-
دخول

عرض كامل الموضوع : الدردري


abdasayed
12/03/2008, 17:17
دفاعاً عن عبدالله الدردري
يكثر الهجوم هذه الأيام على عبدالله الدردري رغم كل الجهود الخيرة التي يبذلها لخدمة الوطن، إذ يعتبره البعض أنه يخدم قيام نموذج رأسمالي ليبرالي عولمي متوحش في سورية، ويبالغ البعض في اتهامه إلى حد اعتباره بأنه ظاهرة صوتية تعرف كيف تخلق الضجيج الفارغ إلى حد أن البعض قد سماه ب "عبدالله الثرثري"، من ثرثرة، والثرثرة هي الكلام الأجوف. وبالتالي فقد ظلموه، فليس من العيب أن يكون لسان الفرد زرباً، وفي كلامه حلاوة، حتى لو كان يبيع الأوهام.
والدردري لا شك حزين لذلك، إذ يبدو أن الهجوم أصبح واسعاً وشعبياً، فقد أصبح الرجل رمزاً للسياسات الاقتصادية التي تصب في صالح الأغنياء على حساب الفقراء والمعادية جداً للجانب الاجتماعي في السياسة الاقتصادية، إلى درجة أن أوراقه قد احترقت، وقطعت حلمه بالتسلق على سلم رئاسة الوزارة بعد أن أصبح في الدرجة ما قبل الأخيرة، وقد حلم بذلك ليال كثيرة وروج لها كثيراً، وربما حلم بما هو أعلى من ذلك، من يدري، لذلك نحن نتضامن معه في محنته وسنكشف لكم عن الجوانب النافعة جداً في القرارات التي اقترحها، ونعتقد أن فيها فوائد كثيرة غير منظورة، سواء سعيه لإلغاء دعم أسعار المحروقات والدعم عموماً أو مجمل سياسته الليبرالية الحكيمة.
أولاً نود القول أن الأفكار التي يقترحها على الحكومة والوزارات ليست من صنعه، بل هي أفكار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبقية جوقة المؤسسات الليبرالية، وبالتالي هو لا يتحمل وزرها، فناقل الكفر ليس بكافر، ولكن البعض يسميه بناقل المرض، وهذا ظلم.
وفي جميع الأحوال فإن السياسات والقرارات التي يقترحها لها فوائد جمة، فهي ستقسم المجتمع السوري إلى غالبية عظمى فقيرة وأقلية صغيرة غنية تحتكر الثروة، ومع إلغاء الدعم رفع أسعار الطاقة وعدم زيادة الأجور سيكون من الصعب على الفقراء استهلاك الكهرباء أو المازوت أو الكاز، وسيكون لذلك منعكسات عظيمة على الاقتصاد والعباد يصعب حصرها، ولكن إليكم بعضها وسنترك لكم أن تتصوروا بعضها الآخر:
رفع أسعار المازوت والغاز المنزلي والكهرباء وإلغاء سياسة الدعم وعدم زيادة الأجور والرواتب كي لا تضعف القدرة التنافسية للصادرات السورية التي يصدرها الأغنياء، سيدفع الفقراء للعودة لاستعمال الحطب للطبخ والتدفئة وسيعود الناس للاهتمام بهذه المصادر، وستعود النساء لجمع مخلفات الزراعة و سيعود الرجال للذهاب إلى التحطيب وقطع أشجار الغابات والأحراش التي نمت خلال العقود الأربعة الماضية بطريقة مزعجة، وسيعودوا لاستعمال روث الحيوانات وبقايا الزراعات، ويعود الزمن الجميل لإشعال نار الحطب والجلوس أمام الموقد وتذوق طعامه الطيب الذي يتفوق كثيراً على طعام الطباخ الذي يعمل على الكاز أو الغاز أو الكهرباء.
أيضاً رفع أسعار الكهرباء مع الفقر ستجعل مطابخ بيوت الفقراء تخلو من الكثير من أدوات الكهرباء مثل فرامات اللحم وخلاطات الفواكه والمايكرويف والتلفزيون والراديو والمسجلة والغسالة وغيرها وسيوفر هذا على الأسرة الكثير من النفقات من جهة، وسيوفر على الاقتصاد الوطني الكثير من المستوردات التي ستعزز الميزان التجاري وميزان المدفوعات وستجد الدولة لديها الكثير من النقود التي لا تعرف ما تفعله بها فتتشجع لدعم المستثمرين والمصدرين بالمال.
ولضيق ذات اليد، ستعود النساء الفقيرات لصناعة "المونة" في البيت فيصنعوا الحبوب كالبرغل والعدس والحمص والفول ويجففوا الخضار ويصنعوا المخلللات والمربيات وغيرها، بل ستعود النساء الفقيرات إلى الطحن والعجن في البيت والخبز على التنور والغسيل باليد، وستعود للفقراء الأجواء الرومانسية أيام زمان، فلا يعودوا بحاجة لمشاهدة برامج أيام زمان في التلفزيون مثل "مسلسل باب الحارة" لأن أيام زمان ستعود إليهم. وكل هذا سيعيد لنسائهم المباهج التي تمتعت بها الجدات، وستعود لهن مهارتهن ورشاقتهن فيتخلصن من الكسل والسمنة وأمراضها ومن برامج الريجيم وأدوية الريجيم التي تكلفنا كثيراً، وستكون مقاساتهن أنحف وثيابهن أوفر. وستهتم النساء برتق الثياب القديمة بعد أن كانت ترميها في الزبالة وهذا يوفر على الأسرة وينظف البيئة ويجعلنا نستهلك أقل ونستورد أقل وهذا يناسب خزينة الدولة يوازن الحساب الجاري وحساب المدفوعات رغم أن التجار لا يحبذونه لأنه يقلص السوق ويقلل من أرباحهم.
ومن النتائج الإيجابية لرفع سعر المازوت وإلغاء دعم الزراعة أن الزراعة البلاستيكية ستتوقف وسيتوقف تبريد الفواكه، وهي ضارة بالصحة والبيئة وتسبب أمراض السرطان وتضيّق الشرايين، وستنقطع الخضار والفواكه خلال عدد من شهور السنة كما كان أيام زمان، وستعود لنا مشاعر الشوق لها فنفرح بها كل سنة في الموسم ونقول لدى تذوقها لأول مرة "الحمد لله عشنا وذقنا من جديد". هذه الكلمة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة، إضافة إلى توفير كميات كبيرة من المياه، وقد أصبحت سوريا مهددة بشح المياه بسبب الاستجرار الجائر للزراعة وللنظافة. وحتى زيادة النظافة أمر غير مستحب، إذ تضعف مقاومة الجسم ويصبح أكثر اعتماداً على الأدوية، وفي كل هذا تكاليف وأعباء مالية واستيراد وبالتالي فإنني أذكّر الأستاذ الدردري، إن كان قد نسي، أن يقترح رفع سعر الماء والأدوية فلذلك فوائد جمة أيضاً.
وربما الأهم من كل ذلك هو أن الحب سيعود للأسرة الفقيرة لأسباب كثيرة، فالمرأة ستعود للانشغال طوال اليوم، ولن يكون لديها وقت للمطالب الكثيرة والنقار مع الزوج، وفي المساء سيعود الزوج منهكاً وليس له قدرة على الرد على زوجته المحتقنة بسبب عذابات النهار، وفي المساء لن يجلس أفراد الأسرة بجانب بعضهم البعض ينظرون إلى التلفاز دون أية كلمة كما هو اليوم، بل ستعود الأسرة الفقيرة لتتحلق حول الموقد شتاءاً (لأن مدافئ المازوت ستختفي) وستعود الأسرة الفقيرة للجلوس على سطح المنزل أو في أرض الدار صيفاً أو أمام المنزل تتحدث مع بعضها ومع جيرانها وتروي القصص والحكايا عن عنترة العبسي وتغريبة بني هلال والملك الظاهر وألف ليلة وليلة، وكل هذا يخلق الإلفة التي افتقدتها الأسرة بسبب التلفزيون والفضائيات ومن بعده الإنترنت الكريه فهو بوابة الغزو الثقافي لعقولنا ولموروثاتنا. فتصوروا كيف سيكون مجتمعنا بمأمن من تأثيرات الثقافات الاستعمارية الوافدة عبر التلفزيون والإنترنت وما تحتويه من تخريب للذوق والأخلاق الحميدة. بل تصوروا فوائد اختفاء الهواتف والموبايلات مرتفعة التكاليف من بيوت الأسر الفقيرة، إذ سيعود المحبون لكتابة الرسائل المعطرة والمرور من تحت الشباك، بدلاً من الحديث عبر الهاتف وإرسال الرسائل القصيرة والنغمات والأغاني وهي عبء على ميزانية الأسرة. وكل هذا سيؤدي إلى عودة الزمن الجميل وسيعود الشعراء والزجالون وعازفو الرباب والطبل أيضاً.
وبالتالي فالسياسة التي يدعوا إليها الدردري هي في صالح الفقراء ولكن من حيث لا يدرون، لأنه يريد أن تعود سعادة الحياة البدائية التي ذكرناها لكم للفقرء فقط بينما سيبقى الأغنياء يعيشون في حياة مصطنعة حيث تضوي الكهرباء في بيوتهم وتمتلئ منازلهم بالكثير من الآلات والأدوات ويستهلكوا الكثير من السلع مما يضر بالصحة ويتعودوا على الكسل فتهرم أجسامهم بسرعة. إذاً إن السياسات التي يقرحها الدردري هي في الحقيقة ضد الأغنياء وليست لصالحهم كما يتهمونه.
