أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/03/2005   #1
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي شظايا شعرية


هذا القسم .. لأخبار الشعر والشعراء ..
من مدارس شعرية ونقدية .. الى اخبار الى مقتطفات .. الى سير ...

يعني كل ما يتعلق بالشعر ( عربيا" وعالميا" )

يرجى المساهمة بمعلومات ذات قيمة ...


مشكورين ..

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
قديم 30/03/2005   #2
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي من هم الخوارج في الشعر العربي الحديث ..


الناقدة المصرية عبلة الرويني تحتفي بدنقل وتهاجم شعراء السبعينات وتناقض نفسها بين فصل وفصل

القاهرة: محمد أبوزيد


اذا كان الخوارج تاريخيا هم الذين خرجوا من شيعة الامام علي بن أبي طالب عليه رافضين التحكيم، فان الخوارج الجدد الذين تقدمهم عبلة الرويني في كتابها الجديد «الشعراء الخوارج»، الصادر أخيرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، هم قوس جمالي يتباين شعراؤه بالضرورة وباشكال خروجهم، كل بحسب بيئته وتكوينه ومشروعه.
واذا كانت الرويني تصف هؤلاء الشعراء بالخوارج فانها لم تحدد أسباب اختيارها لهؤلاء الشعراء بالذات من دون غيرهم وما هي الآليات التي اتبعتها في الاختيار ولماذا هذه التسمية. الملحوظة الثانية على الكتاب هي انه تجميع لمقالات وحوارات نشرتها الرويني في الصحف والمجلات عن ومع بعض هؤلاء الشعراء، وهي حوارات ومقالات يغلب عليها الانطباع الشخصي وتفتقد النظرة العلمية والمساءلة النقدية الصحيحة. وتسعى الرويني عبر الكتاب الى تفريغ كلمة «الخوارج» من مضمونها السياسي لإلصاقها بهؤلاء الشعراء الصداميين باعتقادها، في الوقت الذي لا تتحاشى فيه الحديث عن مجابهة عبدالمنعم رمضان لما هو عام وعمومي وخروجه المستفز على المعنى والوظيفة والايديولوجيا، وهو عنف يشبه عنف مقاومة احمد طه لكل ما هو قومي وعروبي، وهو سجال ـ في اعتقادها ـ جارح ووحشي.
كما تبدو لفظة «الحداثة» مضطربة في فهم الرويني، فهي تعلن انحيازها الصريح الى حركة الشعر العربي الحديث والى القصيدة الجديدة على اختلاف رؤاها، ثم تقول انه على الرغم من حضور الحداثة كعنوان للحركة الشعرية الآن، إلا ان حضورها محاط بالأسلاك الشائكة فهي حداثة ملتبسة ومتناقضة، يمزقها وعي شقي وازدواجية عاصفة، وبنية اجتماعية سياسية، غير قادرة على تحقيق التراكم المعرفي والعلمي، ازدواجية ساهمت في تعميق مأزق القصيدة، وغربة كثير من الشعراء بين طوباوية متعالية أو عدمية معزولة ومنعزلة.

* دنقل وأدونيس ودرويش

* أول الشعراء الخوارج الذين تقدمهم الرويني هو أمل دنقل ـ بالطبع ـ زوجها الراحل، الذي «ألح على التجربة كمقابل لاسقاط التجريد، فهي التحقق العيني للانخراط في التاريخ، ففي «العهد الآتي» كان اتجاه القصيدة نحو اعلاء قيمة الدخول في التجربة قيمة جوهرية داخل الديوان، وهو تحرك من المطلق السلطوي الى النسبي المشروط وانتقال من جمالية المشابهة والسكون الى جمالية الاختلاف والحركة من أجل إعادة الاعتبار لكلية الحضور الانساني».
ولذلك تظل الحرية ـ والكلام للرويني ـ جوهر ما يبحث عنه أمل دنقل طوال تجربته الشعرية، فهي صاحبة السيادة والأولوية المطلقة، حيث الحق هو الحلم بتحقيقها والجمال نتيجة لتحققها، بل هي شرط التحقق العيني والتاريخي للحضور الانساني، ولعل هذا التراكم يستند في مستوى الصورة الشعرية الى نوع من التفتيت. وفي الاطار الكلي العام يشير الى تفتيت الواقع داخل صورة شعرية مكتملة، يشير الى رؤية الشاعر المتماسكة لحساب اقامة عالم مواز ورمزي يصفه الشاعر داخل قصيدته.
أما محمود درويش في اعتقاد الرويني «فهو شاعر يحمي الشاعرية من الشاعرية، ويحمي العاطفية من العاطفية».
وتقول عبلة الرويني عن ادونيس انه مفتون بالقراءة، يحرص على التأويل وملاحقة الدلالات والاحكام، ويحرص على الامساك باللحظة لتثبيت الحكم واثباته، وهو خضع في تحليله لظاهرة الجمهور الشعري لفرضية ذهنية أقامها وسكن إليها، الجمهور هو في عمومه جمهور سياسي ايديولوجي، لا يتصل بالفكر بوصفه كشفا ومعرفة، جمهور قضاياه سياسية وهواجسه ايديولوجية، وهو بالضرورة مستلب الوعي، مغلوب على أمره، ومحاصر داخل مساحة ضيقة. وفي ظل غياب الجمهور عن القصيدة الادونيسية يقبل ادونيس بسهولة تفسيرات السلطة وسطوتها في صناعة الصورة ومحاولة امتلاك الجمهور وتوظيفه.

* اتهامات لجماعة «إضاءة»

* «عمر من النثر مضى، وعمر من الشعر يقبل، صف الهناءات واحدة جنب واحدة، وطيرها في فضاء الشرق حينما يتطابق البدنان، وانسها معلقة، كيف يكون جسمي موسيقيا بطغيانه عليّ؟». بهذا المقطع من قصيدة لحلمي سالم تستهل الرويني فصلها عنه في كتابه وهجومها عليه، بداية من اتهامه بالتناقض الى المراوغة التي تسمح بالعمل طوال الوقت خلف الاقنعة بمنهجية السوق السائد. وتتهم الرويني جماعة اضاءة الشعرية (جمال القصاص، حلمي سالم، ماجد يوسف، حسن طلب) انها عندما اعادت مجلة اضاءة اصدارها وضم اعضاء جدد إليها مثل الشاعرين صلاح اللقاني وفريد ابوسعدة بعد 20 عاما من الاستقلالية عن النظام ومؤسساته الثقافية فان جميع شعرائها الآن يعملون داخل شروط أو أطر المؤسسات الثقافية والحزبية، يمارسون التمرد هنا، ويمارسون الطاعة هناك أو يدمجون الطاعة بالخروج في نشاط مأزوم وهروبي، وهو قول يجافي الحقيقة في مناطق كثيرة، فليس جميع ابناء اضاءة ـ كما تزعم الرويني ـ يعملون داخل المؤسسات ولا جميعهم يعانون من مأزق هروبي.
ويبدو ان الرويني تفضل دائما ان تتكلم في المطلق وان تناقض نفسها بين الحين والآخر فبعد اربعة أسطر من الكلام السابق تعود لتقول ان جماعتي «اضاءة» و«أصوات»، قد اثمرتا في بداية السبعينات تيارا شعريا مختلفا، وجماعة شعرية تحاول ان تبلور خطواتها ورؤاها صوب قصيدة جديدة، وقد سمحت سنوات النضج والخصوصية بتمايز اصوات البعض وخصوصية قصائدهم. ثم تنتقل الرويني الى موضع آخر لتقول فيه انه مع كل فاعلية السبعينات وقوة حركتها الدافعة فلا يمكن فعليا الحديث عن اضافات محورية وتحولات شعرية حقيقية ومغايرة عما سبقها من قصائد، بل هي في كثير من الأحيان امتداد مباشر لقصائد سابقة بل وايديولوجيات سابقة، فلا يمكن قراءة «اضاءة» كلها بعيدا عن قيم جمالية تقليدية سابقة خصوصا في ذلك الاعتناء الشديد باللغة وبالايقاع والقيمة الصوتية للمفرد.
وما بين احتفاء وهجوم على حلمي سالم تنتقل الرويني الى عبد المنعم رمضان الذي تقول صراحة «لا أحب قصيدته كثيرا»، ومع ذلك تصفه بأنه خارجي بامتياز و«شاعر مضاد للايديولوجيا، للغاية، للوظيفة، للمعنى، للرسالة، لكل الجمل المكتملة أو حتى شبه المكتملة، يسخر من فكرة الجمهور، يناهض كل ما هو قومي وعروبي ويتأسى لحركات الاستقلال العربية وضحاياها».

* الحاج وإنتهاك الهوية العربية

* ومن مصر، تنتقل الناقدة إلى لبنان، فتقول عن حداثة أنس الحاج بأنها حداثة صادمة وعنيفة بكل ما تحتويه هذه الحداثة من التباس ومفارقة في المفهوم والوظيفة والدور. فقد بدأ أنسي الحاج حداثيا، ولم يصبح كما يتباهى .انتهك خطاب الهوية العربية بشكل عاصف، وهو ما استحق دائما نقمة العروبيين عليه أكثر من أي شاعر آخر، خاصة في رؤيته الشعرية المستندة على شرط (المجانية) كشرط أساسي للكتابة، وفي موقفه الحاد من الثقافة العربية. ولعل أنسي الحاج أحد الذين وصفهم الماغوط من شعراء مجلة شعر (قل لأحدهم ثلاث مرات: المتنبي، يسقط مغشيا عليه، بينما قل له جاك بريفير على مسافة كيلومتر فينتصب ويقفز عدة مرات عن الارض، كأنه شرب حليب السباع، لان هذا غربي وذاك عربي).
آخر الشعراء الخوارج هو وديع سعادة الذي تصفه الرويني بأنه «درب نفسه طويلا وبحسم على ادارة الاكتاف واحداث المسافة العميقة بينه وبين الاشياء وبينه وبين الآخرين، ودرب نفسه على قتل الذاكرة والتذكر والرغبة والوجود والامكنة، وعلى قتل نفسه تماما».
يحتوي الكتاب أيضا على حوارات مع الشعراء أمل دنقل واحمد عبدالمعطي حجازي، وسميح القاسم، ومحمود درويش وممدوح عدوان ومحمد الماغوط وادونيس.
انتهى الكتاب، ولم تذكر عبلة الرويني، لماذا هؤلاء شعراء خوارج؟ وما هي مبررات هذا التصنيف ؟
  رد مع اقتباس
قديم 30/03/2005   #3
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي وزارة الغربة للشاعر عبد الله بن زنان ..


ركن المقهى ..
صباح مشرق .. ونسمة حب أنيقة تطوف بأرجاء المقهى العتيق .. وفي ركنه الأيسر .. تضع يديها على يديه .. وشحنات حنين متقد تجذبهما في هدوء .. لم يشعرا بأحد من حولهما .. فهما في عالم الأرواح .. ولم يتبق منهم أمامنا سوى الأجساد ..
نظراتهما لبعض يسوقها الحمام أحلاماً وأغاني .. ولقاؤهما يخيم عليه عبير الشوق وقطرات من ماء الحياة الأزلي .. وكأنهما تحت عازل من الحب وخمر الكلمات تتسرب من شفتيهما .. وتفاحة القدر تتدلى عليهما بأناقة باردة .. وخجل عفيف ..
تابعتهما من بعيد .. مهنئاً غربتهم المثمرة في عالم الجسد .. في الركن القصي الذي جمعهم أمام الجميع .. وبعيدا عن الجميع .. ولم أرغب أن أعكر صفو المطر .. وإلا لتقدمت إليهما بسكين الحياة .. لإلتهام التفاحة ..


ركن الفقد ..
الإضاءة نار .. متجهة نحو شرايين المارة .. في شارع كبير .. وتأتي حبال الذكرى بخيلاء الأقوياء .. وتقيد المارة .. وتصلبهم بالنظر إلى ركن يسرق الحياة .. ليبثها في ركن الفقد .. ليعيش الأحبه بحياة المارة .. ويموت المارة .. وهم بلا حراك .. مقيدون بحبال الذكريات .. في ركن غير مقيد بمكان .. ولا زمان .. فهو في كل البلاد .. في البحر واليابسة .. في نهار الليل .. وليل النهار .. تحت لحاف الوجد .. وفوق وسائد الغياب .. بين الحروف .. وبين الكلام .. بداخل الشمع .. والشريان .. والدمع والهذيان ..
إنه الفقد وركنه الثابت كشجرة شريان .. تبث في الطين سخرية الحياة .. وحياة السخرية ..



ركن القاعة ..
وصلت إلى قصر الثقافة الملكي ( وكأن الثقافة أيضا تحتاج إلى تضخيمها بتاج الملك ) .. عند الساعة السابعة مساءً .. وظننت أنني تأخرت وأنا أسابق الريح لأصل أولاً في نشوة تختلف .. وكأنني على موعد مع الدمع .. في حفل تأبين الحياة ..وصلت وذهلت .. فالقاعة التي تتسع لأكثر من 2500 شخص ملئت تماماً .. إلا الأطراف اليسرى العليا .. وبقي منها بضع كراسي وكأنها فرحة مستبشرة وكأن الورد يسكنها .. أقتربت إليها وبلا شعور جلست في الركن .. وكأنني غريب .. وأنا كذلك ..
وما أن انتظرت قليلا حتى عجت القاعة بالأنفاس الحارة .. وامتلئت عن بكرة أبيها وكل عائلتها الملكية ..
ومضت الثواني ببطء .. وكأن الوقت يحارب الحضور بعنف .. وهو يبتسم لهم قائلا .. سأتعبكم حتى يحين موعد نزول القمر .. وبعد أن أثخنت الجميع عقارب الوقت ..جاء موعد الموت والحياة سوية .. في قمر طيني .. أنيق .. متعب الخطى .. وإذا بالجميع يقف في ثورة منظمة من التصفيق المتواصل لقمر المكان ( محمود درويش ) الذي أضاء القاعة بشمس روحه الطاهرة .. وبدأ بإطلاق الكلمات واقفاً على أنغام العود الأصيل .. كشجرة نخيل باسقة .. رطبها لذيذ وموجع في آن .. فجزيئاته تحمل السكر والبارود .. والماء والنار ..
ومضى الوقت بلا وقت .. وكانت دموع البعض تغالبهم وهو يطعنهم بخنجر من الماس .. حيث ختم طعناته وفصوله بقوله ( عراق .. عراق .. عراق ..) ..
ووقف الجميع يودعه وداع الروح .. وكأن الإحتفال كان إحتفالاً بإستمرار حياة الموت .. والدمع هو المتساقط الوحيد من شمع الأرواح الدافئ .. وأحسست حينها بأن الكل غريب .. وما أنا إلا رقم من قائمة الغربة الطويلة .. وروح واحدة سقطت دموعها في ركن القاعة ..



ركن الفوضى ..
هنا ..تختلط الأولويات بالمصالح .. بالرفض بالعنف .. وكأنما الماء يتجذر النار .. ويتفقان على تأسيس كرسي لهذا الركن .. ما أن يجلس عليه أحدهم .. حتى تجده عارياً من كل شيء حتى حقه بإستئناف العودة لأي ركن آخر ..
وتجد أحدهم يجلس ويتم تحريكه كقطعة شطرنج جامدة .. فيتجه نحو الظلام ومن ثم إلى الندم .. وفق رغبات مدير هذا الركن الذي يهدد الجميع بالسيف الأمريكي والدرع العربي .. والدماء المهجنة ..
فسحقاً ياركن الضياع .. ياركن الموت بعد الموت .. ياركن توالي الطعنات .. ياركن الذل وإمتهان البشر .. سحقاً ياركن بلا غاية .. ياركن بلا هوية .. ياركن الإنصياع تحت أشعة التغيير المنبثقة من شمس الصليب .. إلى جلود لم تعهد سوى الشمس .. ولكنها شمس الحرية ..



ركن البهو ..
ذات مساء فاخر .. يتمايل بنسمات باردة .. تباعدت الخطى بين الحلم وحقيقته الصفرية .. التي أذهلتني .. حين بدأ ذلك ( اليهودي ) بإلقاء التحية .. من خلال كلمات لم أفهم منها شيئاً .. ولم أفهم سوى حركة يده التي توحي بإلقاء السلام .. السلام الموبوء .. سلام الشيطان .. أو لنقل سلام بلا حمام ..
صدمت بعاصفة من الأسى حملت أشلاء الحلم لترتطم بأفكاري وواقعي المثير .. المرير .. وأندهشت .. ولم أفق من دهشتي إلا حين كرر ذلك الرجل تلك الجملة .. وأتبعها بجمل أخرى لم افهمها .. ولكنني أشرت بيدي .. وابتسمت .. كرد لتحيته .. تلك الإبتسامة التي لم يمر بحياتي أصعب منها .. ولن يمر ..
تلم الإبتسامة التي أحسست بأنها وأدت حلما .. وأسرفت البذخ في طعنات متوالية لروح هائمة .. غائمة .. عاودت الموت بركن البهو .. وحيدة بلا أجنحة ..



