safie07
30/04/2008, 18:56
الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
جامعة القاضي عياض
مراكش
تقرير من قلب حرب الشوارع بمراكش
تميز الموسم الجامعي لهذه السنة بتصاعد وتيرة الصراع بين الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع مراكش والنظام القائم على جميع الواجهات ( السياسية منها والنقابية)، والتي ساهم إنزال بنود التخريب الجامعي "الميتاق الوطني للتربية والتكوين"في تصعيد مستواها كما ونوعا، هذا وقد اتخدت أشكالا مختلفة، تصب في منحى واحد، هو النضال المستميت من اجل تحصين مجانية التعليم، وإخراج الحركة الطلابية من أزمتها لتحتل من جديد موقعها الطبيعي في حركة التحرر الوطني والاممي، انسجاما والشعارات التي سطرها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب (لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة، وقضية فلسطين قضية وطنية)، وانسجاما كذلك مع مبادئ منظمتنا العتيدة أوطم، إلا أن النظام القائم بالمغرب، ذو الطبيعة اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية لم يتوان ولو لحظة واحدة، في تسخير كل قواه المباشرة منها (DST، أواكس، قوات التدخل السريع...)، أو غير المباشرة (الفاشية بشتى تلاوينها الدينية والعرقية )، لإجهاض هذه التطورات.
في هذا الإطار ستأتي المواجهة البطولية التي فجرها الطلاب ليلة السبت 2008/04/26 المغاربة والصحراويين، تحت تأطير الفصيل الثوري من داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، النهج الديمقراطي القاعدي مع قوات القمع، والتي أبان خلالها الطلبة عن رباطة جأش وصمود منقطع النظير، أذهل الكل وأربك حسابات النظام، هذا وقد جاءت هذه الأحداث التي كان سببها المباشر تسمم جماعي في صفوف الطلبة المقيمين في الحي الجامعي، بعد تناولهم لأغدية انتهت مدة صلاحيتها مند 2008/04/11، والذي قدر عددهم الاجمالي بحوالي 28 طالب، إلا أن تتبع مجرى الأحداث سيبين بالملموس، أن هذه التطورات ليست إلا تلك النقطة التي أفاضت الكأس خاصة وأن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب قد فجر مند بداية السنة معركة لا هوادة فيها من أجل تحصين الحريات النقابية والسياسية وبالتالي تحصين تواجد الإتحاد الوطني كنقابة مكافحة، تخللتها أشكال نضالية مختلفة من معركة تسجيل الطلبة الجدد وتحصين السبورة النقابية، مرورا بمعركة الحي الجامعي والتي رفعت ملفا مطلبيا كان بمثابة ناقوس الخطر حول الأوضاع المزرية داخل الحي الجامعي، والتي استمرت لأزيد من أسبوع تخللتها مقاطعة المطعم الجامعي ومسيرات. إلا أن الإدارة واجهت هذه المعركة بسياسة الآذان الصماء والتماطل، هذا وقد جاء تراجع هذا التحرك، بفعل انتقال موازين القوى إلى كليتي الأداب والحقوق ببروز مطلب التأجيل كأولى الأولويات، وهو الأمر الذي سيتم بالفعل، إذ بعد نضال مستميت استطاع الطلاب تأجيل الإمتحانات إلى ما وراء عيد الاضحى، إلا أن النظام لم يقف عند هذا الحد بل عمل على اعتقال ثلات رفاق أيام عيد الاضحى، سيتم إطلاق سراحهم بعد شهر ونصف من الإعتقال بفعل ضغط الطلاب، بالموازاة مع حملة الاعتقال سيتم تفعيل بند الطرد في حق ثمانية رفاق سيتم إرجاع أحدهم، وللتذكير فمعركة المطرود هي التي ساهمت بشكل فعال في تطوير أشكالنا النضالية علما أنها على مشارف الدخول في شهرها الرابع، هذا وقد كان مطلب إقالة عميد كلية الحقوق من أهم المطالب المرفوعة في معركتنا إلى جانب مطالب بيداغوجية أخرى من قبيل توحيد الامتحانات وبرمجتها عند نهاية كل دورة وإلغاء الحضور الإجباري... وهنا يمكن القول أن هذه المعركة قد اتخدت أشكالا تصعيدية غير مسبوقة خلال العقد الأخير من تاريخ الحركة بالموقع، مثل تنظيم مسيرات داخل شوارع مدينة مراكش، شارك فيها آلاف الطلاب أثناء الإنزال الى رئاسة جامعة القاضي عياض، قصد الحوار والذي لم يفض إلى نتائج تذكر إذا استثنينا وعود زائفة باعادة النظر في قضية المطرودين، وتحميلهم إدارة الكليتين (الأداب والحقوق) مسؤولية الطرد، مما دفع الإتحاد الوطني إلى الدخول في أشكال تصعيدية كان أهمها مقاطعة الإمتحانات التي ابتدأت عمليا من داخل كلية الأداب، ودخول المناضلين المطرودين في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة، مع التهديد بأشكال تصعيدية غير محمودة العواقب على النظام، وما الأحداث موضوع التقرير إلا شكل من أشكال التصعيد الموعودة فقط.
