قطيع و طبقات ...

[Abu Guzef]

قطيع


يتالف هذا القطيع من عدة انماط من الناس كان كل فرد منهم يصور حياة طبقة معينة

الأعرج : رجل كهل ذو ساق ٍ خشبية كان قد ركبها عوضاً عن ساقه التي فقدها في احد المرات

الأشعث : شاب وسيم في ريعان شبابه يريد ان يحقق لنفسه شيءما !

الأنيق : شاب في ريعان شبابه ايضاً لكنه ذو خلقة بشعة نخاف الذئاب منه لكن شاء القدر ان يولد في اسرة غنية وان يكون من نسب عريق

البتول : شابة جميلة بشكل لا يوصف تعيش الآن في احد الاحياء الراقية (( لسبب أو ل آخر ))

الحطاب : رجل في الاربعينات من عمره يعمل في قطع الحطب وبيعها لسكان الحي الراقي (( الأشعث هو ابن الحطاب غير الشرعي ))

عاد الحطاب الي منزله شبه المنهار في وقت متاخر من المساء رفس الباب برجله و رمى بحزمة الخشب الكبيرة على الحائط

الحمد لله اليوم قد قطعت ما يكفينا ل عشاء يومان

يا أشعثث أشعث (( يصيح الحطاب ))

أشعث في غرفته التي تشبه علبة الكبريت :: نعم يا ابتاه (( غير الشرعي قالها ب قلبه ))

اشعث احضر لي ما تيسر من عشاء البارحة وغداء اليوم ف ان عصافير بطني قد هضمتها معدتي

نعم نعم ساحضر فراكيت الطعام

ذهب اشعث الى زاوية في الغرفة كانت هذه الزاوية اذا رئيتها للوهلة الاولى تظنها معلف للبقر

وقام بجمع ما قدره الله من خبز يابس وشقفة فخذ دجاجة وبعض الحساء الذي كان عبارة عن فاصولياء ومرقة كانت قد اعطته البتول اياها عندما اخذ لها نقلة الحطب الاخيرة

أكل الحطاب واكل واكل حتى غرز ملعقته بالتراب من شدة الشراهة

والأشعث ينظر اليه هنيئاً يا ابي هنيئا

ناولني بعض المياه (( الحطاب ))

خذ يا ابي (( كاس ماء كانت قد اصبح لونها قريب من اللبني او الأسود شيء من هذا القبيل

الآن وقد شبعت س اريح هذه العظام اللتي لا اعرف كيف بقيت صامدة حتى الآن

نم يا ابتي نم

غطا اشعث اباه ب بقايا ثوب اذا نمت واردت ان تغطي راسك ف تنكشف قدماك وان اردت ان تغطي قدماك ف ينكشف صدرك

دبر نفسه بطريقة ما ونام

عاد اشعث الى علبة الكبريت واشعل الشمعة التي يعيد تسييخها وجمعها بخيط جديد كل يوم

وفتح الكتاب الذي كان يقرأ به ب صعوبة

أ أأ ن ن ن ت ت تت تي

اه انتي نعم هذه الكلمة انتي

واخذ يقرأ حتى زقزق السنونو وصاح الديك الهرم اللذي ان اكله كلب سيموت من الجوع

اه انه الصباح س ايقظك ايها الغير الشرعي لتذهب وتمارس قطع الاشياء وتدمر بيوت العصافير وتمنع الاطفال من اكل الثمار

هيا يا ابي قم

اييييه اييييييه ماذا يجري بحق الجحيم دعني بضع دقائق أخرة اريح فيها هذا اللحم السميك ( الحطاب )

قم هيا فقد رحلت الغابة ولم يعد هناك اغصان ( أشعث )

ماذا ااااا نهض الحطاب مرتعبا اين ستذهب الغابة بحق الآلهة ل اجلدك اتمزح معي كيف للأشجار المغروسة في الارض ان ترحل

تباً لك حقاً انك ابن عاهرة


أشعث : حسنا حسنا سنرى

ذهب الحطاب وهو يفرك في عينه وبيده الاخرى يسحب الفاس خلفه
اين انتي يا اشجاري العزيزة اين انت وكان ينظر للاغصان ك انها اعواد ذهب او ثمارها الماس وعيناه زاهيتين هيا اقطع اقطع اقطع كثيراً تاكل كثيراُ


اشعث : لقد ذهب الغول س التهي بشيء ما

سانزل اغتسل في البركة وانظف هذا الشعر وارتدي البدلة التي أحضرها ابي من اية قمامة لا ادري

قفز بالبركة واخذ يغني ويغتسل بالماء الملون بالطين و يفرك جسمه بورق الغار وكانه ملك الدنيا

مرت في هذه الأثناء عربة نحاسية فخمة يجرها حصانان اسودان لهما نسب واصل اكثر مما يعرفه اشعث عن امه وابيه

وكانت البتول في الحجرة قد اخفضت شباك ونظرت اليه وهو يمرح طلبت من السائق التوقف

سحب السائق اللجام فصهلت الاحصنة ووقفت

نظر اشعث يا الهي انظر الى تلك الاحصنة انها انظف مني وعاود فرك نفسه بالغار اكثر ف اكثر

نفخت دخان سيكارتها البتول خارجة من الشباك ف عطس السائق

نظر اشعث اليها يا الللهي ما هذه يا الهي عجز اشعث وارتبط لساننه ولم يعد يقدر ان يصف جمال البتول بالكلمات اللتي يعرفها فلم يعتد الا على الكلمات الصارمة والمهينة

اوووه يا الهي انها ابيض من الجبنة وشعرها اكثر لمعاناً من ساق الاعرج الخشبية

ماذا اقول ان رائحة سيكارتها ل اطيب من رائحة اوراق الغار اللعينة هذه

إذهب قالت البتول ل السائق ضرب السائق الاحصنة بالسوط وكانت تبدو الاحصنة انها تحب الضرب ف اخذت تثور وتركض ...

صار اشعث لا يعرف في الدنيا سوى وجه البتول ورائحة سيكارتها ولمعة شعرها اللذي يلمع اكثر من ساق الاعرج


انهى الاشعث حمامه ونهض ونشف نفسه بالعشب وحاول ان يمشط شعره لكن للاسف لم تستطع الاغصان الخشبية ان تفك عقدة من شعره

لا يهم قال الاشعف في نفسه هذا الشعر المعقد سوف يغطى يوماً ما بقبعة ثمنها اكثر مما يقطعه ابي في سنة

كان الاعرج جالسا على مصطبة بيته هذه المصطبة يتشارك بها الحطاب والاعرج فقد نسيت ان اقول لكم ان هذه المصطبة لبيت من غرفتين

تقاسمو البيت واخذ الأعرج الغرفة الصغيرة والحطاب وابنه اخذو الغرفة الصغيرة المزودة ب ممر صغير للباب



اتى الاشعث الى جاره الاعرج وقال له

هل رأيت القمر وسط الضوء

الاعرج ينفث دخان سيكارته هه ماذا قلت قمر في الضوء وهل تقرأ هذه الكلمات في كتبك القديمة

كم يوما امضيت في قرائة هذه الجملة (( رغم ان الاعرج اعرج وتعب لكنه كان كنزاً ثقافي فقد درس ووصل الى مرحلة لا بأس بها ))

لا شأن لك بي كم يوما لعين امضيت او كم اسبوعاً بقيت اقرأ لكن ورب الارباب لم اقرأ هذا الكلام في كتاب ولم ارى هذه الفتاة ولو في منام قال الأشعث ))


حسنا حسناص

احضر لي ساقي من الداخل قال الأعرج


دخل الى الغرفة ورائحتها كغرفة في قبر جلب الساق اللامعة وتذكر شعر الفتاة

خذ يا اعرج هذه ساقك اللامعة ..

هاتها ..

ركب الاعرج ساقه ونادى على الاشعث

ماذا هنالك يا صغيري هل اعجبتك هذه الفتاة

ساروي لك قصتها قصة البتول ابنة الجزار

اشعث ب استغراب ابنة من !!! جــزار !!! اي جزار والد هذه البلورة

ههها ها ها ((يضحك الأعرج ب سخرية )

لقد كانت هذه اللبلورة ذات يوم تعيش في هذا المكان واشار بيده الى أنقاض بيت قريب من البركة

نعم فقد كان اباها جزار وكانت تلعب وترمي الأحجار في هذه البركة وكنت انظر اليها من هنا كيف تلعب وتلهو

أشعث : واين انا من هذا ؟؟

الأعرج: ها ها لقد كنت ايضاً تلعب معها وتلهوان طوال النهار الى ان يعود اباك وتذهب للبيت

أشعث : يا فرحتي لقد عرفتها يوماً واخذ يغني ويصيح :: لقد لعبنا .. يوماً لقد لهونا يوماً ً ً ً ً

اعرج : يضرب اشعث بعكازه على قفاه اصمت يا ابن الملعونة

نعم هذا ما كان الى ان تغير الزمان وعثر الجزار على كنز في البستان

واشترى قصرا في الحي الراقي وانتقل الى هناك واعتزل العمل و اصبح كفرعون الزمان

أشعث : مممم تباً لك يا ابي انت تعمل بالغابة صباح مساء ولم تشاهد ذاك الكنز اللعين والا كنت اصبحت انا الآن صاحب المال وكبير الشأن

وعدت الى مسقط راسي ةخطبت البتول من ابيها الجزار اللذي س أغدق عليه ببعض الأموال ف يعرض علي زوجته ايضا ً


يتبع .....

[مجنون يحكي وعاقل يسمع]

أي شو عليه يتبع ...... يتبع
متابعين يا سيدنا

[داليا]

ناطرين بس ما طول علينا كتير الله يخليك