس
ويتقاذفون بالمواعين
نطرح الأسئلة عليهم
فتفوح من أفواههم الأبخرة
ويطفر الكلام بلا دلالة ولا معنى
وكلما اقتربنا من بياض أحداقهم
صفعتنا أجنحة بلهاء
تطرد الهواء لئلا يوقظ طبيعة الطير
مررنا بهم
مثلما تمر الثواكلُ على قبور المفقودين
ليسوا من القتلى
و لا يصدّون اللوعة عن أفئدة النساء
مررنا بهم
نفضحهم بذاكرة المستحيل
جمعنا لهم القرائن كي يكفّوا عن الموت
مدحنا لهم الغياب بفصاحة الصمت
كي يدركوا الفرق بين القواميس وقناديل الطريق
فلم يلتفتوا ولم يصغوا لوقع مرورنا الصاخب
كُـتبنا تتشبث بأخبارهم
وهم يتقفّصون على أنفاسهم الأخيرة.
verocchio
01/11/2007, 23:49
سلة الأسلحة
لكِ الوقت يا سيدة المنتهى
صديقاتنا الغامضات يركضن في شتائهن
مغمورات بالغيرة لفرط حضورك في كتابنا الأخير
لا يفتحن فصلاً إلا وصورتك الحميمة زينة النص
صورة تهطل على أهدابهن بغرائز هذيانك
لا ينتهين من نصٍ إلا ولغتك المهتاجة تشبُّ
مثل غبار اللذة
صديقاتنا في جنة الغيرة
مصقولات بالغيظ
خذي الوقت كله
نتهدهد بين ذراعيك يا سَلّة الأسلحة
لا مخافة من تأنيبك
ولا خشية من انحسار أرديتنا عنك
فاندياحك في ماء كلامنا ونحن نمرح في جنائـنك
يجعل غيرة صديقاتنا الغامضات أكثر غموضاً
وأكثر فصاحة من مديحنا لاستدارة فمك الباهر
كلما لمحنا أعينهن مخضلّة بمطر الضغينة
أشرفنا على إغماءةِ البهجة
فمن يعرف الغيرة غير كائنات مزدوجة المرارة
مشتبكة في اقتتال فادح
ليس في اقتسام الروح
غير قطيع من ذئاب تستبسل في الليل
وتنشب مخيلتها في جسد مغدور بالسلالات
في نهار شاسع من الكتب
يا سلة الأسلحة
خذي وقتك
خذينا من صديقات يتوشحن بغموض فاضح
خذينا
نزيّنُ السلالة بتشنج الحجر وازدهار المبارزات
بتثاؤب البروق وهي تصقل الحب مثل تاج
باصطخاب أنخابنا وهي مجللة بغيمها الأبيض
في قبة الذهب
عندها تدرك صديقاتنا الغامضات
أنك لست إلا مليكة الكتابة
تحرسين لنا السلالة من قراصنة النص
وتصدّين كتائب الغبار عن أصابعنا
لاهيةً بموهبة الخلق
و أنك لست غير دليلنا في ليل المكابدة
و قنديلنا في ليل الناس
عندها تدرك صديقاتنا المترفات
بالضغائن الحميمة
أن غيرتهنَّ موجٌ يسعف سفينتنا
بصواريها الشامخة نحو لا منتهى المسافة
حيث لا ينجو أحد
من صديقات غامضات مثلهنَّ
وسيدة نبيلة مثلك
عندها فقط
يتيقن
من خالجته غيرة كهذه
أن ازدواجاً عارماً
كالذي تتخبط في براثنه صديقاتنا الغامضات
ليس له أسم آخر غير الحب.
verocchio
01/11/2007, 23:50
القبائل
جامعو ثروات الثلج
في حرية الرماح المفتونة بحمأة الفراغ
ماذا تريدون
عائدين في عربات الريح و العابرات
ماذا تريدون أيضاً
يداي فارغتان إلا من الصدأ
تقرآن حديداً قديماً
في صحراء من المراثي
تحرثونها بالعقب و الجنازير
فيطفر في آباطكم حسك الأحافير
و ثآليل الجذور اليابسة
ماذا تريدون أيضاً
تستديرون نحو مرافئنا المكسورة
تقذفون بحقائب البريد
مكنوزة بأزهار الكبريت
نظنها الهدايا المتأخرة
لعاشقين نال منهما السفر
فتهتفون لنا بأهازيج الحرب
وبين أسنانكم أعواد المقاصل
كأنها الكلام
تستعيدون أشباحاً من ذخيرة الماضي
تفتح لكم الكتب
وتبدأ في تفسير الهلاك
وهو يأخذ شكل الحكمة
تزرعون نجائل الثلج في صحراء
يتناسل فيها الجبل و قرينه .
verocchio
01/11/2007, 23:50
شهوة الجسور
في الجزر المخطوفة
يركض شاحب القدمين
خطواته تسبق الوقت
و أناشيده مذعورة مثله
يجمع القرائن في ملح السواحل و أنواء الماء
تطارده الشهوة وتتهجى كتابه الأخير
يؤجل الليل و النهار
ويدرك الوقت حجارة أحلامه
يخيط فتوقاً بين الماء و اليابسة
و يؤجج طبيعة العناق في الأجساد
جزره مخطوفة
وتاريخه مهدور في الأقاصي
ولا يزال في التيه و الاختناقات.
