sezar
24/02/2008, 02:58
كل الحكي يلي رح ينقال تحت عبارة عن اقتباسات من مصدر سيذكر في آخر الموضوع لكنها واقعية سمعتها من شهود عيان على ما حدث و لمن يريد التأكد أن يسأل الجيل القديم ..
على سيرة قديم الرجاء تخيل الكتابات التالية بالأبيض و الأسود مع اضافة تأثير فلم قديم على الصورة
-----
في الساعات الأولى من صباح الثامن والعشرين من أيلول صحا الناس على تبادل عيارات نارية في أنحاء متفرقة من البلد،
نبلج الصبح فإذ بدبابات ومصفحات ومجنزرات قوات البادية تحاصر الدوائر الرسمية وتتجول في الشوارع الرئيسية بدمشق.
الإذاعة استهلت برامجها ببث للقرآن الكريم، وفي حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً صدر البلاغ رقم 1 عن القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة
ونصّه:
لقد قام جيشكم الذي كان دائماً وسيبقى أبداً دعامة وطنيّة راسخة، قام للحفاظ على ارض الوطن وسلامته وحريته وكرامته، قام لإزالة الفساد والطغيان، ورد الحقوق الشرعية للشعب، واننا نعلن أن هذه الانتفاضة لا صلة لها بشخص أو بفئة معينة، وانما هي حركة هدفها تصحيح الأوضاع غير الشرعية. فيا أيها الشعب العربي، ثق بجيشك فإننا أقوياء بعون الله وبقوته. إننا قد طرقنا على كل باب للإصلاح قبل أن ننفجر، فلم نجد إلا القوة سبيلاً لكي تعاد إلى الشعب حريته وللجيش كرامته. ولن نرضى بعد اليوم لراية العروبة مقراً إلا هامات النصر وهذه دماؤنا نكتب بها أننا وفينا العهد وأبينا العيش إلا كراماً،
والعزّة للعرب
شده الناس للحدث وقابلوه بالتهليل والتكبير وانفجروا بعد اليأس المرير وخرجت الجموع في الشوارع تهتف للجيش والانتفاضة محطمة كل الشعارات التي زيفها حكم النظام المتداعي.
وتتالت البلاغات فكان البلاغ رقم 2 يوضح أسباب الثورة والانتفاضة والبيان رقم 3 صدر للحض على المحافظة على الأخوة المصريين وحسن معاملتهم.
في تلك الأثناء كان الرئيس جمال يهدد ويتوعد في الإداعة ويحرض الجيش العربي في سورية على الاقتتال زاعماً أن الانتفاضة هي حركة تمرد لبعض الضباط فجاء البلاغ رقم 5 معلنا نجاح الحركة في كل أنحاء سورية وأن الحالة هادئة ولم تقع أية حوادث بفضل تعاون الجيش والشعب.
ثم جاء البيان رقم 6 لمنع استغلال الحركة بعد أن قامت بعض العناصر المؤيدة للسراج بحمل صوره والسير بها في تجمعات صغير في الصالحية . أما البلاغ رقم 7 فقد تضمن منع المظاهرات والتجمعات. وجاء البلاغ رقم 8 ليندد بالمنبوذين المرتزقة. ويهدد بأي محاولة لاستغلال الحركة.
وقد توضح لاحقاً الكيفية التي قامت بها الحركة:
1- تحركت قوات البادية تحت قيادة العقيد حيدر الكزبري من منطقة الضمير على طريق الضمير-دوما-حرستا-دمشق وهدفها استراحة المشير عبد الحكيم عامر في نهاية شارع المرجة وكان هدفها محاصرة مقره والقضاء على أي مقاومة وقامت بالإحاطة بمبنى الأركان ومن ثم قامت قوات البادية بنصب خيامها امام بناء الاركان في ساحة الامويين.
2- تحرك اللواء المتمركز في قطنا، أقوى لواء في الجيش السوري وهو لواء محمول يضم في تشكيلته الدبابات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات بقيادة المقدم مهيب الهنداوي رئيس أركان لواء للإحاطة بمبنى الإذاعة و الهاتف الآلي، وتأمين بعض مداخل دمشق لحماية الحركة من قوى مضادة.
3- أصدر النحلاوي (مدير مكتب المشير) أمراً بالقبض على الضباط المصريين للحيلولة دون قيامهم بحركة مضادة.
