-
دخول

عرض كامل الموضوع : أم علي الله لايوفقهن غلوا المتة عشر ليرات


المحارب العتيق
18/02/2008, 02:06
أم علي...الله لايوفقِهنْ غلّوا المتة عشر ليرات

أم علي مستاءة وغاضبة جداً هذه الأيام ولا مانع لديها من إطلاق المسبات ومن العيار الثقيل .
ترشق شفة متة وتقول .. غليت علبة المتة عشر ليرات الله لا يوفقهن موحاجي ما منشرب شي غيرها لا شاي ولا قهوي ولا كازوز ولا بون جوس .
الأرملة الطرطوسية تقضي نهاراتها تقشر الجزر وتحضر الكوسا وتقطع البقدونس حتى نسوان الشعلان ما يتعبوا حالهن .. ولا صديق لها إلا كاسة المتة وحلم طويل بأن يكبر ابنها علي وأخته فاطمة ويدخلوا الجامعة .
وتقول : العلم أحسن شي بها الدنيا وابنها علي شاطر وبكرى رح يفوت عالجامعة وبتبطل هي ـ العمل ـ أبو علي مات بكير والدلال راح معو وحلفت يمين إنو ما حدا رح يدللها غير علي .
وتعود إلى كاسة المتة ، لتعاود المسبات وتقول شو مفكرين عم نشرب مازوت حتى غلوها ، وغير هيك صارت المالطا عم تجي ناعمي كتير كلون غشاشين الله لا يوفقهن .
شعرت بالعجز أمامها حاولت الاعتذار عن مشاركتها شرب المتة كي أوفر عليها ولكنها أصرت على أن أشرب فقلت لها إذاً بلا سكر محاولة أن أبدوا ضيفاً خفيفاً ، لا داعي لأن تفتح أي حديث معها ، فمع تقشير خمس كيليات جزر تكون قد لخصت لك واقع الدخل السوري بما يعانيه من غلاء كل شيء لتتذكر فجأة أفضال أبو علي الله يرحمو فهو عرف أنه سيموت باكراً فاشترى لها غرفتين في المزة 86 ومن جهة المدرسة الله يرحمو ـ تقول ـ بإمكانها أن تحدث حالة مزاوجة غريبة بين الفرح والحزن بين الرضا والرفض بين القلق والطمأنينة، وفي كل ذلك تؤكد أن الغلاء يقلقها خاصة وان صاحب المحل الذي تقشر وتقطع له الخضار في الشعلان رفض أن يرفع لها أجرتها، رغم أنها قالت له أن المتة غلييت عشر ليرات وكل هذا لم تفصح عن غلاء الرز والبرغل والعدس والحمص والسمنة والزيت وو.... الله يلعن أبوهن ما خلو شي إلا وغلوه الله لا يشبعهم والله كاسة متي بتسواهن كلون الله يرحمك يا بو علي لولا منك كنا بالشارع هلا.
دخلت فاطمة جائعة حقيبتها الثقيلة أرهقت ظهرها الغض ، صحيح أن المنزل الذي اشتراه بو علي من جهة المدرسة ، لكنه بآخر ما عمر الله ، كيف وصل إلى هذا البيت لا أعرف قالت أم علي التي نهضت لتسخن رز بشعيرية ريثما تُحضر فاطمة نص كيلو لبن الله لا يوفقهن كيلو اللبن بـ 30 ليرة .
أخيراً طلبي لم يكن مستجاب عند أم علي لذلك لن أقول لكم ما هو الطلب وتحية للمرأة السورية التي تعمل بكرامة من أجل أن تحيا بكرامة ولتحيا كاسة المتة .
المهم أنني خرجت بحل أكيد لأزمة الغلاء .. فأم علي قالت: الدولة وحدها التي توقف هذا الغلاء .
وقبل أن أخرج من هذه السطور...كان لابد من أن أتذكر مسلسل ذئاب في غابة الغزلان عفواً قصدي غزلان في غابة الذئاب الله لايوفقهن.
هيام علي

souriana
18/02/2008, 02:19
ذبحوك وانت في مهدك يا سورية

عقبال ما الحقك يا ابو علي مشان ما شوف المصايب اللي جاي على هالبلد

باشق مجروح
18/02/2008, 02:33
كلام رائع وكبير ومعبر...
ام علي بكلماتها البسيطة تعطي بعد انساني عميق من جهة و تمثل وتختصر معاناة الشعب من جهة أخرى.
اسلوب فريد في الكتابة
من اعماق قلبي المحروق لوعة على بلدي الحبيب اشكرك محارب عتيق واصافحك
:deal:

Government
18/02/2008, 06:18
ليش شقد كانت المتة وشقد صارت ؟

المحارب العتيق
19/02/2008, 01:26
ليش شقد كانت المتة وشقد صارت ؟
يمكن مالها قيمة العشر ليرات بس عند الطبقة الفقيرة مع كل الغلا وشبه أنعدام الدخل بتعني كتير

شوط ياقمر
03/03/2008, 07:37
عوجــــــــــــــــــــا