verocchio
01/11/2007, 23:51
فهداً .. فهداً
فهداً .. فهداً
ألسنا من رصَّ بأكتافه الأحجار
لتنشأ الجسور
ورصّع الطين و الجصّ بالأكفّ المرتعشة
ومنح السور متانة تحمي دورنا العطشى
بالعتمة ورطوبة الحبس
ألم نفتح لهم الشواطئ
يصفّون فيها سفنهم الطويلة
ألم نرسم لهم النخل
أصطبلات وثيرة
ينسلون فيها من صافناتهم الـمُصِنّات
نجائب الخيل
نبني لصيفهم المترف أسرّة السعف وصبر الحقول
ينامون في أحلامهم ليصل إلينا شخيرهم الفجّ
شخير يذعر أطفالنا ويفزّزهم من اليقظة
ألسنا من ظنَّ أنهم الضيوف الطارئون
يعبرون مثل الطرائد
قافلة في رحيل متواصل
نظنّ أنهم مأخوذون بالأرض لفرط الصحراء
نتبادل معهم رأفة القاطن بتعب السفر
فنضع لهم البيت في الوليمة
نبسط لهم النطع
ندير الطشت لهم
ونقف عليهم
نغسل أجسادهم من الملح و الغبار
ونحكّ عن أطرافهم الأصداف و الحراشف
ونقول لهم عن الطريق و الطريدة
فندرك أنهم يعرفونها أكثر منا
قلنا لهم أن يضعوا أطرافهم المغدورة
في حنان النخل
ويرشفوا أعذب الماء في المواعين المصقولة بكواحلنا
فتحنا لهم فيزياء الشرفة
قبلنا بهم يقتسمون معنا الظل وقرينه
الشباك وفهرس الأسماك
وعلمناهم، حتى الأحفاد
كيف يتهجون التاريخ وهو يتفصّد
في الكتب و منعطفات الليل
ربيناهم فهداً فهدآً
مزجنا سواد شطرنجهم بأحداقنا الساهرة
لتزهو الرقطة في فروهم الكثيف
ويأخذ كل منهم قسطه من الماء و السكينة
وافراً .. وافراً
ربيناهم فهدآً فهدآً
لكي يلتفت الضئيل منهم
نحو أكثرنا اطمئناناً
وينشب فيه المخالب و الأنياب
فهدآً فهدآً
كنا نظنَّ أن الوحش
هو الحيوان فحسب
verocchio
01/11/2007, 23:51
رقصة الذئب
انتظرْ
سهرةُ الأصدقاء انتهتْ
وانتهى فيلقُ الندماء
الذين استداروا على كأسهم
يخلطون
يا قرين الجنون
انتظرْ ريثما نسترد التآويل في نصّنا
علّنا
نتدارك أخطاءنا الصائبة
يسدون نصحاً لنا
بالرؤى الغائبه
فانتظرْ
يفتون أن النبيذ القديم سيفدح أقداحهم
يسكرون، انتقاماً، بأخبارنا
ويدّافعونَ ويمحونَ آثارنا خشيةً
فانتظرْ
نصّك الآن رهنَ امتحاناتهم
مثلما تُخلطُ الأشربه
ربما يمزجون الخرائط بالليل
يختبرون العناصر بالنوم
يهتزُّ ميزانُـهمْ
كلما تعففتَ عن مأدبه
يعبث الأصدقاءُ
و ينتابهم ذعرهم
فانتظرْ
لا تنمْ خارج الحلم
تندمُ حيناً
ويستفردونك في سهرةٍ مسرعه
فانتظر
و انتظر
لا تدع كأسك المترعه
ساعة الأصدقاء انتهتْ !؟
فليكنْ
لم يزل زيتُ قنديلك المنتخبْ
يستفز الغضب
فليكنْ
يشكُّ ويفتح أسئلة في يقين الذهب
فانتظر
عند منعطفٍ فاضحٍ
تفقدُ الأصدقاءَ ودهشتَهم
مثلما يفقدُ الذئبُ عزلته المشرعه
عندما يمدحون انطفاءاتهم
تندلعْ
لا تدع كأسك المترعه .*
عند منعطفٍ فاضحٍ
تفقدُ الأصدقاءَ ودهشتَهم
مثلما يفقدُ الذئبُ عزلته المشرعه
عندما يمدحون انطفاءاتهم
تندلعْ
فانتظرْ ، و انتظرْ و انتظرْ
لا تدع كأسك المترعه
verocchio
01/11/2007, 23:51
المكابدات
ذاهب لترجمة الليــل
2
هل النص شهوة اللغة ،
هل المعنى شكل يفيض بالأبجدية .
3
من أنت ، من أنت ،
تبكي على أمة ،
أم تـراها ستبكي عليك.
غطيت شعباً بمرثية الماء ،
صحراؤك محزومة بالملوك ،
فمن أنت ،
حتى تسمي سماءاً بعينين مذعورتين
و تمدح أعداءنا بالسكوت.
يا أنت ، من أنت.
4
يتكاسر حوله الكلام
يتحشد مثل كتائب القتال،
يتأسس و يحاذي ،
يوازي و ينزاح ،
يتجاوز و يخرج ،
يصير المتن هامشاً له والحاشية شهوة النار .
لكنه لا يكترث ولا يهتم ،
مؤمناً أنـه النص .
5
أكتـبنا بهذا الشكل،
كي نبكي بشكل شاهق ،
و امنح قصيدتك الهواء
مغامراً بنشيجك المشحون ،
و ادفعنا معاً .. نبكي معك.
اكتب كما يملي هواك
تكون قنديلاً لنا بجنونك الأخاذ
خذنا في ظلام النص
للنص الذي لا ينتهي بالنوم
أكتب،
سيد شكل الذي لا ينحني للشكل .
verocchio
01/11/2007, 23:52
ليل ،
كما لو أنه الليل كله .
7
ليس هذا صريخ الجسد ،
لكنه جنون الجثمان
وهذيان الروح .
8
وقف في حضرة القصب ،
وحوله طغاة مدججون بذخيرة القتل،
فأخرج نارةً من زنده
يكتب بها دفاتر التعب
و يقرأ الحقل .
9
قرأت دمي ،
مثلما يقرأ الليل وجه قاسم .
10
جسد ينتهي كلما اشتهى ،
ويبدأ حين يعلن الآخرون هدنةً بين موتين.
جسد اختبرته الجسور وامتحنه الحب ،
أجلته لأجلك ،
بذريعة المخطوطات،
و ها هو يدخل الحروب
كأن الأبجدية لم تعد تكفي.
11
سلام عليك يا حارس النبيذ،
تؤرخ لنا العنب وتـنساه،
وتبذل الترنح لأجسادنا ،
وعندما تشتعل السهرة
ويوشك زيت قنديلنا على النفاد ،
تسكب نبيذك الكثيف في القوارير،
بلا ترفق،
فيقوم اللهب من النوم ،
ويتصاعد الوهج معلناً هزيمة الليل .
verocchio
01/11/2007, 23:52
وحيد في مكان بعيد،
أمتحن جاذبية الروح بكيمياء الجسد.
يأتي صوت ينقض الفيزياء بالولع،
مثل طفل يبتكر حلما
ويذهب فيه .
13
كأننا في جنـة الكتب ، نقرأ كلامها :
" في القيامة، عندما تجتازون الموت الأول، تفتح أمامكم أبواب الموت الثاني،
فكل من ارتكب خطيئة المكابرة في حضرة الحب، أو معصية الجسد في ليل الشهوة، تجوز عليه شهادة الغائب، ويكون عليه أن ينال فهرس العذاب
كانت تقول ،
ونحن نتوارى في أجساد مرتعشة، أرواحنا تكاد أن تذهب ،
كمن يسمع شيئاً
ويرى سواه.
14
المخفي... يخيف .
15
ثلة من الكهنة ينالون مثل كراكي الموعظة، ينامون ويتركون الفتنة في يقظة الجسد. أرديتهم تتأرجح لتطفئ ذبالات الشموع المرصوفة على حواف الطريق،
والجسد يتخبط في ظلامه،
لا يهجع ولا ينام.
verocchio
01/11/2007, 23:52
كهنة يذرعون الممشى ويعبرون ليل الجسد.
موغلون في بهجة الناس.
يغمرون الأفئدة بالوهم كأنه الحلم.
لا الجسد يسمع ولا الناس.
وما إن تستلقي في مكان، متظاهراً بالغياب،
حتى يباغتونك بحضورهم الداهم،
يفتحون الكتاب ويشرعون في شرح النص.
تحت آباطهم بصيرة الملحدين
وذرائع الموغلين في الشك .
17
مشيت في قتلة يمرحون،
يحصون قرابينهم في رماد الليل،
يمدحون الله ويهجون خطيئة البشر.
بعضهم يفك الأبجدية ويتهجى الأسماء،
مثل ندوب في جثة تبطش بالناس.
بعضهم يضع الرقم وقرينه.
بعضهم يؤيد القتلى ليشجب الموت.