4- الطيران السوري بقيادة العقيد موفق عصاصة كان على أهبة الاستعداد للقضاء على أي حركة مضادة.
قبل أن تبلغ الوحدات المتحركة دمشق كانت شعبة المخابرات العسكرية قد علمت بالتحرك وأخطرت المشير في استراحته فاتصل باللواء حمال فيصل قائد الجيش وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريون ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد جنيدي، جادو عز الدين. حوالي الساعة الرابعة صباحاً وصلت دبابات اللواء الأول المتحرك من قطنا لتحيط بدار الإذاعة وبمبنى الأركان وكان معهم عبد الكريم النحلاوي. عند الفجر كانت أول الاتصالات بين الانقلابيين وبين المشير حيث كلف المشير الضابط جاسم علوان قائد اللواء المحاصر في المبنى أن يستفسر عن أهداف الحركة. وعندما قابل النحلاوي أجابه أن حركته تستهدف إجراء الإصلاحات في الجيش والإدارات المدنية وأنه حريص على الوحدة وعلى الاعتراف برئاسة عبد الناصر للجمهورية وبقيادة عبد الحكيم عامر كقائد عام للقوات المسلحة في الإقليمين. وطلب النحلاوي مقابلة المشير عبد الحكيم عامر ليعرض عليه تصوراته حتى يتفقا وتعود القوات إلى الثكنات فطلب عبد الحكيم إبعاد قوات النحلاوي عن الأركان إثباتاً لحسن النية فنفذ النحلاوي ذلك فرجع إلى مسافة قريبة، لكنه طلب بعض الرهائن من عامر كضمان على عدم خيانته أثناء اللقاء فوافق المشير عبد الحكيم وكانت الرهائن التي تسلمها النحلاوي هم اللواء أنور القاضي والعقيد أحمد زكي وهما مصريان.
وحينما دخل النحلاوي وقابل المشير أوضح أن حركته لا تهدف لأي طموح انفصالي وإنما تريد تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة المخابرات السورية إلى القاهرة إضافة للوزراء العسكريين السابق ذكرهم. وقد رحل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل. وقد صدر من إذاعة دمشق البلاغ رقم 9 وهذا نصّه: (إن القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة تعلن أنها لمست عناصر مخربة انتهازية تريد الإساءة لقوميتنا العربية،فقامت بحركتها المباركة تلبية لرغبة الشعب العربي وآماله وأهدافه وعرضت قضايا الجيش وأهدافه على سيادة المشير نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات اللازمة كلها لصالح وحدة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة. وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتماداً على ثقتها بحكمة القائد العام للقوات المسلحة وقائد الجيش الأول اللذان يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة.)
ولكن بعد فترة قصيرة أصدر النحلاوي البيان رقم 10 في الساعة الخامسة والنصف البيان رقم 9 بعد أن اتضحت مناورة الجانب المصري بعملية إنزال في الساحل السوري ومطار حميميم وهبوط مظلي في مدنية اللاذقية وقضى البيان رقم 10 أن القيادة الثورة العربية للقوات المسلحة تعلن للشعب العربي أنها لدى اتصالها بالمشير عبد الحكيم وعدها بالقضاء على الانتهازيين والمخربين مما دعاهم لإصدار البلاغ رقم 9 ولكن المشير نكث عهده وحرصاً من القيادة الثورية على انتصارات الشعب العربي والقومية العربية تعلن للشعب اعتبار بلاغها رقم 9 لاغياً وهي تعلن أنها وضعت يدها على كافة الأمور وتعاهد الله والوطن على حماية سلامة الأمة وصيانة حقوقها والحفاظ على كرامتها، والقيادة الثورية لها في سعة وعي الشعب أمل بعدم السماح للمأجورين والانتهازيين أن يندسوا بين صفوفه فالحركة من الشعب وإلى الشعب. ثم صدر البلاغ رقن 11 القاضي بمنع التجول الليلي من الساعة السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً. وكان مصير المشير