-
دخول

عرض كامل الموضوع : اراء حول القمة


phoenixbird
29/03/2008, 10:25
ملاحظة :
جميع ما يرد لا يتفق بالضرورة مع وجهة نظري


قمة المخاطر من الاهرام المصرية

مكرم محمد أحمد (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// D%D9%85%D8%AF+%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF)
سوف تبدأ أعمال القمة العربية العشرين التي تنعقد في دمشق اليوم لأول مرة فور دخول الرئيس السوري بشار الأسد قاعة القمة وصعوده الي منصة الرئاسة الي جوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي‏,‏ دون أن تكون هناك إجراءات تسليم وتسلم لرئاسة القمة كما هو المعتاد‏,‏ لأن رئيس القمة السابق العاهل السعودي الملك عبدالله‏,‏ الذي كان مفترضا أن يكون علي رأس الحضور‏,‏ آثر أن يغيب عن قمة دمشق‏,‏ كما آثر أن يغيب عنها الرئيس حسني مبارك وعدد آخر من القادة العرب‏,‏ كانوا يودون لو أن دمشق استجابت للمبادرة العربية التي حظيت بإجماع عربي شامل‏,‏ وساعدت علي انتخاب العماد ميشيل سليمان قائد الجيش اللبناني المرشح الذي تتفق عليه المعارضة والأغلبية رئيسا للجمهورية‏,‏ والذي كانت سوريا أول الداعين الي انتخابه‏,‏ لكن دمشق صغت الي جوار المعارضة اللبنانية‏,‏ وبقي الاستحقاق الرئاسي شاغرا منذ انتهاء فترة حكم الرئيس السابق اميل لحود قبل ثلاثة أشهر‏,‏ ولم يتهيأ للبنان رئيس شرعي يرأس وفد بلاده الي قمة دمشق‏,‏ وبقي مقعد لبنان شاغرا‏,‏ برغم الجهود المضنية التي بذلها الأمين العام عمرو موسي علي امتداد أكثر من عشرة أشهر‏,‏ زار خلالها لبنان‏4‏ مرات وقصد سوريا مرتين‏,‏ يرجو ويلح محاولا حلحلة الأزمة‏,‏ علي أمل أن يجتمع مجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس الذي تتفق كل الأطراف علي تسميته وترشيحه‏,‏ لكن مجلس النواب الذي دعي الي الاجتماع‏16‏ مرة‏,‏ ظل مغلقا بالضبة والمفتاح بسبب عناد المعارضة التي استقوت بدمشق وطهران‏,‏ بينما الأزمة اللبنانية تزداد تعقيدا واستحكاما‏,‏ ولبنان نفسه معلق مثل رهينة في فراغ موحش للسلطة‏,‏ تنفصم أواصره كشعب وتتفكك مؤسساته كدولة‏,‏ ويخيم علي أجوائه التوتر الذي يتصاعد في كثير من الأحيان الي حد الاقتتال الأهلي‏!

تلك باختصار هي الحادثة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون‏,‏ وتسببت في شرخ عميق أصاب جدار التضامن العربي المتصدع أصلا‏,‏ يمكن أن يتسع ويكبر لو لم تحافظ كل الأطراف في هذه المحنة علي شعرة معاوية‏,‏ وربما لهذا السبب يترقب كثيرون خطاب الرئيس بشار الأسد اليوم في افتتاح القمة‏,‏ لعله لا يكرر ما حدث سابقا وتصير الأمور الي قطيعة وفراق‏!‏ برغم شواهد مقلقة تنبئ بأن الخطر وارد‏,‏ لأن السوريين يحاولون ـ دفاعا عن موقفهم ـ تصوير ما حدث علي أنه جزء من مؤامرة أمريكية واسعة‏,‏ تستهدف حصار قمة دمشق وإفشالها‏,‏ تشارك فيها الدول المعتدلة بالغفلة أو التواطؤ‏,‏ كما تشارك فيها الأغلبية اللبنانية التي ترفض أن تعطي للمعارضة دون سند شرعي ثلث مقاعد الحكومة‏+‏ واحد‏,‏ لأنها إن فعلت ذلك تكون قد سلمت المعارضة مصير لبنان ومستقبله‏,‏ ويصبح القرار اللبناني في النهاية هو ما تراه دمشق وطهران‏..‏ بل لقد وصل الشطط السوري الي حد تسيير مظاهرة عدائية أمام السفارة المصرية في دمشق‏,‏ ترفع شعارات التخوين‏!‏ وتطعن علي موقف القاهرة الذي يدعو منذ فترة الي ضرورة العمل علي انتخاب رئيس للبنان قبل انعقاد قمة دمشق‏,‏

في الوقت الذي كانت تحاول فيه مصر تخفيف حدة الخلاف السوري ـ السعودي‏,‏ وتأكيد ضرورة أن تجتمع القمة في مكانها وموعدها المحددين برغم الخلاف علي الأزمة اللبنانية حفاظا علي القمة الدورية‏,‏ وتسعي جهدها لطمأنة دمشق الي أن أحدا لا يريد المساس بمصالحها الحيوية في لبنان‏,‏ وأن انتخاب رئيس لبناني قبل قمة دمشق سوف يساعد علي انجاحها وسوف يفتح فصلا جديدا في العلاقات السورية ـ السعودية‏,‏ وأن من صالح دمشق أن توظف علاقاتها مع إيران لصالح وفاق إيراني ـ عربي يرعي مصالح العرب‏,‏ كما يرعي مصالح الفرس‏,‏ دون أن يصبح الحلف السوري ـ الإيراني عبئا علي المصلحة العربية‏,‏ يعمق حالة الاستقطاب الحاد في منطقة الشرق الأوسط‏..‏ لكن المظاهرة العدائية التي سيرها حزب البعث السوري أمام السفارة المصرية في دمشق تحمل شعارات التخوين‏,‏ وترافقت معها مظاهرة أخري خرجت أمام السفارة المصرية في طهران في الموعد ذاته ترفع الشعارات ذاتها‏,‏ كشفت المخبوء‏,‏

ولعلها السبب الرئيسي في قرار تمثيل مصر في قمة دمشق بوفد دون الرئيس ودون وزير خارجيته‏,‏ يرأسه الوزير مفيد شهاب بدلا من مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية‏,‏ كما كان مقترحا حرصا علي الإبقاء علي شعرة معاوية مع دمشق‏.‏

وبرغم عمق الشرخ الذي أحدثه التصرف السوري‏,‏ يحاول الأمين العام عمرو موسي‏,‏ ترميم المشهد بما يجعل قمة دمشق تمر دون أزمات إضافية تزيد الوضع سوءا‏,‏ مؤملا أن يخفف حجم الحضور الي القمة التي سوف يشهدها أكثر من‏12‏ رئيسا من غلواء دمشق‏,‏ ويضع حدا للمزايدات التي تضر بأكثر مما تفيد‏,‏ ويتوافق الرؤساء الحاضرون علي صياغات تقبلها كل الأطراف لعدد من القرارات المهمة‏,‏ التي كانت حتي يوم أمس موضع مناقشات ساخنة في اجتماعات وزراء الخارجية ومثلها اجتماعات المندوبين‏.‏

وربما يكون أهم هذه القرارات التي لاتزال موضع خلاف‏,‏ القرار المتعلق بمصير المبادرة العربية للسلام في ظل عدم اعتراف إسرائيل بالمبادرة‏,‏ ورفضها لأهم بنودها المتعلقة بضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأرض العربية التي جري احتلالها بعد حرب‏1967,‏ بما في ذلك القدس الشرقية كشرط لقيام سلام تعاقدي وعلاقات طبيعية بين إسرائيل وجاراتها العربيات في الوقت الذي تتحدي فيه إسرائيل قرارات الشرعية الدولية‏,‏ وتتخذ إجراءات أحادية الجانب لتهويد القدس وبناء وتوسيع المستوطنات‏..‏ فعلي حين تري غالبية الدول المعتدلة‏,‏ صدور قرار عن قمة دمشق يؤكد أن استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط بتنفيذ اسرائيل لكل التزاماتها في إطار المرجعيات الأساسية لعملية السلام‏,‏ مع تكليف اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالمبادرة بإجراء عملية تقويم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية إزاء مسار التسوية ورفع توصياتها لاجتماع خاص يعقده وزراء الخارجية العرب لإقرار خطوات التحرك المقبلة‏,‏ تعتقد دمشق والجزائر وليبيا أن هذا القرار غير كاف‏,‏ لأنه لا يهدد بسحب المبادرة التي لا ينبغي أن تكون مطروحة الي الأبد‏,‏

