-
دخول

عرض كامل الموضوع : المسرح السوري في النصف الأول من القرن الـ 20


The morning
11/04/2008, 08:20
تلقى المسرح السوري منذ نشأته ضربة أليمة، بفقد مؤسسه أبي خليل القباني (1833-1903) - فلم تقم للمسرحية الغنائية ذات الفصول، والموضوع الواحد، والتي وضع أسسها القباني، أية قائمة في سوريا من بعده. «وقد استمر الفن المسرحي في مطلع القرن العشرين، في صالات المسارح أو صالات المقاهي، فكان لدمشق في مطلع القرن ستة مسارح، يجتمع فيها الناس إلى المغنيات، والمطربين والمغنين، وهي: مسرح الاصلاح خانه, مسرح القوتلي, مسرح زهره دمشق, مسرح حديقه الامه , مسرح حديقه مسمار, مسرح قهوه الخباز.

أما برامج هذه المسارح، فكانت واحدة تقريباً، يبدأ البرنامج بوصلة موشحات من أحد المطربين، ثم ليالي، ثم تقاسيم، ودور من النغمة التي غنى بها الموشحات
يختتم الفصل بقصيدة تفتتح بهذا البيت:
آه يا أنا، ويش للعوازل عندنا قم ضيع العذال، وواصلني أنا

أما القصيدة، فمن أي بحر، ومن أية قافية، وليس لها أقل ارتباط بالمدخل المذكور، وإنما كان هذا البيت فاتحة قصيدة، ليعطي الوزن لأصحاب الآلات.
بعد انتهاء الفصل الغنائي، ينزل الستار للاستراحة، ثم يبدأ الرقص، وبعده يبدأ الفصل التمثيلي، وهو غالباً هزلي لتسلية الناس.

ومن أشهر أصحاب المسارح في ذلك الوقت، (أحمد آغا الخباز) صاحب مقهى الخباز،
وكان إذا جلس أمام مدخل المسرح، لا يجرؤ أحد من فتيان الحي، أن يطل برأسه على المسرح، إذ كان في سوق ساروجة، و البحصه و زقاق رامي ، عدة شبان من القبضايات يأخذون الغفارات من أصحاب المسارح، وإذا تمنع أحدهم عن دفع الغفارة، انتقموا منه، ومن حضور حفلاته، وكانت الحكومة تتجاهل هذه الاعتداءات.

كانت المقاهي تقدم الحكواتي الذي يقص سيرة عنتر، والملك الظاهر جالساً على دكة
عالية، بحيث يراه جميع من في المقهى، فيقرأ فصلاً من القصة ويجبي النقود
«وكانت المقاهي أيضاً تقدم (عروض الكراكوز) مع شيء من رقص السماح فكان لكل حي مقهى خاص لعروض (الكراكوز)، وقد اشتهر في دمشق آنذاك (محمد حبيب) الذي كان يقدم الفصول التمثيلية، ورقص السماح إلى جانب فن (الكراكوز)، إلا أنه بعد فترة قصيرة انصرف إلى فن (الكراكوز) دون سواه فكان يقدم في الليلة الواحدة ثلاثة عروض، في ثلاثة مقاه مختلفة ..
ظل النشاط على هذه الحال سنوات عديدة، وفي عام 1914 كان قد عاد إلى دمشق الشاب (عبد الوهاب أبو السعود)، بعد أن أمضى مدة عام ونصف في (القاهرة) كان خلالها تلميذاً لجورج أبيض، ولكنه لم يجد في البداية منطلقاً لعمله الفني، فذات يوم أتته الدعوة للإلتحاق بالجيش العثماني، فلجأ إلى الفرار من الجندية، ولم يكن ممكناً في هذه الفترة القلقة من حياته، أن يمارس أياً من هوايتيه الرسم والتمثيل، إلى أن عيّن عام 1918 مدرساً لمادة الرسم في مدرسة (الملك الظاهر). وكان قد آمن منذ البداية أن المدرسة هي منطلقه في العمل الفني بشطريه: الرسم والتمثيل، وأنه لا يمكن له أن يزرع نبتة فنية مثمرة، إذا لم تكن المدرسة أرضها ولهذا حرص على أن يغذي هذه النبتة، في الإطار المدرسي وقد عمل وقتئذ على اختيار عدد من تلاميذه، لتدريبهم على الإلقاء، والتمثيل وإعداد المسرح استعداداً للظهور في باكورة انتاجه المسرحي، واستطاع أن ينتقل إلى الخطوة العملية، بتأسيسه نادي (الاتحاد والترقي) الذي كان يعمل للقضية العربية تحت ستار الفن.
فــي يــتبع ..

