roclan
28/02/2008, 21:50
مرض الصرع من الأمراض التي حيرت الباحثين، لكن معرفتهم به تتطور باستمرار، حيث ظهرت أدوية أكثر فائدة وتحسنت تقنيات الكشف عنه بكثير، كما توصل الأطباء إلى طرق جديدة في الجراحة، وفتح باب الأمل في الأبحاث الخاصة بعلاقة هذا المرض بالوراثة، والصرع مشكلة صحية عصبية تتجلى بوساطة النوبات والأزمات الصرعية الناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون في حالة تهيج مفرطة يمكن تشبيهها بعاصفة كهربائية، وينتج عن هذه النوبة حركات وحالة خارجة عن إرادة المصاب. ويمكن أن يستمر هذا المرض لأشهر أو يبقى مدى الحياة مع انقطاع لمدة عشر سنوات في المعدل، ويشفى 50% من الأطفال المصابين بهذا المرض عند بلوغهم مرحلة المراهقة، بينما يضطر الباقون لملازمة الأدوية التي غالبًا ما تكون ناجعة وتمكنهم من حياة عادية.
فهذا المرض لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يخرب الدماغ، خلافًا لما يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا خصوصًا عندما نلاحظ حالة المريض أثناء النوبة، مثلاً عندما يسقط لا إراديًا على رأسه أو عندما يهتز اهتزازًا. وينتج مرض الصرع في 5 إلى 10 في المئة من الحالات نتيجة عوامل وراثية و في 40 في المئة من الحالات نتيجة خلل في الدماغ (تشوه أو رضح في الجمجمة أو ورم...)، وتنشط أزمات الصرع بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول، ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة. إن الحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض المهام أو اتخاذ مهن معينة كسياقة الشاحنات أو سيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض أو التكلف بآلات خطرة، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص وطبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما.
أنواع الصرع وأعراضه:
هناك نوعان من هذا المرض: الصرع العام (30% من الحالات ) والصرع الجزئي ( 70% من الحالات ).
فالصرع الجزئي يتجلى في منطقة معينة من الدماغ، ومن ثم فإن الأعراض تتغير حسب المنطقة المصابة وأحيانًا يصعب معرفة أنها نوبة صرعية، وتكون نوبات الصرع الجزئي بسيطة أو معقدة حسب المصاب إذا ما حافظ على اتصاله بمحيطه أو لا . ويمكن أحيانًا أن تتحول إلى نوبة الصرع العامة حيث تبدأ العاصفة الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ لتنتشر بعد ذلك في باقي الدماغ ، وفي ما يلي جردة لبعض الأعراض بحسب نوع الصرع :
أعراض النوبة الجزئية البسيطة:
يحافظ المصاب على اتصاله بالواقع
يعاني من مشاكل متفرقة ( صعوبة في الكلام بطريقة سليمة ، تقلصات وإرتعاشات الأعضاء ، تحرف صوتي وبصري...)
مشاكل في الحواس ( شم وذوق مختلف...)
مشاكل في المعدة
إحساس بالهم والخوف
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة الجزئية المعقدة:
فقدان ظرفي للاتصال مع الواقع
آلية وتلقائية المصاب حيث يقوم مثلا بحركات بغير هدف ويتمتم ويظهر حركات المضغ
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة العامة:
فقدان الوعي والسقوط
تصلب عضلي عام
تشنج واختلاج إيقاعي
كثرة الإفرازات اللعابية
غيبوبة واسترخاء عضلي وقد يحدث معه تبول أو خروج براز
غالبًا ما يكون هناك تقيؤ
ارتباك عند اليقظة
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة 3 أو 4 دقائق لكن أحيانا يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية
تطور الأبحاث العلمية في الكشف عن المرض وتتبعه:
يركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع، أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ. ويقول البروفيسور ميشيل بولاك إختصاصي الدماغ والأعصاب ورئيس قسم في مستشفى باريس: يمكن التصوير بالرنين المغناطيسي من فهم سبب المرض لأنه يكشف عن أجزاء الدماغ المصابة. وإن أدوية الصرع لا تؤثر بالطريقة ذاتها، فقد يجب اختبار أدوية عدة قبل التوصل إلى الدواء المناسب، وأحيانًا يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية، في الوقت ذاته.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين، لكن 30 في المئة من أمراض الصرع لا تزال تقاوم هذه الأدوية، وإذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال، فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي، خصوصًا أن التقدم في التصوير الطبي مكن من تحديد البؤر المسؤولة عن هذا الداء. ففي السابق كانوا يصورون الدماغ في لحظة معينة، أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حصول أزمات الصرع أو قبلها. وإذا لم تنفع هذه الطريقة، فإنه يمكن إدخال أقطاب كهربائية صغيرة جدًا في المناطق العميقة من الدماغ، يوجهها الخبراء بوساطة آلة خاصة في اتجاه أماكن محددة مسبقًا، حيث تبقى هناك بضعة أيام لتسجيل النوبات. فبفضل هذه التقنيات أصبحت العمليات الجراحية أكثر دقة لأنها تمكن من تفادي المس بالمناطق الدماغية السليمة الخاصة بالكلام والبصر والتذكر...
