يتوجه فريق باحثين بريطانيين قريبا الى منطقة نائية في غرب الصين في مهمة يسعون فيها لفك رموز احد اسرار علم الاثار الاكثر تعقيدا المتمثل برسم ثلاثة ارانب برية وهو رمز مقدس عثر عليه في مواقع قديمة عديدة لا رابط بينها على ما يبدو.
وذكرت صحيفة دايلي تلغراف السبت ان رسوما لهذه الارانب الثلاثة التي تتلامس اذانها عثر عليها في كنائس بريطانية تعود الى القرون الوسطى في عمل معدني منغولي من القرن الثالث عشر وفي معابد صينية لسلالة سوي من القرنين السادس والسابع عشر.

وقد عجز الباحثون حتى الان عن فهم لماذا هذا الرسم الدائري اصبح شهيرا في الثقافات المسيحية والاسلامية والبوذية على حد سواء رغم المسافات والعصور التي تفصل بينها.

وفي كل من هذه الاماكن يتشابه رسم الارانب التي تطارد بعضها ضمن دائرة واذانها تتلامس.

وسيتوجه فريق من اربعة باحثين بريطانيين بقيادة عالم اثار في اب/اغسطس المقبل الى مدينة دنهوانغ باقليم غانسو غرب الصين لتفحص مغاور قد تساعد على القاء الضوء على اللغز بحسب الصحيفة.

وكانت دانهوانغ قبل اكثر من الف عام محورا استراتيجيا على طريق الحرير شبكة الطرق التجارية التي كانت تربط الصين بآسيا الوسطى وايران مع فروع تتجه الى التيبت وجنوب آسيا. وطريق الحرير سمحت كما هو معلوم بنقل بضائع مختلفة الى مسافات بعيدة ولكن ايضا بنشر الديانات والافكار.

وقالت الاخصائية في تاريخ الفنون سو اندرو لصحيفة دايلي تلغراف "لا نعلم بالتحديد كيف وصل هذا الرمز الى الغرب لكن التفسير الاكثر ترجيحا هو انه كان موجودا على الحرائر الشرقية الثرية التي نقلت الى الكنائس الغربية التي يعود تاريخها الى القرون الوسطى للف رفات القديسين والملابس الكهنوتية واغطية المذابح".

وقد عثر على اقدم نموذج لهذا الرمز ضمن رسوم على سقوف مغاور دنهوانغ ويقوم الباحثون بدراستها.

وتشتهر المدينة بمغاورها التي تحتوي على الاف من وثائق ومنتجات طريق الحرير والتي وضعت فيها حوالى العام الالف بعد المسيح.

وقال عالم الاثار توم غرين رئيس البعثة للصحيفة البريطانية "اذا استطعنا فتح ولو نافذة صغيرة على ما كان في الماضي يحمل مغزى لاناس تفصل بينهم الاف الكيلومترات ومئات السنوات فان ذلك قد يساعدنا اليوم على فهم امور نتقاسمها مع ثقافات وديانات مختلفة".
فا شو رأيك يا خال