س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
14/09/2008 | #1 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
دمشق: رمضان شهر الأعياد والخير والإيمان
تكاد دمشق تنفرد بتقاليد مميّزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في تعايُش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها؛ حيث يمارس أهلها عادات قديمة عريقة توارثوها عن أجدادهم، تحكى عن روح التراث والأصالة والمحبة.. والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم، تقاليد -على ندرتها هذه الأيام- أوشكت أن تندثر إلا من بعضها.. ومن ذاكرة الأقدمين، وما حدَّثَنا عنه السلف في قصصهم الشعبية.
وتظهر كرامات هذا الشهر الفضيل قبل أن يحطّ رِحاله بين ظهرانينا؛ إذ ترى الناس في حالة تحضير لاستقبال الشهر الكريم؛ حيث يسارع بعض الأحياء إلى وضع الزينات في الشوارع وعلى أبواب البيوت وأبواب الحوانيت، وتزيَّن الأسواق بالأعلام والآيات القرآنية الكريمة، ويشرق "سوق الحميدية" بالأضواء طوال الليل. إثبات الشهر: يستقبل الدماشقة شهر رمضان بإثبات مولد هلال الشهر، وهذا الأمر يلتزمون فيه على أسس علمية. وقد جرت العادة أن يجلس القضاة والعلماء والوجهاء في ليلة الثلاثين من شعبان في المسجد الأموي خلال الساعات التي يتوقع فيها ظهور هلال شهر رمضان لإعلان الصيام، وكان لكل مدينة مجلس مماثل لمدينة دمشق، أصبحت فيما بعد على اتصال دائم بدمشق. أما الآن فقد أصبح المجلس ينعقد في المحكمة الشرعية لتبليغ الرؤية وإثبات ميلاد الهلال، فإن جرى الإثبات تُنار المساجد وتُضرب المدافع إيذانًا ببدء الصيام. المسحراتي: من الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس في رمضان: المسحِّر، وحتى الآن فإن أهل دمشق لا يزالون يعتمدون ويؤكدون على وجود المسحِّر في رمضان. وفي الماضي كان يسحِّر مدينة دمشق "مسحراتي" واحد، يصعد على مكان مرتفع ومعه طبل كبير يضرب عليه، ويصيح بأعلى صوته: "يا سامعين ذكر النبي عالمصطفى صلوا، لولا النبي ما انبنى جامع ولا صلوا". ومع اتساع المدينة وتزايد عدد سكانها تزايد عدد المسحِّرين، حتى أصبح لكل حي مسحِّر خاص به، وكانت تلك الحرفة تنحصر في عائلات تتوارث العمل، وهذا ما يفسر خروج المسحِّر مع ولد صغير، وغالبًا ما يكون ابنه، يساعده في حمل السلة التي يجمع فيها أعطيات الطعام، وليتعلم منه أصول الصنعة وآدابها، وليتعرف إلى أهل المطاف ومكاناتهم الاجتماعية، وبالتالي ليحفظ المدائح والدعايات التي سيرددها عند تكريسه في "الكار" مسحرًا. وهكذا كانت تنطلق نقرات على طبلات صغيرة فيها سحر وإغراء ونشوة وصخب يشق سكون الليل ويوقظ القوم إلى ذكر الله، ويذكرهم بما عليهم حيال الفقراء. وينطلق مسحرو دمشق مزوَّدين بـ "عدة العمل": "الطبلة والسلة" يجوبون الحارات ويمرون بالأبواب يقرعونها بعصيهم الصغيرة، ويرددون بأصواتهم التي تتفاوت في الخشونة والحدة عبارات رمضان التقليدية، والتي تشكل حتى اليوم جزءاً لا يتجزأ من شخصية أولئك المسحرين. " يا نايم وحد الدايم، يا نايم وحد الله، قوم يا بو محمد: وحد الله، قوم يا بو جاسم، يا بو صياح: وحدوا الله" المولوية: كانت للطريقة "المولوية" بدمشق، ولا يزال دور متميز في تقاليد الاحتفاء بشهر رمضان؛ خصوصًا ليلة القدر، ففي تلك الليلة كان شيخ الطريقة يولم على سماط بإفطار للدراويش "المريدين"، وبعد صلاة التراويح يعقد الذكر في مقر "التكية" المولوية، ويحضره من شاء من المواطنين. ويلاحظ في السنوات الأخيرة كثرة وجود الأوروبيين والأمريكيين في تلك الليلة، ويكون الذكر بمصاحبة ضاربي الدف، وعازف الناي وبإشراف (العشي باشي) الذي يلاحظ الدراويش أثناء الدوران، فإذا انتهى الذكر يخرج الجميع في موكب شعبي حتى المسجد الأموي؛ حيث يبقون في احتفالهم حتى السحور، ثم يصلون صلاة الفجر في المسجد الأموي. أما اليوم فقد اقتصر إحياء ليلة القدر على التكية المولوية، دون الخروج إلى الشارع، كما يتم إحياء الليلة التي تسبق ليلة القدر في منزل الشيخ العيطة، وهو أحد مشايخ الطريقة