غامضاً حتى صدور البلاغ رقم 12 القاضي بمغادرته البلاد إلى القاهرة في الساعة الخامسة والثلث مساءً. وكان أن صدر البلاغ رقم 14 الذي يعلن انضمام حلب إلى الحركة تقديم الولاء لها بالبرقية المرسلة من قائد مركز التدريب في حلب إلى القيادة الثورية والتي كان نصها (نبارك خطواتكم الجبارة ونحن معكم بانتظار أوامركم بغية الخلاص من كل وضع فاسد ونحن مسيطرون على الوضع تماماً) ثم أعلنت قيادة حلب انضمام القوات المختلفة والمدرعات و المغاوير إلى الحركة وكان العمل يجري في أثناء ذلك لإعداد بيان وزاري. ثم صدر البلاغ رقم 15 القاضي بإغلاق الحدود حتى إشعار آخر. ثم صدر البلاغ رقم 16 الذي يتضمن شكر قوات حلب والشعب العربي السوري في حلب. ثم صدر البلاغ رقم 17 القاضي بتكليف الأستاذ مأمون الكزبري بتشكيل وزارة تسند إليها إدارة شؤون البلاد وتضمن البلاغ قبول الدكتور الكزبري التكليف وأنه قد باشر اتصالاته لتشكيل الوزارة. ثم صدر البلاغ رقم 18 القاضي بتخويل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري سلطة إصدار المراسيم الخاصة بتسمية الوزراء وتشكيل الحكومة. ثم صدر البلاغ رقم 19 القاضي بتخويل مجلس الوزراء إصدار المراسيم التشريعية خلال الفترة الانتقالية شريطة أن تعرض على السلطة التشريعية التي تنبثق عن الشعب بعد إجراء انتخابات حرة في أولى اجتماعاتها.
تلا ذلك كله صدور المرسوم رقم 1 القاضي بتشكيل الحكومة الانتقالية وأذيع في ظهر يوم الجمعة في 29 أيلول عام 1961 م على الوجه التالي:
الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري: رئيس لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية.
الأستاذ الدكتور ليون زمريا: وزيراً للمالية والتموين.
الأستاذ الدكتور فرحان الجندلي: وزيرا ًللصحة والإسعاف العام.
الأستاذ الدكتور عدنان القوتلي: وزيراً للداخلية.
الأستاذ الدكتور عزّة النص: وزيراً للتربية والتعليم والثقافة والإرشاد.
الأستاذ الدكتور عوض بركات: وزيراً للإقتصاد والصناعة.
المهندس أمين ناظيف: وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي.
الأستاذ أحمد محمد سلطان: وزيراً للعدل والأوقاف.
الأستاذ الدكتور فؤاد العادل: وزيراً لشؤون الاجتماعية والعمل.
المهندس عبد الرحمن الحورية: وزيراً للأشغال العامة والمواصلات.
الدكتور نعمان الأزهري: وزيراً للتخطيط والشؤون البلدية والقروبة.
قد لحق بالوزارة فيما بعد كل من الأستاذ الدكتور مصطفى البارودي وزير دولة للدعاية والأنباء والإذاعة والتلفزيون، والأستاذ سعيد السيّد وزيراً للإصلاح الزراعي. وبدأت الاعترافات تتوالى على سورية بعد صدور مرسوم الحكومة، وأبلغ الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري الهيئة العامة للأمم المتحدة بقيام الجمهورية العربية السورية كما أبلغ بذلك الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية وأصدرت الحكومة المؤقتة عدة مراسيم أولها وأهمها رفع العلم العربي السوري وإطلاق اسم الجمهورية العربية السورية على الدولة وإعادة العمل بالنشيد الوطني والشعار السوريين والعمل على دستور جديد. كانت الحكومة قد وعدت الشعب على أن تعمل على الانتقال بالبلاد إلى الأوضاع الدستورية خلال مدة أقصاها أربعة أشهر على الأكثر. وقد برّت الحكومة بوعدها، فأُجريت الانتخابات وأُعلن المجلس التأسيسي النيابي وكان رئيس الجمهورية الفائز هو الرئيس ناظم القدسي في ولاية تمتد لخمس سنوات وتسلم معروف الدواليبي رئاسة الحكومة في أقل من أربعة أشهر وقد أعلنت حركة الثامن والعشرين من أيلول أهدافها وشعاراتها لأمة العربية جمعاء وكان نداء القيادة العربية الثورية العليا، وحكومة الجمهورية العربية السورية الموجه إلى كل بلد عربي لتحقيق الوحدة العربية المبنية على أسس سليمة منطلقة من تجربة الوحدة السورية المصرية في سبيل بناء الوحدة العربية السياسية على نحو ترتضيه الشعوب العربية جمعاء لإقامة الكيان العربي الموحد على ركائز وطيدة لا يتسرب إلى أسسها الخلل ولا تزعزعها الأحداث والنوائب. وتبع تلك الأحداث بتاريخ 6/10/1961 م صدور بيان ثورة العهد الجديد الاشتراكية العربية الذي عين الخطوط العامة لسياسة الثورة. فأعيدت للعمال حقوقهم المغتصبة وأعيد العمل بقانون العمل القديم وألغي قانون التأميم والإصلاح الزراعي بقانون جديد يعوض على المتضررين من القانون القديم. وكانت الحكومة الانتقالية تعمل ليل نهار لتقوم ما اعوج وتبني ما انهار في عهد الوحدة... وتعيد لسورية سمتها الأصيلة وعناصر شخصيتها التي استباحها المدعي الوحدة وقد كان الإرث صعباً والتركة كبيرة. صنفت حركة 28 أيلول في عام 1961 في طليعة الأحداث العالمية البارزة في عام 1961 وكانت هذه الحركة حركة وطنية نابعة من صميم الألم الوطني من ظلم الأخ وجور الرفيق وغدر الصديق. إن أهم ما قدمته الحركة هو بث الحياة في كيان سورية مهد الحضارات والإنسان العاقل، صاحب أكبر إنجازات في تاريخ البشرية، وأعادت اللحمة لسورية مع جيرانها العراق والأردن ولبنان الذي خبت أو تكاد حربه الأهلية قبل أن يشعلها عملاء الصهاينة مرة أخرى، ولكنها أيضاً مهدت لتدخل الجيش مجدداً في الحياة العامة بل وأكثر من ذلك فهي قد جعلت من تدخل الجيش أمراً طبيعياً وخاصة في السياسة الخارجية للبلد من خلال ما سمي بمجلس الأمن القومي الذي اعتبر نفسه الآمر الناهي والذي كان المسيطر الفعلي على الأمور في سورية على الرغم من أنف الرئيس ناظم القدسي.
*المصدر ويكيبيديا (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////الجمهورية_العربية_المتحدة_-_الإنفصال)
على سيرة قديم الرجاء تخيل الكتابات التالية بالأبيض و الأسود مع اضافة تأثير فلم قديم على الصورة
-----
في الساعات الأولى من صباح الثامن والعشرين من أيلول صحا الناس على تبادل عيارات نارية في أنحاء متفرقة من البلد،
نبلج الصبح فإذ بدبابات ومصفحات ومجنزرات قوات البادية تحاصر الدوائر الرسمية وتتجول في الشوارع الرئيسية بدمشق.
الإذاعة استهلت برامجها ببث للقرآن الكريم، وفي حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً صدر البلاغ رقم 1 عن القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة
ونصّه:
لقد قام جيشكم الذي كان دائماً وسيبقى أبداً دعامة وطنيّة راسخة، قام للحفاظ على ارض الوطن وسلامته وحريته وكرامته، قام لإزالة الفساد والطغيان، ورد الحقوق الشرعية للشعب، واننا نعلن أن هذه الانتفاضة لا صلة لها بشخص أو بفئة معينة، وانما هي حركة هدفها تصحيح الأوضاع غير الشرعية. فيا أيها الشعب العربي، ثق بجيشك فإننا أقوياء بعون الله وبقوته. إننا قد طرقنا على كل باب للإصلاح قبل أن ننفجر، فلم نجد إلا القوة سبيلاً لكي تعاد إلى الشعب حريته وللجيش كرامته. ولن نرضى بعد اليوم لراية العروبة مقراً إلا هامات النصر وهذه دماؤنا نكتب بها أننا وفينا العهد وأبينا العيش إلا كراماً،
والعزّة للعرب
شده الناس للحدث وقابلوه بالتهليل والتكبير وانفجروا بعد اليأس المرير وخرجت الجموع في الشوارع تهتف للجيش والانتفاضة محطمة كل الشعارات التي زيفها حكم النظام المتداعي.
وتتالت البلاغات فكان البلاغ رقم 2 يوضح أسباب الثورة والانتفاضة والبيان رقم 3 صدر للحض على المحافظة على الأخوة المصريين وحسن معاملتهم.
في تلك الأثناء كان الرئيس جمال يهدد ويتوعد في الإداعة ويحرض الجيش العربي في سورية على الاقتتال زاعماً أن الانتفاضة هي حركة تمرد لبعض الضباط فجاء البلاغ رقم 5 معلنا نجاح الحركة في كل أنحاء سورية وأن الحالة هادئة ولم تقع أية حوادث بفضل تعاون الجيش والشعب.
ثم جاء البيان رقم 6 لمنع استغلال الحركة بعد أن قامت بعض العناصر المؤيدة للسراج بحمل صوره والسير بها في تجمعات صغير في الصالحية . أما البلاغ رقم 7 فقد تضمن منع المظاهرات والتجمعات. وجاء البلاغ رقم 8 ليندد بالمنبوذين المرتزقة. ويهدد بأي محاولة لاستغلال الحركة.
وقد توضح لاحقاً الكيفية التي قامت بها الحركة:
1- تحركت قوات البادية تحت قيادة العقيد حيدر الكزبري من منطقة الضمير على طريق الضمير-دوما-حرستا-دمشق وهدفها استراحة المشير عبد الحكيم عامر في نهاية شارع المرجة وكان هدفها محاصرة مقره والقضاء على أي مقاومة وقامت بالإحاطة بمبنى الأركان ومن ثم قامت قوات البادية بنصب خيامها امام بناء الاركان في ساحة الامويين.
2- تحرك اللواء المتمركز في قطنا، أقوى لواء في الجيش السوري وهو لواء محمول يضم في تشكيلته الدبابات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات بقيادة المقدم مهيب الهنداوي رئيس أركان لواء للإحاطة بمبنى الإذاعة و الهاتف الآلي، وتأمين بعض مداخل دمشق لحماية الحركة من قوى مضادة.
3- أصدر النحلاوي (مدير مكتب المشير) أمراً بالقبض على الضباط المصريين للحيلولة دون قيامهم بحركة مضادة.
4- الطيران السوري بقيادة العقيد موفق عصاصة كان على أهبة الاستعداد للقضاء على أي حركة مضادة.
قبل أن تبلغ الوحدات المتحركة دمشق كانت شعبة المخابرات العسكرية قد علمت بالتحرك وأخطرت المشير في استراحته فاتصل باللواء حمال فيصل قائد الجيش وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريون ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد جنيدي، جادو عز الدين. حوالي الساعة الرابعة صباحاً وصلت دبابات اللواء الأول المتحرك من قطنا لتحيط بدار الإذاعة وبمبنى الأركان وكان معهم عبد الكريم النحلاوي. عند الفجر كانت أول الاتصالات بين الانقلابيين وبين المشير حيث كلف المشير الضابط جاسم علوان قائد اللواء المحاصر في المبنى أن يستفسر عن أهداف الحركة. وعندما قابل النحلاوي أجابه أن حركته تستهدف إجراء الإصلاحات في الجيش والإدارات المدنية وأنه حريص على الوحدة وعلى الاعتراف برئاسة عبد الناصر للجمهورية وبقيادة عبد الحكيم عامر كقائد عام للقوات المسلحة في الإقليمين. وطلب النحلاوي مقابلة المشير عبد الحكيم عامر ليعرض عليه تصوراته حتى يتفقا وتعود القوات إلى الثكنات فطلب عبد الحكيم إبعاد قوات النحلاوي عن الأركان إثباتاً لحسن النية فنفذ النحلاوي ذلك فرجع إلى مسافة قريبة، لكنه طلب بعض الرهائن من عامر كضمان على عدم خيانته أثناء اللقاء فوافق المشير عبد الحكيم وكانت الرهائن التي تسلمها النحلاوي هم اللواء أنور القاضي والعقيد أحمد زكي وهما مصريان.
