Anonymous
27/07/2005, 19:03
نعم للحوار .. لا للحوار
المسلمون لهم اليوم مع موضوع الحوار موقفان اثنان موقف مؤيد ومؤكد لمشروعية وأهمية الحوار مع الاخر وموقف رافض للحوار ومتهم غاياته ، والرافضون يعتبرون الحوار خديعة استدراجا للمسلمين للتخلي عن الاسلام والقبول بغيره من الاديان المحرفة والمذاهب الوضعية الجائرة ، ويؤسسون موقفهم ووجهة نظرهم هذه على أساس (ان الدين عند الله الاسلام) وعلى أساس (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين )، وينطلقون في موقفهم المتهم للحوار من أنه تجاهل وتجاوز لحقيقة عداوة أهل الكتاب وغيرهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ، ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) ، وأنه استجابة وخضوع لمكيدة الأخر الذي يشن بالحوار حربا صليبية من نوع جديد لكن بوسائل أخرى
ويضع فريق أخر من الرافضين للحوار أسبابا أخرى لرفضهم منها انعدام التكافؤ بين المتحاورين وعدم اعتراف الأخر بالاسلام للمسلمين ، وبانعدام هذين الأمرين فالحوار بنظرهم سيكون لصالح الآخر ، وفي أحسن أحواله يكون ((حوار الطرشان)) ومن أجل ألا يكون الحوار لصالح الآخر ومن أجل الا يكون حوار الطرشان يصرون على شرطين اثنين اولهما أن يعترف الآخر بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وأن الاسلام دين الله ، وثانيهما أن تتكافأ امكانات المسلمين مع امكانات غيرهم ، وبغير هذين الشرطيين فلا حوار مع الأخر لأنهم أهل الضلال والباطل ، ونحن أهل الهداية، والحق والحق لا يحاور الباطل
هذه باختصار مرتكزات ومنطلقات الرافضين للحوار
أما أصحاب الموقف المؤيد والمؤكد لمشروعية وأهمية الحوار مع غير المسلمين فانهم ينطلقون من موقفهم هذا من أن القرآن الكريم مثلما يقرر أن الاسلام دين الله ، وأن العداوة والبغضاء من لدن أهل الكفر والشرك والضلال ، فانه نفسه الذي برر مبدأ الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا بانا مسلمون ) ، ( يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ) وأنه نفسه الذي يقرر لنا أدبيات الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم ( ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) ، ( وقولوا للناس حسنا ) ، وهو القرآن ذاته الذي يوجهنا الى ارقى مستويات الخطاب وألطف العبارات ونحن نحاور غير المسلمين ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، ( وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) ، ( قل لا تسالون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) ، ( فقولوا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ، ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ، ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم حاور نصارى نجران واستقبلهم في مسجده وأحسن وفادتهم ، وكان يخرج للقبائل يحاورهم ويدعوهم للاسلام ،وحاور قريشا وجادلهم في بطلان معتقداتهم
والقرآن الكريم يقدم لنا نماذج عديدة من الحوار والمجادلة والمحاججة بين الانبياء والرسل عليهم السلام وبين أقوامهم على مر العصور وتعاقب الرسالات ، وما ذلك الا تأكيد على منهجية الحوار واحترام العقل الذي جعله الله تعالى مناط التكليف والمدخل الى الاطمئنان الايماني ( أولم تؤمن قال بلا ولكن ليطمئن قلبي ) ، وبذلك يتضح أن رفض الحوار الغاء لمنهجية القرآن الكريم وتعطيل لجهاد الكلمة والبيان ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ) ، أي القرآن - وأن رفض الحوار خلل منشأه تأسيس الفهم على بعض النصوص القرآنية دون اعتبار للنصوص ذات الصلة بالموضوع نفسه فالنصوص القرآنية المتعلقة بحقيقة موقف أهل الكتاب ن تتكامل مع نصوص قرانية أخرى توجهنا الى منهجية التعامل والتخاطب معهم ، وان الموقف منهم ينبغي أن يؤسس على تكامل وحدة هذه النصوص ، وبهذا يترجح الموقف المؤيد لمشروعية وأهمية الحوار لأنه المنسجم مع تكامل النصوص ووحدة موضوعها ، ولأنه الاكثر التزاما بمنهجية القرآن ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والمةعظة الحسنة ) ، ولأنه السبيل لاقامة الحجة على الآخر لعله يرجع الى الحق ، ( وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون
أما القول بأن الاسلام هو الدين الحق وأن الحق لا يحاور الباطل فأحسب أن هذا الفهم لا يستقيم عقلا ، فاذا كان الحق لا يحاور الباطل فما هي مهمة الحق اذا !! ومن للباطل يدمغه ويزهقه ؟ ( بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ) ، الا اذا كان قذف الباطل بالحق عند الرافضين للحوار لا يكون الا بالسيف وراجمات الصواريخ دون الحوار والبيان ! وهم بذلك ينحازون للفرية الكبرى القائلة ( بأن الاسلام انتشر بالسيف ) ، والتي عادة نكذبها قائلين ( لا ... الاسلام لم ينتشر بالسيف بل انتشر بالكلمة الطيبة والأسوة الحسنة ) ، أو ليس الحوار هو السبيل الى تبليغ الكلمة الطيبة وتقديم الأسوة الحسنة ؟ واذا قلنا لا للسيف ولا للحوار ، فبماذا انتشر الاسلام اذا ؟ وبماذا نبلغه للناس ؟
أما القول بشرطية الاعتراف المتبادل لتقوم مشروعية الحوار فهذا يجر الى مطلب عقدي خطير . فهل يريد المطالبون بالاعتراف المتبادل أن نعترف للنصارى ( بأن الله هو المسيح ابن مريم ) ليعترفوا لنا ( بان محمدا رسول الله وأن الاسلام الدين الحق ) ، أيريدون منا أن نستبدل الكفر بالايمان ؟ أما اذا كان القصد من الاعتراف بأن يعترفوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، مقابل اعتراف المسلمين بالمسيح عليه السلام نبيا ورسولا ، نقول وهل يبقى مبرر للحوار معهم اذا نفذوا هذا الاعتراف ؟ الا يجعلهم مثل هذا الاعتراف مسلمين اخوة لنا في العقيدة والمنهج ؟ وهل الحوار الا وسيلة لمثل هذه الغاية المنشودة ؟
ومن جهة أخرى فان اعتراف المسلمين بالمسيح عليه السلام نبيا ورسولا لا يرضيهم لأنه الغاء لاعتقادهم وتحقير لمرتبة المسيح لديهم فهو باعتقادهم ( اله ) أو ( ابن الله ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . أما القول بالتكافؤ كشرط لازم لمشروعية الحوار فهذا أمر فيه مزايدة على منهج رسول الله صلىالله عليه وسلم الذي حاور كفار قريش وقبائل العرب وهو في أشد حالات ضعفه البشري ( اللهم اليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس ) وحاور جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه النجاشي واساقفته وهو مطارد من أهله وقومه ، فأثر بصدق بيانه وقوة حجته ومهارته على النجاشى ومن حوله حتى ابكاهم وجعلهم يقتنعون بعدالة قضية المهاجرين وأنهم جديرون بالنصرة والحماية ، فكان الحوار يومها سلاحا حاسما في رد المكيدة القرشية التي دبروها ليرد النجاشي اليهم جعفر بن أبي طالب وصحبه من المهاجرين الى الحبشة ، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لحشدها وهي كلها تؤكد بطلان مقولة تكافؤ الامكانات كشرط لازم للحوار مع الآخر
وبعد فان هذا الخلاف الوهمي بين المسلمين حول مشروعية وأهمية الحوار لا مبرر له وهو بتقديري يعود لغياب الفهم المؤسس على تكامل النصوص القرآنية في اطار وحدة مقاصد الخطاب القرىني العام ، ومما تقدم يتاكد لنا أن الحوار منهج مقرر في الكتاب والسنه توجبه مهمة الشهود الحضاري على الناس ، وتحتمه أمانة تبليغ الهدى الرباني ، وتفرضه مسؤولية الاستخلاف في الارض واقامة العدل وتحقيق المصالح المشتركة بين العباد . مع التأكيد على توفر الكفاءة العلمية والمهارة والحجية والخبرة للمحاور المسلم ، ومع التأكيد على القاعدة القرآنية ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك ) الأية
المسلمون لهم اليوم مع موضوع الحوار موقفان اثنان موقف مؤيد ومؤكد لمشروعية وأهمية الحوار مع الاخر وموقف رافض للحوار ومتهم غاياته ، والرافضون يعتبرون الحوار خديعة استدراجا للمسلمين للتخلي عن الاسلام والقبول بغيره من الاديان المحرفة والمذاهب الوضعية الجائرة ، ويؤسسون موقفهم ووجهة نظرهم هذه على أساس (ان الدين عند الله الاسلام) وعلى أساس (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين )، وينطلقون في موقفهم المتهم للحوار من أنه تجاهل وتجاوز لحقيقة عداوة أهل الكتاب وغيرهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ، ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) ، وأنه استجابة وخضوع لمكيدة الأخر الذي يشن بالحوار حربا صليبية من نوع جديد لكن بوسائل أخرى
ويضع فريق أخر من الرافضين للحوار أسبابا أخرى لرفضهم منها انعدام التكافؤ بين المتحاورين وعدم اعتراف الأخر بالاسلام للمسلمين ، وبانعدام هذين الأمرين فالحوار بنظرهم سيكون لصالح الآخر ، وفي أحسن أحواله يكون ((حوار الطرشان)) ومن أجل ألا يكون الحوار لصالح الآخر ومن أجل الا يكون حوار الطرشان يصرون على شرطين اثنين اولهما أن يعترف الآخر بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وأن الاسلام دين الله ، وثانيهما أن تتكافأ امكانات المسلمين مع امكانات غيرهم ، وبغير هذين الشرطيين فلا حوار مع الأخر لأنهم أهل الضلال والباطل ، ونحن أهل الهداية، والحق والحق لا يحاور الباطل
هذه باختصار مرتكزات ومنطلقات الرافضين للحوار
أما أصحاب الموقف المؤيد والمؤكد لمشروعية وأهمية الحوار مع غير المسلمين فانهم ينطلقون من موقفهم هذا من أن القرآن الكريم مثلما يقرر أن الاسلام دين الله ، وأن العداوة والبغضاء من لدن أهل الكفر والشرك والضلال ، فانه نفسه الذي برر مبدأ الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا بانا مسلمون ) ، ( يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ) وأنه نفسه الذي يقرر لنا أدبيات الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم ( ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) ، ( وقولوا للناس حسنا ) ، وهو القرآن ذاته الذي يوجهنا الى ارقى مستويات الخطاب وألطف العبارات ونحن نحاور غير المسلمين ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، ( وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) ، ( قل لا تسالون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) ، ( فقولوا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ، ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ، ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم حاور نصارى نجران واستقبلهم في مسجده وأحسن وفادتهم ، وكان يخرج للقبائل يحاورهم ويدعوهم للاسلام ،وحاور قريشا وجادلهم في بطلان معتقداتهم
والقرآن الكريم يقدم لنا نماذج عديدة من الحوار والمجادلة والمحاججة بين الانبياء والرسل عليهم السلام وبين أقوامهم على مر العصور وتعاقب الرسالات ، وما ذلك الا تأكيد على منهجية الحوار واحترام العقل الذي جعله الله تعالى مناط التكليف والمدخل الى الاطمئنان الايماني ( أولم تؤمن قال بلا ولكن ليطمئن قلبي ) ، وبذلك يتضح أن رفض الحوار الغاء لمنهجية القرآن الكريم وتعطيل لجهاد الكلمة والبيان ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ) ، أي القرآن - وأن رفض الحوار خلل منشأه تأسيس الفهم على بعض النصوص القرآنية دون اعتبار للنصوص ذات الصلة بالموضوع نفسه فالنصوص القرآنية المتعلقة بحقيقة موقف أهل الكتاب ن تتكامل مع نصوص قرانية أخرى توجهنا الى منهجية التعامل والتخاطب معهم ، وان الموقف منهم ينبغي أن يؤسس على تكامل وحدة هذه النصوص ، وبهذا يترجح الموقف المؤيد لمشروعية وأهمية الحوار لأنه المنسجم مع تكامل النصوص ووحدة موضوعها ، ولأنه الاكثر التزاما بمنهجية القرآن ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والمةعظة الحسنة ) ، ولأنه السبيل لاقامة الحجة على الآخر لعله يرجع الى الحق ، ( وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون
أما القول بأن الاسلام هو الدين الحق وأن الحق لا يحاور الباطل فأحسب أن هذا الفهم لا يستقيم عقلا ، فاذا كان الحق لا يحاور الباطل فما هي مهمة الحق اذا !! ومن للباطل يدمغه ويزهقه ؟ ( بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ) ، الا اذا كان قذف الباطل بالحق عند الرافضين للحوار لا يكون الا بالسيف وراجمات الصواريخ دون الحوار والبيان ! وهم بذلك ينحازون للفرية الكبرى القائلة ( بأن الاسلام انتشر بالسيف ) ، والتي عادة نكذبها قائلين ( لا ... الاسلام لم ينتشر بالسيف بل انتشر بالكلمة الطيبة والأسوة الحسنة ) ، أو ليس الحوار هو السبيل الى تبليغ الكلمة الطيبة وتقديم الأسوة الحسنة ؟ واذا قلنا لا للسيف ولا للحوار ، فبماذا انتشر الاسلام اذا ؟ وبماذا نبلغه للناس ؟
أما القول بشرطية الاعتراف المتبادل لتقوم مشروعية الحوار فهذا يجر الى مطلب عقدي خطير . فهل يريد المطالبون بالاعتراف المتبادل أن نعترف للنصارى ( بأن الله هو المسيح ابن مريم ) ليعترفوا لنا ( بان محمدا رسول الله وأن الاسلام الدين الحق ) ، أيريدون منا أن نستبدل الكفر بالايمان ؟ أما اذا كان القصد من الاعتراف بأن يعترفوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، مقابل اعتراف المسلمين بالمسيح عليه السلام نبيا ورسولا ، نقول وهل يبقى مبرر للحوار معهم اذا نفذوا هذا الاعتراف ؟ الا يجعلهم مثل هذا الاعتراف مسلمين اخوة لنا في العقيدة والمنهج ؟ وهل الحوار الا وسيلة لمثل هذه الغاية المنشودة ؟
ومن جهة أخرى فان اعتراف المسلمين بالمسيح عليه السلام نبيا ورسولا لا يرضيهم لأنه الغاء لاعتقادهم وتحقير لمرتبة المسيح لديهم فهو باعتقادهم ( اله ) أو ( ابن الله ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . أما القول بالتكافؤ كشرط لازم لمشروعية الحوار فهذا أمر فيه مزايدة على منهج رسول الله صلىالله عليه وسلم الذي حاور كفار قريش وقبائل العرب وهو في أشد حالات ضعفه البشري ( اللهم اليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس ) وحاور جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه النجاشي واساقفته وهو مطارد من أهله وقومه ، فأثر بصدق بيانه وقوة حجته ومهارته على النجاشى ومن حوله حتى ابكاهم وجعلهم يقتنعون بعدالة قضية المهاجرين وأنهم جديرون بالنصرة والحماية ، فكان الحوار يومها سلاحا حاسما في رد المكيدة القرشية التي دبروها ليرد النجاشي اليهم جعفر بن أبي طالب وصحبه من المهاجرين الى الحبشة ، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لحشدها وهي كلها تؤكد بطلان مقولة تكافؤ الامكانات كشرط لازم للحوار مع الآخر
وبعد فان هذا الخلاف الوهمي بين المسلمين حول مشروعية وأهمية الحوار لا مبرر له وهو بتقديري يعود لغياب الفهم المؤسس على تكامل النصوص القرآنية في اطار وحدة مقاصد الخطاب القرىني العام ، ومما تقدم يتاكد لنا أن الحوار منهج مقرر في الكتاب والسنه توجبه مهمة الشهود الحضاري على الناس ، وتحتمه أمانة تبليغ الهدى الرباني ، وتفرضه مسؤولية الاستخلاف في الارض واقامة العدل وتحقيق المصالح المشتركة بين العباد . مع التأكيد على توفر الكفاءة العلمية والمهارة والحجية والخبرة للمحاور المسلم ، ومع التأكيد على القاعدة القرآنية ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك ) الأية