بل يؤكد مجددا تمسك العرب بالمبادرة باعتبارها المنطلق الأساسي لإيجاد حل عادل وشامل لمختلف جوانب الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏.‏

وقد لا يختلف الأمر كثيرا مع القرار الذي يمكن أن يصدر عن قمة دمشق متعلقا بالأزمة اللبنانية‏,‏ في ظل مقاطعة لبنان الرسمية للقمة‏,‏ لأن سوريا‏,‏ كما أعلن وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي‏,‏ عطلت انتخاب الرئيس الذي يتوافق الجميع علي ترشيحه‏,‏ وحملت المبادرة العربية شروطا تتناقض معها‏,‏ وسعت الي إفشال مهمة الأمين العام للجامعة العربية‏,‏ في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية السورية وليد المعلم قبل يوم من القمة‏,‏ أن امتناع الوفد اللبناني عن حضور قمة دمشق ضيع فرصة ذهبية لتسوية الأزمة اللبنانية‏,‏ الأمر الذي كان موضع تندر كثيرين‏,‏ يعرفون حجم الجهد الذي بذله الأمين العام للجامعة العربية علي امتداد تسعة أشهر دون أن يكلل بالنجاح‏!.‏

وبرغم أن مشروع القرار المعروض علي القمة بشأن الأزمة اللبنانية تمت صياغته علي نحو حذر‏,‏ يتسم بالعمومية بهدف أن يكون موضع وفاق المؤتمر‏,‏ فإن بعض بنود مشروع القرار قد لا تلقي ارتياح سوريا‏,‏ لأنها تنص علي ضرورة دعم الحكومة اللبنانية بما يحفظ وحدة لبنان الوطنية‏,‏ ويؤكد حق لبنان السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن الأصول المرعية ومن خلال مؤسساته الدستورية‏,‏ آخذا في الاعتبار حقه في اقامة علاقات دبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء علي أساس الاحترام المتبادل‏,‏ وحقه في استقلال قراره ومراقبة حدوده لمنع عمليات تهريب السلاح الي أراضيه‏,‏ إضافة الي أن القرار يؤكد أهمية قيام المحكمة ذات الطابع الدولي من أجل الكشف عن عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري‏,‏ كما يجدد مشروع القرار التزام القمة بالمبادرة العربية‏,‏ ويدعو الفرقاء اللبنانيين الي التجاوب مع جهود الأمين العام دون إبطاء‏.‏

وبرغم أن بعض بنود القرار تمس سوريا عن قرب‏,‏ فإن هناك ما يشير الي رغبة سوريا في مسايرة مشروع القرار‏,‏ تلافيا لصخب الخلاف داخل المؤتمر الذي يمكن أن يهدده بالفشل‏,‏ خصوصا أن كل خيوط اللعبة السياسية داخل لبنان لاتزال في أيديها بعد أن تمكنت سوريا من الفصل بين الأزمة اللبنانية وانعقاد القمة في دمشق‏,‏ ونجحت في عقد القمة دون انتخاب الرئيس اللبناني‏.‏

وقد لا تشكل بعض نقاط الخلاف حول مشروع القرار المتعلق بالقضية الفلسطينية خلافات كبيرة داخل القمة‏,‏ إلا اذا حصلت سوريا علي تأييد واسع من القمة يساند مطلبها بعدم اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني‏,‏ لأن ذلك يتجاهل وفق منطقها وجود حماس برغم أنها طرف أصيل في القضية تمثل جانبا غير قليل من الشعب الفلسطيني‏,‏ غير أن إصرار سوريا علي هذا التعديل ربما يوقعها في الخلاف مع اليمن‏,‏ التي قد تري في هذا المطلب ما يعيق جهودها للمصالحة بين فتح وحماس‏.‏

وأيا كان حجم الخلافات التي يمكن أن تحدث داخل قمة دمشق‏,‏ فإن القمة سوف تنهي أعمالها في الأغلب دون صخب كبير‏,‏ يؤثر علي صورتها‏,‏ حرصا من جانب دمشق علي نجاحها حتي لو تطلب الأمر بعض المسايرة‏,‏ لكن الأمر المؤكد أن المشكلات الجوهرية سوف تأتي تباعا عقب القمة‏,‏ لأن قمة دمشق كانت قمة كاشفة‏,‏ أبرزت حجم التعارض بين توجهين أساسيين ينقصهما الوفاق والتصالح‏,‏ توجه سوري ـ إيراني يري أن تظل الأزمة اللبنانية معلقة الي نهاية فترة حكم الرئيس بوش‏,‏ ويتواصل خط الممانعة من طهران الي دمشق الي لبنان الي غزة وحماس‏,‏ يربط الجميع في محور ممتد وجبهة واحدة تشكل رادعا ضد أية محاولات أمريكية لضرب طهران‏,‏ وتوجه عربي يعتقد أنه اذا كان من صالح العرب خصوصا دول الخليج ألا تكون هناك حرب علي إيران‏,‏ فإن ثمة أخطارا يمكن أن تحدق بالأمن العربي‏,‏ نتيجة توغل النفوذ الإيراني داخل منطقة الشرق الأوسط علي حساب المصلحة العربية التي لا ينبغي أن تكون رهينة تحت يد طهران قسرا وفرضا للأمر الواقع دون حساب للارادة العربية‏.‏

وترجمة هذا القول علي نحو عملي أننا سوف نري مزيدا من التصلب السوري تجاه الأزمة اللبنانية بعد قمة دمشق‏,‏ يجاهر بضرورة تعديل المبادرة أو يقدم تفسيرا وحيدا لها يرفض كل التفسيرات الأخري‏,‏ ويحاصر جهود الأمين العام‏,‏ ويحول بينه وبين تنفيذ قرار قمة دمشق الذي سوف ينص علي دعوة الأمين العام لكي يواصل جهوده مع الفرقاء اللبنانيين‏,‏ ولكن في حلقة مفرغة لا تفتح علي طريق واضح‏,‏ ولا تؤدي الي حلحلة الأزمة أو حلها‏.‏

إلا أن يراجع الفريقان‏,‏ قوي الاعتدال وقوي الممانعة مواقفهما بحثا عن رؤية وسط‏.


* نقلا عن صحيفة "الأهرام" المصرية

phoenixbird
29/03/2008, 10:27
وكتب احمد جار الله في السياسة الكويتية


أحمد الجار الله (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// 4%D8%AC%D8%A7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)
تجني سورية في قمة "نصف العرب" اليوم حصاد ما زرعه نظامها من عبث أدمت جراحه أنحاء متفرقة من ديار العرب, ولا يبدو مستغربا ان تغيب بعض الدول العربية وتخفض أخرى مستوى تمثيلها في هذه القمة التي تضرب الرقم القياسي من حيث ضعفها الناجم عن ارتكابات النظام السوري وانتهاكاته.

نماذج العبث السوري أكثر من ان تحصى, ولعل لبنان هو النموذج الامثل حيث لم يكتف نظام دمشق بما ارتكبه حتى الآن ليخرج خرتيت السياسة الخارجية السورية وليد المعلم بتصريحات تظهر بوقاحة ان نظامه يسعى لاستغلال القمة واستخدامها معبرا لتمرير سياساته وتحقيق اهدافه المشبوهة تحت غطاء هذا اللقاء العربي لخدمة نظام الملالي الايراني وستراتيجيته الطامحة الى احياء الامبراطورية الفارسية.

لقد حاول خرتيت السياسة الخارجية السورية (وللعلم فإن من صفات الخرتيت قصر النظر حيث يهاجم من دون دراية ليتبين لاحقا ما حدث) ان يزين مواقف النظام البعثي وينفي عنه عار التخريب والتدمير والقتل والاغتيال الذي وسمه في دول الجوار... لكن محاولاته باءت بفشل ذريع حيث ادرك العرب بقياداتهم ومواطنيهم سوء ذلك النظام ووجدوا ان الرسالة الاكثر تعبيرا عن سخطهم عليه هو مقاطعة الجلوس معه تحت سقف القمة.