وحينما دخل النحلاوي وقابل المشير أوضح أن حركته لا تهدف لأي طموح انفصالي وإنما تريد تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة المخابرات السورية إلى القاهرة إضافة للوزراء العسكريين السابق ذكرهم. وقد رحل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل. وقد صدر من إذاعة دمشق البلاغ رقم 9 وهذا نصّه: (إن القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة تعلن أنها لمست عناصر مخربة انتهازية تريد الإساءة لقوميتنا العربية،فقامت بحركتها المباركة تلبية لرغبة الشعب العربي وآماله وأهدافه وعرضت قضايا الجيش وأهدافه على سيادة المشير نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات اللازمة كلها لصالح وحدة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة. وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتماداً على ثقتها بحكمة القائد العام للقوات المسلحة وقائد الجيش الأول اللذان يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة.)
ولكن بعد فترة قصيرة أصدر النحلاوي البيان رقم 10 في الساعة الخامسة والنصف البيان رقم 9 بعد أن اتضحت مناورة الجانب المصري بعملية إنزال في الساحل السوري ومطار حميميم وهبوط مظلي في مدنية اللاذقية وقضى البيان رقم 10 أن القيادة الثورة العربية للقوات المسلحة تعلن للشعب العربي أنها لدى اتصالها بالمشير عبد الحكيم وعدها بالقضاء على الانتهازيين والمخربين مما دعاهم لإصدار البلاغ رقم 9 ولكن المشير نكث عهده وحرصاً من القيادة الثورية على انتصارات الشعب العربي والقومية العربية تعلن للشعب اعتبار بلاغها رقم 9 لاغياً وهي تعلن أنها وضعت يدها على كافة الأمور وتعاهد الله والوطن على حماية سلامة الأمة وصيانة حقوقها والحفاظ على كرامتها، والقيادة الثورية لها في سعة وعي الشعب أمل بعدم السماح للمأجورين والانتهازيين أن يندسوا بين صفوفه فالحركة من الشعب وإلى الشعب. ثم صدر البلاغ رقن 11 القاضي بمنع التجول الليلي من الساعة السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً. وكان مصير المشير غامضاً حتى صدور البلاغ رقم 12 القاضي بمغادرته البلاد إلى القاهرة في الساعة الخامسة والثلث مساءً. وكان أن صدر البلاغ رقم 14 الذي يعلن انضمام حلب إلى الحركة تقديم الولاء لها بالبرقية المرسلة من قائد مركز التدريب في حلب إلى القيادة الثورية والتي كان نصها (نبارك خطواتكم الجبارة ونحن معكم بانتظار أوامركم بغية الخلاص من كل وضع فاسد ونحن مسيطرون على الوضع تماماً) ثم أعلنت قيادة حلب انضمام القوات المختلفة والمدرعات و المغاوير إلى الحركة وكان العمل يجري في أثناء ذلك لإعداد بيان وزاري. ثم صدر البلاغ رقم 15 القاضي بإغلاق الحدود حتى إشعار آخر. ثم صدر البلاغ رقم 16 الذي يتضمن شكر قوات حلب والشعب العربي السوري في حلب. ثم صدر البلاغ رقم 17 القاضي بتكليف الأستاذ مأمون الكزبري بتشكيل وزارة تسند إليها إدارة شؤون البلاد وتضمن البلاغ قبول الدكتور الكزبري التكليف وأنه قد باشر اتصالاته لتشكيل الوزارة. ثم صدر البلاغ رقم 18 القاضي بتخويل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري سلطة إصدار المراسيم الخاصة بتسمية الوزراء وتشكيل الحكومة. ثم صدر البلاغ رقم 19 القاضي بتخويل مجلس الوزراء إصدار المراسيم التشريعية خلال الفترة الانتقالية شريطة أن تعرض على السلطة التشريعية التي تنبثق عن الشعب بعد إجراء انتخابات حرة في أولى اجتماعاتها.
تلا ذلك كله صدور المرسوم رقم 1 القاضي بتشكيل الحكومة الانتقالية وأذيع في ظهر يوم الجمعة في 29 أيلول عام 1961 م على الوجه التالي:
الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري: رئيس لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية.
الأستاذ الدكتور ليون زمريا: وزيراً للمالية والتموين.
الأستاذ الدكتور فرحان الجندلي: وزيرا ًللصحة والإسعاف العام.
الأستاذ الدكتور عدنان القوتلي: وزيراً للداخلية.
الأستاذ الدكتور عزّة النص: وزيراً للتربية والتعليم والثقافة والإرشاد.
الأستاذ الدكتور عوض بركات: وزيراً للإقتصاد والصناعة.
المهندس أمين ناظيف: وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي.
