س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
09/05/2007 | #1 | ||||
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
نحن .. والضياع .. !!
قرأت تعليقاً لزميل أمريكي الجنسيّة .. يبدي فيه رأيه بطفل الانتفاضة .. الذي يرمي الجندي الاسرائيلي الحجارة .. حيث قال :
كثير من الفلسيطينين الذين يفعلون ما فعل هذا الصبي هم إرهابيون. من يدافع عنهم إرهابي بصرف النظر عن تعليمه وثقافته. بغض النظر عن قائل هذه العبارة .. الذي يمثّل بالنسبة لي شخصاً أكنّ له شيئاً من الاحترام .. إلا إنّها أثارت بالنسبة العديد من النقاط التي كنت أتجنّب مناقشتها مع ذاتي .. وأعبّر عن عجزي أمامها .. وأرتبك بسببها كثيراً حينما أحاور أشخاصاً ذوي نزعات وطنيّة أو أمميّة مستعدّين أن يضحّوا بحياتهم تجاهها .. لا أستطيع أن أخفي استهجاني الشخصي من عبارة كهذه يقولها عربي فقد صلته بمشاكل العرب وهمومهم وبالتالي بنى كيانه النفسي بشكل مستقل عن التأثيرات العمليّة للواقع العربي .. واستعاض بها بتأثيرات مستمدّة من واقعه الحياتي بكل تأكيد .. لكن بالمقابل -وهذه نقطة تشفع له- فنحن (الذين لم نقطع علاقتنا بالشرق .. بل ما زلنا نعيشه) كثيراً ما نمتلك موقفاً مشابهاً تجاه قضايا وأحداث مشابهة .. نذكر منها على سبيل المثال موقفنا مما يسمّونة "بالجهاد" بالمعنى الإسلامي .. حيث إننا نمتلك حدّاً معيّناً -وربّما شعرة- يفرّق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة .. وغالباً ما تكون أحكامنا تنطلق أوّلاً من الدوافع الظاهريّة التي قام عليها الفعل (والتي نستطيع تحليلها بطبيعة الحال بدون صعوبة) و ثانياًعلى "الشكل" الذي قام به .. فأما حكمنا على الدوافع فينبع من تقييم أيدولوجي لا أكثر وبالطبع فلهذه الأيدولوجيّة نظرة تاريخيّة ومرحليّة مقولبه غالباً لا تقبل الجدل .. ففلسطين عربيّة "بمنظور قومي" .. وإسلاميّة "بمنظور ديني" .. لكنّها قد تكون "عبريّة" بمنظور صهيوني .. ومسيحيّة يمنظور "مسيحي" .. وبمظور صديقي هي أرض نزاع .. على المسلمين واليهود أن يتعايشوا فيها .. و في جميع الأحوال السابقة تقوم الأيدولوجيّة -التي نستند عليها- باستبعاد أي رأي قد يبعث التوتّر في بنيانها .. وتحتفظ بقوالبها الجامدة .. فالقوميّون يدينون أعمال المقاومة القائمة على أساس ديني .. والإسلاميّون يدينون العكس ..وصديقي يدين أيّاً من هذه العمليّات طالما أنّها تخلخل التعايش المشترك المزعوم .. وأما حكمنا على "الشكل" فهو حكم ندّعي فيه الإنسانيّة واحترامنا لقوانين الحرب في حماية المدنيين والبعثات الدبلوماسيّة والأطفال وما إلى هنالك .. بالنسبة لنا نحن اليساريّون .. إن كانت هذه الأفعال (أفعال المقاومة) تنطلق من خلفيّة طائفيّة رجعيّة أسميناها إرهاباً خصوصاً إن اتجهت عادة نحو المدنيين .. وإن انطلقت من خلفيّة وطنيّة موجّهة ضد قوّات عسكريّة أسميناها زوداً عن الوطن .. وأحياناً تختلط علينا الأمور بين مؤيّد لعمليّة ما .. ومدين لها كما حصل في أمر حزب الله مثلاً .. (هذا كلّه إن لم يشارك الإسلاميّون بالحوار ووضعوا رأيهم الذي سيكون مختلفاً على أيّ حال) .. فنحن أيضاً نتلاعب بالمصطلحات .. ونضيع في جمود الأيدولوجيّات .. ولا نعيش أيدلوجيّتنا إلا في خيالنا .. وحينما نرى بصيص نور يمثّلها على الأرض .. نهبّ نحوه .. نحن نعاني من تشابك في "المصطلحات" .. ونحتاج لإعادة تعريف لكثير من المصطلحات حتّى نستطيع بناء أحكام ثابته .. فنحن اليوم لا نعلم ما هو تعريف "الوطن" .. "القوميّة" .. "التدخّل الخارجي" .. "المقاومة" .. إلخ .. إلخ .. جميعها مصطلحات نتنه نستند عليها في أحكامنا انطلاقاً من فهم شخصي لها .. وموقف مسبق حولها .. وجميعنا يعلم أنّ هذه المصطلحات أمست من التجريد ما يجعل تأويلاتنا لها مختلفة تماماً .. وبالتالي تختلف طريقة استدلالنا بها ..(نفس المصطلح يستخدمه القومي والليبرالي والإسلامي والماركسي والنيوليبرالي إلخ إلخ .. وكلّ يخدّم به أيدولوجيّته).. فهي مصطلحات ميته .. لا حياة فيها .. كلّ يبثّ فيها حياة كاذبه من روحه هو .. ويظنّ أنّه بذلك أكسبها قيمة ما .. وما ذاك إلا نتيجة ضياعنا فيما يسمّى اليوم "السياسة" .. هذه اللعبة النتنه التي بنفاقها أجّجتنا وراء أفكار وأيدولوجيّات نتقن كيف ننافق عليها .. قبل أن ننافق معها .. فنعيش حياتنا نفاق بنفاق .. أنا شخصياً أحبّ (ما يسمّونها) بلدي وكثيراً ما ألحظ بوادر اندفاع تجاه ما يخصّها .. وأصدقكم القول أنّي لا أدرك كينونة هذا الاندفاع بل إنّي أستهجنه أحياناً (في لحظات تحليل مُمَنطق) لأنّي أراه ظاهرة نفسية مبهمة .. لا أستطيع فهمه منطقياً ولا أن أعرف "الموضوع" الذي تتجه له عواطفي .. إلا إنّي أعلم أنّه يتّجه تجاه شيء يخصّ المكان الذي تربّيت فيه ويعيش فيه أهلي وأقاربي وأصدقائي .. لكنني بالمقابل لم أبك يوماً وأنا أسمع نشيد وطني مثلاً (مع إنّ الموقف يستحق البكاء فعلاً) .. لأنّه فعلاً لا يشعرني بشيء خاص .. لا أحمل أي مشاعر تجاه مصطلح باسم "الوطن" أو باسم "النشيد الوطني" الذي عليّ أن أرفع رأسي وأنا أنشده .. ولا تجاه مصطلح يسمّى "عربي" أو "إسلامي" أو .. إلخ .. إلخ .. هي رابطة دم أظنّها مبرّأة من كل مظاهر النفاق الذي يتّسم به العصر الحديث بمصطلحاته الغبيّة وظواهره السيّاسيّة .. ورغم وجود هذه الرابطة إلا إنّي أعترف : نحن نعاني من أزمة في الانتماء .. صدّقوني .. خصوصاً أبناء الجيل الجديد .. الذي جاء في زمن تختلط فيه المفاهيم ولا يستطيع أن يجد ما يستحق أن ينتمي إليه سوى الدين ربّما (لتأثيره النفسي من الناحية الوجوديّة .. مع أنّه فاشل أيدولوجياً) .. فكيف نطالب بموقف ثابت تجاه قضيّة ما .. ونحن لا نملك القاعدة الاصطلاحيّة المشتركة .. لأننا بالأصل لا نملك الانتماء الذي يوحّد المصطلحات .. فيجمعنا في بوتقة واحدة .. !! نتعاطف كثيراً مع قضايا جوهريّة .. تخصّ فلسطين بالتحديد .. لكننا لا نمتلك أيّ "مفلسف" ومطبّق عملي على الأرض يفلسف رغباتنا ليخضعها لمنطق إنساني مقبول .. اجتماعي منظّم وصادق لعواطفنا ودوافعنا تلك .. لذا فهي تموت سريعاً دون أن تؤجّجنا وتنظّمنا وتنطلق لحيّز الفعل والعمل .. وقد لا نشعر بشيء حتّى ونحن نتناول قضيّة عن فلسطين .. لكننا نستذكر أننا شعرنا بشيء ما يوما في لحظة عاطفيّة ما .. فنهبّ مستندين على شعور سبق أن شعرناه في مناسبة ما .. مشاعرنا تجاه فلسطين مشاعر كاذبه وضعيفة .. ففاقد الشيء لا يعطيه .. ونحن لا نمتلك رابطة بالأرض .. حتّى نوزّع مشاعر العزاء على فقدان الأرض .. وأمّا المشاعر الدينيّة تجاه ذات القضيّة .. فهي مشاعر بكر ينقصها النضوج .. يعكسها التيّار السائد بسطحيّته وهمجيّته ذاتها .. فإن نجح بجمع الناس حوله فهو يغذّيهم بخطابات شعبويّة ذات تأثير لحظي .. هي تكتّلات وثورات مبنيّة على نزوات عاطفيّة .. لا على ثقافة عميقة تكرّس الانتماء بقواعده وأخلاقيّاته .. فإن اخترقت فحواها لاحظت اهتزاز فكري ووجداني لدى أصحابها .. بدرجات توحي بنجاح "الدين" من الداخل .. وفشله من الخارج .. أقصد نجاحه بشكله الشخصي .. وفشله بشكله الجمعي .. حيث تنماهى الجماعة في الفرد .. قبل أن يتماهى بها هو .. مما يجعلنا هنا أمام موقف جدلي سطحي .. مبنيّ على نزوات جماعيّة سطحيّة .. وما ذاك بكل تأكيد إلا نتيجة الإرهاصات التي يعانيها الدين اليوم بكل تأكيد .. بالتأكيد لست أطالب بمقدّس ما يعلو رؤوسنا جميعاً ليصهرنا ببوتقة واحدة كالتماثيل .. لكنني أطالب بإحساس أكبر بالمجموع الإنساني .. بالمجتمع .. بالانتماء الوطني .. وحينما يتحقق هذا الإحساس نتمكّن حينها من صوغ "مصطلحاتنا" بثبات .. ورويّة .. ونمارس بموجبها ردّة فعلنا تجاه الأحداث يداً واحدة .. بثقة أكبر .. بل ونستعد لتقديم تضحيات معنويّة وجسديّة وماديّة من أجل هذا الانتماء الاجتماعي ولصونه من أي خطر داخلي أو خارجي .. فإن كان المنطق الإنساني يتّصف بالبرود فهو يحتاج إلى مقوّم عاطفي يسنده يُسمّى "الانتماء".. فهذا المنطق هو اختراع يتجاوز إنسانيّتنا .. ويحوّلنا لأصنام لا تبدي ردّة فعل .. وإن "بُلتَ" عليها .. وبابتعاد أفكارنا عن "الأرض" و "الوطنيّة" عن التطبيق على الأرض .. ستتسع الفجوة بين أفكارنا وجماليّاتها .. ومن ثمّ ستنعزل عنها لنتحوّل حينها لوحوش منطقيّة .. تحسب الأمر بمبدأ الربح والخسارة .. ونلقى صعوبة بتفهّم آلام فلسطينيّ هجّر من أرضه .. أو أب فقد ابنه بسبب رمي حجارة .. (ونحن كيساريّون اقتربنا من كثيراً من مرحلة كهذه .. صدّقوني) هو حلم (أن أرى الأرض تزهر لي .. لأنتمي لها) شديد "الطوباويّة" أرى الجنّة منه أقرب منالاً .. لكنني أقدّمه كتفسير لما يدلّ عليه عنوان الموضوع .. نحن والضياع .. فلم نحن ضائعون .. !! هو برهان لضياعنا .. كما هي الجنّة الموعودة التي تقدّم برهاناً لغبائنا في الدنيا .. حينما نغرق بالمعاصي .. !! لذا من الطبيعي أن يختلف الحد الذي نفترضه بين "الإرهاب" و"المقاومة الوطنيّة" .. عن رجل يعيش في أمريكا منذ زمن طويل .. يستمع للإعلام الأمريكي .. ويشارك بالسياسة الأمريكيّة .. ويستلقي ليلاً على الفراش بجانب امرأة أمريكيّة .. ولا بدّ أن نقبل هنا "الأخذ والعطى" .. ولا ننتظر منه موقفاً يبصم به "بالعشرة" بما نؤيّد .. لأن الارتباك ينتابنا نحن "اليساريّون خاصّة" .. وعلينا أن نعالجه .. قبل أن نتّجه لمعالجة الآخر .. خوليو. |
||||
09/05/2007 | #2 | ||||||
مشرف متقاعد
|
بداية مقال مهم جدا و حابب اناقش فيه مجموعة نقاط تهمني بشكل خاص...
راجع بعد شوي شكرا خوليو
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
|
|