بعضهم موغل في غفلته الفادحة.
18
ناس الغابات
يعيثون فساداً في البيت .
19
رأيت قاسما
يدخر القتل لأسمائـه ،
رأيته ،
كأنما الكلام من مائـه.
قرأت تاريخا ، تـهجيتـه ،
مثل بكاء البيت في آلــه
verocchio
01/11/2007, 23:53
حين يسأم الناس مجد الجوع ،
يتفاقم مرح القتلة، فيبدأون في اقتسام الأوهام :
نصر هنا ، هزيمة هناك.
غنائم تتعثر بها أجساد مصابة بالجزع ومؤآمرات الخذلان.
يذهب في بكاء مكبوت،
ولا أحد يلتفت لشخص يفقد تاجه في بسالة الفرسان
ويعود مأخوذا كأنه لم يكن في مكان .
21
قال لهم :
"بيني وبين الغابة مسافة
بيني وبين الأسلحة مسافة
بيني وبين القطيع مسافة ،
وبيني وبين الله نص مكتوب
لا يخرج عنه ولا أخرج عليه"
وكانوا يسمعون ،
وكانوا يـرون .
22
الشمس وحدها ،
تستطيع أن تقلد شمساً مثلها .
23
أمـا أنت ،
فلك أن تحاولي تقليد النوم،
فيما تفقدين شهية المساء،
تنتابك رعشة المباغتة،
وأنت ترين الكائنات مبهورةً
تهرب إلى أحلامنا .
24
يظفر بك الملك
وتأخذك الطبيعة قهوة لسهرة الأسرى.
تتوهجين في غابة تحرس سريري وترصد أحلامي ،
مثل شمس تفضح الثلج.
25
أيتها الجنية ذات الوبر،
تلذ لك أكثر العروق توتراً وغروراً لاختباره،
فيما يلامس كنزك المكنون،
متصاعداً في شهيق الكبت.
لماذا تجلسين هناك في عرش المكابرة
وتتركين شخصاً هملاً في العشق،
ترتعد فرائصه كلما تذكـر مليكةً
تكنز فضتها في قصعة الجسد،
وتلهو بالذهب منهمراً تحت شرفتها.
verocchio
01/11/2007, 23:53
أيتها الجنية ذات الوبر،
تلذ لك أكثر العروق توتراً وغروراً لاختباره،
فيما يلامس كنزك المكنون،
متصاعداً في شهيق الكبت.
لماذا تجلسين هناك في عرش المكابرة
وتتركين شخصاً هملاً في العشق،
ترتعد فرائصه كلما تذكـر مليكةً
تكنز فضتها في قصعة الجسد،
وتلهو بالذهب منهمراً تحت شرفتها.
26
هذا جسد ينتحب إليك ،
و روح تتفصد مثل ندم نافر،
وأنت في عفة الإسطرلاب،
تسألينه عن الطقس بروح ضائعة
وجسد يكاد أن يذهب.
27
لهن مجامر هناك،
ما عليك إلا أن تدس حديدتك الباردة
لكي تـنال السفود.
28
قلت له في تاسوع النص :
أجل جسدك لليل آخر ،
أجله ،
لئلا تصاب بالمراثي .
وكان قد حمل جسده وذهب في مديح فادح،
لم يكن يسمع ،
فللجسد سلطة على الشخص ذاهباً في حسرات الروح ،
كمن يلبس قميصاً ويضع الريشة في العروة
ويبالغ في التيه،
مثل كتيبة الفرسان،
تذهب إلى المبارزة بثقة القتل ،
وتؤثث الطريق لئلا تفقد أثر التيه.
verocchio
01/11/2007, 23:53
قيل إنها مليكة من الجن
متماهية في قميص البشر.
تخلع طبيعتها مثلما ترفع العباءة عن الرأس
ليخرج الجسد من ليله.
30
قيل له :
لقد غرر بك أيها الذئب الوحيد.
فثمة من يلهو بكتابك، يضع لك الملح في الجرح
ويؤرجح بين الوهم والحلم .
قيل له :
لملم شظاياك وارجع إلى نفسك،
زين وجرك بوثير الوحشة وترف العزلة.
قيل له :
إرجع إلى قلب الكهف ، أرأف بك من وهم الحب .
قيل له :
إرجع إليك ،
تطمئن بأن أحداً لن يفسد عليك نفسك .
هناك .. حيث أنت وحدك ،
إرجع،
حلم مستحيل أكثر رأفة
من شبح مستفحل .
31
سماه جسدا
وبذله لمشارط النطاسين ،
لا يحيا ،
ولم يقدر عليه موت ، ولم يكن حكيما .
32
وحده في ليل النص ،
تتقاطر حوله مخلوقات ترفل في هودج اللغة.
يبتكر أحجارا كريمة ،
يصقلها نحاة يسهرون على كلام الجسد .
verocchio
01/11/2007, 23:54
رأيت فيك الجنة الخفية
رأيت، مثل الماء في قميصك ،
مليكةً ترأف بالرعاة
كي تفتك بالرعية.
34
جنة الزجاج ،
جنـة أن تسكن خارجها .
35
أنظري كيف يطفر النحيب من جسدي مثل الحمم المذعورة،
فلتكن لديك البسالة والحكمة،
لكي تصدقي أن للشخص يوماً يموت فيه بهدوء العشب،
وهو يفصد الطين بغموض المصادفات،
فلا يتاح لك الوقت لترى أين يكمن الحب ،
في الحياة أم في الموت.
36
سيكون لطفلك أطفال ينحتون إسماً للجسد
ويصقلونه بالمعادن، جسد لا يهرم ولا يشيخ .
يصاب فجأة بالعطب ويمرض ويهلك،
وتظل الروح نشيطة في هيكل يئن.
وحين يموت،
تسمع لتصاعد روحه وقعاً
يشبه تقصف الذهب تحت حوافر الوقت.
فاعلم أن لطفلك أطفالاً يأتون من الكتب ،
و إلى الكتب يذهبون .
37
طفل متروك في البيت، تجرحت حنجرته ولم يسمعه أحد.
غيمة تطل عليه من النافذة. كف عن البكاء وطفق يرتب الوسائد للنوم، ليل نازل والأحلام في انتظاره، يجدل من حرير الستائر طريق الأعماق القصية. الليل نازل والأحلام في انتظاره.
verocchio
01/11/2007, 23:54
طفل متروك في البيت، تجرحت حنجرته ولم يسمعه أحد.
غيمة تطل عليه من النافذة. كف عن البكاء وطفق يرتب الوسائد للنوم، ليل نازل والأحلام في انتظاره، يجدل من حرير الستائر طريق الأعماق القصية. الليل نازل والأحلام في انتظاره.
38
غابة أم بشر،
الوجوه التي تأرجح أحداقها في زجاج الفضاء ،
بهجة أم كدر.
39
قيل جسد ،
وقيل إنه تركة أسلاف يطغون حتى منتهى البحر ،
أسلاف ادخروا إرثاً يحبس الدم،
وقيل إنه الحجر القديم،
ينهرون فيه زجاجاً مصقولاً بزفير الناس،
جسد يكتب جسداً
يقرأه جسد آخر .