المولوية، ويقع خلف المسجد الأموي. الحكواتي: من الشخصيات التقليدية الطريفة التي كادت تندثر مع وجود التليفزيون والراديو: "الحكواتي"، إلا أن بعض المقاهي في دمشق عادت وأحيت هذا القصّاص الشعبي، ولا سيما أيام رمضان؛ حيث يتبوأ مكانه في صدر المقهى على سدة عالية مجللة بالسجاد، ويقص على الحضور القصص الشعبية عن "عنترة، والظاهر بيبرس، والزير سالم، وأبي زيد الهلالي" . وكان القوم يتخيرون "الحكواتي" الذي تتوافق براعته وسرعة بديهته، وأسلوبه في الإلقاء وتصعيد حبكة الأحداث، ومن الأمور الطريفة التي يتحدث عنها البعض أن حدث في ليلة الحديث عن عرس عنترة بن شداد أن قام أنصاره بتزيين المقهى احتفالاً بهذه المناسبة!! موائد الإفطار: خص الدماشقة هذا الشهر بالمغالاة في إعداد موائده، والإفراط في المرطبات والخشافات والحلوى، ويمكن القول: إنه ما من بيت دمشقي إلا ويحتفي بمائدة الإفطار التي ينتظرها الصائم مساء كل يوم بما لذَّ وطاب من أصناف وألوان الطعام، ولا تكاد تخلو مائدة من أنواع "الفتّات: الحِمَّص بالزيت أو السمنة" و"فتّة المكدوس"، كما لا تخلو المائدة من أنواع المشروبات "الحساء"، ومائدة الإفطار في دمشق لا تخلو من المقبلات، وبخاصة صحن الفول المدمس بالزيت. ومع هذا الشهر تظهر عند البغباتية "صناع الحلويات"، الحلوى الرمضانية المصنوعة من الكنافة والكلاج، بالإضافة إلى البرازق والنهش، وتظهر أنواع قمر الدين والنقوع والزبيب لصنع أنواع الخشافات، كما تظهر أرغفة المعروك وأنواع الخبز الأخرى، وينتشر باعة المرطبات بعد الإفطار، وقلما تخلو مائدة الإفطار من المرطبات، والطريف أن حديث النسوة في رمضان قلما يبتعد عن أنواع الطعام التي تعدّ للإفطار. وقد أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة موائد المطاعم؛ حيث أخذت المطاعم تتبارى فيما بينها لإعداد موائد الإفطار، بل والسحور أيضًا، وقد لوحظ استقطاب هذه المطاعم للعائلات؛ حيث لا تجد مكانًا في العديد من المطاعم على الإفطار أو على السحور. تسُود مدينةَ دمشق خلال شهر رمضان صِلاتٌ اجتماعية فريدة من نوعها؛ ففي مساء أيام الأسبوع الأول من الشهر يتزاور أفراد العائلة للتهاني، ويشمل ذلك أصول العائلة وفروعها، وغالبًا ما يكون إفطار أول يوم عند عميد العائلة، وإفطار اليوم الثاني عند أكبر أولاده سنًا.. وهكذا. وفي بداية الأسبوع الثاني يأتي دور النساء في التهنئة، فيتبادلن التهاني من عصر كل يوم إلى قبيل الغروب، ومن خلال ذلك تدور أحاديث عن مآدب الطعام، وطرق إعداده، وقد يتعاونّ في ذلك ويتهادين أطباق الطعام. ومن النسوة من تذهب إلى البرية "المقابر" لاستذكار الموتى بعد عصر اليوم الأول من الشهر، وتأخذ معها الطعام والحلوى لتوزيعها على الفقراء. استقبال العيد: إذا كان العشر الأُوَل من شهر رمضان "للمرق" كما يقولون في دمشق، لانهماك القوم بطعام رمضان وموائده، فإنهم يعتبرون العَشر الوُسْطَى من الشهر "للخِرَق"؛ أي لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه، وإذا حل العَشر الأواخر من شهر رمضان انهمكت النسوة "بصرّ الورق"؛ أي إعداد حلوى العيد، وخاصة المعمول المحشو بالجوز أو الفستق الحلبي. وفي الأيام التي تسبق العيد لا يعرف أهل دمشق فيها النوم والسكينة، فترتدي المدينة حلة قشيبة من الأنوار تنير المآذن والمساجد والطرقات، فينقلب سواد الليل إلى نهار، ويتحول سوق الحميدية والحرير والقيشاني إلى بحر متلاطم من البشر. ومما يلفت النظر في هذه الأيام الكريمة: ازدياد نسبة الأمن والثقة عند الناس، حتى يصبح من الطبيعي جدًا أن تبقى المرأة مع أطفالها حتى ساعات الفجر الأولى وهي تشتري الثياب والحلوى دون أي خوف أو حساب، وإن سألت فلن تجد جوابًا سوى أنه شهر رمضان، وفيه كل الأمان. وما إن يعلن مولد هلال شوال حتى تكون دمشق قائمة على قدم وساق، ليعم الفرح والتهاني على المسلم الذي أتم فروضه في الطاعة والإيمان المتواصل، وتمتلئ الدنيا فرحًا وصخبًا وحبورًا ونشوة. منقول
卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون |
أدوات الموضوع | |
|
|