safie07
19/02/2008, 14:43
تحياتي لكل الاعضاء:D
نظرا لموقع القضية الفلسطينية المهم في حياتنا (الرقمية على الاقل:oops:).. و اغناءا للنقاشات الدائرة في المنتدى السياسي.. و محاولة لتنويع المواضيع حتى لا يطغى عليها طابع فكري واحد..;) سأنقل اخر مواضيع نايف حواتمة حول "الإستراتيجية الأمريكية ... وتقاطع الأهداف مع الكولونيالية التوسعية الصهيونية" المنشور هذا اليوم على صفحات الحوار المتمدن في حلقات نظرا لطول الموضوع نسبيا.. على امل تفاعل الاعضاء مع افكاره.
الانقسام الفلسطيني … غياب المشروع الوطني الموحد ... القفز نحو الحل الإقليمي
القضية الفلسطينية هي نتاج مشاريع وأهداف الكولونيالية والاحتلال العسكري، وأهداف تقاطع مصالح الإدارة الأمريكية والتوسعية الإسرائيلية وإستراتيجيتها في المنطقة الإقليمية، ذاتها المنطقة التي تشهد حروباً منذ عقود مديدة، وتهدد بحروب "استباقية" جديدة، بدلاً من تحويلها إلى منطقة أمن جماعي يؤكد بها على حقوق الإنسان والتعددية الثقافية، والديمقراطية التعددية والحريات الأساسية والحقوق المدنية. لهذه الأسباب تعارض الولايات المتحدة العودة بالقضية الفلسطينية إلى مرجعية قرارات المجتمع الدولي، الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي، لتحقيق السلام المتوازن. لقد أعلن بوش في "إسرائيل" أن الأمم المتحدة "عجزت" عن حل القضية الفلسطينية، "متجاهلاً عمداً" دور الولايات المتحدة في تعطيل كل القرارات الدولية بشأن الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، ودوره طيلة سبع سنوات عجاف في الانحياز الأعمى لحكومات شارون ـ أولمرت، ومساندتها في حروبها على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
اللاءات الصهيونية و "رؤية بوش"
بذات السياق يمكن تفحص زيارة بوش، التي تواكبت مع "نصيحة" البيت الأبيض بـ "عدم توقع اختراقات"، على الرغم من ترديد بوش في كلمته بأن ثمة "فرصة تاريخية للتوصل إلى سلام هذا العام وقبل انتهاء الولاية"، مشدداً على أن "يتفهموا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض إملاءاتها، إلا أننا سنساعد ونحن راغبون في المساعدة". وفرض الإملاءات يقصد بها عدم مواجهة اللاءات الصهيونية في منظورها للتسوية، قوى اليمين الصهيوني العنصري والديني السلفي الأصولي المتطرف في الائتلاف الحاكم، ممثلاً في حزب "إسرائيل بيتنا" العلماني العنصري، وحزب "شاس" المتدين والمتطرف، اللذان يفرضان أجندتهما على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي في جهود الاستيطان والسيطرة على الأرض الفلسطينية. والآن حزب ليبرمان يستقيل من حكومة أولمرت، لمجرد أن بدأت المفاوضات على قضايا الصراع الأساسية، وغداً يستقيل حزب شاس بمجرد طرح قضية القدس على طاولة المفاوضات، وهكذا تدور الدائرة بأقصى اليمين التقليدي والأصولي على جانبي خط الصراع في منطقة الشرق الأوسط، يغذي كل منهما الآخر في ادعاءاته وأطروحاته.
بين اليمين ويمين قوى الوسط (كاديما وحزب العمل)، فإن رئيس الحكومة أولمرت يؤكد أنه لن يفرط في إيديولوجية التوسع الصهيونية، ويؤكد ذلك دخوله في السباق الدموي الاستيطاني مع "ليكود" باتهامه زعيم هذا الحزب المتطرف نتنياهو بأنه قد "خضع لإرادة الولايات المتحدة، وفرط في التراث التوسعي (المسمى زوراً في أدبيات اليمين الصهيوني) أرض إسرائيل التوراتية".
