س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
02/12/2005 | #1 | ||||
مسجّل
|
حتى لا ننسى.. كيف ضرب ديكارت ضربته الكبرى؟
حتى لا ننسى.. كيف ضرب ديكارت ضربته الكبرى؟
الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596 ـ 1650) أشهر من نار على علم. فمن لا يسمع باسم ديكارت؟ أليس هو مؤسس العقلانية الى درجة انها اختلطت به تماما؟ فعندما نقول عن شيء ما بأنه ديكارتي فهذا يعني انه عقلاني. وعندما نقول بأن الفرنسيين ديكارتيون فإن ذلك يعني انهم عقلانيون بكل بساطة. لقد أثر هذا الفيلسوف على شعب بأسره وطبعه بطابعه الى حد اننا لم نعد نستطيع التمييز بين الشعب والشخص. لقد كان أمة وحده. وحتى تنظيم الشوارع والساحات العامة في فرنسا يحمل سمات المنهجية الديكارتية من حيث الوضوح والدقة. ولكن من يعرف بأن ديكارت كان يخشى رجال الكنيسة إلى أقصى حد، وانه عاش طيلة حياته تقريبا وهو يتحاشى سيفهم المسلط فوق رأسه؟ نقول ذلك على الرغم من كل الاحتياطات التي اتخذها وأساليب التقية التي اتبعها لكي ينجو من شرهم. ولهذا السبب غادر بلاده فرنسا التي كانت مليئة بالأصوليين المتعصبين على طريقة المذهب الكاثوليكي، وذهب للعيش في بلد بروتستانتي أكثر حرية أو ليبرالية هو: هولندا، لكن حتى هناك كان يغيّر منزله باستمرار ويعيش متواريا عن الأنظار إلى حد كبير لكي يكتب ويفكر بحرية. فديكارت كان يعرف انه اكتشف حقائق ضخمة في مجال العلوم والفلسفة، لكن سابقة لأوانها. فهي تصطدم بشكل مباشر بالأخطاء الشائعة في عصره والتي تفرض نفسها وكأنها يقينيات مطلقة لا تناقش ولا تمس. وفي مقدمتها بالطبع القول بأن الأرض هي مركز الكون وان الشمس تدور حولها وليس العكس. وهي مقولة ارسطوطاليسية وبطليموسية كانت الكنيسة المسيحية قد تبنتها وخلعت عليها المشروعية القدسية للدين. وبالتالي فمن يعترض عليها لا يعترض على نظرية علمية من جملة نظريات أخرى وإنما يعترض على الدين ذاته ويعرض نفسه بالتالي للخطر الاعظم. لذلك فعندما سمع ديكارت بإدانة غاليليو من قبل المكتب المقدس في الفاتيكان خاف وسحب كتابه من المطبعة. وكان على وشك أن يعلن آراءه على الملأ من خلال رسالة تشرح نظام العالم الطبيعي وتؤيد نظرية كوبرنيكوس بخصوص دوران الأرض حول الشمس وأشياء أخرى. وقال لأصدقائه الخُلص: لا أريد أن أضحي بطمأنينتي الشخصية من اجل أفكاري. وقد اتهمه البعض بالجبن والتخاذل من جراء ذلك. لكن هؤلاء لا يطرحون على أنفسهم هذا السؤال: ما الفائدة من تعريض نفسه للملاحقة، أو ربما للتصفية الجسدية، قبل أن يكون قد أكمل رسالته؟ فديكارت في ذلك الوقت كان قد أكمل الأربعين، وبالتالي فإن اكتشافاته كانت لا تزال أمامه لا خلفه، ولو انه دخل في صراع مكشوف مع الكنيسة لسحقته بسهولة ولما استطاع إنضاج أفكاره على مهل ومواصلة بحثه عن الحقيقة. وبالتالي فاستراتيجية المهادنة والكتمان كانت إجبارية لكي يستطيع أن يعيش بضع سنوات إضافية ويصنع قنابله الفكرية الموقوتة التي فجرت الأصولية المتزمتة بعد موته مباشرة. وعندما شعر الاصوليون بخطورته كان من ضرب قد ضرب، ومن هرب قد هرب، ولم يعودوا بقادرين على تدارك الحريق أو إطفائه. وكان ديكارت قد سلّم الأمانة وأصبح يرقد هادئا في قبره. بالطبع فإنهم وضعوا كتبه على قائمة المطبوعات المحرّم تبادلها بالإضافة إلى كتب كوبرنيكوس وغاليليو، وباسكال، وكيبلو، وعشرات العلماء والفلاسفة الآخرين. ولكن ما همّه! فكره كان قد انتشر كالحريق في شتى أنحاء أوروبا، وفلسفته أصبحت تُدرس في العديد من جامعات هولندا وسواها. وهكذا ضرب ديكارت ضربته على مهل وبدون أي ضجيج أو استفزاز. كان يعرف أن المعركة طويلة، صعبة، وان قوى الظلام والانغلاق راسخة الجذور ولا يمكن زحزحتها بسهولة، وبالتالي فلا ينبغي أن نواجهها بشكل مباشر وإنما بشكل موارب. وأحيانا ينبغي أن نخوض معها حرب مواقع حقيقية. وكان يقول عبارته الشهيرة والغامضة إلى حد ما: «الفيلسوف يتقدم مقنَّعا على مسرح العالم..» الفيلسوف لا يكشف أوراقه بسهولة، أو من أول ضربة. نقول ذلك وبخاصة إذا كان فيلسوفا ضخما يقسم التاريخ الى قسمين، ما قبله وما بعده. فديكارت تجرأ على ان يقوم بأكبر انقلاب فلسفي في تاريخ العصور الحديثة. انه الانقلاب الذي أزاح أرسطو عن عرشه وقضى على هيمنته التي استمرت ألفي سنة. وهي هيمنة شملت العرب، المسلمين مثلما شملت الأوروبيين المسيحيين سواء بسواء، الآن ابتدأت الفلسفة الحديثة. الصدام بين الطرفين كان محتوما وإجباريا. ولذلك كثرت الملاحقات في شتى أنحاء أوروبا. ففي هولندا اعتقل العالم الكيميائي والطبيب (فان هيلمونت) بعد محاكمة غاليليو مباشرة. وفي بلجيكا اضطر العالم (بيرنوي) إلى الهرب. وأما البروفيسور (فان فيلدين) من جامعة (لوفان) فقد سجن أيضا بتهمة تأييد النظريات العلمية الحديثة عن نشأة الكون. وهي تتعارض بالطبع مع ما ورد سفر التكوين. وفي إسبانيا حيث كانت محاكم التفتيش تخنق الأنفاس قبل العقول نشر الطبيب (سابيكو) كل مؤلفاته تحت اسم ابنته، ولم يكتشفوا الخديعة إلا بعد أربعمائة سنة من موته! وشاعت في ذلك الزمان ممارسة الرقابة الذاتية على الذات. فالعلماء ما كانوا ينشرون أبحاثهم إلا بعد موتهم، وإذا ما نشروها كانوا يحذفون منها المقاطع الخطرة التي تتعارض مع أفكار رجال الكنيسة. وفي عام 1546 أُعدم المفكر الإنساني (ايتيان دوليه) حرقا بتهمة الزندقة والإلحاد لأنه كان يدافع عن التسامح الديني. وأما المفكر الإيطالي (كامبانيلا) فقد اعتقل اكثر من ربع قرن بعد ان سرقت محاكم التفتيش مخطوطاته. هذا في حين ان العالم والفيلسوف الشهير (جيوردانو برينو) قتل قتلة رهيبة ثم ألقي بجسده طعمة للنيران في كهوف الفاتيكان المظلمة عام (1600) بالضبط. وبالتالي فكيف يمكن لديكارت ألا يخاف منهم ومن بطشهم؟! لذلك فإنه نشر كتابه الشهير )مقال في المنهج( عام (1637) بدون توقيع. نقول ذلك على الرغم من انه اتخذ فيه كل الاحتياطات اللازمة وصرح أكثر من مرة بأنه متقيد بمبادئ الدين الذي ولد في أحضانه، بل واهدى كتابه الكبير (التأملات الميتافيزيقية) لفقهاء السوربون الكبار لكي يكسب رضاهم. والسوربون آنذاك لم تكن هي الجامعة التي نعرفها الآن. كانت عبارة عن كلية لاهوت مسيحية وذات سمعة ضخمة داخل فرنسا وخارجها. كانت هي التي تصدر الفتاوى بإدانة الكتب وتحريمها، أو على العكس إجازتها وإعطائها رخصة الانتشار. كما وكانت تصدر الفتاوى اللاهوتية بحق المفكرين فتكفر من تكفر، أو تبرئ من تبرئ على هواها. ولكن كل هذه الاحتياطات والمجاملات لم تنفع ديكارت كثيرا في نهاية المطاف. ففي عام (1649)، أي قبل موته بسنة واحدة، أصدر احد اليسوعيين فتوى تدين كتابه (مبادئ الفلسفة) باسم الزندقة. وفي عام (1663) أي بعد موته بثلاث عشرة سنة وضع الفاتيكان كتبه على لائحة الكتب المحرمة. وهي الكتب التي تنصح الكنيسة الكاثوليكية رعاياها بعدم قراءتها بأي شكل لأنها مخالفة لصحيح العقيدة.. وقد عاش ديكارت وهو يتحسر لأن العلم الطبيعي لم يحصل على استقلاليته بالقياس إلى العلم اللاهوتي. وموقفه من هذه الناحية لا يختلف في شيء عن موقف غاليليو وباسكال. كانوا يقولون بما معناه: إذا ما حصل تعارض بين تعاليم الكنيسة وأفكارها وبين إحدى نظريات العلم الحديث من جهة أخرى فإنه ينبغي أن نعيد تأويل تعاليم الكنيسة لكي يتماشى مع العلم والعقل. سارت حركة التاريخ في الاتجاه الذي رسمه هؤلاء الفلاسفة فيما بعد. صحيح أن عصرهم لم يستمع لهم، لكن العصور اللاحقة اتبعتهم واكتشفت أنهم كانوا على صواب وعصرهم كله على خطأ. بل وحتى البابا الحالي راح يعترف بعظمتهم ويعتذر عما فعلته الكنيسة من أخطاء في تاريخها السابق. حتى لا ننسى ... |
||||
03/12/2005 | #2 | ||||
عضو
-- قبضاي --
|
هذه هي مهمة الفلسفة.......
وما هو موجود هو العقل، واما فيما يخص الافراد فكل شخص هو ابن زمنه. وكذلك الفلسفة فهي بنت زمنها. الفلسفة هي العصر وقد قبض عليه من خلال الفكر. وبالتالي فمن الجنون الاعتقاد ان اية فلسفة قادرة على تجاوز عصرها، لا يمكن لأي فيلسوف مهما كبرت اهميته ان يقفز فوق عصره. بهذا المعنى فإن كل الفلسفات يتم تجاوزها بعد فترة من الزمن. ارسطو تم تجاوزه عن طريق ديكارت، وديكارت تم تجاوزه عن طريق كانط، وكانط تم تجاوزه عن طريق هيغل، الخ. مني خالص الشكر عالموضوع .
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حــلما *** كعود زاده الإحراق طيبا |
||||
03/12/2005 | #3 | ||||
مسجّل
|
مشكورة تيريزا على الرد و شكرا على على هذا التعليق الجميل
|
||||
04/12/2005 | #4 | |||||||
مشرف متقاعد
|
صحيح ديكارت وامثالو غيرو التاريخ وغيرو تفكير الشعوب
لكن متل ما قالت تيريزا اقتباس:
خطوة خطوة لان من الصعب الشخص يغير اعتقاداتو وهالشي بتوقع بفسر ليش اتاخرو لاستعملو كتاباتو وكتابات غيرو من الفلاسفة لان الاجيال اللي بعدو هني اللي استخدموها بمعتقدي لو نفس الجيل اللي كان على عهدو هوي نفسو الجيل هلق كان لهلق لساتهون على معتقداتهون نفسها للصراحة موضوعك اكتر من رائع الف شكر الك لانك فتحت عيونا على ديكارت
مافي امل
يلعن ابو التخلف ضاع الهدف ابرة ليساعد هلق لصلاح وعدتو بقى رئيدة زدير, اسيرا فهيم رايح |
|||||||
04/12/2005 | #5 | ||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
sho ha alkalam alkbeer ya gamaa
بتمنى كل صاروخ يتحول لقطعة خبز تطعمي كل جوعان بهالعالم .... كل دبابة تتحول للعبة يلعبو فيها الأطفال
من أقوال ( مجود ). |
||||||
05/09/2006 | #6 | ||||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
عفوا سيد ليوناردو
أريد أن أسألك هل يتعارض الحق مع حقيقته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
||||||
05/09/2006 | #7 | ||||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
شكرا لهذا التعليق الجميل تيريزا
لكن عندما تعتقدين أن الفيلسوف لا يمكن أن يتجاوز عصره؟؟؟؟؟؟ فإليك هذا التعقيب: أفلاطون معلم سقراط وسقراط معلم أرسطو فمن الأكيد أن يكون أرسطو قد استبقى من معلمه سقراط بعض أفكار عصره إضافة إلى أن هرقليطس قال : أن الإنسان لايمكن أن يسبح في ماء النهر مرتين لأن مياه جديدة تجري من حوله. ........... فهذا القول مثلا صالح لكل زمان ومكان وليس لزمان هرقليطس فقط شكرررررررررررااا |
||||||
06/09/2006 | #8 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
مشاركة رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ائعة بشكل اكثر من ممتاز .
