أحمد العجي
28/07/2005, 09:10
أجازت وكالة الغذاء والعقاقير الأميركية يوم الجمعة الماضي، دواء جديدا من انتاج احدى الشركات اليابانية موجها للتغلب على صعوبة النوم، يتميز أنه أول دواء لا يحتوي على مادة يمكن ان تطلب من دون وصفة طبية، أي انها دواء يستطيع المرء شراءه من المتجر مباشرة ويدعى «روزيرم» Rozerem ويعمل بطريقة مختلفة عن أنواع أدوية النوم السابقة.
«روزيرم» يشبه كيميائياً هورمون الميلاتونين، بما ينظم الساعة البيولوجية للنوم والاستيقاظ، عبر إثارة مناطق معينة في الدماغ كما صرح الدكتور روبرت ماير من الوكالة. والأهم أن الدراسات حوله لم تظهر أن هناك إدماناً على تناوله لدى مستخدميه. ويصرح منتجو هذا الدواء الجديد بأنه سيتوفر في الأسواق بحلول شهر سبتمبر القادم.
وقد تناولت دراسات حديثة عدة جوانب في موضوع النوم، منها ان اضطراب الساعة البيولوجية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم يؤدي إلى اضطرابات في الأكل بما ينجم عنه زيادة شراهة الأكل، وان قلة النوم تزيد من وزن الجسم، او انها لا تزيد من احتمال إصابة المرء بمرض السكري، وان النوم المريح بالليل يحسن من قدرة الذاكرة، وان النساء المتعلمات أقل شكوى من قلة النوم، كما ان الهاتف المحمول يقلل من القدرة على النوم العميق.
اضطراب النوم مشكلة أكبر بكثير مما كان الاطباء يتصورونه، وأهم بمراحل من الاهتمام الذي يلقي له الناس بالاً، بدءا من الحرص على نيل الأطفال الرضع قسطاً منه يبلغ تقريباً كل اليوم ووصولاً إلى التأكيد إلى ضرورة أن ينام كبار السن للحفاظ على الذاكرة.
النوم حاجة حيوية للإنسان وليس مجرد متعة يستمتع المرء بممارستها حينما يظن ذلك. ومنذ خمسينات القرن الماضي بدأ التحول في النظرة إلى النوم وأخذ الأمر جانباً أكبر من الاهتمام والبحث في التفاعلات الكيميائية والتغيرات الفسيولوجية الحيوية في الجسم أثناءه، فتعرف الاطباء على دور الكثير من المواد الكيميائية التي تعمل في الدماغ بين خلاياه وبين باقي أعضاء الجسم.
مراحل النوم
* وظهر بالتالي أن هناك مراحل للنوم استقر تصنيف الباحثين على أنها أربع مراحل تعقبها مرحلة حركة العين السريعة، ونحن نقضي كبشر 50% من نومنا في المرحلة الثانية و 20% في مرحلة حركة العين السريعة والباقي أي 30% في بقية المراحل بعكس الأطفال الرضع الذين يقضون 50% في مرحلة حركة العين السريعة. في المرحلة الأولى وهي مرحلة النوم الخفيف ندخل ونخرج من النوم ولذا يسهل إيقاظنا تحت أي تأثير وتكون حركة العين بطيئة، وكذلك نشاط عضلات الجسم، ونظل نتذكر أجزاء من أحلأمنا إذا ما استيقظنا والبعض منا ربما أصابه في بعض الأحيان نوع من الحركات التشنجية باهتزاز الأطراف، خاصة الأرجل قبل الإحساس بالاستغراق في النوم وهي أشبه بحركات الخوف أو الوجل حينما يفاجئنا أمر ما. حينما نبدأ بالدخول في المرحلة الثانية فإن حركة العين تتوقف وتظهر في الدماغ موجات كهربائية بطيئة تتخللها نوبات من الموجات العنيفة، ثم بعدها ندخل في المرحلة الثالثة وهنا تكون موجات الدماغ أشد بطئا وتسمى موجات «دلتا» تتخللها موجات أخرى، والمرحلة الرابعة هي ما تتميز بموجات «دلتا» فقط. يصعب إيقاظ المرء إن كان في المرحلة الثالثة أو الرابعة لأنها مرحلة النوم العميق، ولو استيقظ أمضى وقتاً يكون فيه فاقداً للوعي الكامل لدقائق معدودة، وفي هاتين المرحلتين يعاني بعض الأطفال أو المراهقين من التبول اللاإرادي أو الكوابيس أو حتى المشي أثناء النوم! العين السريعة
* مع بدء الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة يزداد التنفس ويقل عمق النفس الواحد وتهتز العين بالحركة في اتجاهات مختلفة وتصبح عضلات الأطراف مشلولة بالكامل ويزداد النبض ويرتفع ضغط الدم ويحصل انتصاب الذكر، ولو استيقظ المرء أثناء هذه المرحلة لذكر أموراً مبهمة ومختلطة عن أحلامه.
حينما ننام نمر بكل هذه المراحل بشكل متعاقب ومتكرر، فالوصول إلي مرحلة حركة العين السريعة يأخذ من ساعة إلى ساعة ونصف، والدورة كلها قد تستغرق ساعتين ثم تبدأ دورة أخرى وهكذا، وكلما طال النوم زادت مدة مرحلة حركة العين السريعة وقلت مدة النوم العميق أي المرحلة الثانية والثالثة.
إن هناك إيقاعا منتظما طوال اليوم للعمليات الحيوية البيولوجية في الجسم كالنوم وحرارة الجسم ومقدار الضغط وعدد النبض وعمليات إنتاج الطاقة وغيرها تتحكم فيه الساعة البيولوجية في الدماغ المؤلفة من حوالي عشرين ألف خلية عصبية. اضطراب النوم عند السفر
* حينما يصل الضوء من شبكية العين فإن إشارات منه تصل الى الساعة البيولوجية لأنها تقع مباشرة فوق تقاطع العصب العيني في الدماغ، ومن هذه الساعة تذهب إشارات الى العديد مناطق الدماغ أحدها موكل بإفراز هورمون الميلاتونين. فعند حلول الظلام يزداد إفراز هذا الهورمون بشكل تدريجي مما يجعل الواحد منا يشعر بالنعاس، وحينما يحرم المرء من رؤية الضوء أو معرفة الوقت فإن الساعة تضطرب، وهو ما يحدث أثناء السفر بالطائرة فينشأ «الجت لاغ» أو حالة الإرهاق نتيجة السفر الطويل والسريع بالطائرة نتيجة اضطراب الشعور بالوقت والمكان بما يؤثر بالدرجة الأولي على إيقاع زمن النوم والاستيقاظ، لأن هناك تأخيرا أو تقديما في غالب الحالات فيما بين الساعة البيولوجية التي تسير بنفس سرعتها وبين الساعة التي تسير بها حياة الناس في محطة الوصول خاصة عند السفر عكس حركة الشمس أي من المغرب الى المشرق، الأمر الذي يسهل على صغار السن التكيف معه ويشق على الكبار فيأخذ عدة أيام لتعديل ما اضطرب داخل الجسم. ساعة الجسم يضبطها أمران هما إحساس الجسم الداخلي بالوقت عبر ساعة تعمل طوال الوقت كأي ساعة زمنية لا تتوقف، وكذلك أيضاً تحت تأثير المعلومة عن الوقت التي يتلقاها الإنسان من محيطه سواء من حركة الأشياء في الطبيعة كالشمس وظهور الليل أو ما يقوله الناس بعضهم لبعض. من هنا فإن الوقاية والعلاج لـ «الجت لاغ» تتطلب التنبه لوسائل توجه وتدل ساعة الجسم على واقع الوقت في العالم خارجه كتعديل الساعة بدءا من بداية الرحلة الجوية ومروراً بالنوم بعد السفر في نفس الوقت الزمني أي الساعة التي تعود المرء النوم فيها قبل السفر، مع أخذ كفاية من النوم قبل الرحلة والنوم أثناء الرحلة فقط في الموعد الذي تعود عليه وليس طوال الرحلة كما يفعل الكثيرون، مع الحرص على تقليل استخدام حبوب الميلاتونين وأخذ كمية كافية من الماء أثناء الرحلة.
.
«روزيرم» يشبه كيميائياً هورمون الميلاتونين، بما ينظم الساعة البيولوجية للنوم والاستيقاظ، عبر إثارة مناطق معينة في الدماغ كما صرح الدكتور روبرت ماير من الوكالة. والأهم أن الدراسات حوله لم تظهر أن هناك إدماناً على تناوله لدى مستخدميه. ويصرح منتجو هذا الدواء الجديد بأنه سيتوفر في الأسواق بحلول شهر سبتمبر القادم.
وقد تناولت دراسات حديثة عدة جوانب في موضوع النوم، منها ان اضطراب الساعة البيولوجية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم يؤدي إلى اضطرابات في الأكل بما ينجم عنه زيادة شراهة الأكل، وان قلة النوم تزيد من وزن الجسم، او انها لا تزيد من احتمال إصابة المرء بمرض السكري، وان النوم المريح بالليل يحسن من قدرة الذاكرة، وان النساء المتعلمات أقل شكوى من قلة النوم، كما ان الهاتف المحمول يقلل من القدرة على النوم العميق.
اضطراب النوم مشكلة أكبر بكثير مما كان الاطباء يتصورونه، وأهم بمراحل من الاهتمام الذي يلقي له الناس بالاً، بدءا من الحرص على نيل الأطفال الرضع قسطاً منه يبلغ تقريباً كل اليوم ووصولاً إلى التأكيد إلى ضرورة أن ينام كبار السن للحفاظ على الذاكرة.
النوم حاجة حيوية للإنسان وليس مجرد متعة يستمتع المرء بممارستها حينما يظن ذلك. ومنذ خمسينات القرن الماضي بدأ التحول في النظرة إلى النوم وأخذ الأمر جانباً أكبر من الاهتمام والبحث في التفاعلات الكيميائية والتغيرات الفسيولوجية الحيوية في الجسم أثناءه، فتعرف الاطباء على دور الكثير من المواد الكيميائية التي تعمل في الدماغ بين خلاياه وبين باقي أعضاء الجسم.
مراحل النوم
* وظهر بالتالي أن هناك مراحل للنوم استقر تصنيف الباحثين على أنها أربع مراحل تعقبها مرحلة حركة العين السريعة، ونحن نقضي كبشر 50% من نومنا في المرحلة الثانية و 20% في مرحلة حركة العين السريعة والباقي أي 30% في بقية المراحل بعكس الأطفال الرضع الذين يقضون 50% في مرحلة حركة العين السريعة. في المرحلة الأولى وهي مرحلة النوم الخفيف ندخل ونخرج من النوم ولذا يسهل إيقاظنا تحت أي تأثير وتكون حركة العين بطيئة، وكذلك نشاط عضلات الجسم، ونظل نتذكر أجزاء من أحلأمنا إذا ما استيقظنا والبعض منا ربما أصابه في بعض الأحيان نوع من الحركات التشنجية باهتزاز الأطراف، خاصة الأرجل قبل الإحساس بالاستغراق في النوم وهي أشبه بحركات الخوف أو الوجل حينما يفاجئنا أمر ما. حينما نبدأ بالدخول في المرحلة الثانية فإن حركة العين تتوقف وتظهر في الدماغ موجات كهربائية بطيئة تتخللها نوبات من الموجات العنيفة، ثم بعدها ندخل في المرحلة الثالثة وهنا تكون موجات الدماغ أشد بطئا وتسمى موجات «دلتا» تتخللها موجات أخرى، والمرحلة الرابعة هي ما تتميز بموجات «دلتا» فقط. يصعب إيقاظ المرء إن كان في المرحلة الثالثة أو الرابعة لأنها مرحلة النوم العميق، ولو استيقظ أمضى وقتاً يكون فيه فاقداً للوعي الكامل لدقائق معدودة، وفي هاتين المرحلتين يعاني بعض الأطفال أو المراهقين من التبول اللاإرادي أو الكوابيس أو حتى المشي أثناء النوم! العين السريعة
* مع بدء الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة يزداد التنفس ويقل عمق النفس الواحد وتهتز العين بالحركة في اتجاهات مختلفة وتصبح عضلات الأطراف مشلولة بالكامل ويزداد النبض ويرتفع ضغط الدم ويحصل انتصاب الذكر، ولو استيقظ المرء أثناء هذه المرحلة لذكر أموراً مبهمة ومختلطة عن أحلامه.
