س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
19/10/2006 | #1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
بابلو نيرودا
عيناي
1918 أتمني لو تكون عيناي قويتين وباردتين وأن تمسا بالعمق صميم الفؤاد، وأن لاتكشفا شيئاً من أحلامي الضائعة بلا أمل، ولا غاية. أتمني أن لا تتكهنا بما هو دنيوي دائما مثل الأزرق المخضب، والمخفف بالأصفر الهادئ وأن لاتريا الآلام البشربة ولا رغد العيش. إلا أن عيني هاتين منطفأتان وحزينتان ليستا كما أحب أو كما أحب أن تكونا لأن عيني قد رآهما فؤادي وآلمه أنهما تبصران. في أوقاتي (1918خريف) أوه! لماذا أنا حزين؟ أتري هو المساء البارد، الشتائي الصامت، أتري هو ما يجعلني أشد حزناً؟ في هذا المساء الصامت، وصوت الموسيقي الأليم أستعرض الكائنات والأشياء. لقد أمضيت اليوم بأكمله مع صبية سعداء، رفاق لا يعرفون شيئاً غير الضحك أحيانا أُعدي من غمر سعادتهم ولكني الآن لا أملك شيئا غير الضجر. ضوء غرفتي: ضعيف ضوءه والأشياء تكون بيضاء في شبه العتمة في غرفتي حزن دائم. علي منضدتي، بعض كتب مفتوحة دفاتر زرقاء، أقحوانات ميتة.. أتُري هو المساء البارد الذي يجعلني أشد حزناً؟
إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
|
||||||
19/10/2006 | #2 | ||||||
مشرف متقاعد
|
من "مئة سونيتة حبّ"
1- لو لم يكن لعينيكِ لون القمر، لون النهار بطينه وكده وناره لو لم تُخضعي خفة الهواء، ولم تشبهي أسبوعا من العنبر، لو لم تكوني اللحظة الصفراء التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي والخبز الذي يعجنه القمر العطِر حين ينزّه طحينة في السماء آه، يا حبيبتي، لما أحببتك! في عناقكِ أعانق كل الوجود: الرمل والوقت وشجرة المطر وكل ما هو حي يعيش كي أحيا انا لا احتاج مسافة كي أرى الأشياء، فيكِ أنت أرى الحياة كلها * * * 2- يا امرأة تامة، يا تفاحة شهوانية، يا قمرا حارا يا عطر الطحالب الكثيف، ووحلا معجوناً بالضوء اي نور غامض يتفتح بين أعمدتك؟ وأي ليل قديم يثير حواس الرجل؟ آه، الحب رحلة مع المياه والنجوم، مع الهواء الضيق وعواصف الطحين النزقة: الحب قتال بين البروق وجسدان ضلّلهما عسل واحد قبلة فقبلة اجتاز مطلقكِ الصغير وضفتيكِ وأنهارك وقراكِ، فتركض نار الجنس وقد صارت لذة على طرق الدم الضيقة، لترتمي كمثل قرنفلة ليلية وتصبح محض شعاع بين الظلال * * * 3- لا احبكِ كما لو انكِ وردة من ملح أو حجر ياقوت، أو سهم من قرنفلات تشيع النار: احبكِ مثلما تحَبّ بعض الأمور الغامضة، سرا، بين الظل والروح احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر وتخبىء في داخلها ضوء تلك الزهور وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي العطر المكثّف الطالع من الأرض احبكِ دون ان اعرف كيف، أو متى أو أين، احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور: هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة أخرى غير هذه، دون ان أكون أو تكوني، قريبة حتى ان يدكِ على صدري يدي، قريبة حتى أغفو حين تغمضين عينيكِ * * * |
||||||
23/10/2006 | #3 | ||||||
مشرف متقاعد
|
حلو كتيير فادي...بس لو تعطينا لمحة صغيرة عن الكاتب......مشان نعرف شو عم نقرا اكتر
ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......
شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب... jesus loves me... |
||||||
23/10/2006 | #4 | ||||||
مشرف متقاعد
|
بابلو نيرودا: اسمه الحقيقي نفتالي ريكاردو رييزولد في الثاني عشر من شهر يوليو عام1904 في قرية بارال بوسط شيلي كانت والدته روزا نفتالي تعمل بمهنة التدريس أما والده جوزيه ديل كارمن فكان عاملا بسيطا في السكة الحديد وإن كان نيرودا نفسه قد أشار إليه في إحدي قصائده علي أنه سائق القطار.
لم يكن عام مولد نفتالي أو بابلو كما اشتهر بعد ذلك بالعام السعيد خاصة بعد أن اختطف الموت والدته في نهاية شهر أغسطس أي قبل أن يكمل الرضيع شهره الثاني نتيجة إصابتها بالدرن, ولعل ذلك كان أحد أهم أسباب حزنه الدائم وانكسار قلبه بعد حرمانه من حنان أهم شخصية في الوجود فرغم زواج والده بعد ذلك بعامين من' ترينيداد كانديا' التي وصفها بابلو بأنها الملاك الحامي لطفولته إلا أنه ظل مفتقدا لحنان الأم. قبل أن يكمل بابلو عامه الخامس عشر كانت إبداعاته الشعرية قد بدأت في الظهور بدأ ذلك تحديدا عام1917 عندما كتب قصيدته عيناي والتي وقع عليها باسمه الحقيقي نفتالي رييز ولكنه عام1920 اختار لنفسه اسما جديدا هو بابلو نيرودا والذي ظهر أول مرة في قصيدته التي لم تطرح في الأسواق' جزر غريبة'. في مارس عام1921 بدأ نيرودا يشعر بموهبته الشعرية لذلك قرر السفر إلي سانتياجو حيث استقر هناك في بيت الطلبة لاستكمال دراسته في اللغة الفرنسية التي كان يجيدها مثل أهلها وفي أكتوبر من نفس العام ظهرت قصيدته' أغنية العيد' والتي فازت بالجائزة الأولي في مسابقة اتحاد الطلاب والتي كانت مؤشرا لظهور ليس فقط باقي قصائده, لكن لظهور الوجه الثوري لهذا الشاعر الرومانسي الذي يبدو حالما حزينا علي طول المدي ففي نفس هذا العام اشترك نيرودا في المظاهرت الثورية التي اندلعت في البلاد آنذاك وذلك قبل أن ينتج ديوانه الثاني' الغسق' والذي اضطر من أجله لبيع بعض أثاث منزله وساعة اليد التي كان قد أهداها له والده. ونأتي لرائعة نيرودا' عشرون قصيدة حب وأغنية لليأس' والتي تعد بحق أول ديوان حقيقي له حيث ترجم إلي الإنجليزية مما جعله أكثر كتبه انتشارا في هذا الديوان نجد الحزن وانكسار القلب هما المسيطران علي روح القصيدة ولعل هذا يتضح جليا من خلال بعض هذه الأبيات الشعرية: يلفني خصرك الضبابي صمتك يطارد ساعاتي المعذبة وأنت ذراعان من حجر شفاف تعشش فيهما أشواقي الخضراء وترسو قبلاتي آه! صوتك الغامض يخضبه الحب ويحنو في المساء رنانا فانيا في قلب الزمان علي الحقول رأيت السنابل تنحني في فم الريح في عام1924 يهجر نيرودا دراسة اللغة الفرنسية ويتخصص في الأدب ويكتب ثلاثة أعمال تجريبية وذلك قبل أن يبدأ رحلة تعيينه سفيرا في العديد من البلدان تنتهي بكونه سفيرا في الأرجنتين عام1933 أي بعد زواجه من الهولندية الجميلة' ماريكا' بثلاث سنوات والتي انتهي زواجه منها بإنجاب طفلته مارفا مارينا التي ولدت في مدريد في الرابع من أكتوبر عام1934 والطريف أنه في نفس العام وتحديدا بعد شهرين تزوج نيرودا من زوجته الثانية ديليا ديل كاريل الأرجنتينية الشيوعية والتي تكبره بعشرين عاما والتي كانت تعشق