The morning
12/04/2008, 09:53
وفي عام 1918 وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وتم جلاء الأتراك عن سوريا، وشهدت دمشق في ذلك العام قدوم الأمير (فيصل بن الشريف حسين) على رأس جيش الثورة العربية الكبرى، وهنا أحس عبد الوهاب أبو السعود أن منطلقه الفني يجب أن يبدأ مع منطلق سوريا في الميدان العربي، بعد تحررها من نير الحكم التركي، فراح يعد العدة للظهور على المسرح في عمل كبير، فلجأ إلى معروف الارناؤوط الذي كان يجيد الكتابة المسرحية، وطلب منه أن يكتب على جناح السرعة عملاً مسرحياً يناسب الأحداث، فكتب (الأرناؤوط) مسرحية جمال باشا السفاح، وهو أحد القواد الأتراك، وصاحب المشانق التي علق عليها الأحرار في السادس من أيار من عام 1916، وقد قام عبد الوهاب أبو السعود بتهيئة النص بسرعة مماثلة للعرض، فقد رأى أن دمج الفن بالقومية في عمل واحد من شأنه أن يفتح صدر المجتمع لأعمال فنية قادمة ورأى أن ذلك يخدم القضية القومية قبل أي شيء آخر، وقد شجعه هذان العاملان على افتتاح عمله المسرحي بهذه المسرحية.

قدم هذا العرض دعماً للعهد الوطني في صالة مسرح (زهرة دمشق) باسم نادي (الاتحاد والترقي)، وحضر العرض الأمير فيصل، وضباط الجيش العربي وأعيان دمشق، ورجالاتها، ولم يكن الحفل مقتصراً على العرض نفسه، وإنما كان مهرجاناً تكريمياً للأمير، ألقيت فيه القصائد والخطب.

وقد روى العرض المسرحي كيف حوكم الأبطال العرب (شهداء 6 أيار) من قبل الأتراك، وكيف تصرف (جمال باشا) بالنسبة لهذه القضية، وما هو دور الشيخ سعيد الباني فيها، وينتهي العرض بانتهاء الحرب، وانكسار تركيا، وقدم عبد الوهاب أبو السعود مشهداً خاصاً بين الفصلين الثاني والثالث، صور فيه كيف تم اعدام الأبطال العرب، وكيف عُلقوا على المشانق، فسلطت الأضواء الصفراء على وجوه الممثلين المعلقين على أعواد المشانق، بحيث شعر الجمهور برهبة، واستعاد الصورة الحقيقية لإعدام أبنائه، ورجال وطنه

كان النجاح الذي حققه هذا العرض، سبباً في ذيوع اسم عبد الوهاب أبو السعود في عالم التمثيل، وبحماسة غير عادية تابع ما بدأه. وخلال فترة الحكم الوطني القصيرة ما بين عامي (1918-1920) شهدت دمشق عدداً من المسرحيات التي قدمها عبد الوهاب أبو السعود، مستعيناً ببعض تلاميذه وأصدقائه. غير أن دخول القوات الفرنسية سوريا عنوة عام (1920)، قد حول عبد الوهاب من فنان ماض في رسالته الفنية، إلى مقاوم منخرط في الحركة الوطنية، ثم إلى رجل متوار عن الأنظار، بسبب ملاحقة السلطات الفرنسية له، وخلال هذه المرحلة سكت عن العمل المسرحي بعض الشيء، والتفت إلى الرسم. (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

