س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
28/06/2004 | #1 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
حروب القرن العشرين
نبدأ اليوم بالتحدث عن الحروب التي مرت على العالم في القرن الماضي، حيث يعتبر القرن العشرون حافلاً بالحروب والنزاعات كما لم يحفل بها قرن أو عصر آخر. وسأستمر في عرض هذه السلسلة المعقدة نوعاً ما ابتداء بمعارك جنوب افريقيا بداية القرن وانتهاء بحروب الخليج مروراً بالحربين العالميتين وغيرهما:
كان العالم بسيطا مع بداية القرن العشرين. ثلاث إمبراطوريات كبيرة، الألمانية والنمساوية المجرية، والروسية ، تسيطر على أوربا شرقي نهر الراين، وثلاث أخرى تسيطر على العالم خارج أوربا هي البريطانية والفرنسية والعثمانية. كان ممكنا للعالم أن يمضي هادئا لولا الإحساس العدائي المتبادل وتحلل الإمبراطورية العثمانية وانتقال ممتلكاتها إلى إنجلترا وفرنسا.. كانت هناك أيضا القوميات البلقانية، الصرب والبلغار والرومان واليونان التي صارت دولا بعد طرد الأتراك العثمانيين، بينما كان ينظر إلى التشيك والكروات والإيرلنديين باعتبارهم شيئا مخترعا لا بد له من الثورة باستمرار ليقدم الدليل على وجوده ، كما شهد العالم منذ بداية القرن عدة حروب صغيرة بدا واضحا منها كيف سيكون شكل هذا القرن. قبل الحرب العالمية الأولى: كانت حرب البوير Boer في جنوب إفريقيا أولى هذه الحروب التي انتهت بانتصار الإنجليز على البوير - الناطقين بالالمانية - وعلى السكان الأصليين الذين تحالفوا مع البوير. كذلك ازداد النفوذ الأوربي في الصين التي كانت مركز جذب كبيرا منذ منتصف القرن التاسع عشر لإنجلترا وفرنسا وألمانيا، ودخلت اليابان وروسيا في صراع على منشوريا وكوريا فاشتعلت الحرب بينهما بهجوم مفاجئ لليابان، ببوارجها الحربية، على القوات الروسية المتمركزة بميناء آرثر بمنشوريا. هجوم أشبه بالتمرين على معركة بيرل هاربور التي ستفاجئ بها اليابان أيضا الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الثانية، كان هذا الهجوم الياباني على الروس عام 1904 ، واندلعت في روسيا الثورة البلشفية –التي أنهت حكم القياصرة- عام 1905 فأعطت اليابان الفرصة أكبر للتوسع في الصين على حساب الروس، في الوقت نفسه كانت الولايات المتحدة قد تخلصت من النفوذ الإسباني في البحر الكاريبي وصارت دول أمريكا اللاتينية ، نيكاراجوا، المكسيك، هاييتي، الدومينيكان، بنما، كوبا، بمنزلة الفناء الخلفي للولايات المتحدة. كذلك اندلعت الحرب التركية الإيطالية 1917 بعد غزو إيطاليا لليبيا في العام السابق، وفي عام 1912 أيضا اتحدت الدول البلغارية الثلاث ، بلغاريا وصربيا واليونان على حرب تركيا وطردها من بقية البلقان، واستولت اليونان على ميناء سالونيك، كما استولت مع صربيا على معظم مقدونيا، وهكذا قبل أن تنتهي حربهم مع تركيا قامت حرب أخرى بينهم بسبب إدراك البلغار أن صربيا واليونان ستقسمان مقدونيا على حسابها ، وكانت النمسا قبل ذلك قد استولت عام 1908 على البوسنة التي كانت خاضعة لتركيا، وكهذا بدا أنه لا نهاية للحروب في البلقان ودوله التي كانت تنقسم في ولائها بين الإمبراطوريتين العظميين، الإمبراطورية المجرية النمساوية والإمبراطورية الروسية. لكن كان على الناحية الأخرى من الحروب ، معاهدات وتحالفات سياسية مستقرة. التحالف الأول كان بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا على تبادل الدعم في حالة تعرض أي منها لهجوم من فرنسا. التحالف الثاني كان بين فرنسا وإنجلترا وروسيا. كذلك كان هناك اتفاق قديم بين اليابان وإنجلترا يضمن للأخيرة حماية مصالحها في الشرق الأقصى . لذلك ، ووفقا للتناقضات العسكرية السابقة ، والتحالفات السياسية الموازية لها ، حدث أنه حين أعلنت النمسا الحرب على "صربيا" قامت روسيا بدورها التاريخي لمناصرة الصرب - السلاف مثل الروس - فأعلنت الحرب على النمسا ، وعلى الفور أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في جانب النمسا فأعلنت فرنسا الحرب على ألمانيا في جانب روسيا ودخلت إنجلترا الحرب لمناصرة فرنسا وبالتالي دخلتها اليابان لمناصرة أنجلترا. وهكذا اشتعلت الحرب العالمية الأولى التي سنتحدث عنها مطولاً في الجزء الثاني.
