-
عرض كامل الموضوع : الفكر بين النظرية والتطبيق.
Moonlights
25/03/2008, 13:41
الفكر بين النظرية والتطبيق.
لهذا الموضوع أوجه عديدة ( فكرية – سياسية – اجتماعية - ... ) ما يهمني هنا الوجهان الفكري و الاجتماعي ليس لأنهما أهم من الأوجه الأخرى, ولكن لاحتكاكنا اليومي بهما على الصعيدين العام والخاص.
على الصعيد الفكري و الاجتماعي.
وهنا سيكون تناولي للموضوع ليس مخصص لاتجاه فكري ما دون أخر وسوف أعتبر الأدب ( النتاج الأدبي ) من ضمن ( النتاج الفكري ) هكذا أراه رغم الجدلية غير المحسومة بين نتاج العقل " الفكر" ونتاج الخيال " الأدب ".
وعلى هذا الصعيد "للتبسيط" نفرق بين مستويين, الأول المستوى الخاص , الثاني المستوى العام.
على المستوى الخاص "الشخصي" :
كل إنسان منا تربى ونشأ على مجموعة من القيم والمعتقدات والنظم الأخلاقية والتي تشكل بمجملها الكيان الاجتماعي المعاش, هذا ما نكتسبه من التربية و المدرسة بمختلف مراحلها.
ثم يأتي دور الثقافة والوعي. وهي عمل فردي "ليس مدعوم مجتمعياً" يقوم به الفرد نتيجة لمؤثر ما داخلي أو خارجي " النزعة المعرفية والفضول عند الإنسان – تأثر بشخص أو بحزب ), هنا تبدأ منظومة جديدة من القيم بالنشوء عند الفرد وتبدأ الأسئلة التائهة التي تحتاج إلى إجابات بالظهور وبالتالي البحث عن مزيد من المعرفة.
هذا هو الوضع الطبيعي والصحّي "نشوء وتبلور وعي جديد يلغي الوعي الموروث", ولكن السؤال لماذا يبقى التناقض الذي يحدث بين الوعي الموروث والوعي المستحدث غير محسوم ويتجسد بازدواجية بين ما يفكر به وبين ما يعاش, لما يبقى الفرد منا غير قادر على تطبيق وعيش ما يؤمن به من أفكار, وينقل هذا التناقض من الصعيد الشخصي إلى الصعيد الاجتماعي.
بمعنى لماذا نخشى دائماً مجابهة المجتمع , لماذا نخشى دائماً أن نمارس وعينا لماذا نخشى ويصيبنا الشلل بمجرد أن نفكر بأننا سوف نحيا ونمارس وعينا شاء من شاء وأبى من أبى.
لن أعطي أمثله وشواهد مع أنها أكثر من تعد أو تحصى, يكفي أن تتلفت لترى العدد الهائل ممن يعيشون هذا التناقض, دون أن تنسى نفسك.
على المستوى العام :
كيف لنا أن نتجاوز ونسقط العلاقة العضوية بين نتاج الكاتب من فكر أو أدب وبين ما يعيشه هذا الكاتب ويقوم به فعلاً على ارض الواقع.
بمعنى لماذا نقبل بالازدواجية التي يعيشها الكاتب أو المفكر, لماذا نقبل منه نتاجاً لا يتطابق مع ما يعيشه, ونسعى لنجد له ألف مبرر " لا منطقي طبعا "ً, ألأننا مصابون بنفس الداء أم لأن المعرفة لدينا تكون بهدف المعرفة فقط, أي هدف مجرد لا علاقة بينه وبين الواقع المعاش.
أم لأن هدف الكاتب, هدف شخصي وليس له اهتمام مجتمعي عام , همه أن يرتقي اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً كفرد لا أن يرقى بمجتمعه, فيكون نتاجه عبارة عن تنظير أجوف متعالي.
" الأسماء كثيرة أيضاً ولن أخوض فيها وأكتفي بالإشارة لما كتبه Yass في أسبوع وكاتب حول مواقف كولييت خوري "
هذه دعوة للنقاش ودعوة للتأمل.
دعوة لنقاش هذه الظاهرة السرطانية التي تقتلنا كأفراد وكمجتمعات, وتجعل من المثقف معزول في جزر صغيرة سيان أكان هذا بإرادته أو بفعل قوى أخرى سياسية أو اجتماعية.
دعوة للتأمل و لإسقاط أقنعتنا التي نضعها, ونحيا بوجهنا الحقيقي منسجمين مع ذواتنا فكرياً وثقافياً وحياتياً.
إن كنا غير قادرين على تحقيق ما نؤمن به - ونخضع لأقل الضغوط حتى قبل أن تبدأ - و بالتالي غير قادرين على تحقيق شرطنا الإنساني, أيحق لنا أن نتطلع إلى ما هو أبعد .
أخيراً.
لماذا نقبل بوعي مجتزأ, يقبل الشيء ونقيضه, لماذا نقبل بالقشور ونحسب بأننا هضمنا الجوهر, ونرى أنفسنا عمالقة والآخرين أقزام لأننا لا نعلم أننا ننظر إلى ظلنا في ضوء جهلنا الساطع.
تحياتي
butterfly
25/03/2008, 23:14
أخيراً.
لماذا نقبل بوعي مجتزأ, يقبل الشيء ونقيضه, لماذا نقبل بالقشور ونحسب بأننا هضمنا الجوهر, ونرى أنفسنا عمالقة والآخرين أقزام لأننا لا نعلم أننا ننظر إلى ظلنا في ضوء جهلنا الساطع.
تحياتي
الموضوع .. رائع ..:D
بدي أحكي عن حالي .. أي .. بحس أني عندي الكثير من التناقضات بين فكري .. وبين العيش ..
هلق شوي شوي مع النضج .. كنت عم حاول أعي .. هالمسافة بيناتن وأحاول .. أني أقلصا ..
ليش موجودة !!
لأنو الكثير من سلوكياتنا .. هي انغكاس للمحيط ... اكتر مما هي انعكاس لأفكارنا
المحاولة لمجاراة التيار ..الخوف من الرفض من المجتمع .. من العزلة ...