وبالعودة إلى الحرب البطولية بكل المقاييس، التي فتحها الطلاب مع النظام القائم، فقد ابتدأت الأحداث على الساعة التاسعة مساء حينما سقط أول طالب متسمما بعد تناوله وجبة العشاء داخل مطعم الحى الجامعي، ليتم نقله بعد نصف ساعة من انتظار سيارة الاسعاف، لينتشر الخبر كالنار في الهشيم بعد فتح الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لحلقية توضيحية حول الموضوع، ليتساقط الطلبة تباعا بعد ذلك في حالات متفاوتة الخطورة نتيجة لتأثير التسمم، وكان لرفض إدارة مستشفى ابن طفيل استقبال الطلبة المتسممين بدعوى ضرورة الأداء قبل دخول المستشفى وبالأحرى تلقي أية علاجات، دورا مهما في تأجيج الأوضاع.
ولغرائب الصدف فقد قرر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مساء نفس اليوم تنظيم حلقية تعبوية للوقفة المزمع تنظيمها في اليوم الموالي 2008/04/26 أمام مستشفى ابن طفيل، والتي دعت إليها التنسيقية المحلية لمناهضة ارتفاع الاسعار وتدهور الخدمات العمومية. كما ننبه الرأي العام إلى أن إنزالا بالمئات قد قام به أوطم قبل حوالي شهر إلى نفس المستشفى ـ وفقط ـ بفعل رفضهم استقبال أحد الطلبة الجرحى بالحي الجامعي، مما اضطرهم في تلك الأثناء إلى معالجة الطالب بالمجان مع وضعه تحت العناية المركزة باستقدام أحسن الأطباء بالمدينة لعلاجه.
في خضم نقل الطلبة المتسممين المتبقين سارع الطلاب الى تنظيم مسيرة تعبوية قصد حشد كل طلبة الحي الجامعي لمواجهة الموقف بحزم، وهوالأمر الذي سيتم بالفعل، إذ تقرر تنظيم مسيرة نحو مستشفى ابن طفيل قصد دفع النظام الى التسريع بإغاثة المتسممين الذي أصبح وضع أغلبهم في حالة حرجة، وكتنديد أيضا بخوصصة الصحة وبقية القطاعات من جانب، ومن جانب آخر المطالبة بتحقيق ملفنا المطلبي والمتضمن أنذاك (إرجاع المطرودين، إقالة عميد كلية الحقوق، توحيد الامتحانات ...)هذا وقد شارك آلاف الطلاب في هذه المسيرة التي إنطلقت من باب الحي الجامعي مارة من شارع الطلبة وعند وصولها إلى مشارف شارع "علال الفاسي" سيتم تطويقها من طرف قوات القمع في محاولة لإرهاب الطلاب وتشتيتهم بمحاولة اقتناص بعض المناضلين، وإشهار المسدسات في وجه الطلبة وإطلاق الرصاص في الهواء، إلا أن الطلاب لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الإستفزاز بل عملوا على رشقهم بالحجارة مما إضطرهم إلى الفرار وترك دراجاتهم النارية وزملائهم الذين سقطوا، هذا وقد إختار المناضلين التراجع إلى الحي الجامعي من أجل تنظيم المواجهة، بتنصيب المتاريس وتهييء فيالق الصدام الأمامية ومجموعات لحماية الظهر بالأبواب الخلفية للحي الجامعي تحسبا لأي مفاجئة، بالإضافة إلى إعداد العدة للحرب بتعبئة الزجاجات الحارقة وجمع أكوام هائلة من الحجارة، كافية لصد كل هجومات القمع، كما عمل المناضلون على تهيئة تكتيكات المواجهة والدفاع ونقاشها مع الطلبة.