المملكة العربية السعودية وغيرها من دول عربية اخرى سعت الى كف يد النظامين السوري والايراني عن التدخل في شؤون لبنان, وترك هذا البلد يعيش حياته الطبيعية ويجري انتخاباته ويشكل حياته الدستورية أسوة بكل الدول المستقلة والحرة, لكن الجهود السعودية لم تستطع ان تثني المسار السوري المبني على ستراتيجية ايرانية عن عبثه من خلال إحداث خروقات في بعض الساحات العربية, لاسيما فلسطين عبر "حماس", ولبنان من خلال "حزب الله" والمتعاملين مع النظام السوري.

وعبرت السعودية ودول عربية اخرى عن غضبها من سورية التي تحاول تبرئة نفسها من وهن القمة بالقاء المسؤولية على أميركا واسرائيل وبعض الدول العربية, واتهامها بالسعي الى إفشال القمة, فيما يشكل التعنت السوري السبب الاول والاخير لهذا الفشل الذريع.

لا ندري الى اي مدى يبقى النظام السوري يعتمد سياسة تخوين الاخرين ممن لا يلتقون معه في المواقف, ويتهمهم بالعمالة لاميركا والصهيونية, لا بل يمنع على لبنان اقامة علاقات جيدة مع محيطه العربي والعالمي, بينما يعمل هو وفق أجندة ايرانية, ويسمح بتصدير ثورة الملالي التي قاومها العرب منذ بداية الثورة الخمينية, وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي .

لقد جاءت سورية الآن لتعيد فتح نافذة واسعة أمام تصدير ثورة الملالي عبر صواريخ "حزب الله" التي لن تنفع مهما بلغ غرور حسن نصرالله وذهبت به العزة بالاثم الى التهديد باختيار الزمان والمكان لشن الحرب على اسرائيل, وهو غرور لم ينفع من سبقوه وسقطوا قبله أمثال صدام حسين وميلوسوفيتش وغيرهما ممن صح فيهم القول "قاتل الله الغرور ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله".

غرور نصرالله وتهديده بالصواريخ لن ينفع في المستقبل كما لم ينفع في حرب يوليو 2006 , عندما دفع لبنان ضريبة كبيرة من أرواح بنيه وتدمير بنيته ثمنا لتصرفات "حزب النصر الالهي" الذي احتفل بتحقيقه على أنقاض الوطن ودماء أبنائه.

تدمير لبنان لم يدفع النظام السوري الى اعادة النظر في مواقفه وترك جاره العربي ينعم بالامن والاستقرار, لا بل زاد في صلفه وغيه حتى استحق أن يعيش عزلة عن محيطه العربي. وكان حريا بمؤسسة الجامعة العربية ان تختار مكانا غير دمشق لاستضافة القمة ومعالجة مشكلات الامة حتى وان قاطعت سورية وقلة من السائرين في ركبها, بدل ان تعقد هذه القمة في دمشق وتكون مناسبة لمزيد من الشرخ العربي, وتاليا منح جوائز الترضية العربية لدمشق وصكوك البراءة مما ترتكبه في لبنان.

حسنا فعلت الحكومة اللبنانية عندما اعلنت عدم المشاركة في القمة كتعبير احتجاجي ضد الذين دمروا وطنهم وعطلوا شؤونهم الداخلية وسعوا, ولايزالون, الى إذكاء نار الفتنة بين أطياف الشعب اللبناني, وحسنا فعلت الدول العربية التي خفضت مستوى تمثيلها في القمة تعبيرا عن رفضها للمواقف السورية. ولكن لا عزاء في ان يدرك النظام السوري دروس القمة وعبرها, وبالتالي فهو سيواصل جني هزائمه, لان من يزرع الشوك لايحصد العنب.

* نقلا عن صحيفة "السياسة" الكويتية



مع تحفظي على ما ذكر

phoenixbird
29/03/2008, 10:28
وكتب عبد الرحمن الراشد في الشرق الاوسط


لا أدري ما الذي دفع المسؤولين السوريين إلى اصدار بيان يكذبون فيه ما رويته في مقالي السابق عن توعد فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، الدول العربية بأن من لن يحضر القمة سيندم. ربما من أجل تبييض سمعة الشرع السيئة جدا، حيث ادعى البيان السوري أنني نقلت كلاما مكذوبا عن مجالس خاصة عن الشرع. هراء جديد وصدقوني أن تبييض صفحة الشرع أصعب من تحرير الجولان.
الشرع أطلق تهديده ليس في مجلس خاص، بل في كلمة طويلة ألقاها في مؤتمر الحزب الأخير قبل نحو ستة اسابيع، وأمام ألف شخص. في كلمته تلك تهجم على الدول العربية، كعادته، وأسهب في الحديث عن مؤامرة على القمة، وحذر الشرع قائلا إن جدولة قمة اسلامية لتتزامن مع القمة العربية هي مؤامرة لن تسمح بها سورية. وكان يعني بذلك قمة داكار الاسلامية، التي كانت مجدولة للانعقاد في موعدها، قبل اسبوعين، ثم هدد الحكومات العربية بعبارة صريحة، من أن من لن يحضر القمة سيندم.

إنه تكذيب يستحيل تصديقه من شخص مثل الشرع، اعتاد اطلاق تصريحات بهذه الخطورة، ومن دولة متهمة بارتكاب اثنتي عشرة جريمة اغتيال في لبنان، ومتهمة بالتورط في تدبير العمليات الانتحارية في العراق، التي قتل فيها نحو ربع مليون مواطن عراقي، وعلى أرضها جرت انتحارات مثيرة للشبهة لشخصيات رسمية.

إنه تكذيب لن يأخذه أحد على محمل الجد لأن مفتي سورية أحمد الحسون لحق بالشرع فتوعد هو الآخر الحكام العرب بفتوى أن من لا يحضر قمة دمشق فهو آثم، وتجدون حديثه في صحيفة العرب القطرية. فتوى تهديدية، وان كان غريبا بعض الشيء ان يستخدم نظام بعثي مفتيا دينيا في تخويف القادة من التغيب عن القمة.

وعندما وصفتها بقمة الاهانات، رويت بعض القصص المهينة، مثل التي وجهتها الحكومة السورية للسعودية عندما بعثت مدير الهلال الاحمر السوري لتسليم الدعوة، لكنني لم أرو حكاية الاهانات الأخرى. فقد بعثت دمشق دعوتها الى الحكومة اللبنانية الى فوزي صلوخ، وزير مستقيل جالس في بيته، في احتقار علني للحكومة اللبنانية وعندما رفضت الدعوة هاجمها وزير الخارجية السوري لاحقا لانها لم تحضر.

أما مصر، الدولة الكبرى، فكانت الداعية الاولى لاصلاح العلاقة مع سورية وأطرافها مثل حماس، وكانت تريد نسيان ما فعلته حماس بتدبير واضح من دمشق بالهجوم على حدودها في محاولة تشويه سمعتها عربيا، في قضية حصار غزة. ففي الوقت الذي كان المصريون يتدارسون كيفية الحضور الى دمشق جاءت الاهانة مباشرة من هناك. فقد نظمت الحكومة السورية مظاهرات شتيمة لمصر قبالة السفارة المصرية، وبعدها ارسلت بطاقة دعوة معطرة الى القاهرة لحضور القمة.

لقد كان واضحا ان القمة صممت لإهانة السعوديين والمصريين وتخويف بقية الدول العربية بألا تتضامن معهم.

أما تكذيب السوريين لما نسبته الى الشرع فأرد أمره إليكم، لانه قيل في العلن وليس في مجلس خاص كما أوحى البيان، كما سبق للشرع ان هدد آخرين من قبل. أما مصداقية الحكومة السورية فهي لا تستحق الكثير من النقاش لانها تتحدث من أربعين سنة في القمم العربية عن ضرورة مواجهة العدوان الاسرائيلي ولم تطلق رصاصة واحدة لتحرير ارضها من أجل جولانها المحتلة.


* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

phoenixbird
29/03/2008, 10:29
وكتب في الرياض السعودية

السودانيون لا يقولون قمة.. بل.. غمة.. وسواء كانت قرارات الاجتماعات عن دارفور أو عن الوضع في لبنان فهي باللهجة السودانية.. غرارات..

الواضح الآن أن طبيعة النتائج السلبية الضعيفة والمعزولة عن واقع الهموم العربية لن تؤدي إلا إلى صدور.. غرارات.. تؤخر ولا تقدم.. حيث أن ما هو في جوهر الاهتمامات العربية والمتعلق باتفاق استراتيجي لصالح القضية الفلسطينية وهو مشروط بتوحد الموقف الفلسطيني لن يحدث.. بل إن المسلكية السياسية العربية لم تعرف بعد ممارسة اتفاق استراتيجي سواء على مستوى المصالح المشتركة كتبادل الاستثمارات وتدريب "العامية المهنية" العربية أو مستوى التعاضد السياسي والعسكري..

نأتي إلى مستوى آخر.. أو قضية أخرى أصبح لها مثل سخونة القضية الفلسطينية.. وهي الوضع في لبنان، حيث لن يكون هناك اهتمام مشترك بإعادة وحدة المجتمع اللبناني ونزع السلاح من أيدي المدنيين وتعزيز قدرة الجيش والأمن ليبقى لبنان دولة مستقلة.. الوصول إلى هذا الهدف من خلال القمة غير وارد، لكن الكابوس الذي يحلّق في بعض الأذهان هو كيف يمكن أن يعطل تنفيذ المحكمة الدولية رغم أنه دفن بعد الحريري أعداد ليست بالقليلة لتشتيت اهتمام من يفكر بمحكمة دولية..

هذا الواقع العملي المطروح بين أيدي المراقبين والذي يفسر لماذا ضعف تمثيل دول جوهرية الحضور ومعنية بشكل مباشر بكل أبعاد الأهميات السابقة سواء في فلسطين أو لبنان.. الدول ذات الأهمية الأولى عربياً وبالذات فيما هو فلسطيني ولبناني غيابها يعني أن هناك مشاكل رئيسية لن تكون لها الأولوية ومشاكل جزئية وذات خصوصية نظرية ستقتحم "الغرارات" التي لن تهتم بها الأكثرية..

* نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية

phoenixbird
29/03/2008, 10:50
قمة اغفال لبنان ومراجعة المبادرة العربية للسلام!

سليم نصّار الحياة - 29/03/08//


لم تشهد القمم العربية السابقة خلافاً في حجم الخلاف الذي تشهده أول قمة عربية تعقد في دمشق منذ إعلان تأسيس جامعة الدول العربية يوم 22 آذار (مارس) 1945.
ولم يحدث أن تغيب لبنان عن أي من القمم العادية أو الاستثنائية منذ اشتراكه في مجموعة الدول المؤسسة مع مصر والسعودية والعراق وسورية وشرق الأردن (سميت الأردن سنة 1946) واليمن الذي انضم إلى هذه المجموعة في الخامس من ايار (مايو) سنة 1945.
وبسبب الترتيب الأبجدي الذي اقترحه الشيخ زايد بصورة دورية كل سنة، وصلت القمة الثلاثون إلى سورية بعد قمة السعودية، من دون حصول عملية التسلم والتسليم. وقد استندت دمشق إلى سابقة تغيب حاكم البحرين عن قمة تونس 2004، الأمر الذي دعا في حينه الرئيس زين العابدين بن علي إلى إعلان نفسه رئيساً للقمة السادسة والعشرين.
من هنا القول إن الترتيب الأبجدي فرض على سورية القيام بدور جديد ابتعدت عنه طوال ستين سنة من عمر الجامعة. والسبب - كما يفسره المطلعون على شؤونها - ينطلق من قناعة راسخة بأن هذا التجمع العربي ولد من أجل خدمة مصر، لا فرق أكان ذلك في عهد فاروق أم في عهد عبدالناصر. وقد دعمت وثيقة الجامعة هذا التوجه بدليل أنها حددت المقر الدائم في مصر. وقد انتج هذا الامتياز أربعة أمناء عامين هم: عبدالرحمن عزام (1945-1952) وعبدالخالق حسونة (1952-1972) ومحمود رياض (1972-1979) وعصمت عبدالمجيد (1991-2001) وعمرو موسى (2001-). ولولا نقل المقر الدائم بصورة موقتة إلى تونس عقب اتفاق «كامب ديفيد» لما دخل الشاذلي القليبي قائمة الأمناء.
بخلاف كل القمم العربية السابقة التي انحصرت اهتماماتها بحل الأزمات الصعبة والقضايا الساخنة، ركزت قمة دمشق على جمع أكبر عدد من الزعماء العرب. ولكن، هذا التركيز تم بطريقة فوقية أحدثت استياء لدى بعض الدول الاعضاء. وقد ترجم هذا الاستياء إلى تخفيض مستوى التمثيل بحيث فقدت هذه القمة أهم عناصر القيادة من اصحاب القرار السياسي في العالم العربي. ولكن ردود الفعل لم تزعج الحكومة السورية التي توقعت غياب عدد من الحكام بسبب الاختلاف على معالجة أزمة الرئاسة في لبنان. وفسر وزير الخارجية وليد المعلم اصرار بلاده على موقفها المتشدد بالقول: إن سورية لا تفرط في مبادئها من أجل رفع مستوى المشاركة.
يتردد في دمشق أن الرئيس الليبي معمر القذافي حظي باهتمام استثنائي من قبل الرئيس بشار الأسد الذي اتصل به شخصياً لحثه على الاشتراك في القمة. وكان من الطبيعي أن تغريه هذه الدعوة بالحضور لعل دمشق تتوسط لانهاء مشكلته مع لبنان عقب اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في طرابلس صيف 1978. والمعروف أن القذافي حاول في عدد من المناسبات تبرير اختفاء ضيفه الكبير عن طريق الادعاء بأن جهاز الاستخبارات ضلله، أو أن عناصر غريبة عن ليبيا هي التي ورطته بهذا الحادث المؤسف. ولكن المرجعيات الشيعية - الدينية والسياسية - رفضت هذه الأعذار وطالبته بايضاحات صريحة لم يستطع تأمينها بواسطة ابن عمه أحمد قذاف الدم. وعندما حاول الرئيس اميل لحود كسر الحظر وتوفير غطاء رسمي لوفد اقتصادي لبناني زار ليبيا، واجهته حملة إعلامية واسعة مع تحذير بالمقاطعة من قبل الرئيس نبيه بري.
ولكن القذافي لم يتعب من ارسال الوسطاء، ومن تذكير الإعلاميين بأنه دفع مبلغ بليون دولار خلال حرب لبنان لعناصر فلسطينية ومحلية كانت تؤيد سياسته. وقد رسخت زيارته للبنان في عهد الرئيس شارل حلو علاقات الصداقة مع أدباء وصحافيين كان يستعين بهم لتدبيج خطبه وكتابة قصصه. كذلك نمت صداقته مع الرئيس السابق امين الجميل الذي فرض الترتيب الأبجدي في القمم العربية، جلوسه بالقرب من الزعيم الليبي. وكثيراً ما شوهد وهو يمرر قلمه فوق خطب معمر تفادياً لأخطاء لغوية وتحاشياً لعبارات استفزازية محرجة. وعندما يتحدث القذافي عن حنينه الى لبنان، لا ينسى أن يذكر أن المرحوم جورج حاوي كان ضيفه في معسكر باب العزيزية يوم هاجمته الطائرات الأميركية وقتلت ابنته بالتبني.
الدافع الأساسي لتردد القذافي في إعلان حضوره قمة دمشق، هو الخوف من مواجهة جماهير لبنانية قررت التصدي له رغم الحماية السورية. وجاء تهديدها بناء على مذكرة جلب أصدرها المحقق العدلي اللبناني سميح الحاج، في حق القذافي والرائد عبدالسلام جلود وأربعة عشر شخصاً يعملون في أجهزة الأمن. وعلى رغم مرور ثلاثين سنة تقريباً على تلك الحادثة، فإن غلام حسين الهام، الناطق باسم حكومة إيران، ما برح يطمئن رجال «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» في لبنان، بأن قضية تحديد مصير الإمام موسى الصدر، ما زالت مدرجة على جدول أعمال الحكومة.
في لقائه مع البطريرك الماروني نصرالله صفير، شدد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي على ضرورة مشاركة لبنان في قمة سوف تبحث القضية اللبنانية من مختلف جوانبها. وكان بهذا التشجيع يحاول اغفال كل السلبيات التي تعاملت بها سورية مع حكومة السنيورة، ومع الوسطاء الدوليين والاقليميين بدءاً بفرنسا والمانيا وانتهاء بالمبادرة العربية التي حملها عمرو موسى باسم العرب. ومن المؤكد أن ميقاتي يسعى إلى الاحتفاظ بشعرة معاوية وبتغليب ديبلوماسية المصلحة الوطنية على أي قرار آخر قد يؤدي إلى تصدع الوحدة الوطنية. في حين يرى الوزير مروان حمادة أن الاهانة التي أُلحقت بالرئيس السنيورة عن طريق دعوته بواسطة وزير مستقيل لا يعترف بشرعيته، كانت بمثابة اهانة وطنية لدستورية المقام الذي يمثل الغالبية النيابية والشعبية. لهذا اختار المقاطعة باعتبارها اقل ثمن يدفع للدول التي أيدت الشرعية الدستورية في مواجهة مطالب تعجيزية لا ترضى بأقل من تعطيل دور الحكومة ومؤسسات الدولة، ثمناً للتعاون والمشاركة.
وفي هذا يقول السنيورة إن لبنان الغائب، ستظل قضيته حاضرة في قمة دمشق بواسطة الدول المدافعة عن حق لبنان في ممارسة نظام ديموقراطي تعددي يوفر لأبنائه العيش الكريم في وطنهم لا في الأوطان الأخرى حيث شردتهم سياسة المعارضة.
ولكن، هل صحيح أن دمشق ستركز اهتمامها على حل مشكلة الرئاسة في لبنان، أم أن جدول أعمال هذه القمة يُعنى بأمور أخرى أكثر ارتباطاً بأزمة النظام العربي وبمراجعة الاستراتيجية العربية للسلام.
يقول الصحافيون الذين تابعوا اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الخميس الماضي، أن المناقشات تجنبت القضايا القابلة للانفجار مثل قضية تغلغل إيران داخل المجتمعات العربية والإسلامية. وحمل ثلاثة أعضاء من الوفود ملفات مزودة بالقرائن حول تمدد النفوذ الإيراني في لبنان والعراق وسورية وغزة واليمن والكويت والبحرين والصومال وأفغانستان واريتريا. ويتوقع هذا الفريق في مطالعاته أن تحل إيران محل السعودية ومصر في نظام اقليمي جديد سيتنامى على حساب تلاشي نتائج قمة الاسكندرية المصغرة (كانون الأول/ ديسمبر 1994. أي القمة الثلاثية التي ثبتت النظام العربي على معادلة حققت توازناً دقيقاً بين السعودية ومصر وسورية.
يرجح الديبلوماسيون في دمشق أن يتضمن الموقف السوري عرضاً لمراجعة كاملة تتعلق بمشروع السلام العربي - الإسرائيلي، بدءاً بمؤتمر مدريد (1991) وانتهاء بمبادرة السلام في قمة بيروت آذار 2002. ومع ان الرئيس بشار الأسد حاول ترميم الخلافات التي نشأت عقب غزو العراق، إلا أن تحالفه مع إيران لم يسعفه على معالجة الانقسام بطريقة تؤدي إلى وضع مبادرة سلام بديلة، علماً بأن وزير خارجيته وليد المعلم لمّح إلى ضرورة إعادة النظر في المبادرة إذا لم تثبت إسرائيل نيتها في السلام. وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض أي تعديل أو تغيير على المبادرة عقب محادثاته مع العاهل الأردني عبدالله الثاني.
رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت رد على هذا التشكيك بحديث إلى صحيفة «معاريف» قال فيه إن المواقف العربية غير متجانسة مثلها مثل المواقف الفلسطينية المثلثة الزوايا. ذلك أن «حماس»، في رأيه، لا يمكنها القبول والاعتراف بالدولة العبرية، في حين تطالب القيادة في رام الله بضرورة مواصلة محادثات أنابوليس. وبين هذين الموقفين المتعارضين يطل فلسطينيو الشتات لتأييد المحورين. وهو يرى أن موقف «حماس» من وجود إسرائيل يتلازم مع موقف «حزب الله» الذي أعلنه السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، وبشر بزوال إسرائيل في المستقبل المنظور. ومثل هذه التوقعات، كما وصفها أولمرت، تستمد سياستها من العقيدة التي يسوقها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وفي الدعوة إلى ازالة إسرائيل من الوجود.
يجمع المراقبون على القول إن الانقسام داخل النظام العربي أصبح حقيقة راسخة ساعدت قمة دمشق على اظهارها إلى الملأ. وبسبب تذبذب بعض الدول العربية التي تمثلت في القمة بأعلى المستويات خوفاً من ايران على أمنها واستقرارها... وبسبب تردد اسرائيل في تنفيذ المبادرة العربية، أصبحت القمم العادية والاستثنائية منابر لانتاج أزمات جديدة كأزمة لبنان وأزمة الخيارات الاستراتيجية للسلام.
أعلن وزير الثقافة اللبناني (الخارجية بالوكالة) طارق متري أن قرار الحكومة بعدم المشاركة في قمة دمشق لن يمنع السنيورة من مخاطبة القادة العرب من خلال كلمة أو مذكرة. وكان بذلك يشير الى الخطاب الذي أعده الرئيس السنيورة للبث عبر شاشات التلفزيون عوضاً عن الخطاب الذي لم يلقه في قاعة المؤتمر. وقد نصحه وليد جنبلاط بألا يغامر ويرسل كلمته عبر الهاتف مثلما فعل ياسر عرفات في قمة بيروت (2002) يوم منعته اسرائيل من السفر. وكانت النتيجة أن الرئيس اميل لحود تدخل - بناء على طلب سورية - وأمر جهاز الأمن العام بضرورة التشويش على الكلمة بحيث وصلت الى القمة متقطعة، مجتزأة مثل القضية الفلسطينية.
بقي أن نذكّر بكلام البطريرك صفير الذي قال لعباس زكي، ممثل منظمة التحرير في لبنان، إن الوطن الصغير قد يصبح نسخة ثانية عن قضية فلسطين!