ويقوم الباحثون حاليًا بدراسة جزيئات يمكنها أن تؤثر على الدماغ لمنع حصول مرض الصرع عند الأشخاص المؤهلين بالإصابة بهذا المرض مثل أولئك الذين لهم استعداد وراثي أو أصيبوا بأورام أو برضح في الجمجمة، بحيث تتدخل هذه الجزيئات لمقاومة توليد العمليات العصبية غير الطبيعية والشحنات الكهربائية التي تؤدي إلى حصول النوبات
فهذا المرض لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يخرب الدماغ، خلافًا لما يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا خصوصًا عندما نلاحظ حالة المريض أثناء النوبة، مثلاً عندما يسقط لا إراديًا على رأسه أو عندما يهتز اهتزازًا. وينتج مرض الصرع في 5 إلى 10 في المئة من الحالات نتيجة عوامل وراثية و في 40 في المئة من الحالات نتيجة خلل في الدماغ (تشوه أو رضح في الجمجمة أو ورم...)، وتنشط أزمات الصرع بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول، ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة. إن الحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض المهام أو اتخاذ مهن معينة كسياقة الشاحنات أو سيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض أو التكلف بآلات خطرة، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص وطبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما.
أنواع الصرع وأعراضه:
هناك نوعان من هذا المرض: الصرع العام (30% من الحالات ) والصرع الجزئي ( 70% من الحالات ).
فالصرع الجزئي يتجلى في منطقة معينة من الدماغ، ومن ثم فإن الأعراض تتغير حسب المنطقة المصابة وأحيانًا يصعب معرفة أنها نوبة صرعية، وتكون نوبات الصرع الجزئي بسيطة أو معقدة حسب المصاب إذا ما حافظ على اتصاله بمحيطه أو لا . ويمكن أحيانًا أن تتحول إلى نوبة الصرع العامة حيث تبدأ العاصفة الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ لتنتشر بعد ذلك في باقي الدماغ ، وفي ما يلي جردة لبعض الأعراض بحسب نوع الصرع :
أعراض النوبة الجزئية البسيطة:
يحافظ المصاب على اتصاله بالواقع
يعاني من مشاكل متفرقة ( صعوبة في الكلام بطريقة سليمة ، تقلصات وإرتعاشات الأعضاء ، تحرف صوتي وبصري...)
مشاكل في الحواس ( شم وذوق مختلف...)
مشاكل في المعدة
إحساس بالهم والخوف
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة الجزئية المعقدة:
فقدان ظرفي للاتصال مع الواقع
آلية وتلقائية المصاب حيث يقوم مثلا بحركات بغير هدف ويتمتم ويظهر حركات المضغ
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة العامة:
فقدان الوعي والسقوط
تصلب عضلي عام
تشنج واختلاج إيقاعي
كثرة الإفرازات اللعابية
غيبوبة واسترخاء عضلي وقد يحدث معه تبول أو خروج براز
غالبًا ما يكون هناك تقيؤ
ارتباك عند اليقظة
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة 3 أو 4 دقائق لكن أحيانا يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية
تطور الأبحاث العلمية في الكشف عن المرض وتتبعه:
يركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع، أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ. ويقول البروفيسور ميشيل بولاك إختصاصي الدماغ والأعصاب ورئيس قسم في مستشفى باريس: يمكن التصوير بالرنين المغناطيسي من فهم سبب المرض لأنه يكشف عن أجزاء الدماغ المصابة. وإن أدوية الصرع لا تؤثر بالطريقة ذاتها، فقد يجب اختبار أدوية عدة قبل التوصل إلى الدواء المناسب، وأحيانًا يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية، في الوقت ذاته.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين، لكن 30 في المئة من أمراض الصرع لا تزال تقاوم هذه الأدوية، وإذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال، فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي، خصوصًا أن التقدم في التصوير الطبي مكن من تحديد البؤر المسؤولة عن هذا الداء. ففي السابق كانوا يصورون الدماغ في لحظة معينة، أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حصول أزمات الصرع أو قبلها. وإذا لم تنفع هذه الطريقة، فإنه يمكن إدخال أقطاب كهربائية صغيرة جدًا في المناطق العميقة من الدماغ، يوجهها الخبراء بوساطة آلة خاصة في اتجاه أماكن محددة مسبقًا، حيث تبقى هناك بضعة أيام لتسجيل النوبات. فبفضل هذه التقنيات أصبحت العمليات الجراحية أكثر دقة لأنها تمكن من تفادي المس بالمناطق الدماغية السليمة الخاصة بالكلام والبصر والتذكر...
ويقوم الباحثون حاليًا بدراسة جزيئات يمكنها أن تؤثر على الدماغ لمنع حصول مرض الصرع عند الأشخاص المؤهلين بالإصابة بهذا المرض مثل أولئك الذين لهم استعداد وراثي أو أصيبوا بأورام أو برضح في الجمجمة، بحيث تتدخل هذه الجزيئات لمقاومة توليد العمليات العصبية غير الطبيعية والشحنات الكهربائية التي تؤدي إلى حصول النوبات