40
تشهتك أعضائي و اشتهاك دمي
وتهدج بك القلب مثل بكاء الكواكب.
41
تذهب إلى شهوة الناس ويظل وحده،
فيضيع مفقود الجسد، مهدور الروح.
وفي الليل تبدأ الأحلام في العمل،
فتعود وحدها إلى بيت شاغر ،
لتعرف أخيراً أنها لـهـت به وضيعته.
42
يجهش كلما استدارت به المصادفات نحو بيته الأول.
حيث التجربة المشحونة بأخطاء الخلق وطفولة العمل.
يدس يده في عتمة الجسد، كمن يستعيد حياته بالحواس كلها،
لئلا تفلت الصور من عينيه .
هذا شخص يجهش في التجربة مثل خالق يهندس خلقه،
شخص يحتضن أخطاءه ويهدهدها لكي تنام وتحلم .
ثمة أخطاء تحلم مثل الشخص.
verocchio
01/11/2007, 23:54
تلعبين بي كملكة ،
فيما أسأم مجد العبيد .
44
سميتك وردة الندم.
يضعك العاشق في قدح نبيذه وهو في عربة الوقت.
تضعك العاشقة عند وسادتها وهي في هودج الحلم.
يزين بك الفرسان عروة قمصانهم ذاهبين إلى المبارزة ،
و أضعك مكان الروح من جسد الجبان.
45
ثمة نحيب يقرأ فهرس الندم .
وغابة تمنح بكارتها لمن يفضح الشمس
في ليل كامل من العمر .
46
تارةً ممزوجة لي بالزبرجد والزبيب ،
وتارة يبكي على قلبي وحيد الفقد ،
والندماء ينتخبون أقداحاً معي .
أبكي كشخص غائب يمتد من شغف ،
ويرتجل الهواء .
47
جالس هناك،
يفرك حريته ببلور الصحراء، فتستيقظ حواسه كلها ،
وكلما سمع عن عبيد ينالون أحلامهم ،
يشغف بمن يضع يديه على حجر ويشعل به بركان الرفض .
جالس هناك ،
يرى المستقبل ، كما يلمح ضوءاً تحت عقب الليل ،
فيتحصن بنص يخذل الكلام.
48
سيكون عليهم تنظيف التاريخ من الدم
سيكون عليهم غسل كلامهم من الكذب
سيكون عليهم تأنيب القتلى في كفن مستعمل
سيكون عليهم تحرير الصمت من الأحجار
سيكون عليهم أن يعتذروا لبكاء امرأة مكبوت
سيكون عليهم سرد القصة من أولها،
منذ المتن والهامش و الحاشية ،
ويكون لنا حق الدرس .
49
يقف في بهو الكون وحيداً ،
ليس ثمة هواء،
عيناه محتقنتان لفرط الهلع و رئتـه تضطرب،
تكسوه زرقة الليل ،
وكلما حرك حرفاً إنتابته المعاجم وتبادله النحاة.
50
قيل .
فلما احتدمت حالة الاحتقان،
سألت الصخرة صمت الجبل وكادت أن تدفعه في تهلكة الكلام،
ولكنه أحجم واستجم في غيبوبة الكيمياء.
قيل ،
فلم يعبأ الأسلاف بأحفاد يعقون ويجحدون وتستحوذ عليهم شهوة الشمس. فاختلط على القاطن والمسافر مشهد الناس. أحجار تلبس القلانس وحيوانات تتقمص طبيعة البشر، يضطرب لهم ميزان الكتب،
فيجتهد الكسلى بتثاؤب المصدورين،
وتجود قريحتهم بالفاسد من الفتوى
والمعطوب من العقل والعاطل من طبيعة الجسد.
verocchio
01/11/2007, 23:55
يخب في ثوبه قراصنة النوم،
فيسمي لهم الهبات ،
يؤجل يقظتهم، فتستفرد به الأحلام.
أولئك القراصنة المباركون،
نذروا زنودهم لمجدافه المصقول بالموج والملح.
يزعم لهم الاكتراث والتريث،
ويفسد عليهم نعمة المبادرات.
52
لماذا أنت متماهية مع الحلم
لماذا يصح للحلم أن يتحقق و أنت لا
لماذا يصح له أن يرأف بسعاته و أنت لا
لماذا يظل الحلم ماثلاً في طريق يطول،
وأنت تقدرين على إعلان الوهم في الوجه.
دون أن نـقوى على تبرئة الحلم منك .
53
وكلما وضعت يدك على حجر ، انتفض ،
وأخذ طبيعة الطير وشكله.
حجر يمتلك الفضاء ،
تارة في مهارة الريح ،
تارة في رشاقة الهواء
تارة في انحدار الصقر ،
تارة في هدأة اليمام ،
حجر في الفضاء ،
ملك عليه.
54
حجر دربته كبد في النواح.
مثل نجمة سأمت وحشة الليل
رأيتك وأنت في ضراعة الماضي تحت وطأة الغياب
رأيتك، لعلك تأتين في ريشة الريح.
رأيتك، لعلك ترين روحاً مأخوذةً بك وحجراً في بريد الجنون.
فها نحن نجلس في قرفصاء الطريق.
نتصاعد في زفير الحجر، لا الماضي يذهب،
ولا المستقبل يجئ.
verocchio
01/11/2007, 23:55
رأيت النهارات تغفو ،
و الطين تحت العذاب .
أيها الفارس الرخو ،
هدهد لأبنائك المترفين بأشلائهم
علهم يصبرون قليلاً على الموت
باسم الكتاب.
56
لا تشبه أحدا سواك،
فالظلام الهائم في جهامة الحبر وزهر الخشخاش،
متصاعد في بياض ذاهل، أكثر كآبة مما تزعم ،
وحنين القصب ،
بناياته الصقيلة ،
أكثر بسالة من يديك المرهقتين لفرط العمل .
وزرقة النوم الزاخر بالكائنات،
ودهشة الحلم في همل الليل ،
أكثر فصاحة من نصك الأخير.
لا شيء يشبهك .. سواك،
ولا أحد.
57
لم يكن الحوذي غير شبح يذرع الغابة
مؤثثاً مواقع أقدامه بانتظارات فادحة.
يقود عربات الليل، عبر الحانات، نحو أكواخ الساحل ليغوي النساء برجال أصحاء يمنحونهن نسلاً من صغار الطغاة ،
يزخرفون السهرة بملهاة الحكمة، وبغتة يكبرون.
قيل إن الحوذي هو نفسه الحصان، وقيل إنه العربة والحانة والنساء وطغاتهن الصغار. وأحياناً يكون هو الرجل الغريب،
تصادفه الأشباح والساحرات في منعطفات الغابة،
تطير في وجهه حيوانات مجنحة بالمخطوطات،
يتقمصها ويعود في هيئة حوذي،
يزعم الحكمة وبلاغة البوح .
ثمة أخبار بأن الغابة لم تعرف عربةً أو حوذياً
قبل أن يشرع الشاعر في رسم هذا الكتاب.