phoenixbird
29/03/2008, 10:54
في الاخبار اللبنانية


المواطن العربي لن يحضر


من المتوقّع أن تبلغ صادرات العالم العربي من النفط والغاز 750 مليار دولار هذا العام. إلا أنّ نظرة إلى المؤشّرات التنمويّة لا تعكس إلا صورة سوداء عن عالم يسوده التفاوت الاجتماعي. وذلك كلّه سيبقى خارج البحث في قمّة يحضرها قادة، وتغيب عنها حاجات المواطنين.

26.5%

معدّل البطالة
في المنطقة العربية

30.1%

معدّل الأميّة
بين العرب البالغين

70%

من العمّال العرب لا تشملهم
أنظمة المعاشات التقاعديّة

3.4%

حصّة الدول العربيّة
من الاستثمار الأجنبي في العالم

phoenixbird
29/03/2008, 10:54
وكتب مازن النقيب في الوطن السورية

مجموعات خفافيش الظلام بدأت تتحرك في عتمة الليل لإفشال قمة دمشق.. دمشق الصامدة في مواجهة التحديات الكبرى نيابة عن الأمة.
فالسيد لارسن المعروف بدعم وتأييد الكيان الإسرائيلي، وحقده الدفين على العرب والمسلمين الذي كان وراء القرار 1559 يقود حالياً مساعيه «اللاحميدة» للضغط على سورية وتحميلها مسؤولية عدم انتخاب رئيس جديد للبنان.
أما السيد الآخر سولانا الذي يتحرك من قارة إلى أخرى، ومن بلد عربي إلى بلد عربي فطالب «لا فض فوه» الدول الكبرى باتخاذ مواقف حازمة من سورية متهماً إياها أيضاً بتعطيل عملية انتخاب الرئيس اللبناني.
ثم خرج علينا السيد وليد جنبلاط الذي نسي تاريخ والده في محاربة الاستعمار والاحتلال، وباع كل أمجاد الطائفة التوحيدية ومواقفها المشرفة في الدفاع عن الحقوق العربية مطالباً السنيورة بعدم مشاركة حكومته في قمة دمشق. ومثله فعل السيد جعجع السائح حالياً في الولايات المتحدة الأميركية الذي ما زال ينشر أكاذيبه وسمومه في أروقة البيت الأبيض والبنتاغون على سورية والمقاومة علّه يحرك الإدارة الأميركية لفعل شيء ما لتفجير الأوضاع في المنطقة والقضاء على حزب اللـه.
إن فريق السلطة الذي تورط في المشروع الأميركي وشارك في نشاطات تضر بالمصلحة اللبنانية وبالأمن القومي العربي ما زال يمارس الفتنة والضغط على سورية ظنّاً منه أنه بقلاقله وفساده قادر على أن يهز شعرة واحدة من رأس أي عربي سوري يقف بالمرصاد للمشروع الأميركي - الإسرائيلي.
إن الذين يتباهون بعمالتهم للأميركي والإسرائيلي ويواصلون مساعيهم للقضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ما هم إلا أدوات رخيصة لا لون لها ولا رائحة، مهما حاولوا زرع الفوضى واستدراج الحروب والانشقاقات وزرع الفتن في الجسم العربي الواحد.
لقد كان هم الأعداء وما زال إعاقة تقدم العرب وتحطيم كياناتهم غير الموحّدة وتجزئتها، ودفع كل جزء إلى مصارعة الجزء الآخر تحت شعارات الحرية والاستقلال أحياناً، وأحياناً أخرى محاكمة من قتل الرئيس رفيق الحريري.
لقد نجح العدو في تشتيت قوتنا البشرية وبعثرتها فوق مربعات قطرية مغلقة، حيث سادت نزعة القطرية عوضاً عن التمسك بالقومية.
من هذه الرؤية نعرف لماذا تتحرك مجموعات الخفافيش في كل اتجاه وحسب المصالح والأهواء لإفشال كل عمل عربي مشترك يعيد للأمة إمكاناتها المعطّلة، وأمانيها المشلولة، وكرامتها المنهكة، ووجودها الناقص والمبتور.
إنهم يتحركون لإفشال كل عمل عربي فعال وقوي ومؤثر وجذري ينشلنا من الظلم والاستغلال والاحتلال ويدفع بنا إلى طريق العمل العربي المشترك لحماية أمننا ومكتسباتنا وأهدافنا في الحرية والحياة الشامخة.
إن هذه المرحلة التي يعيشها وطننا العربي كأنها خارج التاريخ بل خارج الجغرافيا أيضاً، فالخريطة من المحيط إلى الخليج موضوعة تحت المجهر ومزروعة بالدبابيس الملونة في أقبية التآمر، وما أكثرها، إنها مرحلة الشيء وعكسه، مرحلة المبادئ وعكسها، مرحلة المناورة المستمرة حول المستقبل والمصير.
لن تكون مهمة مؤرخي الغد يسيرة، فلا قبول الوقائع كما رويت سيجيب عن تساؤلاتهم، ولا الاعتماد على الخطاب العربي المعلن، سيساعدهم في استقراء الأحداث، وأغلب الظن أن النتائج التي سيتوصل إليها مسار هذه المرحلة لن تمكنهم من ربط الفعل برد الفعل.
وسيكون عليهم أن يبحثوا خارج الوطن العربي عن حقيقة ما جرى في هذا الوطن، لكنها ستكون حقيقة غير عربية، وستُنتج رواية للتاريخ غير روايتنا، وهكذا سترى الأجيال المقبلة نفسها أمام العذاب والتمزق اللذين عرفتهما الأجيال التي سبقت، وسيكون عليها أن تعود إلى نقطة الصفر بحثاً عن حقيقة لم تشوهها أيدي العملاء وقوى الاستعمار المتجدد.
والأكيد أن المؤرخين لن يهتموا فقط بـ«إنجازات» الحكام أو بما قالوا في السياسات العليا ولم يفعلوا بل سينكبون على اهتمامات المواطن وتفاعله مع الحاكم، انطلاقاً من أن هذا العصر- عصرنا- شهد سيلاً من الكلام عن الشعب، والكثير الكثير من الاهتمام والانفعال أمام ظاهرة الجماهير، ولا عجب إن تساءل المؤرخون هل كان هناك شعب في الوطن العربي في القرن العشرين وبعده؟ هل كان هناك مواطن عربي له فكر وفعل وتأثير، وله حقوق وحريات وواجبات، بالعودة إلى كتابات العصر – عصرنا- ومخلفاته، قد لا يجد المؤرخون ما يروي تعطشهم إلى تحديد واضح لهذه العلاقة بين المواطن والسلطة، فهل صدق المواطن كل ما قيل له عن النعيم الذي يعيش فيه، وهو لم يعش فيه فعلاً ولم يعرفه؟ أو هل كان له دور في بلورة الديمقراطية والحريات؟ وهل أحسّ يوماً بأنه ابن هذه الأرض وابن تاريخها، ماضيه متصل بحاضره وبالمستقبل؟ وهل إن قانون الاستمرارية في سير الأمم يلعب في الوطن العربي لعبته بأمانة وجدارة؟
لا شك أن انبعاث الفكر العربي القومي الذي رافق فترة النضال من أجل الاستقلال، واحتل من بعدها الوجدان والعقل العربيين، كان له الفضل الأساسي في إعطاء الشخصية العربية تماسكها وبعدها الكوني والإنساني.
ولا شك أيضاً أن القضية الفلسطينية- القضية القومية، وضعت ذلك الفكر على محك خطر ودفعته إلى تطوير نفسه ليكون في مستوى الصراع الحضاري المفروض على الأمة العربية، فلا القضية الفلسطينية شقت طريقها، حرباً أو سلماً، ولا الفكر القومي فقد مقوماته.
لماذا إذاً هذا التراخي هذا الميل الصارخ إلى الاستسلام؟ هل خضع بعض العرب لمنطق التسويات وغرقوا في تفاصيلها؟ هل السلام عطية من أميركا ومن العدو الإسرائيلي يتصدقون بها على الأمة العربية لقاء التنازل عن القضية الفلسطينية أو لقاء تجاهل الشعب الفلسطيني أو توطينه، وكأنه غير موجود ولا مكان له على الخريطة؟
هل المشكلة أمام السلام فقط هي العدو الإسرائيلي الرافض للسلام، أم إن المشكلة هي حق الشعب الفلسطيني بالحرية والسلام والعودة؟
وهل الحل يكون بإلقاء هذا الشعب لسلاحه وإعلان ذوبانه في الجسم العربي الكبير، وإغلاق ملف القضية؟ وإلى متى؟
وهل القضاء على حزب الله ومقاومته الباسلة التي انتصرت على جيش العدو وسلاحه في حرب تموز أصبح مطلباً عند بعض اللبنانيين الذين سقطوا في كف العدو الأميركي – الإسرائيلي؟
هذه أسئلة يطرحها الشعب العربي ويبحث عن أجوبة لها.
فإذا كان المبدأ أن العرب متفقون على من هو العدو وعلى أنهم موحدون في المعركة لأنهم موحدون أصلاً من أجل القضية، فما الذي يفرق بينهم إلى حد مس قدسية هذه القضية وتحطيم ما تحقق فيها حتى الآن؟
وإذا كان المنطق أن العرب مختلفون على السبل التي سُلكت أو يجب أن تسلك لمواصلة المعركة فما الذي يسوّغ اختلافهم حول القضية وشعبها؟ وإذا كان الواقع يقيد بأن الانتصار على العدو حرباً حتى أو سلماً، متعذر دون صف عربي موحد ومتزامن فما الحكمة من تعميق الخلافات ومن الذهاب بالانقسامات إلى نقطة اللارجوع؟
إن العدو الرئيس للأمة معروف ولا عناء في تحديده، إنه أميركا وإسرائيل لأن هذا العدو يريد إذلال الأمة ويرفض تنفيذ القرارات الدولية وضمان حقوق شعب فلسطين، ويرفض الانسحاب من الجولان المحتل ومن مزارع شبعا اللبنانية.
إن أي يد تمتد للأميركي أو للإسرائيلي من أي عربي كان هو مشاركة في هزيمة العرب وذبح الإنسان العربي الباحث عن حريته واستقلاله.
كما أن مد اليد للعدو لضرب وإنهاء المقاومة هو مسلك مشين ومعيب في حق الأمة وحق الإنسان العربي ووطنه.
كفانا جنوناً وعربدة وسقوطاً في حضن الأعداء الملوثة أيديهم برائحة الدماء.
هل يتذكر جعجع وجنبلاط والسنيورة وغيرهم من اللبنانيين اجتياح بيروت والقصف المجنون بكل أنواع القنابل لأحيائها السكنية؟ وهل نسي هؤلاء تدمير مخيمات الفلسطينيين؟
من يمنع إسرائيل من أن ترتكب غداً أو بعد غد جريمة جديدة باقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم إلى لبنان أو غير لبنان؟ هل نسي هؤلاء مرج الزهور على أيدي الصهاينة حيث لا خجل أو وخزة ضمير؟
علينا أن نتعلم من دروس الماضي ولا ننسى قول بيغين:
(عندما نسرح ببصرنا إلى الشمال نرى سهول سورية ولبنان الخصبة وفي الشرق تمتد وهاد الفرات ودجلة الغنية وبترول العراق وفي الغرب بلاد المصريين لن تكون لدينا القدرة الكافية على النمو، إن لم نسو قضايا الأرض من موقع القوة وعلينا أن نجبر العرب على الطاعة التامة، إذاً من عدونا الرئيس؟ هل أصبحت سورية هي العدو الأول عند هؤلاء الخفافيش؟
لماذا كل هذا الحقد الأعمى والصراخ المقيت ليل نهار على بلد عربي بقي وحده في الميدان يصارع الاحتلال ويمنع امتداده وشروره إلى الوطن العربي؟
لقد سقطت إسرائيل في الامتحان عندما قامت بعدوانها في حرب تموز، وسقطت أيضاً عندما حاولت اجتياح قطاع غزة لوقف صواريخ القسام، وإسرائيل ستنتهي كحلم وعقيدة وأسطورة فمتى تسقط الأقنعة عن وجوه أولئك الذين يحلمون بانتصار إسرائيل لنصرتهم؟

phoenixbird
29/03/2008, 10:56
كذلك ميخائيل عوض في الوطن السورية

فقد كان للتضامن بين الدول الثلاث دور حاسم في حماية ما تبقى من عناصر إيجابية في النظام الرسمي العربي، واستمر الوصل ولو عبر شعرة معاوية، والتعاون ولو بالحد الذي لا يزعج الإدارات الأميركية والإسرائيلية المتعاقبة، وحيث لا يستفزها الإرهاب والعبث باستقرار النظم المتعاقدة مع إسرائيل والمحمية أميركيا.
صحيح القول: إن تخفيض مصر والسعودية لمستويات تمثيلها، وغياب الحكومة اللبنانية المطعون بشرعيتها ودستوريتها لبنانيا، لم ولن يؤثر في انعقاد القمة في الزمان والمكان، ولن يبدل من واقع حال القمم العربية التسع عشرة التي سبقت قمة دمشق، وجميعها لم تكن ذات تمثيل أهم، ولم تكن ذات قرارات وأعمال أفضل، ولا جاءت نتائج أي منها على مستوى من الأهمية أو القيمة خاصة القمة الأخيرة التي عقدت في الرياض عاصمة المال والنفط العربي التي كان يراهن عليها أن تكون قمة التضامن، والتأسيس لمنظومة أمن قومي عربي، فبعد انفضاض الاجتماع العلني وما أطلق فيه من خطب ممتازة تميزت بينها خطبة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حمل نفسه والحكام العرب مسؤولية ما آلت إليه أحوال العرب، ووصف الاحتلال الأميركي للعراق بتسميته احتلالا، يومها استبشر المبشرون بعالم عربي، وبإمكان نهوض من الكبوة، واستعادة بعض أمجاد غابرة، من خلال افتراض أن عرب النظم قد استيقظ بعض الضمير عندهم، غير أن الأيام التي أعقبت الجلسة الافتتاحية وحتى نفاد مدة رئاسة السعودية للنظام الرسمي العربي جاءت بأسوأ ما يكون، فلم تشهد السنة المنصرمة تحركا عربيا واحدا ذا جدوى، وأقصى ما فعلته السعودية في رئاستها للقمة أنها التزمت بدقة تلبية المطالب والإملاءات الأميركية والإسرائيلية وقدمت قضايا ثانوية على حساب قضايا محورية، وغابت عن اهتمامات النظام الرسمي العربي، قضية فلسطين والمحارق التي نفذتها إسرائيل بحق غزة والشعب الفلسطيني بمساهمة وتغطية من النظام الرسمي العربي وقيادته وبعض قواه المتمحورة بحلف سمي اعتدالاً خطأ وهو حلف الاعتلال، وأغمض النظام الرسمي العربي عينيه عن الحال العراقية والمجزرة المرتكبة يوميا في فعل إبادة جماعية وتدمير أمم ودولة وتصحيرها، في حين كانت يقظة وحيوية على غير عادتها وبما يعاكس همتها المتدنية، فتحولت بفعل فاعل، وبإرادة أميركية إسرائيلية جل الهموم، إلى ما يسمى قضية لبنانية، وصارت الهم العربي الأول والجهد الرسمي انصب بتعاون بين السعودية ومصر على تعطيل كل محاولة لرأب الصدع اللبناني بما في ذلك تعطيل المبادرة الفرنسية التي توصلت إلى اتفاق ناجز لتأمين انتخاب ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس توازن القوى في المجلس النيابي.. قمة دمشق، في أسوأ حالاتها، ومهما كانت نتائج أعمالها، والصداع الذي يحاوله البعض للتأثير على مجريات اجتماعاتها تلبية لمطالب تشيني في زيارته التي هدفت للجم المشاركة العربية فيها، ومن ثم زيارة رايس التي جرى توقيتها مع انعقاد القمة وأعمالها وهدفها القول إن أميركا مازالت شريكا فاعلا مقررا في النظام الرسمي العربي حاضرا في كل مفاصله، وإن منعت أميركا من الحضور في قمة دمشق فهي حاضرة في النظم العربية التي خفضت مستوى تمثيلها في القمة، ما يعني أن أميركا وحلفها العربي تحاول إقامة قمتها على هامش القمة العربية المنعقدة في دمشق. على العموم يقع إجماع عند المتابعين أن قمة دمشق لجهة حجم الحضور ونوعيته، ومدى الجدية، والحيوية، ومستوى التحضير وما تشكله دمشق من حاضنة عربية التزمت وعملت وتعمل على تبريد الخلافات العربية- العربية إن كانت، والقصد تبريد الضغوط الأميركية الإسرائيلية على بعض العرب، ستكون من أنجح ومن أفضل، وأجدى القمم العربية، وفي هذا قول محكم صحيح، فالمقارنة بين القمم السابقة تعطي نتيجة واحدة أنها كلها لم تكن ذات شأن سوى الشكل والبيانات، ولم يترتب عليها نتائج عملية.
غير أن قمة دمشق تختلف وستكون مختلفة على كل الصعد، فما قبلها لن يكون كما بعدها في الواقع العربي، ولا في دور النظام الرسمي، ولا في واقع التوازنات والصراع في المنطقة وعليها وعلى المستويات العالمية، وتوازن القوى في النظام الرسمي العربي نفسه، المبتدأ أنها عقدت في دمشق حاضنة العرب، وقلبهم النابض عروبة، وقبضتهم المرفوعة أبدا تحمل رايتهم خفاقة.
تصرفت سورية بوعي وتقانة، وهدوء أعصاب مشهود كما هي عادتها التاريخية في الملمات، ولم ترد على الاستهتار، ولم تستفز من النكوص العربي من قبل دولتي الثقل وقبلت بهدوء ما أرادته الإدارتان في الإساءة للعمل العربي المشترك ولنفسها وللقمة بتخفيض مستويات التمثيل وذريعتها المعلنة أقبح من ذنب في حين السبب المباشر المعروف هو الضغط الأميركي- الإسرائيلي وبذلك أفسحت سورية المجال لتلك النظم أن تتصرف بما تمليه عليها التزاماتها ولم تضعها أمام الحائط المسدود أملا في إصلاح ذات البين يوما عندما تنهار قبضة واشنطن وتل أبيب على تلك الإدارة وستنهار بحسب النظرة السورية وقرار المقاومة بتفكيك الكيان الصهيوني كمهمة راهنة. فلماذا تستعجل سورية محاسبة الآخرين من العرب المغلوبين على أمرهم، ما دام الحساب آتياً مع المعلمين أولا.
أدارت مرحلة التحضير بوعي وبمعرفة لما هو كائن ولما ترغبه وتريده، وتعمل على تحقيقه، من دون توترات أو مشاحنات وعينها على ما سيكون فهي تعرف تمام المعرفة حال الأمة ومشكلاتها وأزماتها.
أعادت صياغة دور، وطبيعة، ومهام القمم العربية وحررتها من الشكلية، والخطب، والضيوف واستهلاك الوقت غير المجدي مستبدلة الطريقة القديمة بآليات جديدة في صلبها ضرورة استثمار وقت القمة والقادة في الحوار العربي- العربي وإضفاء طابع الجدية على القمة وأعمالها بدل أن تستمر ظاهرة صوتية، ومنبراً للضيوف وإلقاء الخطب وبعضها يتطاول عمدا على العرب وقضاياهم وبذلك أسست في عمل القمم العربية اللاحقة.
على مستوى القرارات والتوجيهات محسوم أنها لن تكون دون غيرها، بل سيرتفع السقف حكما عما كان وعما أرادته أميركا من القمم العربية التي دأبت على توظيفها في تخفيض سقوف العرب ومطالبهم على مستويات شتى وخاصة الصراع العربي- الصهيوني واندثر حلم أميركا في أن يكون دور القمة العربية تقليص المبادرة وصولا إلى الإقرار بيهودية الدولة الصهيونية والتخلي عن حق العودة.
صوبت القمة الاهتمامات العربية وأولوياتها، وحررت قمة دمشق نفسها من الإملاءات الأميركية- الإسرائيلية فالأولوية العربية الآن هي فلسطين والعراق، والتضامن وليس تعويم فريق بوش اللبناني وقبول تخرصاته وتمرير مواقفه في القمة العربية وهكذا جاءت مقاطعة الحكومة اللبنانية غير الميثاقية تحصيل حاصل ونتيجة منطقية لتصويب الأولويات والاهتمامات العربية ومناطق التركيز المطلوبة.
أن تكون سورية قائداً ورئيساً للنظام الرسمي العربي خلال سنة 2008 التي يمكن التعامل معها ووصفها بأنها سنة عربية ذهبية لشتى الأسباب والمعطيات وفي أولها أن سورية بالتزاماتها وتحالفاتها وموقعها ودورها هي المقرر في هذه السنة على مستوى إدارة وقيادة النظام الرسمي العربي ما يعني أن لا تبديد للجهد، ولا للوقت ولا تظاهرات عربية في غير هدف ومصالح العرب، ولا افتعال مشكلات ولا توظيف للنظام الرسمي العربي في غير مصالح العرب والعمل على حماية مصالحهم ومقاوماتهم، وانتزاع حقوقهم ومطالبهم.
لغياب السعودية ومصر عن قمة دمشق معنى وحيد، ومؤشر يتمثل بإرهاص عما سيكون في عالم العرب ونظامهم الرسمي مفاده ومؤداه: لقد انحسرت وانكسرت حقبة «السعدنة» والنفط في قيادة وإدارة العامل العربي رسميا وشعبيا، وهذه أهم معطيات ونتائج قمة دمشق وأكثرها تثبيتا لحقائق جمة تحققت وترسخت في البيئة العربية، والإسلامية والعالمية في حالة انحسار حاد ومتسارع للهيمنة الغربية على العرب.
هنيئا لدمشق الأمينة على ثوابتها وقيمها، والساعية إلى عرب ينتظمون في منظومة أمن قومي من طابع جديد ولأهداف واضحة المعالم تتركز على تخديم مصالح العرب وانتزاع حقوقهم.

