roclan
26/03/2008, 13:41
في أحد أيام شهر آب (أغسطس) 2002 كان عمر الهيب الضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، وقائد وحدة الإستكشاف على الحدود الشمالية، بصحبة زوجته وأبنائه في زيارة لطبيب وبعد إنهاء الزيارة توجه إلى صيدلية لشراء الدواء، بينما بقيت زوجته مع أولادها في السيارة، وحدث أمر مفاجئ، حيث انقض عليه رجال بملابس مدنية وسحبوه من الصيدلية، فحاولت الزوجة اللحاق به ولكنها لم تتمكن. وافترضت زوجته بأن مقاومين فلسطينيين اختطفوا زوجها، ولكن بعد ساعة كانت الاستخبارات الإسرائيلية تقتحم منزل الهيب وتصادر سلاحه الشخصي وأمورا أخرى تخصه مثل أشرطة فيديو. وطوال عشرين يوما لم تعرف عائلته عنه شيئا ولم تسمح السلطات الإسرائيلية لمحام يهودي إسمه (أمنون زخروني) وكلته العائلة للدفاع عن ابنها بزيارته.
تجسس ومخدرات
وعندما سمحت له بذلك بعد أكثر من عشرين يوما تبين أن السلطات الإسرائيلية تتهم العقيد عمر الهيب وهو بدوي من النقب، بالتجسس لصالح حزب الله والحصول مقابل ذلك على المخدرات. وفرضت هذه السلطات الحظر عن أي معلومات حول القضية، ولم تعلن عنها إلا بعد شهر ونصف من إلقاء القبض على الهيب، قبل تقديمه لمحكمة عسكرية خاصة في تل أبيب، ووصفت الصحف الإسرائيلية القضية بأنها إحدى أخطر عمليات التجسس منذ قيام الدولة العبرية.
وكان الأمر مفاجئا، فالهيب يعتبر ضابطا مخلصا لدولة إسرائيل ومن عائلة خدم كثير منها في هذا الجيش كقصاصي أثر، وعلى اطلاع تام على التدابير الأمنية على الحدود مع لبنان. وشمل التحقيق مع الهيب أيضا، محاولات للضغط على أفراد عائلته في محاولة من الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على أي معلومات، فمثلا تم استدعاء زوجته وإخبارها أن زوجها يخونها مع إحدى العشيقات ورتبوا لها لقاء مع العشيقة المفترضة. واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مسألة اعتقال الهيب للتحريض على الأقلية العربية في إسرائيل وبعض قواها السياسية التي تعمل ضمن القوانين، مثل الترويج لأمور بدت غير منطقية، مثل أن الحركة الإسلامية في إسرائيل برئاسة الشيخ رائد صلاح عرضت على عائلة الهيب مليوني شيقل لمساعدتها في تكاليف الدفاع عنه أمام المحاكم الإسرائيلية، والصرف على أسرته.
وردت الحركة الإسلامية أنها تشتمّ من نشر أخبار كهذه "رائحة تحريض ضدها وضد الشيخ رائد صلاح بشكل خاص، ومحاولة لإشراك الحركة الإسلامية بقضية ليس لها أي صلة بها". واحتجز الهيب، في سجن انفرادي، خشية التعرض له أو المساس به من باقي السجناء اليهود الجنائيين. واعتقل آخرون من الذين قيل إن الهيب جندهم مثل: جمال رحال (27) وعمار رحال (28) وجزال رحال (43) ومحمد رحال (37).
خازوق دق..
ولم يكن اعتقال هؤلاء سوى قمة جبل الجليد الذي بدأ يذوب وتتكشف معلومات جديدة عن الشبكة التي قادها الهيب مدة عام ونصف.واعتقلت الاستخبارات الإسرائيلية نحو 15 آخرين عملوا معه بجمع المعلومات التي كان يطلبها حزب الله، وكان الهيب ينقلها إلى حزب الله مع تجار مخدرات لبنانيين أحدهم عرف باسم (أبو سعيد)، قيل ان للحزب سطوة عليه، خصوصا وانه له سيطرة مطلقة على منطقة الحدود التي يتم منها تهريب المخدرات وأشياء أخرى.
