-
دخول

عرض كامل الموضوع : الموت بين الأسطورة والفلسفة


shortstoryy
01/05/2008, 05:13
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////إن الموت لا يكتسب فداحة الشعور برهبته إلا في سياق العلاقة
بالآخر، ولذلك تكمن في الإنسان "غريزة الموت التي تعبر عن محاولة المرء العودة إلىحالة ما قبل الكينونــة، وهي حالة الكينونة بلا آخــر l'autre أيحالة اللاموضوع". ولربما عبر الانتحار عن عمق هذا الشعور باعتبارهفعلا موجها من المنتحر إلى الآخر عقابا له أو تنبيها له عن خطأ كبير ارتكبه في حقه. وقد يكون الانتحار فرارا من ألم ما فيصبح الموت ملاذا ومأوى.
1- الموت والأسطورة:
تزود الأسطورة الإنسان بذاكرة تاريخية تعطيه إحساسا بوجود مبررلحياته. وبدون هذه الذاكرة يصير الإنسان إلى حالة أشبه بالموت، لأن نسيان الماضي هونوع من أنواع لموت. فالموت نسيان، والموتى الهابـــطون إلى العالمالأسفل، في الميثولوجيا الإغريقية، يشربون في طريقهم من نبع الـنـسيان لكي يقضواحياة الآخرة بدون ذاكرة، أي بدون تاريخ.لذلك فإن الإنـسان الذي وجدنفسه في مواجهة الموت ابـتكر نسقا أسطوريا ااعتمادا على ملكاته الوجدانية والعـقليةواللاشعورية، من أجل مواجـهة كل الاحتمالات، فكان أن عالج مجهولية المصير الذيينتظره بطرح معلوم يمكن من بسط الحقيقة الكونية على نســيج رمزي قادر على الإقناع. وهكذا دأب على التبشير بالخلود المطلق بالرغم من حتمية تعرض الجسد للتحلل ومن ثمإلى الفناء؛ ولهذا وجد نـفسه مدفوعا لإبداع أساطير لها شكل السرد القصـصي، وتصـاغفي غالب الأحيان في قالب شعري. كما أن لها خصيصة الثبات وطاقة الإيحاء المستمرة،لكنها معرضة للإلغاء أو التعديل كلما كانت هناك حاجة إلى خلق أساطير جديدة،أبطالـها هم الآلـهة، ومعنى ذلك أن وجود الإنسان فيها يكون لغرض تكـميلي فقـــط،كما أن زمـنها زمن مقدس، هو غير الزمن الحالي. وتتــميز موضوعـاتها بالجديةوالشمول".
هذا الشكل السردي المـقدس ساهم في تكييف المشاعر الإنسانية معفزعها، وأقر نظاما رمزيا قادرا على إحلال الطمأنينة بإمـكانية الانبعاث من جديد،مكان الشعور بالخوف من الفناء الأبدي، فحسب جيمس فرايزر "إنه في أعياد أدونيس التيكانت تقام في آسيا الصغرى، والبلاد الإغريقية، كان الناس يندبون موت ما يعتقدون أنهالإله كل سنة، وينوحون عليه نواحا مؤلما، ولا سيما النساء. كانوا يحملون تماثيله،في شكل جثمان ميت، ويشيعونها للدفن، ثم يلقون بها في البحر أو الأنهر. وفي بعضالأماكن يحتفلون ببعثه في اليوم التالي".



إن توالي الـنواح والاحتفال عند عبدة "أدونيس" ليؤكد قدرة النسقالأسطوري على إنتاج ثقافة الهروب من وجه الفناء، والاحتماء بفكرة الانبعاث. ويكونالماء خلال ذلك هو العـنصر الطبيعي المـساعد على عملية بعث الحياة في جثمان الإلهالميت ولأن النسق الأسطوري يخالف منهجيا أنساق العلم ومفاهيمه المبنية على أساسقانون السبب والنتيجة، فإن الـميثولوجيا قرنت الماء، باعتبـاره مدخلا لاستعـادةالحيـاة من جديد، بالإلــه دوموزي الذي جعلتـه ابنا للمـاء و"مجدد طاقة الحياة وحافظقوى الخصوبة والنماء، هو في الوقت نفسه قاهر الموت الذي حرر نفـسه من قوى العالمالأسفل. من هنا فإنه الإله الوحيد القادر على إعطاء الإنسان أملا في تحقيق الخلود،والأخذ بـيده عبر برزخ الموت نحو عالم آخر أكثر بهجة وسعادة من عالمه الأرضي.
لقد أكد المفهوم الـميثولوجي فكرة إبطال الثنائية القائمة بينالموت والحياة على أساس أن الموت لا يناقض الحياة، بل هو وجهها الآخر. فالطبيعةتجدد نفسها عن طريق الموت والانبعاث للوصول إلى حياة طرية جديدة. معنى أن موتوانـبعاث "الإله دوموزي" هو في حقيقته مثال أعلى لتجدد الحياة وطراوتها. وما يدعم هذا الطرح هو قابلية انـتقال الحمولة الأسطورية بكل شحنتها الرمزية من زمنالآلهة إلى زمن الـبشر ملوكا وكهـنة. ذلك أن طقوس السومرييـن في الاحتفال بـالإله تموز "كانت نوعا من تجديد للحدث الأسطوري الذي تم في الأزمان الميثولوجية، باستحضاره فيالزمن الجاري". من هنا فإن الطقس الدوري الربيعي لا يتخذ طابع الاحتفال بذكرىميثولوجية، بل إنه يكررها، ويغدو المحتفلون موجودين في زمن الأسطورة يعايشونالكائنات العليا، ويشهدون تكرار عمليات الخلق، حيث يقوم الإلهان من خلال وكيليهماالدّنيويـين بتجديد الحياة، حياة الطـبيعة والإنسان والحيوان.
وهكذا فإن المفهوم الأسطوري للموت، عند السومريين والإغريقيينوغيرهم من الشعوب المحتمية بأساطيرها، كان يراهن على تجدد الحياة، لا سيما إذا كانهذا الموت متعددا يتكرر كل سنة، ويكون الميت إلها مــضحيا بدمه لكي ينعم وجه الأرضبالحياة. فقد "كان عبّاد أدونيس يعتقدون أن إلههم يـموت كل سنة جريحا في الجبال،فيتضمخ وجه الطبيعة كل سنة بدمه المقدس. ولذلك كانت فتيات سوريا في كل سنة يبكينلــــموته وهو في شبابه، بينما تزدهر الشقائق ــ وهي زهرته ــ بين أرز لبنان، ويجريالـنهر محمرا إلى البحر، فيحيط سواحل البحر المتوسط المتعرجة بخيوط قرمزية كلما هبتالريح نحو الساحل" .






