أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > علوم > فلسفة و علم نفس

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02/08/2007   #1
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي هـكـذا تـكـلـم نـيـتـشـه.!!


في الثالث عشر من فبراير عام 1883 وحين كان نيتشه يبلغ الثامنة والثلاثين من عمره , حرر رسالة
إلى الناشر شمايتسنر بكستنز جاء فيها :
( حضرة السيد / الناشر المحترم ..
إن لدي اليوم خبراً جميلًا أزفّه لكم , لقد قمت بخطوةٍ حاسمةٍ , وأعني بذلك , وعلى سبيل الإشارة ,
إنها خطوةُ من المفترض أن تكونَ مفيدة بالنسبةِ لكم أيضاً .
يتعلق الأمر بمؤلَّفٍ صغيرٍ مايقل عن 100 صفحةٍ مرقونةٍ بعنوان هكذا تكلم زرادشت , كتابٌ للجميع
وليس لأحد . مقطوعةٌ شعريةٌ أو إنجيل خامس أو أي شيءٍ آخرٍ لايوجد له إسم بعد : إنه أكثر مؤلفاتي
جدية وجرأة , وهو في متناول الجميعِ , لذلك سيكونَ له تأثيرٌ مباشر ) .
وفي 20 إبريل من نفس العام يكتب نيتشه إلى مالفيدا فون فايزنبورج في بروماس :
( إنها قصة رائعة , لقد تحديت الأديان أن تأتي بمثله , إنه كتابي المقدس الجديد , وبكل جدية أقول إنه
على غايةٍ من الجد كما لم يسبق لكتاب آخر أن يكون ) .
هذا ما قاله نيتشه عن نفسه , الفيلسوف اللاغز , الجينايولوجي العنيد , وأحد النتوءات التي امتصت
قطرات الحكمة المتساقطةِ من مثعب التاريخ !
يبدأ كتاب هكذا تكلم زرادشت بسرد تحولات ( الإنسان الأسمى ) كما يحب أن يطلق عليه نيتشه ,
ويموضع هذه التحولات إلى ثلاثِ أطوار .. ( كيف يصير الروح جملًا , وكيف يصير الجمل أسداً ,
وكيف يصير الأسد طفلًا ) فالجمل هو الحيوانُ الذي يحمل : يحمل عبء القيم السائدةِ , وأثقال التربيةِ
والأخلاقِ والذوق الشعبوي العَام , يحمل هذه الأشياء إلى الصحراءِ , ليستحيل هناك إلى أسدٍ بفعل
الضراوة الحيوانية وقوة الإرداة التي يجب أن تتأصل بعمْق الإنسانِ كغريزة للبقاءِ , فيقوم هذا الأسد
بافتراسِ القيمِ , وتحطيمِ الأصنامِ الفارغة , ليدوس الأثقال . وأخيراً .. يستحيل الأسدُ طفلًا , كنايةً عن
العَودِ , كلعبةُ بريئة , وبداية نهاية ونهاية بداية , خالقاً لعالم آخر هو إلهه , ومنشأً لقيمٍ تقويمية جديدة .
وقد قصد نيتشه بذلك استرجاع الروح السبعية , التي رآها محركة لدينامية الفكر , ضد الروح
السقراطية النظرية والموضوعية , حيث أن المنهج النسّابي نفسه يدين العقل , ويبقى العقل - بنظر
نيتشه - وسيلة تم تأليهها , أو كشيء أعطي أكبر من حجمه الحقيقي , ووظف تاريخياً لحماية الأخلاق
المسيحية , خصوصاً في عصر الأنوار ( وليس عصر النهضة ) فنيتشه يؤمن بأن التنوير خدعة
مسيحية , وأن الديمقراطية هي الأخرى مراوغة مسيحية لتأخير موتها .
الوجودُ قناع لدى نيتشه , صحته العليلة قناعٌ أول لعبقريته , وآلامه قناع ثانٍ ( لعبقريته وصحته ) في
ذات الوقت , إذ لايؤمن نيتشه بوحدة الأنا ولا يتحسسها , فتصوُّر نيتشه لسيكولوجية الإنسان قائم على
علاقات دقيقة للاقتدار , ثم علاقات تقويمية بين أناتٍ مختلفةٍ ومختبئة . وهي تعبر أيضاً عن قوى من
صنوفٍ ذات صلوحية عالية , صلوحية العظمة والحياة والقوة والفكر . وقناع نيتشه الأخير – أو
صلوحيته الأخيرة – كانت الجنون , كناية العدم التي قال عنها : ( أحياناً يكون الجنون بحد ذاته القناع
الذي يُخفي معرفةً محتومة وأكيدة جداً ) .
كذلك فدياليكتيك نيتشه لم تغلب عليه نزعة مثالية هيجلية إذ ناصبه نيتشه العداء , بل إن دياليكتيك
نيتشه هو ( فن ) وبراعة بهلوانية تدعونا لاستعادة ميّزاتٍ مستلبةٍ من قِبل التاريخ , فكل شيء يرجع
إلى حيوة الفلسفة كمحرك للدياليكتيك وناتج ضروري له , أو إلى وعي الذات كما قال كريكجارد , إلى
الإنسان ككائن نوعي وفريد .
ولعل مشاركة نيتشه في الحرب الألمانية شكلت له هاجساً عن فحوى العبودية التي اتهمه الكثيرون
بالتبشير لها , فتمريضه للجرحى مثلًا .. ورؤيته لجثث وأوصال الجنود الألمان تتراكم في المشافي
لابد أن تترك أثراً فيه , لم لا .. فنيتشه هو اللماح ذو النظر الرائي لما وراء الظواهر ؟
كان نيتشه هو أول من أعلن بجلاءٍ ووضوحٍ عن أن الله كان مسؤولاً عن انحطاط أوروبا وقسوتها ,
وأنه لا مخرج لهذا المأزق الحضاري إلا بعقد مؤامرة شريفة لاغتياله , بغية تحويل القيم إلى ماهو
إنساني و ( أصيل ) بعيداً عن تشويش السماء , وإن قاتِل الله .. يجب أن يكون بشعاً جداً للقيامِ بهذه
المهمة ( المهمة ) ! فالإنسان إذا عمد إلى زجر نفسه عما كان محظوراً عليها ستتبدى بشاعته وتصل
ذروتها إلى الزوال وحدوث العارض الحديث والجيد وهو عارض القوة واللامبالاة , عارض الجسارة
السبعية والوحشية !
ويهاجم نيتشه الأديان رابطاً العصاب الديني بالتوحد , والصوم , والعفة المخادعة , وقد يكون قوله
مبرراً إذا ما عرفنا أنه ملحد عتيد .. رافضاً بطبيعته هذه الوصاية الربانية على عقول السامين من
البشر , أولئك الأقوياء الجسورين كما رآهم نيتشه , وكما رأى الله كائناً ( منقوضاً ) قتله العقل , فلم
يعد الله يؤدي وظيفته كأب وكقاض وكمُثيب سخي ..