لقد فرضت اللاءات الصهيونية نفسها على خطاب بوش في زيارته، الذي لم يعلن التزام الولايات المتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة على أراضي عام 1967 المحتلة، ومدينة القدس الشرقية عاصمة لها، وعودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194، بل طالب بتعديلات على خط الهدنة، وتأكيده "دولة إسرائيل اليهودية" بالمعنى الإثني الإيديولوجي العنصري ومخاطره على حق العودة، وعلى عرب 1948. وأنتجت زيارته مخاطر جديدة على القضية الفلسطينية، على المجموعة السياسية المتنفذة المعبر عنها "بفريق أوسلو" و "المرتدين عن وثيقة الوفاق الوطني التوحيدية" أن تفحصها جيداً، لاستخلاص العبر والاستحقاقات الوطنية الإستراتيجية والوطنية الوحدوية المطلوبة، ففي مخاطر الزيارة موقف الإدارة الأمريكية الراهنة، رغم وعود بوش؛ فهو ينطلق من الرؤية الصهيونية للحل التي أكد عليها عام 2004 بوعوده لشارون بـ "عدم الانسحاب إلى حدود العام 4 حزيران/ يونيو 1967، والموافقة على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى "إسرائيل"، وعدم الإقرار والقبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم وفق القرار الأممي 194، في سياق "ورقة الضمانات الأمريكية" التي منحها لشارون (14/4/2004)، لقد ورد هذا كله في بيانه "إدخال تعديلات على خط الهدنة عام 1949"، والتفريق بين "المستوطنات الإسرائيلية المرخصة وغير المرخصة" والقفز عن القرارات الدولية والشرعية الدولية، بما قاله بالأخذ بعين الاعتبار "الحقائق الجديدة" أي المستوطنات، وبالذات الكتل الكبرى. كما حمل إعلانه مخاطر على مدينة القدس الشرقية المحتلة عام 1967، بعد هذا لا يكفي أن يردد على مسامعنا كلمات "دولة فلسطينية مستقلة ومستمرة".
لقد سعى بوش لإرضاء "إسرائيل" في تأكيده سياساته حول قضايا التفاوض، متحيزاً لها فيما يتعلق بكل ما هو جوهري، حق العودة والقدس، فضلاً عن "تمليكها سلطة القرار" في كل ما يعتبر حقاً من حقوق الشعب الفلسطيني، بدلاً من مرجعية القانون الدولي والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ودفعه بالتسوية انطلاقاً من الرؤية الإسرائيلية لتنفيذها، ومسبقاً نقول لن يكتب لها النجاح، وأمامنا تجربة أوسلو حيث لم يكتب لها تقدم ونجاح ووصلت إلى الجدار، بسبب من استبعاد المرجعية للشرعية الدولية والقانون الدولي، ومجمل القرارات الصادرة ذات الصلة، وكان من الممكن تحديدها كمرجعية للمفاوضات، وتم استبعادها لعدم صدق النية للتوسعية الصهيونية لإقامة السلام الحقيقي والشامل في المنطقة بأسرها، إن السير الفلسطيني في هذه المتاهة، سيعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني بدلاً من تجاوزه بما أُجمع عليها وطنياً ممثلاً إعلان القاهرة (آذار/ مارس 2005) ووثيقة الوفاق الوطني (26 حزيران/ يونيو 2006) (راجع كتاب حواتمة "الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين ... ؟!"، وكتاب "أوسلو والسلام الآخر المتوازن").
وستعمل الإدارة الأمريكية على تنفيذ هذه الرؤية الإسرائيلية ـ الأمريكية للحل، فالتدخل الأمريكي لصالح "إسرائيل" سافر ومنحاز، وما زال يواصل المفاوض الفلسطيني ـ فريق أوسلو ـ والمرتدين عن وثيقة الوفاق الوطني بعثرة أوراق القوة الفلسطينية الوحدوية، وسيجدون أنفسهم في نهاية الأمر أمام الورقة الأمريكية الوحيدة التي لا يمكن للشعب الفلسطيني القبول بها، فلن يوافق على ابتلاع حقوقه بالأرض والعودة والقدس مقابل ما يمكن تسميته دولة ـ كيان ـ مجرد من السيادة وإن سُمّي دولة، منزوع السلاح، لا يسمح له بالسيطرة على أجوائه ومعابره وموارده.
