أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/11/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا nahla12
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ nahla12
nahla12 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2009
المطرح:
بهالدنيا.......
مشاركات:
332

افتراضي اله الفقر السنغالي....موجود في بلادنا


الفقر السنغالي موجود في بلادنا ...

تحقيق رائع للصحفي معن عاقل

"لا يوجد فقر في سورية مقارنة بالسنغال"، تصريحٌ لافتٌ لأحد مسؤولينا يحمل معنيين، الأول متفائل يتطلب من فقرائنا الحمد والشكر على النعم المُغْدَقَة عليهم، وتأويله: انظروا إلى مصيبة غيركم تهون عليكم مصائبكم، والثاني متشائم يحمل في طياته صيغة التهديد، وتأويله: إن كنتم تعتقدون أنه لا يوجد دَرَكٌ أسْفَلَ مما أنتم فيه، فأنتم مخطئون، يمكننا أن نمتص دماءكم حتى آخر قطرة بحيث تصبح السنغال بالنسبة لكم جنة ونعيماً.
بالتزامن مع هذا التصريح قيل لي إن هناك منطقة متاخمة لمدينة دمشق، وبتعبير أدق على مرمى حجر منها، تعيش واقعاً سحرياً أو سحراً واقعياً، عالمٌ آخر من الخيال تبصقه الأرياف الفقيرة على أطراف العاصمة، سنغالُ صغيرة في بلدنا الكبير، أو بشكل شعري، إله الفقر السنغالي بنى عرشاً جديداً في الغربة أو انتدب سفيراً له، تحت اسم جميل يحمل الكثير من الدلالات: غزال.
هي فعلاً غزال في كل شيء. منذ أسابيع زرت فيها ما لا يقل عن خمسين منزلاً، النظيف منها أحصيت فيه خمس ذبابات، وعلى باب أحد المنازل، شاهدت صورةً جمعت اثنين من قادة الأمة العظام، وفوقها كانت أكثر من مائتي ذبابة تتنزه غير عابئة بالبرد ولا بتلويحات صاحب المنزل الذي يدعو لهما وهو يستقبلنا. إنه اعتداء سافر من إله السنغال على أمننا الوطني.
أخيراً صادفت أعجوبة الدنيا الثامنة. دخلتُ منزلاً في وسط غزال تماماً، كان نظيفاً فعلاً، ونعمتُ بالدفء، وانتظرتُ كأس الشاي لأحتسيه بعيداً عن تلك الحشرات الصغيرة التي شاطرتني وقاسمتني جميع المشروبات طيلة أيام من تجوالي هناك، وما إن وضعت الكأس على شفتي، حتى وجدتها، ذبابةٌ عائمةٌ فوق المشروب الساخن، تجسيدٌ لقدرة إله السنغال العظيم، وآمنت حينها أن الأعاجيب سبع وستظل سبع، وأن روح المعجزات فارقت سطح الغمر، وتعالت، تاركةً خلفها تلك المراحل الوسيطة بين الحيوان والإنسان.
المطر في غزال لعنة، قليلٌ منه يُحَوِّلُها إلى بلدة عائمة، وكثيرُهُ يُذَكِّرُ بطوفان نوح، وفي الحالتين اكتشف السكان تلك الهبة العظيمة فيهم: كائنات برمائية مزودة بجزمات ذات قصبات طويلة، تبحر في أقسى الظروف، تجتاز مستنقعات وأنهار ضَنَّتْ عليها الطبيعة بالجزر، الأكثر تطوراً في تلك الكائنات يستطيع التحول عند بلوغ مدخل البلدة، يخلع جزمته ويضعها عند دكان ويرتدي حذاءه وينتهي التحول بانتظار العودة، والتحول من جديد.
وإذا كان المطر لعنة دورية من السماء على غزال، لعنةُ قَدَرٍ، فإن هناك لعنات طارئة حلت بها: بنت الدولة فيها خزان ماء ومدت مياه الشرب إلى المنازل، وعند تجريب الشبكة، الجديدة طبعاً، انفجرت في مواضع لا تحصى، وتدفقت الأرض بالينابيع، كأن إله الفقر السنغالي قلب السماء أرضاً والأرض سماءً، كأن مشيئته فوق مشيئة الدولة، كأنه حليف صدوق للمتعهد ومن لف لفه يسارع إلى هواهم، باختصار: يعيش دوامة متناقضاتنا، لكن بحدة أشد، وبقدرته الكلية على توحيدها... إنها معجزته.
لعنة طارئة أخرى، تكررت فيها المعجزة: شبكة الصرف الصحي. الفرق الوحيد هذه المرة أن المياه سوداء، وأن الناس آمنت بوجود من يسعى إلى سنغلة غزال، وما دامت روحهم تدجنت، فلا ضير أن تتأقلم أجسادهم وطبيعتهم، أرضهم وطرقهم وبيوتهم، وفي النهاية: إن التشابه للأَسْوَد، وتتوزع جيوب قليلة كثير الأبيض.
بالمناسبة، يقطن في غزال حوالي40 ألف كائن من الفقاريات وحدها، ربعهم من النَّوَر، والبقية، بحسب استمارة شملت عينة من خمسين أسرة، هم على النحو التالي: 34% من ريف حلب، و16% من ريف درعا، و14% من إدلب وريفها، و12% من دير الزور، و10% من دمشق، و4% لكل من القامشلي والقنيطرة واللاجئين الفلسطينيين، و2% من حمص.
هؤلاء جميعاً هاجروا من أنحاء سورية ليستقروا في السنغال الصغرى، ويشكلوا نسيجاً اجتماعياً جديداً لا يشبه نسيجهم السابق، لكنه في الوقت ذاته يحمل كل خصائصه.