بالنسبة الي هاي المواضيع هي اساس انتمائي الى المنتدئ . اتمنى انه بتستمر بالمشاركة ومعانا .
i have dream
|
06/09/2006 | #9 | ||||||
مشرف
|
سؤال يطرح نفسه
هل تقبلون الفكر الفرنسي الفلسفي الذي تميز بالالحاد الفكر الفرنسي خلال فولتير و غيره كان وجودي و الحمد لله الكنيسة الكاثوليكية تخطت مرحلة القرون الوسطى الباقي على الاصوليين الحاليين |
||||||
08/09/2006 | #10 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
شكرا ليلئ على هذا الموضوع الرائع والمتميز واتمنئ انه اقرء المزيد من هذه المواضيع واذا سمحتي لي فاني اطلب موافقتك لكي اخزن الموضوع على جهازي عجبني كثيرا. ولاانسئ شكرا بقية الاعضاء الذين شاركوا في هذا الموضوع واغنوه بالمعلومات . ولكن عندي طلب صغير من اعضاء المنتدئ المشاركين بهذا الموضوع ،اني ابحث عن منتدئ مختص بالكامل بهذه المواضيع يعني مختص بالفكر الحر والفلسفة كما كتبها اصحابها الفلاسفة يعني فكر حر من غير انه يتدخل الدين به ( انا ما معترض عن الدين بس الي محتاجه هو الفكر حر بدون مجاملة او تسييسه لفكر ثاني) . بالنهاية تحياتيييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي يييييييييي لكم .
|
08/09/2006 | #11 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
بصراحة انا ماشايف فيه الحاد وكمان المواضيع كثير مفيدة وانا متقبله مثل ماهي تماما .
|
08/09/2006 | #12 | |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
اقتباس:
كما يقول شوبهاور ( ذات الشي بذاته ) وليس بغير ذاته . مثلا لو جاءك احد حرس الملك باحثا عن شخص ليقتله بتهمة شتم الملك فهل من الحق انه تخبره على مكانه اذا كنت تعرف مكانه فيقتل بسبب هذه التهمة التي قانونيا يستحق القتل فقد اهان السلطة العليا والشرعية للدولة ومس كرامتها وهيبتها اي انه قانونيا من الحق ان يقتل. ومن ناحية اخرى انه من المفروض بك اذا سئلت عن مكانه ان تجاوب بصدق ولكن هذا الصدق قد يودي الى مقتل رجل ذنبه لا يستحق هذه العقوبة . ومثال اخر : سقراط تقبل الاعدام بشرب كاس السم لقناعته بان القانون يجب ان يحترم ويطبق . بالرغم من ان في حياته خدمة وفائدة للانسانية . اما ديكارت فانه كان لا يومن باحترام المطلق للقانون مهما تكون حقيقته فقد كان معترض على الديمقارطية في فرنسا بقوله ( ان ديمقارطيتكم هي مقتل لحرية الفرد وحقوقه ، فحكم الاغلب لايصلح اذا كان العلماء والمفكرين هم القلة ) . بالنهاية الحقائق هي نسبية تختلف من شخص لاخر . ولكن بالنهاية اومن بان الحقيقة هي الايمان بحقيقة الشي ............. تحيااااااااااااااااااااتي |
|
|
|