في حوالي01:00 إندلعت المواجهة بعد هجوم قوات القمع المطابقة لفيلق الجبهة اليسرى، تكبدت خلالها خسارة فادحة إذ سقط 4 عناصر منهم تمكن الطلاب من تجريد أحدهم من عدته (الزرواطة، الدرع الواقي، الخوذة...) . مما إضطر هذه الفرقة إلى التراجع لتتقدم الفرقة الوسطى والتي إضطرت بدورها إلى التراجع تحت وابل الحجارة المنهمر عليها من كل الإتجاهات، لتعاود الفرقة اليسرى هجومها بعد تعزيز صفوفها بفرقة خاصة لإطلاق القنابل المسيلة للدموع، في البداية لم تتمكن هذه الفرقة من مراوحة مكانها رغم إطلاقها للقنابل المسيلة للدموع في السماء لتسقط وسط منطقة تحرك الطلاب، مما جعلها تصوبها باتجاه الطلاب مباشرة، مخلفة بذلك حروق بالغة في صفوف الطلبة (طالب في الوجه، وطالبة في الكتف...).وللإشارة فقد كان للطالبات حضور وازن في هذه الملحمة البطولية إذ شارك بعضهن بشكل مباشر في المواجهات حتى نهايتها، وغير مباشر بمد المواجهين بالمؤن الضرورية لاستمرار المواجهة.
بعد الإنتشار المهول للغازات المسيلة للدموع والتي انتهت مدة صلاحيتها منذ 1996 والتي يرجح بأنها قد تحولت إلى غازات سامة إذ ما زال بعض الطلاب والسكان يعانون من مشاكل في التنفس بسبب تنشقهم لذلك الغاز... عمل المناضلون على تغيير الخطة بتوجيه الفيلق الأوسط نحو الباب الرئيسي للحي الجامعي لدعم المجموعة المرابطة هناك، وتوجه الفيلق الأيسر والأيمن في إتجاه البديع لينقسما بدورهما إلى مجموعات منتشرة من داخل الأحياء المجاورة ( الوحدة 3، 4، البديع وأمرشيش...) كانت مهمتها تشتيت صفوف العدو، وقطع طريق التعزيزات الموجهة نحو الحي الجامعي، وهو ما نجحت فيه بالفعل إذ تم تحطيم أزيد من 20 سيارة للتدخل السريع بعد تنصيب المتاريس في كل الطرق المؤدية للحي الجامعي وتنظيم فرق خاصة للهجوم على سيارات القمع العالقة في المتاريس، هذا وقد تركزت جل العمليات في مدار الوحدة الرابعة والباب الرئيسي للحي الجامعي، ساهمت الجماهير الشعبية القاطنة في هذه المناطق بدور كبير في صمود الطلبة بإيواء الجرحى وتموين الطلبة الصامدين بالماء والبصل لإبطال مفعول الغازات، وإبلاغ المناضلين بتحركات العدو، حيث لم تستطع قوات القمع تكسير الطوق عليها رغم اعتقال أزيد من أربعين طالبا جلهم في شارع "علال الفاسي "واستخدامها لحافلات السياحة في نقل عناصر قوات التدخل السريع والبوليس السري (المدجج بشتى أنواع الأسلحة الحادة سيوف سواطير...)و التي انتشرت كالوباء في كل المناطق المجاورة لمنطقة العمليات لإقتناص الطلاب. ليستمر الوضع على هذا الحال الى غاية الخامسة صباحا بسحب النظام أرتاله المنهزمة نحو ثكناتها، ليحقق الطلاب بذلك نصرا تاريخيا سيسجل في ذاكرة الشعب المغربي بمداد الفخر والإعتزاز لتستمر المعركة صبيحة السبت بمقاطعة شاملة للدروس لاتزال مستمرة الى هذه الأثناء.