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن جاروا علي كرام |
09/07/2004 | #2 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
حروب القرن العشرين الجزء الثاني (الحرب العالمية 1)
معركة السوم
هي أكبر معارك الحرب الأولى : ولقد كان التحالف بين روسيا فرنسا قبل الحرب من الأمور التي شغلت الفكر العسكري الألماني ، وبصدد هذا التحالف وضع القائد العام للجيش الفريد فون شليفن خطة عرفت بـ ( خطة شليفن ) عام 1905. كانت هذه الخطة تقوم على سرعة مهاجمة فرنسا من الشمال والجنوب ومن داخل بلجيكا لتجاوز الجيوش الفرنسية ، ومن ثم تطويقها ، ثم الانتقال بسرعة إلى باريس قبل أن يستطيع الروس نقل قواتهم شرقا إلى الحدود الألمانية. وبعد الوصول إلى باريس يتم نقل الجيوش إلى الغرب لمواجهة الروس. لكن في عام 1914 كانت الظروف قد تغيرت بحيث صار في مقدور الروس نقل قواتهم إلى الغرب بسرعة. ورغم ذلك تم تطبيق هذه الخطة ولم تنجح. هجمت ألمانيا على فرنسا في " الثالث من أغسطس 1914 ودخلت جيوشها الأراضي الفرنسية لكنها هزمت في موقعة المارن ولم تصل جيوشها إلى باريس ولم تتحرك بسرعة إلى روسيا. في عام 1916 كانت الحرب قد اتسعت نطاقها . وخططت القيادة الإنجليزية الفرنسية لهجوم كبير من الصيف. وكانت القوات الإنجليزية المشاركة مع الفرنسيين قد امتدت في الجبهة الغربية إلى جنوب نهر السوم Somme . كان على الفرنسيين المشاركة بثماني فرق تهاجم على جبهة تمتد لثمانية أميال ، بينما يهاجم الإنجليز بأربع عشرة فرقة على جبهة تمتد ثمانية عشر ميلا بالإضافة إلى ثماني فرق احتياطية. لقد تم التمهيد للمعركة بضرب مدفعي متواصل لمدة أسبوع أطلقت فيه أكثر من مليون قذيفة على الخنادق الألمانية ، وحين توقف القذف المدفعي خرج الجنود من خنادقهم يهاجمون الجنود الألمان الذين كانوا قد خرجوا من خنادقهم أيضا . لقد تم استقبال الصف الأول من المهاجمين الإنجليز بالبنادق والمدافع ، وكذلك الصف الثاني ، وفي نهاية اليوم الأول كان هناك عشرون ألف قتيل إنجليزي وأربعة آلاف جريح وتم الاستيلاء على أجزاء من خطوط الدفاع الألمانية ، وكان الفرنسيون على جبهتهم قد أحرزوا تقدما أفضل لأنهم أخذوا الألمان على غرة ، وبعد ذلك عاد القتال بالمدفعية حتى نوفمبر ، وفي سبتمبر استخدمت الدبابات لأول مرة وبأعداد قليلة لكنها لم تتقدم كثيرا لبطئها ، وانتهت المعركة بعد أن تكبدت القوات الإنجليزية والفرنسية ستمائة ألف قتيل وتكبدت القوات الألمانية أيضا خسائر فادحة ، لكن خسارة الألمان الكبيرة بحق كانت في ضباطهم مما خرب الجيش الألماني وأضعفه بعد ذلك. ولقد دخلت تركيا الحرب في أكتوبر عام 1914 إلى جانب ألمانيا. تركيا لا تنسى دعم إنجلترا