س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
03/02/2009 | #1 | ||||
مشرف متقاعد
|
هيروديس، اعظم ملوك اليهود . .
منقول للفائدة هيروديس، اعظم ملوك الممالك اليهودية القديمة على الاطلاق، حسب ماتشير اليه الاثار التي عثرنا عليها، في حين ان الكتب المقدسة تقول ان مملكة سليمان هي الاعظم، ولكن لم يعثر اي اثر عليها، او على سليمان نفسه.. وهو امر يثير الدهشة، ويبعث على الاعتقاد ان النصوص المقدسة قد كتبها احبار اليهود، وتضم اساطير واعتقادات من اجل خلق " شخصية قومية" لاغير . . على اطراف مملكة يهودا، تقف هضبة مرتفعة لها شكل البركان. هذه الهضبة هي هيروديون، وهي احدى العلائم المعمارية الرائعة التي خلفها احد اعظم ملوك اليهود: هيروديس. لقد قام بتحويل الهضبة، الى نصب تاريخي من الحجر الابيض يحيطه قصر الراحة، ومسبح وحدائق غناء. هيروديس، ملك ذكي وذو بديهة قوية ومتسلط عرف بكرمه كما عرف بغضبه، كما كان قائد عسكري مبدع وواحد من عظام المهندسين القدماء، وتمتع بالقدرة على إدارة البلاد نحو الازدهار. ومع ذلك، فسمعته تم تشويهها بشكل خاص، وعلى الاخص الملك الذي حاول منع ظهور المسبح، من خلال الادعاء بمحاولة قتله لجميع اطفال بيت لحم، للتخلص من المسيح المنتظر، وهي محاولة فشلت، حسب القصة الدارجة.. في القرون الوسطى جرى استخدامه رمزا لمعاداة المسيحية، حيث تبرز له صورة وهو يشد لحيته في ذات الوقت الذي يرفع سيفه لقتل الاطفال، ومن الجانب يهمس في اذنه الشيطان. كل المؤشرات تشير الى ان هيروديس برئ من هذا الاتهام الذي لايوجد عليه اي دليل غير إدعاء لشخص واحد هو ماتيوس. غير انه لايوجد شك في انه قام بقتل اطفال، ومن بينهم اطفاله الثلاثة. إضافة الى ذلك قام بقتل زوجته وامها، والعديد من خدمه في القصر. على مدى حكمه، كان يخلط بين الابداع والوحشية، بين الفوضى والانسجام، بطريقة يصعب على الانسان الحديث ان يستوعبها. العالم الاسرائيلي يهود نيتزير Ehud Netzer, قضى خمسين عام من عمره في البحث عن هيروديتس الحقيقي، الذي يظهر في البقايا الحجرية التي خلفها لتدل عليه، وليس في الكلمات التي كتبت عنه. هيروديون، هو المشروع الوحيد الذي حمل اسم هيروديس، من بين عشرات المشاريع الاخرى، وهو المشروع المحبوب له والذي يعبر عن روحه، في محاولة لخلق عالمه المثالي المصغر. على مدى الفين سنة، حير مكان دفنه الكثيرين، الى ان تم اكتشافه عام 2007 من قبل يهود نيتزير، في نهاية الدرج الصاعد الى قصره. هذه اللقية اعطت المزيد من الوقائع عن عصره، كما اعطت مؤشرات على حجم الحقد والكراهية الذي كان العديدين يكنوها له. ولد هيروديس عام 73 قبل الميلاد، وترعرع في مملكة يهودا، التي كانت منقسمة على نفسها بسبب الحرب الاهلية ولكونها تقع بين القوى العظمى لذلك الزمن. عائلة الهاسمونيين التي حكمت مملكة يهودا لمدة 70 سنة، كانت منقسمة على نفسها كنتيجة للخلاف الدموي بين الاميرين الاخوة هيركانوس الثاني واريستوبولوس الثاني. في ذات الوقت وقعت مملكة يهودا في الصراع بين الجيوش الرومانية من الشمال والغرب، وجيوش البارثيين من الشرق. والد هيروديس كان المستشار الاول للامير هيركانوس وكان قائد عسكري مبدع، تمكن من التقرب من الرومان، الذين قاموا بإبعاد اريستوبولوس وتنصيب هيركانوس ملكا على يهودا. في بيئة القصر التي ترعرع فيها هيروديس، فهم اهمية التحالف مع الرومان منذ صغره، والرومان هم الذي قاموا بتنصيبه ملكا لاحقا. علاقة صداقته مع الرومان كان اليهود يعتبرونها خيانة وطنية. هيروديس قضى اغلب فترة حكمه وهو يحاول خلق الانسجام بين مطالب الرومان ومطالب اليهود، والاخيرين كانوا على الدوام ينظرون اليه بعين الشك والحذر، بالذات بسبب تحرره السياسي وعدم التزامه الديني. خلفية هيروديس كانت تثير شك اليهود على الدوام. والدته كانت من اصول عربية، ووالده كان من ايدوم، وهم قبائل جارة للاسرائيليين، وعلى الرغم من ان هيروديس جرى تربيته على اليهودية، الا انه لم يكن يصل الى مستوى العوائل العريقة والقديمة، لقد كانت تهمة " عدم تناسب النسب" هامة لدى اليهود ايضا.. رؤساء الكهنة والاحبار يجري تعينهم من العوائل العريقة وتنحدر من العوائل العريقة، وهي وظيفة كان الملوك القدامى يملكونها، واختص بها سبط اللاويين. العديد من رعايا هيروديس كانوا يعتبرونه "عرق مخلوط"، والعديد من جنوده والاريستقراطية اليهودية كانت تناضل من اجل ان تعود الملكية الى العوائل المقدسة، ليصبح الحكم ديني. عام 43 قبل الميلاد جرى تسميم والد هيروديس من قبل احد اتباع حكم الاصوليين الدينيين. بعد ثلاثة سنوات، وعندما اجتاحت جيوش الباثيين لمملكة يهودا، تحالف الاصوليين اليهود معهم، قاموا بنزع هيركانوس عن العرش وصار هيروديس مطلوب لهم. في هذه اللحظات الصعبة توجه هيروديس الى الرومان طالبا مساعدتهم، وهرب في الليل من اورشليم، مع عائلته. بعد ان تمكن من الانتصار على البارثيين وحلفائهم اليهود في معركة في المكان الذي سيقيم عليه لاحقا قصر هيرودين ، سافر الى روما. لقد قام مجلس الشيوخ بتعيينه ملكا عهلى يهودا، ليغادر المجلس برفقة اقوى شخصيتين في ذلك العهد: انطونيوس قائد الجيش في المناطق الشرقية، واوكتافيانيوس وهو استقراطي له سطوته في الاقسام الغربية. بعد تسع سنوات انتصر اوكتافيانيوس على انطونيوس واستولى على السلطة واطلق على نفسه لقب " اوغسطوس". بعد ذلك صعد هيروديس، ملك المملكة اليهودية، الى اكبر المعابد الرومانية: كابيتليوم، حيث قدم الضحايا للآلهة الوثنية للرومان. منذ تلك اللحظة استعاد هيروديس مملكته، ولكن لم تزل سيطرته عليها ضعيفة. السيطرة عليها احتاج الى ثلاثة اعوام من المعارك المستمرة. في عام 37 ميلادي، تمكن من فتح اورشليم، لتخضع له يهودا سياسيا. من اجل ان يحسن من موقعه الاجتماعي والسياسي قام بتطليق زوجته الاولى دوريس، وتزوج من الاميرة مريامه، والتي تنتمي الى عائلة ملكية الجذور. ومع ذلك بقي خطر العوائل الاريستقراطية الدينية باقيا. بعد عامين من زواجه، وفي خلال الاحتفالات الدينية اليهودية جرى الاحتفال بأخو زوجته المراهق، والذي كان رئيس الكهنة في ثاني اكبر معبد يهودي. هيروديس، توقع ان هذا الشاب سيشكل خطرا على سلطته، ولربما سيسلبه اياها يوما ما، لذلك اعطى الامر بإغراقه في مسبحه في قصؤه في مدينة اريحا. الاصوليين الدييين لم لكونوا مشكلته الوحيدة. مابين عام 42-31 قبل المسيح، كان انطونيو يسيطر على مصر، وكان هيروديس حليفه القوي، على الرغم من محاولات كليوبترا في إقناع انطونيو بضم مساحات من مملكة هيروديس الى مصر، بل وحاولة ان تتقرب الى هيروديس، الذي رفضها. في عام 31 قبل الميلاد تغير الوضع السياسي، بعد خسارة انطونيو للمعركة قرب اكتيوم ضد غريمه اوكتافيانوس، الذي انتصر، ليصبح فيما بعد القيصر الاول لروما. هيروديس توقع ان اوكتافيانوس سينظر الى علاقة صداقته مع انطونيو بعدم الرضى، مما قد يؤثر على بقاءه في عرشه. لهذا السبب سارع بالسفر الى روما، حيث قدم نفسه للقيصر بدون تاج على رأسه، ولكن مع كل مظاهر الملوكية. وعوضا عن ان يحاول اخفاء علاقته مع انطونيو اشار اليها بوضوح، واعلن انه في المستقبل سيتعاون بذات الاخلاص مع السيد الجديد. هذا الصدق والعلنية اعطت انطباعا طيبا لدى القيصر، الذي اقره على مملكته، ولاحقا قام بإضافة مناطق اخرى اليه. من الاسباب التي اشار اليها القيصر لاضافة اراضي جديدة، ان قيمته الروحية كملك على اليهود اكبر بكثير من مساحة الاراضي التي يحكمها. خلال