أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > علوم > فلسفة و علم نفس

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/11/2008   #1
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي شعرية الفلسفة


شـعريَّـة الفلسـفة



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

ي


الفلسفة، في لحظة البدء، محبة. والمحبة علاقة الكائن بالوجود، بكلِّ شيء. ولذلك فإن الفلسفة تنطلق من لحظة التجلِّي وإشارات العشق إلى معرفة الإنسان ومدى تطابُقه مع سرِّ المعرفة. الفلسفة إرادة المعرفة وفهم الأشياء باللغة. والفيلسوف يشتهي المعرفة بجسمه وبأسئلة الوقت. الوجود قمر الذات. الذات قمر الوجود. لحظة الكشف تومئ إلى الوحي الذي يصوغ معطيات الفكر. إن الفلسفة، عبر تطورها، منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو، تبحث عن معرفة الذات لنفسها. والمعرفة تشكِّل صورتَها عبر التهكُّم أو المحاكاة أو المنطق. وليس غريبًا عن الفلسفة أن تبحر في طقس الشعر لتعرف كُنْهَ الوجود من خلال الخيلولة التي تبعث الكينونة.
ولعل ما نجده في أفلاطونيات أثينا يكشف عن إقصاء الشعراء من "المدينة الفاضلة" التي الحُكم فيها للفلاسفة، باعتبارهم أصحاب المعرفة والحكمة وبوصفهم اكتشفوا، بحدسهم الخلاق، وَهْمَ ظلال الشمس لحظة التقيد في "الكهف". ومنه فإن قصدية النفي للشعر من طرف أفلاطون هو عدم تطابُق الخيال مع جوهر المعرفة والواقع.
الشعر، في البدء، محبة تتوحد بكلِّ شيء، تندمج بالعالم. إنه طقس الروح التي تورَّطت في سراب الجسد. ويبدأ التجاوز بالتخيل من أجل الفوز بالوصل. الوصل شمس الروح، قمر التجلِّي في عتمة الجسد، نجم الوحي في سراب الوجود. بالشعر يبتكر الشاعرُ العالم، يرسم شكل الوجود الذي يريد، يبعث الإشارات التي تكوِّن برازخ جنَّة التجلِّي. ما يبقى يجسِّده الشعرُ بالرؤيا، والرؤيا بالفناء، والبقاء بالتوحد والتفرد.
الشعر محبة الجمال. والذات تتحسَّس الجمال في كلِّ شيء يمسح القبح والبشاعة، تعلن ميلاد الجنَّة الضائعة. الشعر صورة الذات حين تتوحد، صورة الجسد حين يتألم، صورة النفس حين تطفح بالخطيئة وجحيم البقاء، صورة الروح التي تتعلق بشجرة النور. والشاعر، بين النار والنور، يشكِّل باللغة والخيال الوجودَ الذي يشتهي بين العدم والوجود، يرى لحظة التجلِّي والتشظِّي بين الموت والحياة، بين الملائكة والشياطين، يرسم شظايا الجسد عبر الوقت. إنه يتأرجح بين العلوِّ والسقوط، يريد اسمًا لكلِّ شيء، يفعل ما يظهر له، يكون متى يريد.
إن علاقة الفلسفة بالشعر تشبه علاقة الوردة بالعبق، علاقة الروح بالنور. فالشاعر يتوحد بالفلسفة حين يريد معرفة الوجود؛ والفيلسوف يتوحد بالشعر حين يريد معرفة الجسد – وبين الجسد والوجود تنعكس اللغة لتشكِّل العالم الذي يتجلَّى لكلٍّ منهما. عالم الفلسفة محبة الوجود؛ وعالم الشعر وجود المحبة بين المكوِّن والوجود. يتشكَّل فردوس البدء بلغة المحو والإثبات، وتعلن الفلسفةُ المعرفة–الجنة، ويعلن الشعرُ الخيال–الجنة.
لقد اتفق الفلاسفة، منذ عصر النهضة، على أن الشعر، كخلق بالحب، من مصادر الفلسفة، مثله مثل العلم والفن والرياضيات والسياسة سواء بسواء. وقد جاء ذلك في "بيان العقل" – الـCogito الديكارتي: "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، وفي عبارة أخرى: أنا أشعر أني أرى.
فالفلسفة تبدأ بالسؤال: الحرية، الهوية، الوجود، الكائن، الفيزيقا، الميتافيزيقا – وهذه المعطيات–المقولات تسري في جوهر الشعر الخالص. ولذلك فإننا اخترنا نماذج من الفلسفات انطلقت من الشعر لتصل إلى فلسفة الوجود والإنسان. ونحدِّد هذه الفلسفات في
1. فلسفة نيتشه
2. فلسفة كيركِغور
3. فلسفة برغسون
ونريد أن نقرأ كلَّ واحدة على صورتها الخاصة ومقولاتها الأساسية:
1. فلسفة نيتشه: تبدأ اللحظة النيتشوية بالعبارة التالية: أنا أتشظَّى في التجلِّي لأشكِّل وجودي الأبدي...
هي شعرية الإرادة، الكتابة بالدم، تجاوُز لعنة الإله الأبله بالسوپرمان، والعَوْد الأبدي، وخروج المعرفة من فردوس اليقين. نيتشه يريد أن يحطِّم أصنام الفلسفة ليبدأ بإنشاء مملكة الخيال بالشعر. لذلك اختار الجنون، وجنح به إلى شعرية الحياة لحظة عَوْدها الأبدي في كلِّ لحظة. تتوحد ذاته في اللحظة الشعرية مع كلِّ شيء، وتعود بإرادة القوة. وهذا يحقق نبوءة السوپرمان – هذا الكائن الذي يريد ما يرى ويجسِّد، بوحي من القوة، العالم الرائع المدهش. إنه يتشظَّى، يرفض، يبدِّل، يخوض، يبدع، يكفر، يلحد...
في منطق زرادشت، الإرادةُ سماءُ الذات، شمس الجسد، قمر الدم والروح، شظايا النور التي تنسج العالم من الشعر. أراد نيتشه أن يبرهن على الخلاص من الكفر المعرفي الذي اتفق عليه الفلاسفة، فتفلسف بمطرقة الشعر. الشعر، في نظره، لحظة هدم من أجل بناءٍ أفضل.
2. فلسفة كيركِغور: تبدأ اللحظة الكيركِغورية بالعبارة التالية: أنا أتجلِّى، فيتشظَّى وجودي وأتلاشى...
شعرية الكائن في الوجود تجسَّدت عنده من خلال حياته وعلاقته بأبيه وبحبيبته ريجينا وصراعه مع رجال الدين. وتمثلت رؤيته في الوجود من خلال "إما" أن تجد ذاتك "وإما" أن تضيع منك. أبحر في سرِّ الحياة من خلال الفعل، أنشد مشروع الفكرة التي من أجلها يحيا و/أو يموت، وكتب بلغة السيرة والشذرات والنفحات والتجلِّيات طقوس الوجود المتأرجح بين "إما... وإما". قامت فلسفته على التفرد الوجودي للذات في كلِّ شيء وفي سرِّ الوجود الذي هو جوهر الأنا الخلاق: به يرى همس التجلِّي الوجودي والصيرورة ومنطق التحولات والتغيرات التي تهجم على الوجود، ثم التوتر القَلِق الذي يكشف حالة العدم والوجود لحظة الوقوف أمام الله وجهًا لوجه، يدًا بيدٍ قد تقبض على وجودك المؤنس لك.
كيركِغور أراد الوجود، لكنه أفلت منه، فاسترجعه بالشعر وإشارات البوح التي تطفح على ذاكرة الجسد. أراد أن يكشف اسمه الخفي في زوبعة الوجود بالشعر؛ اشتهى لحظة التجلِّي للتخلِّي عن الخطيئة. فالشعر أبدع له الوجود الذي يريد.
3. فلسفة برغسون: تبدأ اللحظة البرغسونية بالعبارة التالية: أنا أرى ما يتشظَّى فيَّ بالتجلِّي، فأتطوَّر في الحياة...
شعرية برغسون تتمثل بالحدس والكشف وحساسية الذات لحظة التوغل في باطن الوجود. إنه الحدس الشعوري بالزمن يلازم الإنسان منذ حالة الرؤيا. في هذه الحالة، الرؤيا حياة الروح، شبق الجسد، "دفعة الحياة"، ديمومة البعث الشعوري التي تتجلَّى في لذائذ متنوعة ومتطوِّرة ومبدعة؛ وعلى الجسد أن يحدسها ويرسم أشكالها في صفاء، وبذلك يتوحد ويتجدَّد عبر أشكال الحياة وتجلِّيات الجسد. وتتميَّز هذه الديمومة بخصائص كثيرة، نذكر منها: الفيض الخلاق المتفرد، المختلف، غير المتكرر في الصورة، المنسجم في وحيه، اللحظات وجوهر الاتصال بعضها ببعض، التغير والتبدل وعدم التجانس والخلق المستمر في حالة إبداع.
هذه الفلسفة تنطلق من الشعر: برغسون يتفلسف بالشعر، يريد أن يقبض على ديمومة الخلق بشعرية الصفاء والشعور المشرق الذي يضيء عتمة هذه اللحظة. برغسون يريد بالشعر أن يجسد فلسفة الخلق وديمومة إيقاع الحياة بالخيال، فيتوغل ويتوحد ويبحر في الشعر، لعلَّه يمسك بلحظة الخلق التي تفلت من الذات حين يغيب الحدس الشعري.
من خلال ما تقدَّم، يمكن لنا أن نقول بأن الفلسفة تتوحد في التكوين والنشأة مع الشعر؛ والشعر يريد من الفلسفة معرفة الوجود من أجل الوصول إلى جنَّة الحياة والفردوس المفقود. ولعل الذي ذكرناه تحدَّد في فلاسفة–شعراء، وليس شعراء–فلاسفة، مثل المعري وهُلدرلِن.
وما يمكن لنا أن نختم به هذا المقال الموجز أن الشعر فتح للفلسفة الإنسان/الوجود وأن الفلسفة فتحت للشعر الوجود/الإنسان.
والخلاصة: ما جسَّده نيتشه رسمه شعرًا: الوجود عنده عَوْدٌ أبدي، والسوپرمان إنسان أعلى؛ وما جسَّده كيركِغور رسمه وجوديًّا في أشكال الضياع والتيه والإنسان – كائنًا متفردًا قلقًا يتحرك في صيرورة المحو والإثبات؛ أما برغسون فقد جسَّد الوجود في الحياة وحالاتها: على الإنسان أن يحرِّك ديمومة الخلق ليكتشف شكل الحياة المدهش.

وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ


أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
  رد مع اقتباس
قديم 01/12/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


اقتباس:
فلسفة كيركِغور: تبدأ اللحظة الكيركِغورية بالعبارة التالية: أنا أتجلِّى، فيتشظَّى وجودي وأتلاشى...

أول ما قريت اسم كيركغور ..... ما عرفت عن مين عم يحكي الكاتب
لكن بعد قراءة الشرح شكيت بأنه الفيلسوف الدنمركي سورين كيركغارد
Søren Kierkegaard
فيا ترى أي اللفظين للأسم أصح

عجبني بالمقال المقارنة بين فلسفة نيتشة وكيركغارد وبيرغسون واللي انطلقت من عبارات تحمل نفس المفاهيم لكن بترتيب مختلف ونظرة مختلفة لكل مفهوم ودوره بالنسبة للبقية.. بتساعد القارئ حتى يصل لفلسفتهم الخاصة بالوجود والإنسان والمقارنة بينهم

ميرسي مارسيلو عالموضوع
... مقال بحاجة لقراءة تانية

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
قديم 02/12/2008   #3
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


مزبوط شكك بمحلو هو نفسو ...سرن كيركغور أو سورن كيركغارد .. الفيلسوف الدنمركي (1813-1855).. ما بعرف أي اللفظين أصح .. قرأت بأكتر من دراسة البعض بيكتب كيركجور متل فؤاد زكريا و امام عبد الفتاح امام و البعض بيكتب كيركغارد متل د. نايف سلوم و فاضل سوداني
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:10 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07280 seconds with 11 queries