مسألة هامة أخيرة وهي أن من فوائد سياساته التي يقترحها وفق طريقة البنك الدولي، والتي ستقسم المجتمع إلى غالبية عظمى فقيرة سعيدة وأقلية صغيرة غنية تعيسة، هي أن الفئة الغنية ستعود لتكون واجهة سوريا المستقبلية أمام العالم، وسيكون لسوريا ممثلين من أبناء "الذوات" الأغنياء الذين "ببيضوا الوش" ويريحونا من أبناء الفقراء الذين غزوا المدن "وريفوها" ومثلوا سوريا على مدى أربعة عقود مضت و"بهدلونا"، إذ تصوروا كيف يظهر هؤلاء "الفولجير" الشعبيون المبهدلون ممثلين لسوريا في المحافل الدولة، والأفضل الآن لهم أن يعودوا إلى قراهم ليعملوا في الزراعة كي يطعموا المدن، كما كان في الزمن الجميل السابق، ويمكن أن يبقى منهم من اغتنى وانضم إلى النخب الثرية التعيسة، فهذا فقط مرحب به في المدن.
الحقيقة يمكن أن نعدد لكم مسائل كثيرة لا تحصى وكلها لم تخطر لكم على بال، وسنكون كما الناقد الأدبي الذي يجد في قصائد شعر الدردري معانٍ لم يكن يعلم بها هو ذاته.
واليوم إذ يتهدد الدردري انكسار أحلامه يجب أن نقف معه معزين متضامنين، وندعوكم للتضامن معه، ولكن عزاؤنا هو أن الدردري قد حقق في زمانه أكثر مما كان يحلم بألف مرة، وأخذ فرصة لا تصح إلا في سورية، وهو سيذهب ضاحكاً، وعزاؤنا أن النقد الذي يوجه له بل وحتى الشتيمة لا تؤثر فيه، بل هو يسعد بها، فهو يريد أن يكون حاضر دائماً في وسائل الإعلام، سواء بالتي هي أحسن أم أسوأ لا يهم، وهو لن يعدم وسيلة للظهور فشعاره (ارتفع ولو على خازوق).
ولكن ما يعزينا هو أن الدردري ورغم الهجوم فهو لا يستسلم، فها هو يكثر من الحديث عن التشاركية واقتصاد السوق الاجتماعي ويستبدل عدالة توزيع الدخول بعدالة توزيع الفرص، وهذه بدعة جديدة استوردها من صندوق النقد، ويكثر من نشر الأرقام المزوقة عن نجاحات الإصلاح الاقتصادي وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وانخفاض معدلات البطالة إلى أقل من مستوياتها في بلدان أوروبا المتقدمة، وكل هذا يرفع لدينا الأمل باستمراره رغم أن البعض يشكك بأرقامه من جهة، ويزعم أن الناس لم يلمسوا سوى غلاء الأسعار وازدياد التهريب والتهرب وازدياد الجريمة في مسعى للإساءة إلى هذا الرجل المسكين. ونحن مسرورون لأنه بذكائه يحاول أن يطيل بقاءه في الكرسي عبر اختراع مهام "خلبية" جديدة له مثل الإصلاح الاقتصادي وأخيراً يهتم بالإصلاح الإداري، وخاصة بعد أن سمع السيد الرئيس يشدد على الإصلاح الإداري. ونحن مثله لا تهمنا هذه الإصلاحات بل يهمنا أن يستمر هو وتستمر سياساته ونأمل أن ينجو هذه المرة أيضاً.
لكل ما تقدم فإننا نناشد المسؤولين ألا يتركوا الدردري يفلت ويذهب إلى بلدان أخرى لينفعها بدرره الثمينة، بل أن يحتفظوا به عندنا كي يعيدنا إلى الزمن الجميل الذي افتقدناه كثيراً.
جماعة دعم عبدالله الدردري

MadMax
12/03/2008, 20:14
لكل ما تقدم فإننا نناشد المسؤولين ألا يتركوا الدردري يفلت ويذهب إلى بلدان أخرى لينفعها بدرره الثمينة، بل أن يحتفظوا به عندنا كي يعيدنا إلى الزمن الجميل الذي افتقدناه كثيراً.
جماعة دعم عبدالله الدردري
بهالناحية .... طمن بالك ... و حط رجليك بمي باردة
لا الدردري رح يفكر يفرقنا ......و ان فكر ..... ما رح يلاقي جهة تستقبلو
وضعو بذكرني تماماً بوضع السنيورة أيام رفيق الحريري ..... كانو يتمسخروا عليه و يسموه معبودة الجماهير
بعدين بين ليلة و ضواحيها ( على قولة زياد ) صار رئيس حكومة لبنان .....و صار الممثل الشرعي لأكثرية الشعب اللبناني

يعني لا تستغرب أنو الدردري يكون الو مستقبل كبير بهالبلد