الرسم خاصة رسم الخيل وقد انبهر بها نيرودا وسرعان ما ارتمي في أحضانها لأنها الوحيدة التي أخرجته من حالة الاكتئاب التي كادت تنتابه عقب علمه بمرض طفلته المزمن والذي كان يهدد حياتها. في تلك الأثناء اكتسب نيرودا شهرة عالمية واسعة جعلته واحدا من أكبر وأهم شعراء أمريكا اللاتينية ورغم كونه قد عمل سفيرا في العديد من الدول الأوروبية إلا أن ذلك لم يزده سوي إصرارا علي أن الشيوعية- التي اندلعت شرارتها في روسيا- ليست سوي المنقذ الحقيقي والحل السحري لكل المشكلات ورغم المتاعب التي سببها له هذا الاتجاه السياسي إلا أنه ظل متمسكا به إلي حد استقالته من عمله الدبلوماسي. ويبدو أن الأفكار الشيوعية هذه قد أثرت علي الأسلوب الشعري لنيرودا فبعد أن كانت قصائده تمتاز بالرومانسية والحزن والحس المرهف أخذت القصائد تتطور لتصبح أقرب إلي السريالية التي كانت في ذلك الوقت تطغي علي المنظومة الفكرية والفنية في أوروبا كلها. يظهر هذا واضحا من خلال قصيدة نيرودا' إقامة علي الأرض' والتي امتلأت بالعديد من الصور المأساوية لما أحدثته الحضارة من دمار شامل علي الأرض وقد ظهرت هذه القصيدة عام1935 أي قبل عام واحد من انفجار الحرب الأسبانية والتي فجرت معها واحدة من أعظم قصائد نيرودا السياسية'نشيد الي أمهات المحاربين الموتي'. يأتي عام1937 ويعود نيرودا إلي شيلي تحديدا في10 أكتوبر ليكتب قصيدة' أسبانيا في القلب' والتي يقول فيها: كنت أسكن في حي بمدريد به أجراس به ساعات به أشجار منزلي كان يسمي منزل الزهور لأن في كل ركن من أركانه كانت تتفجر الزهور من تحت الأرض هل تتذكر يا رافاييل هل تتذكر منزلي ذي الشرفات نبض عميق من الأقدام والأيدي كان يملأ الشوارع وذات صباح كان كل شئ يحترق ذات صباح كانت النيران تخرج من الأرض وفي الشوارع كانت دماء الصغار تجري مثل الأطفال انظروا إلي منزلي الميت انظروا إلي أسبانيا المنكسرة من كل منزل ميت يخرج الحديد الملتهب بدلا من الزهور عندما كتب نيرودا هذه القصيدة لم يكن يعلم أنه سيواجه في العام التالي وفاة والده وكذلك زوجته الأولي والدة ابنته والتي توفيت هي الأخري متأثرة بمرضها عام.1942 في تلك الأثناء لم يكن نيرودا قد كتب شيئا يذكر خاصة في ظل الأعمال السياسية التي قام بها, لكنه سرعان ما استعاد موهبته الشعرية وكتب لنا تحفته' النشيد العام' عام1950 حيث عرض في هذا العمل الضخم تاريخ قارة أمريكا اللاتينية من منظور اجتماعي وسياسي ويؤكد أن للشعب الدور الرئيسي في التاريخ محتقرا كل الشعراء الذين يطلقون علي أنفسهم اسم الشعراء السماويين قائلا لهم: ماذا فعلتم أنتم يا أهل جيان يا مدعي الثقافة يا من تهتمون بالقوافي يا مدعي الصوفية يا زيف من السحرة ماذا فعلتم تجاه سلطة الكرب أمام هذا الجنس البشري الغامض ويستمر التطور الشعري عند نيرودا وذلك من خلال تساؤلاته والتي دفعته اليها الرغبة في التوغل في جذور القارة اللاتينية لذلك نجده في ديوانه' أشعار القبطان' و'الكرم والريح' تخلي عن أن ينتهج أسلوبا بلاغيا وغراميا لا تشكل فيه الأسئلة عنصرا مهما وإن كان هناك تساؤل يطرح نفسه في ديوانه' استراباجاريو' وهو كم يعيش الانسان في النهاية؟ في هذا الديوان يضعنا نيرودا في قالب مختلف تماما عن كل نتاجه الشعري السابق فهو يعبر عن قلقه وعن ريبته وعن إحساسه بمحدوديته يعبر عن هذا كله من خلال الكوميديا السوداء التي تسيطر علي الديوان من أوله الي آخره فيما أتيت أسألكم من أكون في هذه المدينة الميتة؟ أين كنت؟ من كنت لا أفهم غير الرماد بدءا من هذا الديوان نجد محدودية الوجود والموت هما المسيطران علي نيرودا حتي آخر قصائده فمثلا من قصيدة' صورة' من ديوان' أغان طقوسية' الذي ظهر عام1961 نجد الشاعر يتساءل: من عاش؟ من سيعيش؟ من أحب؟ أما في' تفويض كامل' فنجده يتساءل: في عرض الطريق أتساءل أين توجد المدينة؟ ذهبت ولم تعد وفي ديوان' مذكرات ايسلا نيجرا' الذي ظهر عام1964 نجده يسترجع حبه القديم لعشيقته فيقول كيف وأين يقبع هذا الحب القديم هل هو الآن قبر طير أم نقطة من الكوارتز الأسود أم قطعة من الخشب تآكلت بفعل المطر؟! يأتي عام1968 ويمرض الكاتب بمرض يقعده عن الحركة فيكتب لنا ديوان أيدي الأيام ثم يتحفنا برائعته السيف المشتعل عام1970 ثم أحجار السماء في نفس العام وفي21 أكتوبر عام1971 يفوز نيرودا بجائزة نوبل في الأدب وعندما يعود إلي شيلي يستقبله الجميع باحتفال هائل في استاد سانتياجو ويكون علي رأس الاحتفال سلفادور الليندي الذي لقي مصرعه بعد ذلك علي يد الانقلاب الذي قاده بينوشيه وبعدها بأيام توفي نيرودا متأثرا بمرضه في23 سبتمبر1973 |
||||||
23/10/2006 | #5 | ||||||
مشرف متقاعد
|
هي لمحة بس كتير صغيرة ,,,,,
|
||||||
23/10/2006 | #6 | ||||||
مشرف متقاعد
|
شكرا كتيير فادي.... على كل انا عرفت ليش انت بتحبو
|
||||||
28/11/2006 | #7 | ||||||
مشرف متقاعد
|
تنوّع تشرعُ بالموت بطيئا إن�' لم تسافر، إن لم تُطالع�'، فأنك تستهلّ موتك بطيئا عندما تقتلُ إحترامَك لذاتك؛ حين لا تـَدَع الآخرين إعانتك أنما تشرَعُ بالموت بطيئا ما أن تمسي عبدا لعاداتِكَ، تقطع مشيا يوميا ذات السُبل ِ. . . إن لم تُغيّر�' من رتابتك، إذا لم ترتدِ مختلف ألألوان أَو تحجم عن التحدث مع أناس تجهلهم فانك تبدأُ بالموت بطيئاً إن تتجنب الإحساس بالهوى وما تؤوله عواطفه المتأججة؛ تلك التي تجعلُ عينيك تتألّقان وقلبكَ يخفق بشدة فسرعان ما تبدأ موتك بطيئا إذا لم تُغيّر�' حياتكَ أنّى شعرت بعدم رضى لشغلك، أَو لحبِّكَ، إذا لم تُخاطرُ لما هو آمن بما هو غامض إذا لم تتعقـّب حُلماً ولم تسمح�' لنفسك، في الأقل مرة واحدة بحياتك، أن تزوغ َ من نصيحةٍ عاقلة. . . فلتبادر بالعيش حالا! ولتخاطر اليومَ! لأن تفعل شيئا الآن ! إياك أن تسمح لنفسك بالموت بطيئا . . . ولا تنسِ أن تكونَ سعيداً ! |
||||||
28/11/2006 | #8 | ||||||
مشرف متقاعد
|
الجنرال في الجحيم
