س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
06/12/2008 | #1 | ||||||
مشرف
|
هانز كريستيان أندرسن
الصبي الوقح كان يا ما كان، كان ذات مساء شاعر عجوز في بيته حينما انقلب الطقس بشكل ينذر بالرعب، فقد هطلت أمطار غزيرة وهبت رياح شديدة. انتحى الشاعر في منزله ركناً دافئاً حيث النار أضرمت في المدفأة. (أيها البؤساء الذين بلا ملجأ في العراء حيث لم يبق ثوب بلا بلل) ردد الشاعر مع نفسه. "افتحْ الباب، أنا بردان، بللني المطر" صرخ من الخارج طفل وهو يطرق الباب، كان المطر يهطل بقسوة والرياح تهز النوافذ. "أه أيها المسكين الصغير" قال الشاعر العجوز ونهض ليفتح الباب. كان صبياً صغيراً عارياً والماء يسيل من شعره الأشقر الطويل، كان يرتعش من البرد ولو لم ينجده الشاعر لكان قد مات في هذا الطقس القاسي. "أيها البائس الصغير" ردد الشاعر وأخذه بين يديه. "تعال، تعال ستدفأ عندي، سأعطيك تفاحة ونبيذاً فأنت صبي لطيف" كانت عيناه تشعان كنجمتين، وبرغم الماء الذي كان يسيل من شعره فقد كانت خصلاته الذهبية تبدو جميلة، كان يبدو وكأنه ملاك صغير لكنه شاحب مما أصاب جسده من برد. كان يمسك قوساً جميلة لكن أتلفها المطر وكذلك النبال فقد نصلت ألوانها جلس الشاعر قرب المدفأة وقد أجلس الصبي في حضنه وراح يجفف له شعره ويدفئ يديه، سخن له نبيذاً حلواً، شرب منه فاحمرت وجنتاه، قفز على الأرض وراح يدور حول الشاعر راقصاً ببهجة. "أنت صبي مرح، ما اسمك؟" سأل العجوز "اسمي أمور ". أجاب الصبي، ثم أضاف. "ألم تعرفني؟ هذه قوسي وهذه نبالي، ألا تثق بي؟ انظرْ! الآن تحسن الطقس في الخارج وبزغ القمر" "ولكن قوسك أتلفت" قال الشاعر العجوز "هذا شيء رديء" قال الصبي ثم أخذ قوسه يتفحصها. "لا، إنها جافة، لم يصبها أي تلف، الوتر مشدود بإحكام، الآن سأُجربها" رفع القوس ثم أخذ نبلة من نباله، وتّر القوس مسدداً ثم رمى باتجاه الشاعر الرحيم فأصابه في قلبه تماماً. "والآن ألا ترى أن قوسي لم يصبها أي تلف؟" قال الصبي ذلك ثم فرّ مقهقهاً. هكذا جحد أمور أفضال الشاعر عليه، حيث أنه أدخله بيته وقدم له النبيذ والتفاح. سقط الشاعر على الأرض باكياً فقد كانت إصابته بالغة، كان يردد: "أوووه أمور، يا وقح، سأخبر جميع الصبيان كي يتجنبوا صحبتك." وعلى الرغم من أن الشاعر قد أخبر جميع الفتية والفتيات بأمر أمور الوقح إلا أن أمور استطاع أن يوقع بهم، فحينما يعود الطلاب من المحاضرات كان يصطف معهم ببذلته السوداء وقد وضع كتاباً تحت إبطه، يموه نفسه فيحسبونه واحداً منهم حينها يغرز نبلته في صدر أحدهم. وحينما تعود الفتيات من الكنيسة بعد الصلاة فإن أمور يتعقبهن. وهكذا هو في كل حين، يقتفي خطوات الناس، يجلس في ثريا المسرح مموهاً نفسه بالضياء فلا أحد يراه حينما يرمي الناس بنباله، ويركض في حديقة الملك عابثاً. مرة رمى أمه وأباه فأصاب قلبيهما، اسألهما عنه فسيأتيك الجواب: "أمور الوقح لا تصحبه! تصورْ إنه مرة رمى جدته العجوز بسهم فأصاب قلبها، كان ذلك من زمن بعيد ولكنها لم تنس ذلك. هذا هو أمور والآن عرفت أي صبي وقح هو. -------------------------------- ( ) amor: إله الحب |
||||||
08/12/2008 | #2 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
حلوة حلوة وقاحة لذيذة ..وان كنت لا اراها وقاحة . . اندرسون كاتب قصص أطفال دنماركى ..تفذلك مرة بعض الأطباء النفسيين قائلين بأن كل كتابات اندرسون ما هى الا هذياناته فى لحظات الصرع عانى اندرسون اتهام دائم بالجنون حتى من اخيه وابيه اندرسون مو مجرد كاتب اطفال ...هو كاتب نضج ..للكبير والصغير ..بس باسلوب نقى كأسلوب الاطفال
