فاوست
12/04/2008, 20:23
غباء التسريب الاستخباراتي للمواقع السورية ... الطائرة الأردنية بين تل أبيب وبيروت نموذجا
دمشق ، زين الشامي ( الرأي العام الكويتية) : يوم الخميس الماضي، الموافق 11 أبريل، طالعتنا اربعة مواقع الكترونية سورية بخبر يتحدث عن هبوط طائرة أردنية في مطار بيروت تنقل مسؤولا عسكريا من «تيار المستقبل» اللبناني من تل ابيب.
ما كان لافتا ان الخبر تم نشره في الوقت نفسه والمضمون نفسه واحتوى الكلمات ذاتها، كما ان موقعين نسباه الى مصدرين مختلفين فيما احد المواقع الالكترونية تركه من دون الاشارة الى اي مصدر. اما الموقع الرابع فنسبه الى «مصادر مطلعة»!
يذكر ان العلاقة بين القائمين على هذه المواقع وهم علي جمالو صاحب موقع «شام برس» ونضال معلوف صاحب موقع «سيريا نيوز» وريم الخضر صاحبة موقع «داماس بوست» وموقع «صدى سوريا» الذي يشرف عليه نزار ميهوب مدير العلاقات العامة والاعلام الخارجي السابق في وزارة الاعلام هي علاقة سيئة، اي ان الأربعة لا يتكلمون مع بعضهم البعض وهم في حال خصومة، كما انهم في حال تنافسية كونهم يشتغلون في «الكار» ذاته.
لكن، وبعد نشر هذا الخبر، تقصينا فيما بعد وحاولنا الاتصال بالاشخاص الأربعة للوقوف مهنيا على بعض التفاصيل، ورغم انها باءت بالفشل، نتيجة تهرب بعضهم من الاجابة ونتيجة عدم رد احدهم على اتصالنا الهاتفي، تأكدت صحة تشكيكنا بمصدر هذا الخبر مثلما تأكدنا ان ثمة ما يجمع هؤلاء الاشخاص رغم الخلافات الشخصية والتنافسية في ما بينهم، ان الذي يجمعهم جميعا انهم يعملون في «الكار» نفسه.
وقبل ان نجري قراءة مهنية في تحليل الشكل والمضمون لهذا الخبر، دعونا نقرأه كما ورد حرفيا من دون زيادة او نقصان وسنبدأ اولا من موقع «سيريا نيوز»، التي نشرت الخبر على النحو التالي وتحت عنوان:
«مصادر: طائرة أردنية تنقل مسؤولا عسكريا في تيار المستقبل من تل أبيب إلى بيروت» وجاء في التفاصيل:
«كشفت مصادر لبنانية مطلعة لسيريانيوز عن هبوط طائرة اردنية في مطار بيروت آتية من تل ابيب حملت على متنها خالد شهاب، المسؤول العسكري الاول في تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري.
وحسب المصادر، كانت الطائرة الاردنية دخلت الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب بتاريخ 1/4/2008 وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت.
ولا يسمح بهبوط الطائرات القادمة من اسرائيل في مطارات لبنانية حيث ان الدولتين في حالة حرب.
وبعد ساعة، سمح للطائرة بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية. وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش. تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب (ابن عم نائب لبناني سابق) قادمين من تل أبيب.
وقالت المصادر بانه تم التحقيق مع الرجلين من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب وماهية الأعمال التي قاما بها هناك، فيما حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».، وبذلك، انتهى الخبر الذي بثه موقع «سيريا نيوز».
اما موقع «شام برس» لصاحبه علي جمالو، ومع ضرورة الانتباه الى ان هذا الموقع نسب الخبر الى مراسل وهمي الاسم يدعى «جورج أبي رعد»، وهو اسم غالبا ما يلجأ اليه الموقع المذكور في نشر اخبار من الساحة اللبنانية يكون مصدرها ادارة المخابرات العامة في سورية التي يرأسها اللواء علي مملوك، وهي الجهة ذاتها التي يحتفظ صاحب موقع «سيريا نيوز» نضال معلوف بعلاقة قوية معها مثله مثل صاحب موقع «صدى سوريا» نزار ميهوب.