من بين 49 رب أسرة، كان هناك 32% أميين، و40% دخلوا المرحلة الابتدائية أو درسوا جزءً منها أو كلها، و20% دخلوا الإعدادية أو حصلوا عليها، و6% فقط دخلوا المرحلة الثانوية، ولا يوجد أي منهم وصل إلى المرحلة الجامعية.
أما ربات المنازل، فمعظمهم أميات، واحدة فقط جامعية، وأخرى ثانوية (تحمل الجنسية الأردنية)، وما تبقى إعدادية وما دون.
وحتى لا يظن أحد أننا نتحدث عن عجائز أو كبار في السن، فإن الأسر التي زرناها كانت في معظمها شابة، عاش أفرادها جُلَّ حياتهم أو كلها في ظل الإنجازات العظيمة، فحوالي 36% من أرباب الأسر هم في سن 30-39 عاماً، و30% منهم في سن40-49، أي أنهم عاشوا في ظل مجانية التعليم وتعميمه وإلزاميته، ومع ذلك كانوا وما زالوا جزءً من نواة السنغال القادم إلينا مع الانفتاح واقتصاد السوق وخصخصة التعليم وازدياد تكاليفه.
المشكلة ليست في الآباء والأمهات، فهؤلاء عاشوا حياتهم وارتسم قدرهم ومستقبلهم ولم يعد بالإمكان تغييره، إنما المشكلة في الأبناء، في غدهم الذي قد يترحم على ماضي آبائهم، وللإيضاح أكثر، 64% من الأسر تتألف من 5-10 أفراد، و16% منها يزيد عدد أفرادها عن11 فرداً، ومن بين جميع الأسر المُؤَلِّفَة للعينة، صادفنا شهادة جامعية يتيمة وحوالي ثلاث ثانويات، والبقية إعدادية وما دون، وهذا يعني أن الفقراء يتكاثرون على صورتهم الأولية التي وُجِدُوا عليها، وحتى لو نجح بعضهم في تخطي أسوار الآلهة، فإنهم مجرد ملحدين، لا أكثر ولا أقل، يثبتون للمرة المليون أن الآلهة بحاجة إلى الشيطان لتؤكد ذاتها وسطوتها وسلطتها وقيمها.
ليس التعليم وتدني مستواه هو الصورة الوحيدة للفقر في غزال، الدخلُ أيضاً صورة أخرى أشد فتكاً، وإذا كان الاستبيان بَيَّنَ أن 36% من الأسر تعيش على مبلغ يتراوح بين 5-10 آلاف ليرة أي 100-200 دولار شهرياً، و8% تعيش على أقل من 100 دولار، و22% على 200-300 دولار، و22% على300-400 دولار، فإن المظهر الحسي لهذا الواقع يحتاج إلى الكثير من المخيلة لتصديقه.
في الحقيقة، لم أكتفي بالبيانات التي أدلى بها أصحاب الأسر، بل رحت أتفحص البرادات ومحتوياتها، إن وجدت، وعلى مدار أيام العيد، كانت النتيجة مذهلة: معظمها شبه فارغ، فيها نوع وحيد من الطعام، غالباً البرغل، وبالمناسبة، معظم الأجهزة الكهربائية مشتراة من سوق الأدوات المستعملة، وبعضها لا يعمل، والكثير من التلفازات ينتمي إلى عصر الأبيض والأسود، وعندما كنت أسأل عن كمية استهلاك اللحم شهرياً لكل أسرة، لم تفتني تلك النظرات الساخرة، وذات مرة قفز طفل شبه حافٍ، وسألني: "عن إيش إنت بتحكي، هذا نحنا منسمع عنو".
في البداية، أجابني أحدهم أنه يأكل اللحم مرتين أسبوعياً، في كل مرة حوالي 4 كيلوغرام، ولما سألته عن قيمة اللحم المستهلك شهرياً، أجابني حوالي 200 ل. س، وبالطبع تطوع أحدهم ليشرح الأمر قائلاً: هنا يشترون رقاب الدجاج، الكيلو بـ 7-10 ل. س، أو القوانص الكيلو بحوالي 35 ل. س، وأردف ضاحكاً: لهذا يسمونني هنا أبو الريش، لكثرة أكل الرقاب، رقاب الدجاج وليس العباد.


ياريت تكملو النص على هادا الرابط
لانه طويل شوي بس مادة رائعة لمعن عاقل

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


يا رايح صوب بلادي دخلك وصللي السلام...........
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2009   #2
شب و شيخ الشباب md511
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ md511
md511 is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
15

إرسال خطاب MSN إلى md511
افتراضي


ولسا الاسواء جاي
شكرا لك
مجهود كبير وابداع
وعقبال خروجو بالسلامة

أشعل شمعة أفضل من أن تلعن العتمة
  رد مع اقتباس
قديم 16/12/2009   #3
شب و شيخ الشباب Abu ToNi
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Abu ToNi
Abu ToNi is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
العمى ليه هيك ؟
مشاركات:
5,248

افتراضي


لسخافة القدر .. كان التحقيق هاد سبب باعتقال الصحفي !

رايحة تزور
كوخ مسحور
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:14 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04390 seconds with 11 queries