السياحة الزراعية لا غنى عنها للريف الايطالي

[ما بعرف]

ميلانو (رويترز) - يعمل مارتين بوسين من الفجر حتى غروب الشمس مثل كثير من المزارعين ولكنه لا يزال يحتاج مساعدة بقرته ( ميس) لجذب السائحين ليجنب مزرعته الصغيرة في منطقة التو اديج الجبلية في ايطاليا الخسارة.
ومع قلة الاراضي الزراعية ووجود اكثر من مليون مزرعة صغيرة عالية التكلفة بدأت ايطاليا فتح مزارعها للسائحين في منتصف الستينات كوسيلة لإحياء الزراعة. وتفوقت على نظرائها في الاتحاد الاوروبي في قطاع السياحة الزراعية منذ ذلك الحين.
ويقول بوسين "مزرعتنا صغيرة جدا لتحيا على الزراعة وحدها. احتجنا انشطة أخرى من اجل البقاء." وتحول بوسين (44 عاما) وزوجته والترود وهي من نفس سنه للسياحة الزراعية قبل 20 عاما في مزرعتهم الصغيرة بقرية توردينا على جبال دولوميتي.
وتدر المزرعة ارباحا بفضل تأجير شقتين في منزل الاسرة للسائحين ومنتجع صغير يضم غرفة ساونا وحمام قش يعطي احساسا اكبر بالاسترخاء الذي تمنحه القرية الهادئة. وبدأت السياحة الزراعية في ايطاليا في مسعى لوقف الهروب من القرى الفقيرة عقب الحرب العالمية الثانية وبصفة خاصة في الجنوب بينما كانت البلاد تحاول ان تنأى بنفسها عن ماضيها الزراعي.
وبعد سنوات اضحت السياحة حيوية للزراعة الايطالية التي كانت المحرك الرئيسي لاقتصاد البلاد وهي تمثل الان اثنين في المئة فقط من اجمالي الناتج المحلي. وعلى عكس الكثير من الدول الاوروبية لا تزال المزارع الصغيرة التي تديرها اسر تهيمن على الزراعة في ايطاليا وانخفض متوسط دخل المزارع عشرة في المئة منذ عام 2000 حسبما ذكرت اتحاد كونفاجريكولتورا للمزارعين الايطاليين وهي نسبة اعلى منها في الاتحاد الاوروبي.
وأضير مزارعون ايطاليون جراء ارتفاع اسعار الطاقة وتكلفة العمالة وغيرها من تكاليف الانتاج وندرة الموارد الطبيعية والتكلفة العالية للتأمين الاجتماعي الى جانب تدهور الاحوال الجوية وخفض الدعم من الاتحاد الاوروبي. وأفاد الاتحاد استنادا لبيانات من وكالة الاحصاءات التابعة للاتحاد الاوروبي يوروستات ان دخل المزارعين الايطاليين انخفض اربعة في المئة في عام 2006 بينما ارتفع متوسط دخول المزارعين في الاتحاد الاوروبي باستثناء بلغاريا ورومانيا نحو ثلاثة في المئة.
ومثل نحو 2700 مزارع في التو اديج التي تشتهر بمنتجعات التزلج وصناعة النبيذ راهنت عائلة بوسين على ارباح السياحة الزراعية وتمثل حاليا 40 في المئة من اجمالي ميزانيتها وسوف تقوم قريبا بتحويل جرن الى شقق.
وتستقبل حوالي 16 الف مزرعة صغيرة زائرين يمضون عطلات في ايطاليا ويتوقع ان تفتح 700 مزرعة اخرى ابوابها للسائحين هذا العام.
ويتوقع المسؤولون عن القطاع ان يرتفع الرقم في السنوات القليلة المقبلة بفضل الطلب من السائحين وتحرك الاتحاد الاوروبي لالغاء الربط بين الدعم الزراعي واحجام الانتاج وزيادة الإنفاق على التنمية الريفية.
وقال جورجيو لو سوردو مدير أقدم أجهزة القطاع اجريتوريست " أتوقع ان تشارك 50 ألف مزرعة في السياحة الزراعية في المستقبل."
وخصص الاتحاد الاوروبي أكثر من 77 مليون يورو لمشروعات التنمية الريفية من عام 2007 الى عام 2013 بهدف دعم المنافسة الزراعية والبرامج البيئية والتنوع ومستوى المعيشة من خلال مشروعات مثل السياحة الريفية.
وخصص الاتحاد الاوروبي أكثر من ثمانية ملايين يورو لإيطاليا حيث تتعرض بعض المناطق الريفية لخطر انخفاض تعداد لسكان وبصفة خاصة في المناطق الجبلية بسبب سوء البنية التحتية واستحالة الزراعة الكثيفة.
وتوفر المزارع السياحية في ايطاليا الاقامة وتضم مطعما معظم ما يقدمه من اطباق منزلية الصنع او منتجة محليا على الاقل. وعادة ما ترحب بمتابعة السائحين لاعداد الطعام او حتى المساعدة في بعض الاعمال الزراعية.
واكثر ما يجذب السائحين لمزرعة عائلة بوسين البقرة ميس الفائزة بمسابقة جمال الابقار في التو اديج في عام 2006 بفضل حسنها وانتاجها القياسي من الحليب حيث يتابعون عملية الحلب على نغمات موسيقي كلاسيكية او شعبية.
ويتوقع ان ترتفع عائدات السياحة الزراعية عشرة بالمئة الى مليار يورو بفضل تزايد الاقبال على تمضية العطلات بمناطق ريفية لم تفسدها السياحة الجماعية على حد قول اتحاد كولدرتي للمزارعين.
ومن المتوقع ان يمضي ثلاثة ملايين سائح ربعهم من الاجانب العطلات على مزارع ايطالية هذا العام بزيادة بنسبة عشرة في المئة عن عام 2006 من بينهم اسرة ميزانيتها محدودة.
وتتكلف الاقامة في المزرعة نسبة ضئيلة من تكلفة الاقامة بفندق بنفس القرية.
ويمضي جيدو بساكوالينو الذي يدير وكالة إعلان صغيرة ويستمتع برعاية حديقته معظم عطلاته في الريف مما يزيد عن عشرة اعوام. ويقول باسكوالينو (59 عاما) "احبها لأنها رخيصة وعادة ما اقيم في اماكن جميلة. اقيم في الريف لاني اكره الضوضاء والضجة. تتميز السياحة الريفية بالهدوء ووجود اشخاص يتحدثون اليك عن الزراعة."
من سفيتلانا كوفاليوفا

[Syrian Gay]

......