*Marwa*
21/03/2008, 15:22
الأنثى هي الأساس
إنها المسؤولة عن بقاء واستمرار النوع، فالأنثى هى التى تقوم بغالبية الوظائف التى تحافظ على استمرار النوع "الحمل والولادة وتربية وحماية الأولاد.."، وهى المجهزة لتأدية هذه الوظائف، ودور الذكر مكمل ومساعد.
والأنثى بشكل عام أكثر كفاءة من الذكر بل هى الأقوى فعلياً، ونحن نجد تأكيداً لهذا عند غالبية الكائنات الحية، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، أما لدينا نحن البشر فالوضع اختلف قليلاً نتيجة حياتنا المختلفة عن باقى الحيوانات.
لقد أدى الصراع بين الذكور على الإناث لدى بعض أنواع الكائنات الحية، ونتيجة أمور أخرى إلى نمو القدرات الجسمية وزيادة قوة الذكر بشكل كبير فأصبح أقوى من الأنثى، فهى كانت تستهلك غالبية قدراتها فى الحمل والولادة وإطعام ورعاية أطفالها، وهى كانت تتحاشى الصراعات والمجازفات لذلك "ولكن عندما يتعلق الأمر بصغارها فعندها تكون أشجع من الذكر وأشد مخاطرة ومجازفة فهى تجازف وتضحى حتى بحياتها".
لقد تفوق الذكر على الأنثى ببعض القدرات وبشكل خاص القوى الجسمية، وسيطر بذلك على الإناث، أما فى باقى المجالات فبقيت الأنثى الأقدر وهى المسؤولة.
ونحن إذا دققنا فى أى شكل للتزاوج وشكل الأسرة عند أى نوع حيوانى ، فإننا نجده مكيفا ومتفقا مع الأوضاع التى يعيشها أفراد هذا النوع، ولكن دوماً يظهر دور الأنثى الهام والأساسى .
فهناك تعدد الزوجات مثل قطعان الماشية مثلاً، والطيور التى لا تطعم صغارها مثل الدجاج وغيرها....
وهناك التزاوج بين ذكر وأنثى واحدة فقط والبقاء معاً لإنجاب وتربية الصغار مثل الطيور التى تطعم صغارها كالعصافير، وبعض الأنواع الأخرى.
وهناك التزاوج ثم الافتراق والأنثى هى التى تربى الأولاد مثل الكثير من اللبائن من المخلوقات، وبالنسبة للدب البنى والدب القطبي، على سبيل المثال، نجد الأم" الأكثر عناية ورعاية وحماية واهتماما بأولادها فهى تهتم بكافة أمورهم لمدة سنتين، وكذلك الفيلة. وبالنسبة لهذه الأخيرة فالإناث تربى الأولاد وتبقى الذكور خارج مجموعة الإناث.
وهناك نظام قطعان الذئاب والأسود والضباع، فالإناث جميعها تهتم بالصغار. وهناك نظام الخلية ووجود الملكة عند النحل والدبابير والنمل. وهناك طرق أخرى لدى الأسماك والأحياء المائية والبحرية وفى بعضها لا يلتقى الذكر بالأنثى بل مع البيض فيلقحه. فالتزاوج لدى الكائنات الحية والإنجاب ورعاية الصغار، يمكن أن تتم فى الكثير من الأوضاع المختلفة، ويمكن أن يحدث تعديل وتطور فى هذه الأوضاع يراعى تغير الظروف ويتكيف معها، و بالنسبة للثدييات يستحيل أن تعيش صغارها دون أمها أو أنثى بديلة لها.
الأنثى، والأنثى الأم
يظهر الفارق بين الأنثى والأنثى الأم بوضوح عند النحل والنمل. فهناك الأم أو الملكة وهناك العاملات وجامعات الرحيق. وبالنسبة للثدييات، فان الأنثى الأم تختلف عن الأنثى غير الأم.
ولوحظ فى الثدييات أن الحمل والولادة يغيران بنية الدماغ مما يجعل الأم أكثر اهتماما بصغارها وأحسن رعاية لهم وحتى أكثر ذكاءً. إن الأمهات يُصنعن ولا يولدن أمهات. وفى واقع الأمر فإن إناث الثدييات كافة، بدءا من الجرذان والنسانيس إلى البشر، يعانين تغيرات وظيفية وسلوكية فى أثناء الحمل والأمومة. فالأنثى التى كانت ذات يوم كائناً موجهاً إلى ذاته بقدر كبير ومكرساً نفسه لاحتياجاته، تصبح كائناً محور اهتمامه رعاية أولاده وحمايتهم وتنميتهم.
أظهرت الأبحاث الجديدة أن التموًجات الهرمونية المثيرة التى تحدث أثناء الحمل والولادة والإرضاع يمكن أن تعيد نمذجة دماغ الأنثى بحيث تزيد حجم العصبونات فى بعض المناطق وتحدث تغيرات بنيوية فى مناطق أخرى منه.إن بعض هذه المناطق يضطلع بتنظيم سلوكيات أمومية، فى حين تضطلع مناطق أخرى بضبط الذاكرة والتعلم والاستجابات.وقد أظهرت تجارب حديثة أن الجرذان الأمهات يفقن العذارى فى اجتياز المتاهات واصطياد الفرائس.
ويبدو أن هذه الفوائد المعرفية تصير أكثر ديمومة عند الجرذان الأم. ومع أن دراسات هذه الظاهرة قد ركزت حتى الآن على القوارض، فمن المحتمل أن إناث البشر يجنين كذلك فوائد عقلية طويلة الأمد من الأمومة.
كما أن الملاحم والأساطير والصور والتماثيل وما إلى ذلك من نقوش ومرويات مما آل إلينا من حضارات قديمة تزخر كلها بمعطيات جمة عن المرأة الأم وحالها ومنزلتها العالية. وكان الأقدمون يعبدون ما كانوا يرونه حولهم فى الكون من قوى وعظائم، وبعضهم عبدوا الأنثى المنجبة أو الأم وقدسوها وأحلوها فى أرفع المنازل، فهى رمز الخصب ومنبع العطاء، وهى التى تملك القدرة على الخلق. وإذا أوغلنا على صعيد آخر، فى خلفية ما ينطوى عليه مفهوم الأمومة عند الإنسان القديم تبدت لنا علاقة وثقى بين الأم والأرض. ومن أصول المعبودات القديمة كما يرى ماكس مولر، الاعتقاد بالأرض وعناصر الخصوبة فيها، فقد ربط الإنسان القديم سر خصوبة لدى المرأة بسر الخصوبة فى الأرض، لذلك عبدت الأرض بوصفها أماً.
لقد قيل الكثير الكثير عن الأم، وكل منا مؤمن أن الأم هى المعطى والواهب الأول لأولادها، وهى مربيتهم وصانعتهم، وهى تورثهم لغتها وعقائدها وقيمها وعاداتها وأفكارها. ونادرا جدا من لا يحب أمه أو لا يعتبرها المرأة الأولى فى العطاء والحنان والمسامحة والتضحية. وتبقى عواطف وانفعالات الأنثى وبالذات الأم أكبر بكثير من عواطف وانفعالات الرجل، ودماغها يختلف فى هذه النواحى عن دماغ الرجل.والأنثى الأم محافظة وحذرة ولا تغامر أو تجازف.
لماذا الرجل والمرأة مختلفان ؟
هناك فروق بين الرجل والمرأة نتيجة اختلاف دور كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الصغار، وهذه الفروق ناتجة عن اختلاف وضع كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب وتربية الأطفال، وأيضاً ناتجة عن الظروف الحياتية والاجتماعية الموجودة. فتأمين مستلزمات تكوين واستمرار الأسرة وتنشئة الأطفال ورعايتهم تفرض على الرجل والمرأة تأثيرات وقوى وبالتالى تصرفات مختلفة، تؤدى إلى اختلافات أساسية فى خصائص كل منهما.
فعملية الحمل والإنجاب التى تقوم بها المرأة تجعلها مختلفة عن الرجل فى عدة خصائص جسمية ونفسية، وكذلك تنمية ورعاية الأطفال الصغار الذى تقوم به المرأة بشكل أساسي.
فهو فرض عليها أن تملك خصائص جسمية ونفسية وتصرفات مناسبة لذلك، والأمومة الفزيولوجية والنفسية والعاطفية من أهم هذه الخصائص، وكذلك التدبير والاقتصاد والصبر والتصميم والاستمرارية وعدم الاندفاع والحرص وعدم المغامرة أو الاندفاع... وكل ما يلزم للإنجاب وتنمية ورعاية الأطفال.
وأنانية المرأة أقوى من أنانية الذكر لأنها هى التى تحمل العبء الأساسى فى التوالد وتربية الصغار واستمرار النوع، وهى مدفوعة وموجهة للجمع والاستفادة من المواد والقدرات المتاحة من أجل الولادة وتربية الأطفال، وهذا ما جعل تسلسل الأفضليات بالنسبة للمرأة يختلف بشكل أساسى وكبير، عن تسلسل الأفضليات عند الرجل، ومن هنا نشأ الاختلاف الكبير بين الرجل والمرأة.
فتوظيف الموارد والقدرات المتاحة عند الرجل يختلف بشكل كبير، عن توظيفها عند المرأة، والدافع الجسمى والنفسى والفكرى للسعى للتزاوج عند المرأة يختلف عن دافع الرجل بشكل واضح وكبير، وكذلك الدور فى عملية التزاوج يختلف بشكل كبير بين الرجل والمرأة، مع أن الهدف واحد وهو إتمام عملية التزاوج وتربية الصغار وبقاء واستمرار النوع.
إن هذه الفروق هى التى جعلت تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل، لاختلاف الوظيفة، واختلاف الأفضليات والدوافع وبالتالى المعانى عند كل منهما، فآليات التفكير واحدة والقدرات تقريباً واحدة، ولكن التوظيف مختلف.
وبالنسبة للذكاء، صحيح أن حجم الدماغ عند الرجل أكبر، وهذا يعنى قدرة تفكير لديه أوسع، ولكن القوى المحركة، والخصائص الجسمية والفكرية الموظفة لدى المرأة تكون أكبر وأفضل، فالقدرات العقلية المتاحة لها كافية لكى تتفوق على الرجل، حتى فى المجالات الفكرية التى يظن الرجل أنه متفوق بها.
ولكن فى الأزمات والظروف الصعبة التى تستلزم استنفار كافة القدرات الجسمية والعقلية، يظهر تفوق قدرات الرجل العقلية والجسمية، كما فى الحروب وغيرها، لأنه فى تلك الأوضاع يستنفر ويوظف كامل قدراته الجسمية والفكرية.
وقد نشأت فروق أخرى بين الرجل والمرأة نتيجة الحياة الاجتماعية والعلاقات والتصرفات التى تنشأ نتيجتها، وهذه الفروق جسمية ونفسية وفكرية وثقافية، وهذه الفروق تورث اجتماعياً وهى تختلف من مجتمع لآخر، وهى تخضع للتطور مثلما تخضع الفروق الفزيولوجية، ولكن تطور الموروثات الاجتماعية أسرع بكثير من تطور الموروثات الفزيولوجية.
والمهم تحديد الفروق الفزيولوجية أولاً، لأنها هى الأساس ويصعب تغييرها، ثم تحديد الفروق الناتجة عن الحياة الاجتماعية، وهذه يمكننا تعديلها وتطويرها، ضمن حدود قدراتنا والمعلومات التى نملكها، مثال على ذلك:
البنت الصغيرة التى تؤخذ من مجتمع عربى مثلاً، وتربى فى مجتمع غربي، سوف تختلف تصرفاتها وثقافتها عن البنت العربية، وتكون الفروق أكبر إذا ربتها أسرة غربية.
ويمكن اعتبار الرجل و المرأة جنسين مختلفين، وذلك لكبر اختلاف دوافع وغايات وتقييمات وأفضليات كل منهم، والمرأة تدرك هذا وتستطيع أن تفهم الرجل، ولكن يصعب على الرجل فهم المرأة.
والمرأة ليست الأضعف، لأنها نادرا ما تفشل فى تحقيق غاياتها وأهدافها. وهى غالباً أقدر من الرجل فى الإدارة والحكمة والمثابرة والاستمرارية "النفس الطويل" هذا فى حالة عدم وجود حروب وصراعات كبيرة فهى تتحاشاها إلا فى الأمور الهامة بالنسبة لها مثل الأمور التى تتعلق بصغارها وأسرتها، فهى تفضل تحاشى المجابهة والصراع.
المرأة تسعى وتبحث عن زوج يحقق لها دوافعها وأهدافها، وبالذات رعايتها ورعاية أطفالها، وهى غالباً تنجح فى ذلك.
المرأة تأخذ من الجميع لتعطى أولادها وأمها لذلك هى تظهر غالباً أنانية، وهى فعلاً أنانية إذا لم تنجب لأنها تسعى للأخذ من الجميع وتعطى قليلاً.
واللذة الجنسية ليست الهدف الأول لسعى المرأة للرجل "وهى تحب بقوة" بينما الرجل يسعى للمرأة من أجل الجنس والحب بشكل أساسي.
والغالبية العظمى من الرجال المتزوجين يعانون من زوجاتهم، لأنهم يدركون بعد فوات الأوان أنه تم اختيارهم بهدف تحقق أمور ليست مهمة بالنسبة لهم كثيراً، لذلك تظهر غالباً صفقة الزواج بالنسبة للرجل خاسرة، وذلك على عكس المرأة التى كلما طال زواجها كلما زادت ارتباطا بزوجها وتمسكا به.
فالمرأة مبرمجة ومجهزة بيولوجياً وغريزياً ونفسياً لذلك، فهى المسؤول الأول والأساسى عن استمرار النوع وعن جمع مقومات بقائه.
وهناك رجال يهتمون بالأسرة والأولاد أكثر بكثير من اهتمام بعض النساء.
فالأم تورث قيمها وعاداتها لبناتها وأبنائها، وليس لبناتها فقط، وكذلك كثير من الخصائص البيولوجية التى تمنح المرأة صفاتها كامرأة يمكن أن يحملها الرجل.
إنها المسؤولة عن بقاء واستمرار النوع، فالأنثى هى التى تقوم بغالبية الوظائف التى تحافظ على استمرار النوع "الحمل والولادة وتربية وحماية الأولاد.."، وهى المجهزة لتأدية هذه الوظائف، ودور الذكر مكمل ومساعد.
والأنثى بشكل عام أكثر كفاءة من الذكر بل هى الأقوى فعلياً، ونحن نجد تأكيداً لهذا عند غالبية الكائنات الحية، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، أما لدينا نحن البشر فالوضع اختلف قليلاً نتيجة حياتنا المختلفة عن باقى الحيوانات.
لقد أدى الصراع بين الذكور على الإناث لدى بعض أنواع الكائنات الحية، ونتيجة أمور أخرى إلى نمو القدرات الجسمية وزيادة قوة الذكر بشكل كبير فأصبح أقوى من الأنثى، فهى كانت تستهلك غالبية قدراتها فى الحمل والولادة وإطعام ورعاية أطفالها، وهى كانت تتحاشى الصراعات والمجازفات لذلك "ولكن عندما يتعلق الأمر بصغارها فعندها تكون أشجع من الذكر وأشد مخاطرة ومجازفة فهى تجازف وتضحى حتى بحياتها".
لقد تفوق الذكر على الأنثى ببعض القدرات وبشكل خاص القوى الجسمية، وسيطر بذلك على الإناث، أما فى باقى المجالات فبقيت الأنثى الأقدر وهى المسؤولة.
ونحن إذا دققنا فى أى شكل للتزاوج وشكل الأسرة عند أى نوع حيوانى ، فإننا نجده مكيفا ومتفقا مع الأوضاع التى يعيشها أفراد هذا النوع، ولكن دوماً يظهر دور الأنثى الهام والأساسى .
فهناك تعدد الزوجات مثل قطعان الماشية مثلاً، والطيور التى لا تطعم صغارها مثل الدجاج وغيرها....
وهناك التزاوج بين ذكر وأنثى واحدة فقط والبقاء معاً لإنجاب وتربية الصغار مثل الطيور التى تطعم صغارها كالعصافير، وبعض الأنواع الأخرى.
وهناك التزاوج ثم الافتراق والأنثى هى التى تربى الأولاد مثل الكثير من اللبائن من المخلوقات، وبالنسبة للدب البنى والدب القطبي، على سبيل المثال، نجد الأم" الأكثر عناية ورعاية وحماية واهتماما بأولادها فهى تهتم بكافة أمورهم لمدة سنتين، وكذلك الفيلة. وبالنسبة لهذه الأخيرة فالإناث تربى الأولاد وتبقى الذكور خارج مجموعة الإناث.
وهناك نظام قطعان الذئاب والأسود والضباع، فالإناث جميعها تهتم بالصغار. وهناك نظام الخلية ووجود الملكة عند النحل والدبابير والنمل. وهناك طرق أخرى لدى الأسماك والأحياء المائية والبحرية وفى بعضها لا يلتقى الذكر بالأنثى بل مع البيض فيلقحه. فالتزاوج لدى الكائنات الحية والإنجاب ورعاية الصغار، يمكن أن تتم فى الكثير من الأوضاع المختلفة، ويمكن أن يحدث تعديل وتطور فى هذه الأوضاع يراعى تغير الظروف ويتكيف معها، و بالنسبة للثدييات يستحيل أن تعيش صغارها دون أمها أو أنثى بديلة لها.
الأنثى، والأنثى الأم
يظهر الفارق بين الأنثى والأنثى الأم بوضوح عند النحل والنمل. فهناك الأم أو الملكة وهناك العاملات وجامعات الرحيق. وبالنسبة للثدييات، فان الأنثى الأم تختلف عن الأنثى غير الأم.
ولوحظ فى الثدييات أن الحمل والولادة يغيران بنية الدماغ مما يجعل الأم أكثر اهتماما بصغارها وأحسن رعاية لهم وحتى أكثر ذكاءً. إن الأمهات يُصنعن ولا يولدن أمهات. وفى واقع الأمر فإن إناث الثدييات كافة، بدءا من الجرذان والنسانيس إلى البشر، يعانين تغيرات وظيفية وسلوكية فى أثناء الحمل والأمومة. فالأنثى التى كانت ذات يوم كائناً موجهاً إلى ذاته بقدر كبير ومكرساً نفسه لاحتياجاته، تصبح كائناً محور اهتمامه رعاية أولاده وحمايتهم وتنميتهم.
أظهرت الأبحاث الجديدة أن التموًجات الهرمونية المثيرة التى تحدث أثناء الحمل والولادة والإرضاع يمكن أن تعيد نمذجة دماغ الأنثى بحيث تزيد حجم العصبونات فى بعض المناطق وتحدث تغيرات بنيوية فى مناطق أخرى منه.إن بعض هذه المناطق يضطلع بتنظيم سلوكيات أمومية، فى حين تضطلع مناطق أخرى بضبط الذاكرة والتعلم والاستجابات.وقد أظهرت تجارب حديثة أن الجرذان الأمهات يفقن العذارى فى اجتياز المتاهات واصطياد الفرائس.
ويبدو أن هذه الفوائد المعرفية تصير أكثر ديمومة عند الجرذان الأم. ومع أن دراسات هذه الظاهرة قد ركزت حتى الآن على القوارض، فمن المحتمل أن إناث البشر يجنين كذلك فوائد عقلية طويلة الأمد من الأمومة.
كما أن الملاحم والأساطير والصور والتماثيل وما إلى ذلك من نقوش ومرويات مما آل إلينا من حضارات قديمة تزخر كلها بمعطيات جمة عن المرأة الأم وحالها ومنزلتها العالية. وكان الأقدمون يعبدون ما كانوا يرونه حولهم فى الكون من قوى وعظائم، وبعضهم عبدوا الأنثى المنجبة أو الأم وقدسوها وأحلوها فى أرفع المنازل، فهى رمز الخصب ومنبع العطاء، وهى التى تملك القدرة على الخلق. وإذا أوغلنا على صعيد آخر، فى خلفية ما ينطوى عليه مفهوم الأمومة عند الإنسان القديم تبدت لنا علاقة وثقى بين الأم والأرض. ومن أصول المعبودات القديمة كما يرى ماكس مولر، الاعتقاد بالأرض وعناصر الخصوبة فيها، فقد ربط الإنسان القديم سر خصوبة لدى المرأة بسر الخصوبة فى الأرض، لذلك عبدت الأرض بوصفها أماً.