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 02/08/2007   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


هناك يبرز الشك العدمي لدى نيتشه وهو الشك الذي رمى الإله خارج عن عالم نيتشه الحقيقي بعد أن
أُبطلت إرادة الله الحرة , هو لا يسمع ندب المُصلين والتائبين إليه , وإذا فعل هذا فلن يستجب من بعد ,
ومن الأحرى أنه هو من يصلي لطلب مغفرة الإنسان بعد أن عجز عن التعبير لنفسه بوضوح .
وحول فلسفة قوة الإرادة , سيبدو معضلًا جداً شرح كيف تتفوق القوة الإرتكاسية وكيف يتفوق العبيد
على السادة , لأنهم – كعبيد رخيصين – أكثر من السادة الأثرياء .. وإذا اجتمعوا سيستطيعون سحق
ما أمامهم ولو بأحذية خفيفة , وهم بنفس الوقت لا ينتصرون بسبب قوتهم هذه , بل بطرح قوة الآخر ,
فهم يفصلون القوي عمّا يستطيعه , ليسببوا صيرورة ارتكاسية شاملة , ومحزنة للغاية حسبما رآها
نيتشه .
ويصف نيتشه الدول الحديثة بقرى النمل والمستعمرات القذرة , حيث يقتدر القائد بسبب خسّته , وهذا
عامل عدمي سيادي .. وحينئذِ تتوقف إرادة الاقتدار عن الخَلق , وتستحيل إلى سيطرةٍ محض , فتبدأ
تنسب لنفسها أو توظف الآخرين لينسبوا إليها القيم السائدة والمال والجاه والسلطة , معناه , أن هذه
الدول هي تعبير صادق عن ثبوط إرادة الاقتدار , فهي العبودية المغلّفة , ولهذا يجب الدفاع عن
الأقوياء ضد الضعفاء .. لأن الدولة هي غاية البشرية القصوى , وأنه مامن هدفٍ سامٍ لدى الإنسان
سوى خدمة دولته و الدولة هي الوثنية الجديدة .. بل هي حماقة شابة .. فالدولة عندما يخدمها الفرد
يهرب من فردانيته منتخياً بالظل الزائف , فيضع حداً للمغامرة التي لم يفرضها عليه أحد , وإذا كانت
خدمة الدولة هي الهدف الأسمى , فكيف سيكون الهدف الأدنى ؟
يزاهي نيتشه بأنه التلميذ الوفي لديونيزوس ( إله الخمر عند الإغريق ) ويرى أن الأصنام ذات الأقدام
"الصلصالية" هي من أقامها البشر , فهي تنتصب بهشاشة , ولا أسهل من تدميرها , ويجب أن يكون
شغلنا الشاغل كحيوات وأرواح حرة أن نقلب الأصنام على رؤوسها , فمرحباً بعالم الحقيقة , يهلل
نيتشه ( مرحباً بعالم الظواهر ) لقد كانت الأكذوبة هي اللعنة المعلقة دائماً فوق واقع الأمور , ولفرط
ما تشبعت البشرية بالأكاذيب بدأت تقدسها , تزيفها , تزوّقها , حتى أعمق الغرائز غدت كذباً بكذب ,
وصارت القيم المنتكسة معبودة , وقيم المستقبل منبوذة .
ونيتشه يفضّل أن نصفه بالكاتب المحرر , بالخالق الأعظم للثورة الذاتية , وداعية الانفلات من قبضة
الدائرة التاريخية والوجودية , فهو يقول إن من يعرف أن يتنفس جو كتاباته سيدرك أنه جو مرتفعات ,