أما حصيلة المواجهة فقد كانت ثقيلة في صفوف النظام باعتراف أبواقه الإعلامية، سقوط أزيد من 60 عنصر من قوات القمع ثم نقلهم مباشرة نحو مستشفيات مراكش، أما الخسائر في العتاد فغير محددة، في حين أصيب طالبين إصابة بليغة أحدهما على مستوى الرأس والثاني اليد،وكذا تعرض مجموعة من الطلاب بحروق متفاوتة الخطورة والناتجة عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع. واعتقال حوالي 40 طالبا تم الإفراج عن بعضهم والإحتفاض ب24طالب قدموا للمحاكمة يوم 28/4/2008،من بينهم طالبة سيتم متابعتها في حالة سراح مؤقت.
وكل ما سبق يفنذ بالملموس كل الإدعاءات المروجة حول هذه الإنتفاضة الطلابية التي إستطاعت رغم كل ذلك تكسير الطوق الإعلامي المضروب على سلسلة المعارك البطولية التي خاضها الطلاب خاصة بعد تطرق وسائل الإعلام الدولية للإنتفاضة، سواء بالهجوم أو بإعطاء مواقف محايدة وفق المعطيات المتوفرة عندها ، أما ما يسمى بالصحافة الوطنية فقد تمادى بعضها وحاول طمس وقلب الحقائق، ولنا عودة للموضوع في سياق آخر.
وفي الأخير إذ نحيي الجماهير الطلابية والجماهير الشعبية على صمودها ومقاومتها الباسلة لسياسات النظام القائم في كافة القطاعات... ندعو كافة الطلاب داخل الحي الجامعي وخارجه بجامعة القاضي عياض الى التشبت بخيار المواجهة الى اخر رمق ؛حتى تحقيق ملفنا المطلبي الدي على راسه مرحليا اطلاق سراح معتقلينا السياسين وارجاع المطرودين واقالة عميد كلية الحقوق محمد الأمراني زنطار، وبيداغوجيا توحيد الامتحانات والغاء الحضور الإجباري ....
فمزيدا من الصمود والتضحية
وعاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
جامعة القاضي عياض
مراكش
تقرير من قلب حرب الشوارع بمراكش
تميز الموسم الجامعي لهذه السنة بتصاعد وتيرة الصراع بين الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع مراكش والنظام القائم على جميع الواجهات ( السياسية منها والنقابية)، والتي ساهم إنزال بنود التخريب الجامعي "الميتاق الوطني للتربية والتكوين"في تصعيد مستواها كما ونوعا، هذا وقد اتخدت أشكالا مختلفة، تصب في منحى واحد، هو النضال المستميت من اجل تحصين مجانية التعليم، وإخراج الحركة الطلابية من أزمتها لتحتل من جديد موقعها الطبيعي في حركة التحرر الوطني والاممي، انسجاما والشعارات التي سطرها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب (لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة، وقضية فلسطين قضية وطنية)، وانسجاما كذلك مع مبادئ منظمتنا العتيدة أوطم، إلا أن النظام القائم بالمغرب، ذو الطبيعة اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية لم يتوان ولو لحظة واحدة، في تسخير كل قواه المباشرة منها (DST، أواكس، قوات التدخل السريع...)، أو غير المباشرة (الفاشية بشتى تلاوينها الدينية والعرقية )، لإجهاض هذه التطورات.