وتحت عنوان:
«مصادر عليمة: طائرة خاصة نقلت شخصيتين من تيار المستقبل اللبناني من تل أبيب إلى بيروت»، كتب موقع «شام برس»:
«بيروت - شام برس من جورج أبي رعد:
قالت مصادر عليمة انه و بتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت، وبعد ساعة، سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب، قادمين من تل أبيب.
وتم التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حيث حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
انتهى الخبر بصيغته الحرفية التي وردت في موقع «شام برس».
والآن، سنعرض الخبر كما ورد في موقع «داماس بوست» لصاحبته ريم الخضر، وهي لم تنسبه الى اي مصدر بل نشرته كما تسلمته من ادارة المخابرات العامة من دون اي تغيير ولو حتى حرف واحد.
العنوان:
«الامن اللبناني يحقق في زيارة مسؤولين في تيار المستقبل إلى تل أبيب»
التفاصيل:
«بتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت , وبعد ساعة سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب،قادمين من تل أبيب. وتم التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حيث حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
أما الموقع الرابع والأخير، وهو «صدى سوريا»، فننشر الخبر كما ورد حرفيا وتحت عنوان:
«بالدلائل القاطعة.. الكشف عن علاقة تيار المستقبل بإسرائيل»
وجاء في الخبر:
«صدى سوريا: كشفت مصادر مطلعة عن علاقات مباشرة بين إسرائيل وتيار المستقبل الذي يتزعمه، سعد الحريري، ومعرفة الحكومة اللبنانية بذلك، فبتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت , وبعد ساعة سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب , قادمين من تل أبيب، وبعد التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
سيلاحظ القارئ ان مضمون الخبر وشكله التحريري في المواقع الأربعة كان مضمونا واحدا من دون أي تغيير، اما الصياغة التحريرية فاختلفت في بضع كلمات فقط. ومن ناحية نسب الخبر الى «مصدر»، فإن الفارق الوحيد ان موقع «شام برس» نسبه الى مصدر وهمي فيما موقع «سيريا نيوز» نسبه الى «مصادر لبنانية مطلعة». كذلك أضاف هذا الموقع بعض الكلمات التي لا تقدم ولا تؤخر الى مضمون الخبر مثل «ولا يسمح بهبوط الطائرات القادمة من اسرائيل في مطارات لبنانية حيث ان الدولتين في حالة حرب». اما ما تبقى فبقي مثل هو.
اما موقع «صدى سوريا»، فنسبه الى مصادر مطلعة، فيما موقع «داماس بوست» تركه مثل ما وصله حرفيا من ادارة المخابرات العامة.
ان هذه الفضيحة تثبت انه لا يمكن لموقع الكتروني او أي وسيلة اعلامية العمل داخل سورية من دون موافقة الاجهزة الامنية وبإشرافها وبتدخل منهم. ومن يسع لذلك من دون ان يمر عبر البوابة الامنية فسيكون مصيره الفشل او الحجب كما حصل مع مواقع كثيرة.
من ناحية أخرى، تؤشر هذه الحادثة الى «الغباء المستفحل» في طريقة التعاطي الرسمي مع وسائل الاعلام التي لن تصل ابدا الى غايتها التي ارادت من نشرها هذه «المعلومات» بسبب طريقة التعاطي هذه.
وعلى أصحاب هذه المواقع، ان يشيروا الى المصدر الحقيقي لهذا الخبر، لأنهم بذلك يعفون أنفسهم من الاحراج الكبير ويربحون أنفسهم كما يكسبون ثقة قرائهم.
دمشق ، زين الشامي ( الرأي العام الكويتية) : يوم الخميس الماضي، الموافق 11 أبريل، طالعتنا اربعة مواقع الكترونية سورية بخبر يتحدث عن هبوط طائرة أردنية في مطار بيروت تنقل مسؤولا عسكريا من «تيار المستقبل» اللبناني من تل ابيب.
