أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/01/2008   #1
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي قصائد لسركون بولص


الكرسي
كرسيّ جدّي ما زالَ يهتزّ على
أسوار أوروك

تحتَـهُ يعبُرُ النهر، يتقـلّبُ فيهِ
الأحياءُ والموتى

الملاك الحجري
حتى ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه
إلى قصدير الأيام المحترقة، والفأس المرفوعة
في يد الريح، أجمعُ نفسي، بكلّ خِرَق الأيام ونكباتها، تحتَ
سقفِ هذا الملاك الحجري.

هذا الحاضرُ المجَنَّح كبيتٍ يشبهُ قلبَ أبي
عندما سحَبتهُ المنيّة من رسغه المقيَّد إلى جناح الملاك
في تـُراب الملكوت.

حتى ذلك اليوم، عندما يصعدُ العالمُ في صوتي
بصهيل ألف حصان، وأرى بوّابة الأرض مفتوحةً أمامي

حتى ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه
مثلَ حصان مُتعَب إلى نفسي، هذا الملاكُ الحجريّ:
سمائي، وسقفي.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #2
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


إلى سيزار فاييخو
"من بين أسناني أخرجُ داخناً،
صائحاً، دافشاً، نازعاً سراويلي"

سيزار فاييخو، «عجلة الإنسان الجائع»
يا سيزار فاييخو، أنا من يصيح هذه المرّة.

إسمح لي أن أفتح فمي، وأحتجّ على الدم الصاعد في المحرار
دافعاً رايةَ الزئبق إلى الخلف. لتصطكَّ النوافذ، لتنجَرَّ ميتافيزياء الكون
إلى قاع الأحذية الفارغة لجنديّ ماتَ بحَربته المعوجّة.

«عجلةُ الإنسان الجائع» ما زالت تدور...
من يوقفُ العجلة؟

قرأتـُك في أوحَش الليالي، لتنفكّ بينَ يديّ ضماداتُ العائلة.

قرأتُ عواصفكَ المُتململة حيثُ تتناوَمُ الوحوشُ في السراديب
حيثُ المريضُ يتعَكّزُ، على دَرب الآلام، بعَصا الأعمى الذي رأى...

وفي هذا المساء، يا فاييخو، تعلو الأبجديّاتُ وتسقط. المبنى ينهار، والقصيدة
تطفئ نجومها فوق رأس الميّت المكَلـَّـل بالشوك. ثمّة ما سيأتي
ليسحبَ أجسادَنا على مَجراهُ الحجريّ كاندفاعة نَهر.

ثمّة حجر سيجلسُ عليه شاعرُ الأبيض والأسود في هذا الخميس.
واليوم، أنا من يصيح.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #3
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


يدا القابلة
ومن غير أن نولد، كيفَ نحيا مع الريح
دونَ كفالات: يدُ النوم مُدْلاةٌ على مَهد الوليد حتّى
تأتي الظلال.

الصدى يعرفنا، آتياً من وراء العالم.

تعرفنا خادمةُ اللـّه
هذه التي تمدُّ جسراً بين دُنيانا والآخرة.

الريحُ، والظلُّ، والجسر
وبيوتٌ خشبيّة تترنّحُ قبل مجيء الإعصار.
مَسقط الرأس هذا...

وجهُ الحياة القَلِقُ، حيث ترتعدُ الولادة
ويسقطُ الجنينُ صارخاً بين يديّ أمّ يوسف، القابلة.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #4
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


من الصُدفة
منَ الصُدفة، من اصطدامها بالوقيعة
أن تنتهي الحكمة مستقيمةً كشاقولٍ بباب الريح
والعَقلُ نَقّارُ أسمالٍ في صندوق زبالة الفيلسوف.

ومن الصُدفة، من انصدافها، أن أكون، أنا
السائرُ بلا هدَفٍ محَدَّد، دائراً هنا كثـَور الطاحون
حولَ محوَرٍ أشبه بالسارية، مرفوعةً، بلا عَلمٍ، وسطَ حياتي.

في الليل وحده أستطيع أن أنادي
من أريدهُ أن يُنادمَني، إلى هذه المأدبة الصغيرة في عَراء أيّامي.