وبعد أن يتم تسليم المعلومات، يستلم الهيب وجماعته المخدرات التي تجد طريقها إلى تجار المخدرات في إسرائيل. وبهذا يحقق حزب الله ثلاثة أهداف: اختراق للجيش الإسرائيلي بتجنيد منتسبين له، والحصول على معلومات يعتبرها مهمة له في حربه ضد إسرائيل، والمساهمة بنشر السموم في ما يعتبرها ارض العدو. واعترفت المصادر الإسرائيلية أنه تم تسريب معلومات استخبارية حساسة وخطرة، مقابل سماح حزب الله بتهريب مئات الكيلوغرامات من المخدرات إلى إسرائيل.وتم إمساك الخيط الأول في الشبكة عندما اعتقل اثنان من قرية (سعسع) وهي في أقصى الشمال والتي ذكرها مرة الشاعر الراحل نزار قباني متهكما، ومعارضا، لأغنية فيروزية تبشر فيها بالنصر على إسرائيل وحق العودة فكتب "عفوا فيروز ومعذرة..أجراس العودة لن تقرع...من شرم الشيخ إلى سعسع".
وعندما تمت عملية الاعتقال كان في حوزة الاثنين تسعة كيلو غرامات من المخدرات الخفيفة وسبعة كيلو غرامات من الهيرويين و110 غرامات حشيش من نوع خاص. واعتقل الاثنان بعد أن عقدا صفقة مخدرات مع تاجر مخدرات لبناني في الشريط الحدودي الشمالي. وبدأت الاعترافات وتكشفت الأدوار وتفاصيل الاختراق الذي حققه حزب الله في ارض العدو، عن طريق قرية صغيرة لا ترى على الخارطة اسمها سعسع. ومن بين ما حصل عليه حزب الله من خلال هذا الاختراق:
*معلومات استخبارية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا.
*خرائط المناطق الشمالية الحدودية.
*معلومات استخبارية عن قائد المنطقة الوسطى آنذاك، غابي أشكنازي، وتحركاته، وهو الان رئيس الاركان في اسرائيل.
*معلومات استخبارية عن كمائن الدبابات الإسرائيلية في منطقة الشريط الحدودي.
*أجهزة اتصال خاصة بالجيش الإسرائيلي نقلت إلى لبنان.
*نقل عدد من الهواتف الخليوية الإسرائيلية إلى لبنان.
وواضح تماما أن حزب الله استطاع الاستفادة القصوى من كل ما حصل عليه، حتى الهواتف الخليوية الإسرائيلية، ويتبين ذلك من حادث لافت وقع في شهر آذار (مارس) 2002، عندما اقتحم مقاومان مستوطنة (متسوبا)، وقتلا ستة من سكانها، واعتبرت تلك العملية نوعية من الناحية المهنية، ولم تستطع إسرائيل تحديد هوية المقاومين. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح المسؤولية عن العملية، ولكن السلطات الإسرائيلية لم تأخذ ذلك على محمل الجد، حتى تبين فيما بعد أنهما من لبنان وعثر بعد عملية القتل على هاتف خليوي على جثة أحدهما وتبين فيما بعد انه أحد الهواتف الخليوية التي وصلت الى حزب الله، من ضمن الأمور الأخرى، مقابل السموم. وبعد نحو أربعة أعوام، من القبض على الهيب، قدم إلى محكمة عسكرية إسرائيلية بتاريخ 27 نيسان (أبريل) 2006، واستمعت هيئة المحكمة الى تفاصيل لائحة الاتهام.
وأدانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية العقيد في جيشها، عمر الهيب، بالتجسس لصالح حزب الله اللبناني، والاتصال مع عميل أجنبي والتجارة بالمخدرات، وبرأته من تهمة الخيانة العظمى. وكان انعقاد المحكمة مناسبة للهيب ليعلن انه بريء قائلا "أنا بريء، ولم اتصل بحزب الله ولم أفعل شيئًا. والمحكمة لم تكن عادلة".وأضاف "قبل عدة سنوات أصبت نتيجة انفجار نفذّه حزب الله، فكيف يعقل بأن أعود وأتعاون مع هذا الحزب"، في إشارة إلى إصابته بجراح عام 1996، نتيجة انفجار نفذه حزب الله وفقد عينه نتيجة ذلك، ولم يتمكن من العودة إلى الجيش الإسرائيلي إلا بعد ثلاث سنوات من الحادث. وفي شهر حزيران (يونيو) 2006، حكم على الهيب بالسجن 15 عاما، وفي أيار (مايو) 2007، تم تخفيض الحكم إلى 10 سنوات بعد أن قدم محامو الهيب استئنافا.