عدم الثقة بشكل كافي بأفكارنا .. وكمان صعوبة تطبيق الكتير من أفكارنا
يعني رغم اني كتير عم حاول انتبه .. لاحترام اختلاف الأخر .. ( بلقط حالي اوقات :oops: ) وأنا عم قيم الأخرين .. عم احكم علين .. و إلخ إلخ إلخ :lol: ...
رغم اني متصالحة جدا ً مع أنوثتي ... بس كمان .. بحس أني بشكل تلقائي .. بقيس الأمور بمقياسين .. للرجل وللمرأة ..
ببساطة لأنو أفكارنا ما بتسيطر عسلوكياتنا بشكل كامل ..
وبحس انو عيش الفكر ... بحاجة لمسيرة من الكفاح بشكل يومي .. لنلغي مصطلحات . وطريقة تفكير وطريقة تحليل القصص ..
إن كنا غير قادرين على تحقيق ما نؤمن به - ونخضع لأقل الضغوط حتى قبل أن تبدأ - و بالتالي غير قادرين على تحقيق شرطنا الإنساني, أيحق لنا أن نتطلع إلى ما هو أبعد .
أي يحق لنا . ان نسعى لتحقيق ما نؤمن به ..
:mimo:
شكرا عالموضوع
كيف لنا أن نتجاوز ونسقط العلاقة العضوية بين نتاج الكاتب من فكر أو أدب وبين ما يعيشه هذا الكاتب ويقوم به فعلاً على ارض الواقع.
بمعنى لماذا نقبل بالازدواجية التي يعيشها الكاتب أو المفكر,
على سبيل المثال كولييت بإعتبار إجت سيرتا و إجت ..
أي متلقي لـ أدب كولييت و معجب بهالأدب . رح يعتبر كولييت مثل أعلى ..
أكيد ما رح يقبل يكون في إزدواجيّـة عند هالأديب .. كون هالأديب في نظروه هوي يقترب لمرحلة إله ..!!
و كـ مثال الماغوط ما كسب كل هالشعبيـّة . إلا لأنو في ضهرك متل بقفاك .. و ما بمت للإزدواجية بعمروه ..
نهاية ً لمـّا أُعجب بـ أدب شخص ٍ ما , بهمني شخصيـّة الأديب و عدة نواحي من حياتوه
و من غير المقبول أو من المرفوض "عندي أنا " يكون عبارة عن أداة مؤدلجة مـُساسة لخدمة فئة ما ...
تشكراتي . :D
Moonlights
26/03/2008, 15:17
بحس أني عندي الكثير من التناقضات بين فكري .. وبين العيش ..
هلق شوي شوي مع النضج
تماماً... هذه هي النقطة الأولى في مرحلة النضج والوعي الطويلة واللانهائية, عندما يبدأ الإنسان يدرك الاختلاف بين ما يفكر به وما يحياه, يبدأ السؤال الصعب الذي لا جواب له إلا مع النضج والوعي, وهذا النضج الذي هو حصيلة من التراكم المعرفي والتجارب الشخصيّة المعاشة أو المنقولة.
لا يمكن لهذا السؤال (مهما كانت صيغته المطروحة) أن يبقى دون جواب, وجوابه يحدد معنى وجوهر حياة الإنسان, فإما أن يختط لنفسه منهج ونسق حياة يحقق فيه التناغم والانسجام بين وعيه وفكره وبين حياته المعاشة, أو يبقى هذا التناقض لديه غير محسوم وبالتالي لا يستطيع الانسجام مع الحياة الاجتماعية المبتذلة, ولا يستطيع أن يكون ما يريد.
لأنو الكثير من سلوكياتنا .. هي انغكاس للمحيط ... اكتر مما هي انعكاس لأفكارناالمحاولة لمجاراة التيار ..الخوف من الرفض من المجتمع .. من العزلة ...عدم الثقة بشكل كافي بأفكارنا .. وكمان صعوبة تطبيق الكتير من أفكارنا
ببساطة لأنو أفكارنا ما بتسيطر عسلوكياتنا بشكل كامل ..
طبعاً كل الأسباب المساقة من قبلك مبررة ومنطقية ولكن متى؟
هنا لن أحاول أن أقدم أجوبة حتى لا ألعب دور الواعظ من جهة ومن جهة ثانية وكما ذكرت سابقاً لا يمكن الهروب من الإجابة الصريحة والصادقة, وهو في النهاية قرار لا بد أن يتّخذ.
أي يحق لنا . ان نسعىلتحقيق ما نؤمن به ..
إن شرط الانسجام بين ما يفكر فيه وبين ما يعاش على الصعيد الشخصي شرط لازم لتحقيق ما نؤمن به على باقي الأصعدة أو المستويات.
ليس أجمل من الردود التي تستشعر صدقها.
شكراً على مداخلتك
تحياتي
:mimo:
Moonlights
26/03/2008, 15:22
على سبيل المثال كولييت بإعتبار إجت سيرتا و إجت ..
أي متلقي لـ أدب كولييت و معجب بهالأدب . رح يعتبر كولييت مثل أعلى ..
أكيد ما رح يقبل يكون في إزدواجيّـة عند هالأديب .. كون هالأديب في نظروه هوي يقترب لمرحلة إله ..!!
و كـ مثال الماغوط ما كسب كل هالشعبيـّة . إلا لأنو في ضهرك متل بقفاك .. و ما بمت للإزدواجية بعمروه ..
نهاية ً لمـّا أُعجب بـ أدب شخص ٍ ما , بهمني شخصيـّة الأديب و عدة نواحي من حياتوه
و من غير المقبول أو من المرفوض "عندي أنا " يكون عبارة عن أداة مؤدلجة مـُساسة لخدمة فئة ما ...
تشكراتي . :D
أتفق معك حول الأهميّة التي يكتسبها صاحب النتاج الفكري أو الأدبي عند القارئ ولكن أي قارئ. لا يخفى عليك مستويات القراءة, ما يعنيني هنا القارئ الذي يعيد تشكيل النص يعيد إنتاجه بناءً على قراءته النقدية "المتفقة أو المختلفة" مع مرامي الكاتب , هذا القارئ الهدف وهو النتيجة وهو من يعنيه الاتساق والتوافق بين نتاج الكاتب ومنهج حياته على جميع الأصعدة.