أيّها الشرّير، لا النار ولا الخَلّ الساخن في عشّ ساحرات البراكين، ولا الجليد المُفترِس، لا السلحفاة النتنة التي تنبح وتعول بصوتِ امرأةٍ ميّتةٍ تخدشُ بطنك باحثةً عن خاتم زواجٍ ودمية طفلٍ مذبوح، ستكون لك سوى بابٍ مظلمٍ مكسور، في حقيقة الأمر. من جحيمٍ الى آخر، ماهو الفرق؟ في عُواءِ جحافلِك، في الحليب المقدّس لأمّهات العراق، في الحليب والأثداء التي ديستْ على امتداد الطريق، دائماً هنالك قرية أخرى، دائماً هنالك صمت أكثر، وباب مهشّم. ها أنتَ هنا الآن. جِفنٌ قذر، روثُ دجاجِ مقابرَ فاسدٌ، بُصاقٌ ثقيل، شكلُ خيانةٍ لا يمحوها الدّم. مَن، من أنتَ؟ يا صفيحةَ المِلح البائسة، يا كلبَ الأرضِ، يا ظِلاًّ شاحباً سيّيء الولادة. اللّهَب يتقهقر بدون رمادٍ، العطش المالح للجحيم، مدارات الحزن تشحب. أيّها اللّعين، الإنسانيّة وحدها ستطاردك، داخل النار المُطلَقة للأشياء ينبغي ألاّ تُفنى، ولا أن تضيع في ميزان الزمن، ينبغي ألاّ تُثقَب بالعدسة الحارقة أو بالزَبَد العنيف. وحيداً، وحيداً. لأجل أن تجتمع كلُّ الدموع، لأجل خلود الأيادي الميّتةِ والعيون المسمولة، وحيداً في كهفِ جحيمك، تأكل في صمتٍ القيحَ والدّمَ طوالَ أبديّة ملعونةٍ وموحشة. أنتَ لا تستحقّ النوم حتى ولو كانت عيناكَ مثبّتتين بالدّبابيس: ينبغي أن تظلَّ مستيقظاً أيّها الجنرال، يقظةً أبديّةً وسط تعفّن الأمّهات الصغيرات، رشقات الرشّاش في الخريف. جميعها وجميع الأطفال المحزونين المقطّعةِ أوصالهم، متصالبين، مشنوقين، ينتظرون في جهنّمك يومَ الإحتفال البارد: يوم وصولك. الأطفالُ المسودّون من الإنفجارات، شظايا الدماغ الحُمرُ، الدهاليزُ المحشوّة بالأمعاء اللّطيفة، جميعُ هؤلاء بانتظارك، كلٌّ على وضعهِ الذي كان فيه عابراً الشارع، راكلاً الكُرة، يزدردُ فاكهةً، مبتسماً، أو مولوداً لتوّه. مبتسمينَ. هنالك إبتسامات الآن مهشّمة بالدّم تنتظرُ بأسنانٍ مُبعثرةٍ، مقلوعةٍ وأقنعةٍ من صديدٍ عَكرٍ، وجوه مثقوبة ببارودٍ أبديّ، وأشباح بلا أسماء، الظلام يخبّئهم، أؤلئك الذين ما غادروا أسرّةَ أنقاضهم أبداً. إنّهم جميعاً ينتظرونك لقضاء الليلة. يملأوون الممرّات كالطحالب الذّاوية. هؤلاء أهلُنا، كانوا لحمَنا، عافيتنا، طُمأنينتنا الصّاخبة، أوقيانوس هوائنا ورئاتنا، بواسطتهم الأرض اليابسة أزهرت. والآن، فيما وراء الأرض، تحوّلوا الى ممتلكات تالفة، قضيةِ قتيل، طحينٍ ميّتٍ، إنّهم ينتظرونك في جحيمك. طالما الرعب والحزن قد أَفَلا بعيداً، فلا رعب ولا أحزان في إنتظارك. فلتكنْ وحيداً وملعوناً، وحيداً ومستيقظاً بين كلّ هؤلاء الموتى، ودع الدّمَ يهطل عليك كالمطر، ودع النهرَ المحتضر للعيون المقلوعة ينحدر وينجرف عليك محدّقاً نحوك الى ما لا نهاية |
||||||
11/01/2008 | #9 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
قصائد لبابلو نيرودا
ــ قصيدتان نشرت هاتان القصيدتان عندما كان بابلو نيرودا يوقع باسم نفتالي رييس، وقد نشرتا في مجلة:دفاتر التموكو في عددها الأول عام 1918، ولم تنشرا في أي من كتبه، إلا في آخر طبعة لمجموعته الكاملة إذ تم نشرهما في الجزء الرابع منها. عيناي (191 أتمني لو تكون عيناي قويتين وباردتين وأن تمسا بالعمق صميم الفؤاد، وأن لاتكشفا شيئاً من أحلامي الضائعة بلا أمل، ولا غاية. أتمني أن لا تتكهنا بما هو دنيوي دائما مثل الأزرق المخضب، والمخفف بالأصفر الهادئ وأن لاتريا الآلام البشربة ولا رغد العيش. إلا أن عيني هاتين منطفأتان وحزينتان ليستا كما أحب أو كما أحب أن تكونا لأن عيني قد رآهما فؤادي وآلمه أنهما تبصران. في أوقاتي (1918خريف) أوه! لماذا أنا حزين؟ أتري هو المساء البارد، الشتائي الصامت، أتري هو ما يجعلني أشد حزناً؟ في هذا المساء الصامت، وصوت الموسيقي الأليم أستعرض الكائنات والأشياء. لقد أمضيت اليوم بأكمله مع صبية سعداء، رفاق لا يعرفون شيئاً غير الضحك أحيانا أُعدي من غمر سعادتهم ولكني الآن لا أملك شيئا غير الضجر. ضوء غرفتي: ضعيف ضوءه والأشياء تكون بيضاء في شبه العتمة في غرفتي حزن دائم. علي منضدتي، بعض كتب مفتوحة دفاتر زرقاء، أقحوانات ميتة.. أتُري هو المساء البارد الذي يجعلني أشد حزناً؟ ألف ياء - 31/01/2004
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ لتكتمل النشوة الصاعدة |
11/01/2008 | #10 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
المدخل قصيدة طويلة للشاعر التشيلي بابلو نيرودا ترجمة: سركون بولص المدخل (بابلو نيروا في باريس عام 1971) يا له من قرن طويل! تساءلنا: متى ينتهي؟ متى يسقط رأسياً في الكثافة، في المتاهة؟ في الثورة التي عبدناها؟ أو في الأكذوبة البطريركية الكاملة الصفات؟ لكن ما هو أكيدٌ هو أننا لم نعشه أبداً كما كنا نريد. * كان يتعذب دائماُ. كان دائما يُحتضر. يبزغُ في الفجر ويدمى بعد الظهيرة. يمطر في الصباح، وعند المساء يبكي. اكتشفت الحبيبات أن لكعكعة الزفاف جراحاً كما بعد استئصال الزائدة الدوديّة. * تسلق الرجال الكونيّون سلّماً من نار وعندما لمسنا أقدام الحقيقة كانت قد انتقلت الى كوكب آخر. * تطلعنا الى بعضنا كارهين: أشدُّ الرأسماليين دناءة لم يعرفوا ما العمل: كانوا قد تعبوا من المال لأن المال كان قد تعب والطائرات من دون ركاب وما من علامة على الركاب الجدد. كنّا جميعاً ننتظر كما في محطات القطار، في ليالي الشتاء: كنا ننتظر السلام فجاءت الحرب. * لا أحدٌ كان يريد أن يقول شيئاً. الكلُ كان يخاف التورّط: بين الشخص والآخر كبرت المسافات وصار التنافرُ بين الاصطلاحات من الحدّة بحيث كفّ الجميع عن الكلام أو أخذوا جميعاً يتكلمون دفعة واحدة. * عندما سقطت القنبلة (البشرُ، الحشراتُ، الأسماك أبيدت كلّها) فكّرنا بالرحيل حاملين صرّةً صغيرة، باستبدال كوكبنا وجنسنا. أردنا أن نكون خيولاً، خيولاً بريئة. أردنا أن نغادر هذا المكان. بعيدا، بعيدا من هنا. * لم تكن الإبادةُ وحسب لم يكن الموت وحده (رغم أن الخوف كان خبزنا اليومي) بل أن لا نقدر على الحركة بقدمين اثنتين. لقد كان ثقيلاً، هذا العار في أن نكون بشرا كالذين دمّروا ومن أبادوا. * ومرة أخرى، مرة أخرى كم من المرات، الى متى؟ * الكلابُ وحدها بقيت تنبح في العلوّ الريفي للبلدان الفقيرة. هكذا كان نصف القرن صمتاً والنصف الآخر، كلابا تنبح في ليل الأرياف. * مع ذلك، لم يسقط النابُ المرير وظلّ يصلبنا. * فتح لنا باباً، تبعناهُ الى الداخل وهو يشعلُ ثقاباً مثل مذنب، وعندما أغلق الباب ضربنا في البطن بعقب بندقية. أطلقوا سراح سجين وعندما رفعناه على الأكتاف ابتلع السجنُ مليون سجين آخر وخرج مليون آخر من المنفيين، ثم دخل مليونٌ الى الأفران وأحيلوا الى رماد * أنا في مدخل الباب، أغادر وأستقبلُ القادمين الجدد. * كان الفجر ما زال يبدو نظيفاً بفضل النسيان الذي نتملاه به بينما استمرّت الأمم، منشغلة، تقتلُ البعض هنا والبعض هناك، تصنع فظائع أكثر وتخزنها في ترسانة الموت. * أجل، حالنا لا بأس بها، شكراًً لكم: ما زال لدينا أمل. * لهذا السبب أنتظرُ في مدخل الباب أولئك الذين يقاربون نهاية هذا العيد: نهايةُ هذا العالم. * أدخلُ معهم مهما كلف الأمر. * أغادرُ مع من يغادرون. * واجبي هو أن أحيا، أن أموت، أن أحيا. عن إيلاف |
11/01/2008 | #11 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
من "مئة سونيتة حبّ" ترجمة : جمانة حداد 1- لو لم يكن لعينيكِ لون القمر، لون النهار بطينه وكده وناره لو لم تُخضعي خفة الهواء، ولم تشبهي أسبوعا من العنبر، لو لم تكوني اللحظة الصفراء التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي والخبز الذي يعجنه القمر العطِر حين ينزّه طحينة في السماء آه، يا حبيبتي، لما أحببتك! في عناقكِ أعانق كل الوجود: الرمل والوقت وشجرة المطر وكل ما هو حي يعيش كي أحيا انا لا احتاج مسافة كي أرى الأشياء، فيكِ أنت أرى الحياة كلها * * * 2- يا امرأة تامة، يا تفاحة شهوانية، يا قمرا حارا يا عطر الطحالب الكثيف، ووحلا معجوناً بالضوء اي نور غامض يتفتح بين أعمدتك؟ وأي ليل قديم يثير حواس الرجل؟ آه، الحب رحلة مع المياه والنجوم، مع الهواء الضيق وعواصف الطحين النزقة: الحب قتال بين البروق وجسدان ضلّلهما عسل واحد قبلة فقبلة اجتاز مطلقكِ الصغير وضفتيكِ وأنهارك وقراكِ، فتركض نار الجنس وقد صارت لذة على طرق الدم الضيقة، لترتمي كمثل قرنفلة ليلية وتصبح محض شعاع بين الظلال * * * 3- لا احبكِ كما لو انكِ وردة من ملح أو حجر ياقوت، أو سهم من قرنفلات تشيع النار: احبكِ مثلما تحَبّ بعض الأمور الغامضة، سرا، بين الظل والروح احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر وتخبىء في داخلها ضوء تلك الزهور وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي العطر المكثّف الطالع من الأرض احبكِ دون ان اعرف كيف، أو متى أو أين، احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور: هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة أخرى غير هذه، دون ان أكون أو تكوني، قريبة حتى ان يدكِ على صدري يدي، قريبة حتى أغفو حين تغمضين عينيكِ |
11/01/2008 | #12 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
الشيوعيون , نحن الذين نفخنا , في الصخر , في الحديد , في الإنضبات الصارم , واصلنا الحياة بالحب وحده , و الكل يعرف بأناَ نزفنا دما , حينما شوهت النجمة , على يد قمر الخسوف الجهم . الآن سترون من نحن و فيم نفكر . الآن سترون من نحن و فيم نفكر , نحن فضة الأرض النقية , معدن الإنسان الحق , نجسد حراك البحر الدائب . دعم كل الآمال . و لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر . و دونما عذاب سنلقى حتفنا |
11/01/2008 | #13 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
|
11/01/2008 | #14 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
