roclan
03/03/2008, 20:31
لعلها تكون واحدة من أكثر المشاكل التي تعكّر صفو حياتنا، فبكاء الأطفال الصغار وغضبهم يثيران حفيظة الآباء وينشران التوتر في أركان البيوت الهادئة، والمشكلة تكون أكثر تفاقمًا حينما يكون هذا الغضب غير مبرر من جانب الطفل، أو حينما يعجز الأهل عن كيفية التعامل معه. صحيفة التايمز اللندنية فتحت هذا الملف بطريقة علمية، وعرضت أبعاد هذه المشكلة وكيفية التعامل معها، ويشتمل التقرير على تفاصيل سلوكية دقيقة من الحياة اليومية لأطفالنا، وكيف يمكننا التعامل معها، فبينما تعد دموع الصغير ونوبات الغضب شيئًا محزنًا، فإنه نوع من السلوك الضروري لتعلم النمو. فإذا لم يكن طفلك الصغير يغضب ويتعلم كيف يتعامل مع غضبه في مرحلة مبكرة، فسوف يجد الأمر أكثر صعوبة في التعبير عن مشاعره الحقيقية والسلوك بشكل ملائم عندما يكبر.
ولا شك في أن الصغار فيما بين الثانية والثالثة من أعمارهم يعتبرون تحديًا كبيرًا جدًا. فإن الخبر الجيد هو أنه بمرور الزمن وبلوغ صغيرك السنة الثانية يصبح قادرًا على التأقلم مع السلوك ومعرفة حدوده، ومن خلال مساعدتك له يمكنه أن يبدأ في السيطرة على انفعالاته.
إن الطفل في هذا العمر يتعلم كثيرًا من خلال الاستثارة، لذلك فسوف يتعلم السلوك من كل شخص يعيش حوله، ولكن أكثر من يتعلم منهم هو أنت. إنه الوقت المناسب كي تخلق أنواع السلوك التي تريد أن تراها في صغيرك.
إن اتجاهك في إدارة سلوك صغيرك يتأثر بخبرتك أنت في النظام والعقاب، أم عدم وجودها. حيث يجد بعض الآباء أن تلك الفكرة مملة وروتينية لأنهم لا يفضلونها، بينما يكون الآخرون على استعداد لتنفيذها حيث لا يكون هناك مجال للمرونة. ولكن حدود السلوك هي أكثر من عنصر تحكم الوالدين في الصغير. فهم مرحلة مهمة في فهم الصغير لما هو صواب وما هو خطأ.
حيث أنك تساعده على أن يبدأ في تعلم الاستجابة بشكل صحيح في المواقف الاجتماعية الأخرى. إن تشكيل السلوك ليس تقييد سلوك صغيرك بل هو مساعدتك له على تعلم المهارات التي ستساعده على تكوين أصدقاء، ويكون مقبولاً اجتماعيًا، ومساعدته على التكامل مع العالم الكبير.
ألف باء السلوك
ما الذي يجعلنا نتصرف بالطريقة التي نتصرف بها؟ هناك العديد من النظريات، ولكن من الشائع أن كل شيء نفكر فيه ونفعله هو سلوك متعلم من خلال الخبرة، والناس والأحداث في حياتنا. وإن الكثير من السلوك المتعلم له جذوره في سنوات الصغر، والذي يتكون عندما يبدأ المخ لأول مرة في تكوين شبكته الخاصة من الاستجابات المتعلمة، ويبني معتقداته التي توجه سلوكه المستقبلي.
فالسلوك لا يقع فقط. فلا بد له من سبب يستثير أثر. وهذا يعتبر مفيدًا جدًا للوالدين من أجل التذكر، لأنه من السهل أن تتجنب سبب سلوك صغيرك غير المرغوب في المقام الأول أكثر من محاولة تغييره ( مثل نوبة الغضب). ويسمي علماء النفس هذا اتجاه آلف باء.
في المرة القادمة التي يصاب فيها صغيرك بنوبة غضب، اسأل نفسك. ما الذي أثار الغضب لديه؟ سبب أو خبرة ماضية. كيف كان رد فعلك تجاه صغيرك؟ السلوك. ماذا حدث كنتيجة لذلك؟ العاقبة، الاستجابة أو الناتج.
إجابة السؤال الثالث هي استجابتك إلى السلوك، بالإضافة إلى ما حدث لطفلك كنتيجة لسلوكه.
ها هو مثال لألف باء السلوك لصغير يبلغ من العمر عامان ونصف:
السبب: الأم لوسي تسأل غريس عن الفستان التي تريد أن ترتديه. السلوك: ترفض غريس كل فستان تعرضه عليها. النتيجة: تفقد لوسي صبرها وتختار لجريس بنفسها. وترفض غريس أن تلبس وتنتابها نوبة غضبة شديدة.
من السهل على لوسي أن تركز على النتيجة ( رفض غريس وغضبها) وتفكر أنها تحتاج إلى أن تعمل على تغيير ذلك، ولكن من خلال استخدام اتجاه آلف باء، يمكنها أن تنظر إلى ما حدث في الحال قبل نوبة الغضب. إن السبب الحقيقي هو تقديم أكثر من خيار لغريس، والذي أثار الإحباط وصعوبة غريس في التعامل مع أحاسيسها، كما أن عدم صبر لوسي كان مساعدًا أيضًا.
إن تجنب المشكلة لا يعني أنك تنقاد لصغيرك. حيث أن الأطفال في هذه السن ما زالوا في حاجة إلى مساعدة الكبار في إدارة سلوكهم. إن الفرص القليلة التي تقدم لصغيرك لن تصبح بالضرورة محزنة له، حيث ستعلم سريعًا أنماط السلوك الإيجابي ومن المحتمل أن يتلاشى سلوكه غير المرغوب. وإذا تكرر السلوك مرات ومرات، يصبح استجابة مشروطة يصعب تغييرها.
العواقب
عند تشكيل سلوك صغيرك فإنه سيحتاج إلى فهم أنه سوف يكون هناك عواقب سيئة إذا لم يفعل كما طلب منه، وأن هناك عاقبة حسنة إذا فعل ما طلب منه. وما يساعد على رؤية المشكلات قبل وقوعها هو التأكد من أن الصغير لديه فكرة واضحة عن توقعاتك. حيث أن مخ الصغير يحتاج إلى تعليمات واضحة وبسيطة.
حاول أن تستخدم كلمات مثل "إذا و ثم" أو " عندما و بعد ذلك" من أجل يفهم الصغير السبب والنتيجة لسلوكه. فعلى سبيل المثال تقول له "إذا ظللت تصرخ فلن تذهب إلى الحديقة". "عندما تكون لطيفًا مع أختك، فسوف يمكنك اللعب معها". سيكون صغيرك في حاجة إلى أن تكون العواقب بسيطة جدًا وحالية، حيث أنه لن يمكنه الربط بين السبب والنتيجة لو تأخرت النتيجة أو العاقبة. فالعاقبة السيئة التي تمثل شيئًا قد يحدث في وقت بعيد، مثلاً لن آخذك إلى محل اللعب، أو لن تأتي مع ماما.
أما النتيجة أو العاقبة الحسنة فعادة تكون أكثر فعالية وسوف تتضمن شيئًا سيعطى، مثل اللعب بالدب، أو أن تحكي له قصة جميلة وقت النوم، إذا فعل كما تطلب منه. ويجب أن تكون العواقب التي تستخدمها معه شيئًا بسيطًا مفضلاً وليس الحلوى أو الهدايا.
وعندما تقرر عاقبة فيجب أن تمضى في تنفيذها وتكون صارمًا وإلا ستصبح عديمة الفائدة. فيجب أن تظهر لطفلك أنك جاد بخصوص ما وضعته من حد، وأنه إذا تخطى ذلك الحد، فإن سلوكه لن يكون مقبولاً. وإذا ثار غاضبًا أو عدوانيًا فتجاهل ذلك، وتذكر أنه سوف يكبر ويتخطى تلك المرحلة في وقت قصير. ومهما كانت أفعاله واستجابته استمر في التعامل معه باحترام.
ولا شك في أن الصغار فيما بين الثانية والثالثة من أعمارهم يعتبرون تحديًا كبيرًا جدًا. فإن الخبر الجيد هو أنه بمرور الزمن وبلوغ صغيرك السنة الثانية يصبح قادرًا على التأقلم مع السلوك ومعرفة حدوده، ومن خلال مساعدتك له يمكنه أن يبدأ في السيطرة على انفعالاته.
إن الطفل في هذا العمر يتعلم كثيرًا من خلال الاستثارة، لذلك فسوف يتعلم السلوك من كل شخص يعيش حوله، ولكن أكثر من يتعلم منهم هو أنت. إنه الوقت المناسب كي تخلق أنواع السلوك التي تريد أن تراها في صغيرك.
إن اتجاهك في إدارة سلوك صغيرك يتأثر بخبرتك أنت في النظام والعقاب، أم عدم وجودها. حيث يجد بعض الآباء أن تلك الفكرة مملة وروتينية لأنهم لا يفضلونها، بينما يكون الآخرون على استعداد لتنفيذها حيث لا يكون هناك مجال للمرونة. ولكن حدود السلوك هي أكثر من عنصر تحكم الوالدين في الصغير. فهم مرحلة مهمة في فهم الصغير لما هو صواب وما هو خطأ.
حيث أنك تساعده على أن يبدأ في تعلم الاستجابة بشكل صحيح في المواقف الاجتماعية الأخرى. إن تشكيل السلوك ليس تقييد سلوك صغيرك بل هو مساعدتك له على تعلم المهارات التي ستساعده على تكوين أصدقاء، ويكون مقبولاً اجتماعيًا، ومساعدته على التكامل مع العالم الكبير.
