توت توت توت
02/08/2005, 02:47
سرى الخبر في حينا سريان النار في الهشيم..أبو عبدة الجزار..يفكر في ترشيح نفسه للإنتخابات
الرئاسية..
"ما الخبر..يا أخ أبو عبدة..هل تعاني من الإرهاق..أو لبسك جنّي؟"..قلت له ذلك..عندما جلسنا في مقهى الحيّ..ذات أمسية صيفية رائقة..نشرب قهوة تركية معطرة..
اعتدل صاحبنا في جلسته..وتنحنح بصوت مسموع..وسحب نفسا عميقا من الشيشة المنتصبة أمامه..
وبثقة في النفس جديرة بمرشّح للرآسة أجابني :"ما الغريب في الأمر يا أستاذ؟ هل هناك
قانون يمنع رجلا شريفا ومناضلا وطنيا ..من أسرة عريقة في المجد..أن يترشح للرآسة؟"
ولمّا لا حظ فمي المفتوح على آخره..من الدهشة..أضاف:"طبعا..حكاية الشرف هذه..فيها
وعليها..صحيح أنا دخلت السجن عدة مرّات من أجل الترفيع في الأسعار..والغشّ في البضاعة..
والعنف الشديد..والإغتصاب..والسكر الواضح..والبلطجة..وتزييف أوراق رسمية..والزواج بخامسة..
بس..إذا نجحت في الإنتخابات..سأجعلهم..يكتبون لي تاريخا جديدا "
طيب قلت له...وحكاية..أنك مناضل وطني..هذه لا يمكن تزييفها..
ضحك أبو عبدة ضحكة مجلجلة..اهتز لها جسمه الضخم..واحمر..وجهه..الغليظ..
"يا أستاذ..والله كنت حسن الظنّ بك..هل هناك شيء..يستعصي على التزييف..في ربوعنا..؟
على كل حال..أنا عندما كنت صغيرا..مثلت مع أطفال الحي..مسرحية في المدرسة ..دعونا
فيها إلى رحيل المحتلّ..أليس هذا نضالا ؟"
"وحكاية الأسرة العريقة..يا أخ أبو عبدة..هناك سجلاّت واضحة ..لا يمكن التلاعب بما فيها من معلومات "
صمت صاحبنا..قليلا..ثم وضع الشيشة جانبا..وأخرج من أحد جيوبه..بطاقة هويته..داعيا إياي إلى
قراءة لقبه العائلي بصوت مرتفع..
"علي بن محمد بن صالح العرفاوي"
"ألا يذكرك لقبي بشخصية عظيمة في التاريخ يا أستاذ ؟"
حاولت التفتيش في ذاكرتي المرهقة عن شخصية تاريخية تحمل هذا اللقب بدون جدوى..
ولما لاحظ حيرتي..ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة..وعدل جلسته..ليكون مني في وضعية
المعلم أمام تلميذه الغبي :"جدي الأكبر..يا أستاذ..حارب الروم في عصر هارون الرشيد..يعني
كان قائد جيشه ..تصور كان من بين جنوده..عنترة بن شداد..والزير سالم..وأبوزيد الهلالي.."
لم أتمالك نفسي..عن الإغراق في الضحك..إلى حد..أثار ثائرة أبو عبدة..الذي وقف فجأة وضرب
الطاولة بقبضته الرهيبة ..ثم بصق على الأرض..وهم بمغادرة المكان..
ولكن لم يكن من الممكن أن أتركه ينصرف قبل أن أسأله سؤالا..ظل يترجرج في صدري طيلة
جلستنا
"هناك سؤال أخير يا أخ أبو عبدة..هل يعقل أن يصبح جزار رئيسا لدولة ..ماذا ستقول عنا الأمم
المتقدمة؟"
أجابني..وهو ينصرف مسرعا:"لا..هذه بسيطة..كلهم يتحولون إلى جزارين عندما يتولون الحكم " :cry:
م ن ق و ل :D :D :D
الرئاسية..
"ما الخبر..يا أخ أبو عبدة..هل تعاني من الإرهاق..أو لبسك جنّي؟"..قلت له ذلك..عندما جلسنا في مقهى الحيّ..ذات أمسية صيفية رائقة..نشرب قهوة تركية معطرة..
اعتدل صاحبنا في جلسته..وتنحنح بصوت مسموع..وسحب نفسا عميقا من الشيشة المنتصبة أمامه..
وبثقة في النفس جديرة بمرشّح للرآسة أجابني :"ما الغريب في الأمر يا أستاذ؟ هل هناك
قانون يمنع رجلا شريفا ومناضلا وطنيا ..من أسرة عريقة في المجد..أن يترشح للرآسة؟"
ولمّا لا حظ فمي المفتوح على آخره..من الدهشة..أضاف:"طبعا..حكاية الشرف هذه..فيها
وعليها..صحيح أنا دخلت السجن عدة مرّات من أجل الترفيع في الأسعار..والغشّ في البضاعة..
والعنف الشديد..والإغتصاب..والسكر الواضح..والبلطجة..وتزييف أوراق رسمية..والزواج بخامسة..
بس..إذا نجحت في الإنتخابات..سأجعلهم..يكتبون لي تاريخا جديدا "
طيب قلت له...وحكاية..أنك مناضل وطني..هذه لا يمكن تزييفها..
ضحك أبو عبدة ضحكة مجلجلة..اهتز لها جسمه الضخم..واحمر..وجهه..الغليظ..
"يا أستاذ..والله كنت حسن الظنّ بك..هل هناك شيء..يستعصي على التزييف..في ربوعنا..؟
على كل حال..أنا عندما كنت صغيرا..مثلت مع أطفال الحي..مسرحية في المدرسة ..دعونا
فيها إلى رحيل المحتلّ..أليس هذا نضالا ؟"
"وحكاية الأسرة العريقة..يا أخ أبو عبدة..هناك سجلاّت واضحة ..لا يمكن التلاعب بما فيها من معلومات "
صمت صاحبنا..قليلا..ثم وضع الشيشة جانبا..وأخرج من أحد جيوبه..بطاقة هويته..داعيا إياي إلى
قراءة لقبه العائلي بصوت مرتفع..
"علي بن محمد بن صالح العرفاوي"
"ألا يذكرك لقبي بشخصية عظيمة في التاريخ يا أستاذ ؟"
حاولت التفتيش في ذاكرتي المرهقة عن شخصية تاريخية تحمل هذا اللقب بدون جدوى..
ولما لاحظ حيرتي..ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة..وعدل جلسته..ليكون مني في وضعية
المعلم أمام تلميذه الغبي :"جدي الأكبر..يا أستاذ..حارب الروم في عصر هارون الرشيد..يعني
كان قائد جيشه ..تصور كان من بين جنوده..عنترة بن شداد..والزير سالم..وأبوزيد الهلالي.."
لم أتمالك نفسي..عن الإغراق في الضحك..إلى حد..أثار ثائرة أبو عبدة..الذي وقف فجأة وضرب
الطاولة بقبضته الرهيبة ..ثم بصق على الأرض..وهم بمغادرة المكان..
ولكن لم يكن من الممكن أن أتركه ينصرف قبل أن أسأله سؤالا..ظل يترجرج في صدري طيلة
جلستنا
"هناك سؤال أخير يا أخ أبو عبدة..هل يعقل أن يصبح جزار رئيسا لدولة ..ماذا ستقول عنا الأمم
المتقدمة؟"
أجابني..وهو ينصرف مسرعا:"لا..هذه بسيطة..كلهم يتحولون إلى جزارين عندما يتولون الحكم " :cry:
م ن ق و ل :D :D :D