The morning
15/04/2008, 07:44
في عام 1925 حين هب الشعب السوري يناضل ضد المستعمرين الفرنسيين، فكر نفر من الشباب المثقف على رأسهم عبد الوهاب أبو السعود، بإخراج مسرحية (هملت) واتفقوا فيما بينهم على أن يكون ريعها للمجاهدين وفعلاً تم عرض المسرحية وكان أبطالها: سليم الزركلي، ناظم نكروما، رياض الميداني، عرفان الجلاد، شهير الأيوبي، وقد أرسل ريع المسرحية كاملاً إلى مجاهدي الثورة. وفي عام 1928 اجتمع بعض الشباب المتحمس لعروبته في دار السيد (نور أيوب أغا) في سوق الحرير، واتفقوا على تقديم مسرحية (السمؤال أو وفاء العرب)، فدرست هذه المسرحية ووزعت أدوارها على كل من: جودت الأوى، خليل المرادي، غالب النقشبندي، نور أيوب آغا، مصطفى هلال، ولعدم إمكان إيجاد فتاة تقبل الظهور على المسرح، فقد أسند الدور النسائي إلى شاب جميل.
وسارت التمارين على العرض، وعندما اقترب موعد العرض اعترضت الممثلين مشكلة لم تكن بالحسبان، ذلك أن كلا منهم كان يحتاج إلى كمية من الشعر يصنع منها شارباً، ولحية كثة، ودمشق بكامل متاجرها ومخازنها لا تبيع بضاعة منهذا النوع، وبعد الاستفهام المتواصل اتضح أن بعض العائلات اليهودية تبيع ضفائر من الشعر الطبيعي، وذهب بعض الممثلين يسألون ويتحرون، إلى أن عثروا على بغيتهم، واشتروا عدة ضفائر بثمن باهظ.
وفي اليوم الأول للعرض، امتطى الممثلون عربة من عربات الشام القديمة وهم يرتدون ملابس التمثيل، وعلى وجوههم الماكياج الكامل، وقد حمل أحدهم لوحة كتب عليها اسم العرض، والمسرح الذي سيقدم عليه، وبدأوا يجوبون طرقات دمشق بسيوفهم، وخناجرهم، وعباءاتهم المقصبة. وتم العرض بنجاح ملموس، وأعيد تقديمه عدة مرات.
وكانت أول عملية دوبلاج في دمشق، قد جرت ضمن هذا العرض، إذ أن القائم بدور المطربة، كان يقف إلى طرف المسرح، ويده على أذنه كمن يغني، بينما كان المطرب (مصطفى هلال) يقف وراءه بين الكواليس يغني بدلاً عنه، ولم ينتبه أحد من الجمهور إلى هذه الحيلة، وانهالت رسائل الإعجاب على المطربة المزيفة.
في العام نفسه، أقدم عبد الوهاب أبو السعود بعد نجاح هذا العرض على تأسيس (نادي الكشاف الرياضي)، وأعجبت هذه الفكرة الكثير من المفكرين والشباب الواعي أمثال: توفيق العطري، بشير البكري، وصفي المالح، عمر الطيبي، أديب محيش، عادل السمان، مصطفى هلال، خليل المرادي، جودت الأوي، وقد وقع الاختيار على قطعة أرض خالية في شارع خالد ابن الوليد، لتكون مقراً للنادي، وخلال فترة قصيرة شيد كل شيء، جدران، وباب خارجي، ومكتب للإدارة، ومسرح... كما تقرر إخراج مسرحية (بطل غاليا) من قبل عبد الوهاب أبو السعود، وبدأت التمارين، بينما قام نقر من الإداريين بتأمين الملابس التاريخية، وأخذ كل منتسب إلى النادي يكلف زوجته، أو والدته، بخياطة الملابس حسب توجيه الفنان عبد الوهاب أبو السعود، كما أخذ بعض الأعضاء على عاتقهم رسم المناظر، وتبرعوا بجميع النفقات اللازمة، وبالإضافة إلى ذلك تألفت لجنة لاستئجار المقاعد والكراسي الكافية من المحلات المختصة، وكان حصاد هذا الحماس الملتهب، أن ظهر العرض، وصفق له الجمهور، ولم يخطر على بال أحد ممن عملوا فيه أن يسأل عن الإيراد والكسب، بل كان هم الجميع السؤال عن مدى نجاحه ,.