وفرنسا للبلقان ولا استيلاءها على كثير من البلاد الخاضعة للنفوذ العثماني في الشرق. وقامت إنجلترا بهجوم بحري على تركيا في فبراير 1915 عند جاليبولي ، لكن هذا الهجوم الذي استمر عاما تقريبا انتهى بالانسحاب في يناير 1916 . لذلك فالمعارك الحقيقية بين الإنجليز والأتراك لم تكن هناك في تركيا ، إنما هنا في الشرق الأوسط (يعني وكما يحدث دائماً حرب الآخرين على أرض العرب). إنها المعارك التي ستؤثر بعد ذلك في قيام الثورات العربية ، والتي أيضا ستأتي بالاحتلال في شكل الانتداب أو الوصاية على هذه الممتلكات العثمانية ، أي الدول العربية. وكانت حملة ما بين النهرين أبرز المعارك. ففي نوفمبر عام 1914 عسكرت قوات إنجليزية هندية على رأس الخليج العربي وفي نيتها الزحف شمالا عبر وادي الرافدين. ونجحت الحملة في البداية بأكثر مما هو متوقع لها ، فقد استولت على البصرة ثم القرنة لتأمين البصرة ثم العمارة والناصرية والكوت Kut . وكان من الضروري بعد ذلك التقدم للاستيلاء على بغداد والانطلاق منها شمالا لتهديد تركيا ذاتها في الاناضول ، أو التقدم إلى سوريا وفلسطين. كما كانت بغداد هي نهاية خط سكة حديد الشرق ( برلين - بغداد) ذي الأثر الأسطوري الدال على نفوذ الألمان بالشرق الأوسط. لكن القوات الانجليزية وهي تقترب من بغداد كانت قد طالت خطوط إمداداتها ، وأحس الجنود المدربون على المناخ الهندي بالتعب في الوقت الذي كان فيه بإمكان الأتراك استدعاء التعزيزات. وفي الثاني عشر من نوفمبر عام 1915 ، أي بعد عام من بداية الحملة ، وقد صار الإنجليز على بعد أربعة وعشرين ميلا من بغداد ، عجزوا عن اختراق خط الدفاع التركي بل وشن الاتراك هجوما مضادا حمل الإنجليز على الانسحاب حتى دفاعات الكوت في الجنوب من جديد ، بل حاصرتهم القوات التركية فاستسلموا والقوات الهندية. لم يكن قد تبقى من الإنجليز غير ألفين وستة آلاف من الهنود. كان الروس قد تقدموا في إيران حتى كيرمنشاه ولم يستطيعوا الالتقاء بالإنجليز بسبب فيضان نهري دجلة والفرات مما هيأ الفرصة لانتصار الأتراك الساحق في الكوت. لكنه كان انتصارا مؤقتا لأن الروس تقدموا مرة أخرى من القوقاز هذه المرة ، وفي مناخ أفضل فاستولوا على مدينة إرز يروم Erzerum ، وكانت قد تمت تقوية القوات الإنجليزية على رأس الخليج وفي البصرة فعادت في نهاية عام 1916 تتقدم مرة أخرى إلى الشمال فاستولت على الكوت في فبراير ثم بغداد وتقدمت إلى الرمادي شمالا وفي نهاية العام 1917 ، في أكتوبر بالتحديد، منى الجيش السادس التركي بهزيمة كبيرة في الموصل التي سقطت في يد الإنجليز ، في ذلك الوقت كانت الثورة البلشفية قد اندلعت في روسيا فتوقف الهجوم الروسي على تركيا وإيران ، لكن هزيمة الأتراك