في هذا الإطار ستأتي المواجهة البطولية التي فجرها الطلاب ليلة السبت 2008/04/26 المغاربة والصحراويين، تحت تأطير الفصيل الثوري من داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، النهج الديمقراطي القاعدي مع قوات القمع، والتي أبان خلالها الطلبة عن رباطة جأش وصمود منقطع النظير، أذهل الكل وأربك حسابات النظام، هذا وقد جاءت هذه الأحداث التي كان سببها المباشر تسمم جماعي في صفوف الطلبة المقيمين في الحي الجامعي، بعد تناولهم لأغدية انتهت مدة صلاحيتها مند 2008/04/11، والذي قدر عددهم الاجمالي بحوالي 28 طالب، إلا أن تتبع مجرى الأحداث سيبين بالملموس، أن هذه التطورات ليست إلا تلك النقطة التي أفاضت الكأس خاصة وأن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب قد فجر مند بداية السنة معركة لا هوادة فيها من أجل تحصين الحريات النقابية والسياسية وبالتالي تحصين تواجد الإتحاد الوطني كنقابة مكافحة، تخللتها أشكال نضالية مختلفة من معركة تسجيل الطلبة الجدد وتحصين السبورة النقابية، مرورا بمعركة الحي الجامعي والتي رفعت ملفا مطلبيا كان بمثابة ناقوس الخطر حول الأوضاع المزرية داخل الحي الجامعي، والتي استمرت لأزيد من أسبوع تخللتها مقاطعة المطعم الجامعي ومسيرات. إلا أن الإدارة واجهت هذه المعركة بسياسة الآذان الصماء والتماطل، هذا وقد جاء تراجع هذا التحرك، بفعل انتقال موازين القوى إلى كليتي الأداب والحقوق ببروز مطلب التأجيل كأولى الأولويات، وهو الأمر الذي سيتم بالفعل، إذ بعد نضال مستميت استطاع الطلاب تأجيل الإمتحانات إلى ما وراء عيد الاضحى، إلا أن النظام لم يقف عند هذا الحد بل عمل على اعتقال ثلات رفاق أيام عيد الاضحى، سيتم إطلاق سراحهم بعد شهر ونصف من الإعتقال بفعل ضغط الطلاب، بالموازاة مع حملة الاعتقال سيتم تفعيل بند الطرد في حق ثمانية رفاق سيتم إرجاع أحدهم، وللتذكير فمعركة المطرود هي التي ساهمت بشكل فعال في تطوير أشكالنا النضالية علما أنها على مشارف الدخول في شهرها الرابع، هذا وقد كان مطلب إقالة عميد كلية الحقوق من أهم المطالب المرفوعة في معركتنا إلى جانب مطالب بيداغوجية أخرى من قبيل توحيد الامتحانات وبرمجتها عند نهاية كل دورة وإلغاء الحضور الإجباري... وهنا يمكن القول أن هذه المعركة قد اتخدت أشكالا تصعيدية غير مسبوقة خلال العقد الأخير من تاريخ الحركة بالموقع، مثل تنظيم مسيرات داخل شوارع مدينة مراكش، شارك فيها آلاف الطلاب أثناء الإنزال الى رئاسة جامعة القاضي عياض، قصد الحوار والذي لم يفض إلى نتائج تذكر إذا استثنينا وعود زائفة باعادة النظر في قضية المطرودين، وتحميلهم إدارة الكليتين (الأداب والحقوق) مسؤولية الطرد، مما دفع الإتحاد الوطني إلى الدخول في أشكال تصعيدية كان أهمها مقاطعة الإمتحانات التي ابتدأت عمليا من داخل كلية الأداب، ودخول المناضلين المطرودين في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة، مع التهديد بأشكال تصعيدية غير محمودة العواقب على النظام، وما الأحداث موضوع التقرير إلا شكل من أشكال التصعيد الموعودة فقط.
وبالعودة إلى الحرب البطولية بكل المقاييس، التي فتحها الطلاب مع النظام القائم، فقد ابتدأت الأحداث على الساعة التاسعة مساء حينما سقط أول طالب متسمما بعد تناوله وجبة العشاء داخل مطعم الحى الجامعي، ليتم نقله بعد نصف ساعة من انتظار سيارة الاسعاف، لينتشر الخبر كالنار في الهشيم بعد فتح الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لحلقية توضيحية حول الموضوع، ليتساقط الطلبة تباعا بعد ذلك في حالات متفاوتة الخطورة نتيجة لتأثير التسمم، وكان لرفض إدارة مستشفى ابن طفيل استقبال الطلبة المتسممين بدعوى ضرورة الأداء قبل دخول المستشفى وبالأحرى تلقي أية علاجات، دورا مهما في تأجيج الأوضاع.
