س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
04/06/2007 | #1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
كازنتزاكيس .... لا يوجد الواحد من دون الآخر!
طوبى للمرء الذي يموت وهو يفتح باب سجنه! الفيلسوف يسعى إلى العثور على مفتاح الباب، إلى التملص من بين القضبان. أما نيكوس كازنتزاكيس فقد اختار أن يحدق في الموت قائلاً: "الموت غير موجود"، تواقًا إلى حرية مطلقة. بذا فإن الكتابة على شاهدة قبره في هراكليون: "لا أرجو شيئًا، لا أخشى شيئًا، أنا حر" تترجم عن هذا التحقق، ثمرة تأمل ناضج. شاهدة قبر نيكوس كازنتزاكيس (1883-1957) في هراكليون، كريت فتَّش نيكوس كازنتزاكيس طوال حياته كلِّها عن كيفية بلوغ الإنسان الحرية. إجابة واحدة انبثقت من مذاهب الفكر الإغريقي والكتابي والبوذي والأفلاطوني التي ألهمتْه: الصراع. إذ إن الإنسان، في نظر هذا الفيلسوف الكريتي، هو قبل كلِّ شيء عبد: إنه الدويدة التي تشق لنفسها دربًا في التراب. لقد كتب كازنتزاكيس قبل وفاته بخمس سنين، كاشفًا عن غاية حياته: الموضوع الرئيس لمؤلفاتي كلِّها هو: عراك الإنسان مع "الله"، صراعـ[ـه] المستميت [...] ضد القوى الكلِّية القدرة والمظلمة الكامنة فيه ومن حوله؛ إصرار الشرارة، صراعها، عنادها – تلك الشرارة الصغيرة التي تكدح لاختراق الليل الأبدي الشاسع وتنتصر عليه؛ الصراع والكرب لتحويل الظلمات إلى نور، العبودية إلى حرية. كذا فإنه في الأوذيسة (193 يتماهى مع عوليس، مواصلاً، في 33000 بيت بديع، رحلة هوميروس في ذروات الروح والعالم الشامخات وهاوياتهما السحيقات. والمؤلِّف قد كتب أيضًا عن الرحلات التي قام بها هو نفسه إبان الثلاث عشرة سنة التي سبقت ظهور هذه الرائعة والتي طافت به العالم من مصر إلى اليابان. كما كتب عدة مسرحيات، تناول في معظمها ثيمات تاريخية أو كتابية. ولقد كتب جلَّ أعماله الروائية بين العامين 1950 و1957، عام وفاته؛ وهي تضم، في جملة ما تضم: الإغواء الأخير للمسيح (1951)، المسيح يُصلب من جديد (1953)، الحرية أو الموت (1955). أما رواية ألكسيس زوربا (1943)، التي تبقى، عبر إعدادها للسينما (زوربا اليوناني)، المرجع الأشهر اليوم عن نيكوس كازنتزاكيس، فقد أنجزها الكاتب إبان الحرب العالمية الثانية. ومع أن تعيين مناظر الرواية يقتضي منا العودة بالزمن إلى العام 1917، العام الذي استثمر فيه الكاتبُ مع يورغوس زورباس منجمًا في جنوب الپلوپونيسوس، فإن الظروف التي أحاقت بإنجاز ألكسيس زوربا ليست غريبة عن مرامه، ألا وهو وصف كرب الإنسان. لكن جميع هذه القراءات يجب أن تسبقها قراءةُ رياضة روحية (1923)، مثلما أن كتابتها سبقت جميع تلك الكتابات، لأنه يُستحسن دومًا تتبع مسار حياة أحدهم بحسب تسلسله الزمني. تختصر رياضة روحية الأشواط التي ينبغي على المرء التواق إلى بلوغ الحرية أن يجتازها إلى ثلاثة "واجبات": أشواط فوقبشرية تتلخص في صراع دائم وعنيد ضد الله والظلام (لكنْ معهما أيضًا). وبالفعل، فإن الإنسان، بحسب كازنتزاكيس، مصلوب عند تقاطع هذين التيارين المتضادين. إذ إنه لا يقبل بهذه النظرية الأصلية وحسب، بل ويبني عليها مَخرَجًا: الفكرة التي يمكن للإنسان بموجبها أن يصل بنفسه إلى تعاون مع الله بأن يصير مبدعًا فاعلاً. إن الشوط الأول من أشواط العروج إلى هذه المرتبة (التي هي مرتبة الإنسان الحر) هي إذن قبول حالة سقوطنا الدائم، لكن القابل للاجتناب بمجرد الصراع الأكثر استماتة. وواقع الأمر أن هناك قدرة تنزع بنا إلى الموت وأخرى تنحو بنا إلى الحياة. وهذه، بطبيعتها نفسها، تبدو معاكسة لقانون الطبيعة، قانون السقوط نحو الموت الذي ينطبق على كل مخلوق، على كل حياة. فما القصد من هذا القانون إذن؟ يجيب كازنتزاكيس: الغاية من الأرض ليست الإنسان، ليست الحياة، [...] فهذان ليسا إلا شرارة أطلقها دورانُها المدوِّخ. يبدأ الواجب الأول إذن بالنظر في عبثية الحياة وغائيتها. أجل، هذا صحيح، لكنها مع ذلك موجودة. وواجبها – وهو واجب يكاد أن يكون واجبًا وطنيًّا – هو الكدح والنمو على الرغم من العقبات كلها، وحتى معها. بعد رؤية هول المهمة، وكذلك محدودية الإنسان، فإن ظهور الكرب من طبيعة البشر. التغلب على هذا الكرب هو الشوط التالي إذن. في رواية ألكسيس زوربا، يقول زوربا مع ذلك: دَعِ الناس وشأنهم، يا أستاذ، ولا تفتح لهم أعينهم. ماذا سيرون؟ بؤسهم! دَعْهم إذن يواصلون الحلم!" يؤكد كازنتزاكيس بذلك أن هذا الاستيعاء لن يجلب لعامة الناس غير المتاعب. كذا فإن نظرية المطران الثالثة تؤيد هذا الرأي، إذ تطرح فكرة أن الخواص وحدهم يتمكنون من لمس خيط ماء الأبدية الجاري في قلب من العمومي الفاني. أما الآخرون فقد أنزل الله لهم الدين حتى يستطيعوا هم أيضًا أن يشاركوا في الأبدية. فحيث سيرى بعضهم شرارة الخلود الرائعة في الآن، سيرى بعضهم الآخر إعجاز خلق الله، بينما لن يرى الكثيرون شيئًا البتة. "زوربا يرى كل يوم كل شيء للمرة الأولى". هذه الحالة من اندهاش النظر ومفاجأته تجدِّد عذرية العالم وتساهم في رفع النقاب عن أحد وجوه الله. إن واجب رياضة روحية الثاني هو مفاجأة اللامرئي بكسر ثنوية نفس/جسم. فعنده أن الجسم هو النفس وقد جُعِلَتْ مرئية؛ العالم المحسوس يعني الجوهر. فالتمييز الأوحد موجود إذن بين الظاهر والحق أو بين الجسد والروح. مدار الأمر، إذن، قبول الحدود البشرية التي هي حدود الجسم، ثم تخطِّيها، لمعانقة العالم بالنظر، من أجل حدس الأبدية الهاربة غير المباحة التي هي شرارات متناثرة بعدد خطوات الحياة التي تتقدم. يقول كازنتزاكيس: العالم، على ما يبدو لي، أوسع من المخ، وقلبي سر كليِّ القدرة، مظلم. وبذلك يلمح إلى فكرة أن الجوهر يختبئ في القلب، في المحبة غير المحدودة. يسوع كان يصرخ هكذا: "أحبو بعضكم بعضًا" [إنجيل يوحنا 13: 34]. من جانبه، ينصح ألكسيس زوربا – وهو شخصية قلبُها أقرب إلى الأرض – بإباحة الحب، لأنه عبارة عن واحدة من الرذائل التي يسميها "شياطين". فبحسب مغامر التجربة هذا، الطريقة الوحيدة لترويض الرغبات التي تفترسنا هي أن نعبَّ منها حتى اشمئزاز التخمة. لقد سبق له، وهو بعدُ صغير، أن أولع بالكرز! وهو يحكي ما يلي بمناسبة لقاء الراهب زخريا، الذي يتبين أنه نصف ممسوس بشيطان يسميه "يوسف". ويؤكد زوربا: هكذا يتحرر الإنسان، [...] كيف تريد أن تتخلص من الشيطان إذا لم تَصِرْ أنت نفسك شيطانًا ونصف؟" زخريا، إذن، – نصف الحر، "نصف المجنون"، كما يلقِّبه الرهبانُ الخبيثون تحقيرًا – يعمل بنصائح زوربا بأن يتخلَّص من أضخم أمانيه (من حيث إنه نمَّى هذه الأمنية في نفسه منذ أمد طويل): إضرام النار في الدير بوجود الرهبان في داخله! لكنْ حالما يفعل زخريا ذلك فإنه ينتحر. وهذا يوافق فكرة المطران التي بمقتضاها وحدهم خواص النخبة يستطيعون أن يلمحوا الأبدية لأن عامة الناس تُعميهم الهمومُ اليومية. وهذه الشرور البشرية هي بعدد الشياطين التي لا تني تتضخم في ذهن المتنسك الذي يروِّض نفسه. وهكذا فإن زخريا تحرَّر بأن شفى غليل دوافعه؛ لكنه فيما بعد لم يعد يرى شيئًا آخر غير الخواء الذي خلَّفه فيه اختفاءُ الهوى الذي كان يفعل فيه كمعيِّن. وأمام هذا العدم انهار. من هنا أهمية الحياة الزاخرة، كحياة زوربا الذي "[يـ]ـفعل كما لو [أنه] محكوم [عليه] بالموت في كل لحظة". ثم إن