ألف باء السلوك
ما الذي يجعلنا نتصرف بالطريقة التي نتصرف بها؟ هناك العديد من النظريات، ولكن من الشائع أن كل شيء نفكر فيه ونفعله هو سلوك متعلم من خلال الخبرة، والناس والأحداث في حياتنا. وإن الكثير من السلوك المتعلم له جذوره في سنوات الصغر، والذي يتكون عندما يبدأ المخ لأول مرة في تكوين شبكته الخاصة من الاستجابات المتعلمة، ويبني معتقداته التي توجه سلوكه المستقبلي.
فالسلوك لا يقع فقط. فلا بد له من سبب يستثير أثر. وهذا يعتبر مفيدًا جدًا للوالدين من أجل التذكر، لأنه من السهل أن تتجنب سبب سلوك صغيرك غير المرغوب في المقام الأول أكثر من محاولة تغييره ( مثل نوبة الغضب). ويسمي علماء النفس هذا اتجاه آلف باء.
في المرة القادمة التي يصاب فيها صغيرك بنوبة غضب، اسأل نفسك. ما الذي أثار الغضب لديه؟ سبب أو خبرة ماضية. كيف كان رد فعلك تجاه صغيرك؟ السلوك. ماذا حدث كنتيجة لذلك؟ العاقبة، الاستجابة أو الناتج.
إجابة السؤال الثالث هي استجابتك إلى السلوك، بالإضافة إلى ما حدث لطفلك كنتيجة لسلوكه.
ها هو مثال لألف باء السلوك لصغير يبلغ من العمر عامان ونصف:
السبب: الأم لوسي تسأل غريس عن الفستان التي تريد أن ترتديه. السلوك: ترفض غريس كل فستان تعرضه عليها. النتيجة: تفقد لوسي صبرها وتختار لجريس بنفسها. وترفض غريس أن تلبس وتنتابها نوبة غضبة شديدة.
من السهل على لوسي أن تركز على النتيجة ( رفض غريس وغضبها) وتفكر أنها تحتاج إلى أن تعمل على تغيير ذلك، ولكن من خلال استخدام اتجاه آلف باء، يمكنها أن تنظر إلى ما حدث في الحال قبل نوبة الغضب. إن السبب الحقيقي هو تقديم أكثر من خيار لغريس، والذي أثار الإحباط وصعوبة غريس في التعامل مع أحاسيسها، كما أن عدم صبر لوسي كان مساعدًا أيضًا.
إن تجنب المشكلة لا يعني أنك تنقاد لصغيرك. حيث أن الأطفال في هذه السن ما زالوا في حاجة إلى مساعدة الكبار في إدارة سلوكهم. إن الفرص القليلة التي تقدم لصغيرك لن تصبح بالضرورة محزنة له، حيث ستعلم سريعًا أنماط السلوك الإيجابي ومن المحتمل أن يتلاشى سلوكه غير المرغوب. وإذا تكرر السلوك مرات ومرات، يصبح استجابة مشروطة يصعب تغييرها.
العواقب
عند تشكيل سلوك صغيرك فإنه سيحتاج إلى فهم أنه سوف يكون هناك عواقب سيئة إذا لم يفعل كما طلب منه، وأن هناك عاقبة حسنة إذا فعل ما طلب منه. وما يساعد على رؤية المشكلات قبل وقوعها هو التأكد من أن الصغير لديه فكرة واضحة عن توقعاتك. حيث أن مخ الصغير يحتاج إلى تعليمات واضحة وبسيطة.
حاول أن تستخدم كلمات مثل "إذا و ثم" أو " عندما و بعد ذلك" من أجل يفهم الصغير السبب والنتيجة لسلوكه. فعلى سبيل المثال تقول له "إذا ظللت تصرخ فلن تذهب إلى الحديقة". "عندما تكون لطيفًا مع أختك، فسوف يمكنك اللعب معها". سيكون صغيرك في حاجة إلى أن تكون العواقب بسيطة جدًا وحالية، حيث أنه لن يمكنه الربط بين السبب والنتيجة لو تأخرت النتيجة أو العاقبة. فالعاقبة السيئة التي تمثل شيئًا قد يحدث في وقت بعيد، مثلاً لن آخذك إلى محل اللعب، أو لن تأتي مع ماما.
أما النتيجة أو العاقبة الحسنة فعادة تكون أكثر فعالية وسوف تتضمن شيئًا سيعطى، مثل اللعب بالدب، أو أن تحكي له قصة جميلة وقت النوم، إذا فعل كما تطلب منه. ويجب أن تكون العواقب التي تستخدمها معه شيئًا بسيطًا مفضلاً وليس الحلوى أو الهدايا.
وعندما تقرر عاقبة فيجب أن تمضى في تنفيذها وتكون صارمًا وإلا ستصبح عديمة الفائدة. فيجب أن تظهر لطفلك أنك جاد بخصوص ما وضعته من حد، وأنه إذا تخطى ذلك الحد، فإن سلوكه لن يكون مقبولاً. وإذا ثار غاضبًا أو عدوانيًا فتجاهل ذلك، وتذكر أنه سوف يكبر ويتخطى تلك المرحلة في وقت قصير. ومهما كانت أفعاله واستجابته استمر في التعامل معه باحترام.