Espaniol
01/08/2005, 13:39
دجاجة أم نسر
اشترى الفلاح طائراً من السوق فرخاً صغيراً على انه دجاجة من سلالة كبيرة الحجم. ومرت الشهور والطائر يلتقط الحبوب مع الدجاج. وبعد زمان مر بالمكان أحد علماء الحيوان، وتعجب جداً إذ عرف أن هذا الطائر نسر، ولكن من المذهل أنه يعيش مع الدجاج دون طيران ويلتقط الحبوب. ولما أراد العالم أن يشتري النسر من الفلاح؛ أجابه الفلاح بسخرية أنه فرخة وليس نسراً. ولكن الخبير أصرّ على أن الطائر نسر. وفي فجر اليوم التالي ربط العالم رجل الطائر الكبير بحبل وذهب به في صحبة الفلاح إلى قمة الجبل، وأدار عيني الطائر نحو أول شعاع شمس وهبت الريح فقذف العالم بالطائر إلى أعلى بقوة، ولكن الطائر سقط على الجبل دون أن يحرك جناحيه. وسخر من الفلاح قائلا: ألم أقل أنها فرخة. ولكن مرة أخرى كرر العالم نفس الشيء، وفي الجو بدأ الطائر يحرك جناحاه الكبيرتان… فإذ هو نسر!!.. نعم لقد تذكر أنه نسر فحلق بقوة إلى أعلى حتى كاد أن يختفي عن أعينهما. إنّ هذا النسر كان قد فقد الثقة، وعاش كالدجاجة يعاني بما نسميه الشعور بالنقص أو صغر النفس.
أخي… أختي .. إن هذا النسر يذكرني ( باسحق واتس ) الإنجليزي الجنسية الذي عاش حتى صار شاباً يبلغ من العمر 21سنة وهو يتمنى الموت لنفسه رغم نجاحه الدراسي ونبوغه في الشعر، ولكنه كان يكره المرآة لأنها تذكره بجروح نقصه وصغر نفسه ولا سيما أصدقاءه ظلوا ينادوه بالدكتور اسحق واتس الصغير… آه ((الصغير)) كلمة كالسكين في داخله. وعندما حاول اسحق واتس أن يخرج من أساه تقدم لخطبة اليزابيث سنجر الشقراء ذات العينين الزرقاويتين فرفضته باعتباره قزماً معتل الصحة وتزوجت براعي أغنام يكبره بثلاثة عشر عاما فازداد الجرح نزيفاً واعتلت صحته أكثر وخرجت مئات القصائد التي تعبر عن التشاؤم واليأس.. حتى قارب الموت فدعاه أبوه ليحضر الكنيسة يوم الأحد؛ وكان المبشر يعظ عن الصليب الذي في دماه يغمس خشب الأرز والزوفا والقرمز فيتلونوا باللون الأحمر( شريعة تطهير الأبرص لاويين4:14)
بل أن هذه الأشياء الثلاثة لا تغمس فقط في الدم فتموت عند الصليب بل ويجب أن تحرق أيضاً كما في شريعة البقرة الحمراء ( عدد9:19). وفهم اسحق واتس المعنى فالأرز صورة للكبرياء والزوفا صورة لصغر النفس والشعور بالنقص والقرمز صورة لكل شهوات وملذات العالم.. الكل يموت ويحترق في صليب المسيح.. وعند الصليب انفتحت عينا اسحق واتس الداخلية ورأى المصلوب… وعند الصليب طرح الزوفا.. فاحترقت بل لقد تلاشى في الحال شعوره بأنه قزم.. وعرف أن الله رضى عنه في كمال المسيح وعمله، وأنه يستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويه ( فيلبي13:4).. فهو نسر وليس فرخة. وفي طريقه إلى المنزل شعر الدكتور واتس لأول مرة في حياته بقوة المسيح ( 2كورنثوس9:12) وقبل أن يصل للبيت كان يكتب أول ترنيمة له يقول مطلعها:
هيا انظروا مجد الحمل فكل نقائصي احتمل
عندما قال قد كمل عظموه ففيه وحده الأمل