58
يصغي معها للصمت وقرينه،
يهدي لها أحجاراً نادرة في هيئة المخطوطات ،
وما إن تقرأ الكلمة حتى تطير مثل شهوة الليل ،
تباغتها نار فاضحة .
verocchio
01/11/2007, 23:55
هواء نادر،
تصطاده بشفتيك وحنجرتك،
شحن به غرف الصدر وشرفة الروح،
لكي تهمس الكلمة.
قليل ويكفيك.
تزرق أحداقك بعتمة الصمت لكنك ترى.
تلبس الجبل مثل خوذة وتهجو الحروب
متقمصاً موهبة النهر وطبيعة الشجر،
يتقصف في وجهك النص والطريق
لكنك ترى .
60
يجوز له أن يكف عن شهوة المرايا،
فقد سئم ثرثرة الزئبق .
61
وصف لها الحياة ، فقال :
(ضوء صغير بين ظلامين)
62
شمس تفتح عرشها للقتلى،
أجمل من يحكم هذه الأرض ،
قتلى مضرجون بالزرقة وشظايا الأكاذيب،
والشمس عرش لهم .
63
الأيائل أيضا،
تزخرف الذاكرة وتهب الطرائد موهبة النسيان
لكي تضع أظلافها في الفخ مرتين .
64
لإسمه دلالة الحكمة ،
وليس للغته فهرس ولا قاموس.
ترنح مرةً ، وقيل إنه تقمص ميزان الذهب ،
فاشتعلت الأقاصي بمعاصيه ،
ولم يعد قريناً لسواه .
65
هذا كتاب لـك ،
يقرأ عليك.
66
له عندها ذخيرة مـنسية منذ طفولة الذهب،
له القميص المهتوك من الكتف ،
وله الكتب، يؤلفها تفادياً لحشرات الضجر ،
وله النوم المكتظ بهيبة المعصية،
وله الخجل ونهضة الليل.
verocchio
01/11/2007, 23:55
قيل لها : يا خديجة
يصير لك ولد يغرر به السجن والنساء،
تفقدينه مرتين،
مرةً في شهادة أقرانه،
ومرةً في شهوة شعره.
ويذهب عنك مرتين،
مرة في امرأة تفتح له هالة الكتابة،
ومرة في جنون يزج به في هذيان النص.
يخطئ انتحاره مرتين،
مرة في صديق يفضح الليل بعينين محتقنتين
ومرة في جنية تشك في جنس الناس.
68
قيل لها : يا خديجة
ينال منك فتاك الغريب وأنت في خبيئة انتظاره،
كأنك في حضرة احتضاره، ينال منك بموته الطويل.
قيل لها ،
وكانت في التجربة، تفقد الولد فتمنع زوجها عن الجسد
حداداً في المحنة.
قيل لها،
وكانت في حضرة القتلى كأنهم يسمعون.
تربط القميص في الضريح ،
وتبذل حلمها لزعفران المحو .
قيل لها ،
وكانت في مأتم الناس، تصب الدمع في الفناجين ،
لتوقظ في أكبادهم حسرة الفقد.
قيل لها : يا خديجة ،
ينحسر عن ولدك أخوته التسعة
ويظنون لك الظن بأن الذئب يسميهم شخصا شخصاً،
تنساهم الكتب
ويتذكرك الناس.
69
قيل لها : يا خديجة
تقرئين وجه قاسم ،
وترين يوسف ويونس وسليمان.
ترين فيهم الأسماء
مثلما تشمين الدم في القميص
والجسد في الحوت
وتسمعين سيد الكلام .
تغسلين المخطوطات بالقهوة وزفير الصلاة.
verocchio
01/11/2007, 23:56
قيل لها ،
وكان كأنه يسمع ،
وكان كأنه يرى .
لا ينام إلا ويداه في الصلصال ،
ولا يصادف غير الكوابيس.
وفي الصباح
يخرج في صورة تتمجد به
و تـغتـر.
71
قال يصف لها المستقبل :
تفتحين قناديل جسدك لرموزي
وتقرئين الكتب
وتخطين المخطوطات
وتصيرين لائقةً بي .
72
قيل ،
فلما فرغ الخالق من سرد أحلامه على الخلق،
نهض رهط يريد أن يطرح تفسيره في الناس،
فطفق الخالق يشيح بيديه المتعبتين متثائباً ،
يهمس لمن حوله، لكي يصل الكلام للرهط وغيره :
" ليكن يوماً آخر ،
أما اليوم فقد أخذ مني التعب مأخذا ،
ولابد لي من الراحة "
هذا يوم يرتاح فيه الخالق
من خلقه .
73
شكرت الخليقة في الكتب ،
أن الخالق نام عن شهوة الشرح في خلقه،
وترك للناس باباً يسع الأرض والسماء،
باباً يذهب فيه الناس إلى التأويل من كل جانب
بلا سلطة ولا تخوم.
شكرت الخليقة ذلك للخالق،
وصَلَّتْ إليه .
74
نطلع من ظلمة كهف يموت،
من المنتهى وهو يبدأ
من سيرة الطير و العنكبوت.
75
نتلابس، نتجاسد، نتداخل ، نتخارج.
مخلوعة لي ، مخلوع عليك ،
تقرئين في وجهي دم قاسم ويوسف ويونس وسليمان،
وتكتبين الحريق في دفتر المحو .
verocchio
02/11/2007, 00:03
قلنا لـهن :
إن المسافة بين الذبيحة والحلم مردومة بوهم المكاشفة،
مثل رعية تضع عنقها في ربقة البهيمة وتهرب،
مرصودة بالليل.
ليل كثيف مثل بهجة النوم،
ليل يزعم أنه الهواء فيما هو القيد والقبر والقرابين.
قلنا لهن :
تشبثن بفلذات الأكباد.
فليس من يذهب إلى صلاة، كمن يذهب إلى القفر
في ضباع مفلوتة ،
ليس من يتذرع بجنة المسافر كمن يتدرع بجحيم البيت.
قلنا لهن :
وكن إذا انسلت من بين أيديهن ريشة ، طارت ،
وصارت وشاحاً يستر العاشق ويفضح غيره .
قلنا لهن :
و كن في الشهوة .. مثلها.
77
ثم أخذ يصف لها يديه ،
وهو يغسل الماء بالكلام :
" ما وضعتهما في كتابة إلا و أصابتني النيران،
كزعفران يصف الشهوة ".
78
قنديل في زجاج يشف عن ذبالة ترتعش
بحركة الروح في الأوردة،
وكلما انتخبت كأسا
اضطربت الزجاجة واختلج القنديل
وبالغت المليكة في الفتنة.
79
شهادة الليل عليه :
"جميل ،
مثل غريب يدخل البيت فيضيئه ".
verocchio
02/11/2007, 00:04
أما أنت ،
أيتها الوحيدة في شرفة الليل.
فعليك أن تثقي بأن الإسطرلاب الذي تزنين به الحب،
لم يعد قادرآً على مجابهة الوحشة،
ميزانك يضطرب ولا رجاة فيه، ولن يأخذك لنزهة النوم.
81
جسد شاهق مثل هذا، كفيل بنفسه
يختبر النيران وهي تعبر غير مكترثة بهذيانه،
جسد يجابه العصف مثل قتل مؤجـل
وحياة في الحسبان.
جسد كفيل بيقظة البراكين ،
تحرسه الفراشات ويطاله الملاك.