The morning
16/04/2008, 23:16
وبعد هذا العرض قدم النادي ثلاثة عروض هي: (حمدان الأندلسي)، (تاجر البندقية)، (صلاح الدين الأيوبي)، والأخير من تأليف وإخراج عبد الوهاب أبو السعود قدمه النادي عام 1920، وحضره رئيس الحكومة (تاج الدين الحسني)، والوزراء، والأدباء والشعراء، والجنرال الفرنسي (كاترو) وكبار الشخصيات الفرنسية، وحدث بين الفصل الأول والثاني من العرض أن قذف أحد المواطنين من ساحة محطة الحجاز، حجراً متوسط الحجم، كان الهدف منه أن ينال الجنرال (كاترو)، فتعداه وأصاب أحد الحضور الذي نقل فوراً إلى المشفى، وانتشر الحراس في ساحة محطة (الحجاز) حتى نهاية العرض. كان هذا العرض آخر العروض التي قدمها النادي، إذ تشاء الظروف أن تغلق السلطات الفرنسية هذا النادي، بعد ستة أشهر من قيامه، بحجة اتجاهاته الوطنية
وكي لا تضيع جهود (نادي الكشاف الرياضي) سدى، تأس نادي الفنون الجميله بعده بأربعين يوماً، على يد: وصفي المالح، توفيق العطري، رفعت عناية، الموسيقار توفيق الصباغ، الرسام: توفيق طارق.
ورفع هذا النادي لواء الفن منذ عام 1930، وأخذ يهيء المسرحيات العالمية للعرض، ومنها: (هاملت)، (يوليوس قيصر)، (تاجر البندقية) لوليم شكسبير، (فاوست) لغوته، وبعض مسرحيات عبد الوهاب أبو السعود ومنها (في ربوع الفيحاء)، (الضحايا)، (دمشق على المسرح)، بالإضافة إلى عدة نصوص وطنية قام بتأليفها (وصفي المالح). وكان النادي يقدم الحفلات الموسيقية، وحفلات السمر الأسبوعية، واستمر نشاطه حتى عام 1970»
«إضافة إلى هذه الأندية التي نشأت في ظل الانتداب، وأخذت على عاتقها تقديم العروض المسرحية الوطنية، والعروض لأشهر النصوص العالمية، كان هناك بعض الفرق التي تسمي نفسها (أجواقاً) وتقديم الفصول التمثيلية الفكاهية إلى جانب الطرب، والاستعراض، مثال على ذلك جوق (يوسف شكري) الذي أسمى نفسه (الجوق السوري الجديد)، وكان يعمل في مصر والشام، ثم جوق (الياس) وكان يعمل في الشام، وكان (جورج دخول) المعروف بـ (كامل الأصلي)، يقوم بأهم الأدوار الهزلية في الجوقين، وكامل هذا يمثل الانفصالات المضحكة إلى جانب الغبار، والوقوع في أحرج المواقف من جراء طيبة قلبه.

The morning
20/04/2008, 07:25
ولكن جورج دخول أسس جوقاً خاصاً به في دمشق عمل مدة طويلة على مسارح دمشق، وخاصة مسرح القوتلي، وكان يقدم فصولاً عربية شامية، وأخرى تركية ممزوجة بالعربية. ثم هناك أيضاً الفنان الشعبي المحترف (جميل الأورفلي) الشهير (بكامل الأوصاف) وصديقه (أبو رمزي)، وأكبر الظن أن (كامل الأوصاف) نحت شهريته التي عرف بها على اسم شخصية (كامل الأصلي) الذائعة الصيت.
كان هذان الفنانان الشعبيان المحترفان، يعملان في بادئ الأمر في الفرق التركية المحترفة التي كانت تعمل في سوريا، أو تفد إليها، ثم استقلا عنها وأسسا مع (محمد سوكة) فرقة باسمهم وصاروا يقدمون العروض الشعبية، بلهجة دمشقية يمزجونها أحياناً بالتركية
ومن الأجواق المسرحية الغنائية التي كانت تؤمن سوريا جوق (سلامة حجازي) الذي كان ينهج نهج أبي خليل القباني في المسرحية الغنائية، وجوق (أبيض - عكاشة) الذي تألف من اتحاد فرقتين هما فرقة (جورج أبيض)، وجوق (عبد الله عكاشة).
و هناك أيضاً جوق (سليم وأمين عطا الله) الذي تآلف من لبنانيين، ومصريين، واحترف التمثيل الغنائي حتى عام 1916، ثم مال إلى تقديم الفكاهة، إلى أن انفرط عقده مع الحرب العالمية الأولى فانضم أمين عطا الله إلى فرقة مصرية شعبية هي فرقة (نجيب الريحاني) وبفعل ذلك اقتبس أمين عطا الله الفصول الفكاهية المسرحية التي ابتكرها وقتها نجيب الريحاني، وهي (الفصول الكشكشية) التي تدور حول شخصية العمدة (كشكش بيه) الذي يأتي إلى المدينة قادماً من ريف مصر، فيصطدم بصخب المدينة، وتحدث معه من جراء ذلك مجموعة من المفارقات والمواقف المضحكة.
ثم ما لبث (أمين عطا الله) أن انفصل عن الفرقة، وألف مع صديقه (كميل شمبير) عازف البيانو فرقة عرفت باسم فرقة (أمين عطا الله)، وذلك عام 1925، وكانت عروض الفرقة: تارة المسرحية الغنائية الطويلة، وتارة التمثيليات الفكاهية الانتقادية، مع موسيقى ورقص ومونولوج وغناء. وقد عمل مع هذه الفرقة معظم الفنانين السوريين، ومنهم: حسن حمدان، عبد اللطيف فتحي، محمد علي عبده، وقد كان لفرقة (أمين عطا الله) الأثر الحاسم، والفاصل في حياة الاحتراف المسرحي في سوريا في فترة ما بين الحربين العالميتين، ومن هذه الفرقة نقل المحترفون السوريون الفصول المعروفة بالفصول الكشكشية، كما نقلوا شخصية الخادم البربري (عثمان) الذي يتكلم بلهجة أهالي النوبة في مصر، والتي كان يقدمها في السينما (علي الكسار)، ثم قدمها على المسرح (سليم وأمين عطا الله).
ومن الفرق الكبيرة التي زارت سوريا، وقدمت فيها نشاطاً مسرحياً متميزاً، فرقة (يوسف وهبي)، وفرقة (فاطمة رشدي)، وهاتان الفرقتان العربيتان، فرقتا تمثيل عادي، عزلتا الموسيقا والغناء والرقص نهائياً عن التمثيل المسرحي، وقد زارتا سوريا عام 1929، فاستقبلت فرقة يوسف وهبي في دمر من قبل الشباب المثقف: فخري البارودي، أديب الصفدي، رياض الميداني، صهيب العطار، وقدمت الفرقة العروض التالية: كرسي الاعتراف غادة الكاميليا، راسبوتين، القبلة القاتلة. ومثل في هذه العروض: يوسف وهبي، جورج أبيض، دولت أبيض، زينب صدقي، فتوح نشاطي، أحمد علام، مختار عثمان.