عشرين عاما من حكمه، التي ساد فيها الهدوء النسبي، والرخاءالاقتصادي، قام هيروديس ببناء قصره خالطا طراز الهلينيسي البناء بالطراز الروماني. وقد حول مدينته الى مجمع لكفافة المهارات التي جلبها من الغرب والشرق. في اوقات المجاعات كان يرسل المساعدات الى المناطق المنكوبة، بغض النظر عما إذا كانت تحت حكمه ام لا. لقد ارسل الطعام الى اليونان واسيا الصغرى، على رغم بعدهم عن مملكته، الى درجة ان شعب اليونان اختاره رئيسا للالعاب الاولمبية، تعبيرا عن الامتنان. هيروديس قام ببناء ميناء عميق على البحر المتوسط اسماه قيصرية، وقام بإستخدام كاسرات امواج قوية لحمايته. الى الشمال بنى قصره المسمى ماسادا، Masada, والذي بناه على قمة هضبة عالية على شكل مراحل متتدرجة كشلال الماء، له ثلاثة امتدادت، وهو قصر لايمكن احتلاله، ومثير للاعجاب. عندما قام ببناء الهيكل الثاني، استخدم احجار هائلة لبناء الاساس، وبعضها وصل طوله الى 12 متر ووزنه 600 طن. مابقي من هذا المشروع هو حائط المبكى، وعلى مكان الهيكل ينتصب الان المسجد الاقصى ( او قبة الصخرة؟). الازدهار الذي ساد في المملكة اخفى المشاكل التي كانت تسود في حياته العائلية. تماما كبقية ملوك الفترة الهيلينسية في ذلك الوقت، كان لهيروديس العديد من الابناء من مختلف الزوجات، حيث وصل تعداد زوجاته الى العشرة وعشرات الابناء. عام 29 قبل الميلاد قام بإعدام زوجته ميريام في طفرة غضب قامت اخته سالومه بتأجيجها. لقد قتلها على الرغم من انه كان يحبه ومتعلق بها للغاية، حيث بقي تعيس لعدة اشهر بعد وفاتها. في فترة شيخوخته، قام بإعدام ثلاثة من ابنائه، إعتقادا منه انهم يعدون الخطط للاطاحة به. إضافة الى ذلك قام بتغيير وصيته ستة مرات. عند مرضه الاخير وضع خطة تقتضي ان تجلب الحزن الى المملكة بأكملها، لقد اعطى الامر بإعتقال كبار افراد الطبقة العليا في مدينة جيريكا (اريحا)، وذبحهم عندما يصدر اعلان وفاته، ولكن هذا الامر لم ينفذ. المرض الاخير لهيروديس كان مميزا، إذا كنا سنصدق ماسجله يوسفوس عنه، الذي بسرور بالغ وواضح، كان يسجل مواصفات الامراض التالية: آلام داخلية، انتفاخ الاقدام، تشنجات حادة، انعدام الشهية، جرح في الامعاء، تعفن الاعضاء الجنسية، رائحة فم كريهة. العديد من الاطباء على مدى اجيال حاولوا استنتاج المرض الذي اصابه. لقد وضعوا قائمة بالامراض تحتوي على الامراض التالية: السلفس، مرض السكري، واضرار في الكبد، امراض الكلاوي المزمنة، غنغريا. في الاخير، وعلى الارجح، فإن مرض هيروديس ان الذين أرخوا لعهده ينتمون الى معسكر اعدائه الممتلئين بالكراهية له. الحقيقة ان المواصفات التي قدمها يوسفوس للامراض، تتطابق مع جملة من اقسى الانواع، عادة يجري وصف الاعداء بها، للاساءة الى سمعتهم. يوسفوس يصف لنا مسيرة تشييعه الى مثراه الاخير، وكيف ان المشاركين ، من موظفيه وخدمه، كان سلوكهم يدل على فقدان مشاعر الاحترام للفقيد. هيروديس مات عام 4 قبل الميلاد، (يجب ان نتذكر ان الميلاد الحقيقي كان قبل الميلاد التقويمي بحوالي خمسة اعوام)، في اريحا، ووضع الى جانب جثمانه اللؤلؤ والاحجار الكريمة والعطور. في احدى يديه كان يمسك الصولجان وعلى رأسه كان التاج. جيشه القلى النظرة الاخيرة على جثمانه وهم في كامل ملابسهم العسكرية، إضافة الى 500 من اتباعه من الخدم والحشم والعبيد الذي اطلق سراحهم. الجميع رافق التشيع لمسافة 40 كم، حيث دفن في وسط الهضبة التي يقع عليها قصره، في نعش من الصخر الوردي. الموضوع جرت ترجمته عن مجلة " ناشيونال غيوغرافيك/ العدد 15 لعام 2008". ــــــــــــــــــــــــ
13-05-2007
مدونتــي :
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||
أدوات الموضوع | |
|
|