الطينُ، والجلدُ، هنا. طينٌ يغوصُ فيه زُعنفُ تيامات
جلدٌ يَتسلّخُ عن صلعةِ إنليل. أنا المنتظرُ في بيت الخراب
هنا حيث تجتمعُ الغربانُ والبيارقُ السوداء والعماماتُ واللـّحى
في شجرة الأنبياء اليابسة.

هنا ينفتحُ البابُ على شَذرةٍ من عُماي.
أهذا يعني أنّ ناري ما زالت تَلهو بالخشَب؟
أنا كنّاسُ السماء، ومكنستي المضلَّعة، من ريش أوهامي
المختبَرة بالنار، وقشِّ جنوني المُتَذَرّي في كلّ هَبّة من هذه الريح
هل من الممكن أنني أنسيتُها سرَّ القُمامة؟
ينفتحُ الباب، وأرقدُ بكلّ حجمي في قلب الليل المريح مثلَ سرير.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #5
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


لناجي
قاموسُ الندى، مُعجَمُ الأنداء الساقطة
عبرَ الأفق المجَمَّرِعلى وجهي: أنا قَيلولة ذاتي.
أنا ظهيرةُ أيّامي. أنا لستُ سوى هذه الصفحة المحترقة بنظرتي.

الريحُ وحُنجرتي: أنا من يُنادي بين سارية المستقبل، وراية
الماضي.

أنا العَبدُ. أنا العاجز، بعُكّازينِ تحتَ إبطيَّ أعرجُ نحو المنتهى

يتبعني الموتُ بأرجُلِ عنزةٍ سوداء.

تتبعُ رأسي حربةُ الساحر ذاتُ الرأسين
وأعرفُ أنني، رغمَ هذا، سأنجو لأروي الخبَر على الأحياء.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #6
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


لحظة الجندي
تلك اللحظة التي أشِكُّ فيها حَربتي الصدئة
جانبيّاً، بلا هِـمّة، في جَنب المسيح
هو الذي يحتقرُ إمبراطوريّتي، وروما، كلَّ روما، بنظرة
أنا الجنديّ التافه الذي قد يذكرهُ التاريخ بكلمة أو كلمتين
لأنهُ أهانَ النبيّ، ألبَسهُ تاجَ شوكه، سَقاهُ خَلاًّ...
أنا الدودةُ الحيّة في تُفّاحة العالم.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #7
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


تو فو في المنفى
"دُخانُ الحرب أزرق
بيضاءُ عظامُ البشَر".
تو فو

قرية يَصلُ إليها تو فو
دَسكرةٌ فيها نارٌ تكادُ تنطفئ
يَصلُ إليها عارفاً أنّ الكلمة
مثل حصانه النافق، دون حَفنة من البَرسيم
قد لا تبقى مُزهرةً بعدَ كلّ هذه النـَكبات!

كم ساحة معركة
مرّ بها تصفُرُ فيها الريح
عظامُ الفارس فيها اختلطتْ
بعظام حصَانه، والعشبُ سرعانَ ما أخفى البقيّة!

نارٌ تتدفّأ عليها يَدان
بينما الرأس يتدلّى والقلبُ حَطب

هو الذي بدأ بالتـِّيه في العشرين
لم يجد مكاناً يستقرّ فيه حتى النهاية.
حيثما كان، كانت الحربُ وأوزارُها.
ابنتهُ ماتت في مجاعة...

ويُقالُ في الصين إنه كانَ يكتبُ كالآلهة!
قرية أخرى يصلُ إليها تو فو
يتصاعدُ منها دُخانُ المطابخ
وينتظرُ الجياعُ على أبواب مَخبَز.
وجوهُ الخبّازين المتصبّبة عرَقاً، مرايا
تشهدُ على ضَراوة النيران.

تو فو، أنت، أيها السيّد، يا سيّد المنفى.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #8
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


محمود البريكان واللصوص في البصرة
حَبلُ السُرّة أم حبل المراثي؟

لا مَهرَب: فالأرض ستربطنا إلى خصرها
ولن تترك لنا أن نُفلتَ، مثلَ أُمّ مفجوعة، حتى النهاية.

كلّ يوم من أيامنا، في هذه الأيام، جمعةٌ حزينة!

ويأتيني، في الجُمعةِ هذه، خبَرٌ بأنّ البريكان
ماتَ مطعوناً بخنجر
في البصرة
حيث تكاثرَ اللصوص، وصارَ القـتـَلة
يبحثونَ عن... يبحثون، عَمَّ صارَ يبحثُ القتـَلة؟

حتى هذا الشاعر الوديع لم يَنجُ، هو الذي
كان يعرفُ منذ البداية لونَ القيامة، وهجرةَ الفراشة
نحو متاهة العالم السفلي، حيثُ الليل، واللّـه، واحد.

أكانت هذه معرفتك، هل كان هذا سرّك؟

كنتُ أراك، أنتَ الملفَّع بغشاء سرّك
بين حين وآخر، في مقهى «البرلمان»
حديثنا عن رخمانينوف، عن موتزارت.

واليومُ الذي أتذكّركَ فيه
اليومُ الذي فيهِ بالذاتِ أراك:
كنتَ اشتريت «صُوَر من معرض» لموجورسكي
من «أوروزدي باك »...

واللـّه أعلـَم كم كلّفتكَ تلك الأسطوانة
من راتبك الضئيل!

(سأُسمِعُها، في ذكراكَ، اليومَ، نفسي.)
سأصغي... وها هو الخبَرُ يأتيني.

حبلُ السُرّة انقطع، وامتدّ حبلُ المراثي.
إنه الليل. نـَمْ، أيّها الشاعر. نـَم، أيّها الصديق.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #9
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


وصلت الرسالة
قُلتَ
أنك تكتب والقنابل تتساقط، تُزيلُ تاريخَ السقوف
تَمحقُ وجهَ البيوت.

قلت
أكتبُ إليك بينما اللّه
يسمحُ لهؤلاء أن يكتبوا مصيري. هذا ما يجعلني أشكُّ في أنه الله.

كتبتَ تقول:
كلماتي، هذه المخلوقات المهدَّدة بالنار.
لولاها، لما كنتُ أحيا.
بعد أن يذهبوا، سأستعيدها
بكلّ بَهائها كأنها سريري الأبيض في ليل البرابرة.

أسهرُ في قصيدتي حتى الفجر، كلَّ ليلة.

قلتَ: أحتاجُ إلى جبَلٍ، إلى محطّة. أحتاجُ إلى بشَرٍ آخرين.

وبعثتَ بالرسالة.
  رد مع اقتباس
قديم 03/01/2008   #10
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


الكمّامة
اليوم أريد أن تصمتَ الريح
كأنّ كمّامة أطبقَت على فَم العالم.

الأحياءُ والأمواتُ تفاهموا
على الإرتماء في حضن السكينة.

لأنّ الليل هكذا أراد
لأنّ ربّة الظلام، لأنّ ربَّ الأرْمِـدَة

قرّرَ أنّ آخرَ المطاف هذه المحطّة
حيثُ تجلسُ أرملة وطفلتها على مصطبة الخشب

بانتظار آخر قطار ذاهب إلى الجحيم، في المطـَر.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #11
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي اعدام صقر


اعدام صقر

رجلٌ سكران التقيتُ به في محطة بنزين
قريبا من رينو بصحراء نيفادا ، عيناه زمرّدتان من حديقة الشيطان، تحت قبعة الكاوبوي، يده مدفونة في قفّاز ضخم لتدريب الصقور، قال لي أنه قضي أعواما طويلة في تدريب صقْره علي الصيد.
لكنه فقد حاسة القتل، كما أخبرني، كأنه يتكلّم عن ملاكم، ولم يعد أكثر من دجاجة. تطلّعْ، يا بني ، ثم أراني صقره الذي اكتهل في الأسْر، وأطلقه من الحلْقة ليطير، وبيده الأخرى العارية، تناول بندقية وصوّب بعين واحدة.
ما كاد الصقر يحلّق حتى سقط الصقر في التراب، وحرّك جناحه الأيمن للمرة الأخيرة ناكشا به الي الأعلى غيمةً صغيرة من الغبار، كومةً من الريش، التقطها الرجل بحنان وأفرد جناحيها بأصابعه ثم ألقي بها في صحن سيّارته البيك - أب، وانطلق هادرا صوب الصحراء.

وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ


أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #12
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي جسدي الحي في لحظته


جسدي الحي في لحظته

النوافذ ُ مُغَطّاةٌ بستائرها المُخَرَّمة، وأنا
راقدٌ في سريري، بؤرةً لشَذراتٍ آتية من باطن أرضي أنا، جسَدي
الحيّ في لحظته، هذا التنّور الذي لا يكفُّ عن تَدوير الأرغفة
للجياع المزدحمينَ على بابي.
وجهي مُعَلّى للسماء وما من زاويةٍ للتنَحّي
شَعري مُعَفَّرٌ بأتربة الشمس، والهواءُ يدخلُ قُمرات سفينة
أبعثُ بها الى البحر، بين آونةٍ وأخرى، مصنوعة من كلماتي.
كلماتي المليئة بالنذائر، والنُذُر، ومفاجآت أيّامي.
هي الأثقَل من تُراب قبر أبي المجهول في مسقط رأسي.
لا، لستُ الطريحَ الذي قد تتخيّل، على سرير انعزالاتي
أبعدَ من أن تصلني صيحاتُكَ المجيدة.
النورُ يُملّسُ وجهي، والرؤيةُ قد تُحيلُ جدرانَ غرفتي
إلى مسرح ٍورَقيّ، يُشعلُ فيه النارَ عُودُ ثقاب.
يدي قد تُسقطُ حِمْلها من الكلمات على هذه العتبة المغطّاة بالخطى
وتُبَعثرني ريحُ الربّ الغاضب المترنّح في مسيرتهِ عبرَ الصحراء كحَفنةٍ من الحنطة.
(آه، يا أوجُهَ التواريخ الجريحة!)
هذا أنا: صوتُ أجراسي الخفيّة في اللحم، أعلى من عاصفةٍ وشيكة.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #13
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي الملاك الحجري


الملاك الحجري


حتي ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه
إلي قصدير الأيام المحترقة، والفأس المرفوعة
في يد الريح، أجمعُ نفسي، بكلّ خِرَق الأيام ونكباتها، تحتَ سقفِ هذا الملاك الحجري.
هذا الحاضرُ المجَنَّح كبيتٍ يشبهُ قلبَ أبي
عندما سحَبتهُ المنيّة من رسغه المقيَّد إلي جناح الملاك
في تـُراب الملكوت.
حتي ذلك اليوم، عندما يصعدُ العالمُ في صوتي
بصهيل ِألف حصان، وأري بوّابة َ الأرض مفتوحةً أمامي حتي ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه ِ
مثلَ حصان ٍ مُتعَب إلي نفسي، هذا الملاكُ الحجريّ:
سمائي، وسقفي.

  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #14
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي ما يحتمل أن يكون


ما يُحتمل أن يكون

يُحتمَلُ أن أكون أنا من يمشي طائعاً أمراً، من فوق أو تحت، جاءني لا أدري متي.
مَن جاءني، من يأمرُ: هذا ما لا أدريه. ولا أُعنـَي بأن أدري. ماش ٍ، في الريح الشائكة، يُخدّشُ الهواءُ جلدي.
هذا العالمُ حديقةُ أشواك.
يُحتملُ أن أكون أنا السائر، وذكرياتي علي ظهري مثلَ خِرج ٍ أو بُردُعَة
ومن حولي تاريخُ أهلي يُلـَملَمُ، تحتَ جنح الظلام، علي عجَلٍ، كرايةٍ مهزومة.
تـَحَفّـُزي، الذي انفقأ مثل فَقّاعة في غدير آسن، يستحثّ الضفادع، قبلَ صلاة المغرب علي النقيق.
شَللُ أطرافي إشاعة ٌ صحيحة.
يُحتمل أن أطيلَ شَعري حتّي تضربَ لحيتي ركبتيّ. وأن أقَنّعَ وجهي بلحية نبيّ.
أو ربّما أكتفي بسرّ عاديّ، لا يُثيرُ حفيظةَ السَّحَرة
ورجال الدين المتربّصين بأتفَهِ شارة تصدرُ عنّي، ولا يدفَعُ درويشَ المحلـّة
إلي حافّة الهوّة حيثُ يحلمُ، كعبّاس بن فرناس، بالتحليق.
يُحتملُ أنني، رغم كلّ الظواهر، مجرّد رُقعة بشريّة تتنقّلُ في جُغرافيّة ألألوهة
العاقر. أو بيدقٌ ربّانيّ تحرّكهُ يدٌ مجهولة
علي رقعة شطرنج.
يُحتملُ…يُحتملُ أنّ آدم لم يُطرَد من الجنّة، وحوّاء داست بقبقابها علي رأس الثعبان.
هذا، عادةً، ما يحدثُ في الليل، عندما تحلمُ بما يكون
أو يُحتـَملُ أن يكون.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #15
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


فجوة الأزمنة المتاحة
لا حدّ لهذا الهُجران، أزاولهُ
كأنه عادة ٌ مُزمنة، أثقلَ من فيلٍ هَرمٍ يتربّع في
مَرْجة ٍ محصودة بلا عشبة، وفي فجوة الأزمنة المتاحة لي أطلّ بنصف وجهي لأشهدَ أيامي المدفوعة وراء القضبان تتمرّغ في طين الإمكان مثل عصفورٍ يتمَرْغَلُ وسط بركةٍ ضحلة.
وها هي ذاكرتي التي لم تُرد أن تصير كيساً تلقي فيه الآلهة فضلاتها المتبقّـية من عشائها الأخير، تؤرّثُ نارَها.
ها هي تخطيطاتُ دماغي المهزوزة في آخر الليل
علي صفحات دفتر أسود تركتهُ خلسةً تحت باب المحكمة حيثُ ينتظرُ الشاهدُ القرويُّ في قصّة كافكا أن يفتحوا له الباب.
أجلجلُ هذه المفاتيح لا لأنني سجّان، بل لأنني
أنا من يفتحُ الأبواب، ولا يعرف كيف يغلقها، وينام.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #16
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


المظروف

قضي حياتي جالساً مثل ملاك في كرسيّ حـّلاق
رامبو، صلاة للمساء

قد يقولُ لي أحدهُم، وقد لا يقول:
تعال رجاءًَ، قُل لي ما هي القصّة.
ما هذا المظروف علي المائدة.
تَقطُّراتُ الشحم المائع
من ذكري جُثـّة الغائب، صنّارةُ الصيّاد
في غَلاصم السمكةــــ ما هي القصّة.

ـ أذهبُ إلي البحر في هذه الأيّام
لأنني مريض، أحتاجُ إلي أنسَام عليلة.
أجلسُ في مقهي علي الرَمْلة
متطلـّعاً إلي الصخور عندما تغربُ الشمس.
لا أحدٌ يأتي هنا. أحياناً، امرأةٌ وكلبُها. صيّادٌ عجوز.
نوارسُ تطفو في الهواء، مناقيرها
البرتقاليّة، عيونها الصفراء، ترصدُ البحر
وبين حين وآخر قد تحظي بسمكة
تـَشي بها حراشفُها الساطعة تحت الماء.
أشربُ بيرتي علي مَهلي، ثمّ أمضي
في سبيلي. لن أعرفَ أبداً ما هي القصّة.
لن أفتح المظروف.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #17
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


حصاة

في اليوم التالي للطوفان
صباح ٌ راكد، وفي قعر العالم دمعة، متجمّدة
مثل حَصاة يتيمة

يذهبُ الإعصار بكلّ شئ، بالنخلات والبيوت
بالقوارب والدرّاجات والمنائر، وتبقي
هذه الحصاةُ في مكانها، متألـّقةً بخُفوت
لأنّ يدَ الأبديّة لمّعتْ صلعَتها كماسح ِ أحذية الربّ:

ها هيَ تحت قدَمك، دُس عليها إذا شئت، ادعسْ بقوّة.
ثمّ اعبُرْ. لا تخَفْ.
إنّها، بين الحَصي، ليست أكثرَ من حَصاة.
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2008   #18
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