هذا هو القارئ الذي يجد الكاتب نفسه ملزماً لتقديم تفسيرات منطقية مدعّمة تبين للقارئ العلة والسبب وراء تحوله أو تناقضه.
إذاً هي علاقة تكاملية مبنية على احترام فكري متبادل بين الكاتب والقارئ .
لم أشأ الخوض تفصيلاً في هذا الشق المهم لأسباب أهمها وجوب تقديم قراءة سواء أكانت نقدية أو سردية أو كليهما لنتاج الكاتب وإبراز الفجوة بين منهجه الفكري ومنهجه الحياتي .
أما بالنسبة للإيديولوجيا أو كون الباحث أو الأديب أو المفكر مؤدلج أم لا .
كل فكر أو نتاج ينطلق من تصور مبني أو رؤية مبنية على مجموعة من النظم الأخلاقية والفكرية التي تشكل بمجملها الإيديولوجيا .
إذاً لا نتاج يأتي من فراغ وإلا كان عبثي , المشكلة هي في التحجر والانغلاق وبالتالي عدم القدرة على رؤية المتغيّرات ومواكبتها.
شكراً على مداخلتك
:D
موضوع جميل جدا...
بالنسبة للحالة الفردية.. فأنا أعتقد أن الانسان كائن اجتماعي, و لا يمكنه معاداة المجتمع المحيط به بشكل دائم.. قد يكون له جولات معه, لكن في النتيجة الأكثر احتمالا هو ذوبانه "الفكري" في المجتمع... على الأقل ظاهريا..
خصوصا في مجتمعاتنا المغلقة و التي تفرض ضغوطا فكرية و اعتقادية كبيرة جدا... إن الخروج عن المألوف هو معاداة المجتمع ككل.. و هنا يأتي مفترق الطرق: اتباع الطريق الفكري الذي تم الوصول إليه و الذي لا يناسب المجتمع.. أم نبذ الطريق الفكري لمصالحة هذا المجتمع الذي لا يقبل هذا الطريق الفكري...
أما بالنسبة للمستوى العام:
عادة لا أهتم كثيرا للموقف السياسي لهذا الأديب أو ذاك... طالما أنني لا أقرأ كتابا ايديولوجيا انما اقرأ رواية أو قصة قصيرة أو خاطرة أو قصيدة (من هذه الأصناف طبعا يمكن أن نجد المؤدلج منها... لكنني اتكلم عن غير المؤدلج منها).
أبدأ بالاهتمام عندما يستغل هذا الأديب (و الحالة يمكن شملها على كل شخصية عامة نالت شهرتها عن طريق نتاج ما غير سياسي) شهرته و اسمه و مكانته لتحقيق مآرب سياسية شخصية أو لدعم اتجاه سياسي معيّن.. هنا أبدأ بالاهتمام و التدقيق.. و المقارنة بين ما يمكن أن استشف من نتاجه الأدبي و موقفه السياسي.. عندئذ و بعد المقارنة أقرر رأيي حول هذا الكاتب.. و هناك الكثير من الأمثلة ان كان على الصعيد العربي أم العالمي, فمثلا كاميلو خوسيه ثيلا.. الحائز على جائزة نوبل للآداب, قبل وفاته كان أحد أكبر أنصار اليمين الاسباني المحافظ .. و قد استغل مكانته و شهرته لدعم خوسيه ماريا أثنار للفوز بالانتخابات التشريعية عام 1996.. و عندما تقرأ رواياته ترى هناك ترابطا منطقيا بين ما نعرف عنه كشخصية عامة.. و طرحه ككاتب..
أما الحالة الثانية, حالة الكاتب الأميركي الجنوبي الشهير ماريو فارغاس يوسا, فهي على النقيض تماما... اذ انه كاتب يوحي للوهلة الأولى, أو يمكن الاستشفاف من كتاباته انه كاتب نوعا ما يميل الى التقدمية (لا اعتبره يساريا.. لكن نشاطاته الاجتماعية و حديثه المتواصل عن أخوّة الشعوب و الترابط الانساني و كل هذه الأمور تذكر بمواقف الكتّاب التقدميين) لكن من المفاجئ دعمه اللامحدود لحزب الشعب اليميني الاسباني.. هو حر أن يدعم من يشاء كشخص.. و حتى هذا الدعم لا يطعن في نتاجه الادبي.. لكن عندما تستغل شخصيتك العامة للظهور الى جانب سياسيي هذا الحزب في كل المناسبات, و تسمح باستعمالك كدعاية... فالوضع يختلف تماما
جزيل الشكر على الموضوع و عذرا للاطالة
was616im
26/03/2008, 15:57
طيب...انو بالحالة الفردية ... يعني متل ما ذكر سابقا انو الانسان بيحاول قدر الامكان انو يتعايش مع المجتمع ككل... بس هون في عندي سؤال...انو اذا كان في عنا عدد افراد كتير عندن افكار فردية منقول انو متشابهة و خارجة عن المتعارف عليه في هذا المجتمع...طيب ليش مع ذلك بيضلوا خايفين؟؟ يعني ما رح يكون وحيد صاحب هالافكار...
طبعا بيجي واحد و بيقللي انو يا اخي في عندك احزاب دليل على انو هالشي مو صحيحي و انو هالناس هدول عم يتحدوا .... اي طيب على راسي بس نحنا هون ما عم نحكي عن الجانب السياسي...عم نحكي عن الفكري و الاجتماعي....يعني مين عم نجامل؟؟ و كرمال مين؟؟ و ليش؟؟
يعني انا مثلا عندي افكار لا تنطبق مع افكار المجتمع اللي عايش فيه...و غيري كمان عندو نفس هالافكار ... و شوية شوية عم نكتشف انو في عدد كبير عندو هالافكار او شبيه بها...و مع ذلك منبقى تحت ظل شي اسمو مجتمع...طيب مين هالمجتمع؟؟ مو نحنا هو المجتمع....ولا المجتمع شي مخلوق فضائي يعني......
نحنا اللي منكون المجتمع و نحنا اساسو و نحنا اللي فينا نغيرو...بس في جواتنا خوف من تحدي هالشي...ليش؟؟و من مين خايفين؟؟
اما على المستوى الجماعي العام فهو بينبع من الحالات الفردية...يعني مجموعة حالات فردية مع بعضها بتشكل حالة جماعية كبيرة....يعني نواة مجتمع جديد....وهاد شيء لا يستهان به
بالنسبة للاديب ايا كان....يعني هو الزلمي كمان عم يعبر عن هالافكار اللي براسو بس بطريقة لطيفة عن طريق كتاباتو....مختبئ و محتمي تحت ظل الادب...بس عن طريق هالشي عم يلتف حواليه مجموعة من الناس المعجبين بأدبو و كتاباتو ظاهريا (و باطنيا عندن نفس افكارو والا ما كانو اعجبوا بهالشي )
هون منرجع لحالة الخوف المجهول ... انو طيب صار في عنا قاعدة اللي هي الاديب و مجموعة الناس الملتفين حولو...طيب نقطة انتهى.... انتهى كل شي هون...ولا كانو عملنا شي......
ما بعرف اذا حدا فهم عليي شي :?
Moonlights
26/03/2008, 16:36
بالنسبة للحالة الفردية.. فأنا أعتقد أن الانسان كائن اجتماعي, و لا يمكنه معاداة المجتمع المحيط به بشكل دائم.. قد يكون له جولات معه, لكن في النتيجة الأكثر احتمالا هو ذوبانه "الفكري" في المجتمع... على الأقل ظاهريا..
خصوصا في مجتمعاتنا المغلقة و التي تفرض ضغوطا فكرية و اعتقادية كبيرة جدا... إن الخروج عن المألوف هو معاداة المجتمع ككل.. و هنا يأتي مفترق الطرق: اتباع الطريق الفكري الذي تم الوصول إليه و الذي لا يناسب المجتمع.. أم نبذ الطريق الفكري لمصالحة هذا المجتمع الذي لا يقبل هذا الطريق الفكري...
ليس المطلوب العداء مع المجتمع كما أن الذوبان في مجتمع لا تتوافق معه فكرياً وثقافياً يفقدك قيمتك كشخص مستقل متوازن .
هناك صيغ كثيرة يستطيع من خلالها الفرد بناء كيانه المستقل الواعي وكما ذكر سابقاً وأكّدته أنت هنا, سيصل الإنسان إلى مفترق طرق وعليه أن يختار.
هناك الكثير من القرارات المصيرية التي سيتواجه معها الإنسان وعليه أن يتخذ فيها قراراً, وعلى ضوء هذا القرار سيتحدد منهج حياته وحياة أبنائه.
إنه قرار فردي ولكن يعكس حالة وعي ونضج ومصير.
ليس مهماً أن يقبلني الأخر "بمجموعه كمجتمع وكلنا يعلم الحالات المرضية الكثيرة والكثيرة جداً التي قبلها هذا المجتمع الهلامي أو أجبر على قبولها " المهم أن يحترم قراري وتوجهي وهذا كما أرى ممكن حتى بالصيغة الجبرية عندما أحترم اختلاف الأخر معي وعدم تدخلي به " لأن المجتمع بالنهاية مجموعة أفراد تربطني بهم علاقات بمستويات مختلفة " .
إذاً عندما أستطيع أن أحقق استقلالي الاقتصادي وكياني المعرفي الواعي الذي يرسم ملامح شخصيتي, أكون قادر على أن أختط طريقي وأتخذ قراري .
أما بالنسبة للمستوى العام:
عادة لا أهتم كثيرا للموقف السياسي لهذا الأديب أو ذاك... طالما أنني لا أقرأ كتابا ايديولوجيا انما اقرأ رواية أو قصة قصيرة أو خاطرة أو قصيدة (من هذه الأصناف طبعا يمكن أن نجد المؤدلج منها... لكنني اتكلم عن غير المؤدلج منها).
أبدأ بالاهتمام عندما يستغل هذا الأديب (و الحالة يمكن شملها على كل شخصية عامة نالت شهرتها عن طريق نتاج ما غير سياسي) شهرته و اسمه و مكانته لتحقيق مآرب سياسية شخصية أو لدعم اتجاه سياسي معيّن.. هنا أبدأ بالاهتمام و التدقيق.. و المقارنة بين ما يمكن أن استشف من نتاجه الأدبي و موقفه السياسي.. عندئذ و بعد المقارنة أقرر رأيي حول هذا الكاتب.. و هناك الكثير من الأمثلة ان كان على الصعيد العربي أم العالمي, فمثلا كاميلو خوسيه ثيلا.. الحائز على جائزة نوبل للآداب, قبل وفاته كان أحد أكبر أنصار اليمين الاسباني المحافظ .. و قد استغل مكانته و شهرته لدعم خوسيه ماريا أثنار للفوز بالانتخابات التشريعية عام 1996.. و عندما تقرأ رواياته ترى هناك ترابطا منطقيا بين ما نعرف عنه كشخصية عامة.. و طرحه ككاتب..
أما الحالة الثانية, حالة الكاتب الأميركي الجنوبي الشهير ماريو فارغاس يوسا, فهي على النقيض تماما... اذ انه كاتب يوحي للوهلة الأولى, أو يمكن الاستشفاف من كتاباته انه كاتب نوعا ما يميل الى التقدمية (لا اعتبره يساريا.. لكن نشاطاته الاجتماعية و حديثه المتواصل عن أخوّة الشعوب و الترابط الانساني و كل هذه الأمور تذكر بمواقف الكتّاب التقدميين) لكن من المفاجئ دعمه اللامحدود لحزب الشعب اليميني الاسباني.. هو حر أن يدعم من يشاء كشخص.. و حتى هذا الدعم لا يطعن في نتاجه الادبي.. لكن عندما تستغل شخصيتك العامة للظهور الى جانب سياسيي هذا الحزب في كل المناسبات, و تسمح باستعمالك كدعاية... فالوضع يختلف تماما
شكراً لتقديمك هذين المثالين اللذان أغنيا الموضوع بشقه الثاني, وإن كان مناقشة التحولات والتغيرات التي تصيب كتابنا ومفكرينا العرب وتغيير اتجاه البوصلة لديهم دون أن يكلفوا نفسهم عناء التوضيح أو النقد الذاتي, والذي اربك الحركة الفكرية والثقافية وأبعد الشباب عن هذه الحركة وأعطى التيارات الظلامية "ولا أقصد السلفية الدينية فقط" حجج ومبررات لمحاربة أي فكر واعي يحاول أن يتبلور .
ولكن ما أود توضيحه هنا أيضاً, إن مصطلح أيديولوجيا أصبح ملتبس وكأنه سبّه , أنا لا أراه كذلك.
إنك وعلى أي صعيد شخصي أو عام تنطلق دائماً من مجموعة من الأفكار والقيم الفكرية والأخلاقية التي تتبناها والتي تصبح جزء لا يتجزّأ منك كفرد ذو كيان, بالتالي فأنت تعبّر بأفكارك عن إيديولوجيتك وفهمك للحياة بجميع أبعادها .
ولكن أشدد هنا أيضاً على أن الخطأ ليس بما يسمى أيديولوجيا بل في الانغلاق والانعزال وتحول الفكر إلى يوتوبيا لا يمكن تغيرها, ولا نستطيع أن نرى العالم إلا من خلالها.
شكراً على مداخلتك القيّمة
:D
Moonlights
26/03/2008, 20:47
طيب...انو بالحالة الفردية ... يعني متل ما ذكر سابقا انو الانسان بيحاول قدر الامكان انو يتعايش مع المجتمع ككل... بس هون في عندي سؤال...انو اذا كان في عنا عدد افراد كتير عندن افكار فردية منقول انو متشابهة و خارجة عن المتعارف عليه في هذا المجتمع...طيب ليش مع ذلك بيضلوا خايفين؟؟ يعني ما رح يكون وحيد صاحب هالافكار...
طبعا بيجي واحد و بيقللي انو يا اخي في عندك احزاب دليل على انو هالشي مو صحيحي و انو هالناس هدول عم يتحدوا .... اي طيب على راسي بس نحنا هون ما عم نحكي عن الجانب السياسي...عم نحكي عن الفكري و الاجتماعي....يعني مين عم نجامل؟؟ و كرمال مين؟؟ و ليش؟؟
يعني انا مثلا عندي افكار لا تنطبق مع افكار المجتمع اللي عايش فيه...و غيري كمان عندو نفس هالافكار ... و شوية شوية عم نكتشف انو في عدد كبير عندو هالافكار او شبيه بها...و مع ذلك منبقى تحت ظل شي اسمو مجتمع...طيب مين هالمجتمع؟؟ مو نحنا هو المجتمع....ولا المجتمع شي مخلوق فضائي يعني......
نحنا اللي منكون المجتمع و نحنا اساسو و نحنا اللي فينا نغيرو...بس في جواتنا خوف من تحدي هالشي...ليش؟؟و من مين خايفين؟؟
أستطيع أن أقول بأنك أصبت كبد الحقيقة المشكلة وكلامك هذا ما عنيته " بشكل غير مباشر " بأن كل فرد منا يرى نفسه منفرد متفرد, يعتقد بأنه الوحيد الذي سيجابه واقعه الاجتماعي متناسياً بأن المجتمع الذي يتكلم عنه فيه أناس سيدعمونه إلى أبعد الحدود مثلما يوجد أشخاص سيقاومونه إلى أبعد الحدود.
المجتمع هو أنا وأنت والآخرون, إنه "بمعناه المحدد وليس الفضفاض" أنت بشبكة علاقاتك التي تختارها وتنسجها, وقيمك الفكرية والثقافية التي نحياها.
مشكلتنا هي في الخوف الذي يعشش في أعماقنا في كوننا مصابين برهاب التغيير ولو كان ذلك على حساب انسجامنا مع ذاتنا ومع الأخر.
كذلك بمدى اقتناعنا وهدفنا الذي نختطه لحياتنا, وكوننا نستطيع أن نقبل التخلي عما نؤمن به وشكل أو صقل شخصيتنا ونقضي حياتنا في تناقض لا ندري متى ينفجر.
من المفيد في هذا السياق قراءة موضوع Yass عن عقدة النقص والمشاركات المدرجة في ثناياه, كذلك موضوع butterfly عن استهلاك القضية فهي مواضيع متكاملة في ربطها أغناء للموضوع .
اما على المستوى الجماعي العام فهو بينبع من الحالات الفردية...يعني مجموعة حالات فردية مع بعضها بتشكل حالة جماعية كبيرة....يعني نواة مجتمع جديد....وهاد شيء لا يستهان بهبالنسبة للاديب ايا كان....يعني هو الزلمي كمان عم يعبر عن هالافكار اللي براسو بس بطريقة لطيفة عن طريق كتاباتو....مختبئ و محتمي تحت ظل الادب...بس عن طريق هالشي عم يلتف حواليه مجموعة من الناس المعجبين بأدبو و كتاباتو ظاهريا (و باطنيا عندن نفس افكارو والا ما كانو اعجبوا بهالشي )هون منرجع لحالة الخوف المجهول ...
............
طبعاً كلامك مصيب تماماً , فنحن نقرأ وأشدد هنا على نقرأ وليس نطالع لأديب ما أو مفكر ما لأننا نجد بنتاجهم إجابة لتساؤل ما حائر لدينا أو تأكيد لما نؤمن به , أو نرى بأدبهم أجزاء منا أو مما نطمح لنحياه.
ولكني عنيت هنا, ألا نلتفت للتناقض الذي نجده عند عدد من هؤلاء المبدعين بين نتاجهم وبين ما يحيون, هل هذا مقبول, وإن كان مقبول فهل هو انعكس أيضاً لتلك الازدواجية التي نعيشها بين ما نفكر به وبين ما نحياه .
تحياتي
:D
على مستوى الفرد:
ما وصلنا إليه إلى أن
" بأن كل فرد منا يرى نفسه منفرد متفرد, يعتقد بأنه الوحيد الذي سيجابه واقعه الاجتماعي متناسياً بأن المجتمع الذي يتكلم عنه فيه أناس سيدعمونه إلى أبعد الحدود مثلما يوجد أشخاص سيقاومونه إلى أبعد الحدود".
