-
دخول

عرض كامل الموضوع : سيناريوهات ما بعد الاغتيال


مسطول على طول
21/02/2008, 04:46
لآن وبعد ان هدأ الغبار، وانفضت مسيرات التشييع في لبنان، لـ الشهيدين رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق، والحاج عماد مغنية زعيم الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، يمكن القول بان هذين الاغتيالين ، مع الفارق في الاسلوب، والمكانة، والجهات المنفذة، ربما يكونان الاكثر كلفة في تاريخ لبنان، والمنطقة العربية علي حد سواء.


كُتب الكثير عن جريمة اغتيال الراحل الحريري، والمحكمة الدولية التي من المتوقع ان تفصل فيها، وتصدر احكامها في حق المتورطين المفترضين في التخطيط والتنفيذ لها، والانقسامات التي احدثتها في المجتمع اللبناني، والنتائج المترتبة عليها سياسيا، محليا واقليميا، ولكننا لا نبالغ اذا قلنا، ان اغتيال (الحاج رضوان)، او عماد مغنية، قد يؤدي الي تغيير معادلات سياسية راسخة، قد تؤدي الي تغيير وجه المنطقة بأسرها.

الـ ايهودان ، اولمرت رئيس الوزراء، وباراك وزير الدفاع، لم يخفيا بهجتهما بنجاح عملية الاغتيال هذه، في اصطياد الرجل الاسطورة، وتصفية حسابات قديمة معه، امتدت لأكثر من ربع قرن، نفذ خلالها هجمات هزت الولايات المتحدة (الهجوم علي قاعدة المارينز في بيروت عام 1983 والذي اسفر عن مقتل 250 جنديا)، وكذلك انهت عمليا تدخلا عسكريا فرنسيا في لبنان (الهجوم علي سفينة فرنسية ومقتل مئتي جندي فرنسي في العاصمة بيروت). ووضع، اي الراحل مغنية، خطط التصدي للهجوم الاسرائيلي علي لبنان صيف عام 2006.
بهجة رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير دفاعه ربما جاءت متسرعة، وانطوت علي سذاجة سياسية، وجهل مطلق بالخصم، وامكانياته الهائلة، وتصميمه المؤكد علي الانتقام، وبطريقة مؤلمة ومكلفة جدا من أعدائه، قياسا بتجاربه، وتجارب حلفائه السابقة.


شمعون بيريز رئيس الوزراء الاسرائيلي بالنيابة، كان في قمة السعادة عندما وصلته انباء نجاح المخابرات الاسرائيلية في اغتيال الشهيد المهندس يحيي عياش عام 1996، لانه اعتقد ان هذا الاغتيال سيشل الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس ، وسيضع حدا لعملياتها الاستشهادية، علي اعتبار ان الشهيد كان ضليعا في علم التفجير، وبارعا في تجهيز الأحزمة الناسفة لموجة الاستشهاديين الذين دمروا اسطورة الأمن الاسرائيلي، ونقلوا الرعب الي شوارع تل ابيب واسواقها الرئيسية، وجعلوا الاسرائيليين يخشون مغادرة منازلهم خوفا ورعبا.


اعتقاد بيريز كان خاطئا بصورة كارثية، فقد توعدت حركة حماس ، علي لسان السيد محمد نزال المتحدث باسمها في ذلك الوقت، بتنفيذ اربع عمليات استشهادية في العمق الاسرائيلي انتقاما، وكان لها ما ارادت، وتحولت القدس المحتلة والخضيرة وتل ابيب الي ميدان حرب وبرك دماء، وسقط اكثر من مئة قتيل وخمسمائة جريح علي الاقل. والأهم من ذلك سقط بيريز وحزبه في الانتخابات البرلمانية، ولم يتحقق حلمه الأزلي برئاسة الوزراء كزعيم منتخب.


حزب الله، وعلي لسان قائده، السيد حسن نصر الله، لم يحدد عدد العمليات الانتقامية التي سينفذها ثأرا لشهيده، وتحدث عن حرب مفتوحة ، وحمّل القيادة الاسرائيلية مسؤولية كل ما سيترتب عليها من نتائج. وهذا الرجل لا يكذب ولا يبالغ، ويملك قدرة هائلة علي اتخاذ القرارات الصعبة، فهو الوحيد الذي تجرأ علي قصف العمق الاسرائيلي باربعة آلاف صاروخ دون ان يرف له جفن، وهو الوحيد الذي صمدت قواته اربعة وثلاثين يوما، دون ان يستنجد بالعرب او المسلمين، او يطالب بانعقاد مجلس الامن الدولي.


ثلاثة اطراف رئيسية ربما تشارك بشكل مباشر من خلف الستار في الانتقام المنتظر وشبه المؤكد، الاول حزب الله الذي خسر ابرز قادته، والثاني الحكومة السورية التي اخترق امنها، وجري تنفيذ الجريمة علي ارضها، والثالث ايران التي اتهم الراحل بتنفيذ العديد من العمليات انتصارا لها، مثل تفجير السفارتين الفرنسية والامريكية في الكويت عام 1983 في ذروة الحرب مع العراق، حيث لعبت الكويت دورا بارزا في دعم الرئيس الراحل صدام حسين.


