أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20/11/2006   #1
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي مقتطفات من السأم -ألبرتو مورافيا


عن السأم ، هذا الشعور الذي سيتفق لي أن أتحدث عنه غالباً خلال هذه الصفحات . فأنا أذكر ، بقدر ما تسعفني ذاكرتي في الإرتداد عبر السنين ، أنني تألمت دائما من السأم . و لكن يجب أن نتفاهم على معنى هذه الكلمة . فهي تعني ، بالنسبة لكثير من الناس ، عكس التسلية ، و التسلية هي الشرود ، و النسيان ، و لكن السأم بالنسبة لي ، ليس عكس التسلية ، بل يمكنني القول إنه ، في بعض مظاهره ، يشبه التسلية بما يخلّفه من شرود و نسيان ينتميان طبعاً إلى فئة خاصة جدا . إن السأم في نظري هو حقاً نوع من النقص أو عدم التلاؤم أو غياب حسّ الواقع . و أعمد هنا إلي تشبيه فأقول : إن حس الواقع ، حين يتملكني السأم ، يحدث لدي ما يحدثه بالنسبة للنائم غطاء قصير أكثر مما ينبغي ، في ليلة شتوية : فإذا سحبه علي قدميه ، أصيب بالبرد في صدره ، و إذا رفعه إلي صدره ، أصيب بالبرد في قدميه ، فهو لهذا لا يستطيع أبداً أن ينام قرير العين


*********


و حين كنت صبياً خاصة ، كأن السأم يتكلف أشكالاً غامضة تماماً بالنسبة لي و للآخرين ، أشكالاً كنت غير قادر علي شرحها ، و كان الآخرون ، أمي مثلاً ، يعزونها إلي اضطرابات في الصحة أو إلى أسباب مماثلة ، و ذلك شبيه بعض الشيء بالمزاج السيء لبعض الأطفال الذي يُعزي إلي نمو أسنانهم . و في تلك الأعوام ، كان يحدث لي أن أكفّ فجأة عن اللعب و أبقي ساعات كاملة جامداً ، كما لو أنني خدر ، و أنا في الواقع مرهق باستياء كان يوحيه لي ما أسميه ذبول الأشياء ، أي الشعور الغامض بأنه لم يكن ثمة بيني و بين الأشياء أية علاقة . فإذا دخلت أمي الغرفة في تلك اللحظات ، فرأتني أبكم جامداً و ممتقعاً من الألم ، و سألتني عما أشكوه ، كنت أجيبها جواباً لا يتغيّر : (( إنني سئم )) شارحاً علي هذا النحو، بكلمة ذات معني واضح و محدود ، حالة نفسية واسعة و غامضة
و إذ ذالك كانت أمي تحمل تأكيدي علي محمل الجد ، فتنحني لتقبلني ، ثم تعدني بأن تصحبني إلي السينما بعد الظهر ، أي انها كانت تعرض عليّ تسلية لم تكن عكس السأم و لا علاجه ، و كنت من ذلك علي يقين تام . و فيما كنت أتظاهر بتقبل هذا الإقتراح في فرح ، لم أكن أستطيع الإمتناع عن الشعور بهذا الإحساس نفسه من السأم الذي كانت أمي تسعي إلى طرده إذ تضع شفتيها علي جبيني ، و تحيط كتفيّ بذراعيها ، كما تسعي إلى طرده بالسينما التي كانت تلوّح بها أمام عيني كالسراب . و الواقع أنه لم يكن لي في تلك اللحظة أية علاقة بشفتيها و ذراعيها و السينما . و لكن كيف كان لي أن أشرح لأمي أن شعور السأم الذي أعانيه لا يمكن أن يخفف بأية طريقة ؟ لقد سبق أن لاحظت أن السأم يثوي بصورة خاصة في عدم التواصل . و إذ كنت عاجزاً عن التواصل مع أمي التي كنت مفصولاً عنها كما كنت مفصولا عن أي شيء آخر ، فقد كنت محمولا على نحو ما أن أقبل سوء التفاهم هذا ، و أن أكذب عليها

**********
ـ و لكن الفن يحقق شروداً و ذهولاً لمن يتعاطاه . كان باليستاري يتلهى و أنت تتلهى . أما الدين ، فهو علي العكس مضجر . و في الدير ، كنت أحسّ دائماً بأن الراهبات كنّ ضجرات ، كما كان الرهبان ضجرين ، و علي العموم ، جميع الذين يهتمون بالدين . و في الكنائس ، كم يسأم الناس ! أنظر إليهم حين يكونون في الكنيسة ، فستري أن ليس فيهم من لا يسأم حتي الموت !

و كانت هي المرة الأولي التي تحدثني فيها سيسيليا عن السأم ، و لم أتمالك عن سؤالها
ـ و لكنك تسأمين ؟
ـ نعم ، أحياناً
ـ و بم تشعرين حين تسأمين ؟
ـ أشعر بالسأم
ـ و لكن ما هو السأم في نظرك ؟
ـ كيف لي أن أشرح لك السأم ؟ السأم ، هو السأم
و كان بودي أن أقول لها : (( السأم هو انقطاع كل صلة ، و إذا كنت أريد أن أتزوجك ، فلكي تسأميني ، لكي لا أتألم بعد ، لكي لا أحبك بعد ، و بالإجمال ، لكي أعتبرك غير موجودة بعد ، كما أن الدين غير موجود في نظرك ، و كذلك كثير من الأمور الأخري )) و لكني لم أجرؤ علي ذلك .
إهداء مني لchefadi

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 21/11/2006   #2
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : butterfly عرض المشاركة
إهداء مني لchefadi
يسلمو كتير مرسيل
و هي فعلا من الروايات الرائعة بتاريخ الادب الانساني ,,,
بنصح الكل يقراها
حيّاكون

إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:04 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04106 seconds with 11 queries