-
دخول

عرض كامل الموضوع : مرض الأذكياء والمثقفين يصيب أكثر من مليار إنسان حول العالم


roclan
01/03/2008, 19:08
ظهرت أمراض مختلفة نتيجة لتقدم المجتمعات وتطورها وتسارع الحياة المصاحب لها ومن هذه الأمراض الاكتئاب المسمى بمرض العصر حيث أطلق المراقبون وصف مرض العصر على الاكتئاب النفسي بسبب الانتشار المتزايد لهذا المرض في كل مجتمعات عصرنا الحالي بصورة غير مسبوقة ، ويؤكد مدى تجذر الاكتئاب الأرقام التي وردت في تقارير منظمة الصحة العالمية والتي تشير إلى أن 7 % من سكان العالم يعانون الاكتئاب ، وتشير إحصائيات حديثة إلى أن 18 – 30 % من البشر يصيبهم الاكتئاب في فترة من فترات حياتهم ، بمعنى أن كل واحداً من ثلاثة قد يصاب بالاكتئاب ، ويعني أيضاً إلى أن أكثر من مليار إنسان في العالم يعاني من الاكتئاب ، طرحنا هذه الظاهرة النفسية على علماء النفس والأجتماع، فتحدثوا حول الأشخاص المصابين بالاكتئاب وكيفية التعامل معهم، وأثر البعد الروحي في هذا السياق.

ما هو الاكتئاب؟!

الاكتئاب هو مرض الأذكياء والمثقفين ، وكذلك فهو مرض هؤلاء الذين لم يعرف الشر طريقه إلى قلوبهم ، وهو مرض نفسي مزمن وشامل، يؤثر على جسم الإنسان ومزاجه وأفكاره، ويعتبر من المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمعات الحديثة، وأحيانا لا يتناسب مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض.

أستاذ علم النفس في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الحباشنة يقول: إن هناك مجموعة استعدادات للاكتئاب مشيرا الى أن هناك موصلات للسعادة تكون مؤهلة أن تقل٬ّ أو قد تكون قليلة عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مضيفا أن الخبرات الصادمة المتتالية قد تشكل حالة من خيبة الأمل، أو أن خبرات الحياة القديمة كفقدان احد الوالدين أو شخص مقرب كلها أسباب تؤدي للاكتئاب بالإضافة الى الإساءة الجسدية والتعرض لحالات حرمان في الطفولة، كما أن التفكير غير السليم يؤدي الى الاكتئاب، كما يؤدي بعد الشخص عن الناس لفترة معينة وانعزاله عنهم وقلة اهتمامه بمحيطه ووحدته إلى حدوث اكتئاب.

أنواع الاكتئاب

ولمرض الاكتئاب عدة أنواع بحسب الدكتور محمد الحباشنة منها الاكتئاب المتكرر، واكتئاب ما بعد النفاس، واكتئاب الأطفال، والاكتئاب الموسمي، والاكتئاب الداخلي وغيرها من أنواع الاكتئاب، ويصيب الاكتئاب من النساء بنسبة ثلاثة أضعاف ما يصيب من الرجال.
والأبحاث الجديدة أكدت أن مرض الاكتئاب يحدث نتيجة لاضطراب نسبة المعادن في الجسم، ولقد وجد أن جسم الفرد المكتئب يحتفظ بكمية صوديوم تزيد 50% عن الشخص الطبيعي، وباستعمال عقار " الليثوم" ـ وهو من المعادن التي تعيد للصوديوم توازنه في الجسم٬ فإن مرض الاكتئاب لا يرتد مرة أخرى، ولهذا يستعمل هذا العقار في الوقاية من مرض الاكتئاب.

وبين الحباشنة أن من أعراض الاكتئاب المزاج المنخفض طيلة الوقت وقلة المتعة بالأمور المعتاد عليها، كما يؤدي الاكتئاب الى حدوث اضطرابات في النوم والشعور بالتعب والإرهاق بشكل دائم، والشعور بالذنب، وانكسار النفس وهبوط الروح المعنوية، وتدني القدرة على التفكير والتركيز، وتكرر فكرة الموت والانتحار عند المريض (محاولة الانتحار).

وعن الانتحار يقول الحباشنة إن الشخص المكتئب شخص مدرك للأمور لكن إدراكه يكون مشوها٬ مشيرا الى انه وصل الى مرحلة مزاجية ـ نتيجة اضطراب كيماوي ـ مقتنع فيها أن لا فائدة من وجوده وان الحياة عديمة الفائدة، موضحا أن حالات الانتحار في العالم الإسلامي قليلة لوجود الوازع الديني.

واجب المجتمع تجاه المكتئب

وعن واجب المجتمع تجاه الشخص المريض أكد الحباشنة أن على كل من يتعامل معه التعاطف مع حالته كون مرضه أصيلا، مشيرا الى ضرورة الاهتمام بمرضى الاكتئاب وعدم اتهامهم بأنهم بعيدون عن الدين وعن الله لان هذا يزيد من اكتئابهم وبعدهم عن الله .
وكون مرض الاكتئاب ثاني أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بعد أمراض القلب يؤكد الحباشنة أن على المريض التوجه للطبيب النفسي وعلى الأهل عدم الإيمان بالترهات والتوجه للطبيب فهو اعلم الناس بحالة مريض الاكتئاب، موضحا أن هذا المرض قابل للشفاء.

الإديان والغذاء الروحي يعالج الاكتئاب

من جهته يشير الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني الى أن أصل الانتحار حرام في جميع الأديان وهو جريمة والمكتئب في اغلب الأحيان عاقل وهو مسؤول ويحاسب٬ إلا أن الاكتئاب درجات٬ فمنه ما يسيطر على العقل فلا يثنيه عن الانتحار وهنا يطبق عليه قول الرسول "رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتّى يحتلم، وعن المجنون حتّى يفيق، وعن النائم حتّى يستيقظ".

وأكد الكيلاني أن على المجتمع رعاية المكتئب وعدم تركه وحيدا مشيرا الى أن هذا الشخص المريض إذا تأزمت حالته وأصبح كثير التفكير بالانتحار وجب نقله الى مركز صحي مختص كي يعالج من هذا المرض النفسي حتى لا يؤذي نفسه.

كما وأوضح الكيلاني أن الأديان تعالج الاكتئاب، فالإسلام مثلاً يشير الى أن كل مصيبة جعل الإسلام لها حلا قائلا إن الإيمان هو البلسم والعلاج الواقي لكافة الأمراض مشيرا الى أن الإيمان الصادق يجعل الإنسان شاكرا لله تعالى ولا يستسلم للأحزان.
وأوضح الكيلاني أن ضعف الإيمان وعدم زرع الوازع الديني هو الذي يجعل الإنسان ضعيفا أمام الأحزان أما التربية الإيمانية السليمة فهي تساعد على تبديد الأحزان مشيرا الى ان الصلاة هي الحل الأمثل للسكينة والراحة النفسية.
كما عرج الكيلاني على نقطة أخرى مهمة في معالجة الاكتئاب وهي المجتمع العائلي المترابط حيث قال "إذا كان مجتمع العائلة مترابطا ومتراحما فهذا يخفف على الإنسان حزنه، وأكد أن العبء الأساسي يقع على الأسرة التي من واجبها التخفيف عليه".