أحمد العجي
20/07/2005, 08:01
قبل أيام صدر للشاعر محمد إبراهيم العزة (80) عاما ديوان شعر حمل توقيع الكنية التي يعرف بها العزة وهي «أبو ياسر»، أضاف إليها محبوه الذين نشروا الديوان لقب (النابغة العزي) في إشارة لقرض هذا الشاعر التقليدي للشعر في سن متقدمة مثل النابغة الذبياني.
أبو ياسر العزة شاعر تقليدي، لا يخرج عن بحور الشعر التي وضعها الخليل، وكذلك موضوعاته، مثل مطولته الشعرية عن القدس، التي نظمها تمهيدا لملحمة شعرية يعمل عليها عن المدينة المقدسة سيطلق عليها (لامية القدس). وليست هذه المرة الأولى، التي يكتب فيها العزة عن القدس، لكن، وكما يقول، تمتاز تجربته هذه المرة بشموليتها ونضجها الفني.
كتب العزة مطولات شعرية، سابقاً، عن «مجزرة الحرم الإبراهيمي» و«الشهداء» والمعركة التي انتصر فيها العرب ووضعت، حداً نهائياً، للوجود الإمبراطوري الروماني في الشرق العربي. وكذلك كتب لـ«اجنادين»، وهي تقع ضمن حدود قرية (تل الصافي) التي ولد فيها العزة عام 1925 وشرد منها عام 1948، وعلى أنقاضها بنيت مستوطنة إسرائيلية. وللعزة مطولة طريفة عن صفات العبقري، رغم انه لا يعتبر نفسه عبقريا ويترك للناس تقدير نبوغه والاعتراف بشعره.
وكان العزة، بدأ نظم الشعر وعمره (62) عاما، وسرعان ما اكتسب شعبية، وأصبح وجوده أمرا مألوفا في المهرجانات التي تنظم في المدن الفلسطينية، وتخطت شهرته الأرض المحتلة، وشارك بطلب من محبين له خارج الوطن، بإلقاء شعره في غرف الـ«بال توك» على الانترنت.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أخبرنا العزة انه عندما نظم الشعر في هذه السن المتأخرة، لم يكن يدخل عالماً غريباً، فهو ومنذ كان عمره عشر سنوات حفظ الشعر وألقاه. وأضاف العزة: «فانا لم أتعلم في المدارس، وختمت القرآن في كتاب قريتي تل الصافي عامي 36 ـ 1938، وفي عام 1987، وبعد أن كبر أولادي، تركت العمل وتفرغت للأدب، وأصبح الشعر قضية حياتي».
وعن أول قصيدة كتبها يقول العزة: «إحدى الجمعيات الخيرية طلبت مني اختيار قصيدة لإلقائها في مهرجان، وسألت نفسي: لماذا لا اكتب أنا القصيدة؟ وهكذا كان، وألقيت القصيدة أمام مئات المواطنين، وهذا أعطاني دفعة وثقة بنفسي».
وعن كيفية كتابة القصيدة يقول العزة «تبدأ المسالة بإي خاطرة تمر بخاطري، فاكتب صدر بيت وعجزه، ثم ابني عليه قصيدة، والورقة والقلم يلازماني، حتى عند نومي، وعندما يأتي الإيحاء، اكتب صدر البيت أو عجزه وأنا مغمض العينين، وفي الصباح تدلني الخربشات التي كتبتها على بناء القصيدة».
والعزة لا يشعر بأي ندم، لأنه بدا يكتب متأخرا، ويقول انه كتب عشرات القصائد، ولو بدأ مبكرا في كتابة الشعر ربما لم يكن ليكتب كل هذا العدد. ويرى العزة بان الشعر يطيل العمر، ويقاوم الزمن، ومنذ أن بدأ يكتب لم يدخل مستشفى ولم يراجع طبيبا، رغم أن السيجارة لا تفارق شفتيه، ويدخن الدخان التقليدي الثقيل المسمى (الهيشي)، ويشعر وكأن عمره عشر سنوات.