إذ يجب أن يكون المرء مخلوقاً لهذا الجو المنعش , وألا يتعرض للإصابة بالبرد فالحذر واجب , إن
البرد قريب وداني والوحدة هائلة , ولتنظروا بأي هدوء يستريح كل شيء في الضوء انظروا كم نتنفس
بحرية فوق المرتفعات وكم من الأشياء نتحسسها في الأسفل ونشعر حيالها بالسخرية ..
إن الفيلسوف هو الوجود الطوعي وسط الجليد والجبال العالية ذات القمم السامقة .. هناك .. في القمة
.. يقطن الفلاسفة الجدد .. ولا سبيل لهذه القمة إلا الانفجار كديناميت ناسف يحطم ماحوله , باحثاً عن
كل ماهو غريب وإشكالي في الحياة , وعن كل ما ترفضه الأخلاق ببلاهة وحسن نية .
ولأن الطريق إلى القمة يمر عبر كل ممنوع باختصار . فإن الفيلسوف لدى نيتشه مكلّف بخلق إمكانات
حياة جديدة , ولمجرد الحديث عنها ينبعث الفرح والحبور في قلوبنا , ويغمرنا الضوء المتسلط من كل
أفق , وفي هذا إبداع , وتفكير , وجسارة , وفاتورة ثمنها غال , ومعاناة طائلة , تماماً , كحال البحارة
مصارعي الأمواج الوحشية , حين يعودون وقد حملوا كنزاً بعد غيابٍ مضنٍ ..
إن المفكر مستكشف نادر الطراز .. فهو لا يفتأ من استكشاف حقول الحياة الأكثر نأياً .. والأشد خطراً
.
ولا يتردد نيتشه عن البوح بصراحة عن الوجود , فالحياة كصيرورة – لاهدف لها – ولا توجهها
وحدة كبرى , لكن يبقى هناك مخرج ممكن : إنه الحكم أولاً على وجودنا بأنه وهم , ثم خلق العالم
الحقيقي في رؤوسنا , هناك , في الروح الحر , يكمن وجودنا , ليس يوتيبيا , ولا أفلاطونية فاضلة ,
بل روح حر بامتياز , حيث يقطن الإنسان الأسمى باطمئنان لا مثيل له !
كذلك يقاتل نيتشه مظاهر التبعية ويتذمر من الدغمائيين ( كل ما يسمو بالفرد يسمى شريراً ) وكل ما
يبث الخوف إلى القريب يدعى شريراً , أما من يهادن ويصالح ويتواضع فهو في مكانة الصالحين
والخيّرين , إنه ولا ريب ( رجل القطيع ) ذاك البائس الذي ينال الأمجاد الأخلاقية ذات النياشين
اللامعة .. وليس كل ما يبرق ذهباً ..
ويزعم نيتشه أن المثال الأخلاقي الأوروبي تخلى عن قرنيه خشية المغامرة , وما الحياة إلا مغامرة ,
وهنا الخوف يمارس أستاذيته بوقار .. والمؤكد – بقلم نيتشه – أن تصوُّر الخرفان للسكاكين الحادّة
يبعث في صدورها الألم والهلع , ولو ألغينا الأخلاق الضعيفة فسيلتغي معها الخوف , وهذه هي أخلاق
الدغمائيين حيث تذروا العواقب كل شيء , ويجب أن لا نتفاجأ إذا ما عرفنا أن التقدم , بوجهه الظاهر
والقبيح , ليس سوى دغمائية خائفة ومرتشعة .
  رد مع اقتباس
قديم 04/09/2007   #3
شب و شيخ الشباب alaamash
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ alaamash
alaamash is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
البيت
مشاركات:
35

إرسال خطاب Yahoo إلى alaamash
افتراضي


شكرا على المقال وياريت نقرأ عن نيتشة أكتر

الإنسان كالماء من السماء والى السماء يصعد ...
  رد مع اقتباس
قديم 14/09/2007   #4
شب و شيخ الشباب tamouz76
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ tamouz76
tamouz76 is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فوق
مشاركات:
83

إرسال خطاب MSN إلى tamouz76 إرسال خطاب Yahoo إلى tamouz76
افتراضي


سؤال يمكن يكون برئ و يمكن يكون لأ العزيز كاتب المقال ذكرت ان هناك عداوة بين نيتشة و هيغل فهل تلاحظ ان مختلف المفاهيم التي ذكرتها تتكاد تتلاقى حتى في الصياغة بين المفكرين اما انك اعتمدت في قرائتك لفريديريك نيتشة في هكذا تكلم زردشت على ترجمة فليكس فارس و ثانيا في يما يتعلق بمسألة التدين اظن ان مقاولة نيتشة ان الله قد مات و هانحن نشهد جنازتة بموكب عظيم تتحمل الكثير من الوجوه احدها على الاقل يخالف ما ذكرته و بالتالي يمكن ان اوجه حالة من حلات متصوفة الالمان في نيتشة , مستندا الى فكرة الانسان المبد و الجسر و الحيوان
  رد مع اقتباس
قديم 14/09/2007   #5
شب و شيخ الشباب ASH
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ASH
ASH is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
للأسف مابعرف وين الله حاططني!!!
مشاركات:
3,680

إرسال خطاب MSN إلى ASH
افتراضي


نيتشيه لغز من ألغاز القرن الماضي

شكرا على المقال الجميل

卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه
كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين
أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 14:58 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.08177 seconds with 11 queries