![]() |
إلى متى !!!
الزمان : منذ عدة أيام
المكان : مدينتي الحبيبة الوقت : الساعة الثانية عشرة ظهرا الحدث : في واحدة من اكبر المدن السورية وأشدها ازدحاما , وفي منتصف ذلك اليوم وأثناء توجهي لقضاء بعض الأعمال في مركز المدينة , لم أشأ ان استقل سيارة أجرة فبعد الارتفاع الأخير لأسعار المنتجات النفطية تحولت تجربة ركوب سيارة اجرة الى سباق مع الزمن للوصول بأسرع وقت وعبر أقصر طريق لتجنب دفع " فاتورة " الترفيه الباهظة الثمن " مقارنة " بوسائل المواصلات العامة ... اتجهت الى احد مواقف باصات النقل الداخلي ومثلي كمثل الجمهور الواقف عشوائيا منتظرا لقدوم هذه المركبة العجيبة انتظرت لما يقارب العشرين دقيقة حتى رأيت ملامح الأمل قد ارتسمت على محيا الجماهير الغفيرة التي كانت قد زادت الى الضعف منذ ان بدات رحلتي في ظهيرة ذلك اليوم تجمعنا حول الباب وكل يحاول الحصول على مكان " ليس للجلوس " ولكن مكان يستطيع فيه الوقوف للوصول الى وجهته المنشودة وبعد ان دفع كل من الركاب ما يستحق عليه من اجرة , اغلق الباب وبدأت الرحلة . هذه الرحلة التي هي أشبه بمغامرة متعددة المراحل من الانزلاق والتعثر والاصطدام , والجو الخانق الناتج عن عشرات الأنفس التي تستنشق الهواء ذاته في ذلك " السيرك " المتحرك ... سيرك ؟؟!! نعم سيرك ... لأنه يحتاج فقط الى بضعة من الجماهير التي تصفق بعد كل حركة بهلوانية يقوم بها الركاب عند كل انعطاف يقوم به السائق أو عند كل " دعسة " فرامل يتسبب بها . وبعد ان قطعنا حوالي ثلث الطريق , كان " الباص " العجيب قد امتلأ عن آخره ولم يعد يتسع لوقوف حتى نصف شخص , ومع ذلك فقد كنا نتوقف عند كل " موقف " للتزود بأعداد جديدة من الركاب الذين طال انتظارهم لوسيلة نقلهم هذه والذين تأخر معظمهم عن مواعيده وعن جدوله الزمني وهو شيئ اعتدنا عليه في أيامنا هذه , فعلى الرغم من أنها اولى ساعات الزحام , وهي من اكثر ساعات اكتظاظ الشوارع بالناس والسيارات , وعلى الرغم من كون هذا " الخط " أحد أهم خطوط المدينة حيوية وأشدها ازدحاما , إلا أن ... باصا واحدا لا بل اثنين " حتى اكون منصفا " كانا فقط من وكلت اليهما مهمة توصيل هذه الكميات الهائلة من المواطنين الى وجهاتهم كنت ألاحظ من النوافظ نظرات المارة والمتفرجين على هذه المركبة ذات الشكل العجيب وقد امتلأت بالركاب بل حتى ان بعضهم قد " تدلى " من على الأبواب الأمامية والخلفية على حد سواء وتراه واضعا قدما في الداخل ويتأرجح ثلثا جسده خارجا وكل ذلك في سبيل الوصول الى غايته السامية بالوصول الى المكان الذي يريد دون أن تتعرض ميزانيته " لصدمة " نتيجة استخدام سيارة أجرة . ناهيك عن الاصطدامات بين الشباب والشيوخ والنساء وتزاحمهم على الأماكن الشاغرة ( ان وجدت ) ناهيك عن صياح السائق بالركاب كي " ينحشروا " أكثر في الداخل ويوفروا مكانا للوافدين الجدد وصلت أخيرا بعد 45 دقيقة من التزحلق والتأرجح .. وصلت اخيرا ... وبعد معركة حامية للنزول , نزلت , ثم التفت , ونظرت , وتحسرت , هل يعقل أن نكون بهذا العجز حتى لا نستطيع ان نوفر لأنفسنا طريقو ملائمة للتنقل داخل مدينتنا ؟؟!!! هل عجزت العقليات الاقتصادية والعبقريات التخطيطية عن توفير استراتيجية لعمل هذه الآلات بحيث توفر للمواطنين خدمة بسيطة كخدمة المواصلات في ظل ارتفاع الاسعار وازدحام الطرقات ؟؟؟؟ هل أصبح من غير الممكن أن ندفع بمركبة " باص " اضافية لكي نتغلب على الزيادة العددية الناجمة عن الازدحام في ساعات الذروة ؟؟؟!!! هل أصبح ليتر " المازوت " ذو قيمة اكبر من المواطن !!!! وذو اهمية أكبر من أن يصل كل واحد منا الى وجهته ضمن وقت ملائم ؟؟؟ هل أصبحت هذه المتطلبات من الرفاهيات بالنسبة لنا ؟؟!! بينما هي من أهم الضروريات !!! ما هو معنى الوقت اذا كنا سنمضي نصف اعمارنا على الطرقات ؟؟؟ وكيف كنا سنعمل لو أننا كنا من البلاد التي تعداد سكانها بالمليارات ؟؟؟!!! إلى متى يا وطني ؟؟؟ إلى متى !!! |
تحية :D
يعني حطيت ايدك عالجرح تمام موضوع جميل أسئلتك برأيي ما بدهن أجوبة مشكور يمكن الي عودة و دمتم |
لست بمجنون أو أعمى ولكن أرغب برؤية رغيف الخبز أرخص و حياة الانسان أغلى
:D |
على حد علمي في باصات جدد احسن من هدول جايين وتوقعت عقودهن وبقاطرة ومقطورةكمان
|
اقتباس:
لم يَكنْ حُلمُنا نذلا ً يا رفيق ,. وَ لكنَ الأوطانَ باتتْ أحقـَرَ مِنْ بالوعاتِ النفط أنا أكرهُ الوَطن وَ أشتهيه ,. |
إلى متى 2 ؟؟؟!!!
الزمان : اليوم
المكان : مدينتي الحبيبة وفي تمام الساعة العاشرة صباحا ، بدأ رسميا عرض أولى فصول مسرحية ( التقنين ) والمؤلفة من ثلاثة فصول مبدئياً ( إلا في حال حدوث طارئ ما ) وبعد انتهاء طلاب الثانوية العامة( الفرع الأدبي) من آخر امتحانات هذا العام ، بدأت الاحتفالات بانقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدينة وبالتسلسل وطوال اليوم من الصباح وحتى المساء وعلى اعتبار ان اليوم هو الأشد حرا خلال بداية فصل الصيف الذي ( دق على الباب ) ودخل دون استئذان ، ومع اعتبار ارتفاع درجة الرطوبة في هذا اليوم بالذات ، بدأنا بمشاهدة الفصل الاول من هذه المسرحية ونحن نستمتع بالجو الجميل الخالي من كل أساليب تلوث البيئة بالغازات المنبعثة من أجهزة التكييف الضارة بالصحة او حتى من اصوات هدير ( المراوح ) التي تئن طوال الوقت في محاولة يائسة لتحريك الاجواء الساكنة في كل مكان ، بالاضافة الى سكون كافة الاجهزة الكهربائية التي من الممكن ان تقوم بعملية تشويش اثناء استمتاعنا بهذه الظروف الجميلة ، وايضا دون ان ننسى التفرغ التام لجميع الحرفيين واصحاب المهن والشركات وكل من كان يعمل في تلك الفترة لمتابعة ابواب فصول مسرحيتنا الجميلة . بدأ فصل الصيف وبدأت معه معاناتنا المستمرة منذ سنتين ( ولكن خلال فترات متقطعة كانت ذروتها في أزمات البرد الشديد أو قيظ الصيف الحار ) ، معاناة أصبحت أشبه بالواقع ( أو تحولت واقعاً ) يحاول جميعنا التأقلم معها ومحاولة التقليل من الخسائر على مستوى الوقت أو الجهد او حتى على مستوى الأعمال . لن أعود وأكرر ما نعرفه جميعا عن الزيادة الباهظة على تكاليف استهلاك الكهرباء في بلادنا لأننا لا نستطيع سوى ( الترشيد ) والاستهلاك الفني للمادة التي تعد الحياة بدونها في عصرنا الحالي موتاً ، ولكن الشيئ المحير هنا هو أننا نسمع من