ولا يحب العزة، الذي يسكن في مخيم الدهيشة للاجئين، الألقاب التي أطلقها عليه أصدقاؤه مثل (شاعر الخيمة) و(شاعر المخيم)، لأنه لا يحب أن يوضع في زاوية معينة. ورغم أن علاقته جيدة مع الشعراء الذين يكتبون الشعر المرسل، إلا انه لا يستطيع هضم الشعر الجديد كما يقول.
ولكن الشعبية التي يجدها العزة في المهرجانات تثير حفيظة الشعراء الشبان، الذيم لم يحققوا نفس النجاح امام جمهور لا تستهويه القصيدة التقليدية. وتأثر العزة بابي العلاء المعري وبشعراء فلسطين: إبراهيم طوقان، وعبد الكريم الكرمي (ابو سلمى)، وعبد الرحيم محمود، ويذكر انه عندما كان صغيرا مع شقيقه الذي كان يعمل في (البوليس البريطاني) في بيسان، شاهد الشاعر عبد الرحيم محمود لابسا حزاما من السلاح وسط مجموعة من الثوار، ووجد له مهابة ووقعا عند زملائه الثوار، فتخيله بأنه إنسان له جناحان، وعندما اقترب منه لم يجدهما، ولكنه عرف فيما بعد بان الشعر يحلق بالشاعر ويجعل له جناحين.
والمعروف بان عبد الرحيم محمود استشهد في معركة (الشجرة) قرب الناصرة، في أثناء مواجهات بين الثوار والعصابات الصهيونية في ثلاثينات القرن الماضي. والشاعر العزة، محب لليل والسهر، ولا ينام إلا (5) ساعات مقسمة على الليل والنهار، وعندما يكتب يجلس في غرفته الصغيرة في المخيم أمامه الورود والماء النقي لوحده، كما يقول.
وأضاف الشعر للعزة، أصدقاء جددا، وهذا جعله، يشعر بالغنى المعنوي، كما حافظ على أصدقائه من كبار السن الذين يطلبون منه قصائده على أشرطة لسماعها، وهو ما يفعله مسرورا، إذ يسجلها ويوزعها عليهم في منازلهم.
أبو ياسر العزة شاعر تقليدي، لا يخرج عن بحور الشعر التي وضعها الخليل، وكذلك موضوعاته، مثل مطولته الشعرية عن القدس، التي نظمها تمهيدا لملحمة شعرية يعمل عليها عن المدينة المقدسة سيطلق عليها (لامية القدس). وليست هذه المرة الأولى، التي يكتب فيها العزة عن القدس، لكن، وكما يقول، تمتاز تجربته هذه المرة بشموليتها ونضجها الفني.
كتب العزة مطولات شعرية، سابقاً، عن «مجزرة الحرم الإبراهيمي» و«الشهداء» والمعركة التي انتصر فيها العرب ووضعت، حداً نهائياً، للوجود الإمبراطوري الروماني في الشرق العربي. وكذلك كتب لـ«اجنادين»، وهي تقع ضمن حدود قرية (تل الصافي) التي ولد فيها العزة عام 1925 وشرد منها عام 1948، وعلى أنقاضها بنيت مستوطنة إسرائيلية. وللعزة مطولة طريفة عن صفات العبقري، رغم انه لا يعتبر نفسه عبقريا ويترك للناس تقدير نبوغه والاعتراف بشعره.
وكان العزة، بدأ نظم الشعر وعمره (62) عاما، وسرعان ما اكتسب شعبية، وأصبح وجوده أمرا مألوفا في المهرجانات التي تنظم في المدن الفلسطينية، وتخطت شهرته الأرض المحتلة، وشارك بطلب من محبين له خارج الوطن، بإلقاء شعره في غرف الـ«بال توك» على الانترنت.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أخبرنا العزة انه عندما نظم الشعر في هذه السن المتأخرة، لم يكن يدخل عالماً غريباً، فهو ومنذ كان عمره عشر سنوات حفظ الشعر وألقاه. وأضاف العزة: «فانا لم أتعلم في المدارس، وختمت القرآن في كتاب قريتي تل الصافي عامي 36 ـ 1938، وفي عام 1987، وبعد أن كبر أولادي، تركت العمل وتفرغت للأدب، وأصبح الشعر قضية حياتي».
وعن أول قصيدة كتبها يقول العزة: «إحدى الجمعيات الخيرية طلبت مني اختيار قصيدة لإلقائها في مهرجان، وسألت نفسي: لماذا لا اكتب أنا القصيدة؟ وهكذا كان، وألقيت القصيدة أمام مئات المواطنين، وهذا أعطاني دفعة وثقة بنفسي».
وعن كيفية كتابة القصيدة يقول العزة «تبدأ المسالة بإي خاطرة تمر بخاطري، فاكتب صدر بيت وعجزه، ثم ابني عليه قصيدة، والورقة والقلم يلازماني، حتى عند نومي، وعندما يأتي الإيحاء، اكتب صدر البيت أو عجزه وأنا مغمض العينين، وفي الصباح تدلني الخربشات التي كتبتها على بناء القصيدة».
والعزة لا يشعر بأي ندم، لأنه بدا يكتب متأخرا، ويقول انه كتب عشرات القصائد، ولو بدأ مبكرا في كتابة الشعر ربما لم يكن ليكتب كل هذا العدد. ويرى العزة بان الشعر يطيل العمر، ويقاوم الزمن، ومنذ أن بدأ يكتب لم يدخل مستشفى ولم يراجع طبيبا، رغم أن السيجارة لا تفارق شفتيه، ويدخن الدخان التقليدي الثقيل المسمى (الهيشي)، ويشعر وكأن عمره عشر سنوات.
ولا يحب العزة، الذي يسكن في مخيم الدهيشة للاجئين، الألقاب التي أطلقها عليه أصدقاؤه مثل (شاعر الخيمة) و(شاعر المخيم)، لأنه لا يحب أن يوضع في زاوية معينة. ورغم أن علاقته جيدة مع الشعراء الذين يكتبون الشعر المرسل، إلا انه لا يستطيع هضم الشعر الجديد كما يقول.
ولكن الشعبية التي يجدها العزة في المهرجانات تثير حفيظة الشعراء الشبان، الذيم لم يحققوا نفس النجاح امام جمهور لا تستهويه القصيدة التقليدية. وتأثر العزة بابي العلاء المعري وبشعراء فلسطين: إبراهيم طوقان، وعبد الكريم الكرمي (ابو سلمى)، وعبد الرحيم محمود، ويذكر انه عندما كان صغيرا مع شقيقه الذي كان يعمل في (البوليس البريطاني) في بيسان، شاهد الشاعر عبد الرحيم محمود لابسا حزاما من السلاح وسط مجموعة من الثوار، ووجد له مهابة ووقعا عند زملائه الثوار، فتخيله بأنه إنسان له جناحان، وعندما اقترب منه لم يجدهما، ولكنه عرف فيما بعد بان الشعر يحلق بالشاعر ويجعل له جناحين.
والمعروف بان عبد الرحيم محمود استشهد في معركة (الشجرة) قرب الناصرة، في أثناء مواجهات بين الثوار والعصابات الصهيونية في ثلاثينات القرن الماضي. والشاعر العزة، محب لليل والسهر، ولا ينام إلا (5) ساعات مقسمة على الليل والنهار، وعندما يكتب يجلس في غرفته الصغيرة في المخيم أمامه الورود والماء النقي لوحده، كما يقول.
وأضاف الشعر للعزة، أصدقاء جددا، وهذا جعله، يشعر بالغنى المعنوي، كما حافظ على أصدقائه من كبار السن الذين يطلبون منه قصائده على أشرطة لسماعها، وهو ما يفعله مسرورا، إذ يسجلها ويوزعها عليهم في منازلهم.