ولغرائب الصدف فقد قرر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مساء نفس اليوم تنظيم حلقية تعبوية للوقفة المزمع تنظيمها في اليوم الموالي 2008/04/26 أمام مستشفى ابن طفيل، والتي دعت إليها التنسيقية المحلية لمناهضة ارتفاع الاسعار وتدهور الخدمات العمومية. كما ننبه الرأي العام إلى أن إنزالا بالمئات قد قام به أوطم قبل حوالي شهر إلى نفس المستشفى ـ وفقط ـ بفعل رفضهم استقبال أحد الطلبة الجرحى بالحي الجامعي، مما اضطرهم في تلك الأثناء إلى معالجة الطالب بالمجان مع وضعه تحت العناية المركزة باستقدام أحسن الأطباء بالمدينة لعلاجه.
في خضم نقل الطلبة المتسممين المتبقين سارع الطلاب الى تنظيم مسيرة تعبوية قصد حشد كل طلبة الحي الجامعي لمواجهة الموقف بحزم، وهوالأمر الذي سيتم بالفعل، إذ تقرر تنظيم مسيرة نحو مستشفى ابن طفيل قصد دفع النظام الى التسريع بإغاثة المتسممين الذي أصبح وضع أغلبهم في حالة حرجة، وكتنديد أيضا بخوصصة الصحة وبقية القطاعات من جانب، ومن جانب آخر المطالبة بتحقيق ملفنا المطلبي والمتضمن أنذاك (إرجاع المطرودين، إقالة عميد كلية الحقوق، توحيد الامتحانات ...)هذا وقد شارك آلاف الطلاب في هذه المسيرة التي إنطلقت من باب الحي الجامعي مارة من شارع الطلبة وعند وصولها إلى مشارف شارع "علال الفاسي" سيتم تطويقها من طرف قوات القمع في محاولة لإرهاب الطلاب وتشتيتهم بمحاولة اقتناص بعض المناضلين، وإشهار المسدسات في وجه الطلبة وإطلاق الرصاص في الهواء، إلا أن الطلاب لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الإستفزاز بل عملوا على رشقهم بالحجارة مما إضطرهم إلى الفرار وترك دراجاتهم النارية وزملائهم الذين سقطوا، هذا وقد إختار المناضلين التراجع إلى الحي الجامعي من أجل تنظيم المواجهة، بتنصيب المتاريس وتهييء فيالق الصدام الأمامية ومجموعات لحماية الظهر بالأبواب الخلفية للحي الجامعي تحسبا لأي مفاجئة، بالإضافة إلى إعداد العدة للحرب بتعبئة الزجاجات الحارقة وجمع أكوام هائلة من الحجارة، كافية لصد كل هجومات القمع، كما عمل المناضلون على تهيئة تكتيكات المواجهة والدفاع ونقاشها مع الطلبة.
في حوالي01:00 إندلعت المواجهة بعد هجوم قوات القمع المطابقة لفيلق الجبهة اليسرى، تكبدت خلالها خسارة فادحة إذ سقط 4 عناصر منهم تمكن الطلاب من تجريد أحدهم من عدته (الزرواطة، الدرع الواقي، الخوذة...) . مما إضطر هذه الفرقة إلى التراجع لتتقدم الفرقة الوسطى والتي إضطرت بدورها إلى التراجع تحت وابل الحجارة المنهمر عليها من كل الإتجاهات، لتعاود الفرقة اليسرى هجومها بعد تعزيز صفوفها بفرقة خاصة لإطلاق القنابل المسيلة للدموع، في البداية لم تتمكن هذه الفرقة من مراوحة مكانها رغم إطلاقها للقنابل المسيلة للدموع في السماء لتسقط وسط منطقة تحرك الطلاب، مما جعلها تصوبها باتجاه الطلاب مباشرة، مخلفة بذلك حروق بالغة في صفوف الطلبة (طالب في الوجه، وطالبة في الكتف...).وللإشارة فقد كان للطالبات حضور وازن في هذه الملحمة البطولية إذ شارك بعضهن بشكل مباشر في المواجهات حتى نهايتها، وغير مباشر بمد المواجهين بالمؤن الضرورية لاستمرار المواجهة.
بعد الإنتشار المهول للغازات المسيلة للدموع والتي انتهت مدة صلاحيتها منذ 1996 والتي يرجح بأنها قد تحولت إلى غازات سامة إذ ما زال بعض الطلاب والسكان يعانون من مشاكل في التنفس بسبب تنشقهم لذلك الغاز... عمل المناضلون على تغيير الخطة بتوجيه الفيلق الأوسط نحو الباب الرئيسي للحي الجامعي لدعم المجموعة المرابطة هناك، وتوجه الفيلق الأيسر والأيمن في إتجاه البديع لينقسما بدورهما إلى مجموعات منتشرة من داخل الأحياء المجاورة ( الوحدة 3، 4، البديع وأمرشيش...) كانت مهمتها تشتيت صفوف العدو، وقطع طريق التعزيزات الموجهة نحو الحي الجامعي، وهو ما نجحت فيه بالفعل إذ تم تحطيم أزيد من 20 سيارة للتدخل السريع بعد تنصيب المتاريس في كل الطرق المؤدية للحي الجامعي وتنظيم فرق خاصة للهجوم على سيارات القمع العالقة في المتاريس، هذا وقد تركزت جل العمليات في مدار الوحدة الرابعة والباب الرئيسي للحي الجامعي، ساهمت الجماهير الشعبية القاطنة في هذه المناطق بدور كبير في صمود الطلبة بإيواء الجرحى وتموين الطلبة الصامدين بالماء والبصل لإبطال مفعول الغازات، وإبلاغ المناضلين بتحركات العدو، حيث لم تستطع قوات القمع تكسير الطوق عليها رغم اعتقال أزيد من أربعين طالبا جلهم في شارع "علال الفاسي "واستخدامها لحافلات السياحة في نقل عناصر قوات التدخل السريع والبوليس السري (المدجج بشتى أنواع الأسلحة الحادة سيوف سواطير...)و التي انتشرت كالوباء في كل المناطق المجاورة لمنطقة العمليات لإقتناص الطلاب. ليستمر الوضع على هذا الحال الى غاية الخامسة صباحا بسحب النظام أرتاله المنهزمة نحو ثكناتها، ليحقق الطلاب بذلك نصرا تاريخيا سيسجل في ذاكرة الشعب المغربي بمداد الفخر والإعتزاز لتستمر المعركة صبيحة السبت بمقاطعة شاملة للدروس لاتزال مستمرة الى هذه الأثناء.
أما حصيلة المواجهة فقد كانت ثقيلة في صفوف النظام باعتراف أبواقه الإعلامية، سقوط أزيد من 60 عنصر من قوات القمع ثم نقلهم مباشرة نحو مستشفيات مراكش، أما الخسائر في العتاد فغير محددة، في حين أصيب طالبين إصابة بليغة أحدهما على مستوى الرأس والثاني اليد،وكذا تعرض مجموعة من الطلاب بحروق متفاوتة الخطورة والناتجة عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع. واعتقال حوالي 40 طالبا تم الإفراج عن بعضهم والإحتفاض ب24طالب قدموا للمحاكمة يوم 28/4/2008،من بينهم طالبة سيتم متابعتها في حالة سراح مؤقت.
وكل ما سبق يفنذ بالملموس كل الإدعاءات المروجة حول هذه الإنتفاضة الطلابية التي إستطاعت رغم كل ذلك تكسير الطوق الإعلامي المضروب على سلسلة المعارك البطولية التي خاضها الطلاب خاصة بعد تطرق وسائل الإعلام الدولية للإنتفاضة، سواء بالهجوم أو بإعطاء مواقف محايدة وفق المعطيات المتوفرة عندها ، أما ما يسمى بالصحافة الوطنية فقد تمادى بعضها وحاول طمس وقلب الحقائق، ولنا عودة للموضوع في سياق آخر.
وفي الأخير إذ نحيي الجماهير الطلابية والجماهير الشعبية على صمودها ومقاومتها الباسلة لسياسات النظام القائم في كافة القطاعات... ندعو كافة الطلاب داخل الحي الجامعي وخارجه بجامعة القاضي عياض الى التشبت بخيار المواجهة الى اخر رمق ؛حتى تحقيق ملفنا المطلبي الدي على راسه مرحليا اطلاق سراح معتقلينا السياسين وارجاع المطرودين واقالة عميد كلية الحقوق محمد الأمراني زنطار، وبيداغوجيا توحيد الامتحانات والغاء الحضور الإجباري ....
فمزيدا من الصمود والتضحية
وعاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب