س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
29/05/2009 | #1 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
الأتراك الاسكيت (iskitler )
تعد منطقة تنغري داغلاري (ﺗﯖﺮﻯ داغلارى) وفرغانة وكاشغر في تركستان الموطن الأصلي لشعب الإسكيت حيث هاجروا في القرن السابع قبل الميلاد نحو الغرب وبدءَ اسمهم بالظهور في القرن الثالث قبل الميلاد في أنحاء أوربا .
تم العثور على بعض اللقى الأثرية العائدة للإسكيت أثناء الحفريات التي جرت على مقربة من مدينة ألمه آتا Alma ata القزقية (الكزخستانية) وكان من أهم المكتشفات الأثرية آنية كتب عليها بأحرف تتشابه بشكل كبير مع الحروف التركية الأورخونية الينسائية حيث أُخرجت هذه الآنية من أحد القبور العائدة للفترة الإسكيتية، وتم في عام 1970م قراءة ما كتب على هذه الآنية من قبل الباحث سليمانوف Süleymanov على الشكل التالي: Xan uya üç otuzı yok boltı utıgsa tozıldı يقابلها بالتركية: Hanın üç oğlu yirmiüç yaşında yok olup adı sanı da yok oldu والتي تعني: "توفي أبناء الملك الثلاثة في عمر الثالثة والعشرين وبوفاتهم اندثر اسم الشعب وشهرته. ومن خلال النظر إلى أسماء الأشخاص لدى الإسكيت نستطيع أن نلاحظ التقارب مع التركية فاسم Karthasis على سبيل المثال وهو اسم أخو الملك الإسكيتي (والرأي عائد لـHeredot طبعاً) ويقابله بالتركية Kardeş أي الأخ. وبالنظر إلى الطبيعة السيسيولوجية (نظام التعايش الاجتماعي) التي عاشها الأتراك لا نجد حصول اختلافات كبيرة في أنماطهم الحياتية شرقاً وغرباً فسيسيولوجيا الإسكيت على الحدود الأوربية غرباً هي نفسها الهونية على الحدود الصينية شرقاً فالأنماط المعيشية في السهوب التركية (Türk bozkırlarında) قلّما تختلف سواء كانت شمال البحر الأسود (Kara deñiz) أم شمال بحر الخزر (Xazar deñizi) أو حتى في قلب منغوليا (Moğolistan) وتركستان (Türkistan) فجميعهم كانوا يقطنون بخيامٍ دائرية قبابية و تسمَّى (Otağ) وتصنع من اللباد (Keçe) ويشربون القِمِز (Kımız رائب لبن الخيل المخمّر) ويجففون اللبن ليحصلوا على اللبن المخثر (Kurut) علاوة على أن التقارب لم يكن محصوراً في الناحية السيسيولوجية فحسب بل تعداها إلى الناحية الفيزيولوجية فقد وصف المؤرخون اليونان سمات وصفات الشعب الإسكيتي بكثرة إضافة إلى رسم فنانيهم لوجوه وأجساد الإسكيت على المزهريات التي كانوا يصنعون، وبالمقارنة مع الشرق نرى كيف قام المؤرخون الصينيون بوصف الهون وسماتهم وقيام الفنانين الصينيين برسم وجوه الهون وبالنتيجة نرى بأن ما رسم من قبل الفنانين اليونان متشابه إلى حد بعيد مع ما رسمه الفنانون الصينيون فالوجوه الإسكيتية على المزهريات اليونانية ستذكرنا حتماً بالهون والـﮔوك تورك على الرسومات الصينية. وإذا أجرينا مقارنة في العادات والتقاليد (Gelenekler) بين الأتراك الإسكيت والأتراك الهون فسنجدهما يكادا يدنوان إلى التطابق؛ مما يدل فعلياً على أن منشئ ثقافة الشعبين واحدة، ومثال ذلك أن الفرسان والنبَّالة الهون والإسكيت (İskit ve Hun okçu ve atlıları) كانوا يرتدون البناطيل (Ém) والجِزَم (Edik) ويستخدمون ركّاب السرج (Üzengi) كما أن طقوس دفن الأموات الموجودة عند الإسكيت هي نفسها الموجودة لدى باقي الترك , فالموت عندهم شرف للشخص المتوفى وعند الدفن تقدّم خيول الميت وخدَّامه كأضاحي لتدفن مع الميت وعندما يموت الملك يحفر قبره (Kurgan) على شكل مربع حيث يوضع جسده بعد أن يحنط على عربة ويحلق المشاركون في مراسم الدفن (Gömme töreni) رؤوسهم من الأطراف ويتم قص شحمتا أذن الملك وتخط الخطوط على ساعديه فيما تخنق خيول الملك لتنزل معه في نفس القبر كما يتم دفن بعض الأشياء المتعلقة به معه، وقد لوحظ وجود جميع هذه العادات التركية أثناء التنقيب في مقارب الإسكيت حيث تم الكشف في مقابرهم عن أجساد محنطة، كما تم استخراج عشرات الخيول التي زيّنت آذانها بتزينات مختلفة، وقطعت أذنابها (Kuyrukları) وأعرافها (Yeleleri) وهذه هي مدلولات الحداد (Yas) في العادات التركية القديمة، الحادثة التي ستذكرنا بجنازة سليمان بيك بن أحمد بيك (والأخير هو الأخ الأكبر للسلطان ياوز سليم العثماني) المتوفى عام 1513م، حيث أخرجت أمام الجنازة خيولٌ مقطوعة الأذناب وقد أقلبوا سروجها وكسروا أقواسه ووضعوها مع عمامته على نعشه وكانت هذه عاداتهم في الجنائز، الأمر الذي يؤكد استمرار هذه العادات التركية القديمة حتى العهد العثماني. تقديم القرابين لدى الإسكيت (İskitler'de adak sunmak): عند قيام أحد أبناء الإسكيت بتقديم أضحية أو قرباناً (adak) للرب (Tañrı) كان يربط الأرجل الأمامية للأضحية ويقوم بالوقوف خلف الأضحية ممسكاً الحبل الذي ربط به الأرجل الأمامية للأضحية ثم يقوم بسحب الحبل ليوقع الأضحية أرضاً وبعد وقوعها يقوم بالدعاء لله (ﺗﯖﺮﻯ Tañrı)، ويقوم بعدها بلف الحبل على عنق الأضحية مدخلاً عصاً (dégnek) بين الحبلين، وعند إدارة العصا يُشدُّ الحبل على عنق الضحية فتختنق، ليقوم بسلخ الأضحية وطبخ لحمها. وبحسب ما روى Heredot كان للإسكيت قسماً للتآخي (قانداشلاشماق Kandaşlaşmak)، فكانوا يضعون الشراب داخل كأس من الفخَّار ويقومون أثناء القسم بتشطيب أجسادهم بواسطة آلة حادة وملئ الكأس الذي وضعوا به الشراب دماً، ثم يقومون بتغطيس أطرافِ سيفٍ عريض ورؤوس سهامهم وفأس داخل هذا الدم المسال وبعد دعاءٍ طويل يأتي القسَم الذي سيؤاخي بين الطرفين وبعدها يتم شرب الشراب (Kımız) الذي امتزج بالدم (Kan). وبناءً على هذا أكد الباحث Zeki Validi Togan على تركية الإسكيت، حتى أن اسم الإسكيت هو دمج لكلمة Saka وهم قبيلة تركية وحرف الـt الذي يعبر عن ملحق الجمع لديهم. عاش الإسكيت ابتداءً من المئة الثامنة قبل الميلاد وتوسعوا في آسيا ونحو أوربا وتقدموا مابين أعوام 750-700 ق.م ليعبروا نهر الأورال (İdil ırmağı) ويتقدموا نحو روسيا وبنوا دولة حكمت مناطق شاسعة لكنها استخدمت طريقة الحكم المركزي الذي كان مركزه التركستان، ونستطيع قراءة ذلك في الأدبيات التركية والفارسية حيث سيمر معنا في الأدبيات التركية اسم توﻨﮕﺎ آﻟﭖ أر (Tuña Alp er) المعروف في الأدبيات الفارسية باسم أفراسياب والذي يعتبر من الأبطال الأسطوريين في التاريخ التركي حيث شهد الإسكيت في عهده فترة من الازدهار والنمو فبنيت في عهده عدة مدن في التركستان أهمها طهمورث (القُهُندُزKunduhur) ومرو (Merv) كما قامت ابنته (قاز Kaz) ببناء مدينة قزوين وأصل هذه التسمية (قاز أُيني Kaz oyunu) أي ملعب قاز، وبنت قلعة بوادي إيلا (Ila) فسمي الوادي باسمها (قاز ﺴﭭﻲ Kaz suyu) أي ماءُ قاز، كما كانت مدينة قُم (Kum)-والتي تعني بالتركية الرمل- من أحب المدن للأميرة قاز. كما بنى برسغان بن توﻨﮕﺎ آﻟﭖ أر مدينة سميت على اسمه (برسغان Bursağan) ، وبنى بارمان بن توﻨﮕﺎ آﻟﭖ أر مدينةً سميت على اسمه أيصاً(Barman)، وتقول الروايات والأساطير التركية أن توﻨﮕﺎ آﻟﭖ أر هو جد الملوك الأتراك وكبيرهم، ومن أهم ما قاله ﺁلپ ﺃر تونگا مخاطباً أحد الرعاة عندما لم يحييه أثناء عبوره وإنني أوردت هذه الأبيات تماماً كما جاءت في التركية القديمة: گوروپ ﻧﻴﭽﻴﯔ ﻗﺎﭼﻤﺎدﻳﯔ * ﻳﻤﺎﺭ سوﭬﻴﯔ ﮔﻪﭼﻤﻪدﻳﯔ ﺗﭭﺎﺭلارﻳﯔ ﺳﻪﭼﻤﻪدﻳﯔ * يسین ﺳﻪﻧﻰآربورى وتعنی : رأيتني فلماذا لم تهرب * عن طريق اجتياز نهر يمار * أو لم تنتقي أفضل ما عند من الحلال لتهدني إياه * اذهب فلتأكلك الذئاب وقد قيل في التعبير عن الحزن بسبب وفاته : آﻟﭗﺃﺭ ﺗﻭﯕﺎ اُلديمو * ايسيز اَﮊون قَلديمو اُذلَـك اُوجِن اَلديمو * اَمـدي يُرَك يِرتِلُور وتعني: هل مات الملك آﻟﭖ أر توﻨﮕﺎ (أفراسياب)، وبقي هذا العالم السيئ دونه، وهل أخذ الزمان ثأرهُ منه، لقد حان الآن الوقت كي يتقطَّع الفؤاد حزناً عليه. كما كان لتوﻨﮕﺎ آﻟﭖ أر أثراً واضحاً في الثقافة الفارسية حيث شغل مكانة كبيرة في ملحمة الشاهنامه (كتاب الملوك) الذي وصف الحروب والمعارك التي كانت تدور رحاها بين الترك والفرس المصدر: كتاب tarihe turkler للمؤرخ erol gonger |
||||||
|
|