The morning
22/05/2008, 00:05
أما فرقة (فاطمة رشدي) التي تأسست عام 1927، بإدارة عزيز عيد، فقد استقبلت رسمياً قرب دوما، وتشكلت لجنة برئاسة خالد العظم لذلك. قدمت الفرقة العروض التالية: السلطان عبد الحميد، جمال باشا، مصرع كليوباترة، النسر الصغير، بحد السيف. ومثل في العروض: فاطمة رشدي، عزيز عيد، بشارة واكيم، استفان روستي، سارينا إبراهيم، عباس فارس.
ومن الفرق التي زارت سوريا أيضاً فرقة (نجيب الريحاني) وكان ذلك عام 1930، وقد مهدت الصحافة للزيارة بإعلانات فخمة.
ونصادف في تلك الفترة زيارة فرق رسمية فرنسية، مثل فرقة (غبرييل وروبين والكسندر) من الكوميدي فرانسيز، وفرقة (ماري بيل وشارل بواييه) وذلك عام 1930.
ومن الفرق التركية التي كانت تفد إلى الشام فرقة (أرطوغرل بك) وإليها تعود (الفصول الأرطوغرلية الارتجالية) التي ذاعت وقتها، وكانت هذه الفصول تعتمد على الارتجال اعتمادها على الحركة، وكانت فكاهتها تعتمد على النكتة، وسرعة الخاطر، وحضور البديهة، ومنها (بوريتا)، (حبيبي طبيبي)، (هرو هرو)، وكانت هذه الفصول تقدم بعد المسرحية، وقد قدمها الفنانون المحترفون السوريون في فرقهم في فترة ما بين الحربين العالميتين، فقد شهدت هذه الفترة نشأة فرقتين محترفتين الأولى فرقة (حسن حمدان) وترجع إلى عام 1935، والثانية فرقة (محمد علي عبده) وترجع إلى عام 1944.
وكان كل من (حسن حمدان) و(محمد علي عبده) قد عمل في فرقة (أمين عطا الله) اللبنانية المصرية، وفي عام 1933 عندما أسس (حسن حمدان) فرقته انضم إليها محمد علي عبده، ولكن بينما أخذ حسن حمدان يقدم (الفصول الكشكشية) على طراز سوري اقتبسه عن أمين عطا الله، ونجيب الريحاني، كان محمد علي عبده، يقدم شخصية الخادم البربري (عثمان) على طراز علي الكسار، مع شيء من التشويم للهجتها، ونكاتها المصرية ما أمكن.
وعندما نافست فرقة حسن حمدان فرقة أمين عطا الله في مكانتها عند الجمهور السوري - واللبناني، رفع أمين عطا الله دعوى إلى القضاء السوري في (حلب) يتهم فيها حسن حمدان بسرقة مسرحياته وفواصله، وخاصة شخصية العمدة (كشكش بيه) فصار يكتب على إعلانات فرقته (كشكش بيه الأصلي).
وقد كانت تمثيليات وفواصل أمين عطا الله متنوعة: مسرحيات غنائية طويلة، تمثيليات استعراضية من فصل واحد، وفصول هزلية، وهي في قسم كبير منها كشكشية منقولة عن مسرحيات قديمة لفرق عربية أهمها فرقة نجيب الريحاني، كان حسن حمدان يحور فيها، ويعدل ويبدل، لذلك أسقط القضاء السوري الدعوى، وردها إلى أمين عطا الله بنفس الحجة التي أوردها المتهم، وهي أن التمثيليات والفصول التي يدعي أمين عطا الله ملكيتها، هي نفسها مسروقة من فرق سابقة.
وعلى أثر ذلك عمل محمد علي عبده في فرقة (ناديا العريس) التي كان عدد عناصرها أكثر من مئة عنصر، وكانت هذه الفرقة 1938 وحدها في الساحة المسرحية، فوسعت نشاطها، وصارت تقوم بزيارات للأقطار العربية، وتعرض في المدن والأرياف، وتقدم الاستعراضات، والأوبرات، والفواصل الزجلية، والموسيقية والغنائية، وكان هذا النوع من البرامج يسمونه (الميوزيك هول).
ولم يستمر (محمد علي عبده)، في الفرقة، إذ اتفق مع صديقه الممثل الفكاهي المصري (عبد الحميد رشدي) على الانسحاب من فرقة (ناديا العريس)، وتأسيس فرقة باسمه، فتأسست أول فرقة سورية حديثة برئاسة فنان دمشقي هو (محمد علي عبده) أسماها فرقة (الكواكب) وترجع إلى عام 1944




ميسون علي

مايسترو
01/07/2008, 07:39
the morning

انت رائعة