82
وضع كأسه على طاولة الليل ، وصب فيها العذاب كله،
وعبها حتى البلور، ثم أخذ يطرح الكلام في سهرة الطاولة:
لست ماء المـلك
لكن نبيذ العبيد .
83
صب العذاب ثانية وعبها،
ولم يزل ،
نفس الليل في الطاولة ،
و العذاب نفسه.
84
تكاسرت المعاجم عليه،
ففتح نافذةً على السديم وأنشد رافعاً جناحيه تمجيداً :
هذه كأس تعلمنا الكلام.
85
أحجار تتدحرج في الحناجر، وتضرع في زرقة النوم،
تتهدج وتزيح أستار الروح.
لوعة الولع في أحداقها، وكلامها نار المواقد.
ترسم أطفالا يقصفون الطرقات بأقدامهم النزقة،
ناهضين في يقظة الجنون.
86
بيت له موهبة النوافذ والأبراج ،
بيتك ،
الذي كلما افـتر ثغر الطريق عن عابر،
اندلعت ضحكات البهو .
بيتك،
فاترك الباب موارباً.
ثمة كائنات آتية للزيارة .
بيتك مكان يباهي به الكون،
وتقلده هندسة الفراديس
verocchio
02/11/2007, 00:04
ها أنت ( أعني أنا )
في ضياع يسمونه الوطن .
هل كنت تمنحين الوطن زفير الحب
وتسمين القبلة بريد الجسد.
يأخذك الوطن عن الحب وتغفلين عن استلام البريد.
ها أنا ( أعني أنت )
في العشق وقرينه.
أسمي لك الأسماء بعاصفة المجنون وفصاحة الساكن.
وأنت خارج الفصول.
ها نحن ( أعني أنا )
أتجرع لك اليأس وأقول انـه الأمل .
88
نعسف بالجغرافيا الآن ونحتال على الكيمياء بالفضة،
فلنذهب إلى فلسفة المقهى،
ونحتج على سقراط كي لا يشرب الزرنيخ تمجيداً لهم،
ننسى ونستثني قوانين الهوى من سلطة الميزان.
نبكي عند فيثاغورث حتى مطلع الحب.
89
صمت يصيب أعصابه بالعطب.
حرك جفنيه بتثاقل الحذر،
خشية أن يصدر عنهما صوت كفيل بإيقاظ البركان
في مدينة الكذب.
90
هل أنت سفيرة تسبق شعبها بشهوة العشب،
تفتحين له الأرض وتشعلين قناديل الذاكرة ..
لكي ينسى ؟!
هل أنت تاج تصقله المدائح ويقود الجيوش
لجسارة المعنى وبسالة العشق.
من يطلق الأسرى إذن وبين يديك ينتخب العبيد نبيذهم
ويزدهرون .
verocchio
02/11/2007, 00:04
هل تذكر الحديد ،
تصبه في آنية الشكل،
وتنهرني لكي أسقيه ببغتة الماء ليصير أكثر صلابةً منك ،
فيصير.
هل تذكر المآتم
وهي تستعيد لنا تسعة قتلى
نتأكد في كل موسم أنهم لا يزالون تسعةً
ويـزيدون تاجاً عاشراً.
هل تذكر البحر
وسيرة الشخص في التجربة،
كلما كان السرد فاتنا
كانت الخسارة أكثر فداحةً من السفر.
92
يـرخي بلاداً ويصقل أعضاءه
واحداً .. واحداً كالمساء.
قليل ،
ولكنه قادر أن يضلل بوصلة الناس،
ينسون أسماءهم ،
علهم يخرجون قليلاً عن النص
قبل السماء.
93
مشيت في الناس مثل شبح يكرز للموتى ،
أن قوموا من ليل الوهدة ،
أن رقوا لنحيب القلب .
أمشي في ليل نداماي،
لا يسمعني غير زفير المحتضرين.
94
أسس للوعول حرية السهوب،
فذهبت في الوادي مقتحمةً شهوة النساء.
لم يضع للبيت باباً،
وليست الجسور سوى خدعة المحاربين،
لئلا يقال إن قلاعهم تتخندق بالبحر.
جعل لكل فرس شكيمةًً
وللشكيمة خيطاً أكثر رهافةً من الحرير.
ما إن يستدير وعل حتى تقوده الريح نحو الغموض .
verocchio
02/11/2007, 00:04
وعولـه ... لـه،
يضع جسده في مهب المحنة
ويهب الوعول طقس التجربة .
وعوله ..... عليه .
96
كم أنت عليلة أيتها الوردة ،
فقد سمعت سعالك مثل العواء ،
لكأن قطيعاً كاملاً من بنات آوى يسكن صدرك،
ويبعثن منه نفثات تزخرف الليل.
كيف لوردة عليلة مثلك
أن تصبر على لبونات فادحة
مثل بنات آوى وقرائنهن.
97
كل هذا الهزيع الأخير من البيت جبانة حولنا ،
كله الآن يمتد مثل التراتيل،
مثل النحيب الوحيد على القبر.
98
قالت له النبوءة :
سيبكي هذا البيت كثيراً
سيبكي على أحياء ،
أكثر مما يبكي على من يموت.
99
كنز إدخرت له العمر
لتراه يذهب بك ويذهب عنك ،
ها أنت تهوي من شرفة الحمل الفاتك،
السرد يلملم شظاياك
و البوح يسعفك .. لتموت.
100
كلما وضعت كفني في صديق ،
تهتكت روحي في صديق سواه.
أحصيهم في الشفق بأقل مما رأيتهم في الغسق.
سمعت أحدهم ذات ليل يهذي لفرط الفقد :
( جبانة ،
لا مفر لك منها بغير الموت )
verocchio
02/11/2007, 00:05
و أنت في اليأس ،
اختلجت واحتميت بالسفر ،
ليتولاك البحر بالأزرق والأخضر واللازورد،
بالحب حتى يؤنس وحشتك.
ففي حقائب المنعطفات ترك لك القراصنة المكتشفون
رسائل تدفق الخدر في الغريب،
وتبشر بما يجعل السجن سواراً يعصم الشخص من أحلامه .
و أنت في اليأس، تشقى بما يجعل قميصك
هزيمة الأكاذيب وفضيحة الدسائس.
وأنت في اليأس ، يحسبون صمتك صريخاً عليهم،
وهمهمتـك دخان البراكين.
و أنت في اليأس ،
يسألونك .. من أنت .
102
مثلك لا يقف مذهولاً مفتوح الجراح في الليل
مثلك يكتب الكلام للقلب،
مثلك يمنح الحلم للجسد ،
مثلك يرصد الموت وقرينه،
مثلك يغرر بمن يغفو كمن يشرب زجاج النسيان.
مثلك يضلل المعنى و يفتح التأويل ويقود الغيم للبحيرات
مثلك يجلس في الأقاصي ويصغي للباقي من الروح
مثلك يقرأ البحر ويرشد البوصلة ويسأل المراكب
مثلك يصلب في الصارية
فيفضح النص.
103
تضع يدك في النار
لا لتعرف الطقس ،
لتتفادى الحريق ،
فتصاب بالبركان .
104
كلما داعب الأصدقاء جراحي
تماثلت للموت .
105
تريث قليلا قبل أن توصد الباب،
ثمة ملائكة يأتون للزيارة ،
فابسط لهم جسدك لئلا يصير خزانة النطاسين .
verocchio
02/11/2007, 00:05
مبذول لعبور الضواري ،
السجن نزهة لك، والقبر حصنك الأخير .
هل أنت فزاعة المدينة ،
ترى في الرمل المذعور جيوشاً مخذولةً ،
تصقلها وتقودها نحو البحر ،
لتفتح الساحل أمام تجار يتماثلون،
وبحارة ينسون عادة الأعماق،
فيصابون بخـناق الماء .
107
أرقد هناك أيها الطفل ،
ولا تأخذك إلينا شيمة التجربة،
مكانك في راحة الروح وصحة الجسد.
آتيك أينما كنت ،
ارقد هناك ، إلى أن ينسى العسكر فهرس المحنة.
108
سميت لها الموت غيابي ،
وتذكرت لها النخيل الكثيف يغسله المطر قبل البحر.
وكنت أحصي لها أخوةً لي يموتون قبل الأوان.
وكنت أمضيت ليلا كاملاً أنسج لها قميصاً،
لعلها تغفر لي ذلك الموت .
وكنت أسمع بكاءها المكبوت ،
تموت متظاهرة بالنوم.
109
كأنـه يسمعها الآن ،
كأنها بين عينيه وقلبه.
( إذهب بعيداً لكي تأمن العسف)
فيذهب طريدا
يترنح تحت وطأة النبوءة.
verocchio
02/11/2007, 00:05
هي المرآة) قيل إنها الذئب وقرينه )
تغري بسهرة الزئبق،
وتكبح الحب بثقة العانس.
حيث بوابة الجسد (قيل إنه القلب وقرينه)
منجم يكتنز بالمحتملات.
هاهي، تخدع الغريب بماء الشهوة
( قيل إنها الخلق وقرينه )
لتلهو به.
111
ذاكرة الذهب ، تمنح الحديد أسرار الكيمياء ،
وتنصح بنسيان المستقبل.
112
وصف لها الليل ، قال :
حياة زاخرة بدواعي الندم ،
لو أنها كرت ثانية لما فـررت،
وما تفاديت ندما واحداً منها .
113
وكان أن صادفه شخص عابر،
نصحه بأن ينسى ، ويكف عن المستحيل وقرينه.
لم يصغ لوشاية الشخص،
قال : أتكفل بنفسي وأعود بها إلى الذئب .
114
يجفل عائدا وحيداً إلى الكهف،
ملطخاً بالتجربة وينتحب :
يجب أن يسمونه القتل، هذا الذي يدعونه الحب .
115
لشخص يفسر أسماءه بالجنون ،
لأطفاله ،
للأيائل مغدورةً ،
للخفي من الأصدقاء
يعودون للكشف عن عريهم.
لأطفالهم ،
يسألون عن الحب و القتل
ينسون تفاحةً ، ويستبسلون ،
لعينين لا تشبهان العيون.
verocchio
02/11/2007, 00:06
تـرى في كل نأمة أملاً وتمدح اليأس،
وفيما نرميك بالكارثة، تقاوم نسيان الكتب بذاكرة الذهب.
تضع جسدك في مهب العربات الطائشة،
وتسمي كل عربة ضارية
وردة التجربة.
117
قيل ،
فلما اشتبكت الأيائل بالقرون والأظلاف،
واشتعلت القرى بشهوة المـدن،
تماثل الشخص لشكيمة الحيوان،
خارجاً عن طبيعته، فاتحاً نهر الناس،
لعله يروي حقلاً يوشك على الصريخ لفرط العطش.
قيل ،
ولما تسنى للأيائل الكلام، بين مأدبة البحر ومأتم التميمة،
لم يعد للكلام أثر ولا قيمه .
قيل ،
فلما سمعت الغابة الوعد والوعيد،
ورأت ما يسد الأفق على الأمل،
و هجست بما يبعث اليأس في الصمت.
كشفت الأيائل خبيئة الجبل.
وكانت الأيائل قد قالت الكلمة.
قيل ،
فلما اطمأن الشخص لنجاته من شهوة الناس،
هرب إلى ظاهر النخل،
و عثر على ما يجعل الغابة أكثر رأفة من النوم.
قيل ،
فلم يعد الكلام.
وكان أن سمعت الأيائل نشيد الفقد في ثقة المهزوم،
سمعت من يكرز للجرحى بحتم الموت،
سمعت صوتاً يفتك بالشخص والمشهد .
قيل ،
فلما أتيح للأيائل الوقت، تجرعت شوكران العصيان،
ففتنت بها الساحرات وهي في حبستها
توشك أن تنسى عادة الليل،
قيل ،
فدفع الليل بمخلوقاته لئلا يستفرد النحاة بساحرات
يتخفين في قطيفة الذئب ،
متماهيات بأشكال الخمر والقوارير.
قيلً ،
ولما كانت الأيائل تتهجى كلامها الأول،
كان بينها وبين زهرة النوم نهر
كالمسافة بين القمح في الحقل والخبز في نار البيت،
ثمة شباك رهيفة تمنع التلال عن ليل النبيذ ونشوة الجسد،
شباك تكتشف فجأة أنها الشباك.
قيل ،
تلك أيائل زهـزه لها النحاة
بالفعل منصوباً
و النص مصلوباً ،
فاستعرت النيران في أحشائها واشتبقت الأكباد،
وأخذ الهياج يقود الطبيعة
حتى شغرت السهوب.
118
وصف لها يديه :
ليستا لي ،
فلماذا صرت لشخص يقصر عني ولا يطال).
verocchio
02/11/2007, 00:06
أصغيت، كمن يتهدج ضارعاً ،
لكلام الصخرة المشتعلة على هاويه .
120
أصغى لوعوله في النشيد :
) نحن مروجو اليأس والنقائض،
فتية نـعـق ونجحد ونبطر ونبالغ في التيه
ولا أمل فينا .
فينا اليأس
اليأس و المكابرات،
ولشيوخ الأمل أن يتقفصوا عليه ،
وهو يكتهل في غفلة اللغة ، فلا يقشعر لهم بـدن ،
ولا هم يذهبون .
121
وعل هزمت قرونه الريح،
يستخف بصخرة الجبل .
122
وصف الموت للحياة، فقال :
) هو أن تكون مواجهاً الأرض بوجهك،
ومديراً لها ظهرك في آن .
123
نار تكون برداً وسلاماً عليها،
امرأة سهرت ليعود أبناؤها من الدرس،
تذهب مرتديةً قميص النيران.
جنتها تنتظر،
ويتفاقم لها الجحيم .
124
في الظلام امرأة وحيدة،،
تعرف أن ثمة شخصاً وحيداً مثلها في مكان ،
لا تخسره و لا ينالها ،
فتلهو به ،
كمن يرسم الشجرة في عاصفة .
125
تتسابقان ،
نهايتـه وخاتمة النص .
ماذا سيفعل أحفادنا بمخطوطات الأمل والكتب الناقصة.
verocchio
02/11/2007, 00:06
خالجه يأس من يرفع جبلاً من قاع البئر.
مستعيداً ماء يسعف الحنجرة ويبرئ الفؤاد.
يدير بصره في عتمة المكان.
فيما الصمت كثيف،
والخطأ أجمل من الصواب.
خطأ في هيئة الصمت.
يحس به الشخص ويلمسه
وهو ينداح ببطء كدخان ثقيل
يلوب في فضاء محبوس.
127
يختلط عليه الشكل ،
هل قدح أم قصعة أم قارورة.
يأخذ شكل الخمر وسرها ،
هل ماء قديم ينحت الشكل على الهوى و المزاج .
هل الخمر تخدع الزجاج ،
أم أن للزجاج سلطة الرؤى.
128
تحتضن الأم أطفالها
تصقل معاصمهم لحديدة الوقت ،
و تؤهلهم لتبادل النوم
في النص
و الصاعقة.
129
جئت ،
جئت، ولم يكن أحد هناك.
130
كتيبة الأيائل
ريف يحزم المدن .
كاتبها سيد الجبل
وخبأ لها مباغتات وسهوباً مثقوبةً ومنحدرات ،
يتدهور فيها قليل الخبرة والطائش
وربيب المحنة.
verocchio
02/11/2007, 00:07
لك أن تسمع الباب في هودج النشيد.
تسمع هذا الصوت في ليل الحرير تاجا يتصاعد،
مثل اللهب في شهوة التجربة.
تسمعه، فتنتابك شهقة الصقر وهو يتعلم الهواء على هاوية،
وأمه تحلق أمامه،
تغريه بحنان الريح .
132
من مات قبل الطقوس له جنة
ومن لم يمت.. لا يموت،
بكينا له
عله يخدع الموت من أجلنا
علنا نحضر العرس في مهرجان البيوت .
133
قيل له :
"لا تقصص رؤياك لها، فلا هي تفسير لك،
ولا تتيح لتأويلك حرية البوح "
سمع الشخص الكلام، لكنه وقف في نهاية الرواق ،
ينتظر طيفها العابر ، يصغي إلى نفسه وهو يسرد الحلم،
كمن يستمع لشخص بتقمصه ،
يغويه وينتصر عليه.
134
بينهما ،
يمكن للضغائن أن تزدهر،
والعناق على أشده.
135
حانة المدينة
ثديان مليئان بغيوم وغيبوبات،
منهما سوف تشخب هذه السهوب
ويختض صعيد الأرض المغدورة.
يتأرجحان مثل قرب مذعورة.
حانة المدينة، أقداح مبذولة لجنون الأنخاب
و احتدام الندماء ،
في عراك يشحن الصدور بأحلام المنتظرين.
136
لكن ،
شمس واحدة لم تعد كافية
لنهار كئيب مثل هذا .
137
قصعة اللغة متروكة تحت عقب الليل،
وأنت تلهين بي ،
يقودك مزاج المهرج و حكمة الحاوي.
وحدك في الليل ووحدي للنهار.
واللغة في همل القصعة ،
تحت بخار الشبق وزفير العفة
نتبادل أدوار الخسارة ،
وننسى .
138
كلما فتح كتاباً قرأ لاسمه إسماً آخر،
تقتسمه القواميس
وترثه المعاجم.
139
يعتزل ، يـقـعد عن الحرب ،
لكنها تأتيه،
دائماً تأتيه .
verocchio
02/11/2007, 00:07
وكان حين يـدرك روحه النعاس، يودع أصدقاءه
ويموت على مضض.
141
الحب أيضاً طريق للموت
الحب أيضاً زهرة للخسران
الحب أيضاً جنة الفقد
الحب أيضاً حديدة الغريق
الحب أيضاً هندسة الخاتمة
الحب أيضاً
ذريعة الضغائن .
142
وكنت أمــوت أحياناً .
143
لا أحسن الذهاب في الخريطة،
فلا أنا مسافر ولا مقيم،
وليست الأمكنة غير أغلال
تكبر كلما صقلها الرحيل .
144
كليم الماء
جرحه ليس له ،
جرحه عليه ،
سماه جسدا ،
وكان بين حديد يتغرغر بماء الشهوة
وحديد يصدر عن جحيم التجربة .
verocchio
02/11/2007, 00:07
والذي حك رسغيه في صخرة الليل
من أين ينسى ؟!
146
كلمات يؤثث بها القبر،
مثل شخص يمنح نفسه مديح العرس.
147
يغمض عينيه ليرى النص بقلبه،
ويهمس مثل صلاة :
(أيها الموت ..
يا حبيبي)
148
بغتـة يعترف الطفل بأخطائه
وصدفةً يموت،
تكترث الذكرى بأسمائه
وتغفل البيوت.
149
هذا ليس موتاً ،
إنها مثابرة الغياب .
150
يخافني الناس لبشاعة الظاهر،
و أخاف الناس لبشاعة الباطن.
151
نحيل ،
ينام تحت جلده، مثل ملاءة ،
ويفسح حيزا لأحلامه.
152
كلما فتحت شرفة على الماء،
اندلعت اللغة مثل قميص يبكي جسداً.
153
أيها الحزن،
يا حزن، يا حزن،
بالغت بالنصل
غيبتني في الهلاك.
ويا حزن يا منتهاي ،
انتهيت،
و أرخيت عيني لليل
كي لا أراك.
فيا حزن يا حزن
ماذا سيبقى لنا ،
عندما ننتهي من بكاء البقايا ،
سواك ؟!
154
نقلت روحي من النص للحاشية ،
وهيأتـها لاحتمال الغياب،
كأن الكتاب،
سيمنحني ناره الفاشية.
155
يقول لنا ، كأنه يصغي :
( الخاسر، لا يخسر شيئا )
156
خارج من غيمة ،
وثـلاث حالات من الكابوس ، تتبعني ،
فأقداحي مصادرة ، وليلي شاحب ،
ونسيت من يغتالني ،
فتركت نومي شاغراً ،
وزجاجة الميزان تـغريني بموت صامت ،
وعلي أن أختار
بين عدوى اليومي والخصم المؤجل.
هارب من غابة ،
وثلاث ساعات من المدح الكثيف ،
لكي أرى قـنديلة الفتوى تؤجلني
verocchio
02/11/2007, 00:08
يقتسمون تفاحاً طرياً كلما استحضرت صورتهم ،
ويضفون الغيوم على سلال الرأس .
أصحاب ،
ويحتفلون في غيبوبة الذكرى بتذكارين :
وهم فاتك يحنو على تاريخنا الشخصي ،
أو أرجوحة الأحلام تمنحنا ظلاماً سيداً .
يا أصدقاء الليل ،
هل أجسادنا منذورة للنصل أم للنص ،
كي نرثي حديقتنا ونمدح موتنا ،
وننام قبل الوقت ؟!
158
نسيانـهم لا يكفي
واستعادتـهم من المستحيل .
159
قدحي تفيض ،
و لي احتمالات من النزوات
تاريخ الشراك وجنة الأخطاء لي
ولي النقيض .
160
آن للشخص أن يمنح النص
ما يشـتهي ،
آن للروح أن تنتهي .
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة