ارتفاع ضغط الدم , إحدى الأمراض المزمنة و الذي يتمثل بالارتفاع الدائم لضغط الدم, أي زيادة دائما لضغط الدم على جدران الأوعية الدموية, في الأصل ارتفاع ضغط الدم هو شيىء طبيعي قد يحدث لكل شخص عندما يغضب أو ينفعل لأن القلب في حالة التوتر أو الانفعال أو الخوف يعمل على زيادة دقات القلب بأمر من الجهاز العصبي و هذه الزيادة في ضربات القلب تعمل على زيادة كمية الدم المتدفق من القلب و هذا يجعل الدم يتدفق بسرعة و وقوة زائدة خلال مروره بالأوعية الدموية و بالتالي يزداد ضغطه على جدران الأوعية, و لكن ارتفاع ضغط الدم يكون حالة مرضية في حالة أن يكون مرتفعا دائما, و تشخيص ارتفاع ضغط الدم يتم من خلال أخذ السيرة المرضية للمريض و إجراء قياس ضغط الدم و ضغط الدم يكون طبيعي إن كان الضغط الإنقباضي 120 ملم زئبقي و الضغط الارتخائي 80 ملم زئبقي أي 120 على 80 و يدخل الشخص في حالة تسمى ما قبل ارتفاع ضغط الدمprehypertension إن كان ضغطه يتراوح ما بين 120 على 80 و 139 على 89 و إن وصل ضغط دم الشخص إلى 140 على 90 ففي هذه الحالة يكون الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم hypertension , و هنالك عدة شروط لقياس الضغط و هي أن يكون المريض قد شرب آخر فنجان قهوة قبل حوالي ربع ساعة و كذلك بالنسبة للسجائر, و يجب أن يرتاح المريض نفسيا عند الضغط , حيث أن هالك عدد من المرضى يرتفع ضغطهم حال رؤيتهم للطبيب و هو ينوي القياس و هذا ما يسمى ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالروب الأبيض whitecoat hypertension و حل هذه المشكلة يتمثل بقيام الشخص بقياس الضغط في البيت باستخدام الجهاز المنزلي و بالطبع يجب أن يزود المريض الطبيب بالقراءة التي تم الحصول عليها في البيت حتى تتم المقارنة بين القراءتين بسبب وجود اختلافات بسيطة بين القراءتين من الأفضل ملاحظتها, و باعتقادي فأن كل شخص بحاجة لأن يقيس ضغطه بين كل فترة و أخرى لأن نسبة كبيرة من الحلات المصابة بارتفاع ضغط الدم لا تظهر عليها الأعراض المتمثلة بالدوخة أو التقيؤ و الصداع و الشعور بالتعب و الإرهاق و ضعف الرؤية و ربما طنين في الّأذن, لذا فإن كل شخص حتى ولو كان شابا بحاجة لأن يقيس ضغطه بين كل فترة و أخرى, فيفضل اقتناء جهاز قياس ضغط الدم المنزلي.
بالنسبة لأسباب ارتفاع ضغط الدم فهي متعددة مثل : التقدم في السن (فالإنسان كلما تقدم به العمر كلما ازداد عدد ألياف الكولاجين في جدران الشرايين و الشريينات و هذا يزيد من صلابة جدران الشرايين و يقلل من المساحة المقطعية للشريان و بالتالي يزيد من ضغط الدم المار بالشريان على جدران هذا الشريان) و هنالك أسباب أخرى مثل شرب الكحول و الكافيين و خصوصا القهوة و التدخين و السكري و الوزن الزائد و مرض انقطاع النفس أثناء النومsleep apnea بالاضافة لتناول الملح بكميات زائدة و قد يكون السبب وجود اضطراب في أنزيم رينين و هو انزيم يتم افرازه في الكلية و هو مرتبط بأنزيم الألدوستيرون بنظام تغذية راجعة سلبية و قد يكون الحمل سببا لارتفاع ضغط الدم و من الأسباب أيضا متلازمات خلقية مثل متلازمة كوشينغ و أيضا الوراثة تلعب دورا كبيرا في ارتفاع ضغط الدم كما أن عدم ممارسة الرياضة و قلة الحركة من الأسباب المؤدية لارتفاع ضغط الدم.
أما العلاج فيعتمد على مضادات ارتفاع ضغط الدم Antihypertensives و أدوية أخرى مثل مدرات البول و أدوية من أجل علاج اضطراب أنزيم رينين وبالطبع فإن الطبيب المشرف على حالة المريض هو الذي يقرر نوع الأدوية و لا يجوز للمريض و بلا أي شكل من الأشكال ان يشخص نفسه بنفسه و يصرف لنفسه الدواء الذي يراه مناسبا صحيح أن الإنسان هو طبيب نفسه و لكن هذا الشيىء يكمن في الوقاية . كما يعتمد العلاج أيضا على تغيير نمط الحياة مثل ضرور المشي السريع مدة نصف ساعة يوميا و المشي يجب أن يكون سريعا حتى يعرق المريض أكثر . أما المشي العادي فلا يعطي النتائج المطلوبة.و من العلاجات أيضا المتعلقة بتغيير نمط الحياة التقليل الكبير في ملح الطعام و تقليل الوزن و الابتعاد عن التدخين و الكحول و الآيس كريم و الشوكولاته و لحم الخروف و الأفضل هو تناول الخضروات و الفواكه.
علينا أن نحذر جميعا من ارتفاع ضغط الدم فهو مرض خطير و منتشر بكثرة حيث يوجد شخص من بين كل ثلالثة
اعمارهم بين 25-65 مصابين بهذا المرض كما يوجد شخص من بين كل إثنين أعمارهم تزيد عن 65 عاما مصابين بارتفاع ضغط الدم.
الوقاية تكون بتناول الخضروات و الفواكه و الابتعاد عن التدخين و الكحول و تقليل الملح في الطعام و تقليل تناول اللحوم الغنية بالدهون و الكوليسترول للمحافظة على صحة القلب و الاوعية الدموية و ممارسة الرياضة و الحركة الدائمة و المشي السريع مدة نصف ساعة يوميا (المشي يجي أن يكون سريعا بحيث يشعر الشخص بضربات قلبه و يتعرق جسده) و الابتعاد عن العصبية و حدة المزاج و الانفعال و ضرورة الاسترخاء اليومي و الراحة و أن لا يكلف الإنسان نفسه فوق طاقته و أن لا يكترث لصغائر الأمور و لا يقلق بشأنها و المشاكل الكبيرة يجب أن يتعامل معها الإنسان بروية و حكمة و عقل بدلا من الإنفعال و العصبية. فاعلم يا عزيزي القارىء أن العصبية و الانفعال ليس لها إلا التأثير السلبي على قلب و شرايين المريض.