ركن السوق ..
سوق ملئ بالأشياء .. الثمينة تاريخياً .. الرخيصة عالمياً .. في أحد أركانه الكثيرة .. لم يلفت إنتباهي سوى نحيب ذلك العجوز المتواصل بملابسه المتسخة طهراً وألماً .. ويمر من حوله الماره وكأنهم لايرون شيئاً .. ولايسمعون سوى صوت (ديك تشيني) حين قال : أن المعركة ضد الإرهاب متواصلة وغير محددة بمكان أو زمان ..
وقفت أتأمل ذلك العجوز .. وتقدمت نحوه .. وحادثته .. ولم يجبني .. وأشار بيده إلى الممر الضيق المجاور لركنه .. وتقدمت بجانبه لرى ماذا يقصد .. فإذا بي أمام ممر منحدر بدرج إلى الأسفل على جوانبها ثلاثة أطفال وإمراة .. فرجعت إليه ( ....................) وعرفت أنه عراقي الجنسية عربي الهوية .. ومضيت في طريقي وأنا أقول أن هذا الركن هو ركن الحاضر الذي يجب أن نراه .. لنرى القادم بكل وضوح وإرادة .. في زمن اللاوضوح ..



الركن الهادئ ..
هوالركن المشاغب .. فجميع المشاعر .. تعيش الثورة بكامل أجندتها .. وإن جلس فيه الكثير .. في مقهى الحياة .. والتزموا بالهدوء جسدا .. فالعكس هو الصحيح .. فالماء في حالة غليان داخلي .. لايشعر به سواه .. والنار تضطرم جوعاً لأكل ماتبقى من صبر .. والذكرى تطوف الأرجاء وتقدم القهوة السمراء .. وتقدم الحياة لمن رحلوا بصمت .. ومن رحلوا بلا صمت .. وتزرع الموت لمن بقي بالركن الهادئ .. وكل الأركان ..
فهنيئا .. لمن يعيش بلا ركن .. فكل الأركان تشير إلى الغربة .. وإلى وحدة النبض .. وإن بدت الحياة أكثر عطفاً في ابتسامة طفل .. فهي أشد إيلاماً في دمعة رجل ..
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #4
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي شعراء مجهولون من غزة


صفحات من الماضي القريب

شعراء مجهولون من غزة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

محمد حسيب القاضي*



غزة قبل الاحتلال. مدينة أخرى لا تشبه كثيراً غزة بعد الاحتلال.. وقليلون من أبناء هذا الجيل يتذكرون تلك الفترة "الذهبية" من تاريخ المدينة حيث كانت تموج بحركة الاقتصاد والثقافة وشيوخ الأدب الذين خرجنا للحياة ووجدناهم بيننا.

وهؤلاء الشيوخ الأفاضل معظمهم شعراء.. إذ لم اسمع أن أحداً منهم له مؤلفات نثرية.. ولا أعلم سبباً لذلك اللهم إلا إذا اعتبروا الشعر أكثر مواتاة لذا ثقتهم التقليدية التي تربت على شعر الأقدمين وحفظت ذاكرتهم منه الكثير سواء أثناء دراسة بعضهم في الأزهر الشريف في مصر أو في معاهدها الدينية.

ولابد أن أشير هنا إلى أنني واجهت أسئلة كثيرة من شبان صحفيين وأدباء يستفسرون عن أحوال غزة قبل الاحتلال بقليل.

واعترف أن هذه الأسئلة أشعرتني من حيث لم يقصدوا بوطأة الزمن مع أنني لم أبلغ تماماً سن رواية التاريخ البعيد.. ولهذا السبب أردد دائماً إن كتابة تاريخ غزة الثقافي أمر مهم إنجازه حتى يكون بين أيدي الجيل الحاضر، يتعرف منه على حقيقة الصورة التي كانت عليها مدينة غزة في فترة الستينيات وما قبلها. وقد شعرت ببعض الارتياح عندما أخبرني الصديق الشاعر هارون هاشم رشيد أنه على وشك الانتهاء من كتاب يتناول فيه تاريخ غزة الثقافي والسياسي والاجتماعي.

ولا شك أن هذه بادرة طيبة تلبي الحاجة الملحة لوجود كتاب أو عدة كتب من هذا النوع تغطي بعض جوانب الصورة، ويرد على أسئلة الجيل الحائر المتعطش لمعرفة تاريخه البعيد والقريب. وما أحوجنا إلى مزيد من هذه الكتب التي تتوغل في تراثنا الأدبي والثقافي في فلسطين منذ بدايات القرن المنصرم.. فيما يشبه إعادة كتابة التاريخ الوطني الذي لا يتم بدون معرفة الحاضر والمستقبل، وبناء الإنسان الحضاري والواعي بمعطيات واقعه وعصره.

وفي تلك الفترة. فترة ما قبل الاحتلال كانت غزة تعج بعدد من المثقفين الذين يشكلون فيما بينهم حضوراً ما في مجالس الأدب والثقافة وعلى صفحات الجرائد المحلية.. ومن بين هذه الأسماء: الشيخ خلوص بسيسو ورامز فاخرة ومعين بسيسو وهارون هاشم رشيد وسعيد جعفر فلفل وفريد أبو وردة وصليبا الصايغ ومحمود سرداح وغيرهم.

ومن الأساتذة الذين تعلمنا منهم على مقاعد الدراسة في كلية غزة التي كانت قائمة أمام مدرسة الزهراء للبنات. وتحولت المساحة التي كان يقوم عليها مبناها المميز إلى موقف للسيارات. أقول من بين هؤلاء الأساتذة: ياسر الشوا، خالد شراب، عبد الحي الحسيني. رحم الله الذين رحلوا عنا من المربين الأفاضل. ومدّ في أعمار الباقين منهم على ما بذلوا من جهد وحب في سبيل تنشئة جيل جديد كانوا يرون فيه مستقبل غزة الأدبي والثقافي قبل أن يداهمنا الاحتلال في أواخر الستينيات ويعصف بكل شيء!! فالثقافة تحتاج دائماً إلى مجتمع مستقر كي تنمو وتزدهر وتعطي ثمارها في مجالات الإبداع المختلفة: أدباً ومسرحاً وروايةً وشعراً.. إلخ

وقدر الفلسطينيين أن يعيشوا ظروف الشتات والقهر في الداخل والخارج وأن تنقطع بهم سبل التواصل الطبيعي بين أجزاء الجسد المبعثر. وقد ساعد ذلك على اختزال مراحل النمو، وإجهاض إمكانياته المتاحة وتبديد القوة الكامنة التي لو اجتمعت في مكان واحد لأعطت الكثير وغيرت الكثير من مسارات الإبداع والصحافة والفن من حولنا.. وأتاحت فرص التطور والنضج لحياتنا الثقافية بشكل عام.

ولم تكن غزة، هذه المدينة التي في حجم الكف، سوى بؤرة نشطة وفاعلة على صعيد العمل السياسي والثقافي والاجتماعي. رغم ضآلة الإمكانيات وعسر حال الناس فيها. وخاصة في المخيمات المنتشرة في القطاع. فقد كانت هذه الأماكن الفقيرة مصدر الحلم الذي يضيء تحت أجفاننا، ويجعلنا نتشبث بالحياة ونقاوم مرور الزمن وقسوة الظروف المحيطة بنا. ونرى فلسطين من خلال مخيم جباليا والبريج والنصيرات ورفح والشاطئ قبل أن نرى فلسطين بعد ذلك مختزلة في بعض ما بقي منها!! إلا أنه برغم ما مرت به غزة من أحداث وظروف ناتجة عن الهجرة الأولى التي حولت القطاع إلى مخيم كبير.. فقد انعكس ذلك الوضع بشكل إيجابي على طبيعة العلاقات الحميمة التي ربطت بين الفلسطينيين ووحدت بينهم نفسياً وإنسانياً على هدف سياسي واحد في نهاية الأمر وهو العودة إلى ديارهم.

ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن ارتفاع نسبة التعليم في القطاع كانت بين الأسباب التي أفرزت حالة من الوعي المبكر عملت على إنضاج مستويات الرؤية المرتبطة بظروف حياتنا. وزادتنا شعوراً بالمسؤولية تجاه ما يدور حولنا. وكان لهذا أثره في الجانب الثقافي والأدبي حيث تفتحت مواهب كثيرة في الشعر والقصة والنقد أخذت مكانها على صفحات الجرائد وفي الإصدارات. وإن كانت قليلة في ذلك الوقت. أذكر منها قصص محمد جلال عناية ومحمد آل رضوان. وكذلك علي لبد وزين العابدين الحسيني وهما من أنشط كتاب القصة في ذلك الوقت.

أما محمد آل رضوان فقد بدأ في كتابة رواية طويلة تؤرخ لغزة في العهد العثماني وأسماها "سفر برلك" وكان يحدثني عنها كثيراً أثناء وجودي معه في جريدة أخبار فلسطين التي كنت أعمل فيها. وكنت شديد الحماس لهذه الرواية التي تتعرض لفترة غائبة عن وعي الكتابة الروائية عندنا. وأعني في فلسطين. ومن المؤسف أن الراحل آل رضوان قد أهمل إتمام هذا العمل الروائي. أو أنه قد أتمه خلال فترة الاحتلال. وطواه في أدراج النسيان. وأذكر أنه نشر جزءاً منه في جريدة أخبار فلسطين. ولم ينشر الأجزاء المتبقية لأسباب لا أعلمها فقد أغلقت الجريدة بعد الاحتلال، وتفرقت بنا السبل. وتم إبعادي بعد فترة اعتقال إلى الأردن. ثم إلى مصر بعد ذلك. المهم أن محمد آل رضوان الصحافي النشط قد هجر الكتابة، وتوقف تماماً خلال فترة الاحتلال الطويلة والممتدة.

أما جلال عناية فقد أصدر مجموعة قصص قصيرة لا أذكر عنوانها الآن، وكتبت عنها دراسة نقدية نشرتها في جريدة أخبار فلسطين. وعلمت فيما بعد أن هذا الكاتب المبشر غادر غزة إلى الولايات المتحدة للعمل والإقامة هناك. وتوقف عن الكتابة نهائياً.! ولم نعد نسمع عنه شيئاً.

أما زين العابدين الحسيني وعلي لبد فقد نشر كل منهما عدداً من قصصه في صفحة الأدب التي كنت أشرف على تحريرها في أخبار فلسطين وأصدر زين العابدين بعد فترة من الزمن مجموعة بعنوان "خميس يموت أولاً" ثم "سر البرى" ولم يصدر بعد ذلك شيئاً. في حين أن علي لبد لم ينشر أي مجموعة قصصية. وأعتقد أنه توقف هو الآخر عن الكتابة.

أما توفيق المبيض فقد نشر عدة قصص ومسرحيات في مصر وتوفى هناك وهو في سن صغيرة نسبياً.

وفي الشعر ظهر في غزة عدد من الشعراء عرف منهم على نطاق واسع: معين بسيسو وهارون هاشم رشيد وعلي هاشم رشيد. والسبب أنهم نشروا قصائدهم في مصر وبيروت. ومن الشعراء الأصغر سناً أحمد فرحات وعبد الرحمن بارود.. وقد غادر الاثنان غزة إلى السعودية في بداية الخمسينيات بحثاً عن لقمة العيش. ولم يكن لهما أثر في الحياة الشعرية في غزة.

إلا أن من مفارقات حالة الثقافة والشعر في القطاع وجود عدد من الشعراء الذين لم يسمع عنهم أحد في الخارج وبين الجيل الحالي لأنهم لم ينشروا دواوين شعرية مطبوعة. ومن هؤلاء: الشيخ خلوص بسيسو ومحمد برزق وابنه يحيى ورامز فاخرة وسعيد فلفل ومحمود الصايغ وهو شاعر ومدرس للغة العربية. والشيخ محيي الدين الملاح محامٍ وشاعر (وقيل لي أنه أصدر ديواناً واحداً في حياته) وهؤلاء الأساتذة من محبي الشعر اختاروا أن يكتبوا لأنفسهم ويقرأوا أشعارهم على الخاصة من أصدقائهم ومعارفهم.. فلم يشاركوا في ندوات عامة، وأكثرهم لم ينشر شعره حتى في جريدة أو مجلة. وكنت استغرب من ذلك ولا أجد له سوى تفسير واحد وهو أنهم كانوا مشغولين بحياتهم الوظيفية والعائلية أكثر من انشغالهم بالشعر وهمومه. إذ لم يكن الشعر هو شاغلهم الوحيد الذي يدفعهم إلى تجويد الكتابة فيه وتطويره ونشره على الناس. وربما لهذا السبب اكتفوا بأن يقرأوا الشعر لأنفسهم خلال مجالسهم الأدبية. ومن هذا الشعر ما جرى مجرى التندر على سبيل الفكاهة التي لا تفسد للحب قضية.

سألت ذات مرة المربي الفاضل رامز فاخرة، رحمه الله، وكان يشغل وظيفة مدير عام في دائرة المعارف.. وكنت يومها أعمل في التدريس إلى جانب العمل الصحفي. قلت له: لم تكتبون الشعر؟ فوجئ بسؤالي.. ونظر إليّ من تحت نظارته ذات الزجاج الأزرق في استغراب، وسأل بعد برهة: ماذا تعني؟ قلت: أعني أنكم شعراء سريون. لم نقرأ لكم شيئاً مطبوعاً سوى بعض ما نسمعه من مقاطع شعرية في مجالسكم الخاصة. ضحك بصوت مرتفع وهو يعدل من نظارته وقال: إن أقل واحد من جيلنا له ديوان أو ديوانان من الشعر غير المطبوع (مخطوطات) ولكننا لا نقول عن أنفسنا أننا شعراء متفرغون لكتابة الشعر. وبالتالي لا نسعى للشهرة ولا نرغب في ذلك! سألته على الفور: هل يوجد، في نظرك، ما يحول بين أن تكون موظفاً كبيراً وشاعراً في نفس الوقت؟ ما المشكلة في ذلك؟ أجاب ضاحكاً: يبدو أنك تتدرب عليّ كصحفي، وتريد أن تستدرجني. قلت له: ليس تماماً. ولكني أسأل. واعتقد أنني حصلت على الجواب.

كان ذلك الجيل ينظم الشعر على استحياء. حتى أكاد أقول أنهم في الغالب يجارون بعضهم بعضاً دون هاجس حقيقي يملي عليهم ضرورات الكتابة، ناهيك عن تحسين الشرط الإبداعي والفني في قصائدهم. هم رواة جيدون للشعر يحفظون الكثير مما تعجز الذاكرة عن حفظه بين أبناء جيلنا والجيل الحالي.

ولا عجب أن يتأثر هؤلاء بالشعر القديم من حيث تراكيبه وبلاغته سواء في قصائدهم الغزلية أو الوطنية أو "الأخوانيات" المتبادلة بينهم. مع ذلك نطالع قصائد تلامس الهم الوطني والاجتماعي، إلى جانب قصائد تنخرط في الحنين إلى الديار، والحث على الكفاح والتحرر. إلخ. شأن تلك الحقبة.

وما من شك أن ظهور شعراء احتلوا مكانتهم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي نالوا حظهم من الانتشار من خلال دواوين المطبوعة في القاهرة أو بيروت. قد قلل من فرص هؤلاء الأساتذة "محبي الشعر" من الدخول في منافسة قد تكون غير متكافئة. وفي ظني أنه كان يمكن أن يضاف إلى دائرة الضوء شاعر أو شاعران وهما يحيى برزق وسعيد فلفل لولا أنهما لم يتحمسا كثيراً للنشر سواء في المجلات، أو في دواوين شعرية مطبوعة.

وأشير إلى أنه يوجد ديوان شعر للراحل يحيى برزق لم ينشر بعد وبالمناسبة أدعو اتحاد كتاب فلسطين لنشر ما يتوفر من إنتاج شعراء غزة المجهولين. حتى يتعرف عليهم أبناء الجيل الجديد ويكونوا في متناول الدراسة والبحث أمام الطلبة في جامعاتنا الفلسطينية.