Vingt poèmes d amour/ une chanson désespérée Poème 2 La lumière t'enrobe en sa flamme mortelle. Et pensive, pâle et dolente, tu t'appuies contre le crépuscule et ses vieilles hélices tournant autour de toi. Muette, mon amie, à cette heure des morts seule en la solitude, emplie du feu vivant, du jour détruit pure héritière. Sur le noir de ta robe une grappe du jour, et de la nuit les immenses racines ont poussé d'un seul coup à partir de ton âme, ce qui se cache en toi s'en retourne au dehors. Un peuple pâle et bleu ainsi s'en alimente et c'est de toi qu'il vient de naître. Ô grandiose et féconde et magnétique esclave de ce cercle alternant le noir et le doré dressée, tente et parfais ta vive création jusqu'à la mort des fleurs. Qu'en elle tout soit triste. Poème 10 Nous avons encore perdu ce crépuscule Et nul ne nous a vus ce soir les mains unies pendant que la nuit bleue descendait sur le monde. J'ai vu de ma fenêtre la fête du couchant sur les coteaux lointains Parfois, ainsi qu'une médaille s'allumait un morceau de soleil dans mes mains. Et je me souvenais de toi le coeur serré triste de la tristesse à moi que tu connais. Où étais-tu alors? Et parmi quelles gens? Quels mots prononçais-tu? Pourquoi peut me venir tout l'amour d'un seul coup, lorsque je me sens triste et te connais lointaine? Le livre a chu qu'on prend toujours au crépuscule, ma cape, chien blessé, à mes pieds a roulé. Tu t'éloignes toujours et toujours dans le soir vers où la nuit se hâte effaçant les statues. Poème 11 Presque en dehors du ciel, ancre entre deux montagnes, le croissant de la lune. Tournante, errante nuit, terrassière des yeux, pour compter les étoiles dans la mare, en morceaux. Elle est la croix de deuil entre mes sourcils, elle fuit. Forge de métaux bleus, nuits de lutte cachée, tourne mon coeur, et c'est un volant fou. Fille venue de loin, apportée de si loin, son regard est parfois un éclair sous le ciel. Incessante complainte et tempête tourbillonnant dans sa furie, au-dessus de mon coeur passe sans t'arrêter. Détruis, disperse, emporte, ô vent des sépultures, ta racine assoupie. De l'autre côté d'elle arrache les grands arbres. Mais toi, épi, question de fumée, fille claire. La fille née du vent et des feuilles illuminées. Par-delà les montagnes nocturnes, lis blanc de l'incendie ah! je ne peux rien dire! De toute chose elle était faite. Couteau de l'anxiété qui partagea mon coeur c'est l'heure de cheminer, sur un chemin sans son sourire. Tempête, fossoyeur des cloches, trouble et nouvel essor de la tourmente, Pourquoi la toucher, pourquoi l'attrister maintenant. Ah! suivre le chemin qui s'éloigne de tout, que ne fermeront pas la mort, l'hiver, l'angoisse avec leurs yeux ouverts au coeur de la rosée |
|
|