الأستاذ أحمد محمد سلطان: وزيراً للعدل والأوقاف.
الأستاذ الدكتور فؤاد العادل: وزيراً لشؤون الاجتماعية والعمل.
المهندس عبد الرحمن الحورية: وزيراً للأشغال العامة والمواصلات.
الدكتور نعمان الأزهري: وزيراً للتخطيط والشؤون البلدية والقروبة.
قد لحق بالوزارة فيما بعد كل من الأستاذ الدكتور مصطفى البارودي وزير دولة للدعاية والأنباء والإذاعة والتلفزيون، والأستاذ سعيد السيّد وزيراً للإصلاح الزراعي. وبدأت الاعترافات تتوالى على سورية بعد صدور مرسوم الحكومة، وأبلغ الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري الهيئة العامة للأمم المتحدة بقيام الجمهورية العربية السورية كما أبلغ بذلك الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية وأصدرت الحكومة المؤقتة عدة مراسيم أولها وأهمها رفع العلم العربي السوري وإطلاق اسم الجمهورية العربية السورية على الدولة وإعادة العمل بالنشيد الوطني والشعار السوريين والعمل على دستور جديد. كانت الحكومة قد وعدت الشعب على أن تعمل على الانتقال بالبلاد إلى الأوضاع الدستورية خلال مدة أقصاها أربعة أشهر على الأكثر. وقد برّت الحكومة بوعدها، فأُجريت الانتخابات وأُعلن المجلس التأسيسي النيابي وكان رئيس الجمهورية الفائز هو الرئيس ناظم القدسي في ولاية تمتد لخمس سنوات وتسلم معروف الدواليبي رئاسة الحكومة في أقل من أربعة أشهر وقد أعلنت حركة الثامن والعشرين من أيلول أهدافها وشعاراتها لأمة العربية جمعاء وكان نداء القيادة العربية الثورية العليا، وحكومة الجمهورية العربية السورية الموجه إلى كل بلد عربي لتحقيق الوحدة العربية المبنية على أسس سليمة منطلقة من تجربة الوحدة السورية المصرية في سبيل بناء الوحدة العربية السياسية على نحو ترتضيه الشعوب العربية جمعاء لإقامة الكيان العربي الموحد على ركائز وطيدة لا يتسرب إلى أسسها الخلل ولا تزعزعها الأحداث والنوائب. وتبع تلك الأحداث بتاريخ 6/10/1961 م صدور بيان ثورة العهد الجديد الاشتراكية العربية الذي عين الخطوط العامة لسياسة الثورة. فأعيدت للعمال حقوقهم المغتصبة وأعيد العمل بقانون العمل القديم وألغي قانون التأميم والإصلاح الزراعي بقانون جديد يعوض على المتضررين من القانون القديم. وكانت الحكومة الانتقالية تعمل ليل نهار لتقوم ما اعوج وتبني ما انهار في عهد الوحدة... وتعيد لسورية سمتها الأصيلة وعناصر شخصيتها التي استباحها المدعي الوحدة وقد كان الإرث صعباً والتركة كبيرة. صنفت حركة 28 أيلول في عام 1961 في طليعة الأحداث العالمية البارزة في عام 1961 وكانت هذه الحركة حركة وطنية نابعة من صميم الألم الوطني من ظلم الأخ وجور الرفيق وغدر الصديق. إن أهم ما قدمته الحركة هو بث الحياة في كيان سورية مهد الحضارات والإنسان العاقل، صاحب أكبر إنجازات في تاريخ البشرية، وأعادت اللحمة لسورية مع جيرانها العراق والأردن ولبنان الذي خبت أو تكاد حربه الأهلية قبل أن يشعلها عملاء الصهاينة مرة أخرى، ولكنها أيضاً مهدت لتدخل الجيش مجدداً في الحياة العامة بل وأكثر من ذلك فهي قد جعلت من تدخل الجيش أمراً طبيعياً وخاصة في السياسة الخارجية للبلد من خلال ما سمي بمجلس الأمن القومي الذي اعتبر نفسه الآمر الناهي والذي كان المسيطر الفعلي على الأمور في سورية على الرغم من أنف الرئيس ناظم القدسي.
*المصدر ويكيبيديا (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////الجمهورية_العربية_المتحدة_-_الإنفصال)