اللحم-الصيرورة-الزوبعة أو انكسار النظارة

مركومة إذن في زوايا الظل بانتظار
اكتمالها ، تحت ثقل سكينة أدهشني دائما
أن اكتشف علامات في تدلني إليها، بهذا
اليأس الذي ، خاضعا لأوامره ، كأسا لم أكن أبدا
واعيا بكم هي مترعة
تيارا بدأت سابحا بعكسه ، ها أنا أجري معه
من طول تحديقي في زرقة عينيك عندما كنت هناك
جالسة في هدوئك مثل جزيرة
عارفا أنها “هي” لا تستقريء كل ما جمعه في الهروب ،

وأنها “النظرة”
الطافرة من ظل الصخور الى البحر، موجودة،
وحدها “الحضور” لما وأنها سوف
تكفن دليلي منذ الآن
لحظة ان سقطت نظارتي بين قدمينا، وأنت التي ،
في ذلك اليوم ، كانت أيامنا مستنفرة ، مهب الأشياء،
ويمكن أن يقال : نعم . الجرف ، الآخرة .
يمكن أن يقال : الدم الأسود مدهش على مفرش المائدة!
رعشة النزف ، وامتشاج النظرات ، كانت.
يدي ، والكأس التى انكسرت
ثم كنا ساكنين في الزوبعة . شظايا الكأس والنظارة .
العالم هاضم انهياراته الأخيرة، كيف يشيخ الزمن في
ملوكية لحمنا المستحيل !
بعد أن -وما - مر، مرجعا فيه اختزنت نقاطا لعودتي بتكرار
الى رغاب لم تجاوز مراحلها المشيمية بالاقلاع عاليا، عاليا
من الأسفل نحو أقواس الجسور المنيرة في أعلى
ضباب منعقد لأمسية بعينها
(سان فرانسيسكو وجسورها، أكفان الضباب
المتصاعد من خليجها وأنا السائر في شبابي ملتفا
بها كعصمة الآخرة وبالعكس حيا كجمر تحت لهاث
النافخ الأزلي بادئا مغامرتي
لم نستسلم لسطوة النسيان تماما، جلية بحدة كرأس
يشع متدليا من رحم بزرقة الأبعاد
في جسد يستكشف من الداخل (كم عشيقة)
حتى بلغت حافة الهوة ناظرا الى العالم في الأسفل
يتحرك في ستائره الرطبة
حقيقيا بأطرافه المكسورة، وتذكرت هنا، انها هنا
بادئة لكل النظرات الآتية، نهاية ما كان .
اسحب الستارة بيديك الاثنتين ، مزق القماط الآن ،
لا تترك النار تهرب
ستكون سجان ! الأجنحة ة تصغي الى همسة القائل
لا، القائل نعم ، ذلك العالم ، ذلك الشق بين عالمين
الملاك الطالع بسيفه من الثغرة
ذلك الجسد الـ . . . الـ . . . . الـ… . .
هو الذي لا يهدأ في تموجه تحت ير العاشق الملتهبة
مركبا يتهادى الى بعد جديد، الى معبر ينضاف لخريطة
تتراسم بطفح التعاريج لحظة لحظة من يصفها من
يمكنه ، من يريدها
بقيت في الظل توميء الى ما كأن محتملا هناك
لا لكي يصير شيئا هنا ، لا
لا لكي يصير. . .
(ذلك اليوم - تتمة)
وفي ذلك اليوم (في ليلته) أقسم لك
أن النجوم ، أن نجمتين ، أن ثلاثا تحركت بتلك
الحركات التي قد يحدث أن يراها
متحدث مع نفسه تحت عريشة تتساقط منها أحيانا
ورقات من فرط ذبولها أنها كالريش المندوف على
دكة بيت
في قرية لم يعد لها حتى وجود، أو يرد الذكرى النازل
عبر نافذة
ذات يوم في الطفولة غارقا الى الأبعد النازح ماء
متوردا من خيوط لحم الستائر
الى الا بعد - الكلما - انتأى - كان - أقرب
وأقسم انني لم أعد حتى
لآبه بشظايا التي كومتها أخيرا بصبر حكيم غرقان
على المائدة
أو قلقي بشأن ما أراه يتبدد كألوان الطيف
من أردواز الفضاءات أمامي
لم أعد أمد ذراعي خفية لأقيس المدى بينك وبيني
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:10 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.10596 seconds with 11 queries