س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
30/03/2009 | #1 | ||||
مشرف
|
مقالات ساخرة / زكريا تامر
وقع تحت إيدي ملف تحت عنوان مقالات ساخرة لـ زكريا تامر رح قوم بنشر ما تم وضعه فيه تباعاً بشكل يومي لحتى يتم ترك فرصة للقراء ... رح حط كل يوم مقالة واحدة فقط بضاعتنا المحلية هل نضحك هازئين مما يحلّ بنا أم نلطم وجوهنا خوفاً من أيام أخري آتية تحصد الزهر وتبقي الشوك؟ هل نستمر في بناء قصور لا يحق لنا الاقتراب من أسوار حدائقها؟ هل نتخلي عن عيوننا أم نتخلي عن آذاننا وألسنتنا؟ هل نتكلم ليل نهار أم نقفل أفواهنا مؤمنين أن الكلام الساخط وحده ليس سوي غبار صيف؟ هل نرشد أبناءنا إلي الطرق الموصلة إلي جنات الحياة الدنيا أم أن المتخبط في الجحيم اليومي ليس إلا أعمي يتصدي لقيادة مبصرين؟ هل ندرب سكاكيننا علي تقشير البصل أم ندربها علي تقطيع البطاطا استعداداً لخوض المعارك المصيرية؟ هل نتابع احتساء الماء زاعمين أنه ليس سوي تدريب علي احتساء دماء الأعداء؟ هل نغضب من الركوع للأوثان أم نطالب بزيادتها؟ هل نتعلم كيف نصبح أميين بغير معلم حتي يستغني عن ميزانيات التعليم لتضاف إلي ميزانيات التسليح؟ هل نغني الميجانا والعتابا لإسقاط مروحيات الأباتشي أم نغني المواويل الطويلة التي تعجز الراردرات الحديثة عن اكتشافها؟ هل نقلد جدنا عباس بن فرناس أم نقلد جدنا يوسف العظمة؟ هل نتسلح حتي لا نقنط بكتاب في بيتنا رجل لمؤلفه إحسان عبد القدوس الآتي من بلاد قد تعادي من تصادق إذا منحت مائة مليار دولار حتي يشتري كل جندي قبراً فخماً وسيارة بورش وجزمة شارل جودان أم نتسلح بكتاب ذاكرة الجسد لمؤلفته أحلام مستغانمي الآتية من بلد المليون شهيد الطامح إلي أن يصير بلد المليون قاريء شهيد؟ هل نرحب بالليل وكوابيسه مدعين أنه أكثر رأفة من النهار؟ هل نسير حفاة حتي لا تبلي أحذيتنا التي لا نملك غيرها أم نسير علي رؤوسنا حتي يتاح لنا أن نري ما حولنا بغير تجميل؟ هل نشتري خياماً ونودع بيوتنا وأوطاننا بعد صدور الحكم عليها بالإعدام أم نغتال القضاة المزورين؟ هل نستطيع أن نخدع الموت إذا ظللنا متظاهرين بالموت؟ هل نؤيد من يقتلنا ببطء مبتسماً برقة أم نؤيد من يقتلنا بفظاظة بحجة أن الموت السريع أطيب؟
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||
31/03/2009 | #2 | |||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
اقتباس:
معك حميدوش تسجيل نقنقة شلنو لأنو بعرف بدك تنزلك كام وحدة وتقطع عن الموضوع ورح تم نقنق عليك من بعدا لتكفيه مدري كام مرة صار عشت بهلموقف لهيك جاييلك من اخيرا لسجل نقنقة من هلق
رايحة تزور
كوخ مسحور |
|||||||
31/03/2009 | #3 | ||||
مشرف
|
بعد خراب البصرة أفاق أحد النقاد العرب من نومه، وتمطي وتثاءب وهو يشعر براحة من نام مائة سنة، وارتدي ثيابه علي عجل، وخرج من بيته، وسار في الشوارع قاصداً مقهاه ملتهفاً علي تدخين النرجيلة واحتساء عدة فناجين من القهوة، فبوغت في أثناء مشيه باكتشافه أنه لا يري الأحياء فقط بل يري أيضا الأموات غير المرئيين لغيره من الناس، وتأكد من أن ثمة أمراً غامضاً قد حدث له وهو نائم، وجعله مالكاً لتلك المقدرة الغريبة التي تمكنه من رؤية الكثير من الأدباء العرب الأموات المتسكعين في الشوارع، وحدق إلي ما حوله بفضول: كان الكاتب المصري مصطفي لطفي المنفلوطي يهرع في الشوارع باحثاً بإلحاح عن الشاعر السوري أدونيس وهو يصيح بحنق: إذا أراد أن يتابع السطو علي إنجازاتي البلاغية، فليكن جريئاً، ويكف عن الاختباء وراء أقنعة الحداثة . وكان الشاعر والمسرحي المصري نجيب سرور يحوص متنقلاً بحيرة من رصيف إلي رصيف محاولاً الاهتداء إلي مبني السفارة الصومالية كي يقدم إليها طلباً للحصول علي الجنسية الصومالية والتخلي عن الجنسية العربية. وكان الشاعر اللبناني خليل حاوي جالساً علي أحد الأرصفة يحملق بسخرية إلي مظاهرة غاضبة تتعالي فيها الهتافات المنددة بأمريكا وإسرائيل، ويتمتم بصوت متهدج آسف: لو كان الكلام ينفع لما انتحرت! وكان القاص المصري يوسف ادريس يدخل المكتبات ليغادرها محملاً بكتب لكّتاب آخرين، ويمزقها بحركات نزقة وهو يقول: عندما كنتُ حياً كانوا كلهم أقزاماً، وعندما رحلت عن الحياة صاروا كلهم عمالقة . وكان الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ملتصق الظهر بحائط، يقرأ ديواناً من الشعر الحديث، وقد رمي بالديوان فجأة إلي الأرض، وقال بصوت يقطر ندماً: لو كنت أعرف أن تطويري للشعر العربي سيؤدي إلى مثل هذا الشعر الهراء لقضيت حياتي كلها أنظم الشعر مقلداً أحمد شوقي وابن سكرة . ولما ملّ الناقد من التفرج علي الأدباء الأموات، سارع إلي مقهاه، ودخله، وطلب نرجيلة وفنجان قهوة، فأهمل الجرسون طلبه، وعامله كأنه غير موجود وغير مرئي، فذهل الناقد، وأيقن أنه قد مات في أثناء نومه، وأخرج من جيبه قلمه وأوراقه البيض، وابتدأ يكتب آراءه الحقيقية في أدباء سبق له أن امتدحهم وقارنهم بكبار الأدباء في العالم، وكانت آراؤه الجديدة تنصحهم بالعمل في أية مهنة ما عدا مهنة الأدب، وقد توقف عن متابعة الكتابة قانطاً عندما تنبه إلي أن ما سيكتبه لن يصل إلي القراء. |
||||
10/04/2009 | #4 | ||||
مشرف
|
القهوة أفيون الشعوب غفر الله لكل جريدة عربية نشرت بسذاجة ذلك الخبر الطريف الغريب عن اكتشاف علماء روس أن القهوة تُصيب بالجبن والخوف وتُفقد الشجاعة والجرأة، ولم تعلم تلك الجرائد أنها جعلت الفرح يختال مزغرداً راقصاً في قصور المسؤولين العرب الذين يخشون شعوبهم ويسعون لجعلها مزيجاً من الخراف والأرانب والببغاوات، وكلما خيل إليهم أن مساعيهم تكللت بالنجاح بوغتوا بما لم يكن بالحسبان، واتضح لهم أنهم كانوا من الواهمين، وها هم اليوم تسنح لهم فرصة العمر، فما كانوا يبحثون عنه قد جاءهم مجاناً وبغير تعب، ولا بد من أنهم سيحاولون الاستفادة من هذا الاكتشاف لتعميم الخوف بأمتع الوسائل وأسهلها وأرخصها، وستنطلق أولاً أجهزتهم العلمية والأمنية لمحاربة الشاي باتهامه بأنه مسبب السرطان والإيدز حتي يتاح للقهوة وحدها أن تصول وتجول في كل الساحات متوجة بأكاليل الغار، وستشهد الأسواق طوفاناً من القهوة التي ستباع بأسعار رمزية بسبب ما نالته من دعم حكومي سخي، وسيراقب المختصون كل بيت من البيوت، وكل بيت لا يحتسي سكانه القهوة بشراهة، سيشتبه به، ويعامل علي أنه مركز خفي لتدريب المشاغبين والمتمردين والخارجين علي القانون، وستتغير المناهج المدرسية، وسيضاف إلي كل كتاب مدرسي فصل جديد عن الفوائد الجمة للقهوة، وسيقال في الكتب المدرسية الأدبية أن المتنبي لم يوفق في نظم قصائده الخالدة إلا لكونه من مدمني القهوة، واغتيل بينما كان يهرّب نوعا فاخراً من البن الكولومبي، وسيقال في الكتب المدرسية العلمية إن القهوة هي التي أتاحت للعباقرة الاهتداء إلي مكتشفاتهم التي أغنت الحضارة الإنسانية، وفي أقبية التحقيق، لن يبدأ التحقيق وملحقاته مع أي متهم إلا بعد إرغامه طوال أيام علي احتساء القهوة، وستتغير شروط الانتساب إلي اتحادات الكتاب الرسمية، ولن يقبل أي عضو جديد إلا إذا كان مزوداً بوثائق تثبت عدد فناجين القهوة التي يشربها في كل ساعة، وسيرغم نزلاء السجون من عتاة المجرمين علي شرب القهوة حتي تتغير طبائعهم إلي حد أنهم يستجدون أن يعملوا في المستشفيات وملاجيء العجزة ممرضات وقابلات. أما المسؤولون العرب الآخرون التواقون إلي أن تتحرر شعوبهم من كل ما يحول دون تطورها، فسيكافحون القهوة بوصفها من أخطر المخدرات، ولن يفلت مهربوها وشاربوها من حبال المشانق. |
||||
10/04/2009 | #5 | ||||||
مشرف
|
مكيفة مبردة مثلجة كتب أحد شيوخ فلسطين كلمات غاضبة أشبه بولاويل محرضاً مسلمي العالم علي التبرع للفلسطينيين بثلاجات لحفظ جثث شهدائهم لأن ما هو موجود لديهم من ثلاجات لم يعد كافياً. وأي متابع للأخبار سيكتشف أن المسلمين لم يتبرعوا بأية ثلاجات كأنهم مؤمنون أن الشهيد يكرم بدفنه أو كأنهم استصغروا ما طلبه الشيخ منهم، واعتبروه مهينا لهم وهم المستعدون للتبرع بأرواحهم لا بأموالهم خاصة وان التبرع بالمال في هذه الأيام الشمطاء يفسر بأنه دعم للإرهاب الذي تحاربه الدول القابضة على عنق العالم وخصيتيه او لعل المسلمين لم يتبرعوا بالثلاجات لاستحالة توصيلها او لعلهم لم يصدقوا ما قاله الشيخ لكونهم مقتنعين بأن الوطن العربي يزخر بثلاجات تزيد عن حاجتهم وبعضها ذائع الصيت وأشهر ثلاجاته هي تلك الثلاجة الضخمة غير المرئية التي ابتكرها مخترع مجهول لتتسع للجيوش العربية جمعاء، ووضعها في داخلها، وأغلق بابها عليها مطمئنا إلي أنها قد تجمدت وباتت عاجزة عن الاتيان بأية حركة، ومن الواضح أن اطمئنانه ليس وهما، فهي جيوش لا تدبر أي انقلاب كأن المواطنين لا عمل لهم سوي تدبيج المكاتيب الغرامية وإرسالها إلي حكامهم متشبثين بهم بحجة أن الشبعان خير من الجوعان أو كأن جنرالات تلك الجيوش زهاد نساك لا مطامع لهم أو كأن حصتهم من أرباح الوطن تصل إليهم وهم في مخادع النوم. وهي جيوش لا تشن حربا علي العدو الصهيوني بحجة أنه يملك أسلحة متطورة لا تملك مثلها، ولن يتاح لها أن تملكها بسبب أوضاع دولية معقدة.وهي جيوش تتجاهل أن الجندي ملزم بالموت تنفيذا لعقد العمل المبرم بينه وبين الوطن، وتحبذ أن يموت الناس دفاعا عن وطنهم بينما جنودها لن يشاركوا في أية حرب إلا إذا كانوا في ختامها أحياء ومنتصرين، وهذه الحرب قريبة بعد أقل من مليون سنة.كل شركات العالم تطرد أي موظف غير منتج ما عدا الشركة العربية الرسمية، فهي تحتاج إلي جيوش عاملة، وليس لديها غير جيوش للزينة فقدت كل ما يسوغ لها البقاء في قيد الحياة، ولكنها مستمرة في الحياة حريصة علي ألا تفقد حقها في نيل الجزية المفروضة علي الوطن، والويل للمتأخرين والمسوفين والمماطلين!
كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه! خلوه في قلوبنا... لا تدعوا الكلمة تضيع في الهواء، كالرماد... "We ask the Syrian government to stop banning Akhawia" |
||||||
10/04/2009 | #6 | ||||||
مشرف
|
من بعد امرك معلم .. رح نزل معك شي شوي ..
|
||||||
10/04/2009 | #7 | |||||
مشرف
|
اقتباس:
|
|||||
12/04/2009 | #8 | ||||||
مشرف
|
تلخيص ما لا يلخص طُرد السجين العجوز من سجنه بعد أن عاش فيه سنوات لا يذكر عددها بالضبط، فبادر إلي مغادرته من دون أن يتوقع أن ينتظره خارجه أحد، فزوجته طلقته وتزوجت غيره، وأولاده يجهلون أباهم، وأمه ماتت، وإخوته تبرؤوا منه، ومشي في الشوارع فرحاً وحزيناً في آن واحد، وبوغت بأن كل شيء قد تبدل، وبات مختلفاً عما كان يعرفه.. رأي السجين أشجاراً تركض مرعوبة أسرع من ركض النعامة، فلم يستغرب، وحكم عليها بأنها إما واهنة العلاقة بترابها وجذورها،وإما أن الفؤوس تطاردها، وإما أنها مطلوبة حية أو ميتة من قبل جهات لا ترحم. ورأي السجين كلاباً تأكل لحم نمور حية، والنمور صابرة لا تقاوم، مذعنة لما يحلّ بها، فلم يتعجب، فالفأر والنمر لا يختلفان في السلوك، وليس لهما إلا الخضوع إذا كانا سجينين مقيدين، والنمر نمر في غابته فقط، وحين يرغم علي تركها،يرغم أيضاًعلي التبدل،ومن الطبيعي آنذاك أن يسود الاعتقاد أن الكلب أفضل من النمر. ورأي السجين أنهاراً تسير إلي الوراء محاولة الرجوع إلي ينابيعها، فتأكد من أنها تحاول تقليد الناس الذين يحاولون بإصرار العودة إلي بطون أمهاتهم فراراً من عالم فظ، فتخفق محاولاتهم، ولكنهم لا يقنطون. ورأي السجين رجالاً ونساء وأطفالاًيضحكون ضحكاًحقيقيا ًنابعاًمن قلوبهم ،فلم يصدق مارأي،واقتنع أنه نائم ،ومارآه ليس إل اهذيان نائمين يحلمون. ورأي السجين شعوباً تتثاءب غير مبالية ببراكين تثور حولها وتحدق بها، ولم ينجح في تحديد نوع تثاؤبها ، فالمستيقظ من النوم يتثاءب، والمتأهب للنوم يتثاءب، والكسلان اللامبالي البليد الخامل يتثاءب. ورأي السجين سلاحف تطير كأنها نسور أو صقور، فلم يدهش أية دهشة، فالزمان الحالي زمان الطيران والطيارين، وفيه طارت طائرات، وطارت مدن وقري، وطارت أوطان وأمم. ورأي السجين رجالاً ذوي شوارب كثة يرتعدون رعباً من قطط هزيلة معتقدين أنها تتعاون سراً مع جهات أمنية، وتخبرها بكل ما تراه وتسمعه. ورأي السجين سيارات تعبر الشوارع مسرعة كأنها في سباق، فاعترض فجأة طريق إحداها حتي يختتم حياته بتجريب ما لم يجربه من قبل. |
||||||
17/04/2009 | #9 | ||||||
مشرف
|
ألف سنة في ليلة من الليالي، رأي أحد الحكام القدماء في أثناء نومه أنه يمشي في بستان كثير الشجر، وبوغت بشجرة ضخمة تهوي عليه وتقتله، فاستيقظ من نومه مرعوباً، واستدعي ثلاثة من كبار منجميه، وروي لهم حلمه، وطالبهم بتفسيره التفسير الصحيح. قال المنجم الأول: ستتكاثر غاباتك، وتزداد أرباح بلادك من بيع الخشب للدول الأجنبية . وقال المنجم الثاني: لا بد من أن أحد أعدائك استخدم سحراً ضدك، ودفنه تحت شجرة، ولا بد من البحث عنه والعثور عليه وإتلافه . وقال المنجم الثالث: هذا حلم ليس صعب التفسير، فهو رسالة تحذير وتنبيه يقول فيها ما يريده بوضوح تام وبلا أي غموض . فقال الحاكم للمنجم الثالث متسائلاً بصوت غاضب: وما الذي يقوله؟ . قال المنجم: يقول إن وفاة سيدنا الحاكم سيكون سببها شجرة من الأشجار . فصمت الحاكم مفكراً وقد بدا عليه كأنه صدق تفسير المنجم الثالث، وعندما تكلم أمر بقطع كلّ الأشجار في بلاده، فنُفذ أمره فوراً، وقُطعت الأشجار كافة، ولم يعد في كل البلاد التي يحكمها أية شجرة، وفقدت الطيور أعشاشها، واضطرت إلي الهجرة والبحث عن وطن آخر. وفي ليلة أخري، رأي الحاكم في أثناء نومه أنه في بستان بغير شجر، ويمشي علي ضفة نهر، فزلت قدمه، وسقط في النهر، وتجمع الناس علي ضفتي النهر يتفرجون علي الحاكم وهو يغرق، ولم يحاول أي واحد منهم إنقاذه، فأفاق الحاكم من نومه متعكر المزاج غاضباً، وطلب المنجم الذي يثق به وبصدق تفسيراته، وحكي له عن حلمه، فشحب وجه المنجم، وقال للحاكم بصوت مذعور آسف: سيتعرض سيدنا الحاكم في يوم آتٍ للغرق في نهر . فقال الحاكم بصوت واثق: ولكني لن أغرق في أي نهر إذا صارت بلادي بغير أنهار . وأمر الحاكم بإلغاء كلّ الأنهار في بلاده وبناء المزيد من السجون لمعاقبة مواطنيه العاقين، وجلس على كرسي الحكم مطمئناً غير مبال ببلاده التي صارت بعد سنوات أشبه بصحراء جرداء، وعاش ألف سنة |
||||||
24/04/2009 | #10 | ||||||
مشرف
|
ليست بلادنا ثمة بلاد كل شيء فيها متهم بالتقصير .. الغربان مقصرة لأنها تنعب صائحة : قاق قاق ، ولا تنعب صارخة: عاش عاش ، تقديراً لفئة مفترسة من الناس تؤمن بأنها يحق لها وحدها أن تعيش، ولا يحق لغيرها إلا الهلاك. المحطات التلفزيونية والإذاعية مقصرة، فهي تبذل جهدها لإقناع المواطنين بالتخلي عن عقولهم وآذانهم وعيونهم، ولكن المواطنين ظلوا مالكي بقايا عقول تفكر وبقايا آذان تنصت وتسمع وبقايا عيون تري وتحملق . العصافير مقصرة، ولم تتعلم الزحف، وأثار طيرانها حسد المخترعين لها، وكانت السبب في اختراع الطائرات الحربية . الجوع مقصر، ولم ينجح في دفع ضحاياه إلي أن تصير وحوشاً يفترس أحدها الآخر . الخراف مقصرة، فالمواطن يأكل لحمها بينما ينبغي لها أن تأكل المواطن ما دام البقاء للأقوي . المعلمون مقصرون إذ يكتفون بتحويل المدارس إلي مخافر شرطة، ولا يحولونها إلي أماكن لها صفات السجون والملاهي . الأدباء مقصرون، فهم يصورون الفيل ذيل فأر بينما الأديب المبدع يصور ذيل الفأر نمراً شرساً سفاكاً للدماء . رغيف الخبز مقصر، فهو يذلّ ويروض فقط، ولا يزهق الأرواح . المهندسون مقصرون، فهم يشيدون أبنية تتداعي وتنهار بعد سنة، ولا تنهار بعد أسبوع . أزهار الحقول والحدائق مقصرة، وينبغي لها الاختفاء لتحل محلها الأزهار الصناعية، وعندئذ تتضاءل البطالة، ويجد رأس مال ما الفرصة المناسبة كي ينمو ويشب ويترعرع . رجال المعارضة مقصرون لأن وجودهم يتطلب بناء السجون، وبناء السجون يحول دون بناء القصور، وبناء القصور هو الأهم لأسباب وطنية وقومية . الصحافة مقصرة، ولو كانت تؤدي واجبها الإعلامي المسؤول لكان المواطن يأبي مسها، وينظر إليها نظرة الشجرة الخضراء إلي الجراد . الآباء مقصرون، فهم يربون أطفالهم تربية تمنحهم القدرة علي أن يصيروا في المستقبل خدماً مطيعين لقاء أجر بينما التربية المثالية المنشودة تقضي بأن يكونوا خدماً بلا أجر . لون السماء الأزرق مقصر، ولن ينجو من تهمة التقصير إلا إذا ارتدي الثياب السود تعاطفاً مع شعوب لا نصير لها . المواطنون مقصرون لأنهم مصممون علي الاستمرار في الحياة، ولا شيء في حياتهم إلا الهباء . |
||||||
25/05/2009 | #11 | ||||||
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
مقالات رائعة فعلا تشفي الغليل والله !!!!!!!!
جزييييييييييييييييييل الشكر مع محبتي |
||||||
|
|