إن موت الإله جريحا هو إعطاء الفرصة لخلق الإنسان من تربة الأرضممزوجة بدمه، وهو ما سيـمكن الإنسان من أخذ تكوين مزدوج فــيه العنصر المادي (التربة)، وفيه العنصر الروحاني (دم الإله القتيل). ومن هذا الطرح نستنتج حرصالميثولوجيا على البحث الدائب عن تأسـيس حياة تتوفر لها عناصر القوة والإخصابوالتجدد لمواجهة الفناء الكلي أو الشعور بالهشاشـة والعدم. ففي الأسـطورة البابلية "إيتانـا والنسر" ــ وإيتانا هو ملك جعلته الآلهة على مدينة "كيش" ــ ينقض النسرميثاقه مع الحـية فيأكل صغارها، فيتدخل الإله "شمش" لإنصاف الحية فيـمكنها منه حيثتنتزع مخالبه وتنتف ريشه وتلقي به في قاع بئر. فيعمل الملك "إيتانا" على إنقاذالنسر بإيحاء من "شمش" كي يلــحق به إلى السماء بحثا عن نبتة الإخـصاب، لأنه كانعاقرا وكان بحاجة إلى ولي للعهد. وتمدنا هذه الأسـطورة بأبعاد رمزية نختزلها فيالترسيمة التالية :
أكل صـغار الحية - البحث عن نبتة الإخصاب -
الهبوط إلى قاع البئــــر - الصعود إلى السماء.
ذلك أن أكل صغار الحية هو طقس لاكتــساب القوة والخـصوبة "الأفعى في ثقافة الشرق رمز للشفاء"، والهبوط إلى البئر هو إجراء طقسي؛ إذ علىالنسر أن يموت ليـتطهر في باطن الأرض الأم، ولكي يبعث من جديد معافى ومزودابالإخصاب والقوة. أما الصعود إلى السماء فهو انطلاق في طلب النبتة التي تتعهدهاعشتار إلهة الخــصوبة بالرعاية.
لقد عرف العهد الميثولوجي كيف يكيف مفهومه للموت، فينفي عنه كلتصور يقود إلى الشـعور بالعبثية واللاجدوى، بل حوله إلى مصدر للسعي وراء الحياةالخصيبة التي لا تتحقق إلا عن طريق الموت المفضي إلى العثور على سر الصلابةوالاستمرار. وإذا كان موت الجـسد هو المعبر الأساسي من أجل اكتساب القوة والخصوبة،فإن تحلل أعضائه واندثارها في التراب طرح مشكلة بيولوجية تتجلى في إمكانية انـبعاثالجسد مرة أخرى. وهنا ستـتعدد طرق هذه الاستعادة بحسب تكويناتالمجتمعات الميثولوجية وطبيعة ثقافتها.
ففي اعتقاد "الهورن" من الهنود الحمر أن دفن الأطفال قربالطرقات من شأنه أن يسهل دخول أرواحهم في النساء العابرات، فيولدون مرة ثانية. كماأن بـعض الزنوج في غرب إفريقيا يلقون بأجساد الأطفال بين الشجيرات الكثيفة لكيتتمكن أرواحهم من اخــتيار أمهات جديدات من النـساء المارات بهم. أما الرومانوالإغريق فقد آمنوا بأن أرواح الموتى تتقمص في الأفاعي، لذلك عاملوا الثعابين برفق،فكانت تؤوى وتطعم بأعداد غفيرة. ومن الممكن أن الصورة الشائعة في الفن الإغريقيوالتي تمثل امرأة تسقي ثعبانا من صحن، مأخوذة عن عادة إطعام أرواح الموتى الراحلين،إلا أن انبعاث أجساد الأطفال بهذا التـصور يمر بطور التكوين الأول ــ المرحلةالنطفية والجنينية ــ قبل أن تخرج إلى الوجود أجسادا حقيقية. ولربما كان إصرار بعضالأسر على منح أسماء موتاها للمولودين الجدد تأكيدا لبقاء عقيدة التقمص أو التناسخعندهم وامـتزاجها بتقاليدهم. إن استعادة الاسم ــ بهذا الإصرار ــ بعث لجسد المسمىوتخـليد له، وإن كان تطور الفكر البــشري يفسر هذه الظاهرة بالتـيمن بذكرى الفقيد،أو تكريمه بحفظ اسمه من الضياع والتلف. وهذه الممارسة مـــا تزال شائعة بين عدةأجناس ومن بينهم العرب

لمشاهدة كامل المقال اذهب الى

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

sadbird1m
16/05/2008, 20:39
مشكور أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة