maro18
15/03/2008, 23:13
القطار الخطأ!!
احمد بهجت
تشبه الحياة رحلة في قطار, ويستقل الإنسان القطار عندما يولد, ومن الثابت علميا أن الأطفال لا يرون عند ميلادهم جيدا, في البداية يرون بقعا لونية وهالات من الضوء, ووسط اللون والضوء يعشي البصر, وإذن يمكن أن يستقل الإنسان القطار الخطأ وهو لا يدري, وتضوي مصابيح القطار مثل علامات نارية والقطار يغوص في جوف الليل, وتمر الأيام ويجيء يوم, وينظر الإنسان داخل نفسه وداخل القطار وخارجه, فيري نفسه غريبا يركب قطارا غريبا, يجري به وسط كون غريب, ثمة فراغ لا نهائي يفتقر إلي المعني
وتنخلع عن الأشياء معانيها كالأقنعة, وتتبدي ملامح العبث, البيت الذي أسسناه فوق الركام البركاني الهادئ, والعمل الذي ظننا أننا اخترناه وربطنا أنفسنا بالسلاسل في ساقيته, والأصدقاء الذين أحببناهم, والأعداء الذين حاربناهم, الأهل والأصدقاء والأولاد والزوجة, فجأة يملؤنا إدراك أننا ركبنا القطار الخطأ, ومع صدمة الاكتشاف, ويقظة الوعي, وأحزان الوحدة يفكر الإنسان في أن يقفز من القطار, ويخرج إلي السهول والحقول حيث لغة النجوم واسرارها المهموسة
ويبدو الليل خارج القطار مثل قفزة في الظلام, ونأنس لأنوار القطار ويدركنا التعقل, ومع دخان السيجارة التي نشعلها يسود منطق الأمان وأسبابه, إذا لم يكن هذا هو قطارنا فنحن علي الأقل نسافر فيه ونركبه, ركبناه وانتهي الأمر, تأخر الوقت علي الاختيار أو فات, ونقول لأنفسنا: لننتظر ما تأتي به الأيام, وهكذا نقف في انتظار ما لا ندريه, والانتظار رعب رعيب إذا كان انتظارا لما لا نعرفه.
ماذا تفعل لا قدر الله إذا وقعت في حال كهذه الحال؟ ماذا تفعل إذا أحسست أنك تائه منذ ميلادك؟ وما أكثر الأسئلة التي يجهل الإنسان جوابها.
احمد بهجت
تشبه الحياة رحلة في قطار, ويستقل الإنسان القطار عندما يولد, ومن الثابت علميا أن الأطفال لا يرون عند ميلادهم جيدا, في البداية يرون بقعا لونية وهالات من الضوء, ووسط اللون والضوء يعشي البصر, وإذن يمكن أن يستقل الإنسان القطار الخطأ وهو لا يدري, وتضوي مصابيح القطار مثل علامات نارية والقطار يغوص في جوف الليل, وتمر الأيام ويجيء يوم, وينظر الإنسان داخل نفسه وداخل القطار وخارجه, فيري نفسه غريبا يركب قطارا غريبا, يجري به وسط كون غريب, ثمة فراغ لا نهائي يفتقر إلي المعني
وتنخلع عن الأشياء معانيها كالأقنعة, وتتبدي ملامح العبث, البيت الذي أسسناه فوق الركام البركاني الهادئ, والعمل الذي ظننا أننا اخترناه وربطنا أنفسنا بالسلاسل في ساقيته, والأصدقاء الذين أحببناهم, والأعداء الذين حاربناهم, الأهل والأصدقاء والأولاد والزوجة, فجأة يملؤنا إدراك أننا ركبنا القطار الخطأ, ومع صدمة الاكتشاف, ويقظة الوعي, وأحزان الوحدة يفكر الإنسان في أن يقفز من القطار, ويخرج إلي السهول والحقول حيث لغة النجوم واسرارها المهموسة
ويبدو الليل خارج القطار مثل قفزة في الظلام, ونأنس لأنوار القطار ويدركنا التعقل, ومع دخان السيجارة التي نشعلها يسود منطق الأمان وأسبابه, إذا لم يكن هذا هو قطارنا فنحن علي الأقل نسافر فيه ونركبه, ركبناه وانتهي الأمر, تأخر الوقت علي الاختيار أو فات, ونقول لأنفسنا: لننتظر ما تأتي به الأيام, وهكذا نقف في انتظار ما لا ندريه, والانتظار رعب رعيب إذا كان انتظارا لما لا نعرفه.
ماذا تفعل لا قدر الله إذا وقعت في حال كهذه الحال؟ ماذا تفعل إذا أحسست أنك تائه منذ ميلادك؟ وما أكثر الأسئلة التي يجهل الإنسان جوابها.