ما كان لافتا ان الخبر تم نشره في الوقت نفسه والمضمون نفسه واحتوى الكلمات ذاتها، كما ان موقعين نسباه الى مصدرين مختلفين فيما احد المواقع الالكترونية تركه من دون الاشارة الى اي مصدر. اما الموقع الرابع فنسبه الى «مصادر مطلعة»!
يذكر ان العلاقة بين القائمين على هذه المواقع وهم علي جمالو صاحب موقع «شام برس» ونضال معلوف صاحب موقع «سيريا نيوز» وريم الخضر صاحبة موقع «داماس بوست» وموقع «صدى سوريا» الذي يشرف عليه نزار ميهوب مدير العلاقات العامة والاعلام الخارجي السابق في وزارة الاعلام هي علاقة سيئة، اي ان الأربعة لا يتكلمون مع بعضهم البعض وهم في حال خصومة، كما انهم في حال تنافسية كونهم يشتغلون في «الكار» ذاته.
لكن، وبعد نشر هذا الخبر، تقصينا فيما بعد وحاولنا الاتصال بالاشخاص الأربعة للوقوف مهنيا على بعض التفاصيل، ورغم انها باءت بالفشل، نتيجة تهرب بعضهم من الاجابة ونتيجة عدم رد احدهم على اتصالنا الهاتفي، تأكدت صحة تشكيكنا بمصدر هذا الخبر مثلما تأكدنا ان ثمة ما يجمع هؤلاء الاشخاص رغم الخلافات الشخصية والتنافسية في ما بينهم، ان الذي يجمعهم جميعا انهم يعملون في «الكار» نفسه.
وقبل ان نجري قراءة مهنية في تحليل الشكل والمضمون لهذا الخبر، دعونا نقرأه كما ورد حرفيا من دون زيادة او نقصان وسنبدأ اولا من موقع «سيريا نيوز»، التي نشرت الخبر على النحو التالي وتحت عنوان:
«مصادر: طائرة أردنية تنقل مسؤولا عسكريا في تيار المستقبل من تل أبيب إلى بيروت» وجاء في التفاصيل:
«كشفت مصادر لبنانية مطلعة لسيريانيوز عن هبوط طائرة اردنية في مطار بيروت آتية من تل ابيب حملت على متنها خالد شهاب، المسؤول العسكري الاول في تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري.
وحسب المصادر، كانت الطائرة الاردنية دخلت الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب بتاريخ 1/4/2008 وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت.
ولا يسمح بهبوط الطائرات القادمة من اسرائيل في مطارات لبنانية حيث ان الدولتين في حالة حرب.
وبعد ساعة، سمح للطائرة بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية. وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش. تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب (ابن عم نائب لبناني سابق) قادمين من تل أبيب.
وقالت المصادر بانه تم التحقيق مع الرجلين من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب وماهية الأعمال التي قاما بها هناك، فيما حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».، وبذلك، انتهى الخبر الذي بثه موقع «سيريا نيوز».
اما موقع «شام برس» لصاحبه علي جمالو، ومع ضرورة الانتباه الى ان هذا الموقع نسب الخبر الى مراسل وهمي الاسم يدعى «جورج أبي رعد»، وهو اسم غالبا ما يلجأ اليه الموقع المذكور في نشر اخبار من الساحة اللبنانية يكون مصدرها ادارة المخابرات العامة في سورية التي يرأسها اللواء علي مملوك، وهي الجهة ذاتها التي يحتفظ صاحب موقع «سيريا نيوز» نضال معلوف بعلاقة قوية معها مثله مثل صاحب موقع «صدى سوريا» نزار ميهوب.
وتحت عنوان:
«مصادر عليمة: طائرة خاصة نقلت شخصيتين من تيار المستقبل اللبناني من تل أبيب إلى بيروت»، كتب موقع «شام برس»:
«بيروت - شام برس من جورج أبي رعد:
قالت مصادر عليمة انه و بتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت، وبعد ساعة، سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب، قادمين من تل أبيب.
وتم التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حيث حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
انتهى الخبر بصيغته الحرفية التي وردت في موقع «شام برس».
والآن، سنعرض الخبر كما ورد في موقع «داماس بوست» لصاحبته ريم الخضر، وهي لم تنسبه الى اي مصدر بل نشرته كما تسلمته من ادارة المخابرات العامة من دون اي تغيير ولو حتى حرف واحد.
العنوان:
«الامن اللبناني يحقق في زيارة مسؤولين في تيار المستقبل إلى تل أبيب»
التفاصيل:
«بتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت , وبعد ساعة سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب،قادمين من تل أبيب. وتم التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حيث حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
أما الموقع الرابع والأخير، وهو «صدى سوريا»، فننشر الخبر كما ورد حرفيا وتحت عنوان:
«بالدلائل القاطعة.. الكشف عن علاقة تيار المستقبل بإسرائيل»
وجاء في الخبر:
«صدى سوريا: كشفت مصادر مطلعة عن علاقات مباشرة بين إسرائيل وتيار المستقبل الذي يتزعمه، سعد الحريري، ومعرفة الحكومة اللبنانية بذلك، فبتاريخ 1/4/2008 دخلت طائرة أردنية الأجواء اللبنانية قادمة من تل أبيب وطلبت السماح لها بالهبوط في مطار بيروت , وبعد ساعة سمح لها بالهبوط نتيجة تدخل الحكومة اللبنانية وبالتدقيق مع ركابها من قبل جهاز أمن المطار وبالتنسيق مع قيادة الجيش تبين أن من بينهم المدعو خالد شهاب المسؤول العسكري الأول في تيار المستقبل وهو مهندس إلكترون وبرفقته ابن عم النائب السابق المسؤول الثاني في تيار المستقبل المدعو محمد دياب , قادمين من تل أبيب، وبعد التحقيق معهما من قبل جهاز أمن المطار حول ذهابهما إلى تل أبيب والأعمال التي قاما بها هناك، حضرت سيارة من رئاسة الوزراء لنقلهما وتبين أن بقية الركاب أجانب وتم تسفيرهم من مطار بيروت».
سيلاحظ القارئ ان مضمون الخبر وشكله التحريري في المواقع الأربعة كان مضمونا واحدا من دون أي تغيير، اما الصياغة التحريرية فاختلفت في بضع كلمات فقط. ومن ناحية نسب الخبر الى «مصدر»، فإن الفارق الوحيد ان موقع «شام برس» نسبه الى مصدر وهمي فيما موقع «سيريا نيوز» نسبه الى «مصادر لبنانية مطلعة». كذلك أضاف هذا الموقع بعض الكلمات التي لا تقدم ولا تؤخر الى مضمون الخبر مثل «ولا يسمح بهبوط الطائرات القادمة من اسرائيل في مطارات لبنانية حيث ان الدولتين في حالة حرب». اما ما تبقى فبقي مثل هو.
اما موقع «صدى سوريا»، فنسبه الى مصادر مطلعة، فيما موقع «داماس بوست» تركه مثل ما وصله حرفيا من ادارة المخابرات العامة.
ان هذه الفضيحة تثبت انه لا يمكن لموقع الكتروني او أي وسيلة اعلامية العمل داخل سورية من دون موافقة الاجهزة الامنية وبإشرافها وبتدخل منهم. ومن يسع لذلك من دون ان يمر عبر البوابة الامنية فسيكون مصيره الفشل او الحجب كما حصل مع مواقع كثيرة.
من ناحية أخرى، تؤشر هذه الحادثة الى «الغباء المستفحل» في طريقة التعاطي الرسمي مع وسائل الاعلام التي لن تصل ابدا الى غايتها التي ارادت من نشرها هذه «المعلومات» بسبب طريقة التعاطي هذه.
وعلى أصحاب هذه المواقع، ان يشيروا الى المصدر الحقيقي لهذا الخبر، لأنهم بذلك يعفون أنفسهم من الاحراج الكبير ويربحون أنفسهم كما يكسبون ثقة قرائهم.