س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
02/02/2009 | #1 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
الآن تقاطع قدري بقدرهم
الآن تقاطع قدري بقدرهم ما جرى لي عبر الزمن لم أعيه ..! لم أعي سبب توازي قدري لقدرهم ! لم أك فقيرا ً بالماضي ... أبي أقطاعي ، كان له ، البر ، النهر ، الحجر وأنسه وإنسانيته . دارت رحى الأيام علينا زارعا ًبصدورنا جيف التأميم على برنا ونهرنا وزرعنا . جفت منا القلوب وتحجرت ، أبيضت مآقينا من هذا التأميم . ولدت في المدينة بعيدا ًعن القرية ، انتدبت ُ إلى مدرسة داخلية تنفيذاً لتقاليد عائلتنا . مات أبي رحمه الله بعزلة مقيتة ، أصدقائه هم ، غرفته بلده ، هوائه خمره ، فكره تاريخه ،حديثه أمجاده . دائرة عانقها متحسسا ً إياها من الداخل ، عالم أخر ، ربما ثالث ..! إلى أن أتى موعد زيارتي له لمعانقة دائرته وتحسسها عنه ..! لن أوقف دمعي عليه لكيفية تحطيم دائرته ، مصباح أذّن بقطع زيته بحبل مشنقة ، أطفئ نوره ونور الدائرة . جسد أزرق وحبل تأميم أشد زرقة قطـّع أوردتنا ووريده . مشهد أمات ذاتي ، عيون تحجرت بصحبة نحيب صامت ، حلقي جف زبده من حمى صقيع المشهد ...! جملة لا فارقته هي مرآته ، رددها لي : ( لدينا مال وجاه وعز كالثلج على نار سقر ) ، عند إسدال جفن عيناي المغمضتان أصلا ً يتراءى لي يرددها مع حذائه وحزامه وعصاه وخيال شاربه ...! نخافه ونحبه ...! وريا الثرى فوق هياكل أبي من جسد وتقاليد وعز وجاه . ، أنهي انتدابي من المدرسة الداخلية دون أكمالها ثم حصلت على وظيفة خارج المدينة في الريف الشمالي . هذا ريف حاذى الأتراك ، لا زالت نفسي توسوس تؤمها عن سبب تحضر شمالي عن جنوبي ...! تتخاصم ضفتي الجسد فنأتي بعلاج الحكمة والوعظ وإحقاق الحق قدر المستطاع . كبرت بالوظيفة وكبر زيف حلمي مخمرين بذكرى مشهد والدي الأخير . في القرية سكنّ قلبي عشيقاتي بشواهد آمان ، فأنا قشرهن وهن حبات رماني ، حرقت شهب الشمس خوفا ً لنعومتهن ، أضمهم ، أمشط شعرهن ، ألمس وجههن ، إلا أن لؤمي هرم فزادني مللا ً وتململ ِ . عشيقاتي ، مكتب خشب ،خزانة حديد ثرثارة وقفلها ، مدفأة هرمة ...! لؤمي هو قشر طلاء متهرئ ..! خـُفـّـِت َوهجي بنعرات مدير ٍ حنـّك بالقطران وعزائي راتب زاجل جثا بمشاشتي زائدا ً غرز براثنه الباردة قبيل جهاده بلا وداعي ، إلى أن أردُيتْ نهاية حياتي البوهيمية بأمر من مديري قائلا ً : خذ هذا الختم ، إنك أجدت الروتين ...! وبلمس الختم ، لامست تسـّيد الأختام على الرقع وغواية الملك بالعظام وسعادة شمائله كلما تفل على عشيقاتي ، تلا فيف حافره حرك مخاض ثقتي وتكبري ...! فما حالي عند سماع صوته ؟ ...! وعند فراقي اليومي له أشعر بذل وخوف وتشرذم ...! ، بالعطل والمناسبات أعود لأمي . أمي ليلى هانم وريثة حياة أرستقراطية أعمدتها ، أسم العائلة وتاريخه ، مسلك حياة ، علاقات اجتماعية . وريثة صندوق ، مزركش العمر ، مغبر الذكريات ، خشبي الأصالة . وريثة حفلات موسيقية دورية ، بوداع أبي هجرنا العازفون وبقيت الآلات تأن ّ داخل أقمشة مخملية حمراء من صفرة صديقاتها وثرثرتهم . تهيم بالمنزل كأن رب المنزل قادم فهي الأم والزوجة والضوء والهواء . يؤلمني رتابة جملها خلف أبواب غرفها الموصدة ، تحادثه ، تشاجره ، لازال معلق بذاكرتي لا بذاكرتها ...! تنتظره وتنساه ، يدثرها كالحمى ليلا ً شتاء ً ، أعتدتُ على تحسس تجاعيد صبرها للقاه ...! لله دره كم ذكرته بعد هجرانه ، لا نشعر بقيمة أنفسنا إلا بعد رحيلنا ...! أقبل عيناها كمن يقبـّل هواء ورمال وما علاها ، لأنها عاشت وستعيش معه ... وقت الدواء أكرهه ، أكرهه ، أسُلـَخُ من ضياء أمي إلى عتمة القطار إلى مجهول أصمني إلى ضجيج الفلاحين إلى ضياء ختمي . أحب هذا الختم ... الكل بحاجة لسلطتي وختمي وإن تكلم لأستنجد بالثلج من حرارة سطوتي . أفتح درج ذكرياتي الخشبي يتسلل الختم ببريقه الخشبي إلى عيناي المسهبتان عليه . أصمت كثيرا ً ، أفكر أكثر بقهر عليه .. وكيف ولى ؟ ! لن أسامح من سرقه مني بغفوة ...! ، سأسامحه وأقبله ...! السارق زوّر أوراقا ً به ، بعد مدة استدعيت للتحقيق بتهمة التزوير . أفرع التحقيق من السب والضرب والتعذيب استهلكوا سهول وجبال كبريائي وعزتي الضبابية ، إلى أن وصلت إلى سريري وحضن أمي جثة هامدة وقلب وأنفاس وذكريات تعمل بحياء علـّها ترضى بحكم القدر وتسليم وقضاء. الآن تقاطع قدري بقدرهم
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النور:19]
|
||||||
02/02/2009 | #2 |
عضو
-- قبضاي --
|
يا الله..
شو هالعمق بالكلمات...
ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال |
02/02/2009 | #3 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
كنت فى البدايه
أود أن أختار مقطعا من تلك السينفونيه وأكتب لك رائع لكنى كلما أعجبني مقطع وجدت مقطع آخر أعجبني أكثر وذلك حتى وصلت لقدرك كم رائع قدرك إليك
عش ألقا وأبتكر قصيدة وأمض
زد سعة الأرض (أدونيس) |
||||||
06/12/2009 | #4 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
شكراً لكل من عقّب وقرأ.....
|
||||||
أدوات الموضوع | |
|
|