وعندما نقرأ إنتاج ذلك الرعيل الأول من شعراء غزة نجد اتجاهين واضحين: الأول يسلك طريق الشعر المبني على التراث من ناحية التزامه الأوزان والقوافي. وهو يعكس الثقافة الأدبية التي تربى عليها هذا الجيل ومعظمه من أساتذة المدارس وخريجي الأزهر الشريف. ولهذا نجدهم محافظين على تقاليد القصيدة: العمودية كما نعرفها في كتب التراث.

أما الاتجاه الآخر. ويمثله معين بسيسو وهارون هاشم رشيد من بين شعراء كانوا أكثر معايشة واستلهاماً وتعبيراً عن الهم السياسي العام سواء من خلال القصيدة التقليدية أو شعر التفعيلة. وإن كان "معين" يشكل حالة خاصة بسبب انتمائه العقائدي الذي أمده برؤية تعكس تأثره الواضح بشعراء يساريين (بابلو نيرودا، افتوشنكو، لوركا، أراغون.. الخ) الذين كان لهم أثرهم العميق في بلورة أسلوب وتركيب صوره وأخيلته التي تميل إلى نوع الكاريكاتير أي الشعر الساخر الممزوج بخطابية حادة ومحرضة لم تعد مرغوبة لدى شعراء الجيل الثالث (جيل السبعينات) وتجديداته على صعيد كتابة قصيدة تواكب ما طرأ على الشعر في العالم العربي من إنجازات هامة (وهذا موضوع آخر).

وفي رأيي أن هذا الجيل وما تلاه من أجيال الشعر، لم يأخذ حقه في ميزان النقد الغائب بل والمفقود عندنا. وهذه المهمة من استحقاقات الشعر المؤجلة. إلى متى؟ لا أدري.

تلكم هي بعض جوانب صورة الأدب والثقافة في غزة قبل الاحتلال.. على الأقل الجانب الذي عشناه وكنا شهوداً عليه في فترة ما قبل وقوع كارثة عام 1967 التي أطاحت بالشعر والأرض على حد سواء..! ولكن إلى حين.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

* شاعر فلسطيني
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #5
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي شعراء ولكن للشاعر : قصي مجدي سليم


أحاول هنا أن أقوم بتتبع خطوات بعض الشعراء - سودانيين وغير سودانيين - من أبناء مدينة ودمدني . وقد يستغرب البعض ويقول هل هناك شعراء غير سودانيين بودمدني ؟ ولعل المصادفة العجيبة قد جعلت اسم أحدهم (محمد مدني) وهو-أي صاحب الاسم- إرتري الجنسية .

من اعنيهم هنا هم شعراء أصحاب لونية مختلفة ، يكتبون الشعر الحر ، ويعالجون القصيدة النثرية ، ويمارسون أدب الحداثة بصورة عامة، برز من هؤلاء كثيرون ولكن جهلي جعلني اذكر منهم القليل، ولذلك اسأل المولى عز وجل أن يعينني على أن أوفيهم حقهم في هذه الصفحات .

محمد محي الدين

محمد عز الدين

محمد الشيخ (مدني)

عادل عبد الرحمن

مصطفى محمد عثمان (ساكس)



محمد مدني

شاعر وثوري في المقام الأول، يقيم الآن بالمملكة العربية السعودية، شارك في تحرير إرتريا مع أخويه الشهيدين

(عمار) و (حكيم ) ، فأثبت أنه بحق فارس الفوهتين (البندقية والقلم ) .

ورغم أن السودان كان بالنسبة له وطنا لا يقع في شرك الترقيم الحسابي، إلا أن الاغتراب يبدو - كحالة شعرية- واضحا في قصائده:



أنا غاضب يا رسول

فبعض الحكومات

تختار ان تشترينا بحسن الجوار

وبعض الرفاق يبيعوننا بالحوار



ورغم أن مدني قد بدا كتابة الشعر في السبعينيات إلا انه ظل مجهولا، إلا للقاصدين، بل ربما يجهل البعض انه صاحب الرائعة التي تؤديها فرقة ( عقد الجلاد ) والتي تقول:



احتاج دوزنة وترا جديدا

لا يضيف إلى النشيد سوى
النشاز

إلا أن هذا الجهل به يقابله حالة من الاندهاش (الحميد) لمجرد سماع شعره، فهو بحق شاعر الكلمة المدهشة الأخاذة . ولقد برع مدني في التصوير الشعري البليغ، وْضرب النماذج البشرية والطبيعية:

((لملاكي)) بعض الاغاني

و (( تمساح)) يرتاح بين القصيدة

والاجتياح .



وإدخاله لمفردات جديدة داخل بنية النص:

للبنات الجميلات في مكاتب الأمن

وللاجئين

وللصبية الضائعين

بين صوت المغني وبين الكمين



كما تميز بموسيقاه الشعرية المتفردة:



فقط إفهموا ألا وثيقة أو وفاق

ولا خديعة أو نفاق

نخفي عن الأطفال عورة من دفنتم

من رفاق



هذا بالإضافة إلى ثورته الدائمة على كل شئ ، فهو الثورة عندما ننسى وجود الثورة فعلا ، فنراها أين ما حل شعرا وفعلا:



الرسالة قبل الاخيرة لمن لا

يهمهم الامر

(إنذار أول : قصيدة لن تتم )

للبنات الجميلات في مكتب الامن واللاجئين

وللصبية الضائعين

بين صوت المغني وبين الكمين

وللمغنين من الشعراء يهزون عرش الخلافة

بالشعر والخمر والاعتراف

لتلك الضفاف

التي عمدتني نبيا يخاف

على الحرب من ضدها

وعلى العشق من حامليه الخفاف

وللقائمين ثلاثة ارباع ليل الغريب،

وكامل ليل البلاد ،

مقابل خبز الجفاف

- وفي احسن الامر –

موت الكفاف

ومن اجل من؟

كيف نفعل؟

ماذا ؟
نواجه فصلا جديدا تماما ، كما ندخل الان في موتنا من جديد

ولا الوطنية لا الباطنية اجدتْ

لا الملكية لا المالكية افتتْ

لا العمرية لا العامرية مدتْ

-ستار-

فقد ندخل الان في مشهد المستفيد

وقد يدخل الموت فينا قبل صلاة العشاء

يفاجؤنا قبل بدء المسلسل او يتريث حتى انتهاء النشيد .

فيا ايها الموت

يا ايها الصرت منا

اعنا على كل شيء سواك

فإنا نفتش عن نبضة في القتيل

وعن وردة في عروق الحديد

ويا ايها العشق ، يا ايها المستبد نود ..

إذا غبت بين البنادق او غيبتك البنادق ، ان نستعيد ملامحك الشوهت

نوهت ،

ان نعيد صياغة هذا النشيد ، نرى وجهنا ونراك

فيقترب الوعد ذاك البعيد .

ويا ايها الوعد يا ايها الكنت فينا إلينا

فبعض القبيلة يهتز

والبعض يلتذ

ان قد احالك يا وعد، جهرا، وعيد .

ويا ايها الامراء شيوخ القبيلة هل فاتكم

ما فعلتم ب (اعلى*) و (عامة*)

وفالول*، منكع*، مبعوث باعوث

ويا أيها المراء فناء قضاء عليكم به قد يضاء على

الدرب خط لرهط العبيد .

ويا ايها الشهداء هنا الداء مستفحل بعدكم

فالبنادق ليست

بنادق

اما الجيوش

فصارت بيادق

((ان المسافة في فهم امي

ليست بعيدة

بين الشهيد وبين البليد ))

************************

( لملاكي*) بعض الاغاني ، (وتمساح*) يرتاح بين القصيدة
والاجتياح

اذا اتفقنا على نشر كل الغسيل علام السكوت ايا شهرزاد؟

ولم يات بعد الصباح ؟

وهل جاز للبعض ان ينتقوا ( هيلى قرزا*)

وينسون ان ميكائيل فوضه الرب امر الرياح .

اذن يا شهيدي تعالى ونم فوق حد الرماح الكسالى

وسمي الذي لا يباح ،

فكل الكتوف تساوت،

وبعض الرؤوس تهاوت،

فلا فرق بين السكوت وبين الصياح .

انا غاضب يا رسول

( ...............................................)

ايا رب هذا الكساح

فبعض الحكومات تختار ان تشترينا بحسن الجوار

وبعض الرفاق يبيعونا بالحوار

ورفع المصاحف فوق

الرماح

اذن :

يا عنادا تجلى ،وقاوم ، حتى لعل ، وهدد، فلت.... والا ..

وتف السماح

هوامش القصيدة
اعلى وعامة قيادتان تاريخيتان لجبهة التحرير الارترية . فالول ومنكع تنظيمين قاما احتجاجا لبعض اخطاء الثورة الارترية . ملاكي وتمساح وهيلي أسماء لبعض شهداء الثورة الارترية .



عادل عبد الرحمن

(الفنان هو الذي لا يتعطل عن صنع الجديد)

وهكذا فعل بنفسه عادل .

فهو من رواد القصيدة النثرية في السودان - بل لعله أول من كتبها في السودان .

ولد بودمدني (195 ، وكان كثير التنقل ، وصديقا لعدد كبير من الشعراء السودانيين والعرب ، محمد مدني، القدال، محمد عبد الخالق ، عادل القصاص، محمد محي الدين، يحيى فضل الله الخ.......،، الشيء الذي ساعده أن يدرس كل المدارس السودانية الحديثة عن قرب، وهو لا يقل عن رصيفه محمد مدني في الثورية بل تعدت عنده حدود قضيته الضيقة فحمل السلاح مع اخوته في إرتريا إيمانا منه بقضيتهم التحريرية، ومع هذا فقد كان لا يتوانى عن خدمة السودان وفق ما يراه ويتفق معه من مبادئ وأفكار:



(( أسمه السودان ، في العام 1986 كانت مساحته مليون رطل من

الفقر . به ثمانية عشر مليون جاهل . ومليونان من المغتربين و
الانتهازيين . أنا أحد من يدعون حبه . من اقسموا على خوض

الحرب بكل شراسة ضد الظلم والقهر ))



هكذا بدأت القصيدة النثرية عند عادل ، محاولات مستميتة للتمدد في اللغة و إخراج كل ما هو ممكن منها ولكن وفق القاعدة الجمالية التي يضفيها الشعر - بطبعه - على الأشياء . ولعل البعض يعتبره مغاليا أو متطرفا في تشاؤمه تجاه العالم:



(( هذا العالم كذبة ، وانا أتان مشلوح

هذا الوطن غربة، وأنا تعب مستريح ))



أو في قوله :



(( أخ .... رائحة الكون تزكم أنفي

أين ما ذهبت تلاحقني أخبار الكواكب

كلما ما مت تلسعني انشوطة الانتباه ))



ولكن هؤلاء بنفسهم - وهذا إذا إتفقنا مع زعمهم هذا - لا ينكرون انه شاعر الحب وقاصه . وهو أينما يكون لا يبعد قيد أنملة عن أنين الضعفاء ومحاولاته المستميتة لقتل الحزن والقهر والاستغلال:



(( هذا العالم ليس كذبة بل فرح

مٌحتل

وأنا الآن بي رغبة كي أصير
ملكاً للقبل ))



ويتجلى حبه - كأي فنان - حين تصبح أمانيه معتقلة لدى الآخرين:



(( لو كنت فارساً لعبأت نشابي بالفرح

وصوبت نحو البشرية جمعاء

لا أخطئ أحدا ))



وعادل من الشعراء المفكرين، فهو أين ما يذهب يخلف من وراءه الأسئلة الحائرة الساخرة. ويجعل الجميع في حالة تفكير ، تكتنف ما تبقى من اليوم أو ربما قد تكتنف حياتك كلها:



( يا شعوب العالم " ضعوا المعاول والطباشير ، اتركوا مقابض المكاين

وعد النقود ، عطلوا المجاديف ولحظات العشق ،

اجلسوا حلقات حلقات ، ضعوا إبهاماتكم على أطراف

الجباه ، قطبوا قليلاً ، فكروا معي .....................

في البدء كان الناس أم

المسخرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ " ))
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #6
شب و شيخ الشباب minime1967
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ minime1967
minime1967 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
914

افتراضي 6000 Thanks


nothing to say,, but 600,000 thanks for you Ya asheq...
  رد مع اقتباس
قديم 31/03/2005   #7
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


اقتباس:
nothing to say,, but 600,000 thanks for you Ya asheq
  رد مع اقتباس
قديم 15/04/2005   #8
to live is to die
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ to live is to die
to live is to die is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
برشلونة اسبانيا
مشاركات:
1,483

إرسال خطاب MSN إلى to live is to die إرسال خطاب Yahoo إلى to live is to die
افتراضي


مبارح عرضوا مسرحية بإسبانية تأليف سعد الله ونوس

الحياة سيجارة طبعاً سيجارة
HASHiiIIIIIIIIIIIIIIIIIiiiiiiiSH
مو غلط الواحد يسمع جاد شويري
الحياة سيجارة
ممكن أكتر
يعني تقريباً كروز
أو أكتر.......
يعني تقريباً هيك شي
بس السيجارة هي الأساس
يا أخي الحياة سيجارة
فعلاً......الحياة سيجارة
  رد مع اقتباس
قديم 15/04/2005   #9
شب و شيخ الشباب minime1967
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ minime1967
minime1967 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
914

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : عاشق من فلسطين
اقتباس:
nothing to say,, but 600,000 thanks for you Ya asheq

600000 hi from Amsterdam,,,,,
  رد مع اقتباس
قديم 15/04/2005   #10
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


اقتباس:
from Amsterdam,,,,,
لك أييييييييييييه سافرت وتركتني وحدي .. الله يسرلك ..
تبقى سمعنا أخباراك ..
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2005   #11
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي من اقوال الشهيد الرفيق غسان كنفاني :


لنزرعهم, شهداءنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف, فدائما يوجد في الأرض متسع لشهيد آخر.

إما عظماء فوق الأرض, أو عظاما تحتها.

لا تمت قبل أن تكون ندّا .

لن أرتدّ حتى أزرع في الأرض جنتي, أو أنتزع من السماء جنتها, أو أموت, أو نموت معاً .

الدموع لا تسترد المفقودين ولا تجترح المعجزات كل دموع الارض لا تقويان على حمل زورق لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود .
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2005   #12
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي بين الهدوء الغربة ... لشاعر مجهول الهوية


كاندثار وثاق الضوء في أول المغارة

جسدي

كتشبّث جذور الخرقة بتراب الصحارى

شعبي

كتوعّد الحزن الغريب لي في جميع الأزقة

روحي

كدمعة أخرى تتسلل بين الهدوء والغربة

ثورتي



قتلوني يا أمي

كما يقتل القلم , الفكرة

وعصا الجلاد , الصمت

أحرقوني يا رفيقي

كما يحرق السلام , الثورة

وذوبان الكلام على الجدران , النَفَس

لا أريد أن أسقط كالكلمة

لأنني أكاد أن أتمزّق قهرا

وأهديك شظاياي يا وطني

أهديك صوتي المرتجف !! وبندقية

إشتقت إلى بقاياي يا حجري

فكيف الأموات صاروا أسياد وملوك ؟!

والأحرار يأكلون التراب

ويغمرون الصحارى خنادق , للمقاومة

ويسوّرون الواحة بالخناجر , للصمود أمام الدبابة

وسيشهد العالم علينا

وسيسمع العالم موسيقانا

وإن لم يسمع !!

نقطع أذنه .
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2005   #13
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي أغاني مهيار الدمشقي ..فضاء للشعر والمسرح


المخرج كريم رشيد
يقدم قصائد أدونيس مسرحيا
أغاني مهيار الدمشقي ..فضاء للشعر والمسرح
د. حسين الأنصاري - السويد



إذا كان الشعر هو جهد لأعادة بعث اللغة أو لأفناء المألوف منها واختراع لغة جديدة تقصي الزمن والتأريخ المتمركز فيها، كما يذهب إلى ذلك (مرسيا الياد) فأن تحويل الشعر إلى المسرح، مسرحته يفتح أمام القصيدة آفاقا جديدة ويمنحها كينونة أخرى في فضاءات متخيلة تتوالد عبر نصوصها قوى احتمالية وعلاقات متشابكة تضاعف مديات التعبير والتخيل والتوليد الدلالي الذي تحققه تقنية التجسيد واللعب وتسهم في إعادة إنتاجها مستويات القراءة والراهنية التي يتيحها خطاب العرض وعلاقته المباشرة بالمتلقي.

أسوق هذه المقدمة لتكون مدخلا لقراءتي للسيناريو وللعرض المسرحي الذي شهده مسرح

Kirseberg Teater في مدينة مالمو السويدية ثم استضافه متحف الثقافة Kulturen في مدينة لوند.