ويمكن أيضاً الملاحظة بسهولة أن من بين أهداف زيارة بوش يبرز هدف دعم أولمرت عشية تقرير "فينوغراد"، الدعم الكبير في الكلمات الحميمية الشخصية، لتعزيز فرص البقاء في الحكم بعد صدور تقرير "فينوفراد"، وهو الآن لم يعد بعد إعلانه يهدد الحكومة بالسقوط، وبدون نتائج "فينوغراد" وبحسب استطلاع نتائج "مؤشر السلام الأكاديمي" الذي تجريه كل شهر جامعة تل أبيب، ونشرته صحيفة "هآرتس" مطلع الشهر الماضي (كانون الثاني/يناير)، فإن الزيارة وحفاوة الكلمات المتبادلة، تحمل في معنى من معانيها الضغط الأمريكي لدعم أولمرت، الذي يطالبه الرأي العام "الإسرائيلي" بالاستقالة، بنسبة 66 % من إجمالي "الإسرائيليين"، و55 % من المصوتين لحزب كاديما الحاكم، ولجنة "فينوغراد" نشرت تقريرها الثاني والنهائي في 30 كانون الثاني/ يناير، عن نتائج تحقيقها في إخفاقات القيادة الإسرائيلية خلال حرب العدوان على لبنان صيف 2006، وفشلها في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية "لإسرائيل". كما يمكن الملاحظة أن ائتلاف اليمين ويمين الوسط الصهيوني الحاكم راهناً يعمل تحت إملاءات اليمين الصهيوني العنصري والآخر السلفي الأصولي المتطرف (إسرائيل بيتنا وحزب شاس)، اللذان يفرضان أجندتهما على هذا الائتلاف الصهيوني حتى بعد خروج حزب ليبرمان من الائتلاف الحكومي. أما اليمين ويمين الوسط (كاديما وحزب العمل)؛ وكلاً منهما له أسبابه؛ فقد دخلا (أولمرت وباراك) في سباق على باروميتر إيديولوجية التوسع الصهيونية، يدلل على ذلك موقف أولمرت في السباق الدموي للاستيطان ودخوله السباق مع اليمين الإصلاحي الصهيوني التقليدي "ليكود" باتهامه زعيم هذا الحزب المتطرف نتنياهو بأنه قد خضع لإرادة الولايات المتحدة، وفرط في التراث التوسعي (المسمى زوراً في أدبيات اليمين الصهيوني) "أرض إسرائيل التوراتية".
نايف حواتمةالحوار المتمدن - (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)العدد: 2196 -
2008 / 2 / 19
- يتبع -
نظرا لموقع القضية الفلسطينية المهم في حياتنا (الرقمية على الاقل:oops:).. و اغناءا للنقاشات الدائرة في المنتدى السياسي.. و محاولة لتنويع المواضيع حتى لا يطغى عليها طابع فكري واحد..;) سأنقل اخر مواضيع نايف حواتمة حول "الإستراتيجية الأمريكية ... وتقاطع الأهداف مع الكولونيالية التوسعية الصهيونية" المنشور هذا اليوم على صفحات الحوار المتمدن في حلقات نظرا لطول الموضوع نسبيا.. على امل تفاعل الاعضاء مع افكاره.
الانقسام الفلسطيني … غياب المشروع الوطني الموحد ... القفز نحو الحل الإقليمي
القضية الفلسطينية هي نتاج مشاريع وأهداف الكولونيالية والاحتلال العسكري، وأهداف تقاطع مصالح الإدارة الأمريكية والتوسعية الإسرائيلية وإستراتيجيتها في المنطقة الإقليمية، ذاتها المنطقة التي تشهد حروباً منذ عقود مديدة، وتهدد بحروب "استباقية" جديدة، بدلاً من تحويلها إلى منطقة أمن جماعي يؤكد بها على حقوق الإنسان والتعددية الثقافية، والديمقراطية التعددية والحريات الأساسية والحقوق المدنية. لهذه الأسباب تعارض الولايات المتحدة العودة بالقضية الفلسطينية إلى مرجعية قرارات المجتمع الدولي، الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي، لتحقيق السلام المتوازن. لقد أعلن بوش في "إسرائيل" أن الأمم المتحدة "عجزت" عن حل القضية الفلسطينية، "متجاهلاً عمداً" دور الولايات المتحدة في تعطيل كل القرارات الدولية بشأن الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، ودوره طيلة سبع سنوات عجاف في الانحياز الأعمى لحكومات شارون ـ أولمرت، ومساندتها في حروبها على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
اللاءات الصهيونية و "رؤية بوش"
بذات السياق يمكن تفحص زيارة بوش، التي تواكبت مع "نصيحة" البيت الأبيض بـ "عدم توقع اختراقات"، على الرغم من ترديد بوش في كلمته بأن ثمة "فرصة تاريخية للتوصل إلى سلام هذا العام وقبل انتهاء الولاية"، مشدداً على أن "يتفهموا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض إملاءاتها، إلا أننا سنساعد ونحن راغبون في المساعدة". وفرض الإملاءات يقصد بها عدم مواجهة اللاءات الصهيونية في منظورها للتسوية، قوى اليمين الصهيوني العنصري والديني السلفي الأصولي المتطرف في الائتلاف الحاكم، ممثلاً في حزب "إسرائيل بيتنا" العلماني العنصري، وحزب "شاس" المتدين والمتطرف، اللذان يفرضان أجندتهما على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي في جهود الاستيطان والسيطرة على الأرض الفلسطينية. والآن حزب ليبرمان يستقيل من حكومة أولمرت، لمجرد أن بدأت المفاوضات على قضايا الصراع الأساسية، وغداً يستقيل حزب شاس بمجرد طرح قضية القدس على طاولة المفاوضات، وهكذا تدور الدائرة بأقصى اليمين التقليدي والأصولي على جانبي خط الصراع في منطقة الشرق الأوسط، يغذي كل منهما الآخر في ادعاءاته وأطروحاته.
بين اليمين ويمين قوى الوسط (كاديما وحزب العمل)، فإن رئيس الحكومة أولمرت يؤكد أنه لن يفرط في إيديولوجية التوسع الصهيونية، ويؤكد ذلك دخوله في السباق الدموي الاستيطاني مع "ليكود" باتهامه زعيم هذا الحزب المتطرف نتنياهو بأنه قد "خضع لإرادة الولايات المتحدة، وفرط في التراث التوسعي (المسمى زوراً في أدبيات اليمين الصهيوني) أرض إسرائيل التوراتية".
لقد فرضت اللاءات الصهيونية نفسها على خطاب بوش في زيارته، الذي لم يعلن التزام الولايات المتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة على أراضي عام 1967 المحتلة، ومدينة القدس الشرقية عاصمة لها، وعودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194، بل طالب بتعديلات على خط الهدنة، وتأكيده "دولة إسرائيل اليهودية" بالمعنى الإثني الإيديولوجي العنصري ومخاطره على حق العودة، وعلى عرب 1948. وأنتجت زيارته مخاطر جديدة على القضية الفلسطينية، على المجموعة السياسية المتنفذة المعبر عنها "بفريق أوسلو" و "المرتدين عن وثيقة الوفاق الوطني التوحيدية" أن تفحصها جيداً، لاستخلاص العبر والاستحقاقات الوطنية الإستراتيجية والوطنية الوحدوية المطلوبة، ففي مخاطر الزيارة موقف الإدارة الأمريكية الراهنة، رغم وعود بوش؛ فهو ينطلق من الرؤية الصهيونية للحل التي أكد عليها عام 2004 بوعوده لشارون بـ "عدم الانسحاب إلى حدود العام 4 حزيران/ يونيو 1967، والموافقة على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى "إسرائيل"، وعدم الإقرار والقبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم وفق القرار الأممي 194، في سياق "ورقة الضمانات الأمريكية" التي منحها لشارون (14/4/2004)، لقد ورد هذا كله في بيانه "إدخال تعديلات على خط الهدنة عام 1949"، والتفريق بين "المستوطنات الإسرائيلية المرخصة وغير المرخصة" والقفز عن القرارات الدولية والشرعية الدولية، بما قاله بالأخذ بعين الاعتبار "الحقائق الجديدة" أي المستوطنات، وبالذات الكتل الكبرى. كما حمل إعلانه مخاطر على مدينة القدس الشرقية المحتلة عام 1967، بعد هذا لا يكفي أن يردد على مسامعنا كلمات "دولة فلسطينية مستقلة ومستمرة".