ومن هذا اليوم… ترك النسر العيشة مع الدجاج، وأخذ يحلق في أجواء السماويات فكتب 400 ترنيمة جُمِعت في عام 1707 في كتاب (( أغاني روحية)) كلها ترانيم رائعة، ولكن لم ولن ينس المؤمنون الترنيمة التي كتبها الدكتور واتس وترجمت إلى أغلب لغات العالم وترنم بها وأحبها الملايين عبر الثلاث قرون الماضية والتي قول مطلعها:
حين أرى صليب من قضى فحاز الانتصار
ربحي أرى خسارة وكل مجد الكون عار
رقد الدكتور واتس في عام 1748 ودفن جثمانه بجوار يوحنا بنيان وجون وسلي وأقيمت له الكثير من التماثيل في ميادين إنكلترا، وخُلّد اسمه في كاتدرائية وستمنسر بعد أن خُلدّ في السماء. لكن بعد 140 عاماً من رقاده وفي صباح أحد أيام الآحاد في ربيع 1888 كان الكاتب الملحد الكبير ((ماتيو أرنولد)) يزور شقيقه في مدينة ليفربول وإذ بالمبشر ((دابان مكلارين))يعظ عظة عن ((ظل الصليب)) وأنهى حديثه قائلاً في صليب المسيح بل في المسيح المصلوب فقط لنا السلام وعندما رنمت الكنيسة الترنيمة الشهيرة ((حين أرى صليب من )) كان ارنولد يجهش في توبة وبكاء وهو يطرح كل إلحاده وخطاياه عند الصليب وفي المساء وقبل أن يرحل من منزل شقيقه قال (( نعم سيظل صليب المسيح القوة الشامخة ضد كل الأعاصير)) ثم رحل ليعود لبيته ولكن بعد خمس دقائق حمله المارة وأعادوه إلى بيت شقيقه اثر أزمة قلبية حادة.. أخذ يردد الترنيمة حتى انطلقت روحه إلى السماء.. لقد تاب في آخر أيام حياته واستخدم الله هذه الترنيمة معه.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة..هل تشعر بالنقص أو الخوف أو صغر النفس ؟ اطرح الزوفا لتموت بل لتحترق عند الصليب ورنم ترنيمة دكتور واتس وصلي معي الآن من قلبك وأنت تقرأ هذه المقالة:
صلاة: أيها المخلص المجروح أنا مملوء بالنقص والجروح، فلمن سواك بخطاياي أبوح، فغيرني واملأني بالروح، فرائحتك الزكيّة فيّ تفوح.. آمين
اشترى الفلاح طائراً من السوق فرخاً صغيراً على انه دجاجة من سلالة كبيرة الحجم. ومرت الشهور والطائر يلتقط الحبوب مع الدجاج. وبعد زمان مر بالمكان أحد علماء الحيوان، وتعجب جداً إذ عرف أن هذا الطائر نسر، ولكن من المذهل أنه يعيش مع الدجاج دون طيران ويلتقط الحبوب. ولما أراد العالم أن يشتري النسر من الفلاح؛ أجابه الفلاح بسخرية أنه فرخة وليس نسراً. ولكن الخبير أصرّ على أن الطائر نسر. وفي فجر اليوم التالي ربط العالم رجل الطائر الكبير بحبل وذهب به في صحبة الفلاح إلى قمة الجبل، وأدار عيني الطائر نحو أول شعاع شمس وهبت الريح فقذف العالم بالطائر إلى أعلى بقوة، ولكن الطائر سقط على الجبل دون أن يحرك جناحيه. وسخر من الفلاح قائلا: ألم أقل أنها فرخة. ولكن مرة أخرى كرر العالم نفس الشيء، وفي الجو بدأ الطائر يحرك جناحاه الكبيرتان… فإذ هو نسر!!.. نعم لقد تذكر أنه نسر فحلق بقوة إلى أعلى حتى كاد أن يختفي عن أعينهما. إنّ هذا النسر كان قد فقد الثقة، وعاش كالدجاجة يعاني بما نسميه الشعور بالنقص أو صغر النفس.
أخي… أختي .. إن هذا النسر يذكرني ( باسحق واتس ) الإنجليزي الجنسية الذي عاش حتى صار شاباً يبلغ من العمر 21سنة وهو يتمنى الموت لنفسه رغم نجاحه الدراسي ونبوغه في الشعر، ولكنه كان يكره المرآة لأنها تذكره بجروح نقصه وصغر نفسه ولا سيما أصدقاءه ظلوا ينادوه بالدكتور اسحق واتس الصغير… آه ((الصغير)) كلمة كالسكين في داخله. وعندما حاول اسحق واتس أن يخرج من أساه تقدم لخطبة اليزابيث سنجر الشقراء ذات العينين الزرقاويتين فرفضته باعتباره قزماً معتل الصحة وتزوجت براعي أغنام يكبره بثلاثة عشر عاما فازداد الجرح نزيفاً واعتلت صحته أكثر وخرجت مئات القصائد التي تعبر عن التشاؤم واليأس.. حتى قارب الموت فدعاه أبوه ليحضر الكنيسة يوم الأحد؛ وكان المبشر يعظ عن الصليب الذي في دماه يغمس خشب الأرز والزوفا والقرمز فيتلونوا باللون الأحمر( شريعة تطهير الأبرص لاويين4:14)
بل أن هذه الأشياء الثلاثة لا تغمس فقط في الدم فتموت عند الصليب بل ويجب أن تحرق أيضاً كما في شريعة البقرة الحمراء ( عدد9:19). وفهم اسحق واتس المعنى فالأرز صورة للكبرياء والزوفا صورة لصغر النفس والشعور بالنقص والقرمز صورة لكل شهوات وملذات العالم.. الكل يموت ويحترق في صليب المسيح.. وعند الصليب انفتحت عينا اسحق واتس الداخلية ورأى المصلوب… وعند الصليب طرح الزوفا.. فاحترقت بل لقد تلاشى في الحال شعوره بأنه قزم.. وعرف أن الله رضى عنه في كمال المسيح وعمله، وأنه يستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويه ( فيلبي13:4).. فهو نسر وليس فرخة. وفي طريقه إلى المنزل شعر الدكتور واتس لأول مرة في حياته بقوة المسيح ( 2كورنثوس9:12) وقبل أن يصل للبيت كان يكتب أول ترنيمة له يقول مطلعها:
هيا انظروا مجد الحمل فكل نقائصي احتمل
عندما قال قد كمل عظموه ففيه وحده الأمل
ومن هذا اليوم… ترك النسر العيشة مع الدجاج، وأخذ يحلق في أجواء السماويات فكتب 400 ترنيمة جُمِعت في عام 1707 في كتاب (( أغاني روحية)) كلها ترانيم رائعة، ولكن لم ولن ينس المؤمنون الترنيمة التي كتبها الدكتور واتس وترجمت إلى أغلب لغات العالم وترنم بها وأحبها الملايين عبر الثلاث قرون الماضية والتي قول مطلعها:
حين أرى صليب من قضى فحاز الانتصار
ربحي أرى خسارة وكل مجد الكون عار
رقد الدكتور واتس في عام 1748 ودفن جثمانه بجوار يوحنا بنيان وجون وسلي وأقيمت له الكثير من التماثيل في ميادين إنكلترا، وخُلّد اسمه في كاتدرائية وستمنسر بعد أن خُلدّ في السماء. لكن بعد 140 عاماً من رقاده وفي صباح أحد أيام الآحاد في ربيع 1888 كان الكاتب الملحد الكبير ((ماتيو أرنولد)) يزور شقيقه في مدينة ليفربول وإذ بالمبشر ((دابان مكلارين))يعظ عظة عن ((ظل الصليب)) وأنهى حديثه قائلاً في صليب المسيح بل في المسيح المصلوب فقط لنا السلام وعندما رنمت الكنيسة الترنيمة الشهيرة ((حين أرى صليب من )) كان ارنولد يجهش في توبة وبكاء وهو يطرح كل إلحاده وخطاياه عند الصليب وفي المساء وقبل أن يرحل من منزل شقيقه قال (( نعم سيظل صليب المسيح القوة الشامخة ضد كل الأعاصير)) ثم رحل ليعود لبيته ولكن بعد خمس دقائق حمله المارة وأعادوه إلى بيت شقيقه اثر أزمة قلبية حادة.. أخذ يردد الترنيمة حتى انطلقت روحه إلى السماء.. لقد تاب في آخر أيام حياته واستخدم الله هذه الترنيمة معه.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة..هل تشعر بالنقص أو الخوف أو صغر النفس ؟ اطرح الزوفا لتموت بل لتحترق عند الصليب ورنم ترنيمة دكتور واتس وصلي معي الآن من قلبك وأنت تقرأ هذه المقالة:
صلاة: أيها المخلص المجروح أنا مملوء بالنقص والجروح، فلمن سواك بخطاياي أبوح، فغيرني واملأني بالروح، فرائحتك الزكيّة فيّ تفوح.. آمين