بين الرافدين أثرت في وضعهم في العالم العربي ، وبدأ زمن أفول الإمبراطورية العثمانية. وتوالت الحملات الإنجليزية الفرنسية فتم طرد الأتراك من كل العالم العربي الذي وقع تحت الانتداب أو الوصاية الإنجليزية أو الفرنسية. وبدأ النتداب (الاستعمار) الأوروبي للأراضي العربية ذلك الانتداب الذي يعده البعض نكبة والبغض الآخر تحضر وارتقاء. في تلك الفترة حدثت حرب أخري مهمة هي الحرب الأهلية الروسية ، وأهميتها ليست في انتصار الثوار فقط ، ولكن في أن أولئك الثوار أقاموا أول دولة اشتراكية، ووضعوا النظرية الشيوعية موضع التنفيذ . صحيح أن الأمر انتهى الآن إلى زوال ، لكن شكل العالم اختلف كثيرا بعد قيام الاتحاد السوفييتي عنه قبل قيامه. لقد نجح البلاشفة في القضاء على النظام القيصري في روسيا وفي عام 1917 ، عام اندلاع الثورة ، استولوا علي بتروجراد ، التي صارت لينينجراد ثم عادت بطرسبورح أخيرا ، ثم قرروا بعد الاستيلاء على بتروجراد الانسحاب من الحرب العالمية الأولى فابرموا مع ألمانيا معاهدة "برست - ليتوفسك" في ربيع عام 1918 . لقد ضمنت المعاهدة لألمانيا سيطرتها على أوربا الشرقية لكنها جعلت حلفاء روسيا الأول ، إنجلترا وفرنسا ، أعداء لها. لقد اعتبر الحلفاء القدامى الأمر خيانة كبرى ، هذا فضلا عن اختلاف المبادئ السياسية والاقتصادية بين الدولة الجديدة الشيوعية والحلفاء الرأسماليين . لكن سرعان ما خسر الألمان الحرب وأقيمت دول جديدة في شرق أوربا على حساب أراضي الإمبراطورية الألمانية وتوسعت الدولة البولندية الجديدة على حساب روسيا في الشرق ، وصارت فنلندا ودول البلطيق دولا بعيدة عن النفوذ الروسي ، وساعدت الدول المنتصرة الجيش الأبيض الموالي للمناشفة والنظام الروسي القديم فغزت المواني الشمالية لمورمانسك و أرشانجل كذلك موانئ البحر الأسود . لكن الجيش الأحمر بقيادة تروتسكي زحف مسرعا حتى أبواب وارسو قبل أن يصل إليها الفرنسيون. كذلك ساعد الحلفاء أوكرانيا على الانفصال لكن لم يسعدهم الحظ. وفي ربيع 1920 تمت تماما هزيمة قوات التحالف والجيوش البيضاء واثبت الجيش الأحمر للدولة الجديدة أنه الأقوى دائما وثبتت أقدام أول دولة شيوعية في العالم الذي لم يعد ممكنا أن يعود كما كان. |
09/07/2004 | #3 | ||||||
القــــــــــــــــــائم
|
حلو والله فكرة هال السلسلة بحروب القرن العشرين رائعة جدا جدا .. تابع مجد
مستنايين الحلقات القادمة بس سوال هل كوت kut هي الكويت يعني !!
العين الي قاومت المخرز امبارح .. وبعدها عم بتقاومو لليوم .. بكرا بدها تقلعو !
|
||||||
09/07/2004 | #4 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
الكوت هي مدينة عراقية في المنطقة الشرقية من العراق
|
|
|