بعض المواطنين بأننا نقوم بتزويد بلدان الجوار بالكهرباء وذلك لقلتها أو حتى لحاجتهم بها ، أو نسمع آخرين يتحدثون عن عدم قدرة مولدات الطاقة على استيعاب التوسع العمراني والسكاني الكبير بحيث اننا نستهلك كل مخزون الطاقة اليومي مما يطرنا للخضوع الى جلسات التقنين المنتظة . والسؤال هنا : هل أصبح مسؤولونا مستخفين بعقولنا لدرجة انهم يقولون لنا ما يشاؤون ونتكفل نحن بباقي العملية من التصديق واختلاق الأعذار ؟؟؟ أم أن مواطنينا اعتادوا سياسة الأمر الواقع ولم يعد للنقد او للمطالبة بما هو حق لهم حيز يذكر في عقولهم ؟؟؟ صحيح أن على المواطنين الوقوف مع مسؤولييهم وذوي القرار في بلادهم ومساعدتهم على تخطي الأزمات وتجاوزها ، ولكن هل اصبحت هذه الأزمات من اللامنتهيات أم أننا وكما يقول المثل ( باب الجامع مسكر ونحن مستقيلين الهم ) ؟؟ لا أدري لماذا ؟؟؟!!!! كما نعلم جميعاً النقد السلبي ليس ذو فوائد كالنقد الايجابي ولكن يحزن القلب وينفطر الفؤاد لِما يعلم من وجود للإمكانيات و العقول التي يمكن ان تستبق الاحداث وتسعى لتجاوزها مستقبلا ، نتمنى أن نستطيع يوما ما من تجاوز البديهيات للوصول الى مصاف الدول التي سبقتنا بأشواط طويلة وألا نضطر للحديث بمثل هذه مشكلات التي تمثل عوائق في طريق التقدم . ولكن ملاحظة بسيطة : نقطة لصالح فريق المسؤولين لأنهم انتظروا حتى انتهى اخواننا الطلبة من امتحاناتهم وأصبح بامكانهم الارتياح الآن والإطمئنان ان طلابنا الأعزاء لن يتلكؤوا عن دروسهم لمشاهدة مسرحيتنا الجميلة عذراً للاطالة ولكن يبقى السؤال الأخير : إلى متى يا وطني ؟؟؟!!!! ....... إلى متى ؟؟؟؟؟ |
والله حطيت إيدك ع الجرح يعني كل العالم بيمشي لقدام إلا نحن لورررا |
اقتباس:
و البكلوريا العلمي :lol: |
ما بعرف ليش معقد الموضوع غير المدينة يا اخي
ولا ناطر المسؤولين انفي الذكر يغيرولك ياها شو شايفهن فاضيين يفكرو فيك عندن اشغال اعمال واجبات ينسوها حقوق ياخدو ادها الف مرة لك يا جماعة الشي اللي قاهرني ودابحني دبح انو بكل دول العالم الحكومات بتنحط لتخدم الشعب الا عنا الشعب محطوط لخدمة الحكومات |
دمجنا الموضوعين :D
|
اقتباس:
على كل وصلتنا الفكرة ومشكور على الرد |
اقتباس:
ممكن اعرف |
اقتباس:
بس قلكن شي....رغم كل شي فيها والله سوريا أرحم من غيرها والله يديمها وطننا الغالي:hart: |
يلا هيك انشالله بيصير عنا ميترو انفاق وطاقة كهرونووية ...
|
اقتباس:
ولا شو ؟؟؟ |
يعني كمان يا أخ mblue معقول يتركو { بلدان الجوار } بدون كهربا
؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! الله يسامحك يعني مين اولى هن ولا نحن ؟؟ بتعرف لانو في كهربا كتير بالبلد احسن ما يسرفوها الشعب هيك وهيك بيتكارموا فيها على غيرنا ولووو :) |
فعلا كلام معقول وهو لا يصف فقط الاوضاع في مدينتك فالحال نفسها في مدينتي وانا اقرا الموضع شعرت انني اعيش لحظات الباص من جديد.
|
اقتباس:
واحلى تحية لمثال الشهامة والايثار عنا بالبلد ![]() ومشكورة لمرورك |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:31 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون