فاوست
08/02/2008, 15:34
لمن لايعرف فراس سعد,هذه بطاقة تعريف موجزة به:
أبصرت عينا فراس النور لأول مرة في حياته, داخل قرية القنجرة الساحلية التي لاتبعد سوى بضعة كيلو مترات عن مدينة اللاذقية ,نشأفراس وترعرع ضمن عائلة بعثية فلاحية تحمل الكثير من صفات الطبقات الوسطى في سوريا,عمل والده إلى جانب الحقل معلما ابتدائيا ومن ثم مفتشا في مديرية التربية في اللاذقية , وأمه هي الأخرى معلمة من قرية الشيخ بدر في ريف طرطوس , وفراس الذكر الوحيد لأبويه ,لذلك تربى على الغنج والدلال والثقافة البعثية. بدأت مشاكل فراس مع الأسرة والبيئة البعثية أوائل هذا القرن وقد قاده إليها فضوله وموهبته وحبه للمطالعة وشغفه بشبكة الإنترنت , تفاعلت كل هذه العوامل مع شخصية فراس والمتغيرات على الصعيد المحلي والعالمي ,لتجعله حادا في آرائه ,رافضا لثقافة الحزب الواحد والرأي الواحد.
2-كان فراس داخل منتدى الحوار الثقافي في اللاذقية يسمي الأسماء بمسمياتها دون لف او دوران , غير عابئ بعيون الرقباء حوله, فال لهم مرة:
لن تطول لقاءاتنا في هذا المنتدى , هم يريدون لنا أن نجتمع من أجل لعب القمار أو شرب الخمر وليس من أجل قراءة الكتب والحوار حولها , وعندما سألوه عن الدليل أجاب , ماجرى لمنتدى الكواكبي في حلب وكيف فرقوا من اتى إليه بالقوة ! في حين سهلوا بنفس اليوم اجتماعا في شارع لآلاف المؤيدين والمناصرين لـ "رويدة عطية ".
كنا نحن الشيوخ داخل المنتدى نجد بفراس زهرة بنفسج عطرة من أزهار الربيع , نخشى على عطرها من جرأته وشجاعته ونشدانه الدائم للحرية , ومن شدة تعلقنا به ,رغبنا أن نقدم له خبرتنا التي تعصمه من الجموح كثيرا , ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا , فهو يريد أن تكون له تجربته الخاصة به والتي يريد أن يتعلم منها وحدها مهما كلفه ذلك من تضحيات .
3-يصح القول في وعن محنة فراس أنها تعبير عن محنة الشباب العربي الموهوب من المحيط إلى الخليج – الموهبة تصقلها الحرية ولاتبدع إلا ضمنها – والنظام العربي الرسمي وريث استبداد شرقي عمره ألف عام , هو كالأخطبوط الآن ,له ألف رجل ورجل أهمها رجلان قويتان :
الأولى : عائلة بطريركية ينظر الأب فيها لابنه , وكأنه ظله على الأرض , ويريد من أن يكون امتدادا وريثا له بكل شيء , و من شدة حبه له وخوفه عليه وقلقه على مستقبله يريد منه أن ينصاع لأوامره التي تجنبه الخطر في حياته وإذا لم يفعل لا مانع لديه أن يتعاون مع سلطات بلاده من أجل تأديبه .
الثانية : سلطة ديكتاتورية : بيت حكمتها يقول :
السجن مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيع الأعناق
والنتيجة شبابنا العربي الموهوب حاله مثل حال فراس, لا عمل ولا دخل ولا بيت ولا زوجة ولا أطفال ولا مستقبل , ترى هل تعلم سلطاتنا العربية أن تربيتها للموهبة و عقابها لصاحبها بهذه الطريقة يعد السبب الرئيسي لكل هزائمنا العربية الحديثة من عام 1948 إلى عام 1967 إلى وضعنا الحالي حيث نجد أن "خير امة أخرجت الناس " ضمن النظام العالمي الجديد في مؤخرة الامم جميعها ولله الحمد !!!
4- والسجن صورة القبر , ومستودع العظام , يحطم الجسد والروح , لقد وصفه فراس كما أخبرنا الشاعر عبده وازن في ملحق النهار الثقافي حيث خصه بمقال عنوانه – الشاعر السوري فراس سعد سجينا مجهولا – نشر بتاريخ 9/9/2007 , جاء فيه ما يلي :
(( يكتب فراس عن السجن كأنه دخله سابقا ويتحدث عن آلهة الصقيع وكيف يجعل من برده رداء , وكيف يكتب الجدار فوق أضلاعه , وهذه صورة طريفة جدا وأليمة جدا , عوض أن يكتب السجين على جدار السجن يكتب الجدار على ضلوع السجين ! إنها المأساة التي لا يعرفها إلا السجناء وحدهم ))
وإذا كان لكل قاعدة استثناء , فالاستثناء في سوريا هم من كتب السجن على ضلوعهم و خرجوا منه مثقفون يسميهم شيخهم ياسين الحاج صالح – مثقفوا السجن – نضجت ثقافتهم فيه وأنت أقلامهم الساحة السورية بعد ربيع دمشق المؤود , وهم الآن يقبضون على الجمر داخل سوريا .نتوقع من فراس أن يرفد القافلة بعد خروجه من السجن , والدليل على ذلك قوله مخاطبا رب إدارة آلهة الصقيع في جلسة محكمته اليتيمية ما يلي :
(( أنا أحب بلدي , وقد يكون هناك عدم تقدير للحظة السياسية من قبلي , لكن على كل الأحوال عبرت من خلال كتاباتي عن رأي قطاع معين من الناس والتعبير عن الرأي يحتمل الخطأ ))
5- لايسعني بالنهاية إلا ان اضم صوتي إلى صوت الشاعر منذر مصري الذي كتب عن فراس مقالا في جريدة السفير اللبنانية في 24/8/2007 بعنوان"أطلقوا سراح شاعر تنتظره قصائده .... فراس سعد مرقطا بالسياسة والشعر " وأختتمه كما يلي :
(( أطلقوا سراح شاعر تنتظره قصائده , أطلقوا سراح عصفور دوري تنتظره السماء والأشجار وأسطح البيوت وحبال الغسيل , فعصافير الدوري كما يعلم كل مستعبدي الطيور تموت في الأقفاص ))
علي بركات
أبصرت عينا فراس النور لأول مرة في حياته, داخل قرية القنجرة الساحلية التي لاتبعد سوى بضعة كيلو مترات عن مدينة اللاذقية ,نشأفراس وترعرع ضمن عائلة بعثية فلاحية تحمل الكثير من صفات الطبقات الوسطى في سوريا,عمل والده إلى جانب الحقل معلما ابتدائيا ومن ثم مفتشا في مديرية التربية في اللاذقية , وأمه هي الأخرى معلمة من قرية الشيخ بدر في ريف طرطوس , وفراس الذكر الوحيد لأبويه ,لذلك تربى على الغنج والدلال والثقافة البعثية. بدأت مشاكل فراس مع الأسرة والبيئة البعثية أوائل هذا القرن وقد قاده إليها فضوله وموهبته وحبه للمطالعة وشغفه بشبكة الإنترنت , تفاعلت كل هذه العوامل مع شخصية فراس والمتغيرات على الصعيد المحلي والعالمي ,لتجعله حادا في آرائه ,رافضا لثقافة الحزب الواحد والرأي الواحد.
2-كان فراس داخل منتدى الحوار الثقافي في اللاذقية يسمي الأسماء بمسمياتها دون لف او دوران , غير عابئ بعيون الرقباء حوله, فال لهم مرة:
لن تطول لقاءاتنا في هذا المنتدى , هم يريدون لنا أن نجتمع من أجل لعب القمار أو شرب الخمر وليس من أجل قراءة الكتب والحوار حولها , وعندما سألوه عن الدليل أجاب , ماجرى لمنتدى الكواكبي في حلب وكيف فرقوا من اتى إليه بالقوة ! في حين سهلوا بنفس اليوم اجتماعا في شارع لآلاف المؤيدين والمناصرين لـ "رويدة عطية ".
كنا نحن الشيوخ داخل المنتدى نجد بفراس زهرة بنفسج عطرة من أزهار الربيع , نخشى على عطرها من جرأته وشجاعته ونشدانه الدائم للحرية , ومن شدة تعلقنا به ,رغبنا أن نقدم له خبرتنا التي تعصمه من الجموح كثيرا , ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا , فهو يريد أن تكون له تجربته الخاصة به والتي يريد أن يتعلم منها وحدها مهما كلفه ذلك من تضحيات .
3-يصح القول في وعن محنة فراس أنها تعبير عن محنة الشباب العربي الموهوب من المحيط إلى الخليج – الموهبة تصقلها الحرية ولاتبدع إلا ضمنها – والنظام العربي الرسمي وريث استبداد شرقي عمره ألف عام , هو كالأخطبوط الآن ,له ألف رجل ورجل أهمها رجلان قويتان :
الأولى : عائلة بطريركية ينظر الأب فيها لابنه , وكأنه ظله على الأرض , ويريد من أن يكون امتدادا وريثا له بكل شيء , و من شدة حبه له وخوفه عليه وقلقه على مستقبله يريد منه أن ينصاع لأوامره التي تجنبه الخطر في حياته وإذا لم يفعل لا مانع لديه أن يتعاون مع سلطات بلاده من أجل تأديبه .
الثانية : سلطة ديكتاتورية : بيت حكمتها يقول :
السجن مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيع الأعناق
والنتيجة شبابنا العربي الموهوب حاله مثل حال فراس, لا عمل ولا دخل ولا بيت ولا زوجة ولا أطفال ولا مستقبل , ترى هل تعلم سلطاتنا العربية أن تربيتها للموهبة و عقابها لصاحبها بهذه الطريقة يعد السبب الرئيسي لكل هزائمنا العربية الحديثة من عام 1948 إلى عام 1967 إلى وضعنا الحالي حيث نجد أن "خير امة أخرجت الناس " ضمن النظام العالمي الجديد في مؤخرة الامم جميعها ولله الحمد !!!
4- والسجن صورة القبر , ومستودع العظام , يحطم الجسد والروح , لقد وصفه فراس كما أخبرنا الشاعر عبده وازن في ملحق النهار الثقافي حيث خصه بمقال عنوانه – الشاعر السوري فراس سعد سجينا مجهولا – نشر بتاريخ 9/9/2007 , جاء فيه ما يلي :
(( يكتب فراس عن السجن كأنه دخله سابقا ويتحدث عن آلهة الصقيع وكيف يجعل من برده رداء , وكيف يكتب الجدار فوق أضلاعه , وهذه صورة طريفة جدا وأليمة جدا , عوض أن يكتب السجين على جدار السجن يكتب الجدار على ضلوع السجين ! إنها المأساة التي لا يعرفها إلا السجناء وحدهم ))
وإذا كان لكل قاعدة استثناء , فالاستثناء في سوريا هم من كتب السجن على ضلوعهم و خرجوا منه مثقفون يسميهم شيخهم ياسين الحاج صالح – مثقفوا السجن – نضجت ثقافتهم فيه وأنت أقلامهم الساحة السورية بعد ربيع دمشق المؤود , وهم الآن يقبضون على الجمر داخل سوريا .نتوقع من فراس أن يرفد القافلة بعد خروجه من السجن , والدليل على ذلك قوله مخاطبا رب إدارة آلهة الصقيع في جلسة محكمته اليتيمية ما يلي :
(( أنا أحب بلدي , وقد يكون هناك عدم تقدير للحظة السياسية من قبلي , لكن على كل الأحوال عبرت من خلال كتاباتي عن رأي قطاع معين من الناس والتعبير عن الرأي يحتمل الخطأ ))
5- لايسعني بالنهاية إلا ان اضم صوتي إلى صوت الشاعر منذر مصري الذي كتب عن فراس مقالا في جريدة السفير اللبنانية في 24/8/2007 بعنوان"أطلقوا سراح شاعر تنتظره قصائده .... فراس سعد مرقطا بالسياسة والشعر " وأختتمه كما يلي :
(( أطلقوا سراح شاعر تنتظره قصائده , أطلقوا سراح عصفور دوري تنتظره السماء والأشجار وأسطح البيوت وحبال الغسيل , فعصافير الدوري كما يعلم كل مستعبدي الطيور تموت في الأقفاص ))
علي بركات