لقد قيل الكثير الكثير عن الأم، وكل منا مؤمن أن الأم هى المعطى والواهب الأول لأولادها، وهى مربيتهم وصانعتهم، وهى تورثهم لغتها وعقائدها وقيمها وعاداتها وأفكارها. ونادرا جدا من لا يحب أمه أو لا يعتبرها المرأة الأولى فى العطاء والحنان والمسامحة والتضحية. وتبقى عواطف وانفعالات الأنثى وبالذات الأم أكبر بكثير من عواطف وانفعالات الرجل، ودماغها يختلف فى هذه النواحى عن دماغ الرجل.والأنثى الأم محافظة وحذرة ولا تغامر أو تجازف.
لماذا الرجل والمرأة مختلفان ؟
هناك فروق بين الرجل والمرأة نتيجة اختلاف دور كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الصغار، وهذه الفروق ناتجة عن اختلاف وضع كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب وتربية الأطفال، وأيضاً ناتجة عن الظروف الحياتية والاجتماعية الموجودة. فتأمين مستلزمات تكوين واستمرار الأسرة وتنشئة الأطفال ورعايتهم تفرض على الرجل والمرأة تأثيرات وقوى وبالتالى تصرفات مختلفة، تؤدى إلى اختلافات أساسية فى خصائص كل منهما.
فعملية الحمل والإنجاب التى تقوم بها المرأة تجعلها مختلفة عن الرجل فى عدة خصائص جسمية ونفسية، وكذلك تنمية ورعاية الأطفال الصغار الذى تقوم به المرأة بشكل أساسي.
فهو فرض عليها أن تملك خصائص جسمية ونفسية وتصرفات مناسبة لذلك، والأمومة الفزيولوجية والنفسية والعاطفية من أهم هذه الخصائص، وكذلك التدبير والاقتصاد والصبر والتصميم والاستمرارية وعدم الاندفاع والحرص وعدم المغامرة أو الاندفاع... وكل ما يلزم للإنجاب وتنمية ورعاية الأطفال.
وأنانية المرأة أقوى من أنانية الذكر لأنها هى التى تحمل العبء الأساسى فى التوالد وتربية الصغار واستمرار النوع، وهى مدفوعة وموجهة للجمع والاستفادة من المواد والقدرات المتاحة من أجل الولادة وتربية الأطفال، وهذا ما جعل تسلسل الأفضليات بالنسبة للمرأة يختلف بشكل أساسى وكبير، عن تسلسل الأفضليات عند الرجل، ومن هنا نشأ الاختلاف الكبير بين الرجل والمرأة.
فتوظيف الموارد والقدرات المتاحة عند الرجل يختلف بشكل كبير، عن توظيفها عند المرأة، والدافع الجسمى والنفسى والفكرى للسعى للتزاوج عند المرأة يختلف عن دافع الرجل بشكل واضح وكبير، وكذلك الدور فى عملية التزاوج يختلف بشكل كبير بين الرجل والمرأة، مع أن الهدف واحد وهو إتمام عملية التزاوج وتربية الصغار وبقاء واستمرار النوع.
إن هذه الفروق هى التى جعلت تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل، لاختلاف الوظيفة، واختلاف الأفضليات والدوافع وبالتالى المعانى عند كل منهما، فآليات التفكير واحدة والقدرات تقريباً واحدة، ولكن التوظيف مختلف.
وبالنسبة للذكاء، صحيح أن حجم الدماغ عند الرجل أكبر، وهذا يعنى قدرة تفكير لديه أوسع، ولكن القوى المحركة، والخصائص الجسمية والفكرية الموظفة لدى المرأة تكون أكبر وأفضل، فالقدرات العقلية المتاحة لها كافية لكى تتفوق على الرجل، حتى فى المجالات الفكرية التى يظن الرجل أنه متفوق بها.
ولكن فى الأزمات والظروف الصعبة التى تستلزم استنفار كافة القدرات الجسمية والعقلية، يظهر تفوق قدرات الرجل العقلية والجسمية، كما فى الحروب وغيرها، لأنه فى تلك الأوضاع يستنفر ويوظف كامل قدراته الجسمية والفكرية.
وقد نشأت فروق أخرى بين الرجل والمرأة نتيجة الحياة الاجتماعية والعلاقات والتصرفات التى تنشأ نتيجتها، وهذه الفروق جسمية ونفسية وفكرية وثقافية، وهذه الفروق تورث اجتماعياً وهى تختلف من مجتمع لآخر، وهى تخضع للتطور مثلما تخضع الفروق الفزيولوجية، ولكن تطور الموروثات الاجتماعية أسرع بكثير من تطور الموروثات الفزيولوجية.
والمهم تحديد الفروق الفزيولوجية أولاً، لأنها هى الأساس ويصعب تغييرها، ثم تحديد الفروق الناتجة عن الحياة الاجتماعية، وهذه يمكننا تعديلها وتطويرها، ضمن حدود قدراتنا والمعلومات التى نملكها، مثال على ذلك:
البنت الصغيرة التى تؤخذ من مجتمع عربى مثلاً، وتربى فى مجتمع غربي، سوف تختلف تصرفاتها وثقافتها عن البنت العربية، وتكون الفروق أكبر إذا ربتها أسرة غربية.
ويمكن اعتبار الرجل و المرأة جنسين مختلفين، وذلك لكبر اختلاف دوافع وغايات وتقييمات وأفضليات كل منهم، والمرأة تدرك هذا وتستطيع أن تفهم الرجل، ولكن يصعب على الرجل فهم المرأة.
والمرأة ليست الأضعف، لأنها نادرا ما تفشل فى تحقيق غاياتها وأهدافها. وهى غالباً أقدر من الرجل فى الإدارة والحكمة والمثابرة والاستمرارية "النفس الطويل" هذا فى حالة عدم وجود حروب وصراعات كبيرة فهى تتحاشاها إلا فى الأمور الهامة بالنسبة لها مثل الأمور التى تتعلق بصغارها وأسرتها، فهى تفضل تحاشى المجابهة والصراع.
المرأة تسعى وتبحث عن زوج يحقق لها دوافعها وأهدافها، وبالذات رعايتها ورعاية أطفالها، وهى غالباً تنجح فى ذلك.
المرأة تأخذ من الجميع لتعطى أولادها وأمها لذلك هى تظهر غالباً أنانية، وهى فعلاً أنانية إذا لم تنجب لأنها تسعى للأخذ من الجميع وتعطى قليلاً.
واللذة الجنسية ليست الهدف الأول لسعى المرأة للرجل "وهى تحب بقوة" بينما الرجل يسعى للمرأة من أجل الجنس والحب بشكل أساسي.
والغالبية العظمى من الرجال المتزوجين يعانون من زوجاتهم، لأنهم يدركون بعد فوات الأوان أنه تم اختيارهم بهدف تحقق أمور ليست مهمة بالنسبة لهم كثيراً، لذلك تظهر غالباً صفقة الزواج بالنسبة للرجل خاسرة، وذلك على عكس المرأة التى كلما طال زواجها كلما زادت ارتباطا بزوجها وتمسكا به.
فالمرأة مبرمجة ومجهزة بيولوجياً وغريزياً ونفسياً لذلك، فهى المسؤول الأول والأساسى عن استمرار النوع وعن جمع مقومات بقائه.
وهناك رجال يهتمون بالأسرة والأولاد أكثر بكثير من اهتمام بعض النساء.
فالأم تورث قيمها وعاداتها لبناتها وأبنائها، وليس لبناتها فقط، وكذلك كثير من الخصائص البيولوجية التى تمنح المرأة صفاتها كامرأة يمكن أن يحملها الرجل.