من المانيا وكندا ولبنان
وفي غمرة انهماك أجهزة الأمن الإسرائيلية في قضية التجسس مقابل المخدرات، كانت اسرائيل على موعد مع قضية تجسس أخرى لحزب الله ولكنها مختلفة. ففي شهر حزيران (يونيو) 2002، اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، كنديًا من اصل لبناني في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية اسمه فوزي أيوب. وتبين، بعد تحقيق استمر فترة طويلة، انه خبير متفجرات أرسله حزب الله ليتعاون مع خلايا ناشطة لحركة الجهاد الإسلامي التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحزب. وكشف اعتقاله على أن مهمته هي تعليم هذه الخلايا وخلايا أخرى تابعة لحماس كيفية إعداد العبوات الناسفة بشكل تقني متقدم لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
وقالت وسائل الأعلام الإسرائيلية إن أيوب جند في كندا لحزب الله وتدرب في لبنان، وضم إلى وحدة الأجانب التابعة لحزب الله. وفي الواقع لم يكن أيوب الأول من حزب الله الذي يصل إلى إسرائيل في مهمات من الخارج، ففي عام 1996 وقع انفجار في فندق لورانس في القدس الشرقية وتبين أن المنفذ هو اللبناني إبراهيم مقداد، الذي كان يعد عبوة ناسفة، هربها معه من الخارج في جهاز تسجيل، تحضيرا لتنفيذ عملية في القدس الغربية، ولكن الحظ لم يسعفه، وأدى الانفجار إلى إصابته بجروح خطرة، وفقدانه لأطرافه، وكشفت هويته، وطالب حزب الله بمقداد، الذي أفرجت عنه إسرائيل بعد سنوات، مقابل رفات جندي إسرائيلي قتل في بلدة الأنصارية.
وصاحبت عملية اعتقال أيوب حملة إعلامية كبيرة، حاول الشاباك استغلالها لصالحه خصوصا وانه تعرض لانتقادات كثيرة بسبب الهجمات التفجيرية العديدة التي نفذها فلسطينيون وأوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين، دون أن يتمكن من إحباطها. وركزت الحملة على أن نجاح الشاباك باعتقال أيوب منع تنفيذ عشرات العمليات في إسرائيل، وهو أمر لم يتم التحقق منه أبدا من مصادر مستقلة.
ومن بين ما كشف عنه في قضية أيوب، انه دخل الأراضي الفلسطينية، عن طريق إسرائيل، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2000 بجواز سفر أميركي مزيف باسم فرانك بوشي. وزعم الشاباك أن الاستخبارات الإيرانية هي التي زودت أيوب بالجواز المزيف، الذي قالت إنه عضو في ما أسمتها وحدة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله، ومجال عملها العمليات الخارجية، وانه عمل تحت قيادة عماد مغنية التي وصفته آنذاك بأنه مسؤول وحدة الجهاد الإسلامي هذه، لذا لم يكن مفاجئا أن تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن أيوب، حاول خطف طائرة عراقية في رومانيا عام 1980 وحسب ما سربه الشاباك آنذاك للصحافة الإسرائيلية، فان أيوب غادر لبنان، بجواز سفره الكندي، وهناك استلم جواز سفره الأميركي الذي دخل فيه إلى إسرائيل باسم فرانك بوشي.
وما حدث مع أيوب لاحقا فهو مليء بالمفارقات، فبعد أن نزل في فندق في مدينة القدس، اختفت آثاره، وتبين لاحقا انه غادر إلى مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ليبدأ نشاطه مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وخلال تلك الفترة، اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية، التي كانت تلاحق عناصر الجهاد وحماس، وأودعته السجن في مبنى المقاطعة في مدينة الخليل، الذي اقتحمته القوات الاسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى، واعتقلت المحتجزين، وهدمته، ومن بين المعتقلين وقع في أيدي الشاباك درة ثمينة هي أيوب نفسه التي كشفت هويته، في حين لم تتمكن أجهزة السلطة من ذلك.
وفي العام 1997، اعتقل الشاباك، ألماني اعتنق الإسلام اسمه ستيفن سميراك، وصل الى لبنان من ألمانيا، معربا عن رغبته في ما قيل الاستشهاد، ومن هناك سافر إلى هولندا، ومنها في شهر تشرين الثاني 1997، إلى إسرائيل، ولكن قبض عليه، وافرجت عنه اسرائيل لاحقا في اطار صفقة تبادل للاسرى مع حزب الله. ومثلما لم تبدأ عمليات حزب الله في اختراق إسرائيل بفوزي أيوب، لم تنته به.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
تجسس ومخدرات
وعندما سمحت له بذلك بعد أكثر من عشرين يوما تبين أن السلطات الإسرائيلية تتهم العقيد عمر الهيب وهو بدوي من النقب، بالتجسس لصالح حزب الله والحصول مقابل ذلك على المخدرات. وفرضت هذه السلطات الحظر عن أي معلومات حول القضية، ولم تعلن عنها إلا بعد شهر ونصف من إلقاء القبض على الهيب، قبل تقديمه لمحكمة عسكرية خاصة في تل أبيب، ووصفت الصحف الإسرائيلية القضية بأنها إحدى أخطر عمليات التجسس منذ قيام الدولة العبرية.
وكان الأمر مفاجئا، فالهيب يعتبر ضابطا مخلصا لدولة إسرائيل ومن عائلة خدم كثير منها في هذا الجيش كقصاصي أثر، وعلى اطلاع تام على التدابير الأمنية على الحدود مع لبنان. وشمل التحقيق مع الهيب أيضا، محاولات للضغط على أفراد عائلته في محاولة من الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على أي معلومات، فمثلا تم استدعاء زوجته وإخبارها أن زوجها يخونها مع إحدى العشيقات ورتبوا لها لقاء مع العشيقة المفترضة. واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مسألة اعتقال الهيب للتحريض على الأقلية العربية في إسرائيل وبعض قواها السياسية التي تعمل ضمن القوانين، مثل الترويج لأمور بدت غير منطقية، مثل أن الحركة الإسلامية في إسرائيل برئاسة الشيخ رائد صلاح عرضت على عائلة الهيب مليوني شيقل لمساعدتها في تكاليف الدفاع عنه أمام المحاكم الإسرائيلية، والصرف على أسرته.
وردت الحركة الإسلامية أنها تشتمّ من نشر أخبار كهذه "رائحة تحريض ضدها وضد الشيخ رائد صلاح بشكل خاص، ومحاولة لإشراك الحركة الإسلامية بقضية ليس لها أي صلة بها". واحتجز الهيب، في سجن انفرادي، خشية التعرض له أو المساس به من باقي السجناء اليهود الجنائيين. واعتقل آخرون من الذين قيل إن الهيب جندهم مثل: جمال رحال (27) وعمار رحال (28) وجزال رحال (43) ومحمد رحال (37).
خازوق دق..
ولم يكن اعتقال هؤلاء سوى قمة جبل الجليد الذي بدأ يذوب وتتكشف معلومات جديدة عن الشبكة التي قادها الهيب مدة عام ونصف.واعتقلت الاستخبارات الإسرائيلية نحو 15 آخرين عملوا معه بجمع المعلومات التي كان يطلبها حزب الله، وكان الهيب ينقلها إلى حزب الله مع تجار مخدرات لبنانيين أحدهم عرف باسم (أبو سعيد)، قيل ان للحزب سطوة عليه، خصوصا وانه له سيطرة مطلقة على منطقة الحدود التي يتم منها تهريب المخدرات وأشياء أخرى.
وبعد أن يتم تسليم المعلومات، يستلم الهيب وجماعته المخدرات التي تجد طريقها إلى تجار المخدرات في إسرائيل. وبهذا يحقق حزب الله ثلاثة أهداف: اختراق للجيش الإسرائيلي بتجنيد منتسبين له، والحصول على معلومات يعتبرها مهمة له في حربه ضد إسرائيل، والمساهمة بنشر السموم في ما يعتبرها ارض العدو. واعترفت المصادر الإسرائيلية أنه تم تسريب معلومات استخبارية حساسة وخطرة، مقابل سماح حزب الله بتهريب مئات الكيلوغرامات من المخدرات إلى إسرائيل.وتم إمساك الخيط الأول في الشبكة عندما اعتقل اثنان من قرية (سعسع) وهي في أقصى الشمال والتي ذكرها مرة الشاعر الراحل نزار قباني متهكما، ومعارضا، لأغنية فيروزية تبشر فيها بالنصر على إسرائيل وحق العودة فكتب "عفوا فيروز ومعذرة..أجراس العودة لن تقرع...من شرم الشيخ إلى سعسع".
وعندما تمت عملية الاعتقال كان في حوزة الاثنين تسعة كيلو غرامات من المخدرات الخفيفة وسبعة كيلو غرامات من الهيرويين و110 غرامات حشيش من نوع خاص. واعتقل الاثنان بعد أن عقدا صفقة مخدرات مع تاجر مخدرات لبناني في الشريط الحدودي الشمالي. وبدأت الاعترافات وتكشفت الأدوار وتفاصيل الاختراق الذي حققه حزب الله في ارض العدو، عن طريق قرية صغيرة لا ترى على الخارطة اسمها سعسع. ومن بين ما حصل عليه حزب الله من خلال هذا الاختراق:
*معلومات استخبارية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا.
*خرائط المناطق الشمالية الحدودية.
*معلومات استخبارية عن قائد المنطقة الوسطى آنذاك، غابي أشكنازي، وتحركاته، وهو الان رئيس الاركان في اسرائيل.
*معلومات استخبارية عن كمائن الدبابات الإسرائيلية في منطقة الشريط الحدودي.
*أجهزة اتصال خاصة بالجيش الإسرائيلي نقلت إلى لبنان.
*نقل عدد من الهواتف الخليوية الإسرائيلية إلى لبنان.
وواضح تماما أن حزب الله استطاع الاستفادة القصوى من كل ما حصل عليه، حتى الهواتف الخليوية الإسرائيلية، ويتبين ذلك من حادث لافت وقع في شهر آذار (مارس) 2002، عندما اقتحم مقاومان مستوطنة (متسوبا)، وقتلا ستة من سكانها، واعتبرت تلك العملية نوعية من الناحية المهنية، ولم تستطع إسرائيل تحديد هوية المقاومين. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح المسؤولية عن العملية، ولكن السلطات الإسرائيلية لم تأخذ ذلك على محمل الجد، حتى تبين فيما بعد أنهما من لبنان وعثر بعد عملية القتل على هاتف خليوي على جثة أحدهما وتبين فيما بعد انه أحد الهواتف الخليوية التي وصلت الى حزب الله، من ضمن الأمور الأخرى، مقابل السموم. وبعد نحو أربعة أعوام، من القبض على الهيب، قدم إلى محكمة عسكرية إسرائيلية بتاريخ 27 نيسان (أبريل) 2006، واستمعت هيئة المحكمة الى تفاصيل لائحة الاتهام.
وأدانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية العقيد في جيشها، عمر الهيب، بالتجسس لصالح حزب الله اللبناني، والاتصال مع عميل أجنبي والتجارة بالمخدرات، وبرأته من تهمة الخيانة العظمى. وكان انعقاد المحكمة مناسبة للهيب ليعلن انه بريء قائلا "أنا بريء، ولم اتصل بحزب الله ولم أفعل شيئًا. والمحكمة لم تكن عادلة".وأضاف "قبل عدة سنوات أصبت نتيجة انفجار نفذّه حزب الله، فكيف يعقل بأن أعود وأتعاون مع هذا الحزب"، في إشارة إلى إصابته بجراح عام 1996، نتيجة انفجار نفذه حزب الله وفقد عينه نتيجة ذلك، ولم يتمكن من العودة إلى الجيش الإسرائيلي إلا بعد ثلاث سنوات من الحادث. وفي شهر حزيران (يونيو) 2006، حكم على الهيب بالسجن 15 عاما، وفي أيار (مايو) 2007، تم تخفيض الحكم إلى 10 سنوات بعد أن قدم محامو الهيب استئنافا.
من المانيا وكندا ولبنان
وفي غمرة انهماك أجهزة الأمن الإسرائيلية في قضية التجسس مقابل المخدرات، كانت اسرائيل على موعد مع قضية تجسس أخرى لحزب الله ولكنها مختلفة. ففي شهر حزيران (يونيو) 2002، اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، كنديًا من اصل لبناني في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية اسمه فوزي أيوب. وتبين، بعد تحقيق استمر فترة طويلة، انه خبير متفجرات أرسله حزب الله ليتعاون مع خلايا ناشطة لحركة الجهاد الإسلامي التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحزب. وكشف اعتقاله على أن مهمته هي تعليم هذه الخلايا وخلايا أخرى تابعة لحماس كيفية إعداد العبوات الناسفة بشكل تقني متقدم لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
وقالت وسائل الأعلام الإسرائيلية إن أيوب جند في كندا لحزب الله وتدرب في لبنان، وضم إلى وحدة الأجانب التابعة لحزب الله. وفي الواقع لم يكن أيوب الأول من حزب الله الذي يصل إلى إسرائيل في مهمات من الخارج، ففي عام 1996 وقع انفجار في فندق لورانس في القدس الشرقية وتبين أن المنفذ هو اللبناني إبراهيم مقداد، الذي كان يعد عبوة ناسفة، هربها معه من الخارج في جهاز تسجيل، تحضيرا لتنفيذ عملية في القدس الغربية، ولكن الحظ لم يسعفه، وأدى الانفجار إلى إصابته بجروح خطرة، وفقدانه لأطرافه، وكشفت هويته، وطالب حزب الله بمقداد، الذي أفرجت عنه إسرائيل بعد سنوات، مقابل رفات جندي إسرائيلي قتل في بلدة الأنصارية.
وصاحبت عملية اعتقال أيوب حملة إعلامية كبيرة، حاول الشاباك استغلالها لصالحه خصوصا وانه تعرض لانتقادات كثيرة بسبب الهجمات التفجيرية العديدة التي نفذها فلسطينيون وأوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين، دون أن يتمكن من إحباطها. وركزت الحملة على أن نجاح الشاباك باعتقال أيوب منع تنفيذ عشرات العمليات في إسرائيل، وهو أمر لم يتم التحقق منه أبدا من مصادر مستقلة.
ومن بين ما كشف عنه في قضية أيوب، انه دخل الأراضي الفلسطينية، عن طريق إسرائيل، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2000 بجواز سفر أميركي مزيف باسم فرانك بوشي. وزعم الشاباك أن الاستخبارات الإيرانية هي التي زودت أيوب بالجواز المزيف، الذي قالت إنه عضو في ما أسمتها وحدة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله، ومجال عملها العمليات الخارجية، وانه عمل تحت قيادة عماد مغنية التي وصفته آنذاك بأنه مسؤول وحدة الجهاد الإسلامي هذه، لذا لم يكن مفاجئا أن تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن أيوب، حاول خطف طائرة عراقية في رومانيا عام 1980 وحسب ما سربه الشاباك آنذاك للصحافة الإسرائيلية، فان أيوب غادر لبنان، بجواز سفره الكندي، وهناك استلم جواز سفره الأميركي الذي دخل فيه إلى إسرائيل باسم فرانك بوشي.
وما حدث مع أيوب لاحقا فهو مليء بالمفارقات، فبعد أن نزل في فندق في مدينة القدس، اختفت آثاره، وتبين لاحقا انه غادر إلى مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ليبدأ نشاطه مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وخلال تلك الفترة، اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية، التي كانت تلاحق عناصر الجهاد وحماس، وأودعته السجن في مبنى المقاطعة في مدينة الخليل، الذي اقتحمته القوات الاسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى، واعتقلت المحتجزين، وهدمته، ومن بين المعتقلين وقع في أيدي الشاباك درة ثمينة هي أيوب نفسه التي كشفت هويته، في حين لم تتمكن أجهزة السلطة من ذلك.
وفي العام 1997، اعتقل الشاباك، ألماني اعتنق الإسلام اسمه ستيفن سميراك، وصل الى لبنان من ألمانيا، معربا عن رغبته في ما قيل الاستشهاد، ومن هناك سافر إلى هولندا، ومنها في شهر تشرين الثاني 1997، إلى إسرائيل، ولكن قبض عليه، وافرجت عنه اسرائيل لاحقا في اطار صفقة تبادل للاسرى مع حزب الله. ومثلما لم تبدأ عمليات حزب الله في اختراق إسرائيل بفوزي أيوب، لم تنته به.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////