لقد سعى بوش لإرضاء "إسرائيل" في تأكيده سياساته حول قضايا التفاوض، متحيزاً لها فيما يتعلق بكل ما هو جوهري، حق العودة والقدس، فضلاً عن "تمليكها سلطة القرار" في كل ما يعتبر حقاً من حقوق الشعب الفلسطيني، بدلاً من مرجعية القانون الدولي والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ودفعه بالتسوية انطلاقاً من الرؤية الإسرائيلية لتنفيذها، ومسبقاً نقول لن يكتب لها النجاح، وأمامنا تجربة أوسلو حيث لم يكتب لها تقدم ونجاح ووصلت إلى الجدار، بسبب من استبعاد المرجعية للشرعية الدولية والقانون الدولي، ومجمل القرارات الصادرة ذات الصلة، وكان من الممكن تحديدها كمرجعية للمفاوضات، وتم استبعادها لعدم صدق النية للتوسعية الصهيونية لإقامة السلام الحقيقي والشامل في المنطقة بأسرها، إن السير الفلسطيني في هذه المتاهة، سيعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني بدلاً من تجاوزه بما أُجمع عليها وطنياً ممثلاً إعلان القاهرة (آذار/ مارس 2005) ووثيقة الوفاق الوطني (26 حزيران/ يونيو 2006) (راجع كتاب حواتمة "الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين ... ؟!"، وكتاب "أوسلو والسلام الآخر المتوازن").
وستعمل الإدارة الأمريكية على تنفيذ هذه الرؤية الإسرائيلية ـ الأمريكية للحل، فالتدخل الأمريكي لصالح "إسرائيل" سافر ومنحاز، وما زال يواصل المفاوض الفلسطيني ـ فريق أوسلو ـ والمرتدين عن وثيقة الوفاق الوطني بعثرة أوراق القوة الفلسطينية الوحدوية، وسيجدون أنفسهم في نهاية الأمر أمام الورقة الأمريكية الوحيدة التي لا يمكن للشعب الفلسطيني القبول بها، فلن يوافق على ابتلاع حقوقه بالأرض والعودة والقدس مقابل ما يمكن تسميته دولة ـ كيان ـ مجرد من السيادة وإن سُمّي دولة، منزوع السلاح، لا يسمح له بالسيطرة على أجوائه ومعابره وموارده.
ويمكن أيضاً الملاحظة بسهولة أن من بين أهداف زيارة بوش يبرز هدف دعم أولمرت عشية تقرير "فينوغراد"، الدعم الكبير في الكلمات الحميمية الشخصية، لتعزيز فرص البقاء في الحكم بعد صدور تقرير "فينوفراد"، وهو الآن لم يعد بعد إعلانه يهدد الحكومة بالسقوط، وبدون نتائج "فينوغراد" وبحسب استطلاع نتائج "مؤشر السلام الأكاديمي" الذي تجريه كل شهر جامعة تل أبيب، ونشرته صحيفة "هآرتس" مطلع الشهر الماضي (كانون الثاني/يناير)، فإن الزيارة وحفاوة الكلمات المتبادلة، تحمل في معنى من معانيها الضغط الأمريكي لدعم أولمرت، الذي يطالبه الرأي العام "الإسرائيلي" بالاستقالة، بنسبة 66 % من إجمالي "الإسرائيليين"، و55 % من المصوتين لحزب كاديما الحاكم، ولجنة "فينوغراد" نشرت تقريرها الثاني والنهائي في 30 كانون الثاني/ يناير، عن نتائج تحقيقها في إخفاقات القيادة الإسرائيلية خلال حرب العدوان على لبنان صيف 2006، وفشلها في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية "لإسرائيل". كما يمكن الملاحظة أن ائتلاف اليمين ويمين الوسط الصهيوني الحاكم راهناً يعمل تحت إملاءات اليمين الصهيوني العنصري والآخر السلفي الأصولي المتطرف (إسرائيل بيتنا وحزب شاس)، اللذان يفرضان أجندتهما على هذا الائتلاف الصهيوني حتى بعد خروج حزب ليبرمان من الائتلاف الحكومي. أما اليمين ويمين الوسط (كاديما وحزب العمل)؛ وكلاً منهما له أسبابه؛ فقد دخلا (أولمرت وباراك) في سباق على باروميتر إيديولوجية التوسع الصهيونية، يدلل على ذلك موقف أولمرت في السباق الدموي للاستيطان ودخوله السباق مع اليمين الإصلاحي الصهيوني التقليدي "ليكود" باتهامه زعيم هذا الحزب المتطرف نتنياهو بأنه قد خضع لإرادة الولايات المتحدة، وفرط في التراث التوسعي (المسمى زوراً في أدبيات اليمين الصهيوني) "أرض إسرائيل التوراتية".
نايف حواتمةالحوار المتمدن - (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)العدد: 2196 -
2008 / 2 / 19
- يتبع -