العرض مستمد من قصائد (أغاني مهيار الدمشقي) للشاعر العربي الكبير أدونيس، حيث قُدم باللغة السويدية,ترجمة هشام بحري و الشاعران السويديان Ingemar & Mikaela Leckiusوكان العرض من إعداد وإخراج الفنان العراقي كريم رشيد وتمثيل كل من:

Nina Hope, Maria Vel, Petra Oesch , Elianor Morge, Midia.

يؤكد أدونيس أن الشعر لا ينتهي، يظل مشروعا قائما وان وعي الشاعر لا يرتبط بالتأريخ أو الماضي، بل يبدأ من الذات اليقظة المتقدة بالوعي والاستباق.

وفق هذا المنظور تتشكل ملامح البحث النصي لدى الشاعر، تدعمه موهبته العالية وخصوصيته المميزة التي تتجلى بلغة مكثفة ورؤية عميقة وشعرية طاغية تستند إلى الموروث الحضاري من جانب ولصور الحداثة ومضامينها الكونية من جانب أخر، وهذا كله يقودنا إلى أن النص الأدونيسي فلسفة يشكلها الشعر وشعر تعمقه الفلسفة. ويتجسد هذا الوصف واضحا في مجموعته الشعرية (أغاني مهيار الدمشقي) التي يتجاوز فيها البناء اللغوي الشكل الكتابي إلى ابتكارات فنية ولغوية وفلسفية، صياغات يصعب الإمساك بها، لا تمنح ذاتها بيسر، مفردات تتلبس الغموض وتنأى في الرمز والفراغ المقصود. ومن هنا تأتي صعوبة التلقي لهذه النصوص ما لم تُملأ فجواتها بالخيال البصري والتجسيد المرئي على خشبة المسرح وبما يحقق التواصلية بين أنظمة العرض ومستقبليه، وهذا ما سعى إليه معد ومخرج العرض كريم رشيد الذي وجد في أعاني مهيار الدمشقي ما ينسجم ومبتغاه الفكري والجمالي لما تختزنه من أسرار ورؤى ذهنية ونفسية ولغوية تتفاعل مع العالم ومكوناته.

اختلف نص العرض عن بنية القصيدة الأصل، فالحوار الدرامي الشعري له شروطه ومقتضياته الخاصة، وهذا ما عمل عليه المعد والمخرج عبر إخضاع النص الشعري الأصل للانتقاء والترحيل والتبديل والاختيار المناسب لما يتفق والبناء الفكري والدرامي عبر تكوينات سمعبصرية تمازجت فيها الرؤية الشعرية والمواقف النقدية والأشكال الجمالية، لكنها في الوقت ذاته لم تتجاوز نبع النص الأصل، المتدفق برموزه واستعاراته وغرائبيته وإيحاءاته، إنه تأثيث بحساسية جديدة، يتداخل فيها الأسطوري مع التاريخي والواقعي مع الخيالي تحركها شخصيات أستولدها المعد من بنية النص- البولوفينية – فإلى جانب شخصية مهيار المحورية تطالعنا شخصيات أخرى شكلت بمجمل علاقاتها وتمثلاتها الحركية والصوتية مستويات تعبيرية متنوعة ضمن الصياغة المسرحية للقصائد الشعرية. إن معاينة السيناريو المُعد سرعان ما تحيلنا إلى نص جديد، بل أنه نص داخل نص، كتابة تنتج شعريتها الخاصة وفق منطق (المسرحة) تقوم على سياق علامات تماثلية تحيط بمدونة النص اللفظية، تحولت إلى نصوص مجاورة أو أنساق موازية استمدت خصائصها السيميائية من إمكانات الخطاب المسرحي حيث يغدو المشهد وبمختلف نصوصه(شخوص،لغة،أزياء،موسي ى،حركة، تشكيل،رقص،إضاءة،وغيرها) يغدو غابة من العلامات الاستدلالية والجدلية في التكوين المسرحي، وهذا ما يتفق مع رأي (( كير إيلام)) الذي يشير إلى أن القدرة التوليدية الفعالة التي يملكها الدال المسرحي تعود جزئيا إلى أتساع دلالاته المصاحبة، وهذا ما يفسر لنا التعدد الدلالي لخطاب المسرح الذي ينفرد عن النص اللغوي بفعل ديناميته وتحولاته مما يجعل تحثثه ماديا وإدراكه عيانيا مباشرا. وهذا ما توفر عليه السيناريو بمختلف لوحاته التي لم تبارح البنية العميقة للشعر وثيماته المتعددة التي تنتجها طبيعة النص المفتوح.

إن أعاني مهيار الدمشقي تقدم طروحات فكرية عميقة صاغها أدونيس بوعي تاريخي متأملا فيها الواقع ومستشرفا المستقبل. ثم جاء النص المعد مسرحيا ليقدم ميكانزمات كتابة درامية تستهدف تثوير العقلي والجمالي معا وتحمل أسئلة صعبة ومستفزة، فمهيار الشاعر،الحالم،القلق، المتمرد،المحتج،الثائر،يسع ى لتأسيس عقلانية جديدة في التعامل مع الواقع وتفكيك آلياته وفق رؤاه الذاتية ومنظوره الخاص المتمرد.

- انه الريح لا ترجع القهقرى

والماء لا يعود إلى منبعه

يخلق نوعه بدءا من نفسه

لا أسلاف له

وفي خطواته جذوره

يمشي في الهاوية وله قامة الريح.



يتخذ الشاعر من مفردة ((الحجر)) رمزا أثيرا ويجعل منها مركزا للتشفير الدلالي الذي يهيمن على فضاء النص، فتتكرر المفردة عبر مقاطع عديدة في قصائده، وضمن تحولات النص بما يعمق دلالة وإيماءات المفردة ذاتها التي تتنوع عبر النص الذي أعده كريم رشيد عن قصائد المبدع الكبير أدونيس ليقدم صورة مسرحية مكثفة لأزمة إنسان العصر وعذاباته في عالم لا تتواصل فيه ولا منطق غير أن هذا الإنسان المأزوم لما يزل يقاوم، يحلم، ويتحدى:



- هاأنا أتسلق

اصعد فوق صباح بلادي

فوق أنقاضها وذراها

هاأنا أتخلص من ثقل الموت فيها

هاأنا أتغرب عنها ، لأراها

فغدا قد تصير بلادي.



شعرية الفضاء في العرض المسرحي



فضاء المسرح عار إلا من تلك الأضواء المعلقة التي توحي وكأنها نجوم وسط سماء صحراء، تعمد المخرج إقصاء قطع الديكور الثابتة ورفع الستائر والكواليس عن منصة العرض متشبثا بعري الخشبة وانفتاح فضائها ليقيم بذلك مقاربة مكانية مع المكان المتخيل حيث الصحراء وأتساع مداها. ابتع العرض عن بهرجة ومدونات السينوغرافيا الجاهزة واتخذ من جسد الممثل عنصرا أساسيا في بناء تكويناته الدلالية, وكان يمكن تشغيل تلك الأضواء المعلقة بوصفها رمزا ذا دلالة مزدوجة جمالية /فكرية ضمن الفضاء المسرحي لا أن تظل علامة أيقونية رغم التحولات الزمكانية في العرض.

يطالعنا المشهد الاستهلالي بانسحاب البساط الممتد في وسط خشبة المسرح ناحية الجمهور، فينسل أمام مهيار مثل طريق يضيع، ثم تتواصل اللوحة البصرية حيث يجلس مهيار ساكنا متأملا بينما تدب الحركة في جسد راقصتين تنهضان مع إيقاع موسيقي غنائي لتشكلان لوحة خلفية راقصة بنمطين مختلفين من الرقص التعبيري، هذا التباين الذي يعمقه المخرج من خلال الحركة التعبيرية واستثمار مفردات سينوغرافية مثل الحبال ووشاح كبير يربط بين جسدي الراقصتين ، رابط تتنازعان حوله في الوقت الذي يوحي بصلتهما ببعضهما برباط مثل الحبل السري، عزز ذلك ما لحظناه من تباين في تصميم الأزياء حيث تتسم ملابس الأولى برموز مشرقية فيما طغت الرسوم التجريدية والألوان الباهتة والأشكال المموهة على زي الراقصة الثانية.أما مهيار فقد زينت الحروف العربية والأشكال التجريدية زيه المشرقي الملامح وكأننا بمهيار قد توحد مع الحرف في تشكيل جسدي واحد.

فضاء العرض يمتد خارجا إلى ما هو خارج الحيز المرئي للمشهد، مستوى علويا حيث تهيمن القوة وآخر أرضيا حيث يقيم البشر مع عذاباتهم الأبدية. تناقضات وصراعات محورها ومادتها الإنسان.

ومن أجل توليد المزيد من الدلالات ينوع المخرج بإيقاع اللوحة الأولى بنزول عشرات الكرات البيضاء الصغيرة من أعلى فضاء المسرح، تظل تتقافز على الخشبة لتبدو وكأنها تمثلا عيانيا لأفكار وهواجس مهيار الذي هو الشاعر نفسه أدونيس. وما أن تهدا الكرات من قفزاتها حتى يفاجئنا هبوط المرأة/القصيدة وكأنها قادمة من كوكب علوي، أنها القصيدة بكل تلاوينها ..صوتا وحركة ،إيقاعا وألوانا، تحاور الشاعر/ مهيار، تستنطقه وتصبح ندا له. تحيلنا بحركاتها التعبيرية الغرائبية الراقصة التي تجسد صورة (الجسد،المرأة ،الأفعى، الفكر) هواجس الشاعر بأسراره وأحلامه وأسئلته التي تواجه عالما غريبا وعصرا يظلله السراب.

كانت المرأة/القصيدة هي المحفز الذي يدفع مهيار على مواصلة مشواره التأملي وارتحالاته الفلسفية وأحلامه بالقادم الأفضل، وذلك ما حاول المشهد البصري تجسيده من خلال تعامل مهيار مع تلك الكرات الصغيرة التي تحيط به حيث يجمعها في حقيبته البدوية السمات وما أن يكمل جمعها حتى يفاجئنا ثانية برميها في الفضاء حيث تملأ المكان بقفزاتها وكأنها زخات مطر

راقص.ثم نزول الحقيبة الذي أرى انه لم يكن منسجما مع نسيج العرض البصري المتدفق إذ أن مهيار يحمل سلفا حقيبته التي كان يمكن أن تفي بالغرض.

وينقلنا المخرج بعد هذا المشهد إلى لوحة أخرى تقوم على فكرة الصراع المستمر بين (قوة الفكر) و(فكر القوة) حيث يظهر (المحقق) الذي يبعد تلك الكرات ويهيئ المكان لاستجواب مهيار، وبينما يجرف المحقق تلك الكرات لا يتردد في اختلاس بعضها ليظهرها ثانية عند استجوابه لمهيار.

يجد مهيار نفسه وحيدا وسط عالم متوحش غريب ينبئ دوما بقدوم كارثة. في هذه اللحظة تدخل شخصية تستمد وجودها من عالم اللاهوت على كرسي المعوقين تدور يه على المسرح باحثة عن (نوح الجديد). إنها صورة افتراضية لشخصية(الرب) تعلو وجهه ملامح غامضة حيث تؤدي هذا الدور ممثلة ترتدي ثوبا ذهبيا تضع على عينيها نظارات سوداء فيما يغطي وجهها قناعا واقيا من الغازات الكيماوية، ذلك القناع الذي سرعان ما تخلعه لتهبه ل( نوح الجديد) داعية إياه لإنقاذ العالم.

ونوح هنا هو إحدى تحولات مهيار وارتحالاته الفلسفية، صورته الأخرى، يبدأ عندها رحلة لا تنتهي، ففي ذلك المشهد الذي اعتبره محور العرض يشد المخرج كل مفرداته السينوغرافية محققا كثافة دلالية عبر تركيبات بصرية وسمعية توحي بطوفان ناري، أو شلال عنيف يتصاعد مده بوجه مهيار.

استخدم مخرج العرض قماشة حمراء كبيرة تموجت مثل الهبة نيران يغطي فضاء العرض وتلتهم سفينة نوح الذي نراه مرتديا طاقية وبدلة مطفئي الحرائق.يرمي حبال الإنقاذ في كل اتجاه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والى جانبه نرى حمامته البيضاء بملابسها وحركتها التعبيرية الراقصة البالغة التأثير، وهي تشارك نوح عملية إطفاء الحرائق ،ترصد الخطر وتستشرف الأفق.

وإذ تغادر حمامة نوح خشبة المسرح لتعود وهي تحمل بين يديها بعض اللقى التي تحاول إنقاذها. في نهاية المشهد نشهد نرى نوح وحمامته في حالة تعب ويأس بالغين.فهما لم يفلحا بإنقاذ البشر ولا البشر.

تدور حمامة نوح في المكان حائرة منكسرة ثم تخلع أجنحتها وترمي بها إلى الطوفان ، أنه الإحساس بالهزيمة أمام جحيم العالم المستبد ، تؤدي الحمامة رقصتها المأساوية الأخيرة(رقصة الموت) ثم تودع أحلامها في حطام المكان وتنتحر ملقية نفسها في لهب الطوفان. يحتضن نوح جثة حمامته والركام المحيط به وقد أغرقته المأساة:



نوح: ليس إلا جثة الليل وأشلاء يدي

في تقاطيع النهار

ليس إلا حجر تحت الجفون



صورة مسرحية معبرة جدا تذكرني بصورة المأساة التي رآها العالم على شاشات التلفاز، حينما قٌتلت الطفولة الفلسطينية ممثلة بموت الطفل الشهيد (محمد الدرة).إن هذا المشهد بعلاماته المتحولة والمتبادلة زمكانيا التي بنيت على جدل الثنائيات المتفاعلة حيث (النار/ الماء، الموت/الحياة، القديم/الجديد، الضوء/الظلام، اليأس/الأمل...) تكتمل لمسات هذه اللوحة برقصة ثانية لكنها وفق إيقاع وحركة مختلفين عن الرقصة الأولى ، حيث تؤدي الفتاة الثانية رقصة تجسد خالة الألم والنواح لموت الحمامة، إنه بكاء الجسد عبر حركة تعبيرية، مستمدة من الموروث القديم حيث ملامحها مستمدة من الأساطير البابلية التي تصف رقصات الندب والنواح والتذرع للآلهة.

وسط هذا الدمار والموت ينهض مهيار ثانية رغم جراحه فهو ما يزال يحلم بالتغيير، رافضا متمردا يبحث عن أسلحة جديدة للمقاومة، فلا يجد أمامه سوى الحجر. فيتحول لديه الحجر الذي تتكرر مفردته في القصيدة الأدونيسية إلى سلاح مدمر في وجه الطغاة.

وعبر صورة تعبيرية واضحة الأبعاد تتشكل المنظومة البصرية لمشهد يبدو فيه مهيار وسط حشود من المحتجين والمتظاهرين حيث الأصوات المدوية والهتافات وصافرات الإنذار. هذه الصورة سرعان ما تنعطف بنا إلى اتجاه آخر حيث الشرطي يمشك بيدي مهيار في تكوين ثابت أقرب إلى حالة الجمود.وظلت تلك اللوحة رغم شحنتها المضمونية العميقة بحاجة إلى شحنة جمالية إذ كان تأثير الضوء هنا محدودا لم يتجاوز حدود الكشف مقارنة بمؤثرات الصوت والموسيقى التي كانت عنصرا فاعلا ومعبرا عن جو المشهد ودراميته.

وقد تمنيت من المخرج لو عمد إلى إشراك شخصيات أكثر ضمن بنية هذا المشهد المنفتح بأبعاده لحقق بعدا ملحميا بالغ التأثير، وأعتقد أن المخرج يعي ما أقصد وهو الذي سبق له أن تعامل مع حركة المجاميع في أعمال سابقة له وبالذات مسرحية (الحر الرياحي) التي سبق أن أخرجها في بغداد قبل عدة سنوات.

في لوحة أخرى نتابع كيف يقوم المحقق بفحص الحجر بحذر وتوجس شديدين مصل سلاح خطير، يزيل عنه غبار علق به إثر قدمه غي التاريخ فهو ذلك الحجر الذي حمل نقوش المعرفة القديمة أصبح اليوم سلاحا للمقاومة.

حاول المخرج في هذا المشهد تفعيل مفردات العرض وفق دلالات متنوعة مع تنوع الاختلاف بين الرؤى والأرادات، الدين والدنيا، المطلق والنسبي، الفعل المحسوس والمبادئ المجردة، الجهل والمعرفة.

