-
دخول

عرض كامل الموضوع : التقسيم الثنائي لمكونات الأمة السياسية ...خديعة أم حقيقة ؟


ارسلان
13/04/2008, 20:00
ربما تغلغل التقسيم الثنائي في وعي الناس إلى الدرجة التي أصبح فيها الحديث عنه من زاوية المخالفة غريباً.. هذا التقسيم الذي رسخته في أذهان العامة من الناس بينما تسلل في العقل السياسي إلى منطقتنا هي وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بينما تلقفته القوى التي صنفتها رايس بقوة الممانعة كسلاح قوي في مواجهة الخصوم في محاولة منها لفرض سياستها ودعمها بقوى شعبية تكره الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بفطرتها بينما تمرر هذه القوى مصالحها وأجندتها دون أن تعلم الجماهير شيئا عن حقيقة هذا التقسيم المفروض أمريكيا لخدمة صراعها ضد المنطقة الإسلامية وتفكيك أنويتها وتجزئة ما هو مجزأ أصلا عبر اتفاقية سايكس بيكو القديمة وربما ياتي الدعم الإيراني لأنصار الفدرالية في العراق ليكشف الصورة الحقيقية لوقوع هذا الاتجاه أو ذاك في الفخ الأمريكي المنصوب للامة العربية والإسلامية.

فما يسمى بقوى الاعتدال وقوى التطرف وتفسيرها أمريكيا ومن ثم التقاط هذا المفهوم من البعض, وترجمته بقوى الممانعة وقوى الاستسلام, إنما هو مسالة خطيرة يجعلنا نتجه جميعا نحو الاتجاه الذي يريده لنا المخطط الاستراتيجي الأمريكي دون أن ندري, بينما نعتقد أننا نقوم بعملية فرز حقيقي يقف بعضنا من خلاله في خط المقاومة بينما يقف الآخرون في خط العمالة والاستسلام. وهذا بالضبط هو الذي تستهدفه أمريكا والاستعمار العالمي من وراء هكذا تقسيم ثنائي, وهذا ما بدا واضحا بشكل دموي في العرق وأفغانستان وسوريا وفلسطين وغير ذلك من أماكن ومواقع الاستهداف الأمريكي لتقسيم الأمة وتجزئتها من جديد.

ومن زاوية النظرة المنهجية لحركة الجهاد الإسلامي ولفكر الجهاد الإسلامي يمكن النظر والتقييم إلى أي حدٍ دون الارتكاز على هذا المنهج تختل الموازين وتضيع البوصلة ونفقد صوابية المواقف السياسية الواعية والمبدعة
لكل انجازات الجهاد الإسلامي منذ تاريخ نشأته والي ألان كالابتعاد عن جريمة الحرب الأهلية والاشتباك الداخلي عبر انقسام ٍ مشحونٍ بكل أشكال الحقد والقتل والانقسام الجغرافي ومحاولات فرض الدكتاتوريات والاستئصال بينما غاب العدو المركزي في ذهن الطرف الآخر ليمارسان معا شللاً سياسيا عبر تفاوض عبثي أو مقاومةً غلبت فيها الشعارات على فعل الممارسة.

إن هذا انعكاس حقيقي لهذا التقسيم المفروض أمريكيا والذي تلقفه البعض على أساس أنه مسلمة من مسلمات الوعي السياسي بينما هو في حقيقة الأمر رغبة أمريكية بالمطلق وتخطيط استراتيجي لقوى الاستعمار مارسه قديما ضد الواقع الإسلامي عندما اخترقه عبر تقسيم العالم الإسلامي بين قوى التخلف والرجعية ممثلة بالخلافة العثمانية بقيادة الإمام عبد الحميد وقوى النهضة العربية ممثلة بالشريف حسين وثورته العربية الكُبرى !! لنكتشف فيما بعد أن الثورة وشعاراتها خدمت التقسيم الاستعماري عبر اتفاق سايكس بيكو الذي مكن لوجود إسرائيل في منطقتنا
من هنا فإن العودة لمنهج الجهاد الإسلامي فكريا وسياسيا هو الضمانة, ليس لبقاء الجهاد الإسلامي حركة متميزة فحسب , بل ضمانة على أن تظل شاهدا على جريمة هذا التقسيم وأطرافه.
وربما محاولات البعض جرجرة الجهاد لهذا الموقع من التقسيم أو ذاك إنما يخدم ليس ضياع حركة الجهاد فحسب وإنما ضياع بوصلة الأمة قيما وحضارة ومصالح.

إن الذين يتخيلون الثبات على منهج الجهاد الإسلامي اليوم من خلال بعض المواقف السياسية الخاطئة عليهم أن يفسروا الموقف السياسي الذي تقفه بعض الأطراف في هذا الجانب أو ذاك , فما الذي يجري في العراق ؟ وأين يمكن أن نصنف الموقف الإيراني الممانع الذي يدعم بكل قوة أحزاب الدعوة الإسلامية,والمجلس الأعلى , والذين هم أول من دعموا الاحتلال وشكلوا مع المحتلين أول مجلس حكم في العراق بقيادة برا يمر بينما كانت قوى المقاومة الوطنية والإسلامية ( شيعة وسنة وأكراد ) في خط المواجهة والاستهداف؟!
أين تقف إيران في أفغانستان؟! هل هي مع النظام العميل لأمريكا أم هي مع حركة طالبان التي تقود المقاومة اليوم في أفغانستان؟!, وماهي المواقف الإيرانية والسورية من اتفاق مكة الذي وجد معارضة إسرائيلية أمريكية بينما رعته السعودية وشرعته القمة العربية والإسلامية؟!

لقد أدركت إسرائيل وأمريكا خطورة الشرعية التي اكتسبتها قوى المقاومة (حماس والجهاد والإسلامي وبقية فصائل المقاومة) وبرنامجها مهما كانت حدود هذه الشرعية التي أعطاها لها اتفاق مكة, فإنها في الإدراك الأمريكي الإسرائيلي تؤهلها أن تؤدي خدمة مزدوجة لقوة المفاوض الفلسطيني في حالتي الفشل والنجاح وقدرته

ارسلان
13/04/2008, 20:11
على رفض الضغوطات الأجنبية مما يسرع في انكشاف الدور الأمريكي أمام وحدة الشعب الفلسطيني وبالتالي قيام الشعب كله بمراجعة البرنامج السياسي للمفاوض الفلسطيني والعودة لبرنامج المقاومة بقيادات جديدة.
وهذا يعني عملية انتقال سلمي للسلطة الفلسطينية (القيادة) وليس كما حصل من تمردٍ أودى بحياة المئات من الشهداء والجرحى وتدميرٍ لوحدة القضية ووحدة القيادة وإحكام للحصار على غزة وتبريره عالميا بينما تمارس إسرائيل سياسة تدمير الضفة وتجزئتها والتهام القدس شيئا فشيئا
إن جريمة التقسيم الثنائي للامة يجعل من إيران والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين مركز التوجيه والقيادة بينما تتحول فلسطين إلى مجرد أجندة من أجندات إيران والتنظيم الدولي للإخوان.
إننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى فكر الجهاد الإسلامي ومنهجه الذي يعتبر فلسطين هي القضية المركزية للحركة الإسلامية بل لقوى الخير والديمقراطية وقيم الحرية والعدالة في العالم, في نفس الوقت الذي يرى منهج الجهاد الإسلامي في هذه اللحظة الزمنية المعاصرة عدم انتمائه المذهبي للسنة اوللشيعة خاصة وان الاستعمار العالمي يخوض صراعات كبرى ضد الإسلام مما يجعل الجهاد الإسلامي شاهدا على انحرافات تنطلق هنا أو هناك من خلال التعصب للمذهبية السنية أو للمذهبية الشيعية, دون أن يدفعنا موقعنا في الوسط السني إلى الانتماء لشكل تاريخي من أشكال المذاهب بنفس القدر الذي لا تستطيع فيها حاجاتنا المادية أن تحرفنا للانتماء إلى شكل تاريخي آخر من أشكال المذاهب الإسلامية كالشيعة أو غيرها.
إن حركة الجهاد الإسلامي بهذا الاعتبار, وهي تعيش حالة الاشتباك مع العدو المركزي في إسرائيل كمركزية شرٍ عالمية إنما تشكل مركزية الخير المقابل بينما تتشكل قوى إسناد أخرى لصالحها من الصواب والحقيقة بقدر اقترابها من اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية وليست أداة من أدوات بقائها ومصالحها السياسية.

إن هذا المنهج هو الذي حدد صوابية الثورة الإسلامية في إيران عندما طرحت فكر الثورة ضد الشاه كأحد قوى الإسناد الصهيوني بينما شعار لا شيعية الثورة ولا سنيتها بل إسلاميتها هو الذي كان أرضيتها العقائدية في مواجهة الباطل والكفر العالمي
وهو نفس المنهج الجهادي الذي يجب عليه اليوم أن يقف موقفا نقديا قويا في مواجهة الانحراف الإيراني في ما يتعلق بواقع العمل الإيراني في العراق حيث غابت مركزية القضية الفلسطينية وإسلاميتها لنجد امتدادات إيران ممثلة في القوى السياسية الشيعية كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة الحكيم أو حزب الدعوة الإسلامية بقيادة المالكي والجعفري في الموقع الأمريكي ألاحتلالي مرتكزين على المنطلقات المذهبية في مواجهة المسلمين الآخرين سواء كانوا مقاومة سنية أو مقاومة شيعية, وهكذا تصرفت امتدادات الإخوان المسلمين في العراق إذ وجد وا أنفسهم بفعل غياب المنهج الإسلامي الثوري في موقع الدبابة الأمريكية ضد المقاومة الإسلامية والوطنية شيعية كانت أو سنية
إننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى المنهج المبدع الذي اكتشفه الدكتور فتحي الشقاقي لإزاحة غبار الفهم السلفي التقليدي عن مرتكزا ته التي نسيها الذين تعاملوا مع الجهاد الإسلامي كتنظيم سياسي له مصالحه المادية التي تغلبت على المنهج.

إنني أدعو إلى ثورة فكرية لا بد منها إذا أردنا في الجهاد الإسلامي إعادة الاعتبار للتميز الحركي , وإذا أردنا أن ننقذ الحركة الإسلامية في فلسطين من الانحراف وان نقترب من قيادتها للعملية السياسية لمركز الصراع العالمي في فلسطين , إذ أن منهج الجهاد الإسلامي هو الضمانة الوحيدة في مواجهة حالة الصدام الحضاري المفروضة على فلسطين وعلى الأمة وعلى الإنسانية كلها

ارسلان
13/04/2008, 20:16
هذا المقال يتحدث بشكل مفصل الى حدا ما عن التقسيم الثنائي الذي استشري كما المرض في اواسط الثقافة العربية والاسلامية الا وهو دول الممانعة ودول السلام ويطرح تسائلات عدة تحاول مقارنة الوقائع على الارض مع ما يُقال ويُنظر له
ويحاول ان يسلط الضوء على دور الجهاد الاسلامي المتوازن سابقا ومدى انحرافه عن دوره الرئيس

دمتم بحب

اه هاد المقال
بقلم/ عبد الله الزق