phoenixbird
29/03/2008, 10:58
ختاما مع عصام داري في تشرين السورية


عصام داري
اليوم يلتئم شمل العرب في عاصمة العروبة فتتصافح الأيدي، وتتلاقى القلوب، وتنشغل العقول في البحث عن خشبة خلاص للعرب، كل العرب، مما هم فيه من أزمات وفرقة وهموم.
اليوم يفترض أن يكون موعداً للولادة الجديدة لأمة قال الباري عزّ وجل فيها إنها «خير أمة أخرجت للناس»، موعداً لنهوض عربي يعيد بناء تضامن طال انتظاره، وتعاون بنّاء يرد الروح إلى الجسد العربي الممزق بطعنات خناجر الغدر التي تنهال عليه من كل حدب وصوب. ‏
العواطف السامية، والنيات الحسنة والمواقف الإعلامية، ومشاعر الحب والود وحدها لا تصنع التضامن العربي ولا تدفع عن العرب الغوائل والمؤامرات، ولا تسترد حقوقاً وتعيد ما احتل من الأرض العربية، ولا تكفي كي نحافظ على وجودنا وهويتنا وتصون ما بناه الأجداد خلال آلاف السنوات من صروح حضارية ومجد تليد. ‏
العواطف والنيات لا ترمم ما تصدع في بيتنا العربي الكبير، والخطابات الحماسية لا تحمينا مما يرسم للعرب من مشروعات ترفد المشروع الصهيوني الأم، والتي لا يمكن أن ترى النور إذا كان الحارس العربي يقظاً وكان العرب في أعلى درجات التضامن العربي، وهو شعار قمة العروبة في عاصمة التاريخ. ‏
اليوم تدق ساعة العمل العربي ومعها تبدو في الأفق فسحة أمل لغد أفضل يرجوه المواطن العربي ويتمنى أن يصبح حقيقة بعد ليل حالك طويل خلنا أنه لن ينتهي. ‏
اليوم موعد العرب مع قمة يرتجى أن تكون نقطة تحول في مسيرة العمل العربي المشترك. ‏
اليوم هو الموعد الذي لا يعلو عليه أي موعد آخر ولا يدانيه. واليوم موعد العرب مع الواجب المقدس الذي لا تضاهيه قدسية وسمو. ‏
الوضع العربي لا يحتمل مزيداً من التناحر والخلافات والتشرذم ولا نريد التذكير بالمثل القائل «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض» والثور الأبيض أُكل قبل خمس سنوات دون انتباه من بعض الأشقاء إلى الرسالة الخطيرة والواضحة التي يعنيها احتلال العراق الشقيق. ‏
الوضع لا يحتمل مزيداً من «عدم الانتباه» أو التجاهل، أو الاعتقاد بأن النيران التي أضرمت في بيت جاري وشقيقي لن تلحق بي وببيتي فمادامت نيران الاحتلال والاستعمار والفتنة والإرهاب والقتل ونهب الثروات قد أضرمت فهي ستصل إلى كل البيوت العربية، فهل آن أوان الصحوة قبل فوات الأوان، وقبل أن تقع الفأس في الرأس؟ ‏
ولأن الوضع الراهن لا يحتمل المزيد من التجاهل والتكاسل والارتماء في أحضان الأجنبي، والإسهام بقصد أو بحسن نية في مشروعات ومخططات هذا الأجنبي، لأن الأمر كذلك، تأخذ قمة دمشق هذا البعد القومي الإنقاذي الكبير، وهذه الأهمية الاستثنائية في ظروف عربية وإقليمية ودولية استثنائية وخطيرة للغاية حيث تتحول الدولة الأقوى في عالم اليوم إلى غول يحاول أن يبتلع هذا العالم وينهب خيراته وثرواته، ويبسط هيمنته على دوله وشعوبه بكل الأشكال: السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. ‏
يجب ألا تغيب عن أذهان القادة العرب وهم يلتقون اليوم على أرض سورية، أن الإدارة الأميركية التي يسيطر عليها المحافظون الجدد، تنفذ خطة صهيونية أقرها المؤتمر الصهيوني العالمي في عام 1982، تنص على ضرب العراق وتقسيمه، ونشر الفوضى «الخلاقة» في المنطقة، من العراق إلى لبنان ومصر والسودان وسورية وكل بلدان العرب. ‏
الشعب العربي يتطلع إلى دمشق بأمل ورجاء وهو على ثقة بأن القادة العرب الذين جاؤوا إلى عاصمة العروبة لن يخذلوه هذه المرة، وأن ولادة جديدة للتضامن العربي سيشهدها العالم، ولادة من رحم المعاناة المديدة، ولتبدأ مرحلة التضامن دفاعاً عن الوجود والهوية وعن مستقبل الأجيال العربية