أتخذ الزمن في العرض ثلاث مستويات تداخلت ضمن صيرورة واحدة، فهناك الزمن الأسطوري ممثلا بنوح والطوفان، ثم الزمن الذي يتشكل فيه الحدث الدرامي آنياً(زمن الحدث) حيث مواجهة الشاعر لعذابات الواقع. ثم زمن الحلم الممتد من داخل الذات إلى العالم ، حيث الارتحال في مدن الكون وحلم العودة إلى الوطن الأول.

هذه الأزمنة الثلاثة تداخلت وتساوقت بعلاماتها داخل بنية العرض من خلال(لغة الجسد والرقص، الإيماء،التركيبات البصرية) لتنشئ بذلك دلالات مرتبكة بالعمق الميثولوجي من جانب وبالراهن من جانب آخر.



مهيار: لو كان لي في وطن الأحلام والمرايا

مرافئ، لو كان لي سفينة

لو لن لي بقايا

مدينة، لو أن لي مدينة

في وطن الأطفال والبكاء،

لصغت هذا كله للجرح

أغنية كالرمح

تخترق الأشجار والحجار والسماء

لينة كالماء

جامحة مذهولة كالفتح.



وفي المشهد الختامي للعرض يتأرجح الشكل الفني للصورة بين عناصر المأساة التي نشعر بها من خلال منولوجات وتداعيات مهيار عبر المرأة/القصيدة التي تجسد هنا الرؤيا وحلم الرحيل، تظهر المرأة وهي تحمل فوق كتفها حقيبة السفر ومعها بساط شرقي في إشارة إلى أصول المهاجرين وانتماءاتهم الشرقية العربية وتطلعاتهم في مدن الغربة والبعاد.

يعمق المخرج هذه الدلالات عبر علاقة الشخصية مع البساط الذي حمل معاني متععدة، وتمنيت لو أن المخرج قد أستخدم فرش البساط في مواضع واتجاهات مختلفة دلالة لضياع الدروب أمام الإنسان وضياعه بل وانسحاقه أمام صعوبات السفر والحصول على سمات الدخول بل انغلاق الحدود بوجهه ، وإذا ما وصل إلى ملاذ آمن فهناك تنتظره مصاعب ومشاكل الغربة والاغتراب.



مهيار: حيرتي أنا حيرة من يضئ

حيرة من يعرف كل شئ





الأداء التمثيلي


شارك في هذا العرض الذي أنتجته فرقة مسرحGranslosa Teater خمس ممثلات تقاسمن لعب الشخصيات المختلفة( مهيار، القصيدة، نوح، الرب،الحمامة، المحقق، والراقصتان) وقد اعتدنا رؤية هذه الشخصيات بأداء الرجال، لكن مخرج العرض كريم رشجيد قلب المعادلة وجعل من نص الأداء التمثيلي نسوياً خالصا ربما بقصد إزالة خصوصية التجنيس النوع للشخصيات وتعويمها في فضاء إنساني ارحب.

وغم اللمسات الشرقية الواضحة في سينوغرافيا العرض وارتباطها بالأفكار المنبعثة من بنية النص الشعري والتي حرص المخرج على تأكيدها نجد أن الممثلات اجتهدن في فهم تفاصيل المفردة اللغوية والبصرية وتقريب أبعادها وتجسيدها عيانياً، حسيا وجمالياً.

ساعد في ذلك أسلوب العرض غير التقليدي الذي أتخذ من مسرح الصورة منهجا له، بل أن المعد والمخرج كان يكتب نص ما قبل العرض بلغة الإخراج وهذا ما من شأنه أن يُغني ويعمق الكثير من التفاصيل والأفكار.

تنوع أداء الممثلات الخمس وفقا لتحولات النص الدرامية، فشخصيتا مهيار ونوح مثلتهما الفنانة

Nina Hope ، وشكلتا مركز التشفير العلامي بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ نجد باقي الشخصيات تدور حول ذلك المركز، كما هو الحال مع شخصية المرأة / القصيدة التي مثلتها الفنانة Maria Vel

تميز أداء Nina Hope بالاعتماد على عنصر الأداء الصوتي وتلون طبقاته وكأنها تسعى لفك رموز المفردة الشعرية عبر تنويع الأداء الصوتي والإلقاء. في حين كانت لغة التعبير الجسدي هي اللغة الغالبة في أداء Maria Vel التي برعت تماما في رسم أدق تفاصيل الدور وتميز أداءها بلوحة (القصيدة/الأفعى).

أما الفنانة Petra Oesch التي مثلت شخصية المحقق فقد كان لها حضورها المميز الذي أظهرت فيه قدرتها الواضحة علة الارتجال الحركي والتمثيل الصامت فاستطاعت أن تمنح الشخصية ظلالا مختلفة أبعدتها عن النمطية المألوفة.

أما الفتاة العربية الوحيدة التي ساهمت في العرض(ميديا) فقد كانت مجتهدة بأدائها رغم حداثة عهدها في العمل المسرحي.فنفذت متطلبات شخصيتها ببراعة وأجادت في أداء الرقص التعبيري مستثمرة طقوس الندب الشرقية خصوصا في لوحة تأبينها حمامة نوح بعد موتها.



أما Elinor Morge الفتاة الثانية التي ناغمت زميلتها فقدمت رقصات تعبيرية من فن الرقص الغربي الحديث فقد برعت هي الأخرى في أدائها لدور حمامة نوح وتألقت في رقصتها المأساوية في مشهد الطوفان الناري.

وبالتالي يمكننا القول أن نص الأداء النسوي رسم بأناة تفاصيل كثيرة في بنية خطاب مسرحي مفتوح تضمن الكثير ويستوعب الأكثر.

إن عرض( أغاني مهيار الدمشقي) عرض تظافرت فيه الروح الجماعية والمحاولة المختبرية

بلغة مسرحية اعتمدت العناصر التخيلية والإدراكية لإنتاج نص ذي دلالات يتفاعل معها المتفرج وفقا لمرجعيته وإستراتيجيات تلقي التجربة المسرحية ذاتها.
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2005   #14
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي وقفة مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..1


نبذة عن الشاعر ....

ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.
شارك في تأسيس ( أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ) عام 1969.
شغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها.
تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987
عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970.
يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحافة العربية.
كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية.
ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية .
متزوج ولديه ولدان وبنت (طفول - محمد - مهيار) وحفيدة واحدة (أمينة).
حصل على إجازة التفرق للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997.


--------------------------------------------------------------------------------

شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الشعرية والثقافية عربية وعالمية منها :
ملتقى الشعر العربي الأول 1970
مهرجان المربد - بغداد - 1974
مهرجان أصيلة العاشر 1987- المغرب - 1986
مهرجان جرش - الأردن - 1997
المؤتمر الأول لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1984
مهرجان الإبداع - القاهرة
ندوة العمل الثقافي المشترك ( الكويت / الرياض )1985
المهرجان العالمي الأول للشعر - القاهرة
لقاء الشعر العرب الفرنسي- غرنوبل - فرنسا / الرباط - المغرب 1986
لقاء الشعر العربي في نانت - فرنسا 1990
الندوة الشعرية في مئوية جامعة جورج تاون - واشنطن 1989
ندوة الانتفاضة الفلسطينية - صنعاء 1989
مهرجان الشعر العربي -الأول مسقط - عمان
ملتقى الشعر العربي الأول- تونس 1997
مهرجان الشعر العربي الأسباني- صنعاء - 1990
مهرجان الجنادرية - الرياض -السعودية
المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1994
معرض الكتاب في الشارقة - الإمارات العربية المتحدة
معرض الكتاب في أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
مهرجان القرين - الكويت - 1994
ندوة أبو القاسم الشابي- فاس - المغرب - 1994
ندوة التنوير - أبوظبي
مهرجان الشاعر عرار - الأردن
مهرجان الشعر العربي في الرباط- 1997
مهرجان لوديف - جنوب فرنسا - 1999
مهرجان مؤسسة الهجرة للثقافة العربية- أمستردام- هولندا - 1998
مهرجان ربيع الشعر في معهد العالم العربي- باريس 2000
مهرجان الشعر العربي الألماني- صنعاء - اليمن 2001
مهرجان الشعر العربي الثاني - بيت الشعر -الأردن 2001
الأسبوع الثقافي لمؤسسة المدى - دمشق - 2001
ندوة الثقافة العربية والنشر الإلكتروني- الكويت 2001
أمسية شعرية في كلية التربية في مدينة عبري - سلطنة عمان - 2001
المهرجان العالمي للشعر في ميدلين- كولومبيا - 2001


--------------------------------------------------------------------------------

أطلق (منذ العام 1994) موقعاً في شبكة الإنترنت عن الشعر العربي باسم (جهة الشعر) :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


--------------------------------------------------------------------------------

مؤلفاته :
البشارة - البحرين - أبريل1970

خروج رأس الحسين من المدن الخائنة - بيروت - أبريل 1972

الدم الثاني - البحرين - سبتمبر 1975

قلب الحب - بيروت - فبراير 1980

القيامة - بيروت - 1980

شظايا - بيروت - 1981

انتماءات - بيروت - 1982

النهروان - البحرين - 1988

الجواشن (نص مشترك مع أمين صالح) - المغرب - 1989

يمشي مخفوراً بالوعول - لندن - 1990

عزلة الملكات - البحرين - 1992

نقد الأمل - بيروت - 1995

أخبار مجنون ليلى ( بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي )

لندن / البحرين - 1996

ليس بهذا الشكل ، ولا بشكل آخر - دار قرطاس - الكويت -1997

الأعمال الشعرية - المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت - 2000

علاج المسافة - دار تبر الزمان - تونس - ‏2000‏-‏10‏-‏29

له حصة في الولع - دار الانتشار - بيروت - 2000
المستحيل الأزرق (كتاب مشترك مع المصور الفوتغرافي صالح العزاز) ترجمت النصوص إلى الفرنسية / عبد اللطيف اللعبي، والإنجليزية / نعيم عاشور- طبع في روما - 2001



ما قاله الشاعر عن نفسه :
وصف الشخص


قاسم حداد
أضع المرآة على الطاولة. أحملق، وأتساءل : من يكون هذا الشخص ؟ أكاد لا أعرفه. أستعين بالمزيد من المرايا. وإذا بالشخص ذاته يتعدد أمامي ويتكاثر مثل الصدى كاتدرائية الجبال، فأتخيل أنني قادر على وصفه : إنه قاسم حداد .. تقريبا

منذ أن بدأت علاقته بالكتابة وأنا في جحيم لا هوادة فيه. أعرف أن عالم الأدب يستدعي قدرا من الإطمئنان والسكينة، أو على الأقل الثقة بالنفس. لكن هذا شخص لا يهدأ في مكان ولا يستوعبه شكل الحياة، مثل مجنون أعمى يبحث في غرفة مظلمة عن شمس ليست موجودة. لا يطمئن لجهة ولا يستقر في إقليم وليس له ثقة في ما يكتب. يسمي ما ينجزه من كتابة : التمرين الأخير على موت في حياة لا تحتمل. فهو في كل يوم وأمام أية تجربة جديدة يبدو كأنه يكتب للمرة الأولى والأخيرة في آن واحد. جسد يرتعش مثل طفل مذعور مقبل على الوحش. كثيرا ما تركته وحده في الغرفة مريضا يوشك على الموت، وعندما أعود إليه في اليوم التالي، يضع أمامي النص ويجلس مثل شحاذ ينتظر ردة فعلي. ينتحب كأنه الميت يرثي نفسه. وما إن أقول له الكلمة، حتى يستعيد صحته ويقفز مثل العفريت، مستعدا للحياة كأنه يولد توا

بالرغم من مظهره الذي يوحي بالرزانة إلا أنه عابث من الدرجة الأولى. يرى في أشياء العالم طاقة محبوسة يتوجب إطلاقها من أسرها، لا يترك شيئا على هيئته، ففي النص يتوجب أن تكون النقائض على آخرها. يشتغل على الكتابة كمن يبني جسده وروحه بالكلمات. يضع أمامه خرائط الطريق على الطاولة، وعندما يبدأ الكتابة ينسى ذلك كله ويصوغ شيئا لا يتصل بالخرائط ولا بالطريق، يذهب إلى النص مثل ضائع مفقود في أرض مجهولة. وفي المساء يضع رأسه على كتفي ويشرع في البكاء لأن الكلمة لم تزل عصية عليه. يكتب كأنه يولد كأنه يموت، مولع باليأس كأن الأمل خطر عليه. أقول له أن الكتابة هي ضرب من دفق الأمل في العالم، فيبالغ في تشبثه باليأس كمن يتحصن ضد أوهام لا يراها أحد معه. لا تعرف ما إذا كان يفجر بالكتابة أم تصلي به

تعبت معه وتعبت منه. كلما تقدم في العمر تفاقمت فيه شهوة النقائض وراح يتصرف مثل الفتى الأرعن. لم يعد جسده قادرا على عبء الروح التي تتفلت مثل نار تفيض على الموقد. كثير الإدعاء بالمغامرات في حين أنني لم أصادف جبانا مثله. يزعم التوغل في ليل المعنى وهو لا يخاف شيئآ مثل رعبه من الأماكن المظلمة. يدعي بأنه منذور لموج التجربة وهو الذي لم يحسن العوم أبدا . مسكون بفقد غامض للأشياء التي يحب

ماذا أفعل له. هذا شخص مشحون بالتناقضات. أشتهر بالتطرف في كل أشكال حياته، فيما هو عرضة للتلف أمام هبة الريح العابرة. يتظاهر بالصلابة وهو الكائن الهش لفرط حساسيته اليومية. لماذا يتوجب على دومآ أن أكون قرينا لشخص على هذه الدرجة من الغموض. قلبه طفل يراهق، ويتكلم مثل حكيم. يموت قليلا ، أحسبه مريضا فأحمله لنطاسي الجسد والروح، فيهز الجميع رؤوسهم أن لا فائدة، حالته مستعصية ويتوجب منحه رصاصة الرحمة مثل أي حصان مكسور القوائم. وفي الطريق إلى البيت يشب وينفلت مني هاربا إلى السهوب ولا أكاد أسمع عنه شيئآ . وفي اليوم التالي ينهرني لكي أقرأ كتابه الجديد. وحين أقول له عن الغموض، يبتسم بحذر ويقول : لو فهموا المعنى لأهدروا دمي

موهبته في التحول تجعلني في حيرة. ليس له صورة واحدة، ولا تشف المرآة عن شخص أعرفه في كل مرة. كلما ضاعفت له المرايا تكشف عن شخص آخر. فلا أنا أثق في رؤياي ولا هو يسعف توسلي أن يكف عن ذلك. ليس سهلا الحياة مع شخص لا يحسن شيئا مثل تضليل الآخرين عن السبل التي يذهب إليها. يشك في كل شيء ولا يرى في الكتابة سوى قناديل سوداء في يد كائن أعمى يقود سربا من الموغلين في النوم نحو أحلام تضاهي الكوابيس

أنصح به علاجا لرأس صحيحة ، لتحصل على صداع مضمون. عليك أن تتفادى شراكه المنصوبة في منعطفات دروبه، فلن تخلو من أسباب الغيظ من الذات بعد عبور أحد نصوصه عليك، في نوم ويقظة. يعبر راحة الآخرين فيمنحهم ما يفيض عن حاجتهم من القلق المقيم. يقول لك بلسان طلق ذلق غير منزلق : أن الجنة في المتناول، وما عليك إلا أن تصدق دعابات الجثة الرشيقة وهي تعبر نحو سريرك فهي جثتك. ولكن كلما طفق في حديثه عن الصدق وضعت يدي على قلبي، فأكاذيبه لا تحصى، ولن تجد شخصا يروي الأكاذيب بصدق فاتن مثلما يفعل. وهذا ما يضعني في مجابهة غضب الآخرين وهم يعلنون استنكارهم لشاعر عابث على هذه الشاكلة. ماذا أفعل له، ماذا بوسعي حقا أن أفعل لشخص لا يأخذني ولا يتركني وحدي

كلما حاولت استمالته للمجالسة والتفاهم قليلا أعلن : لست منسجما ولست مهيئا للإنسجام. أليف ونافر في آن. كأنه لا يكتب النص للإتصال بالآخرين ولكن لينقطع عنهم ويبتعد، ويبالغ في ذلك ويباهي به

مخبره أكثر ضراوة من مظهره. مغامر في الكتابة ومحافظ في الحياة، نصه أكثر تقدمية منه. أقول له عن هذه المفارقة ، فيهز كتفيه قائلا : لا يهم، أنا لست أنت، أنا غيرك. لديه أصدقاء كثيرين، وأعداءه لا يحصون. يردد : مادمنا لا نستطيع كسب أصدقاء جدد، فيتوجب الإحتفاظ بأعدائنا السابقين. موهبته في ابتكار الأصدقاء لا تضاهي، لكنه لا يفرط في العدو بسهولة. يقول : أن تحويل الصديق إلى عدو أسهل من كسب العدو صديقا . عنده، أن العدو أكثر صدقا في علاقته من الصديق، ربما لأنه أكثر وضوحا وصراحة. العدو لا يندم على كونه كذلك، الصديق يندم لكونه صديقا لك أحيانا

يهرب من كل مكان ليذهب إلى البيت. ثمة شعور بالخطر يهدده دوما خارج البيت. وهذا ما يجعله يحب السفر كفكرة، لكنه لا يحتمله في الواقع. ما إن يدركه المساء بعيدا عن البيت حتى تنتابه حالة الذعر الغامض، فيتصرف مثل وحش جريح ومحاصر. بعد سفره بساعات قليله يخالجه الندم على ارتكاب تلك الحماقة. لا أعرف حقا من أين تأتيه القدرة على كتابة الشعر وهو في مثل هذه الحالة من اللاأمن. طرحت عليه مرة هذا السؤال، فنظر لي بغضب وقال : المطمئن لا يكتب شعرآ ، إنه لا يخاف من شيء ولا تصيبه الرجفة الداخلية العص ية على التفسير. إنني أكتب الشعر لأنني خائف وفي خطر دائم. الشعر فقط يحميني من العالم. أنت لا تعرف ذلك، لأنك لن تشعر بفقد شيئ مفقود

فكر في الإنتحار غير مرة، لكنه لم يجد الوقت لتنفيذه. هذا ما يزعمه. أعرف أنه أجبن من أن يفعل ذلك. فهو لا يجرؤ على الحياة، فكيف على الموت. ولعه بالمنتحرين والمجانين يثير الريبة. لعله لا يزال يحسن التماهي في الكائنات الأخرى. وكثيرا ما كنت أخشى من أن أصحو ذات صباح فلا أجده موجودا في الحياة. وهو يلتذ بهذا الخوف الذي يسيطر علي ، كأنه يعبث بشخص آخر. تخيلوا شخصا ينهض من النوم ليجد نفسه موجودا في هيئة شخص منتحر. إنني لا أحتمل هذه الفكرة. لكنني لا أجد فكاكا من هذا القرين الذي يعبث بي ويزعم أنني هو
هذا هو قاسم حداد .. تقريبا

توهمت أنني رأيته في هذه المرايا، فيما كان متماهيا في الزئبق

ها أنا أثق بأنني لا أعرفه أبدا . من يزعم أنه يعرف نفسه
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2005   #15
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي وقفة مع الشاعر البحريني قاسم حداد ... 2


ديوان الدم الثاني للشاعر قاسم البحريني ( كاملا") وهو عبارة عن ستة قصائد رائعة

1- قصيدة الدم الثاني

أنت . وهل يجهلك العاشق . أنت
تغسلين اللغة المزهوة اللون. هنا لغم
.وفي خديك أو في العطش الشمسي خيط
تنشرين اللغة المألوفة الغريبة
هل بيننا جسر من الخوف
استرح يا لهب الموت الذي يغزو غبار الوطن
الأول . تأتين من الأزرق حتى آخر الأرض
لتدنو طفلة مستعرة
كخدود الشجرة
اطلعوا من خضرة اليأس
فهذا الوطن الأنثى وأنتم
أنت
هل يعرفك العاشق أم يجهلك العسكر
هل يلتقيان
بين جلد الجسد المسحوب من آخرة الماء
وبين الشهداء
وأنا - أنتظر الوقت لكي يدخل في الوقت
وطير يحمل الأطفال في ريش من الطين - هنا
جالس ليست يدي صارية تعلو ولا كفي شرار
انه الليل الذي حو لني غصنا من النوم إلى الماء
فصار الماء نار
كيف لا يطلع هذا الوهم من نافذتي
كيف لا نافذة ت فتح في النوم ولا ريح تجي
كيف لا أعرف لا أعرف
تجلس الصرخة الآن بين الحدائق
تستصرخ الموت أو تستغيث
من الجرح بالرمح
لا تتركوا الصوت يمضي بعيدا وأنتم هنا
انها الصرخة المستعارة من نكهة القتل
لا تتركوها
سيبقى الجنون لنا راية
وتقبين أنت
وأنت التي ود عتني كثيرا ولكنها لا ت سافر
وأنت التي حو لتني قصائد خوف
ولكنها علمتني أ غامر
-وأنت
:أنا أذكر الآن - قلت
لم لا تبقى معي
لم لا أبقى معك
لم لا نبقى معا؟
ولكنها عذ بتني

خذيني إلى ضفتيك المحاصرتين
أخاصرك ثم نرقص
كي تمطر الأرض أسلحة
والحدائق نفتحها للمصابين بالعشق
هاتي . خذيني . هو الحب هذا السؤال
كما اللغم يصعقنا كل يوم جميل
وفي دهشة الخوف أجلس . أستنطق الوقت
لا وقت للكلمات المعارة من جدول الصمت
لا وقت للكلمات
لكني خذوا قدمي سوف تمشي على كل لغم
وتنسف كل الخرائط لكن خذوني
حو لني العشق شيئا من النار
شيئا من الماء
هل تسأل النار عن مائي الأول
أم يسأل البرق عن معطف الخوف
ندخل كالماء في الأرض أو نتداخل
نستوطن القبلة الخائفة
عادة نلتقي في الحروب المستهامة
بالنوم
أو في نهاياتها العاصفة
إذا حولتك السجون انتقالا من اللون
قل هذه حربنا الخاطفة
ليس في الحب نصف
جنوني عصف وأنت اجتياح
وهذا الوطن
حو لوه إلى عسل خاثر بالجريمة والحب رمز
سأعرف كيف أحاصر صوت ك عشقا
أ حوله أغنيات لأطفالنا المقبلين
فمن حمرة البحر يأتي مناخ الشجر
ومن خضرة الأرض تطلع رائحة الرعب فينا
لنخلع خوفا ونصنع للعالم الخوف منا
تعالي هنا سيد العشق أسطورة للعذاب
تعالي سيعرفك العاشقون المعارون للنار
يعرفك الناهضون من النوم
يعرفك التائهون

أنا شهوة الهدم
كل السلاطين أحذية للغزاة
:تساءلت
هذا مضيق يبرز خنا بين فخذيه
أم يستبينا؟
أنا أول البحر هل يبدأ البحر فيكم
وأنت
بلادي نوافذ ها للبكاء
وأبوابها للعساكر مفتوحة كالسماء
وأنت ي غازلك الشاعر الوهج
والشاعر الرهج
لكنك تجفلينز
قد قلت - ولتحمل الريح صوتي
هنا المهرجانات قائمة
كي تسمي للون لونين
للقوس عائلة كالقزح
وتمسح في الجرح طعم الفرح
وقد قلت :
مابين خط البياض وخط السواد
خصومة
نحن الطفولة للأرض أنت الأمومة
واللون سيدة مصطفاة من البحر
لا تتركوا العيد يأخذنكم غفلة
انه الحزن
هذا النبي الجديد
فلا العيد عيد ولا المهرجان الفجائي برق
ولا الصولجان
فقد علمتني البلاد الغريبة ايقاعها
أخذت من يدي مائي الأول المستريب
وأعطتني ماءا لأسرار ها
انها الآن تصغي لنا
علنا نستحيل النبوءة والانبياء
نصير خرابا يحول هذي الخرائب
حقلا وبيت
نحر ض هذا السواد على الأبيض النائم الآن في العين
نستصرخ المرأة كي تحضن اليوم عشاقها
والطقس كي نحضر العرس والمستحيل
ونستقبل الرعب في الصدر حبا
ولا نستقيل
أنت اذن
ترسلين الاشارات والرمز للغائبين عن الحلم
تستفردين بقلبي
فنمتد بين القصيدة والقبر فاكهة للبكاء
فكيف ألملم قافيتي من فناء البلاد الأليفة
وأكتب كي يقرأ الهدم جذر السكون
وكيف أغادر تاريخك الدموي المسور
بالشجر الانثوي
إ نهم يعرفون
فالخبز لا يشبه الخبز والصوت لا يشبه الفم
وهذي اللغات التي أرهقوها ستخذل أطفالنا
في الصباح
فكل الدفاتر وحشية كالجنود المعارين
للعرس والمهرجان
ولكنهم يهرفون
وأنت ولست وحيدا
فجيش الهجوم معي
في الأصابع والكتف والقدمين اللتين تصيغان
للغم صوتا
وللصوت دم

تعالي
تعالوا هنا لغة لا تخاف
وأرض ست شهر نصلا رهيفا وتسكن في الغيم
قبل الشتاء
تحاوركم
إنه العنف قابلة للولاد ة
تسألكم نزهة في السؤال
توزع أسمالها ثرة في الدخول
وتغلق فخدين جنا بوقت الخروج
لتفتح دفتر عشاقها الضائعين
ولست وحيدا

وقفت بين شعرة الحب وأول القراءة
كانت يدي صديقة العشاق كنت الشجر الخجول
وكان مائي طفلة الحقول
تمشي ويمشي خلفها البكاء
وكلما قرأت في حب يصير سيدي
وكل شكل أول البراءة

وقفت عند الرأس كان نزهة , وعرس
دخلت من يعرفني
إ سم من الأ سماء
أمتد من سورة ياسين إلى طفولة الأشياء
أبتكر الآية من أولها ياوطني المراق
كنت نهرا وشمس
تصعد فوق الهمس
كيف استحال صوتك الر اعد كالهجوم
بحيرة يغرقها الوجوم
ولست وحدي إنها النجوم
والكوكب الداخل في بكورة الهموم
والشجر الناعس فوق صدرها والعوسج المسموم
والوردة الضاحكة النهدين
والقلب في العينين
أنت وهذا الو له الشاهق والقصائد
بين حروف الرفض والقبول
تأصلي : كأنني الأرض التي تجوع للحقول
كأنك الغرسة أو كأنك الأ صول
هل صعب
وهل ضاقت بنا الأرض
هنا في القلب متسع تعالي
ماؤك الدموي تاريخي
يجيء الحب من شفتين زاهبتين
هل صعب
وهل بوابة للعشق ما ضحكت سوى للبحر
تسمعنا
وقبلتك الأخيرة دهشة في الخوف
ها زنزانتي تسع الفضاء
وليس صعب أن نكون
فأنت في جهة ستأخذ شكلها السري من لغتي
وتدخل في قميص الكون كوكبة وتخرج في جنوني
راية للهجم
أو للهدم
لا تستعطف الجلاد لا يأخذها الشرطي
من مذبحة الشارع
أنت جهتي الأخرى
طوى راحتيه على الحزن
تعود أن يحفظ الحزن سرا تعو ده الحزن
تحسس جرحا على الصدر ي سمونه القلب
قال للماء :
غير رداءك
خذ لون وجهي والبس قميصي
واصبح دمي
يا أيها الماء غاد ر فمي
واحتملني
قال للماء
ضيعت مني دما في الهواء
وقد كانت الأرض مشتاقة للدماء
وقد كانت الأرض مشتاقة
وقد كانت الأرض
قلت
من ينقذ الماء من لونه
يستحيل حريقا يحول هذي الحديقة حربا
فيا أيها الصمت يا أيها الخوف يا أنبياء الخصومة
مابين نهر الغزاة ونهر الغر ق
نزهة الأ صدقاء الذين يموتون حبا
ويستنجدون من الصوت بالصمت
لا يقرأون سوى الذاكرة
ويا أصدقاء الأنوثة هل تعرفون الغواية
بين البداية في الحلم والآخرة
انها المرأة المستقاة من الجرح محمولة كالرماح
وملجومة كالرياح
استفزوا الأقاليم كي تنهض الأرض من نومها
واستعيروا من البرق زو ادة للرحيل
وجيئوا من الصيف والسيف والقبلة الساهرة
هي الآن مرتاحة في ضميري
تراوح بين الدماء وبين المياه
تعالي دما آخرا سوف يقرأه الأنبياء
وينسجه الغيم بيتا لنا
انه الطقس يسرق أزياءه من بلادي
ويغوى
لنا الرمز يمشي على فوهة كي يفجر ما لا يقال

اذن هكذا تكتبون الطريق المؤدي إلى الظل
فوق الطريق المؤدي إلى الخاصرة
أيعرف هذا الشهيق المؤجل لوني
تداخلت في وله العنف جيئوا
إذا استوت الأرض كو رتها بغتة وانشطرت على صدرها
ليس غير الجنون الذي يلبس الحقل خوفا
وليس سوى شجر الغزو في الوجه
والشمس طاقية للعصافير
هل كل يوم يدوس علينا يؤجلنا للدخول
اذن سوف ندخل من حيث لا يدخل الآخرون
وأنت معي كوكب في الهجوم
سيقتلنا العصف
لكن سيغرق أعداؤنا في الوجوم
أحاول معرفة الجهة الواقفة
فأكتشف الوصل بيني وبين الرماد
وبيني وبين الفساد المؤسس في الدم
كيف أحول أعصابنا لهجة راعفة
وأسأل
هل جمرة القبر أنا أم ثلجة الحياة
هل أول الأرض أنا أم آخر المياه - وهل إلهي
حاكم أم انني إله

فتدخل الغزالة المحاصرة
في الأفق الشمسي والدهشة والمغامرة
وتبحر المراكب المسو رة
بالحلم الوحشي حبا واللغات الكافرة

تعالوا إذن غيروا شكل أجسادكم
ثم صيغوا الخرائط كي تضحك الأرض
كي يدخل الرقم في الحرف والوطن الطفل
في الأصل
ينتشر الوعد كالرعد والحزن سيدنا
فيالذة الفضح , لا شيء يفصل بين الوساوس
والصوت غير البكاء
ولا شيء يبكي سوى العورة النائمة
هو الخشب المر والرحلة الواقفة
ونافذتان على الكون
واحدة تعرفين اختياراتها الشائكة
وواحدة تعرفون السطوع الطفولي في الماء والسر
اخلعوني من القيد كي تنصبوني على القوس
لا يدخل الضوء إلا العصافير في الفجر
والمهرة الخائفة

هي الأرض لغم رهيف كحلم الطفولة
لو تستحيل الطفولة نافذة للكلام
لكنا قريبين كالفاجعة
وكنا علانية في الحدائق نستصرخ العشق
والحزن سيدنا
ثم أسمع رائحة الثورة الزاحفة
غيروا شكل أسمائكم
غيروا الشعر والخبز والعشب لكن
دعوني أغني دمي مرة قبل موتي
دعون أوقع تاريخي المستهام ارتعاشا
بصوتي
لكم صوتكم
وهي صوتي
أنت ورائحة الثورة الطفلة الوجه أنت
غيروا شكل أطفالكم
غير الصوت ايقاعه في دمائي تغيرت








2- قصيدة قصيدة غنغرينا . وأول الماء حلم


لو يسطع الرعب في راحتي و يمشي .
دوار يخض حنين الشهادة والبدء
مازلت في أول الموت
هذا تراب النبيين في ساعدي
سرير الطفولة يهتز
لكنه لا ينام.

وطن واحد. حولوني إلى قبعات وكوفية
إلى خوذة يغادرها كل يوم شهيد
وأدخل
سيدة الليل لا تفتحي نهدك الآن
سيدتي في مدار الفصول التي عذبت قيدها
اغلقي فجوة الصيف
لو يسطع الرعب
سيدتي
كل موت يشيل الغبار عن الأرض
والأرض محمولة في جبيني
هل أستعير اللغات المريضة كي أوضح الهمس.

لقد أرهقتني المحطات والحرب واقفة وحدها
أرهقتني المحطات والرعب واعدني في المساء
هنا المحطات مرهقة . غادرتني الغصون وأخبارها
واستل نوم العصور انحداراته واصطفاني على النعش
منذ احتلمنا على الأرض ما فارقتنا القبور
قبور تحكم أطرافها في الحياة
قبور تمد الجسور إلى الحلم
والقبر قاطرتي
والجيوش التي يهزم الجوع أحلامها الشائكة
أنا الوطن العربي الذي كان أغنية في الرماد
الذي صيرته الرياح احتضاراً توقعه اللغة الضاحكة
بخار يحوله الصمت أرجوحة للكلام
ودهراً من الدم يمتد في سور هذي الخريطة :
أفريقيا لهب مستثار
ونار الغصون التي تكتب الشعر مثل الهواء
أفريقيا
لماذا الكلام
يمتد نهراً من الدم . هذي الخريطة :
في كل أرض لي الآن عاصمة للخجل ، وعاصمة للبكاء
هو النيل دمع وماء الفرات دم واشتهاء
وتاريخ يافا المجفف يترك قاعات حظر التحول
من مومياء ، إلى أنبياء
لماذا البكاء
يمتد نهراً من الدم ، هذى الخريطة :
خليج من النوم والعاصفة
استداروا يغطون أطرافها بالعباءات
يستفردون بها نقطة نقطة .