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ لتكتمل النشوة الصاعدة |
08/12/2008 | #3 | |||||||
مشرف
|
اقتباس:
شكرا لمداخلتك اسبيرانزا .. افتقدنا اطلالاتك مؤخرا خليكي معنا |
|||||||
08/12/2008 | #4 | ||||||
مشرف
|
العنقاء(*) في جنة عدن وتحت شجرة المعرفة، هناك أزهرتْ شجيرةُ وردٍ، من أوّل زهرةٍ فقسَ طائرٌ حلّق كشعاعِ بألوانٍ زاهيةٍ وأغنيةٍ بهيجةٍ. ولكن حينما قطفتْ حواء فاكهة المعرفة وطردت هي وآدم من الفردوس، سقطت شرارةً من سيف اللهب لملاكِ الجزاء في عش الطائر فأشعلته. احترق الطائر ولكن من بيضة حمراء طار طائرٌ جديدٌ ووحيدٌ أبداً، إنه العنقاء. قيل أنه استوطنَ أرضَ العرب وكل قرن يحرق نفسه في عشِه، ومن البيضة الحمراء يحلَق عنقاءُ آخر. طائرٌ وحيدٌ في العالم. حولنا يحلّق الطائر بسرعةٍ كما الضوء بألوانهِ الزاهية وأغنيته البهيجة. حينما تجلسُ الأمُ عند مهد طفلها يحلّق الطائر عند رأسِ الطفل راسماً هالة ضوئية تحيط بالرأس. يحلّق في فضاء غرفِ الفقراءِ ناشراً ضياء الشمسِ فيها تاركاً الخزاناتِ تضوع بشذا البنفسج. لم يكن العنقاء طائرَ العربِ وحدهم بل إنه يحلّقُ على سهولِ لاب لاند(1) المغطاةِ بالثلج مع انبعاث الضوء القادم من الشمال، يتقافز بين الأزهار الصفر في صيف كرين لاند(2) القصير، عند جبل النحاس في فهلون(3)، في مناجم الفحم في انكلترا يأخذُ شكلَ حشرة تحلّق فوق كتابِ التراتيل حينما يرددها العمالُ بخشوع، يبحر على ورقة لوتس في مياه نهر الكنج المقدس فتشع عينا الفتاة الهندوسيةِ حين تراه. أتجهلُ طائرَ العنقاء؟ طائرَ الجنةِ، إوزّةَ الأغنيةِ المقدسةَ؟ على عربةِ المسرحَ الجوّالِ جلسَ كغرابٍ ثرثار وراحَ يصفقُ بجناحيهِ السوداوين القذرين، وعلى القيثارة الإيسلندية موّه نفسهُ بمنقارِ إوزةٍ أحمرَ، وكغرابِ أودن(4) حطّ على كتف شكسبير هامساً في أذنهِ "الأبديةُ طارتْ في صالات ورتبورغ(5) حينما صدحت الأغنيات". أتجهلُ طائرَ العنقاء؟ ذلك الذي غنّى لك الـ(مارسيلس)(6) وأنت الذي قبّلت الريشةَ التي سقطتْ من جناحه. جاءَ بجناحيهِ الزاهيين بألوانِ الجنةِ ولكنكَ ربما تشاغلتَ عنه بالنظرِ إلى دوريِّ ذهبي الجناحين. أيا طائرَ الجنةِ! يا مَنْ تتجدد كلّ قرنٍ من الزمانِ، يا مَنْ تولدُ من اللهبِ وتموتُ في اللهب، صورتكَ المؤطرةُ بالذهبِ قد عُلقت في صالاتِ الأغنياءِ، وها أنتَ تطيرُ وحدك ضالاً في القفار. لم تذكرْ الأسطورةُ إسماً لكَ غير (عنقاء العرب) وأنت الذي حينما ولدتَ من أول زهرةٍ تحت شجرةِ المعرفةِ في جنةِ عدن، قبّلك اللهُ وأعطاكَ اسمكَ الذي تستحق (الشعر). -------------------------------------- (*) في القصة يشير الكاتب إلى العنقاء بضمير العاقل المذكر. (1) Lapland: منطقة ثلجية تمتد شمال السويد والنرويج وفنلدا سكانها يرعون الأيائل ويدعون بالساميين. (2) Greenland: جزيرة واسعة تقع في الشمال. (3) Falun: مدينة في السويد. (4) Odin: إله في الأساطير الشمالية، كان حينما يمشي يرافقه غراب يحط على كتفه. (5) Wartburg: مدينة في ألمانيا. (6) Marseillaise: النشيد الوطني الفرنسي. |
||||||
08/12/2008 | #5 | |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
اقتباس:
اقام القيامة اندرسون فى نهاية العنقاء تعالى وتجلى ونادى.. أندرسون .... معاك أخيل |
|
10/12/2008 | #6 | ||||||
مشرف
|
الطلسم كان يا ما كان أمير وأميرة ما زالا يعيشان شهور العسل. كانت سعادتهما لاتعرف الحدود ولم يقلقهما شيء غير فكرة واحدة : هل سيكونان سعيدين على الدوام ومثلما الحال الآن . ولذلك رغبا في طلسم يقيهما من الخصومات في حياتهما المشتركة. وكانا فد سمعا برجل يقطن الغابة ويكن الجميع له التقدير لحكمته وسداد نصيحته في كل شقاء وبؤس. ذهب الأمير والأميرة إليه وأسرّا له بما يثقل قلبيهما. إستمع الرجل الحكيم إليهما ثم قال: - جوبا في شتى بلدان العالم وعندما تريان زوجين على وفاق أطلبا منهما أن يعطيكما قطعة صغيرة من اللباس الذي يرتديانه ، و أحملوا هذه القطعة معكما دائما . فهذه هي خير وسيلة. ركب كل منهما حصانه ورحلا. بعدها بقليل سمعا عن فارس كان هانئا في حياته الزوجية,توجها إذن الى قصره وسألا الزوجين هل كانا بالفعل في غبطة من زيجتهما كما يشاع. - نعم - جاءهما الجواب – ولكننا نفتقد شيئا واحدا : ليس عندنا أطفال. إذن لم يكن ممكنا العثور على طلسم ، وكان على الأمير والأميرة أن يواصلا التجوال كي يعثرا على زوجين سعيدين تماما. وصلا الى مدينة سمعا بأن عالما يقطن فيها ويحيا مع زوجته بأقصى الإنسجام والرضا. ذهبا إليه وكررا سؤالهما السابق هل هو حقا سعيد في حياته الزوجية وكما يروي الناس. - نعم أنا سعيد - أجاب الزوج – أنا وزوجتي نعيش في وفاق تام لكن عندنا أطفالا كثيرين ويسببان لنا الهموم والمتاعب التي هي ليست بالقليلة. إذن هنا أيضا لايمكن العثور على الطلسم. وواصل الأمير والأميرة رحلتهما في البلاد يسألان في كل مكان عن زوجين سعيدين ولكن لا أحد كان يعرف مثل هذين. وفي أحد الأيام حين كانا على حصانيهما عابرين حقلا ومراع شاهدا على مقربة من الطريق أحد الرعاة يعزف ، وكله فرح ،على نايه. وفي تلك اللحظة إقتربت منه إمرأة تحمل طفلا وتقود صبيا صغيرا. عندما رآها الراعي نهض وهرع للقائها بكل حب وحنان ثم أخذ منها الطفل الصغير وبدأ يقبله ويناغيه. أما كلب الراعي فذهب الى الصبي وأخذ يلحس يده الصغيرة وهو ينبح ويتقافز فرحا. أثناءها وضعت المرأة على الأرض قدرا صغيرا كانت تحمله معها وقالت : - أجلس ْ أيها العزيز وكلْ. جلس الزوج و بدأ يأكل ، لكن اللقمة الأولى أعطاها للطفل الصغير ، والثانية قسمها بين الصبي والكلب. شاهد الأمير والأميرة و سمعا كل شيء. إقتربا منهم وسألا الزوجين : - نحن نظن أنكما زوجان سعيدان. أليس كذلك؟ - نحن بالفعل زوجان سعيدان - قال الرجل – والحمد لله ! لا أمير ولا أميرة يمكنهما أن يكونا سعيدين أكثر منا. - في هذه الحالة إسمعا - قال الأمير – قدما لنا خدمة سوف لن تندمان عليها. أعطونا قطعة صغيرة من لباسكما. تبادل الراعي وزوجته النظرات حين سمعا هذا الكلام. وفي الأخير قال الراعي: - يشهد الله على أننا نعطيكما وليس قطعة فقط بل القميص كله لكن لوكنا نملك قميصا ، فنحن لانملك حتى خيطا واحدا. وهكذا كان على الأمير والأميرة أن يواصلا الرحلة . وفي الأخير أصابهما الملل من هذا التجوال وعادا الى البيت. حين مرا بالقرب من كوخ الرجل الحكيم ذهبا إليه وعاتباه على تقديم مثل هذه النصيحة السيئة. رويا له كل ما مر بهما من مغامرات أثناء الرحلة. إبتسم الرجل الحكيم وقال : - هل صحيح أنكما عدتا خاليي الوفاض ؟ ألستما عائدين إلى البيت وأنتما أكثر غنى بالتجارب ؟ - هذا صحيح - أجاب الأمير - فقد إقتنعت بأن الرضا هو نعمة نادرة على هذه الأرض. - أما أنا فقد تعلمت - قالت الأميرة - بأن الإنسان لا يحتاج الى شيء كي يكون يكون راضيا. يكفي ان يكون راضيا. وحينها قدّم الأمير يده للأميرة وتبادلا نظرات الحب الصادق . باركهما الرجل الحكيم قائلا : - لقد عثرتما على الطلسم الحقيقي في قلبيكما. إحفظاه الى الأبد وسوف لن تملك روح الشكوى أيّ سلطة عليكما. ترجمة : عدنان المبارك |
||||||
أدوات الموضوع | |
|
|