الاسرائيليون ينفذون استراتيجية مدروسة لإذلال الحكومة السورية واهانتها، بهدف استفزازها، واخراجها من شرنقتها، التي تتقوقع داخلها طلبا للسلامة، وانتظارا للوقت المناسب مثلما يؤكد معظم المتحدثين باسمها، في المرة الاولي بشن غارة علي موقع عسكري مهجور للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في عين الصاحب قبل عامين، والثانية بتدمير منشآت عسكرية في العمق السوري في دير الزور العام الماضي، والثالثة باغتيال الحاج مغنية في اكثر المواقع تحصينا في العاصمة السورية.

هذا الاستفزاز الاسرائيلي يتزامن مع اجراءات اعلنها الرئيس الامريكي جورج بوش قبل ايام بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية علي شخصيات بارزة في الحكومة السورية، تشمل تجميد ارصدة، وحظر سفر، ووقف المعاملات البنكية، ومنع الشركات الامريكية من التعاطي مع سورية. مضافا الي ذلك مضاعفة المساهمة المالية الامريكية في تغطية نفقات محكمة اغتيال السيد الحريري، مما يعني التعجيل بعقدها.

الصبر السوري علي هذه الاستفزازات، والابتزازات الامريكية والاسرائيلية قد ينفد، ومن غير المتوقع ان يستمر الي الأبد، والقيادة السورية تملك اوراقا عديدة مؤثرة اذا قررت استخدامها أقلها تخفيف قبضتها علي حدودها مع العراق امام المسلحين، فاذا ادركت هذه القيادة ان قرار تغييرها قد اتخذ، ويبدو انه اتخذ فعلا، فانها لن تذهب بهدوء الي معتقلات محكمة الحريري، فقد تعلمت كثيرا من الدرس العراقي او هكذا نعتقد.
الحرب المفتوحة التي اعلن عنها السيد نصر الله قد تكون اقرب بكثير مما يتصوره كثيرون، لان هذه الحرب ارادتها اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الحكومات العربية التي تتطلع شوقا لليوم الذي تقصف فيه الطائرات والصواريخ الامريكية والاسرائيلية المدن الايرانية، وتجمعات حزب الله العسكرية، وتنهي حركة حماس في غزة، وتدمر دمشق وجيشها تحت عنوان تحطيم محور الشر السوري ـ الايراني.


التوصية الأهم التي وردت في تقرير فينوغراد الشهير الذي جاء نتيجة للتحقيقات في اخفاقات الجيش الاسرائيلي امام قوات المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، هي تلك التي طالبت بحرب جديدة في لبنان للثأر وازالة آثار الهزيمة، وانهاء قوة حزب الله، واستعادة هيبة الجيش الاسرائيلي.

ارهاصات هذه الحرب بدأت تطل برأسها في اشكال متعددة، بدءا من الاسلحة الامريكية الحديثة التي تتدفق علي اسرائيل بصورة لافتة للنظر، ومن بينها قنابل قادرة علي اختراق التحصينات الارضية، وصواريخ مضادة للصواريخ، وانتهاء بالتصريحات التصعيدية، وغير المسبوقة، لقادة الرابع عشر من آذار، والتلويح العلني بالترحيب بالحرب، وهي مواقف لم تكن معروفة عنهم وتوحي بضمانات خارجية بالانتصار لهم عسكريا.

اغتيال امير نمساوي فجر الحرب العالمية الاولي، التي اطاحت بامبراطوريات، وغيرت شكل اوروبا، واغتيال امير حزب الله الحاج مغنية قد يكون المفجر لحرب اقليمية ربما تزيل دولا، وتعيد رسم خريطة المنطقة مجددا، قد تكون فيها الخريطة الاسرائيلية الخاسر الاكبر جغرافيا وديموغرافيا.

بقلم : عبد الباري عطوان


المصدر (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// C7%20%C8%DA%CF%20%C7%E1%C7%DB%CA%ED%C7%E1fff)

عمرو الحسيني
21/02/2008, 15:44
الحقيقة لا أتوقع حدوث شيء فعال

وأنصح من بقي أن يخبئ نفسه لأن الاغتيالات المتبادلة قادمة لا محالة ولن ترحم أحداً

وأما حكايات الحرب فهو تفاؤل مفرط به ويكفي الاتجار بحكاية الحرب وكأنها صارت ملهاة ونكتة تنتظر

علينا أن نكون مستعدين لخوض حرب أو تلقي هجمات قبل أن نفكر بها

أين الخنادق أين الدفاع المدني أين الملاجئ أين الاستعدادات الطبية أين مخزون الدم أين المستشفيات الكافية والأسرة الكافية لاستقبال الجرحى والقتلى من العسكريين والمدنيين

يعني مدينة الطب وحدها في بغداد كان لديها أيام صدام 7000 سرير جاهز للعمل واستقبال المرضى والأجهزة المرافقة له فكم سرير عندنا في المواساة أو المجتهد أو مشفى الشرطة ومشفى حرستا
كم غرفة عمليات جاهزة وكم طبيب مؤهل لدينا

يعني واقع الأرقام مؤلم ، فلا داعي للمزاودة وكأن حكاية الحرب لعبة مسلية ويلي مش مصدق أو متساهل بالأمر يروح إلى الضاحية الجنوبية ببيروت ويشوف الدمار
يروح لجنوب لبنان ويشوف الخراب

roclan
21/02/2008, 15:57
سوريا الله حاميها