حينما ننام نمر بكل هذه المراحل بشكل متعاقب ومتكرر، فالوصول إلي مرحلة حركة العين السريعة يأخذ من ساعة إلى ساعة ونصف، والدورة كلها قد تستغرق ساعتين ثم تبدأ دورة أخرى وهكذا، وكلما طال النوم زادت مدة مرحلة حركة العين السريعة وقلت مدة النوم العميق أي المرحلة الثانية والثالثة.
إن هناك إيقاعا منتظما طوال اليوم للعمليات الحيوية البيولوجية في الجسم كالنوم وحرارة الجسم ومقدار الضغط وعدد النبض وعمليات إنتاج الطاقة وغيرها تتحكم فيه الساعة البيولوجية في الدماغ المؤلفة من حوالي عشرين ألف خلية عصبية. اضطراب النوم عند السفر
* حينما يصل الضوء من شبكية العين فإن إشارات منه تصل الى الساعة البيولوجية لأنها تقع مباشرة فوق تقاطع العصب العيني في الدماغ، ومن هذه الساعة تذهب إشارات الى العديد مناطق الدماغ أحدها موكل بإفراز هورمون الميلاتونين. فعند حلول الظلام يزداد إفراز هذا الهورمون بشكل تدريجي مما يجعل الواحد منا يشعر بالنعاس، وحينما يحرم المرء من رؤية الضوء أو معرفة الوقت فإن الساعة تضطرب، وهو ما يحدث أثناء السفر بالطائرة فينشأ «الجت لاغ» أو حالة الإرهاق نتيجة السفر الطويل والسريع بالطائرة نتيجة اضطراب الشعور بالوقت والمكان بما يؤثر بالدرجة الأولي على إيقاع زمن النوم والاستيقاظ، لأن هناك تأخيرا أو تقديما في غالب الحالات فيما بين الساعة البيولوجية التي تسير بنفس سرعتها وبين الساعة التي تسير بها حياة الناس في محطة الوصول خاصة عند السفر عكس حركة الشمس أي من المغرب الى المشرق، الأمر الذي يسهل على صغار السن التكيف معه ويشق على الكبار فيأخذ عدة أيام لتعديل ما اضطرب داخل الجسم. ساعة الجسم يضبطها أمران هما إحساس الجسم الداخلي بالوقت عبر ساعة تعمل طوال الوقت كأي ساعة زمنية لا تتوقف، وكذلك أيضاً تحت تأثير المعلومة عن الوقت التي يتلقاها الإنسان من محيطه سواء من حركة الأشياء في الطبيعة كالشمس وظهور الليل أو ما يقوله الناس بعضهم لبعض. من هنا فإن الوقاية والعلاج لـ «الجت لاغ» تتطلب التنبه لوسائل توجه وتدل ساعة الجسم على واقع الوقت في العالم خارجه كتعديل الساعة بدءا من بداية الرحلة الجوية ومروراً بالنوم بعد السفر في نفس الوقت الزمني أي الساعة التي تعود المرء النوم فيها قبل السفر، مع أخذ كفاية من النوم قبل الرحلة والنوم أثناء الرحلة فقط في الموعد الذي تعود عليه وليس طوال الرحلة كما يفعل الكثيرون، مع الحرص على تقليل استخدام حبوب الميلاتونين وأخذ كمية كافية من الماء أثناء الرحلة.
.