استظهار المرء رغباته حال ولادتها، سواء كانت من مرتبة جنسية أو طعامية أو فوضوية، يسمح للمرء، بحسب معجم روبير الصغير، بأن "يستطيع اتخاذ القرار والفعل بنفسه"، لأن الإنسان الحر، بحسب المعجم نفسه أيضًا، "لا يُكرِه نفسه" و"لا يذعن [لأية] فريضة، خُلُقية أو قانونية". إن زوربا ينتهك بذلك جميع محرمات المسيحية. ليس بوسع المرء المتدين أن يكون حرًّا لأنه يذعن لمشيئة الله، إذ يتقيد بالوصايا العشر وبشريعة الكتاب، باعتبار هذه وتلك تفرض على الضمير أن يتحدد بجمرك، فتضطره إلى دفع الجمرك ليعبر. لقد دفع آدم وحواء التعرفة طردًا من الفردوس الذي كان عزيزًا عليهما. الأمر عبارة عن حُكْم قصاصي قائم على مفهومَي الثواب والعقاب. في رياضة روحية، يدحض كازنتزاكيس هذه الفكرة ويستعيدها في الآن نفسه: الآن بت أعلم: لا أرجو شيئًا، لا أخشى شيئًا؛ فلقد تحررت ذهنًا وقلبًا. لقد صعدت أعلى. أنا حر. هذا ما أريد، ولا شيء آخر. كنت أفتش عن الحرية.
في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....
في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم ..... في البدء كان الكلمة ..... مملكتي ليست من هذا العالم ..... |
||||||
04/06/2007 | #2 | ||||||
مشرف متقاعد
|
بينما ألكسيس زوربا، من جانبه، يقر بأن "فردوسه" هو أن يتنعم براحة لحاف امرأة معطَّر، معها. فالله، بنظره، لانهائي الرحمة، لكن الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها للرجل هو تركه امرأة كان بوسعه أن يلبِّيها تنام وحدها! وهو يؤكد كذلك بأن امرأة قطعًا هي التي ستصرعه في آخر الأمر. ففي الرسم كما في الأدب، كثيرًا ما تزيَّا إبليس نفسه بمظهر أنثوي. وبهذا يجبر زوربا القطبين كليهما على الاندغام، بحيث تصير جنةُ عدن والجحيم شيئًا واحدًا. قال: إذا ما اتفق للشيطان أو لله أن يطلبني – ماذا تريد، كلاهما عندي الشيء نفسه. فيما يتعلق بأبطال رواياته، يصرِّح كازنتزاكيس: ليس الأمر عبارة عن انتصار نهائي، بل هو صراع لا نهاية له. إن الحميَّة البدائية لزوربا العجوز، ذي القلب الشاب، تشهد للرؤيا التي هي رؤية الكاتب إلى الإنسان الذي يتخبط بلا هوادة بين الخير والشر. إن رواية ألكسيس زوربا الممتازة تعالج كرب المشاركة في القتال غير الإنساني. لكن، في المحصِّلة، ما كان لشيء أن يوجد لولا أولوية الذاتية، لأنه "خارج أنا لا شيء موجود"، كما يقول كازنتزاكيس. زوربا هو الآخر يفكر على هذا النحو، فيعاين: أفكر في ماهية الإنسان، لماذا جاء إلى الأرض وما النفع منه. [...] لا شيء، فيما أرى. الأشياء جميعًا هي الشيء نفسه. [...] فقط إذا كنت حيًّا أو ميتًا يكون ثمة فرق. بحسب رأيه، إذن، خياراتنا لا تهم؛ وهو يعتقد أن الغاية من العالم هو أن أصنع فرحًا بالمادة، في حين يقول آخرون بأن صنع الفرح يكون بالروح، وهذا في سبيل شيء خالد: الجوهر، الماهية، "الله". إن كازنتزاكيس، إذ يلتبس الله عليه بالظلمات في القدرة الواحدة نفسها، يرى بأن مصارعة تحديات غير المرئي، والتغلب على الضرورة، فيه من الفرح والكبرياء أكثر مما في أي شيء آخر. لا يوجد الواحد من دون الآخر! صوفي برنييه ترجمة : ديميتري افييرينوس آخر تعديل tiger يوم 04/06/2007 في 02:39. |
||||||
28/07/2007 | #3 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
يسلموو صديقي . .
اللهم اني اسئلك باسماءك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعل كل ايام العراقيين فرحا
اللهم ثبت العراقيين بتثبيتك وايدهم بتاييدك وامدهم بمدد من عندك . . |
||||||
30/07/2007 | #4 | ||||||
مشرف متقاعد
|
|
||||||
أدوات الموضوع | |
|
|