حلم جامح يكسر الوقت ، والمجلس الآن منعقد
حلم يتحول من أول العمر حتى احتضار القتيل
والشرطة الآن منذورة كي تضبط الوقت فوق المعاصم
حلم تهجيته
ح ل م
في طرف الحلم قبر :
لقد كان سلطان نجمة صبح فصار في طرف الحلم قبراً
: إذا مر لغم على بابكم في المساء وغنى ، فهذا محمد في طرف القبر .
حلم : أنا الطرف الثالث للحلم. ماء يسير ويختصر الموت والمهرجان.

سأفصل مابين عصر الوقوف وبيني
لي الآن حرية في الرحيل
لغاتي ذائبة وحدها في الهواء
إذا شئت أدخل من فجوة الليل أو أستقيل

حوانيت توزع مرض الحزن والنوم. ومصحات بحجم السأم المرابط تنشر سلالة الشرطي والصلاة والشفق واحتقان الأمل في الوريد . وتحتل الغفلة جيلاً بلا أسئلة.

أنا خندق عمقته السؤالات والشك أن الطفولة ماء
وأن النخيل طريق إلى الماء .


وطن ! ؟
هذا انتظار مجرم
هل يخرج التمثال من أحجاره السوداء. هذا وطن
قولوا
لماذا ؟
كيف ؟
من أين ؟
إلى أين ؟
رجوع نحو كهف الله . من يأخذكم للتيه
هذي جثث تجلس فوق الحكم
والتاريخ في زنزانة البنك
وفي صمت الملايين التي تركع باسم الثورة الراقصة الآن على الحبل
وأخبار الملوك
تخرجون الآن من أكفانكم
حجر النوم إله. وتغنون لعيد القتل
تبكون تصلون من الهجرة حتى حرب تشرين التي حولها
الناطق باسم الخلفاء متحفاً
وقبيل الموت تنثالون كالرمل
هنا مستنقع الرغبة في زيف الفتوحات التي تصقل أبواب السجون.
شهي زهوك الطازج الرائق الآن ، مفتوحة النهد لا يحمل السيف دون انفجار الوقيعة ما بين أحداقك المستحيلات أشجار صحو وبين البكاء
شهي ،
والورد يبدأ عند الصباح بقامته الفارعة
والشمس مرتاحة
عكازها النخل ، والماء يسأل :
هل أدخل الآن جرح السماء
وأخرج من فتق كل السلاطين ؟
الماء يسأل الماء.

لو يسطع الرعب في راحتي ويمشي
ليعرف ماء السؤال احتمالاته الساهرة
ليرحل في وردة الليل سهواً . ونسمع في نشرة الطقس
عرس الأقاليم كي لا يموت الجياع على كاهلي
فيخضر قاع السماء
وتمشي الفصول إلى الماء حاملة قيدها
لو الرعب شكل يحدده الوقت
لو الرعب وقت له شكل خارطة
لاستحالت نوافذها شرفة للقاء
أنا الوطن العربي الذي جرحته الحروب الحكومية الختم
مازالت الأرض مفطورة بالسكوت
ومازال في خدها الوشم لغزاً يسمونه القدس
عرساً يسمونه كربلاء .


وطن
هذا اختمار شجر عاشره الدم
سباقات إلى الذبح تسمى فرحاً
والشعب في نهد بلا قاع
ولا رائحة الراحة تجتاح غصون الأرض
والأرض غبار .
جسد ،
تعب الماضي يغطي نفق الحلم ولا ندخل في الحرف
سوى لهث يموت
وطن . شاهدة القبر أنا
من هنا قتل وموت سيد يأتي وباب يغلق الأرض
على سكانها
من هنا شجر يأخذ شكل الجثث المصقولة الأطراف
والنوم الذي يشبه قتل الأنبياء
جسد مهترئ تزرق جدران المسافات بلا أذن
ويبقى عفناً للذكريات
ونفاق القبلات المستريبة
وعلامات من اللون الرمادي المقوى
بين رمز الجسد الأول للحلم وبين الشعراء
افتحي نهدك يا سيدتي للماء كي تغتسلي
ويظل الكون مزهواً لأن الكلمات
حولتها الثورة المفتعلة
كفناً للأسئلة .

الماء السري الذي يشبه البرق لا يمر من البرلمان ولا تكتبه السماء
الماء : هو بحر من هناك نهر من هنا وخليج يأخذ شكل الوقت .

يا وردة الليل يا لونها المستباح
يغطون أحداقك العاشقات برمز من الطين
يسمونك الحلم
والليل دهر قصير يغير عنوانه في الصباح
يا وردة الليل
غيرت كل اتجاهات هذي الحروف
تعالي من الطرف البكر
كل الدروب القديمة ملغومة
لي وحدي حرية في الرحيل إلى مدن الماء
والسر في جسد بارد
هل تسألون القتيل عن الرمز ؟

وحدي

تعالي شتاء له شهوة العرس . هذي الحديقة جبانة
والقصائد نعش وكل الشهود يقولون
أن الجريمة واضحة كالدخان
وأنت هنا وردة الليل متهم صدرك المستهام
ومزدانة بالرؤوس الفدائية أكتافهم
والقضاة يحنون أطرافهم بالدماء
قطرة قطرة
انه الدم العربي انبجاس من الوهم
يركض
يرسم
يلبس ثوب الحضور ويدخل نار الغرابة
ما بين عنق الكتابة والسأم
ليس أمام القتيل سوى الموت
يخرج من هذا التفسخ جسد
يبدأ في التفسخ .
الوطن يتكئ على الشهداء
يفتح باب ويغلق .
تطل نافذة وتسقط
لا أحد يدخل لا أحد يخرج
فتبدأ الرائحة .

دم عربي على ضوئه يدخل العسكر البيت يستدفئون
وطن عبد
والحرب مرهونة باللغات التي صقلتها الطفولة
جبانة كل درب تقود إلى حلمنا الأبدي
ساعة الحائط الآن تجهل وقت انتصاراتنا

لا يدخل الحرب إلا شريد
ويخرج في خوذة فارغة

ولا تعرف الساعة موعدنا الدموي
انه ضائع بين حبر المراسيم والصرخة الغارقة
دم عربي
أيسطع رعب على راحتي ويمشي
دواراً تموتون في رعشة الحلم

هذا سرير الطفولة يهتز لكنه لا ينام
فيا سيد الموت يا وردة الليل يا كل احتضاراتنا
لي الآن حرية في الرحيل
ولي لغة استقيها من الماء أبكي على صدرها
أرهقتني محطات أشعاركم
وحيد على زنبق الماء وقت يسمى

ق ا س م

قوس إلى سحر أمجادكم
افتحي نهدك
إنني أول الماء
موتي نبي يغادر قرآنه
ثم يغلق باب السماء
افتحي نهدك
أول الماء والماء يسأل

.أغسطس 1974











3- قصيدة نكهة الرعد


فجأة صار انتصاري خشباً في النعش ، صار النعش باب
وتساءلت عن الموت / هل الريح طريق ، والتراب
كيف .. ؟ / هذا شجر الدهشة في ثوبي
( هاجرت الثياب)
قلت من أين دمائي ؟
صوت هذا الشارع المزدان بالصحو ، وبالعنف
وغادرت الغياب
وأنا في أول الحلم / استحلنا غضباً
سرنا وصرنا صرخة في غابة النوم
ابتدأنا في نهايات الوقوف
تذكرون ،
قلت هذي الرئة الأخرى لهم ، هذا الرماد
تحته قنبلة موقوتة ، هل تذكرون ؟
أعرف الإيقاع ، أستنفر ، أعطي ، وأنا حلم العيون
( علمتني لغة البرق
دخول العصف والرقص
وأعطتني الحنين )
أعطني ساعدك الدامي ، أنا الطفل
وأنت الحلمة الملتهبة
شعبي المرتعش الملدوغ من كل الجهات
أعطني كل أغاني ، وأعطيك اللغات الهاربة
يا زمان الضحك والجوع أتينا
رافقتنا الجهة المختصرة
وحديث الشجرة
نحن من فاكهة الرعد وغصن الشمس ، نحن الثمرة
( أسأل الأرض ولكن السماء
سقطت وانكسرت ، صارت دماء)
يمطر الظل نحيباً في ضلوعي ، والبيوت
فرح في أول العمر / جلسنا في جدار الوردة الحمراء
غازلنا تواريخ القيامة
وتبادلنا حمامة
ريشها اللون الذي لا ينتهي
بيتها في آخر الصيف ، وحد السيف بيتي
إشتعلنا
( كذب العراف في القصر
وجاء الرعد في كوخ على ملح الخليج)
نحن في عشق العذارى والغصون
يا زمان القتلة
شارد من زهر الوالي وتقويم الخليفة
- هل تراقصنا وكنا جهلة ؟
كنت لا أقرأ غير الرمل ، لا أعرف لوني
أعذريني ، خائف من لغة الحزن عليك
إشتعلنا
عندنا نافذة للخوف / عندي لغة النار
وصوتي رحلة متصلة
ينبغي أن نرقص الآن على الإيقاع
أعطوا صوتكم صوتي ، ونادوني إلى العزف
تعالوا
ينبغي أن نحسن الرقص على رسم القصور الزائلة .
ألبس الشمس / اغتربنا عنك يا أخبارنا / هل عانقوني ؟
فجأة أصبحت في الحلم / ولي غصن العصافير
وعندي كلمة السر
ترجلنا عن الجسر القديم
دخلت أطرافنا في الضوء
وارتاحت / قتلنا مرة أخرى بلا جرم
وأعطوا لحمنا للطير ( هل رافقتموني ؟)
وليكن قيدي سجاني جنوني
خشباً للدفء ، هذي حلبة الرقص / ومن باب الجنون
تدخل الثورة أسمالاً وأطفالاً / لدينا كلمة في السر
أنتم
ولنكن سوسة هذا العصر / هذي المهزلة
ارفضوا أن يضحك الطفل من الحزن
اخرجوا يا فرحة مفتعلة
( هل ستعطينا مخاضات الغراب
قمراً أو قنبلة ؟)
حين صارت يدنا الجسر - عبرنا
واخترعنا لهجة يعرفها التاريخ / أصغوا
يكتب التاريخ صوتاً / لهب صوتي /
اتصلنا بجذور الغيم /
شادوا من عظام الناس أقفالاً / تطاولنا /
ترى هل أ سكنونا الوردة المنفردة
والزوايا الباردة ؟
قلت : لما يجيء الوقت ، وجاء الوقت .. جاء

تكدسوا في المداخل . اعتقلوا . اغتالوا. صدرت مراسيم الخوف .
واتكأ الحكم على مقصلة. من يرتق الفتوق الكثيرة ؟

عندنا خاتمة الرحلة / أمشي
معي الريح وعصف الجوع / أمشي
جهتي قافية يكتبها الجمع ، يغني لحنها الأطفال تمشي معنا الريح
/ هل الدهشة في ثوبي / هل في شجر العشق تجمعنا
/ وهل في ورق الورد

( اشتعلنا
علنا نستغفر الرغبة في الرقص ولغم الموت
هل ... ؟ )

أبريل 1972












4- قصيدة وقت الحلم الأول



من يعطي هذا الوقت الواقف صوته
قولوا
من يأخذ عن هذا الغصن الطالع موته ؟
من منكم يا أبناء النوم الساطع يخرج من دائرة الصوم
ويرج حياد الماء علانية ويفارق صمته ؟
أنتم يا رئة الله المائلة اللون
يا زمن الحلم الراجع خلف رماد الكون
هل يعرف هذا الحجر الجالس ما بين الكتفين
حدود الحلم الأول ؟
يا حجر الماء الأول
سأقول الليلة حملي الآخر
يا أبناء الحلم الأول
يا منشغلين بغزل قميص الحلم الأول
فضوا سيرة أبنائي
ودعوا صوتي المكسور يقول :

هذا الوقت المصلوب على صدري وقت مجنون
وأنا منتشر كالعطر الأخرس من خمس سنين
وقت جامح
غطوه بصبر الحلم الأول
وانفتح الجرح الأول
تساقط أغصان الشمس على الماء
وترسل أوراق الليل نشيج الأسماء
يترجل حبر الرغبة في الصوت الصارخ
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني
وأنا منتصب كحروف النفي
قدمي الأولى في قبر الحلم الأول
قدمي الأخرى في وطني
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني

قولوا
من منكم لا يلمح صورته في قاع الكأس
من منكم لا يتذكر تاريخ ولادته
وطول أصابعه
وملامحه منذ الصحوة حتى الرأس
في كل خيوط الثوب أراه يلوح لي جرحاً
وأراه ملوحة هذا الكون المائل
أنتم يا أبناء الحلم الأول خلف الباب
وأنا في حلمي الآخر منذور دون جواب
وأنا السائل
إن كان النوم ، الراحة ، حبل السرة
أطراف الفعل البارد ، غفلتكم
وتراث الميلاد ، وطعم الله
إن كنتم منسجمين معاً
إن كان المجلس ، والصحف الصفراء ، ونهر العمال
يصبون الأحلام معاً
إن كنتم مقتنعين بأن الشمس غداً
تشرق باسم القانون
إن كانت أقدام الطفل تضيع بأحذية السلطان
وأن الطلقة ضائعة مازالت تبحث عن عنوان
إن كنتم منسجمين معاً في نوم الحلم الأول
والنوم صلاة الزمن الواقف
لا تنتبهوا
سيجيء زمان الصحوة يا أبناء وحيد القرن
يا قوماً إن ماتوا انتبهوا
هذي الليلة أولها غيم أسود
آخرها مطر أخضر
هذي خاتمة البدء ونحن القطرات الأولى
فليمسح كل منكم قطرات الدم عن الياقات
وليدفن موتاكم موتاهم
في ظل سلام الليل الوطني
حين خرجت جريحاً من كهف الحلم الأول
عانقني الرمل الأصفر بالحب الغائص في الحقد
بالحب الطفل المقتول على مائدة الإفطار
يا أصحابي المرتاحين على تابوت الثوار
مابين حدود حناجركم وخناجركم قوس مكسور
من أعطاكم لغة تمشي في لهب الماء
من وحدكم في قنبلة عند الأعداء
من حولكم يا أصحابي رملاً أصفر
لا تلتفتوا خلف سرير الراحة
حين تعود الشهوة للأسرار الأخرى
ينفجر الوقت المنتظر الآن على طرف الفعل
قوم إن ماتوا انتبهوا
لا تنتبهوا حتى الموت
هل أسمع خطو الخشب المخلص في التابوت
هل تحمل شرفة أطفالي دمع الأحجار المرخية
فوق النار
يا أصحابي
حين تركت الكهف الحلم الأول في صدري
سيف السلطان
وفي إيقاع الشعر هدير الرايات التعبى
وطن يبكي
موسيقى النعش وحقد الخيبة
والأطفال المولودون قبيل الموت
وطير الغابات المحروقة لا ينقذه غير الفعل
يا أصحابي
يا من كانوا
يا من بكت الأيام علينا في حضرتهم
حين يغوص الثائر في خطأ الأحلام الأولى
تمشي الأحلام ويبقى الثائر مقتولاً
يا أصحابي
يا من كانوا
يا من حولهم حقد الحب النائم
سيفاً آخر في ظهري
يا أصحاب الراحة فوق توابيت الثوار
هل أسألكم
من ينقل هذا الوقت الواقف عبر الدم
من يعرف - يا أبناء اللغة الملعونة -
حجم الهم ؟
قولوا يا منشغلين بصقل مكاتبكم بأنين الشعب
من يدفع أيديكم بالسيف الآخر في الظهر
من أية أرض تأتي رايات اللعبة
هل تجرأ يا قنديل الرعب
هذي شرطة والينا حاضرة مثل الوقت
هذي كل جواسيس السلطان الأول صاغية
تلعق من عمر الأطفال
تسمح أو لا تسمح بالتحريض على اللعب
تسمح أو لا تسمح بالضحك على القانون
من يضحك في السر يموت
فلنملأ قاعة هذا الليل الباكي بالضحكات
ولنسرق فرحتنا الأخرى بين الأحزان
فليتعلم أصحابي
أو من كانوا
أن الكلمات الملعونة جرح في حلم الإنسان
لكن الفعل دواء لا يخطئ
إن كنتم منسجمين معاً
فالفعل دواء لا يخطئ
قولوا
من منكم يا أبناء وحيد القرن
من يعطي هذا الوقت الواقف لونه
أسألكم
من يعطي هذا الشعر الصارخ في البرية وزنه ؟

مايو 1974












5- قصيدة تحولات طرفة بن الوردة


منذ أن مزقت أوراقي أمام الليل واجتزت القبيلة
ركضت أشعاري العطشى وراء الماء
صرت الصوت يرقص حوله الأطفال والغزلان
والأرض البخيلة
جئت في موسم عرس الشمس لكني تأخرت عن الجلوة
لم أشرب سوى خمر السكوت
قلت :
هل أسكر أم أغسل وجه البحر
هل أضحك في حزن البيوت ؟
باغتتني صرخة القلب
انهضي يا مدن النوم
وهاتي يدك اليسرى فإن الرقص جاء
هل تناثرنا معاً في الماء واجتزنا القبيلة ؟

أخرجوني من الغمد
ناديت : هذي بلاد تآمر فيها السماسرة الخلفاء
على الأنبياء
هذي بلاد ستأكل من ثديها حرة
وناديت :
هذي بلاد ستخلع أبناءها واحداً واحداً
في الخفاء
ومازلت أعشق هذي البلاد التي قتلتني
مازلت أحملها كوكباً في قميصي
وأقبل أعذارها ، ثم أصرخ فيها
بلادي التي تشبه القتل مدعوة في المساء
لتحضر جلوة عشاقها حرة
ومدعوة لاختراق الدماء الخجولة.

رأيت الذي سوف يحدث حاورني
ما الذي حول الغصن بيتاً
و حولني ضحكة في البكاء .
وحيد وصحرائي العشق
مازلت أخلق في الليل باباً ونافذة للحوار
وأبحث عن شاطئ يرسم البحر
مثل البلاد التي سوف أقبل أعذارها
ثم أصرخ
أيتها الأرض لا تخذليني
أيتها المرأة المستقرة في القلب والقيد
لا تقتليني

تقدموا معي. هنا الكلمة التي من آلاف السنين أقف فيها . لم يكن بوسعي أن أجلس . لم يكن بإمكانها أن تعود. كل الجهات مغلقة. أنا والكلمة نقطة وحولها يدور العالم. تأتي عصور وتذهب . يتحول كل شئ وقضاة العالم حكموا بأن الكلمة جميلة وطيبة ومقدسة ، لكن يجب أن تقف . صلبوني في حدودها. ليس ذنبي إذا صرت قاسياً كالفراق ، غريباً كالفجأة لقد سحقوني بالعذاب .
وضعوني شرارة في الثلج ومضوا درجة البعد والاقتراب لا تكاد تقاس في حالة انعدام الوزن لكن تقدموا لا أدعوكم، لكن تقدموا لا أحذركم، لكن أعتذر عن هذا الحب . تقدموا في غبطة الأشياء لا تتوقفوا كثيراً مثلما وقفت .
الكلمة وأنا وأنتم إذا لم نتحول انكسرنا.

إقرأ بسم هذا الدم
ولنسكر معا في خمرنا الثوري
هذا العرس مفتاح لأسرار الأساطير . انطلق
لا توقف الصحراء سيفاً غارقاً في النوم
أو في الحلم
إقرأ بسم هذا الدم
أطفالي حروف تثقب التاريخ تبقى هجرة
في جرحنا الشمسي
تمشي نجمة
نمشي معاً في خمرنا الثوري
لا تفتح يداً أخرى سوى للماء
لا تعط السما لغة
هنا الكون الذي يأتي من الأسماء
والأسماء دامية
لتقرأ ، ولتصغ رعداً
لتقرأ ، ولتصغ أسطورة مفتوحة الأبواب
ولندخل معا رقصاً
فهذا الكون هذا الشارع المزحوم بالخيبة
وهذا الـ ...
.... كيف لي أن أفتح الرغبة في نفسي على الخذلان
يا نفسي التي هرمت وتاهت في صحارى العشق
يا نفسي التي تعبت من الألوان
يا قلبي المشرد في محطات البرودة يا ..
هنا وقت تسافر طلقة في الحبر أو في الدم
أحملها وأعرف أن في ثوبي وفي كتبي غرور البحر
قلبي راكض في الليل
خلف الليل
من يعطي لأعصابي دماً أخر ؟

هنا تهتز بين العين والأخرى لغات الطفل
تكبر ، تستحيل الشمس عصفوراً أغازله
وأعرف أن هذا القلب موثوق بحد السيف في كفي
وأعرف أن في خوفي
نوافذ تفتح الأيام.

أمشي على الأحزان . والأشجار
نوافذ للعالم الموصد للأخبار
تنقل صوتي أول النهار
تنقل موتي آخر النهار
في سفري أكتشف الحياة في مرآة
يكسرها الرصاص . والرصاص
مخبأ في كتب الحرب ، وحلم النار
في شفتي أطفالنا يهز هذا النخل
هذي اللغة البخار
يا لغة تحملني في أول النهار
تقتلني في آخر النهار .

أحمل اغتيالي ولا أدري. في المرة الماضية لم أقرأ. والآن ، من جنون الماء وبراءة الخنجر ، أرسلني الخليفة بهذا القتل إلى هنا :
( من الخليفة الدائم ، الذي لا ينام إلا بين فخذي امرأة ، ولا يتوضأ بغير الدم ولا تخلو سجونه من الشعراء والعشاق ، إلى عاملنا في البحرين ، حين يصلكم حامل هذا الكتاب ، اعملوا سريعاً على قتله من قبل أن يرف جفنه اليسار ، ولتحرقوا ما قال من أشعار ، وأتوا لنا بالرأس والأخبار والسلام ).

هكذا أخبرتني بلادي التي كتبت أسمها في القصيدة
وأعطتني صوتي وألوان حبري
ولكنها شردتني
وحين التقينا قبلت جميع اعتذاراتها
وقلت احمليني يداً للهدايا الجديدة

( هل أنا يا بلادي البتول
هل أنا هارب في الصحارى
وأنت انتظار لقتلي
وأنت طفول ؟)

تبدأ الأرض ،
يطاردني الليل والوحشة المائلة
هل الشعر والعشق جرح
وهل يقتل الحرف أن كان بحثاً عن الأسئلة
يا سماء البلاد الصغيرة يا أرضها القاحلة
لبست قميص الغرابة والدهشة القاتلة
تحولت شوكاً بأحداقهم في الصباح
وناراً وثلجاً وبابا
فلم يفتحوا لي كتابا
وقاومت قوساً من القهر والاحتضار
فتحت النهار
وما مت يا قلب هذى البلاد الصغيرة
يا دمعة سائلة.

كوني في اللقاء وردة تسكب ضوئها في أرجائي. أمنحك الحب .
حبي والسجن طريق مزروع بالوحشة والانتظار.
كوني في هذه الصخور المسنونة وردة أو لا تكوني.

شارد ، شهوتي العنف . تجرع لغتي .صرخة في الليل في الصحراء ماء
كنت مرسوماً على الضوء ، وكنا نشرب الضوء معاً
قلت تاريخي رماد وتراثي دمي المخلوع
كان الطقس يحمل رؤية الآتي
تقدم
لا تقف في الظل
كان الطقس يحمل جثة للبيت
يطرق كل نافذة ويدخل ساطعاً كالصوت.
من سماك مقتولاً ولا تقرأ
من أعطاك قتلاً قبل وقت العرس
هل تقرأ لون القتل في الصفحة في كفيك
في الدم الذي يفصد أو يركض
فوق النهر أو في ... ؟

أقرأ الآن عناوين السجون
وتواريخ الفتوحات التي تغلق أبواب الدخول
وليكن صوتي جسراً
يا طفول
طرفة الآن براق يكسر السقف السماوي
ويعطي الرعد إذناً بالنزول
فافتحي شباك زنزاناته العذراء
كي يجلس ضوء البرق في عينيك
يأتي طرفة الآن وبعد الآن في ماء الحقول

( من الذي يقرأ هذا الرمز والإضاءة
من الذي يصير التاريخ قطرتي دم
من الذي يحول الرماد من نار إلى براءة
من يعرف القراءة ؟)

لما جاءني الأصحاب
لاقوني قتيلاً فوق نهر الخمر
شالوني و أعطوا ساعدي المقطوع تفاحاً
وخلوا وردة في الصدر
لما قمت لم يبق سوى التفاح
أين الورد
هل يأتي مع الأصحاب ؟

يجئ دمي في البريد البطيء
يستنفر الماء أطرافه
والجزيرة زوادة للمرابين
جيئوا كما يحضر الحلم قبل الصباح .

وقفت قائمة الشمس على أكتافنا في الفجر
لكن الظهيرة
صهرت آخر تمثال من الشمع حوالينا
وكالماء انسكبنا
لم يكن طرفة هذا الرمز في هذى الجزيرة
دخل الصحراء كي يزرعها شعراً وأطفالاً
وجاء
نقطة الأرض التي يغرس فيها السيف
لم تفتح له باباً ولم تصغ إليه
لغة مكسورة القلب تـحاورنا بها
ورسمنا شجراً فيها وزيتنا السلاح
وتصايحنا لأن الليل دهر
هل تأخرنا ولم يأت الصباح ؟

لقد صاغوا لنا تاريخاً من الكذب ، يولد الشاعر ولا يعطونه الفرح
لكن يعدون له السجن والنعش والمقصلة ويقولون (لقد كان) .

هل أسمي غربة الروح التي تسكنني حلماً
واحتال على الليل لكي يمضي ونبقى أصدقاء
هل يظل العوسج الشوكي مرتاحاً على نحري
وأدعو للغناء
هل أقول الشعر و السيف الذي في الحلق
مسنون بعظم الشعراء
هل أنا في وحشة الصحراء مشدود إلى الشمس
بآي دون ماء
هل أنادي الفقراء .

إنها آخرة الأرض وبدء البحر
هاتوا الخمر ولنرقص معاً
هاتوا الغناء
ساعدي جرح وخصر الوطن الراقص في صدري عرس
وطفول
خمرنا الثوري فلنشرب معاً
حول الصحراء حقلاً صاخباً يزهو
لكي نبقى معاً .
يعبر الوردة والنهر ويقرأ
اقرأوا ، فالدم تاريخ
مشى طرفة مقتولاً وعيناه كلام
شجر يرتعش الحلم على أغصانه قبل الظلام
شجر
في كل يوم تقتل الراحة من يمتد في الصمت ولا يقرأ
يأتي بغتة
أو سوف يأتي أو أتى كالوقت
والوقت سلام .

ديسمبر 1973
سبتمبر 1974













6- قصيدة زهرة الحزن



هذه الهاربة العينين والجرح الذي يضحك
أمي
هذه الخاصرة التعبى من الحزن وبرد
الجهة الأخرى ومني
هي أمي
هذه الثلجية الفودين
من حوّل هذا الليل قنديلاً يغني
آه يا أمي
لقد أعطيتني صوتاً له طعم الملايين
التي تمشي إلى الشمس وتبني
كنت في صدرك عصفوراً
رمته النار ، سمته يداً تخضر
ها عصفورك الناري في السجن يغني
أنت يا هاربة العينين والجرح الذي يضحك
غني
ليس بين الضوء والأرض التي تمشي وتحتار وبيني
غير هذا الأفق المحمر والوقت وأمي
آه يا أمي التي خاطت لي الثوب بعينيها
لماذا لا يمر الثوب بالسجن
لماذا لا تخيطين لنا أثوابنا الأخرى
تمدين المناديل التي تمسح حزني
ولم الرعب الذي حولني شعراً
على جدران سجني
لا يحيل الشجر الشوكي في أحداقك التعبى
عصافير تغني .
آه يا هاربة العينين يا العرس الذي يبكي
أنا منك كلام طالع كالبرق من ليل الأساطير
وأنت وردة العمر التي تطلع مني
فلماذا يهرب الحزن إلى خديك يا زهرة حزني
ولماذا ... ؟
( وطن يلبس قبل النوم تاريخاً
وبعد النوم تاريخاً ويستيقظ بعد
الموعد المضروب لا يعرف باباً للدخول
وطني هذا أم الدهشة في خارطة
البحر استوت رملاً ، لماذا ،
وطن يلبس عنوان السلاطين وسروال الملوك
وطني هذا أم الثورة صارت نهراً للدم
هذا وطن لا يخجل الآن من الألوان
والصورة بالأسود والأبيض
هل يذكر ؟ هل تختلط الألوان
في عين بلادي ، هل أقول ؟
وطني الآن بلا نافذة
يدخل السواح من باب على السوق
يبيعون بلادي
وأنا منفلت أبتكر الأطفال والشعر
بلادي تخلع الأستار في الليل
كما قال صديقي
وصديقي كان لا يخجل من عورات
هذا الوطن الواقف في الحلق
لماذا تخجلون ؟
وطن أتخمه الجوع فهل تأخذه الغفوة
وطني هذا أم الغربة أم قائمة البحر
أم الغاب أم القافلة الغاربة الآن
أم الأم التي تنسج ثوباً للسجون ،
والتي تدخل في وجه بلادي في المساء
تخرج الآن مع الحلم ،
وهذا وطني هذي بلادي هذه أمي
لا أدري حدود الوطن الأم
البلاد ) .
لك يا هاربة العينين والجرح الذي
يرقص في الحزن أغاني الجديدة
أنت في ذاكرة التاريخ ورد عاصف يأتي
وفي السجن قصيدة .

سبتمبر 1973



وهكذا نكون قد أتممنا ديوان الشاعر الكامل الذي يحوي عنوان الدم الثاني ...
  رد مع اقتباس
قديم 19/04/2005   #16
شب و شيخ الشباب قصي مجدي سليم
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ قصي مجدي سليم
قصي مجدي سليم is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
169

افتراضي


الاخ العزيز عاشق من فلسطين:
تحياتي
شكرا لك على نقل مقالي (شعراء ولكن) الى هذه الصفحة .. وشكرا لك اذ ان نقلك للمقال جعلني اتعرف على هذا (السايد) ومن ثم تمكنت من الاشتراك فيه .. وهو بحق سايد مهم جدا ..
ارجو ان نلتقي أكثر
قصي مجدي سليم

حلم العالم ناس تتسالم
والبني آدم صافي النية
(حُمِّيد- شاعر سوداني)
  رد مع اقتباس
قديم 19/04/2005   #17
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


اقتباس:
الاخ العزيز عاشق من فلسطين:
تحياتي
شكرا لك على نقل مقالي (شعراء ولكن) الى هذه الصفحة .. وشكرا لك اذ ان نقلك للمقال جعلني اتعرف على هذا (السايد) ومن ثم تمكنت من الاشتراك فيه .. وهو بحق سايد مهم جدا ..
ارجو ان نلتقي أكثر
قصي مجدي سليم
سوف أتحدث معك باللغغة الفصحة لأنك على ما أظن من أشقائنا السودانيين .. أنا معجب جدا" بمقالك .. وأهلا وسهلا" بك في المنتدى أخ عزيز وغالي .. أنا سعيد جدا" لدخول أخ شقيق من السودان على المنتدى وخاصة" بأنه مهتم بالشعر جدا" .. مقالك رائع جدا" .. وخصوا" الشظايا الشعرية التي جمعتها به .. أرجو ان تبقى على اتصال في المنتدى .. وأن نرى مشاركاتك .. في الشعر وغيره .. وعلى فكرة أنت شكلك ضليع بالشعر .. انا مشروع شاعر وقد نزلت قصائد كثيرة هنا في منتدى الشعر من تأليفي وأتمنى ان تقرأها .. وتنقدني في حال وجود نقط ضعف فيها .. وأهلا وسهلا" بك مرة أخرى أخ عزيز ..
  رد مع اقتباس
قديم 19/04/2005   #18
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي جديد أحمد مطر (قصيدة الخرافة)


اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .

وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها

واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ ..

بالفِـرارْ !

دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها

ثُمَّ انصرِفْ عَنها

وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .

عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ

لِلحَياةِ

وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ

لا يُرتجى مِنها النَّماءُ

وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .

جَرَّبْتَها

وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها

مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .

حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..

هِيَ أُمَّةٌ

طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !

هِيَ أُمَّةٌ

مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى

قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !

هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ

إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !

هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها

تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ

لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !

هِيَ أُمَّةٌ

لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ

على مَوائِدَ لِلقِمارِ

وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ

إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !

هِيَ باختصارِ الاختصارْ :

غَدُها انتظارُ الاندثارِ

وأَمسُها مَوتٌ

وَحاضِرُها احتِضارْ !

***
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ

بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى

إكْليلَ غارْ

هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .

هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ

فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ

وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً

فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها

واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ !
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:34 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.29435 seconds with 12 queries