صحيح تماما, و أوافق عليه جدا.. لكن علي أن أشير الى صعوبة موجودة, ألا و هي أن الشخص لكي يجد الناس الذين يدعمونه, أو لكي يكون هو داعما لشخص آخر بمثل حالته (أظن أن العلاقة تبادلية, فنفس الشخص الذي يكون محتاجا الى الدعم في لحظة ما هو نفسه سيكون هو الداعم في حالات أخرى) عليه أن يقوم بالخطوة الأولى الهامة ألا و هي المجاهرة بفكره, و هذه الخطوة هي نفسيا الأصعب و هي الخطوة الأولى في الصدام, و خصوصا في مجتمع مغلق و لزج فكريا.. و بعد الخطوة الأولى قد لا يكون الدعم موجودا لأنه لم يصل اليه. لذلك أعتقد انه من الصعب المضي بهذه الخطوة الأولى دون أن يضع في الحسبان أنه قد يكون منفردا متفردا.. و هذا الاحتمال بحد ذاته أعتقد أنه مخيف بما فيه الكفاية.. و خصوصا اذا كان الوسط المحيط به ممن يعتبر الاختلاف خيانة أو كفرا.
أما على مستوى الأديب:
أعتقد انني لم أتمكن من التعبير بشكل ملائم في ردي الأول, عندما تحدثت عن أدب "مؤدلج" لم أكن أقصد اطلاقا الانتقاص منه أو استعمال كلمة ايديولوجيا كمصطلح انتقاصي, انما كنت أقصد ما يصطلح تسميته بالأدب الملتزم, الذي يتحدث عن قضية محددة و اتجاه فكري محدد بشكل يكاد يكون احتكاريا.. و اعتقد أن مجاهرة كاتب هذا النوع من الأدب بعكس ما يعطي في نتاجه الأدبي هو شيزوفرينيا فكرية...
حديثي ا كان عن الأدب الذي يعجز لساني الفقير بالمصطلحات الأدبية عن تسميته بمصطلح مغاير لـ" أدب غير ملتزم" أو "أدب لا ايديولوجي بحت"..
بالنسبة لمدى تقبل الهيئة الاجتماعية للمتغير عما اعتادته وألفته عندي مثال سلوكي صغير
في محل لبيع الملابس رأيت "تي شيرت" رجالي لونه "زهر" طبعا لاني تقليدي نوعاما استغربت من ذوق البائع وسالتو في حدا راح يشتري هاد اللون وخصوصا انو لون صبايا اكثر من انو لون شباب
قرد علي وحكالي قبل سنة ماكان حدا متوقع يشوف شب ابس بلوزة لونها اخضر او برتقالي او احمر والان هاي الالونا هي الالوان الرائجة في السوق
المهم ما مضى يوم الا وصاحبي جاي على الجامعة بالتي شيرت الزهري !!!!
***
بالاخير مجتمعاتنا لم تخلق كما هي عليه والماضي لم يكن بصورة الحاضر والحاضر لن يكون بصورة المستقبل
الحياة قابلة للتغير ولكن درجة التغير وقبول الجديد تختلف سرعتها من مجتمع لمجتمع اخر ......
دمتم
Moonlights
27/03/2008, 15:18
على مستوى الفرد:
ما وصلنا إليه إلى أن
صحيح تماما, و أوافق عليه جدا.. لكن علي أن أشير الى صعوبة موجودة, ألا و هي أن الشخص لكي يجد الناس الذين يدعمونه, أو لكي يكون هو داعما لشخص آخر بمثل حالته (أظن أن العلاقة تبادلية, فنفس الشخص الذي يكون محتاجا الى الدعم في لحظة ما هو نفسه سيكون هو الداعم في حالات أخرى) عليه أن يقوم بالخطوة الأولى الهامة ألا و هي المجاهرة بفكره, و هذه الخطوة هي نفسيا الأصعب و هي الخطوة الأولى في الصدام, و خصوصا في مجتمع مغلق و لزج فكريا.. و بعد الخطوة الأولى قد لا يكون الدعم موجودا لأنه لم يصل اليه. لذلك أعتقد انه من الصعب المضي بهذه الخطوة الأولى دون أن يضع في الحسبان أنه قد يكون منفردا متفردا.. و هذا الاحتمال بحد ذاته أعتقد أنه مخيف بما فيه الكفاية.. و خصوصا اذا كان الوسط المحيط به ممن يعتبر الاختلاف خيانة أو كفرا.
أنت مصيب تماماً "الخطوة الأولى" اتخاذ القرار هو أصعب وأدق خطوة يخطوها المرء على هذا الصعيد أو غيره.
دائماً وفي كل شيء هناك خطوة أولى, تسبقها مقدمات, حاجات, دوافع, على ضوئها بالأحرى على ضوء شدة التناقض الذي وصل إليه المرء, سوف يكون قراره.
ولكن المهم هنا " بل أراه عظيم الأهمية والأثر " هل عملية اتخاذ هذا القرار المصيري المتنازع عليه نفسياً قبل أن يكون متنازع عليه مجتمعياً, أتى نتيجة معرفة ووعي كامل.
بمعنى يجب ألا يأتي عفوياً ونتيجة ظرف طارئ, يعود المرء بعده ولأسباب ظرفية أيضاً, إما إلى نزاعه الداخلي أو إلى محاولة الذوبان في المجتمع.
عندما يتخذ المرء قرار يحدد نمط حياته المقبلة يجب أن يكون متوافق نفسياً وفكرياً مع نفسه وأن يكون مستقل تماماً عن الأخر, وبمدى توافقه مع نفسه واستقلاليته, يكون حجم الضغوط أقل وتأثير الأخر عليه أقل أو معدوم, عندها لن يكون بحاجة إلى الدعم الاجتماعي بل سيكون مثلاً للآخر وسنداً له كما قد يكون هذا الآخر سنداً معنوياً ونفسياً له.
من هو المجتمع الذي ننتظر دعمه وتأييده, وما هي ماهية هذا الدعم والتأييد الذي ننشده؟
سؤال لابد من الإجابة عليه.
هل هو دعم نفسي معنوي أم أيضاً مادي؟
ممن؟ حكماً من الأهل وشبكة الصداقات والمعارف.
هنا إن كان جواب الشق الأول, أنا بحاجة إلى دعم مادي فقط أو معنوي ومادي, سيكون الجواب معقد وصعب وانتهازي, وسوف أبقى في حالة صراع نفسي بين ما يجب أن أعيش وبين ما أعيش, وقد ينفجر هذا الصراع لاحقاً وتكون الخسائر أشد على الصعيدين النفسي والمجتمعي.
الإنسان المستقل مادياً "وهو شرط لا مندوح عنه" والناضج معرفياً وفكرياً, قادر على تكليل وتوظيف هذا الاستقلال المادي بقطيعة اجتماعية على الأصعدة الفكرية والثقافية وبالتالي الأخلاقية دون أن يعني ذلك القطيعة العدائية حتى لو أخذت هذا الشكل أول الأمر, فهو قادر على إعادة بناء وصياغة علاقاته المجتمعية على أساس النجاحات التي حققها على الصعيد الشخصي.
عندها لن يرى نفسه مفرداً متفرداً بل ستكون له شبكة واسعة من الصداقات التي كونها قبل وبعد ومع حلقته المجتمعية الضيّقة (الأهل) وسيكون فيها أكثر ثراء وأقدر على العطاء.
نقاش غني وأظنه مثمر
تحياتي
المحارب العتيق
28/03/2008, 05:24
أعتقد في البداية أن هناك صراع أبدي مابين الأنسان والحقيقة . فكثير منا تغيرت نتائجه الفكرية وقناعاته . طبقا لمتغيرات تجربته . ووفقا لمكنونات بحثه ونتائجها . فبتقدم عمر الأنسان تزداد أستنتاجاته وتجاربه . ويتغير محيطه . أو يتعامل مع نتاجات فكرية جديدة باستمرار . مما قد يغير أتجاه الحقيقة لديه بأستمرار . فتتغير القناعات . ليصبح مثلا صحيح الماضي خطأ" اليوم . لكن ضمن كل تلك التجارب والتداخلات الفكرية اليومية . يبقى الأنسان يعيش في محيط عام تفاعلي . ربما يؤثر . وطبعا يتأثر . فينصهر الناتج الفكري بالمحيط الأجتماعي . لينتج عنه تطابق في أماكن . وتباعد وأزدواجية في أماكن أخرى . فكيف في مجتمعنا الذي ضاعت فيه المفاهيم . بعد أن ضاع الناس فيه مابين الصح والخطأ . وحكم نفسه بعاداته وتقاليده وموروثاته . من دين وأسلوب حياة وحتى سياسة مثلا" . دون فهم هذه النتائج .ورضي أن تكون معلبة . بدل أن تكون منتجة
من كل ماسبق نرى أن الأنسان ثلاثة
مايتمناه
ماهو عليه
مايراه عليه الناس
غالبا حسيت الردود نظريه..وغير قابله للتطبيق
رح ارجع اكيد
Moonlights
30/03/2008, 20:10
الآن وفي ختام نقاشنا لموضوع الفكر بين النظرية والتطبيق أستطيع أن أقول :
كان النقاش غنياً ونابع من أهمية هذا الموضوع (الإشكالي) لدى كل منا .
إن تحقيق الانسجام بين حياة الفرد المعاشة وبين منظومة الفرد الفكرية والأخلاقية, هو هدف و إشكالية تستوجب الحل عند الفرد المتطلع إلى تحقيق شرطه الإنساني عن وعي ومعرفة واقتدار.
ستعترض الفرد المعني بحل هذا التناقض صعوبات وعقبات, وبما أنه في صراع ذو وجهين وجه ذاتي وآخر اجتماعي, وقد يغلب عليه الطابع الذاتي, فإن الحلول هي (للأسف) فردية, فعلى كل فرد أن يختط الطريق الذي يتواءم مع إمكانياته وظروفه, دون أن يعني ذلك بأنهم لن يشكلوا نواة لمجتمع أكثر وعياً وإنسانية وأقدر على التطور.
الغالبية لا تلتفت لهذا التناقض الذي ينمو لديها بين ما تعتقده وتؤمن به من فكر وقيم - والذي يشكل عملياً جوهر شخصيتها - وبين ما يفرض عليها كواقع معاش, ومسببه في الغالب الخوف من المواجهة وعدم النضج .
غافلين عن أن هذا التناقض لا بد له أن يحسم وبأحد الاتجاهات التالية:
1 – بعدم قدرة الفرد على الاندماج في مجتمعه, وذلك لعدم قدرته على العيش ضمن المفاهيم الفكرية والأخلاقية وما يستتبعها, فيقرر إحداث القطيعة, ويبدأ في بناء حياته الشخصية والاجتماعية بما يتواءم وبنيته النفسية والفكرية, وما يحقق شرطه الإنساني.
2 – بعدم قدرة الفرد على مجابهة مجتمعه بكل ما يمثله من معتقدات ومفاهيم, وذلك لأنه وبالدرجة الأولى لم يستطع التخلص من رواسب هذا المجتمع, فكانت هذه الرواسب بكل ما تمثل من تخلف وجهل أقوى من أن يتغلب عليها بوعيه ونضجه.
فيعود للذوبان في المجتمع والتماهي به طلباً للحماية والعون, فتبقى ندبة في نفسه قد لا يستطيع تجاوزها, ويبقى شرطه الإنساني غير محقق .
3 – بعدم قدرة الفرد على حسم أيّاً من الأمرين, فلا هو بقادر على أن يختط طريقه المستقل, ولا هو بقادر على العودة والتماهي بقطيعه الاجتماعي, وهذا الاتجاه هو الذي يقع فيه السواد الأعظم من الأفراد, ويكون الحسم بعده بفترة قد تطول باتجاه العودة والذوبان في القطيع الاجتماعي.
إذاً هناك طريق يجب السير به, وعلى الفرد اتخاذه بعد التسلح بالمعرفة والوعي, أياً كان هذا الطريق.
وهنا لابد من الإشارة إلى فئة ليست بالقليلة, يتوجب مكافحتها بجميع الأشكال المتاحة فهي تركب الموجة السائدة وتنساب معها, ثقافتها استعراضية للمتاجرة وتحقيق مكاسب شخصية, وليس لخدمة وتطوير المجتمع.
أخيراً هذا موضوع يبدو للوهلة الأولى نظري, بمعنى أدق هو نظري للفرد الذي لا يعنيه هذا التناقض ولا يدركه أصلاً.
شكراً لكل من شارك وأغنانا برأيه .
تحياتي
1 – بعدم قدرة الفرد على الاندماج في مجتمعه, وذلك لعدم قدرته على العيش ضمن المفاهيم الفكرية والأخلاقية وما يستتبعها, فيقرر إحداث القطيعة, ويبدأ في بناء حياته الشخصية والاجتماعية بما يتواءم وبنيته النفسية والفكرية, وما يحقق شرطه الإنساني.
2 – بعدم قدرة الفرد على مجابهة مجتمعه بكل ما يمثله من معتقدات ومفاهيم, وذلك لأنه وبالدرجة الأولى لم يستطع التخلص من رواسب هذا المجتمع, فكانت هذه الرواسب بكل ما تمثل من تخلف وجهل أقوى من أن يتغلب عليها بوعيه ونضجه.
فيعود للذوبان في المجتمع والتماهي به طلباً للحماية والعون, فتبقى ندبة في نفسه قد لا يستطيع تجاوزها, ويبقى شرطه الإنساني غير محقق .
3 – بعدم قدرة الفرد على حسم أيّاً من الأمرين, فلا هو بقادر على أن يختط طريقه المستقل, ولا هو بقادر على العودة والتماهي بقطيعه الاجتماعي, وهذا الاتجاه هو الذي يقع فيه السواد الأعظم من الأفراد, ويكون الحسم بعده بفترة قد تطول باتجاه العودة والذوبان في القطيع الاجتماعي.
تشخيص ممتاز, و أوافق تماما على الخيارات التي طرحتها و التي اقتبستها أعلاه... و بما يخص الخيار الثالث يمكنني القول بأن "حجمه" يتناسب عكسا مع انغلاق المجتمع و لزوجته الفكرية...
تحياتي
Moonlights
31/03/2008, 09:16
تشخيص ممتاز, و أوافق تماما على الخيارات التي طرحتها... و بما يخص الخيار الثالث يمكنني القول بأن "حجمه" يتناسب عكسا معانغلاق المجتمع و لزوجته الفكرية...
كامل المسؤولية يتحملها المجتمع, هذا المجتمع هو الذي أنتج أفراده وأكسبهم منظوماتهم الفكريّة والقيميّة أو الأخلاقية.
هذا المجتمع وبحلقته الأصغر (الأسرة) أنتج وينتج قوالب جوفاء إتكالية غير قادرة على والإنتاج الحضاري, تستهلك الحضارة وتلبس لبوس الحضارة من ناحية الشكل وتحارب المضمون .
جميع الإشكاليات التي نسوقها كإشكاليات فردية, هي إشكاليات وتناقضات أورثنا إياها المجتمع - وهي مشتركة بين جميع أفراده – بفعل التنشئة والتربية التلقينية.
ولكننا نحاول إبراز العامل الذاتي لهذه الإشكاليات, لماذا نبقي التناقضات التي تنشأ لدينا داخل نفوسنا لماذا لا نظهرها و نردها لهذا المجتمع الذي هو مسببها.
العامل الذاتي عامل حاسم , ولكن ليس له صيغة واحدة ولا شكل واحد وإن تشابه.
أنا أرفض أن أتحمل وحدي إشكاليات اجتماعية بل أردها إلى مسببها, وأرفض أيضاً توريث هذه الإشكاليات.
الحلقة لن تكسر إن لم نحدث القطيعة ونوقف توريث المنظومات القيميّة والفكريّة لهذا المجتمع سواء لأطفالنا أو لمحيطنا الناشئ.
تحياتي
was616im
01/04/2008, 07:42
كامل المسؤولية يتحملها المجتمع, هذا المجتمع هو الذي أنتج أفراده وأكسبهم منظوماتهم الفكريّة والقيميّة أو الأخلاقية.
هذا المجتمع وبحلقته الأصغر (الأسرة) أنتج وينتج قوالب جوفاء إتكالية غير قادرة على والإنتاج الحضاري, تستهلك الحضارة وتلبس لبوس الحضارة من ناحية الشكل وتحارب المضمون .
معك حق فلذلك قلت مسبقا انو نحنا الجيل هاد لازم نربي اولادنا على شيء مختلف مشان يصير في تغيير حقيقي بهالمجتمع اللي نحنا افرادو و نحنا و اللي عن نكونو....
كامل المسؤولية يتحملها المجتمع, هذا المجتمع هو الذي أنتج أفراده وأكسبهم منظوماتهم الفكريّة والقيميّة أو الأخلاقية.
هذا المجتمع وبحلقته الأصغر (الأسرة) أنتج وينتج قوالب جوفاء إتكالية غير قادرة على والإنتاج الحضاري, تستهلك الحضارة وتلبس لبوس الحضارة من ناحية الشكل وتحارب المضمون .
جميع الإشكاليات التي نسوقها كإشكاليات فردية, هي إشكاليات وتناقضات أورثنا إياها المجتمع - وهي مشتركة بين جميع أفراده – بفعل التنشئة والتربية التلقينية.
ولكننا نحاول إبراز العامل الذاتي لهذه الإشكاليات, لماذا نبقي التناقضات التي تنشأ لدينا داخل نفوسنا لماذا لا نظهرها و نردها لهذا المجتمع الذي هو مسببها.
كلام سليم جدا...
إن المشكلة الاساسية هي اجتماعية و ليس فردية.. اذا الحل اجتماعي و ليس فردي, الحل هو "اجبار" المجتمع تعلّم تقبّل التنوع الفكري و عدم اعتبار الاختلاف "خيانة أو كفر"... و لكي يتم الوصول الى هذا الـ "اجبار" قد نجبر على الوصول الى مواقف تكاد تكون صدامية
العامل الذاتي عامل حاسم , ولكن ليس له صيغة واحدة ولا شكل واحد وإن تشابه.
العامل الذاتي هو عامل حاسم عندما توجد صيغة أو طريقة لتجميع العوامل الذاتية و التقائها في هدف تغييري واحد, و بالتالي تحوّلها الى عامل جماعي
أنا أرفض أن أتحمل وحدي إشكاليات اجتماعية بل أردها إلى مسببها, وأرفض أيضاً توريث هذه الإشكاليات.
الحلقة لن تكسر إن لم نحدث القطيعة ونوقف توريث المنظومات القيميّة والفكريّة لهذا المجتمع سواء لأطفالنا أو لمحيطنا الناشئ.
أتفق تماما مع هذا الكلام
تحية
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة